Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

فرية أن عمر بن الخطاب مس ذكره وهو في الصلاة

فرية أن عمر بن الخطاب مس ذكره وهو في الصلاة



(وروينا ) في ذلك عن عائشة وأبي هريرة وروى الشافعي في كتاب القديم عن مسلم وسعيد عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب بينا هو يؤم الناس إذ زلت يده على ذكره فأشار إلى الناس أن امكثوا ثم خرج فتوضأ ثم رجع فأتم بهم ما بقي من الصلاة .» سنن البيهقي / ج: 1 ص: 131 ،ومصنف عبدالرزاق / ج: 1 ص : 114 و 416 ، وكنز العمال / ج: 9 ص : 478
 
الجواب:
أولا :
بالبحث في كتب أمهات الحديث نجد أن سند هذا الأثر هو كالتالي :

وروى الشافعي في كتاب القديم عن مسلم وسعيد عن بن جريج عن بن أبي مليكة أن عمر بن الخطاب بينا هو يؤم الناس إذ زلت يده على ذكره فأشار إلى الناس أن امكثوا ثم خرج فتوضأ ثم رجع فأتم بهم ما بقي من الصلاة . سنن البيهقي الكبرى ( 1 / 131 ) .

وعن عبد الرزاق عن بن جريج قال سمعت عبد الله بن أبي مليكة يحدث عمن لا أتهم أن عمر بن الخطاب بينا هو قائم يصلي بالناس حين بدأ في الصلاة فزلت يده على ذكره فأشار إلى الناس أن امكثوا وذهب فتوضأ ثم جاء فصلى فقال له أبي لعله وجد مذيا قال لا أدري ... مصنف عبد الرزاق ( 1 / 114 ).
وانتبه الآن إلى ثالثا ..

ثانيا :
إسناده ضعيف :
ابن جريج : هو عبدالعزيز بن جريج مولاهم المكي،قال فيه البخاري:لا يتابع في حديثه،وذكره ابن حبان في الثقات انظر:"تهذيب الكمال"(11/41 ( .
وقال فيه ابن حجر: "لين الحديثانظر:"تقريب التهذيب"(ص:611)

فالحاصل إذن أن ابن جريج ضعيف من جهة حفظه،ولا يغتر بتوثيق ابن حبان مطلقا؛لأنه متساهل في التوثيق حيث إنه يوثق المجاهيل في كتابه "الثقات"،أما الإمام البخاري فهو من طبقة الأئمة المعتدلين الذين يقدم قولهم في الجرح والتعديل عند التعارض، ومما يدل على ضعفه :كلام الحافظ ابن حجر فيه ،وأنه روى هذا الأثر تارة بواسطة كما في مصنف عبد الرزاق وتارة بدون واسطة كما في السنن الكبرى للبيهقي،وهذا يدل على اضطرابه في الحفظ .

ثم حتى لو كان ابن حريج ثقة ولو سلمنا بذلك فرضا ..

فالإسناد الأول لا يصح لوجود مجهول ..

إذ في الطريق الذي أخرجه عبد الرزاق مبهم لم يسم ( ... مليكة يحدث عمن لا أتهم ........)

من هو الذي لا يتهم ؟

إذن في الاسناد مجهول .

والإسناد الثاني منقطع إذ لم يثبت سماع ابن أبي مليكة من عمر بن الخطاب-رضي الله عنه- إذن فالطريق الذي أخرجه البيهقي منقطع .


ثالثا :
-في المتن نكارة واضحة ؛ إذ لا يتصور البتة أن ينزل مني من عمر-رضي الله عنه-بمجرد ملامسته لذكره،مع وجود حائل،ومع كونه لا يقصد ذلك بدلالة قوله )إذ زلت يده على ذكره(، وسيدي عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه بشر وليس بمعصوما عن الخطأ ولم يقل احد بعصمته البتة هذا من جهة.

ومن جهة أخرى لم يأت أي تصريح في كلا الطريقين بأن ثمة منيا خرج من عمر-رضي الله عنه-وذلك من وجهين:

أ-أن عمر-رضي الله عنه- لما سئل_كما جاء ذلك في طريق عبدالرزاق-:هل وجدت منيا؟قال:لا أدري،فهل يعقل شرعا،أوعقلا أوبكل المقاييس أن يقطع عمر-رضي الله عنهصلاته,ويوقف الناس ؛ توهما أو شكا، وهو الفقيه الملهم العارف أتم المعرفة بقواعد الشريعة التي تنص على أن"اليقين لا يزال بالشك"،وفيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:أن عبدالله بن زيد-رضي الله عنه-شكا إليه الرجل الذي يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة،فقال:لا ينفتل أو لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحاخرجه البخاري ومسلم .

ب-أما الطريق الذي أخرجه البيهقي،فلم يأت فيه ذكر شيء على الإطلاق بدلالة قوله
(إذ زلت يده على ذكره).

إذن فالأثر غير صحيح ونأخذه ونضربه في أقرب جدار.