ذكر الآيات التي ادعى الشيعة الإثنا عشرية أنها نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ذكر الآيات التي ادعى الشيعة الإثنا عشرية أنها نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه
يحاول الشيعة جمع أكبر قدر ممكن من الأدلة -كما تقدم- ليستخدموها كسلاح يطعنون به فضلاء الصحابة، بالرغم من أن هذه الأدلة إنما نزلت في المشركين والكفار من أهل الكتاب وغيرهم.
ومن الآيات التي ادعى الشيعة أنها نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
1- قوله تعالى: ((وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ * أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ * سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)) [القلم:10-16] قالوا: إن هذه الآيات نزلت في عمر رضي الله عنه.
قال علي بن إبراهيم القمي: [الحلاف: الثاني([610])، حلف لرسول الله صلى الله عليه وآله أنه لا ينكث عهداً، ((هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)) [القلم:11] قال: كان ينم على رسول الله صلى الله عليه وآله، وينم بين أصحابه ((مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ)) [القلم:12] قال: الخير أمير المؤمنين (ع)، معتد: أي اعتدى عليه. وقوله: ((عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ)) [القلم:13] قال: العتل: عظيم الكفر، والزنيم: الدعي، قال الشاعر:
زنيم تداعاه الرجال تداعياً كما زيد في عرض الأديم الأكارع([611]).
وهذا التفسير منقول عن أبي عبد الله جعفر الصادق([612]).
وقال القمي في موضع آخر أثناء تفسيره لقوله تعالى: ((مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ)) [ق:25]: قوله: ((مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ)) [ق:25]: الخير ولاية علي. وهو الثاني، لما كتب الأول كتاب فدك بردها على فاطمة منعه الثاني، ومزق الكتاب، فهو معتد مريب...
([613]).
وقد مر أن القمي والعياشي أسندا إلى جعفر الصادق، والكليني أسند إلى موسى بن جعفر الكاظم أن الذي مزق كتاب فدك هو عمر، وذلك بعد أن كتبه أبو بكر يرد فدكاً لـ فاطمة، ومما قاله الصادق -كما نسبوا إليه-: (فكتب لها -أي كتب أبو بكر لـ فاطمة - كتاباً بـ فدك، ودفعه إليها، فدخل عمر، فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال أبو بكر: إن فاطمة ادعت في فدك، وشهدت لها أم أيمن وعلي، فكتبت لها بـ فدك، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فمزقه... فخرجت فاطمة عليها السلام من عندهما باكية... إلخ)([614]).
و الشيعة مجمعون على أن عمر رضي الله عنه هو الذي مزق كتاب فدك الذي كتبه أبو بكر يرد فدكاً على فاطمة، فغضبت منه فاطمة، وقالت له: (بقر الله بطنك كما بقرت صحيفتي هذه) فاستجاب الله لها بما فعله به أبو لؤلؤة([615]).
وقال أبو الحسن العاملي: الزنيم هو الثاني([616]).
وقال القمي: قوله: ((إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)) [القلم:15] هو الثاني. ((سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ)) [القلم:16]: قال: في الرجعة([617])، إذا رجع أمير المؤمنين عليه السلام، ويرجع أعداؤه، فيسمهم بميسم معه كما يوسم البهائم([618]) على الخراطيم: الأنف والشفتان([619]) وهذا التفسير الأخير مروي عن أبي عبد الله جعفر الصادق([620]).
مناقشة هذه الأقوال:
إن هذه الآيات التي استدل بها الشيعة نزلت تنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطيع من هذه صفته، وهي عامة في كل من اتصف بهذه الصفات، وعمر رضي الله عنه من أبعد الناس عن الاتصاف بها.
ولم يوافق الشيعة على تأويلاتهم هذه أحدٌ من غيرهم، وقد مال أحدهم -وهو الطبرسي - إلى أن هذه الآيات نزلت في الوليد بن المغيرة ؛ لأوجه الشبه بين الصفات هذه والصفات الأخرى المذكورة في الآيات([621]) المجمع على نزولها فيه([622]).
أضف إلى ذلك وجود ما يخالف القرآن الكريم في هذه التأويلات، منها: ادعاؤهم أن عمر رضي الله عنه سيرجع إلى الدنيا عند خروج مهديهم المزعوم، وهذه العقيدة تخالف نصوص القرآن والسنة التي أكدت أن الإنسان إذا مات لا يرجع إلى الدنيا أبداً؛ قال تعالى: ((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) [المؤمنون:99-100].
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه، فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه»([623]).
أما ما ادعاه الشيعة أن عمر مزق كتاب فدك الذي كان أبو بكر قد أعطاه فاطمة، فدعت عليه فاطمة بان يمزق الله بطنه، فاستجاب الله لها بما كان من صنيع أبي لؤلؤة به، فالقصة كلها مكذوبة من أساسها، وهي من بهتان الشيعة([624])؛ والشيعة يفرحون بمقتل عمر، ويعدون يوم مقتله عيداً من الأعياد، ويعتبرون أبا لؤلؤة المجوسي مسلماً من أفضل المسلمين؛ فقد روى محمد بن رستم الطبري بسنده إلى الحسن بن علي السامري أنه قال: [كنت أنا ويحيى بن أحمد بن جريح البغدادي، فقصدنا أحمد بن إسحاق البغدادي([625]) وهو صاحب الإمام العسكري عليه السلام بمدينة قم([626])، فقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبية عراقية، فسألناها عنه فقالت: هو مشغول وعياله؛ فإنه يوم عيد. فقلنا: سبحان الله! الأعياد عندنا أربعة: عيد الفطر، وعيد النحر، والغدير، والجمعة؟! قالت: روى سيدي أحمد بن إسحاق عن سيده العسكري عن أبيه علي بن محمد عليهما السلام أن هذا يوم عيد، وهو خيار الأعياد عند أهل البيت وعند مواليهم... إلى أن ذكر خروج أحمد بن إسحاق إليهم، وروايته عن العسكري عن أبيه: «أن حذيفة دخل في يوم التاسع من ربيع الأول على رسول الله صلى الله عليه وآله، وذكر له عليه السلام بعض فضائل هذا اليوم، ومثالب من يقتل فيه.
قال حذيفة: قلت: يا رسول في أمتك وأصحابك من يهتك هذا الحرم؟ قال صلى الله عليه وآله: جبت من المنافقين يظلم أهل بيتي، ويستعمل في أمتي الربا، ويدعوهم إلى نفسه، ويتطاول على الأمة من بعدي، ويستجلب أموال الله من غير حله، وينفقها في غير طاعة، ويحمل على كتفه درة الخزي، ويضل الناس عن سبيل الله، ويحرف كتابه، ويغير سنتي... -إلى أن قال- ثم قام رسول الله صلى الله عليه وآله، فدخل بيت أم سلمة، فرجعتُ عنه وأنا غير شاك في أمر الشيخ الثاني، حتى رأيته بعد رسول الله قد فتح الشر، وأعاد الكفر والارتداد عن الدين، وحرف القرآن... واستجاب الله دعاء مولاتي فاطمة على ذلك المنافق، وأجرى قتله على يد قاتله.. إلى أن ذكر دخوله على علي يهنئه بمقتل عمر، وذكر له علي أن هذا العيد له اثنان وسبعون اسماً، منها: يوم تنفيس الكربة، ويوم الثارات، ويوم ندامة الظالم، ويوم فرح الشيعة.... إلخ»([627]).
ثم ترحموا على أبي لؤلؤة في هذه القصة، ووصفوه بأنه كان رجلاً مسلماً، أراد أن ينتقم لظلم أصابه من عمر، ولإهانة لحقته منه([628]). ولقّبوه بـ بابا شجاع الدين([629]).
وقد أظهر الشيعة فرحتهم بمقتل عمر رضي الله عنه، فعقد صاحب كتاب عقد الدرر فصلاً وضع له عنواناً قال فيه: [الفصل الرابع: في وصف حال سرور هذا اليوم على التعيين، وهو من تمام فرح الشيعة المخلصين، وهي كليمات رائقة، ولفيظات شائقة، هو أنه لما طلع الإقبال من مطالع الآمال، وهب نسيم الوصال بالاتصال بالغدو والآصال، بمقتل من لا يؤمن بالله واليوم الآخر: عمر بن الخطاب الفاجر، الذي فتن العباد، ونتج في الأرض الفساد إلى يوم الحشر والتناد، ملأت أقداح الأفراح من رحيق راح الأرواح، ممزوجة بسحيق تحقيق السرور، وبماء رفيق توفيق الحبور..([630])، ثم عقب على هذه الكلمات بالأشعار الطوال التي قيلت ابتهاجاً بمقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه([631]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية حاكياً عن الشيعة: [ولهذا تجد الشيعة ينتصرون لأعداء الإسلام المرتدين، كبني حنيفة أتباع مسيلمة الكذاب، ويقولون: إنهم كانوا مظلومين كما ذكر صاحب هذا الكتاب([632]) وينتصرون لـ أبي لؤلؤة الكافر المجوسي، ومنهم من يقول: اللهم ارض عن أبي لؤلؤة واحشرني معه، ومنهم من يقول في بعض ما يفعله من محاربتهم: وإثارات أبي لؤلؤة ! كما يفعلون في الصورة التي يقدرون فيها صورة عمر من الجبس وغيره، وأبو لؤلؤة كافر باتفاق أهل الإسلام، كان مجوسياً من عباد النيران... فقتل عمر بغضاً في الإسلام وأهله، وحباً للمجوس، وانتقاماً للكفار لما فعل بهم عمر حين فتح بلادهم، وقتل رؤساءهم، وقسّم أموالهم]([633]).
وما زعمه الشيعة من أن عمر قتل يوم التاسع من ربيع غير صحيح، بل الثابت أنه مات في آخر شهر ذي الحجة([634])، وقد ضعف الكفعمي الشيعي قول من قال: إنه مات في التاسع من ربيع، وقال: [طعن في السابع والعشرين من ذي الحجة، ومن زعم أنه قتل في يوم التاسع من ربيع فقد أخطأ]([635]).
وقد زعم هاشم الحسيني أن: [اغتيال عمر كان بمؤامرة مدروسة بين الصحابة أنفسهم، من أبطالها: المغيرة بن شعبة، وسعد بن أبي وقاص، وعمرو بن العاص، وأبو سفيان]([636])وهذا زعم باطل، وطائفته قد أوردت في مصنفاتها أن أبا لؤلؤة قتل عمر ؛ لأنه استهزأ به، ولم يكلم له سيده المغيرة كي يؤدي له حقه كاملاً]([637]).
2- ومن الآيات التي زعموا أنها نزلت في عمر: قوله تعالى: ((ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً)) [المدثر:11-17] إلى قوله: ((سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ)) [المدثر:26-30].
فقد أسند القمي إلى أبي عبد الله جعفر الصادق في تفسير قوله تعالى: ((ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً)) [المدثر:11]، أنه قال: (الوحيد ولد الزنا، وهو زفر([638]).
((وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً)) [المدثر:12] قال: أجلاً إلى مدة، ((وَبَنِينَ شُهُوداً)) [المدثر:13] قال: أصحابه الذين شهدوا أن رسول الله لا يورث. ((وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً)) [المدثر:14]: ملكه الذي ملكه، مهده له. ((ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لآيَاتِنَا عَنِيداً)) [المدثر:15-16]، قال: لولاية أمير المؤمنين عليه السلام جاحداً، عانداً لرسوله الله فيها، ((سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ)) [المدثر:17-18]: فكر فيما أمر به من الولاية، وقدر إن مضى رسول الله صلى الله عليه وآله أن لا يسلم لأمير المؤمنين عليه السلام البيعة التي بايعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ((فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ)) [المدثر:19-20]: قال: عذاب بعد عذاب يعذبه القائم عليه السلام([639]).
ثم نظر إلى النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام، فعبس وبسر مما أمر به ((ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ)) [المدثر:23-24]: قال زفر: إن النبي صلى الله عليه وآله سحر الناس بـ علي عليه السلام، ((إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ)) [المدثر:25]: أي ليس هو وحياً من الله عز وجل، ((سَأُصْلِيهِ سَقَرَ)) [المدثر:26] إلى آخر الآية، فيه نزلت([640]).
وأسند شرف الدين النجفي([641]) في كتابه تأويل الآيات الظاهرة في العترة الطاهرة إلى أبي عبد الله جعفر الصادق في تفسير قوله تعالى: ((سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً)) [المدثر:17] قال: جبل في النار من نحاس يعمل عليه حبتر([642]) ليصعده كارهاً، فإذا ضرب بيديه على الجبل ذابتا حتى تلحق بالركبتين، فإذا رفعهما عادتا، فلا يزال هكذا ما شاء الله([643]).
وأسند إلى الصادق أيضاً في تفسير قوله تعالى: ((سَأُصْلِيهِ سَقَرَ)) [المدثر:26] أن النار هو القائم([644]) وأنه يعذب حبتراً في الرجعة([645]).
مناقشة هذه الأقوال:
إن المذكور في سياق هذه الآيات هو الوليد بن المغيرة المخزومي أحد رؤساء قريش، وهو الذي نزلت فيه هذه الآيات بإجماع مفسري أهل السنة([646]).
وسبب نزول هذه الآيات فيه: ما رواه ابن عباس وغيره من: (أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع منه القرآن، ثم خرج على الناس، وقال عن القرآن: ما هو بشعر ولا بسحر، ولا بهذي من الجنون، وإن قوله لمن كلام الله. فلما سمع كفار قريش كلامه خافوا أن يسلم، فاحتالوا عليه وقالوا له: إنما تدخل على محمد لتصيب من طعامه. فغضب، وقال: لا أدخل على محمد أبداً، وقال عن القرآن: ما هو إلا سحر يؤثر، فأنزل الله هذه الآيات فيه)([647]).
3- ومن الآيات التي ادعوا نزولها في عمر: قوله تعالى: ((وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً)) [الفرقان:55].
فقد قالوا: إن المراد بالكافر هنا: الثاني - عمر -.
قال القمي: [قد يسمى الإنسان رباً لغة لقوله تعالى: ((اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ)) [يوسف:42].
وكل مالك لشيء يسمى ربه، فقوله: ((وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيراً)) [الفرقان:55] قال: الكافر: الثاني، كان على أمير المؤمنين (ع) ظهيراً]([648])، وهذه الآية إنما نزلت في المشركين الذين يعبدون ما لا يملك لهم ضراً ولا نفعاً، ويوالونه ويقاتلون في سبيله، ويعادون الله ورسوله والمؤمنين فيه، ويجتمعون لحرب حزب الله، فيكونون متعاونين في سبيل الشيطان، وعوناً للشيطان على ربه بالعداوة والشرك وعلى هذا إجماع المفسرين([649]).
4- ومنها: قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ)) [المائدة:101].
فقد أسند القمي إلى أبي جعفر الباقر في تفسيره هذه الآية قال: (إن صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها، فأقبلت، فقال لها عمر:([650])غطّي قرطك، فإن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله لا تنفعك شيئاً، فقالت له: هل رأيت لي قرطاً يا ابن اللخناء([651]) ثم دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبرته بذلك وبكته، فخرج رسول الله فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فقال: ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع... -إلى أن قال- ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه؟ فقام إليه عمر([652])، فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، اعف عني عفا الله عنك، فأنزل الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ)) [المائدة:101)]([653]).
ويريد الشيعة بهذه الرواية أن يدللوا على أن عمر ولد زنا -حاشاه- ورضي الله عنه.
وهذه القصة التي أوردها الشيعة مكذوبة، وقد ورد عند أهل السنة قصة شبيهة بها، إلا أنه ليس فيها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [ما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه]، وإنما الذي قاله: «ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع، كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فإنها موصولة في الدنيا والآخرة»([654])، وهذا الحديث أخرجه البزار في مسنده، وفيه إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل الحضرمي، قال عنه أبو الفتح الأزدي والدارقطني، وابن حجر، والهيثمي: متروك الحديث([655]).
وعلى هذا فالحديث ضعيف لا يعتد به، ولو قيل بصحته فلا مطعن فيه بـ عمر رضي الله عنه.
5- ومن الآيات: قوله تعالى: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) [المجادلة:14-17] إلى قوله سبحانه: ((أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ)) [المجادلة:19].
قال القمي: [نزلت في الثاني([656]) ؛ لأنه مر به رسول الله صلى الله عليه وآله وهو جالس عند رجل من اليهود يكتب خبر رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنزل الله جل ثناؤه: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) [المجادلة:14] فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: «رأيتك تكتب عن اليهود، وقد نهى الله عن ذلك. فقال: يا رسول الله كتبت عنه ما في التوراة من صفتك، وأقبل يقرأ ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو غضبان، فقال له رجل من الأنصار: ويلك أما ترى غضب النبي صلى الله عليه وآله عليك؟ فقال: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، إني إنما كتبت ذلك لما وجدت فيه من خبرك، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فلان لو أن موسى بن عمران فيهم قائماً، ثم أتيته رغبة عما جئت به لكنت كافراً بما جئت به» وهو قوله: ((اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً)) [المجادلة:16] أي: حجاباً بينهم وبين الكفر، وإيمانهم إقرار باللسان وخوف من السيف، ورفع الجزية([657]).
المناقشة:
هذه الآيات أنزلها الله تبارك وتعالى منكراً على المنافقين موالاتهم الكفار في الباطن، وهم في نفس الأمر لا معهم ولا مع المؤمنين، ثم ذكر من صفتهم أنهم يحلفون على الكذب، ويقولون للمؤمنين إذا لقوهم: آمنّا، وإذا جاؤوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم حلفوا له بالله أنهم مؤمنون، وهم في ذلك يعلمون أنهم يكذبون فيما حلفوا به؛ لأنهم لا يعتقدون صدق ما قالوه.
وهذه الآيات عامة في جنس المنافقين الذين هذه صفتهم، ولم يرد في تأويلها ذكر لهذه القصة التي أوردها الشيعة عند أحد من المفسرين([658]).
وقد جاء في مسند الإمام أحمد: «أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب، فقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم حيّاً ما وسعه إلا أن يتبعني».([659]).
-وفي رواية- فقال عمر: «رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، قال: فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم».([660]).
على أن روايات هذا الحديث جميعها لا تخلو من قادح؛ ففي إحدى رواياته جابر الجعفي، كذبه وترك حديثه أبو حنيفة، ويحيى القطان، وليث بن أبي سليم، والنسائي، وأبو داود. وقال عنه سفيان وجرير بن عبد الحميد وزائدة بن قدامة: كذاب، كان يؤمن بالرجعة([661])، وخلاصة القول فيه أنه رافضي من السبئية.
وفي الروية الثانية: مجالد بن سعيد، وقد ذكر علماء الجرح والتعديل أن أحمد، والقطان، والدارقطني، وغيرهم ضعّفوه، وذكر بعضهم أنه كان شيعياً([662]).
والرواية الباقية فيها: عبد الرحمن بن إسحاق، أبو شيبة الواسطي، ضعّفوه، وقال عنه ابن معين: متروك، وقال أحمد: ليس بشيء منكر الحديث، وقد ضعّفه النسائي وغيره([663]).
وبناء على ذلك فلا يحتج بهذا الحديث.
ولو فرضنا أن هذا الحديث صحيح، فليس فيه ما يقدح في عمر رضي الله عنه؛ فإنه كان لا يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يغضب إذا قرأ أحد من أصحابه في كتب أهل الكتاب.
وعندما علم استرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رضي كما جاء في هذه الرواية الضعيفة.
وقد روى الشيعة أن إمامهم السابع: (موسى الكاظم) كان يقرأ التوراة والإنجيل([664]).
والنهي عن التحديث عن أهل الكتاب كان في أول الأمر، ثم نسخ بقوله صلى الله عليه وسلم: [...وحدثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج...]([665]).
6- ومن الآيات التي ادعى الشيعة الإثنا عشرية نزولها في عمر رضي الله عنه، قوله تعالى: ((وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)) [الكهف:51].
فقد أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله: «إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: اللهم أعز الإسلام بـ عمر بن الخطاب، أو بـ أبي جهل بن هشام فأنزل الله هذه الآية يعنيهما»([666])، وأسند محمد بن العباس بن الماهيار إلى أبي عبد الله جعفر الصادق نحوه([667]).
المناقشة:
هذه الآية والآيات التي قبلها والتي بعدها عامة في المشركين الذين اتخذوا من دون الله إبليس وذريته أولياء ليكونوا لهم عزاً، وليست كما زعم الشيعة بإجماع المفسرين([668]).
ثم إن الشيعة بقولهم بهذا التأويل قد وقعوا في تناقض كبير؛ فإنهم يزعمون أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أذل قريش حسباً، ومن ألأمهم نسباً، ثم زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب من ربه أن يعز الإسلام به. وهذا يدل على مكانته في قومه، والصحيح الثابت عند أهل السنة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا ربه أن يعز الإسلام ويؤيده بأحد الرجلين؛ بـ عمر، أو بـ أبي جهل بن هشام، فأيد الله عز وجل بـ عمر بن الخطاب رضي الله عنه([669]).
وقد أخبر جمع من الصحابة عن إسلام عمر أنه كان عزاً للإسلام وأهله؛ فقد روى البخاري بسنده قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يخبر عن عز المسلمين بإسلام عمر رضي الله عنه: (ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر)([670]).
وقال ابن مسعود رضي الله عنه في موضع آخر يحكي عن عمر رضي الله عنه: (إن إسلامه كان فتحاً، وإن هجرته كانت نصراً، وإن سلطانه كان رحمة)([671])، وقال: (ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر بن الخطاب، فلما أسلم قاتل قريشاً حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه)([672]).
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (لما أسلم عمر، قال المشركون: قد انتصف القوم منا)([673]).
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه يحكي عن عمر رضي الله عنه: (كان إسلامه عزاً، وكانت إمارته فتحاً)([674]).
وهذه الأقوال من الصحابة تدل على إجابة الله عز وجل لدعوة نبيه، وإعزازه الإسلام بأحد الرجلين؛ وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
ولقد تحقق بإسلام عمر عز الإسلام باعتراف الشيعة أنفسهم؛ فقد ذكر حيدر الآملي -الذي يعتبر من أشد الشيعة بغضاً للصحابة- أن عمر أسلم بعد تسعة وثلاثين رجلاً، وقال عنه: [فأسلم بعد إسلام أبي بكر بست سنين، وكان هو خاتم الأربعين... فلما صار النبي صلى الله عليه وآله في أربعين رجلاً من الصحابة ظهر ونطق وقام وادعى ما ادعى]([675]).
وذكروا أيضاً في الغزوات الحيدرية أن عمر استأذن رسول الله بعد إسلامه أن يذهب إلى المسجد الحرام ويصلي فيه بدون خوف ولا صعوبة صلاة جماعة... وكان عمر أمامهم متوشحاً سيفه ومعه جماعته، وخلفه الصحابة فرحين مستبشرين إذ دخلوا بيت الله بدون خوف ولا خطر... وكان الأشرار من الكفار ينظرون، لكنهم لا يستطيعون أن يقاوموهم([676]).
ولقد حاول البياضي رد حديث: «اللهم أعز الإسلام بأحد الرجلين..»، مدعيا أن عمر قد فر في كثير من المعارك، ومن كانت هذه حاله، فلا عز له([677]). وقد تقدم تفنيد زعمه، ومزاعم طائفته في دعواهم فرار عمر رضي الله عنه([678]).
7- ومن الآيات التي ادعوا أنها نزلت في عمر رضي الله عنه: قوله تعالى: ((قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً * أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنْ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً)) [الأحزاب:18-19].
قال القمي: نزلت في رجل من المهاجرين، وهو الثاني لما قال لـ عبد الرحمن بن عوف: (هلم ندفع محمداً صلى الله عليه وآله إلى قريش فنلحق نحن بقومنا) وفي رواية قال لـ عبد الرحمن: (أما ترى هذا الشيطان عمرو([679]) ! أما والله ما يفلت من بين يديه أحد، فهلموا ندفع إليه محمد صلى الله عليه وآله ليقتله، ونلحق نحن بقومنا، فأنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله في ذلك الوقت: ((قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ)) [الأحزاب:18] إلى قوله: ((وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً)) [الأحزاب:19)]([680]).
المناقشة:
هذه الآيات نزلت في نفر من المنافقين كانوا يعوقون الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيصدونهم عنه وعن شهود الحرب معه نفاقاً منهم، وتخذيلاً عن الإسلام وأهله.
وهؤلاء المنافقون كانوا يدعون لأنفسهم المقامات العالية في الشجاعة والنجدة في حال الأمن، أما عند البأس فهم أجبن قوم وأخذلهم للحق، - وبهذا التفسير قال مفسرو أهل السنة([681]).
أما ادعاء الشيعة أنها نزلت في عمر رضي الله عنه، فهو مجرد افتراء لا دليل عليه.
8- ومن الآيات التي ادعى الشيعة نزولها في عمر رضي الله عنه: قوله تعالى: ((عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)) [الانفطار:5].
فقد قال شرف الدين النجفي: نزلت في الثاني؛ يعني ما قدمه من ولاية أبي فلان ومن ولاية نفسه، وما أخره من ولاه الأمر بعد([682]).
والصحيح أن هذه الآية عامة في جنس الإنسان؛ فإنه يجد يوم القيامة ما قدم من عملٍ خير أو شر، وما أخّر من سنة حسنة أو سيئة؛ لأن له أجر ما سنّه من السنن الحسنة وأجر من عمل بها، وعليه وزر ما سنّه من السنن السيئة ووزر من عمل بها([683]). وليس تفسيرها كما زعم الشيعة.
9- ومنها: قوله تعالى: ((وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ)) [البقرة:204-206].
فقد قال القمي: نزلت في الثاني، وقيل في معاوية([684]) ونقل الكاشاني قول القمي، وعقب عليه بقوله: [أقول: تشمل عامة المنافقين، وإن نزلت خاصّة]([685]).
وأسند القمي إلى الصادق قوله في تفسيرها: (الحرث في هذا الموضع: الدين، والنسل: الناس)([686]).
وأسند العياشي إلى علي بن أبي طالب قوله في تفسيرها: (ويهلك الحرث والنسل بظلمه وسوء سيرته)([687]).
ويقال للشيعة: إن هذه الآيات عامة في جميع المنافقين. وقيل: نزلت في الأخنس بن شريق الثقفي([688]) ولم يقل أحد إنها نزلت في عمر إلا الشيعة، والشيعة أنفسهم لم يستقروا على قول في تعيين الذي نزلت فيه؛ فتارةً يقولون: نزلت في عمر، وأخرى يقولون: نزلت في معاوية.
أما معنى الحرث: فهو الزرع، والنسل: نسل الناس والأنعام- بإجماع المفسرين([689]).
وهناك آيات كثيرة حذر الله فيها عباده المؤمنين من الشيطان، وإضلاله، ونزغه، وزعم الشيعة أن المراد بالشيطان فيها: أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، ومنها:
1- قوله تعالى: ((وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)) [الزخرف:57-58] إلى قوله تعالى: ((وَلا يَصُدَّنَّكُمْ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)) [الزخرف62] فقد قالوا: إن الشيطان هو: عمر، وكان يصد الناس عن أمير المؤمنين؛ قاله القمي([690]) والكاشاني([691]) والبحراني([692])، وأبو الحسن العاملي([693]).
قال العاملي في مقدمة البرهان: [قال بعض العلماء: وجه تسميه الثاني بالشيطان: أن ولد الزنا، بل غير الشيعة مطلقاً يخلق من ماء الرجل وماء الشيطان]([694]).
وقال الكاشاني: [لعل ذلك لأن ولد الزنا يخلق من ماء الزاني والشيطان معاً]([695]).
أما سبب نزول هذه الآيات:
فقد روى القمي بسنده إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه إذ قال: إنه يدخل عليكم الساعة شبيه عيسى بن مريم، فخرج بعض من كان جالساً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون هو الداخل، فدخل علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال الرجل لبعض أصحابه: أما يرضى محمد أن فضّل علياً علينا حتى يشبهه بـ عيسى بن مريم، والله لآلهتنا التي كنا نعبدها في الجاهلية أفضل منه، فأنزل الله في ذلك المجلس: (وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَضجُونَ)» فحرفوها: يصدون (وقالوا ءآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون، إن علي إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل)، فمحي اسمه عن هذا الموضع([696]) وقد أسند فرات الكوفي نحواً من هذه الرواية إلى أبي ذر الغفاري([697]). وأسند رواية أخرى إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وفيها قوله: «إني جالس عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قال: يا علي ! إن فيك مثلاً من عيسى بن مريم، إن اليهود أبغضوه حتى بهتوه وبهتوا أمه، وإن النصارى أحبوه حباً جعلوه إلهاً، وإنه يهلك فيك رجلان: محب مفرط ومبغض مفتر، يقول فيك ما ليس فيك، فبلغ ذلك ناساً من قريش فضجوا وقالوا: جعل له مثل عيسى بن مريم، كيف يكون ذلك؟ فنزل: ((وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ)) [الزخرف:57]» قالوا: يضجون.([698]).
فمن هم الناس الذين ضجوا حين بلغتهم هذه المقالة؟
رواية الكليني التي أسندها إلى أبي بصير ؛ الليث بن البختري تدل على أن أبا بكر وعمر كانا من بين القائلين؛ ففي الكافي عن أبي بصير قال: «بينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم جالس إذ أقبل أمير المؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: إن فيك شبهاً من عيسى بن مريم، لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك قولاً لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة، قال: فغضب الأعرابيان([699]). والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم، فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلاً إلا عيسى بن مريم، فأنزل الله على نبيه: (ولما ضرب ابن مريم مثلاً...) - إلى قوله: (لجعلنا منكم -يعني من بني هاشم- ملائكة في الأرض يخلفون»([700]).
وقد أسند الصدوق والمفيد ومحمد بن العباس بن الماهيار إلى جابر بن عبد الله الأنصاري نحواً من هذه الرواية([701]).
وقد ذكرت رواية الصدوق عمر بن الخطاب كأحد الأعرابيين([702]).
وقد تقدم أنهم قالوا: إن الشيطان الذي صد الناس عن ولاية علي بن أبي طالب هو عمر بن الخطاب.
المناقشة:
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في سبب نزول هذه الآيات قوله: «إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـقريش: يا معشر قريش! لا خير في أحد يعبد من دون الله، قالوا: ألست تزعم أن عيسى كان عبداً نبياً وعبداً صالحاً؟ فإن كان كما تزعم فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عيسى وعزير والملائكة فهؤلاء عبدوا من دون الله، فأنزل الله هذه الآيات».
وقيل في سبب نزولها: لما شبّه الله عز وجل عيسى في إحداثه وإنشائه إياه من غير فحل بـ آدم، فمثله به بأنه خلقه من تراب من غير فحل قال المشركون: ما يريد محمد منا إلا أن نعبد المسيح كما عبدته النصارى. فأنزل الله هذه الآيات([703]).
ولم يقل أحد ما قالت الشيعة من أنها نزلت لما شبه الرسول صلى الله عليه وسلم علياً بـ عيسى بن مريم.
أما حديث: «يا علي إن فيك من عيسى مثلاً...» فقد ضعفه الذهبي، وقال: فيه الحكم بن عبد الله وهّاه ابن معين([704])، ولو افترضنا صحته جدلاً فإن جزأه الأخير يصدق على الشيعة الإثني عشرية الذين غلوا في علي ورفعوه فوق منزلته حتى جعلوا له منزلة أعلى من منزلة الملائكة والنبيين.
أما المراد بالشيطان في قوله تعالى: ((وَلا يَصُدَّنَّكُمْ الشَّيْطَانُ)) [الزخرف:62]: فهو إبليس اللعين، حذر الله عباده منه أن يصدهم عن اتباع الحق، وأخبرهم أنه من أعداء الإنسان الظاهري العداء([705]).
وقول الشيعة: إن المراد به عمر يعد إلحاداً في كتاب الله عز وجل.
2- ومن الآيات التي جاء فيها ذكر الشيطان، وزعم الشيعة أن المراد به عمر رضي الله عنه:
قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ)) [محمد:25] إلى قوله تعالى: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)) [محمد:28].
فقد قالوا: إن الشيطان الذي هيّن لهم ترك ولاية علي هو عمر رضي الله عنه: أسند القمي إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قوله في تفسير هذه الآية: ((ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ)) [محمد:25] عن الإيمان بتركهم ولاية علي أمير المؤمنين عليه السلام الشيطان: يعني فلاناً، سول لهم([706]).
ووضع الكاشاني والبحراني: (الثاني) موضع (فلاناً)([707]). وقد فسروا: ((سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ)) [محمد:25]: أي هيّن، وبسط لهم أن لا يكون مما يقول محمد شيء([708]) وهذا بزعمهم إيجاب منه لبيعة أبي بكر على الناس؛ فإنهم يقولون: [إن عمر وطأ الخلافة لـ أبي بكر وأوجبها على الناس بالقوة والتهديد والقهر]([709]).
وهذا التفسير من جعفر الصادق يفهم منه أن الذي هيّن على من ارتد ترك ولاية علي هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأن الذين نزلت فيهم هذه الآيات هم من ارتدوا عن ولاية علي من الصحابة رضي الله عنهم.
و الكليني قد أسند إلى جعفر الصادق قولاً مشابهاً لقوله السابق في تفسير هذه الآيات، إلا أنه قال فيه عن هذه الآيات إنها نزلت في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ومما قاله في تفسير: ((إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ)) [محمد:25]: فلان وفلان ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام([710]) وقال في تفسير قوله تعالى: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ)) [محمد:26] نزلت والله فيهما وفي أتباعهما([711]).
وقال القمي في تفسير قوله تعالى: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ)) [محمد:28] يعني موالاة فلان وفلان ظالمي أمير المؤمنين عليه السلام([712]) ((فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)) [محمد:28]: يعني التي عملوها من الخيرات([713]).
المناقشة:
هذه الآيات نزلت في المنافقين واليهود من أهل الكتاب؛ حيث إن المنافقين قالوا لليهود الذين كرهوا ما نزل الله: سنطيعكم في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومخالفة ما جاء به، ويؤكد هذا قوله تعالى: ((أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ)) [الحشر:11]وقيل: نزلت في أهل الكتاب الذين كفروا بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد ما عرفوا نعته عندهم([714]).
3- ومن الآيات التي ذكر فيها الشيطان، وقال الشيعة إن المراد به عمر رضي الله عنه:
قوله تعالى: ((وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنْ الأَسْفَلِينَ)) [فصلت:29].
فقد ذكروا أن الذي أضل الناس من الجن هو عمر رضي الله عنه، وأنه كان شيطاناً.
أسند الكليني إلى جعفر الصادق قوله في تفسير هذه الآية: (هما، وكان فلان([715]) شيطاناً، وفي رواية: هما والله هما -ثلاثاً-)([716]).
وقد ذكر المجلسي في معرض كلامه على رواية الكليني أن المراد بقول الصادق: هما؛ أبو بكر وعمر.([717]).
وقد نقل البياضي قول جعفر الصادق، وعلّق عليه بقوله: هما: الأول والثاني([718])، ثم ذكر قول علي في تفسير هذه الآية، وفيه: (أول من يدخل النار في مظلمتي عتيق وابن الخطاب)([719]).
وأسند أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه([720]) إلى جعفر الصادق حديثاً طويلاً يصف فيه حال أبي بكر وعمر يوم القيامة: فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط من نار، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مغربها، ولو وضعت على جبال الدنيا لذابت حتى تصير رماداً، فيضربان بها ثم يجثو أمير المؤمنين عليه السلام للخصومة مع الرابع([721])، ويذهب الثلاثة([722]) في جب فيطبق عليهم لا يراهم أحد ولا يرون أحداً، فيقول الذين كانوا في ولايتهم: ((رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنْ الْجِنِّ وَالإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنْ الأَسْفَلِينَ)) [فصلت:29]([723]).
وهذه الروايات التي تقدمت تفيد أن اللذين أضلاّ الناس هما أبو بكر وعمر - على حد قول الشيعة - فالذي من الأنس أبو بكر، والذي من الجن عمر لقول جعفر: وكان فلان شيطاناً، وتقدم معنا أنهم يعنون به عمر رضي الله عنه.
إلا أن القمي ذكر تفسيراً مخالفاً لهذه التفاسير فقال: [قال العالم([724]): من الجن إبليس الذي دل على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله في دار الندوة، وأضل الناس بالمعاصي، وجاء بعده وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أبي بكر وبايعه([725]) ومن الإنس عمر]([726])([727]).
فذكر أن عمر رضي الله عنه من الإنس لا من الجن كما ذكرت الروايات السابقة، وهذا التفسير من القمي مخالف لتفسير الباقين من الشيعة، سيّما وأن عمدتهم في ذلك قول الصادق المتقدم.
المناقشة:
يخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية عن مقولة الذين كفروا بعد أن يدخلوا جهنم، وطلبهم من ربهم أن يريهم اللذين أضلاهم من الجن والإنس كي يجعلوهما أسفل منهم في جهنم ليكونا أشد منهم عذاباً، والذي أضلهم من الجن: إبليس الأبالسة؛ لأنه الداعي إلى كل شر من شرك فما دونه، والذي أضلهم من الإنس: ابن آدم الذي قتل أخاه؛ لأنه أول من سنّ القتل. وهذا التفسير مروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من عدة طرق أسندها إليه ابن جرير الطبري ؛ فمن طريق السدي عن علي قوله في تفسير هذه الآية: [إنهما ابن آدم القاتل، وإبليس الأبالسة، فأما ابن آدم فيدعو به كل صاحب كبيرة دخل النار من أجل الدعوة، وأما إبليس فيدعو به كل صاحب شرك، يدعوانهما في النار]([728])ولم يرد عن أحد من المفسرين ما يعارضه مطلقاً، ويشهد لهذا التفسير ما روي في الصحيحين وغيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل»([729]) أما ما زعمه الشيعة، فلم يقل به أحد من المفسرين.
4- ومن الآيات التي ذكر الشيعة أن المراد بالشيطان المذكور فيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قوله تعالى: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)) [الأنعام:112].
فقد ذكروا أن المراد بشياطين الجن: عمر رضي الله عنه.
أسند القمي إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قال: (ما بعث الله نبياً إلا في أمته شيطانان([730]) يؤذيانه ويضلان الناس بعده... وأما صاحبا محمد فحبتر وزريق)([731])وفي رواية: (فحبتر وزلام)([732]).
ومراد الشيعة بحتبر وزريق: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. ويشهد لذلك ما ذكره المجلسي معلقاً على إحدى روايات العياشي التي أسندها إلى جعفر الصادق وفيها وقوله: (يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب، بابها الأول للظالم وهو زريق وبابها الثاني لحبتر.. إلخ)([733])وقد علق المجلسي على هذه الرواية بقوله: [زريق كناية عن الأول؛ لأن العرب تتشاءم بزرقة العين، والحبتر هو الثعلب، ولعله إنما كنى عنه لحيلته ومكره، وفي غيره من الأخبار وقع العكس، وهو أظهر؛ إذ تفسير الحبتر بالأول أنسب، ويمكن أن يكون هنا أيضاً المراد ذلك، وإنما قدم الثاني لأنه أشقى وأفظ وأغلظ([734])، وبنحو هذا القول قال الكاشاني([735]).
فـ الشيعة إذاً متفقون على أن المراد بحبتر وزريق: أبو بكر وعمر، ولكن الخلاف وقع بينهم في تحديد حبتر أو زريق؛ فهم تارة يطلقون (زريق) على أبي بكر([736]) وتارة على عمر([737]) وأحياناً يطلقون (حبتر) على أبي بكر([738]) وأحياناً على عمر([739])، وهكذا.
والمراد هنا أنهم قصدوا بأحد الشيطانين عمر رضي الله عنه، وبالآخر أبا بكر الصديق رضي الله عنه.
المناقشة:
هذه الآية خطاب من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم يقول له: كما جعلنا لك يا محمد أعداء يخالفونك ويعادونك ويعاندونك، جعلنا لكل نبي من قبلك أيضاً أعداء، فلا يحزنك ذلك.
وقوله تعالى: ((شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ)) [الأنعام:112] بدل من (عدواً) وهو يدل على أن الأعداء جماعة، وليسوا اثنين كما زعم الشيعة([740]).
وقد خالف بعض الشيعة في تفسير هذه الآية، فقال رجب البرسي في تفسيرها: [عدو محمد صلى الله عليه وآله أبو جهل وأبو لهب]([741])ولكن يحتمل أن يكون هذين الاسمين من أسماء الشيخين في الباطن عند الشيعة، لذلك لا يجزم بمخالفته.
5- ومن الآيات التي ذكر الشيعة أن المراد بالشيطان المذكور فيها عمر: قوله تعالى: ((قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ)) [ق:27].
فقد قالوا: إن القرين هو عمر رضي الله عنه.
قال القمي: [وأما قوله: ((قَالَ قَرِينُهُ)) [ق:27] أي شيطانه وهو حبتر، ((رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ)) [ق:27] يعني زريقاً، ((وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ)) [ق:27]، فيقول الله لهما: ((قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ)) [ق:28-29] أي ما فعلتم لا يبدل حسنات، ما وعدته لا أخلفه([742]).
المناقشة:
أخبر الله جل شأنه في سورة الزخرف عن مصير الذي يعرض عن آيات ربه ويتغافل عنها أنه يقيض له من الشياطين من يضله ويهديه إلى سواء السبيل، وفي هذه الآية يخبر عن حال المعرض وحال قرينه إذا جاء يوم القيامة، حيث يتبرأ القرين من المقارن، ويقول القرين -الذي هو الشيطان-: ربنا ما أطغيته، ولكنه كان بعيداً عن الحق معرضاً عنه، فدعوته فاستجاب لي، ويتخاصم القرين مع المقارن، فينهاهم الله عن الخصام في موقف الحساب، ويخبرهم أنه قد قضى عليهم بالعذاب، ولا تبديل لقوله سبحانه وتعالى([743]).
وكل إنسان معه قرين، وفي الصحيح: «ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن»([744]).
6- ومن الآيات التي ذكر فيها الشيطان، وزعم الشيعة أن المراد به عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قوله تعالى: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً)) [الفرقان:29].
فقد ذكروا أن الشيطان الذي خذل الظالم هو عمر رضي الله عنه، وأن الظالم هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، قال القمي: قوله: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ)) [الفرقان:27] قال: الأول يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً، قالوا أبو جعفر عليه السلام: (يقول: يا ليتني اتخذت مع الرسول علياً ولياً: ((لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً)) [الفرقان:28] يعني الثاني).
((لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي)) [الفرقان:29] يعني الولاية. ((وَكَانَ الشَّيْطَانُ)) [الفرقان:29] وهو الثاني: ((لِلإِنسَانِ خَذُولاً)) [الفرقان:29]([745]).
وقد روى السياري([746]) بسنده إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وسلم، وإنها لفي مصحف علي بن أبي طالب عليه السلام: (يا ليتني لم أتخذ زفراً خليلاً))([747])وزفر من الألقاب التي تطلقها الشيعة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأسند شرف الدين النجفي في كتابه تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة إلى جعفر الصادق أنه قال: (والله ما كنى الله في كتابه حتى قال: ((يَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً)) [الفرقان:28]، وإنما هي في مصحف علي: (يا ويلتى ليتني لم أتخذ الثاني خليلاً) وسيظهر يوماً)([748]).
قال أبو الحسن العاملي: [الثاني كان خليلاً للأول]([749])وقال في موضع آخر: [الظالم هو الأول]([750]).
وقد صرح الشيعة أن المراد بالظالم وفلان في هذه الآية أبو بكر وعمر رضي الله عنهما؛ فقد ذكر سليم بن قيس أن أبا بكر قال عند موته: (لعن الله ابن صهاك، هو الذي صدني عن الذكر بعد إذ جاءني)([751]).
وذكر البياضي أن أبا بكر وعمر: يتبرأ كل منهما من صاحبته، يقول لقرينه إذا التقيا: (يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلاً...)([752]).
ولكن: هناك أقوال لبعض الشيعة يذكرون فيها أن الظالم هو عمر رضي الله عنه، وأن الذي أضله عن الذكر بعد إذ جاءه هو أبو بكر رضي الله عنه.
قال المجلسي: قد ورد في الأخبار أن المراد بفلان في الآية: أبو بكر، الذكر: هو ولاية علي (ع)([753]).
ونقل في كتابه تذكرة الأئمة أن قوله تعالى: ((يَا وَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلًا)) [الفرقان:28]، من الآيات المحرفة وأنها إنما أنزلت: (ليتني لم أتخذ أبا بكر خليلاً) فمحي اسم أبي بكر، ووضع موضعه فلان([754]).
وقد ذكر الشيعة أن هذا القول يصدر منهما نتيجة ندمهما على ما فرطا في حق علي وآل البيت، وذلك حين لا ينفع الندم؛ قال النعماني: [حتى كأن الناس ما سمعوا قول الله عز وجل في كتابه حكاية لقول الظالمين من هذه الأمة يوم القيامة؛ عند ندمهم على فعلتهم بعترة نبيهم وكتاب ربهم حيث يقول: ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً)) [الفرقان:27]... فما هذا الذكر الذي أضله خليله عنه بعد إذ جاءه؟ أليس هو القرآن والعترة الذين وقع التوازر والتظافر على الظلم لهم والنبذ لهما... ((وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً)) [الفرقان:29] فجعل مصاحبته خليله الذي أضله عن الذكر في دار الدنيا وخذله في الآخرة، ولم تنفعه خلته ومصاحبته إياه حين تبرأ كل واحد من صاحبه: مصاحبة الشيطان...([755]).
وقال محمد رضا الحكيمي -وهو من الشيعة المعاصرين-:
((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ)) [الفرقان:27]: رجل من بني عدي، ويعذبه علي عليه السلام، فيعض على يديه، ويقول العاض؛ وهو رجل من بني تيم: يا ليتني كنت ترابياً؛ أي شيعياً([756]).
المناقشة:
يصف الله سبحانه وتعالى مشهداً من مشاهد يوم القيامة يصور فيه حال الظالم لنفسه المشرك بربه، وهو يعض على يديه ندماً وأسفاً على ما فرط في جنب الله، وأوبق نفسه بالكفر به في طاعة خليله الذي صده عن سبيل ربه، يقول: [يا ليتني اتخذت في الدنيا مع الرسول طريقاً إلى النجاة من عذاب الله، ولم أوبق نفسي في طاعة خليل صدني عن الإيمان بالله].
وقد أجمع المفسرون على أن هذه الآية نزلت في عقبة بن أبي معيط الذي كان خليلاً لـ أبي بن خلف - وقيل: لـ أمية بن خلف - وكانا متحالفين، فأسلم عقبة، فقال له أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمداً، فكفر وارتد، فأنزل الله هذه الآية([757]) أما ما زعمه الشيعة من أنها نزلت في الشيخين رضي الله عنهما، وأن عمر هو الشيطان الذي صد أبا بكر عن ولاية علي بن أبي طالب، فهو لعمر الله إلحاد في آيات الله، وتشبيه لأفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين بشرّ الناس من الكافرين والمشركين.
7- ومن الآيات التي ذكر فيها الشيطان، وذكر الشيعة أن المراد بها عمر رضي الله عنه: قوله تعالى: ((حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ)) [الزخرف:38] إلى قوله تعالى: ((فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ)) [الزخرف:41].
وقد ذكروا أن القرين -أي: الشيطان- هو عمر رضي الله عنه، وأن الذي يتبرأ منه هو أبو بكر رضي الله عنه.
فقد روى القمي بسنده عن أبي جعفر الباقر قال: (نزلت هاتان الآيتان هكذا، قول الله: (حتى إذا جاءانا) يعني فلاناً وفلاناً يقول أحدهما لصاحبه حين يراه: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين، فقال الله لنبيه: قل لفلان وفلان وأتباعهما: (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم آل محمد حقهم أنكم في العذاب مشتركون... ثم قال الله لنبيه:...فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون) يعني من فلان وفلان...)([758]).
وفي خطبة طويلة نسبوها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال فيها: (تقمصها دوني الأشقيان، ونازعاني فيما ليس لهما بحق وركباها ضلالة... حتى إذا التقيا يقول أحدهما لقرينه: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين، فيجيبه الأشقى: يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً...)([759]).
وقد ذكر المجلسي أن المراد بهما أبو بكر وعمر، وعلّق على خطبة علي بقوله: [إنها إخبار عما يكون من حالهما بعد ذهابهما إلى عذاب الله يقول لقرينه -أي أبو بكر لـ عمر - والأشقى هو عمر...]([760]).
المناقشة:
يخبر الله عز وجل في هذه الآيات وفي التي قبلها عن مصير الذي يعرض عن آياته ويتغافل عنها، أنه يقيض له من الشياطين من يضله ويهديه إلى صراط الجحيم، فإذا وافى الله عز وجل يوم القيامة يتبرم بالشيطان الذي وكل به ويقول له: يا ليت بيني وبينك كما بين المشرق والمغرب فبئس القرين، وعلى هذا إجماع المفسرين([761]). والمراد بالقرين: الشيطان الذي يضل ابن آدم، والمقارن: المعرض عن آيات ربه المتعامي عنها، ولم ينقل عن أحد من المفسرين خلاف هذا.
8- ومنها: قوله تعالى: ((وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ)) [الحديد:14].
فقد قالوا: إن الغرور هو عمر رضي الله عنه؛ فقد روي عن جعفر الصادق في تفسير هذه الآية قوله: ((الغرور): يعني الشيطان، تأويله بالثاني)([762])، ويقال للشيعة: إن المراد بالغرور في هذه الآية: الشيطان- بإجماع المفسرين([763])- فإنه قد أضل كثيراً من بني آدم فخدعهم، فلم يزالوا مخدوعين به حتى قذفهم الله في النار.
والذي استدل به الشيعة جزء من آية يخبر الله فيها عن مشهد من مشاهد يوم القيامة، حين يطفأ النور على المنافقين فيقولون للمؤمنين: انظرونا نقتبس من نوركم فإنا كنا معكم في الدنيا، فيقول لهم المؤمنون: ارجعوا من حيث جئتم من الظلمة فالتمسوا هنالك النور، فإنكم تربصتم بالحق وأهله، وشككتم في توحيد الله وفي نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حتى جاء قضاء الله بمناياكم فاجتاحتكم، وأنتم الآن مخدوعون بالأماني، ومخدوعون بالشيطان الذي خدعكم بالله، فأطمعكم بالنجاة من عقوبته والسلامة من عذابه([764])!.
ولم يقل أحد من المفسرين: إن المراد بالشيطان: عمر رضي الله عنه، وهناك آيات أخرى زعم الشيعة أنها نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه، منها: قوله تعالى: ((فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ)) [الفجر:25-26]([765])، وقوله تعالى: ((فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً)) [مريم:84]([766]) وغير هذه الآيات.
([610]) في الطبعة الحديثة: وضع (فلان) موضع الثاني.
([611]) تفسير القمي ط.حجرية (ص:341-342)، ط.حديثة (2/380). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/730)، والبرهان للبحراني (4/370-371).
([612]) البرهان للبحراني (4/371).
([613]) تفسير القمي (2/326)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/601)، والبرهان للبحراني (4/227)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:301).
([614]) تفسير القمي (2/155-157)، والأصول من الكافي للكليني (1/456)، وتفسير العياشي (2/287) وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/965-966)، والبرهان للبحراني (2/414-415)، (3/263-265)، وبحار الأنوار للمجلسي (8/93).
([615]) انظر: السقيفة لسليم بن قيس (ص:135-137)، ودلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص:36)، والفصول المختارة للمفيد (ص:56)، والاختصاص له (ص:185)، وأنوار الملكوت للحلي (ص:228)، وكشف المراد له (ص:405)، ومنهاج الكرامة له (ص:110)، والصراط المستقيم للبياضي (2/291، 3/12)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:3/ب، 48/أ، 77/أ) وعلم اليقين للكاشاني (2/689-691، 700)، والصوارم المهرقة للتستري (ص:9)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:301)، والمصباح للكفعمي (ص:455)، وعقائد الإمامية للزنجاني (3/36)، وسيرة الأئمة الاثني عشر (1/129، 140)، وعقد الدرر في شرح بقر بطن عمر (ق:2).
([616]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:171).
([617]) قال محمد رضا المظفر- أحد الشيعة المعاصرين-: [إن الذي تذهب إليه الإمامية أخذا بما جاء عن آل البيت عليهم السلام أن الله تعالى يعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعز فريقاً، ويذل فريقاً آخر، ويديل المحقين من المبطلين، والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهدي آل محمد عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام] عقائد الإمامية للمظفر (ص:80).
([618]) الشيعة يعتقدون أن علياً هو دابة الأرض التي أخبر الله تعالى عنها بقوله: (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنْ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ) ويعتقدون أن خروجه يكون في الرجعة؛ حيث يرجع في أحسن صورة، ومعه ميسم يسم به أعداءه. راجع: السقيفة لسليم بن قيس (ص:68)، وتفسير القمي (2/130-131)، ومختصر بصائر الدرجات للحلي (ص:36، 40، 42-44، 204، 206-209)، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (3/102-103)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/245-247)، وعلم اليقين له (2/825-826)، والبرهان للبحراني (3/209-211)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص:257، 336-337، 343، 366-367، 370، 381، 383-385، 388-390)، وإلزام الناصب للحائري (2/347، 352، 358-359)، وحق اليقين لشبر (2/4، 15)، ومشارق الأنوار لرجب البرسي (ص:83)، وعقائد الإمامية للزنجاني (2/231).
([619]) تفسير القمي (2/381)، وانظر: مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص:46)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/730)، والبرهان للبحراني (4/371)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص:261)، وإلزام الناصب للحائري (2/352، 359).
([620]) مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص:46).
([621]) وهي قوله تعالى: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) وستأتي.
([622]) مجمع البيان للطبرسي (5/334).
([623]) حسنه الترمذي. انظر: جامع الترمذي (4/553-554)، ك. الزهد، باب منه، وسنن ابن ماجة (2/1426)، ك. الزهد، باب ذكر القبر والبلى.
([624]) راجع: قضية فدك والرد عليها (ص:388).
([625]) عده الكشي من ثقات أصحاب الحسن العسكري. اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص:557-558).
([626]) من المدن المشهورة في إيران. فيها مشهد فاطمة أخت علي الرضا. بلدان الخلافة الشرقية (ص:245).
([627]) نقله عن ابن رستم كل من: البياضي في الصراط المستقيم (3/29) مختصراً، والمجلسي في بحار الأنوار (20/330)، ونعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية (1/108-111)، وصاحب كتاب عقد الدرر في بقر بطن عمر (ق:1-3)، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب (ص:219)، ومحمد صادق الطباطبائي في مجالس الموحدين (ص:691)، ومحمد رضا الحكيمي في شرح الخطبة الشقشقية (ص:220-222)، وكلهم أوردوا القصة مطولة.
([628]) عقد الدرر في بقر بطن عمر (ق:2، 3، 4).
([629]) الكنى والألقاب لعباس القمي (1/147).
([630]) عقد الدرر (ق:6).
([631]) عقد الدرر (ق:6-11).
([632]) هو الحلي، صاحب كتاب منهاج الكرامة.
([633]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (6/370-371).
([634]) توفي رضي الله عنه قبل نهاية ذي الحجة بأربع ليال، سنة (23هـ). طبقات ابن سعد (3/265)، وتاريخ خليفة (ص:48)، وتاريخ الطبري (5/13-14)، وسيرة النبي وأصحابه العشرة للمقدسي الجماعيلي (ص:64).
([635]) المصباح للكفعمي (ص:515).
([636]) سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/383).
([637]) راجع عقد الدرر في بقر بطن عمر (ق:3)، وغيره.
([638]) ويقصدون عمر -على وزنه- وقد صرح أن المراد به عمر كل من البياضي، وأبو الحسن العاملي، وأشار سليم بن قيس إلى أن المراد ب (زفر): عمر بن الخطاب رضي الله عنه. السقيفة لسليم بن قيس (ص:93)، والصراط المستقيم للبياضي (3/16)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:270).
([639]) سيأتي تفصيل ذلك عند عرض قضية صلب الشيخين رضي الله عنهما -عند الشيعة- (ص:994).
([640]) تفسير القمي (2/395)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/760)، والبرهان للبحراني (4/401-402).
([641]) هو شرف الدين علي الحسيني الاستراباذي الفروي، تلميذ المحقق الكركي. له كتاب تأويل الآيات الظاهرة. توفي سنة (940هـ). الذريعة لآغا بزرك الطهراني (3/304-305).
([642]) أشارت بعض المصادر الشيعية إلى أن المراد به عمر. انظر: الهفت الشريف للمفضل بن عمر (ص:60-64)، والصراط المستقيم للبياضي (1/228).
([643]) نقله عنه البحراني في البرهان (4/402)، وقال العاملي في المقدمة: [جبل من النار، وهو مكان الثاني يصعده سبعين خريفاً، ثم يهوي فيه]. مقدمة البرهان (ص:10).
([644]) هو إمام الشيعة الإثني عشرية الغائب ومهديهم المنتظر.
([645]) البرهان للبحراني (4/402-403).
([646]) منهم: ابن عباس، وعكرمة، وقتادة، ومجاهد، والضحاك، وابن زيد، وغيرهم. راجع: جامع البيان للطبري (29/152-160)، وأسباب النزول للواحدي (ص:513-514)، وتفسير ابن كثير (4/442-443)، وفتح القدير للشوكاني (5/325-329).
([647]) المستدرك للحاكم (2/506-507)، وجامع البيان للطبري (29/152-160).
([648]) تفسير القمي (2/115). وانظر: البرهان للبحراني (3/172).
([649]) ومنهم ابن عباس، ومجاهد، وابن زيد، والحسن البصري. وغيرهم. راجع: جامع البيان للطبري (19/26-27)، وتفسير ابن كثير (3/322)، وفتح القدير للشوكاني (4/83-84).
([650]) في الطبعة الحديثة وضعوا (الثاني) بدل (عمر).
([651]) اللخناء: التي لم تختن. الصحاح للجوهري (6/2194).
([652]) في الطبعة الحديثة وضعوا (الثاني) بدل (عمر).
([653]) تفسير القمي ط.حجرية (ص:102)، ط.حديثة (1/188)، وانظر: السقيفة لسليم بن قيس (ص:140-143)، وتفسير الصافي للكاشاني (1/492)، والبرهان للبحراني (1/506).
([654]) مجمع الزوائد للهيثمي (8/216-217).
([655]) ميزان الاعتدال للذهبي (1/254)، وتقريب التهذيب لابن حجر (ص:110)، ومجمع الزوائد للهيثمي (8/217).
([656]) الكاشاني وضع (عمر) بدل (الثاني).
([657]) تفسير القمي (2/357-358). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/677-678)، والبرهان للبحراني (4/310).
([658]) راجع: جامع البيان للطبري (28/22-25)، وتفسير ابن كثير (4/327-328)، وفتح القدير للشوكاني (5/192-193).
([659]) مسند أحمد (3/387).
([660]) نفس المصدر (3/471)، (4/266).
([661]) ميزان الاعتدال للذهبي (1/379-384)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (2/46-51)، ومجمع الزوائد للهيثمي (1/173-174، 8/262).
([662]) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (8/361-362)، وميزان الاعتدال للذهبي (3/438-439)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (10/39-41)، ومجمع الزوائد للهيثمي (1/174).
([663]) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/213)، وميزان الاعتدال للذهبي (2/548)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (6/136-137).
([664]) الاختصاص للمفيد (ص:292).
([665]) صحيح البخاري (4/328)، ك. الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، وسنن أبي داود (4/69)، ك.العلم، باب الحديث عن بني إسرائيل، وجامع الترمذي (5/40)، ك.العلم، باب ما جاء من الحديث عن بني إسرائيل، ومسند أحمد (2/159، 202، 214، 474، 502، 3/13، 46، 56).
([666]) تفسير العياشي (2/328-329). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني 2/17، والبرهان للبحراني (2/471-472) بحار الأنوار للمجلسي 8/22.
([667]) نقله عنه البحراني في البرهان (2/472)، والمجلسي في بحار الأنوار 8/22.
([668]) راجع: جامع البيان للطبري (15/263)، وتفسير ابن كثير (3/89-90)، وفتح القديرللشوكاني (3/293-294).
([669]) الحديث مروي عن جمع من الصحابة، منهم ابن عمر –وحديثه أخرجه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وأحمد في مسنده، وفي فضائل الصحابة، وابن سعد في طبقاته بإسناد صحيح- وعائشة -وحديثها أخرجه ابن ماجة- وأنس بن مالك -وحديثه أخرجه الطبراني- وعبد الله بن مسعود -وحديثه أخرجه الطبراني أيضا- وابن عباس وحديثه أخرجه الترمذي وحسنه، وأحمد في المسند وفي فضائل الصحابة، وابن سعد في الطبقات، والبيهقي في دلائل النبوة، والحاكم في المستدرك وصححه- وأبو بكر الصديق، وثوبان -وحديثيهما أخرجهما الطبراني في الكبير- وعمر -وحديثه أخرجه أحمد في مسنده- جامع الترمذي (5/617)، ك. المناقب، باب مناقب عمر، وسنن ابن ماجة (1/39)، المقدمة، باب فضل عمر، ومسند أحمد (1/95، 2/95)، وفضائل الصحابة له (1/249-250، 405)، وطبقات ابن سعد (2/335) (3/267)، ودلائل النبوة للبيهقي (2/3)، والمستدرك للحاكم (3/83)، وانظر: السيرة النبوية لابن هشام (1/345)، والصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي (ص:138-139)، ومجمع الزوائد للهيثمي (9/61).
([670]) صحيح البخاري (5/77)، ك. فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب، و(5/137)، ك. مناقب الأنصار، باب إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
([671]) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة بإسناد حسن، والطبراني في الكبير من طرق صحح بعضها الهيثمي، وابن سعد في الطبقات. فضائل الصحابة لأحمد (1/247-248)، والمعجم الكبير للطبراني (9/181)، 186، وطبقات ابن سعد (3/372). وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي (9/78).
([672]) فضائل الصحابة لأحمد (1/278)، وانظر: مجمع الزوائد (9/63).
([673]) فضائل الصحابة لأحمد (1/248)، والمستدرك للحاكم (3/85) وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
([674]) فضائل الصحابة لأحمد (1/290)، ودلائل النبوة للبيهقي (2/209)، وإسناده صحيح.
([675]) الكشكول لحيدر الآملي (ص:56-57).
([676]) الغزوات الحيدرية (ص:42)، -نقلا عن مناقب الخلفاء الأربعة للتونسوي (ص:24).
([677]) الصراط المستقيم للبياضي (3/81).
([678]) تقدم ذلك (ص:750).
([679]) يقصد عمرو بن عبد ود الذي اجتاز الخندق في غزوة الأحزاب، فقتله علي بن أبي طالب رضي الله عنه. (السيرة النبوية لابن هشام (2/224-225).
([680]) تفسير القمي (2/182-183)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/340، 344)، والبرهان للبحراني (3/298، 300).
([681]) راجع: جامع البيان للطبري (21/139-142)، وتفسير ابن كثير (3/474)، وفتح القدير للشوكاني (4/269-270).
([682]) نقله عنه البحراني في البرهان (4/436).
([683]) راجع: جامع البيان للطبري (30/85-86)، وتفسير ابن كثير (4/481)، وفتح القدير للشوكاني (5/395).
([684]) تفسير القمي ط حجرية (ص:37)، وط حديثه (1/71)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/181)، والبرهان للبحراني (1/206).
([685]) تفسير الصافي للكاشاني (1/181).
([686]) تفسير القمي (1/71)، وانظر: مجمع البيان للطبرسي (1/300)، والبرهان للبحراني (1/206-207).
([687]) تفسير العياشي (1/101). وانظر: مجمع البيان (1/300).
([688]) جامع البيان للطبري (2/312). وانظر: أسباب النزول للواحدي (ص:96)، والدر المنثور للسيوطي (1/238).
([689]) منهم ابن عباس، وسعيد بن جبير، وقتادة، ومجاهد، وعطاء، والربيع، والسدي، وغيرهم. راجع: جامع البيان للطبري (2/312-320)، وتفسير ابن كثير (1/245-247)، وفتح القدير للشوكاني (1/207-210).
([690]) تفسير القمي (2/286-287).
([691]) تفسير الصافي للكاشاني (2/536).
([692]) البرهان للبحراني (4/152).
([693]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:204).
([694]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:204).
([695]) تفسير الصافي للكاشاني (2/499).
([696]) تفسير القمي (2/285-286)، وانظر تفسير المعاني للكاشاني (2/535-536)، والبرهان للبحراني (4/150-152)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:274، 305).
([697]) تفسير فرات الكوفي (ص:155).
([698]) تفسير فرات الكوفي (ص:151، 154)، وانظر: مجمع البيان للطبرسي (5/52-53)، وكشف الغمة للإربلي (1/321)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/536).
([699]) الأعرابيان: يريد بهما الشيعة أبا بكر وعمر كما تقدم.
([700]) نقله عنه الكاشاني في الصافي (1/664)، (2/535)، والبحراني في البرهان (2/308)، (4/150-152، 381).
([701]) الخصال للصدوق (2/575)، والأمالي له (ص:96-97)، والإرشاد للمفيد (ص:105)، وانظر: الكشكول لحيدر الآملي (ص:185-186)، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (5/4)، (9/168)، والصراط المستقيم للبياضي (1/200)، وكشف الغمة للإربلي (1/287)، ومنار الهدى لعلي البحراني (ص:364)، والخرايج الجرايح للراوندي (ص:151)، وإحقاق الحق للتستري (ص:165)، وعلم اليقين للكاشاني (2/596)، والبرهان للبحراني (2/308)، (4/151، 381)، وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/141)، وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم معروف الحسني (1/152).
([702]) الخصال للصدوق (2/557).
([703]) جامع البيان للطبري (25/85-89)، وتفسير ابن كثير (4/131-132)، وفتح القدير للشوكاني (4/561-562).
([704]) تلخيص المستدرك للذهبي (3/123).
([705]) جامع البيان للطبري (25/85-89)، وتفسير ابن كثير (4/131-132)، وفتح القدير للشوكاني (4/561-562).
([706]) تفسير القمي (2/308).
([707]) تفسير الصافي للكاشاني (2/570) والبرهان للبحراني (4/187).
([708]) البرهان للبحراني (4/187).
([709]) إحقاق الحق للتستري (ص:136)، وعقائد الإمامية للزنجاني 3/28.
([710]) نقله عنه البياضي في الصراط المستقيم (1/290)، والكاشاني في تفسير الصافي (2/570)، والبحراني في البرهان (4/186-187)، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب (ص:307).
([711]) نقله عنه البياضي في الصراط المستقيم (1/290)، والكاشاني في تفسير الصافي (2/570)، والبحراني في البرهان (4/186-187)، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب (ص:307).
([712]) قال الكركي: أبو بكر وعمر ومن معهما ظلموا حق الرسول صلى الله عليه وآله حيث جلسوا في منصبه وسموا أنفسهم خلفاء عنه. (نفحات اللاهوت ق24/أ).
([713]) تفسير القمي (2/309). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/570)، والبرهان للبحراني (4/187).
([714]) جامع البيان للطبري (26/58-59)، وتفسير ابن كثير (4/180)، وفتح القدير للشوكاني (5/38-39).
([715]) ذكر أبو الحسن العاملي أن المراد ب (فلان) في هذه الرواية: الثاني؛ أي عمر رضي الله عنه. مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:204).
([716]) روضة الكافي للكليني (ص:419). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/499)، والبرهان للبحراني (4/109-110).
([717]) مرآة العقول - شرح الروضة - للمجلسي (4/419).
([718]) الصراط المستقيم للبياضي 3/39.
([719]) الصراط المستقيم للبياضي (3/39).
([720]) قال النجاشي والطوسي والحلي: كان أبو القاسم من ثقات أصحابنا وأجلائهم، وهو أستاذ الشيخ المفيد، ومنه حمل العلم والحديث، مات سنة تسع وستين وثلاثمائة، وذكروا من كتبه (جامع الزيارات). انظر: الفهرست للنجاشي (ص:89-90)، والفهرست للطوسي (ص:42-43)، ورجال الحلي (ص:31).
([721]) يريدون به معاوية رضي الله عنه؛ لأنه رابع الغاصبين للخلافة من آل البيت -على حد زعمهم-.
([722]) يريدون: أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
([723]) نقله عنه البحراني في البرهان (4/109-110، 143).
([724]) لعل المراد به أحد أئمة الشيعة.
([725]) ذكر عدد من مصنفي الشيعة أن إبليس هو أول من بايع أبا بكر بالخلافة. انظر مثلاً: السقيفة لسليم بن قيس (ص:79-81)، والاحتجاج للطبرسي (ص:80-81)، وعلم اليقين للكاشاني (2/677).
([726]) في الطبعة الحديثة: (فلان) بدل (عمر).
([727]) تفسير القمي ط حجرية (ص:307)، ط حديثة (2/265). ونقله عنه الكاشاني في الصافي (2/499)، والبحراني في البرهان (4/110).
([728]) جامع البيان للطبري (24/113-114)، وتفسير ابن كثير 4/98، وفتح القدير للشوكاني (4/514).
([729]) صحيح البخاري (4/268)، ك. الأنبياء، باب قول الله: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة...) وصحيح مسلم (3/1303-1304) ك. القسامة، باب إثم من سن القتل.
([730]) قال البياضي: أبو بكر وعمر شيطانان. الصراط المستقيم للبياضي (3/116).
([731]) تفسير القمي (1/214) وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/540)، والبرهان للبحراني (1/549)، ومقدمة البرهان للعاملي (ص:204)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:43-44).
([732]) كما في إحدى طبعات تفسير القمي. وقد ضع البياضي (دلام) بدل (زلام)، ودلام لقب يطلقه الشيعة على عمر أحياناً. راجع: الهفت الشريف (ص:60-66)، وتفسير القمي (1/214)، والصراط المستقيم للبياضي (3/40).
([733]) تفسير العياشي (2/243). وانظر: البرهان للبحراني (2/345)، وبحار الأنوار للمجلسي (4/378)، (8/220).
([734]) بحار الأنوار للمجلسي (4/378).
([735]) تفسير الصافي للكاشاني (1/540).
([736]) راجع: تفسير القمي (2/326، 424)، والصراط المستقيم للبياضي (3/40)، والبرهان للبحراني (2/425).
([737]) الرجعة للأحسائي (ص:129).
([738]) راجع: تفسير القمي (2/326، 424)، والصراط المستقيم للبياضي (3/40)، والبرهان للبحراني (2/425).
([739]) راجع: الهفت الشريف (ص:60-64)، والصراط المستقيم (1/228).
([740]) راجع: جامع البيان للطبري (86)، وتفسير ابن كثير (2/166-167)، وفتح القدير للشوكاني (2/154).
([741]) مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي (ص:59).
([742]) تفسير القمي (2/326)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/601)، البرهان للبحراني (4/227).
([743]) جامع البيان للطبري (26/167-168)، وتفسير ابن كثير (4/226)، وفتح القدير للشوكاني (5/77).
([744]) صحيح مسلم (4/2167-2168)، ك. صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس.
([745]) تفسير القمي (2/113)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/192)، والبرهان للبحراني (3/162-166).
([746]) هو أحمد بن محمد بن سيار، أبو عبد الله البصري المعروف بالسياري. قال النجاشي والطوسي والحلي وغيرهم: ضعيف الحديث، فاسد المذهب، مجفو الرواية، كثير المراسيل، فيه غلو وتخليط. (راجع: الفهرست للنجاشي (ص:58)، والفهرست للطوسي (ص:23)، ورجال الحلي (ص:203)، وتنقيح المقال للمامقاني (1/87).
([747]) نقله عنه البحراني في البرهان (3/162)، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب (ص:292).
([748]) نقله عنه يوسف البحراني في الدرر النجفية (ص:297).
([749]) مقدمة البرهان للعاملي (ص:144).
([750]) نفس المصدر (ص:228).
([751]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:225)، وانظر: الصراط المستقيم للبياضي (3/153).
([752]) الصراط المستقيم للبياضي (2/41) وانظر كذلك: تفسير الصافي للكاشاني (2/192)، والبرهان للبحراني (3/162-166).
([753]) مرآة العقول-شرح الروضة- للمجلسي (4/259).
([754]) تذكرة الأئمة للمجلسي (ص:17).
([755]) الغيبة للنعماني (ص:29-30).
([756]) علي مع القرآن للحكيمي (ص:66).
([757]) وهذا مروي عن ابن عباس، والشعبي، ومجاهد، ومقسم بن بجرة، وغيرهم. راجع: جامع البيان للطبري (199)، وأسباب النزول للواحدي (ص:385-386)، وتفسير ابن كثير (3/317)، والدر المنثور للسيوطي (5/68)، وفتح القدير للشوكاني (4/72-73).
([758]) ير القمي (2/286). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/530)، والبرهان للبحراني (4/143-145)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:304).
([759]) رواها الكليني مسندة في روضة الكافي (ص:259) وانظر: الصافي للكاشاني (2/192)، والبرهان للبحراني (3/164-165).
([760]) مرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي (4/259).
([761]) جامع البيان للطبري (25/73-75)، وتفسير ابن كثير (4/128)، وفتح القدير للشوكاني (4/556-557).
([762]) رواه الكرجكي في كنز الفوائد. ونقله عنه أبو الحسن العاملي في مقدمة البرهان (ص:249).
([763]) جامع البيان للطبري (27/222-227)، وتفسير ابن كثير (4/309)، وفتح القدير للشوكاني (5/169-172).
([764]) جامع البيان للطبري (27/222-227)، وتفسير ابن كثير (4/309)، وفتح القدير للشوكاني (5/169-172).
([765]) تفسير القمي (2/421). وانظر: البرهان للبحراني (4/460).
([766]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:256).