ما اشبه اليتيه باليتي هند
ما اشبه اليتيه باليتي هند
قال الفاكهي : " 348 - حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ حُسَيْنٍ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمِصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ قَالَ: ثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: بَيْنَمَا مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا خَلْفَهُ فَقَالَ: مَا أَشْبَهُ أَلْيَتَيْهِ بِأَلْيَتَيْ هِنْدٍ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَالَ: " يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّ ذَاكَ كَانَ يُعْجِبُ أَبَا سُفْيَانَ مِنْهَا " اهـ.[1]
وقال ابن عساكر : " أخبرنا أبو بكر المؤدب أنا أبو عمرو العبدي أنا أبو محمد بن يوة أنا أبو الحسن اللنباني نا ابن أبي الدنيا نا إسحاق بن إسماعيل نا عمر بن حفص بن غياث نا أبي عن الأعمش قال طَافَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مَعَ مُعَاوِيَةَ فَكَانَ يَمْشِي بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَشْبَهَ أَلْيَتَيْهِ بِأَلْيَتَيْ هِنْدَ؟ ! فَالْتَفَتَ مُعَاوِيَةُ إِلَيْهِ فَقَالَ: أَمَا إنَّه كَانَ يُعْجِبُ أَبَا سُفْيَانَ " اهـ.[2]
ان هذا الاثر الذي اورده الفاكهي , وابن عساكر لا يصح , وعلة الرواية عنعنة الاعمش , والاعمش مدلس , وقد عنعن في رواية الفاكهي , واما في رواية ابن عساكر فلم يذكر الاعمش الواسطة , فالرواية لا تصح , وقد تكلم العلماء في تدليس الاعمش , فقد قال الامام الخطيب : " أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَلَّانَ الْوَرَّاقُ , قَالَ: قَالَ لَنَا أَبُو الْفَتْحِ الْأَزْدِيُّ الْحَافِظُ: " قَدْ كَرِهَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ مِثْلُ شُعْبَةَ وَغَيْرِهِ التَّدْلِيسَ فِي الْحَدِيثِ , وَهُوَ قَبِيحٌ وَمَهَانَةٌ , وَالتَّدْلِيسُ عَلَى ضَرْبَيْنِ , فَإِنْ كَانَ تَدْلِيسًا عَنْ ثِقَةٍ لَمْ يَحْتَجْ أَنْ يُوقَفَ عَلَى شَيْءٍ وَقُبِلَ مِنْهُ , وَمَنْ كَانَ يُدَلِّسُ عَنْ غَيْرِ ثِقَةٍ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ الْحَدِيثُ إِذَا أَرْسَلَهُ حَتَّى يَقُولَ: حَدَّثَنِي فُلَانٌ , أَوْ سَمِعْتُ , فَنَحْنُ نَقْبَلُ تَدْلِيسَ ابْنِ عُيَيْنَةَ وَنُظَرَائِهِ لِأَنَّهُ يُحِيلُ عَلَى مَلِيءٍ ثِقَةٍ , وَلَا نَقْبَلُ مِنَ الْأَعْمَشِ تَدْلِيسَهُ لِأَنَّهُ يُحِيلُ عَلَى غَيْرِ مَلِيءٍ , وَالْأَعْمَشُ إِذَا سَأَلْتَهُ: عَمَّنْ هَذَا؟ قَالَ: عَنْ مُوسَى بْنِ طَرِيفٍ , وَعَبَايَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ , وَابْنُ عُيَيْنَةَ , إِذَا وَقَّفْتَهُ , قَالَ: عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ , وَمَعْمَرٍ , وَنُظَرَائِهِمَا , فَهَذَا الْفَرْقُ بَيْنَ التَّدْلِيسَيْنِ " اهـ.[3]
وقال الامام ابن حبان : " وأما المدلسون الذين هم ثقات وعدول، فإنا لا نحتج بأخبارهم إلا ما بينوا السماع فيما رووا مثل الثوري، والاعمش.... " اهـ.[4]
وفي المتن نكارة , فلا يمكن ان ينشغل الحسن , او الحسين رضي الله عنهما عن الطواف في بيت الله والخشوع , وينظرون الى مؤخرة احد , او يذكرون مؤخرة امرأة في مثل هذا المقام العظيم , فمثل هذه الافعال غير واردة في المواقف , والايام العادية فكيف تكون في بيت الله الحرام ؟ !!!.
فالاثر ضعيف من ناحية السند , ومنكر من ناحية المتن , والله الموفق.
1 - أخبار مكة - أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن العباس المكي الفاكهي - ج 1 ص 207.
2 - تاريخ دمشق –علي بن الحسن بن هبة الله بن عساكر - ج 59 ص 182.
3 - الكفاية – ابو بكر احمد بن علي بن ثابت البغدادي – ج 1 ص 362.
4 - صحيح ابن حبان – محمد بن حبان البستي - ج 1 ص 161.