شبهة حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم
شبهة حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم
عن أبي هريرة قال: (صلى النبي إحدى صلاتي العشي وأكثر ظني العصر ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبةٍ في مقدم المسجد فوضع يده عليها وفيهم أبو بكرٍ وعمر فهابا أن يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا: أقصرت الصلاة؟ ورجل يدعوه النبي ذو اليدين فقال: أنسيت أم قصرت؟ فقال: لم أنس ولم تقصر! قال: بلى قد نسيت! فصلى ركعتين! ثم سلم ثم كبر! فسجد)([1]) الحديث.
فقال هذا الطاعن: (أحدها أن مثل هذا السهو الفاحش لا يكون ممن فرّغ للصلاة شيئاً من قلبه أو أقبل عليها بشيء من لبه، وإنما يكون من الساهين عن صلاتهم، اللاّهين عن مناجاتهم، وحاشا أنبياء الله من أحوال الغافلين، وتقدّسوا عن أقوال الجاهلين، فإن أنبياء الله عزوجل ولا سيما سيدهم وخاتمهم أفضل مما يظنون، على أنه لم يبلغنا مثل هذا السهو عن أحد ولا أظن وقوعه إلا ممن بمثل حال القائل: أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها أئثنتين صليت الضحى أم ثمانياً؟
وأما سيد النبيين وتقلبه في الساجدين، إن مثل هذا السهو لو صدر منّي لاستولى عليّ الحياء وأخذني الخجل واستخف المؤتمون بي وبعبادتي، ومثل هذا لا يجوز على أنبياء الله أبداً..) إلخ.
الرد:
§ الحديث رواه غير أبي هريرة كابن مسعود وعمران.
§ هذا من مذهب الغلاة الذين ينفون السهو. فعن أبي صلت الهروي قال: قلت للرضا عليه السلام: «إن في سواد الكوفة قوماً يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو»([2]). وقال الشيخ الصدوق وهو من كبار علماء الإمامية: (ليس سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم كسهونا لأن سهوه من الله عزوجل أسهاه ليعلم أنه بشر فلا يتخذ معبوداً دونه، وسهونا من الشيطان..)([3]).
§ حديث السهو لم ينفرد به أبو هريرة رضي الله عنه، بل وافقه وشاركه عظماء وسادات من علماء أهل البيت عليه السلام، وأثبته علماء القوم في مصادرهم. فعن علي عليه السلام قال: «صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر خمس ركعات، ثم انفتل، فقال له بعض القوم: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء؟ فقال: وما ذاك؟ قال: صلّيت بنا خمس ركعات، قال: فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس، ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلّم، وكان يقول: هما المرغمتان». وعن الباقر عليه السلام قال: «صلّى النبي عليه السلامصلاة وجهر فيها بالقراءة فلما انصرف قال لأصحابه: هل أسقطت شيئاً في القرآن؟ قال: فسكت القوم، فقال النبي عليه السلام: أفيكم أبي بن كعب؟ فقالوا: نعم، فقال: هل أسقطت فيها شيء؟ قال: نعم يا رسول الله أنه كان كذا وكذا» الحديث. وعن الحارث بن المغيرة النضري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «إنما صلّينا المغرب فسها الإمام فسلّم في الركعتين فأعدنا الصلاة، فقال: ولم أعدتم، أليس قد انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ركعتين فأتم بركعتين؟ ألا أتممتم».
([1]) صحيح البخاري برقم 1229، صحيح مسلم برقم 573.
([2]) بحار الأنوار 44/271.
([3]) من لا يحضره الفقيه ص1/360.
عن أبي هريرة قال: (صلى النبي إحدى صلاتي العشي وأكثر ظني العصر ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبةٍ في مقدم المسجد فوضع يده عليها وفيهم أبو بكرٍ وعمر فهابا أن يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا: أقصرت الصلاة؟ ورجل يدعوه النبي ذو اليدين فقال: أنسيت أم قصرت؟ فقال: لم أنس ولم تقصر! قال: بلى قد نسيت! فصلى ركعتين! ثم سلم ثم كبر! فسجد)([1]) الحديث.
فقال هذا الطاعن: (أحدها أن مثل هذا السهو الفاحش لا يكون ممن فرّغ للصلاة شيئاً من قلبه أو أقبل عليها بشيء من لبه، وإنما يكون من الساهين عن صلاتهم، اللاّهين عن مناجاتهم، وحاشا أنبياء الله من أحوال الغافلين، وتقدّسوا عن أقوال الجاهلين، فإن أنبياء الله عزوجل ولا سيما سيدهم وخاتمهم أفضل مما يظنون، على أنه لم يبلغنا مثل هذا السهو عن أحد ولا أظن وقوعه إلا ممن بمثل حال القائل: أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها أئثنتين صليت الضحى أم ثمانياً؟
وأما سيد النبيين وتقلبه في الساجدين، إن مثل هذا السهو لو صدر منّي لاستولى عليّ الحياء وأخذني الخجل واستخف المؤتمون بي وبعبادتي، ومثل هذا لا يجوز على أنبياء الله أبداً..) إلخ.
الرد:
§ الحديث رواه غير أبي هريرة كابن مسعود وعمران.
§ هذا من مذهب الغلاة الذين ينفون السهو. فعن أبي صلت الهروي قال: قلت للرضا عليه السلام: «إن في سواد الكوفة قوماً يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو»([2]). وقال الشيخ الصدوق وهو من كبار علماء الإمامية: (ليس سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم كسهونا لأن سهوه من الله عزوجل أسهاه ليعلم أنه بشر فلا يتخذ معبوداً دونه، وسهونا من الشيطان..)([3]).
§ حديث السهو لم ينفرد به أبو هريرة رضي الله عنه، بل وافقه وشاركه عظماء وسادات من علماء أهل البيت عليه السلام، وأثبته علماء القوم في مصادرهم. فعن علي عليه السلام قال: «صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر خمس ركعات، ثم انفتل، فقال له بعض القوم: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء؟ فقال: وما ذاك؟ قال: صلّيت بنا خمس ركعات، قال: فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس، ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلّم، وكان يقول: هما المرغمتان». وعن الباقر عليه السلام قال: «صلّى النبي عليه السلامصلاة وجهر فيها بالقراءة فلما انصرف قال لأصحابه: هل أسقطت شيئاً في القرآن؟ قال: فسكت القوم، فقال النبي عليه السلام: أفيكم أبي بن كعب؟ فقالوا: نعم، فقال: هل أسقطت فيها شيء؟ قال: نعم يا رسول الله أنه كان كذا وكذا» الحديث. وعن الحارث بن المغيرة النضري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «إنما صلّينا المغرب فسها الإمام فسلّم في الركعتين فأعدنا الصلاة، فقال: ولم أعدتم، أليس قد انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ركعتين فأتم بركعتين؟ ألا أتممتم».
([1]) صحيح البخاري برقم 1229، صحيح مسلم برقم 573.
([2]) بحار الأنوار 44/271.
([3]) من لا يحضره الفقيه ص1/360.
عن أبي هريرة قال: (صلى النبي إحدى صلاتي العشي وأكثر ظني العصر ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبةٍ في مقدم المسجد فوضع يده عليها وفيهم أبو بكرٍ وعمر فهابا أن يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا: أقصرت الصلاة؟ ورجل يدعوه النبي ذو اليدين فقال: أنسيت أم قصرت؟ فقال: لم أنس ولم تقصر! قال: بلى قد نسيت! فصلى ركعتين! ثم سلم ثم كبر! فسجد)([1]) الحديث.
فقال هذا الطاعن: (أحدها أن مثل هذا السهو الفاحش لا يكون ممن فرّغ للصلاة شيئاً من قلبه أو أقبل عليها بشيء من لبه، وإنما يكون من الساهين عن صلاتهم، اللاّهين عن مناجاتهم، وحاشا أنبياء الله من أحوال الغافلين، وتقدّسوا عن أقوال الجاهلين، فإن أنبياء الله عزوجل ولا سيما سيدهم وخاتمهم أفضل مما يظنون، على أنه لم يبلغنا مثل هذا السهو عن أحد ولا أظن وقوعه إلا ممن بمثل حال القائل: أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها أئثنتين صليت الضحى أم ثمانياً؟
وأما سيد النبيين وتقلبه في الساجدين، إن مثل هذا السهو لو صدر منّي لاستولى عليّ الحياء وأخذني الخجل واستخف المؤتمون بي وبعبادتي، ومثل هذا لا يجوز على أنبياء الله أبداً..) إلخ.
الرد:
§ الحديث رواه غير أبي هريرة كابن مسعود وعمران.
§ هذا من مذهب الغلاة الذين ينفون السهو. فعن أبي صلت الهروي قال: قلت للرضا عليه السلام: «إن في سواد الكوفة قوماً يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو»([2]). وقال الشيخ الصدوق وهو من كبار علماء الإمامية: (ليس سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم كسهونا لأن سهوه من الله عزوجل أسهاه ليعلم أنه بشر فلا يتخذ معبوداً دونه، وسهونا من الشيطان..)([3]).
§ حديث السهو لم ينفرد به أبو هريرة رضي الله عنه، بل وافقه وشاركه عظماء وسادات من علماء أهل البيت عليه السلام، وأثبته علماء القوم في مصادرهم. فعن علي عليه السلام قال: «صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر خمس ركعات، ثم انفتل، فقال له بعض القوم: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء؟ فقال: وما ذاك؟ قال: صلّيت بنا خمس ركعات، قال: فاستقبل القبلة وكبر وهو جالس، ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلّم، وكان يقول: هما المرغمتان». وعن الباقر عليه السلام قال: «صلّى النبي عليه السلامصلاة وجهر فيها بالقراءة فلما انصرف قال لأصحابه: هل أسقطت شيئاً في القرآن؟ قال: فسكت القوم، فقال النبي عليه السلام: أفيكم أبي بن كعب؟ فقالوا: نعم، فقال: هل أسقطت فيها شيء؟ قال: نعم يا رسول الله أنه كان كذا وكذا» الحديث. وعن الحارث بن المغيرة النضري قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: «إنما صلّينا المغرب فسها الإمام فسلّم في الركعتين فأعدنا الصلاة، فقال: ولم أعدتم، أليس قد انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ركعتين فأتم بركعتين؟ ألا أتممتم».
([1]) صحيح البخاري برقم 1229، صحيح مسلم برقم 573.
([2]) بحار الأنوار 44/271.
([3]) من لا يحضره الفقيه ص1/360.