شبهة حديث أن بقرة وذئباً يتكلمان بلسان عربي مبين
شبهة حديث أن بقرة وذئباً يتكلمان بلسان عربي مبين
عن أبي هريرة قال: (صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صلاة الصبح ثم أقبل على الناس فقال: بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت: إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث! فقال الناس: سبحان الله بقرة تتكلم، قال صلى الله عليه وآله وسلم: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم، وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلب حتى استنقذها منه فقال له الذئب: استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم! قال صلى الله عليه وآله وسلم: فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم))([1]). قالوا: أن أبا هريرة نزوع إلى الغرائب تواق إلى العجائب، قد استخفته إلى خوارق العادات نزية من الشوق والهيام فتراه طروباً إلى التحدث بما هو فوق النواميس الطبيعية...وها هو الآن يحدث بأن بقرة وذئباً يتكلمان بلسان عربي مبين
الجواب:
عن علي عليه السلام قال: «كلّم الذئب أبا الاشعث ابن قيس الخزاعي، فأتاه فطرده مرّة بعد أخرى، ثم قال له في المرّة الرابعة: ما رأيت ذئباً أصفق وجهاً منك. فقال له الذئب: بل أصفق وجهاً مني من تولى عن رجل ليس على وجه الأرض أفضل منه، ولا أنور نوراً، ولا أتم بصيرة ولا أتم أمراً، يملك شرقها وغربها، يقول: لا إله إلاّ الله، فيتركونه، ومن أصفق وجهاً: أنا أم أنت الذي تتولى عن هذا الرجل الكريم، رسول رب العالمين»([2]).
وعن أبي عبد الله عليه السلام: «إن ثلاثة من البهائم أنطقها الله على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الجمل وكلامه شكوى أربابه وغير ذلك. والذئب فقد جاء إلى النبي فشكا إليه الجوع، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرباب الغنم، فقال: افرضوا للذئب شيئاً فشحوا. فذهب.... وأما البقرة فإنها أذنت بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم ودلت عليه وكانت في نخل لبني سالم من الأنصار، وقالت: يا ذريح أعمل نجيح صائح يصيح بلسان عربي فصيح، بأن لا إله إلاّ الله رب العالمين، ومحمد رسول الله سيد النبيين، وعلي وصيه سيد الوصيين»([3])!!.
([1]) صحيح البخاري برقم 3471.
([2]) الثاقب في المناقب ص72.
([3]) الخرائج والجرائح 2 /496.