Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

شبهة حديث أمة مسخت فأراً

شبهة حديث أمة مسخت فأراً

    عن أبي هريرة مرفوعاً قال: (فقدت أمة من بني إسرائيل لا تدرى ما فعلت وإني لا أراها إلا الفار إذا وضع لها ألبان إلابل لم تشرب وإذا وضع لها ألبان الشاء شربت)([1]). قالوا: هذا من السخافة بمثابة تربأ عنها الأمة الوكعاء إلا أن تكون مدخولة العقل، ولكن الشيخين بمثابة يلبسان هذا المخرّف على غثيثته (أي فساد عقله) ويحتجان به على سخافته.

الجواب:
    بعض ما جاء في الباب من طرق علماء مذهبه. عن الأصبغ بن نباته أن أمير المؤمنين عليه السلام جاءه نفر من المنافقين، فقالوا: أنت الذي تقول أن هذا الجريّ: مسخ حرام؟ فقال: نعم، فقالوا: أرنا برهانه، فجاء بهم إلى الفرات، ونادى هناس هناس، فاجابه الجريّ لبيك. فقال له أمير المؤمنين: من أنت؟ فقال: ممّن عرضت ولايتك! عليه فأبى فمسخ!، وإنّ في من معك من يمسخ كما مسخنا!!، ويصير كما صرنا، فقال أمير المؤمنين: بيّن قصّتك ليسمع من حضر فيعلم، فقال: نعم كنّا أربع وعشرين قبيلة!! من بني إسرائيل!!، وكنّا قد تمّردنا وعصينا!، وعرضت علينا ولايتك! فأبينا!!، وفارقنا البلاد واستعملنا الفساد، فجاءنا آتٍ أنت أعلم به والله منّا فصرخ فينا صرخة فجمعنا جمعاً واحداً... ثم صاح صيحة أخرى وقال: كونوا مسوخاً بقدرة الله تعالى، فمسخنا أجناساً مختلفة... وصرنا مسوخاً كما ترى. وعن الكاظم عليه السلام أنه قال عن المسوخ: بأنها اثنا عشر صنفاً ولها علل، فأما الفيل فإنه مسخ كان ملكاً زناء لوطياً، ومسخ الدب لأنه كان أعرابياً ديوثاً، ومسخت الأرنب لأنها كانت امرأة تخون زوجها ولا تغتسل من حيض ولا جنابة، ومسخ الوطواط لأنه كان يسرق تمور الناس، ومسخ سهيل لأنه كان عشاراً باليمن، ومسخت الزهرة لأنها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت، وأما القردة والخنازير فإنهم قوم من بني إسرائيل اعتدوا في السبت، وأما الجري والضب ففرقة من بني إسرئيل حين نزلت المائدة على عيسى عليه السلام لم يؤمنوا به فتاهوا فوقعت فرقة في البحر وفرقة في البر، وأما العقرب فانه كان رجلاً نماماً، وأما الزنبور فكان لحاماً يسرق في الميزان).([2])

 وغيرها كثير.


([1]) صحيح البخاري برقم 3305، صحيح مسلم برقم 2997.
([2]) مدينة المعاجز، للبحراني، 2/42