Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

حديث نزول الربّ كل ليلة إلى سماء الدنيا

حديث نزول الربّ كل ليلة إلى سماء الدنيا

     عن أبي هريرة مرفوعاً قال: (ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير يقول من يدعوني فأستجيب له...)([1]) الحديث). قالوا: تعالى الله عن النزول والصعود والمجيء والذهاب والحركة والانتقال وسائر العوارض والحوادث).

 الجواب:
    حديث النزول متفق عليه بين الفريقين. فمن طرق أهل البيت مأخرجه الصدوق في توحيده في حديث احتجاج الصادق على الثنوية والزناقة أنه سئل: فتقول: أنه ينزل إلى السماء الدنيا؟ فقال عليه السلام: نقول ذلك؛ لأن الروايات قد صحت به والأخبار، قال السائل: فاذا نزل أليس قد حال عن العرش وحووله عن العرش صفة حدثت، قال أبو عبد الله عليه السلام:..لا يكون نزوله كنزول المخلوق الذي متى تنحى عن مكان إلى مكان خلا منه المكان الأول، ولكنه ينزل إلى السماء الدنيا بغير معاناة وحركة، فيكون كما هو في السماء السابعة على العرش كذلك هو في السماء الدنيا»([2]).

وعن جابر الجعفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «إن الله تبارك وتعالى ينزل في الثلث الباقي من الليل إلى السماء الدنيا، فينادي هل من تائب يتوب عليه؟ وهل من مستغفر يستغفر فأغفر له؟ وهل من داع يدعوني فأفك عنه؟ وهل من مقتور يدعوني فأبسط له؟ وهل من مظلوم ينصرني فأنصره»([3]).

وأثبت حديث النزول الإحسائي المعروف بابن أبي جمهور قال: (إن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، وينزل عشية عرفة إلى أهل عرفة، وينزل ليلة النصف من شعبان)([4]).

وقال محسن الكاشاني : (الأول: أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة كيوم عرفة من السنة، وشهر رمضان من الشهور، ويوم الجمعة من الأسبوع، ووقت السحر من ساعات الليل، وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات : 18] ولقوله: ((ينزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له))([5]).

وقال أيضاً في موضع آخر: (وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أي الليل أفضل؟ فقال: نصف الليل الغابر) يعني الباقي، ومن آخر الليل وردت الأخبار باهتزاز العرش وانتشار الرّياح من جنات عدن ونزول الجبّار إلى السماء الدنيا وغيرها من الأخبار)([6]).

ذكر أيضاً في حديث آخر بقوله: (ينزل الله تعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول: هل من داع فأستجيب له)([7]). بل وينزل إلى الأرض على جمل. عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أباعبد الله عليه السلام يقول: «إن الله ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرقً»([8]).

وعن أبي عبد الله قال: إذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك وتعالى»([9]).

عن عطاء عن أبي جعفر عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث طويل قال فيه: قال: (... أن الجبار تبارك وتعالى قد هبط إلى الأرض فرفع قواعد البيت الحرام )([10]).

عن جابر قال: قال أبو جعفر عليه السلام في قوله تعالى: هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ [البقرة : 210] قال: «ينزل في سبع قباب من نور ولا يعلم في أيها هو حين ينزل في ظهر الكوفة فهذا حين ينزل»([11]).

وعن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «إذا كان ليلة الجمعة هبط الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا، فإذا طلع الفجر كان على العرش فوق البيت المعمور»([12]).

وعن أبي جعفر عليه السلام قال: «أن الله تبارك وتعالى هبط إلى الأرض في ظل من الملائكة على آدم بواد يقال له: الروحاء وهو واد بين الطائف ومكة»([13]).

وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: « إن ربك ينزل من أول ليلة الجمعة إلى سماء الدنيا »([14]).

وفي الصادق عليه السلام قال: «...فعند ذلك يهبط الجبار عزوجل في ظل من الغمام والملائكة وقضي الأمر ورسول الله أمامه بيده حربة من نور...»([15]).

وعن علي بن الحسين عليه السلام: «أما علمت أنه إذا كان عشيّة عرفة برز الله في ملائكته إلى سماء الدنيا»([16]).

بل وينزل لزيارة قبور الأئمة!! فعن أبي وهب القصري قال: دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت له: جعلت فداك أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين عليه السلام فقال: «بئس ما صنعت لولا إنك من شيعتنا ما نظرت إليك، ألا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة ويزوره الأنبياء عليه السلام ويزوره المؤمنون!!، قلت: جعلت فداك ما علمت ذلك...»([17]).

وعن منيع بن الحجاج عن صفوان الجمال قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام لمّا أتى الحيرة قال: هل لك في قبر الحسين؟ قلت: أتزوره جعلت فداك؟ قال: «وكيف لا أزوره والله يزوره في كل ليلة جمعة يهبط مع الملائكة إليه والأنبياء والأصياء ومحمد أفضل الأنبياء ونحن أفضل الأوصياء فقال صفوان:جعلت فداك أفأزوره في كل جمعة حتى أدرك زيارة الرب؟ قال: نعم يا صفوان الزم زيارة قبر الحسين وتكسب وذلك الفضيل، هي»([18]).

وفي حديث طويل عن الصادق عليه السلام قال: «...حتى أن الله تعالى يزور!! الحسين عليه السلام ويصافحه!! ويقعد معه!! على سري » ([19]).


([1]) رواه البخاري برقم 1145، ومسلم برقم 758.
([2]) التوحيد ص248.
([3]) بحار الأنوار 84/ 168.
([4]) عوالي اللآلي، الفصل السابع 1/ 119 رواية 44
([5]) المحجة البيضاء 2/ 285.
([6]) المحجة البيضاء 2/ 373.
([7]) المصدر السابق 5/ 15.
([8]) رياض العلماء 2/ 404.
([9]) بصائر الدرجات للصفار ص426.
([10]) تفسير العياشي 1/ 37، بحار الأنوار 5/ 49، 50.
([11]) تفسير الصافي 1/ 83، بحار الأنوار 19/ 25.
([12]) تفسير البرهان، لهاشم البحراني، 3/ 146
([13]) البرهان 2/ 300.
([14]) فروع الكافي 3/ 414.
([15]) تفسير البرهان 2/ 343.
([16]) مستدرك الوسائل 10/ 47.
([17]) تهذيب الأحكام 6/ 20.
([18]) بحار الأنوار 60/ 101.
([19]) صحيفة الأبرار 2/ 140.