حديث فرار الحجر بثياب موسى عليه السلام
حديث فرار الحجر بثياب موسى عليه السلام
عن أبي هريرة قال: (كانوا بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى سوأة بعض، وكان موسى عليه السلام يغتسل وحده، فقالوا: واللّه ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر -أي ذو فتق- قال: فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه! فجمع موسى في إثره يقول: ثوبي حجر! ثوبي حجر!حتى نظر بنو إسرائيل إلى سوأة موسى ..الحديث.
قالوا: وأنت ترى ما في الحديث من المحال الممتنع عقلاً، فإنه لا يجوز تشهير كليم الله عليه السلام بإبداء سوأته على رؤوس الأشهاد من قومه؛ لأن ذلك ينقصه ويسقط من مقامه، ولا سيما إذا رأوه يتشد عارياً ينادي الحجر وهو لا يسمع ولا يبصر: ثوبي حجر.. ثم يقف عليه وهو عار أمام الناس فيضربه والناس تنظر إليه مكشوف العورة كالمجنون...! على أن القول بأن بني إسرائيل كانوا يظنون أن موسى أدرة لم ينقل إلا عن أبي هريرة..) إلخ.
الجواب:
هذا رواه الإمام الصادق عليه السلام قال: أن بني إسرائيل كانوا يقولون: ليس لموسى ما للرجال، وكان موسى إذا أراد الاغتسال ذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد من الناس، فكان يوماً يغتسل على شط نهر وقد وضع ثيابه على صخرة، فأمر الله الصخرة فتباعدت عنه حتى نظر بنو إسرائيل إليه فعلموا أنه ليس كما قالوا أنزل الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّهِ وَجِيهاً [الأحزاب : 69] ([1]).
قال الجزائري: : (قال جماعة من أهل الحديث: لا استبعاد فيه بعد ورود الخبر الصحيح وإن رؤيتهم له على ذلك الوضع لم يتعمده موسى عليه السلام ولم يعلم إن أحد ينظر إليه أم لا، وأن مشيه عرياناً لتحصيل ثيابه مضافاً إلى تبعيده عما نسبوه إليه، ليس من المنفرات)([2]) .
([1]) تفسير القمي 2 /179.
([2]) قصص الأنبياء، 250