عائشه توصف بالحميراء
عائشه توصف بالحميراء
ذهب المضللون فى تلك الشبهة إلى أن النبى صلى الله عليه وسلم أمر بأن يُؤخذ نصفُ تعاليم الدين من الحميراء فكيف يكون نصف الدين عند امرأة وصفها زوجها بهذا الوصف وهو أنها حميراء وقالوا بجهل وغباء ان هذا تصغير لكلمة حمارة واستدلوا بما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء
الرَّد على الشبهة
تنم هذه الشبهة عن عدد من الأمور تثبت كلها مدى الجهل الذى يقع فيه هؤلاء وكيف وأنهم لا يتقنون التدليل على ما يدعونه وبيان ذلك فيما يلي: ـ
أولاً: الحكم على الحديث
بالبحث فى كتب السنة تبين أن هذا الحديث لا يُعرف له سندُُ صحيح ولم يقف له أحد على أثر أو رواية ومن ثم فهو ما بين ضعيف وموضوع.
قال صاحب تحفة الأحوذى: وأما حديث خذوا شطر دينكم عن الحميراء يعني عائشة.
فقال الحافظ بن الحجر العسقلاني: لا أعرف له إسنادا ولا رواية في شيء من كتب الحديث إلا في النهاية لابن الأثير ولم يذكر من خرجه.
وذكر الحافظ عماد الدين بن كثير أنه سأل المزي والذهبي عنه فلم يعرفاه.
وقال السخاوي ذكره في الفردوس بغير إسناد وبغير هذا اللفظ ولفظه خذوا ثلث دينكم من بيت الحميراء وبيض له صاحب مسند الفردوس ولم يخرج له إسنادا.. اهـ [1]
مما سبق يتضح لنا ما يلى!
1 - عدم صحة هذا الحديث
2 - جزم أهل العلم بأنه لا سند له
3 - قطع أهل العلم بندرة ورود متنه
وحيث ثبت ما تقدم فإن الحديث غير صحيح ومن ثم فلا يصلح للاستدلال.
ثانياً: ما معنى حميراء
لفظ الحميراء له عدة معانٍ فى اللغة العربية على نحو ما يلى:
1 - الحميراء: اسم يطلق على المرأة شديدة البياض وذلك لأن بياضها يختلط بحمرة خفيفة فى وجهها [2]
2 - الحميراء: البيضاء [3]
3 - الحميراء: موضع من نواحى المدينة [4]
4 - الحميراء: تصغير حمراء أى البيضاء [5]
وعلى ما سبق وبالبحث فى كتب المعاجم لم أجد أى مصدر منها ذكر أن حميراء تعنى كما ادعى هؤلاء وعليه فإن ما ساقوه من دليل لهذه الشبهة لا يصلح من حيث الاستدلال ووجه الدلالة التى استندوا إليها
ثالثا: تصغير حمار
حمار على وزن فعال وفعال تصغر على فعيل وعليه فإن حمار تصغر على حمير هذا إن كان المراد بها مذكر أما إن أريد بها مؤنث فتصغر على حميرة ومن ثم فإنه من حيث الناحية الصرفية لا يمكن أن نقول إن حميراء تصغير لحمار وإنما المقصود بها المعانى التى سبق إيضاحها من قبل
[1]ـ تحفة الاحوذى جـ 10 صـ 259. مرقاة المفاتيح جـ 11 صـ 338 , الفوائد المجموعة فى الأحاديث الموضوعة جـ 1 صـ 399. كشف الخفاء جـ 1 صـ 449
[2]ـ لسان العرب جـ 4 صـ 211
[3]ـ النهاية فى غريب الاثر جـ ا صـ 438
[4]ـ معجم اللبدان جـ 2 صـ 306
[5]ـ تاج العروس جـ 11 صـ 73
قد يشبث الشيعة بهذا القول: وحكى الأصمعي عن بعض الأعراب أنه قال : الحمى في أصول النخل، وشر الغبيات غبية التبل، وشر النساء السويداء الممراض، وشر منها الحميراء المحياض
نقول: هذا ليس معنى لكلمة حميراء هذا وصف تابع للحميراء
مثال: شر منها المسلمة السكيرة.... لا يلزم أن معنى مسلمة أي سكيرة.
يزعم الشيعة أن لقب حميراء من الألقاب التي يبغضها الله تعالى
فقد أسند الكليني إلى يعقوب السراج1. قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو واقف على رأس أبي الحسن موسى2، وهو في المهد، فجعل يساره طويلاً، فجلست حتى فرغ، فقمت إليه، فقال لي: ادن من مولاك فسلم، فدنوت فسلمت عليه، فرد عليَّ السلام بلسان فصيح، ثم قال لي: اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتها أمس؛ فإنه اسم يبغضه الله، وكان ولدت لي ابنة سميتها الحميراء، فقال لي أبو عبد الله: انته إلى أمره ترشد، فغيرت اسمها3.
والحميراء لقب أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة رضي الله عنها وكان يناديها به، والشيعة يعترفون بهذا4، فهل يلقب رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته أو يناديها بلقب يبغضه الله تعالى؟
عبدالقادر صوفي..
[1] وثقه المامقاني -من الشيعة-. تنقيح المقال للمامقاني 3/ 330.
[2] الملقب بالكاظم. ابن جعفر الصادق.
[3] الأصول من الكافي للكليني 1/ 247.
[4] انظر: المحاسن للبرقي ص:445، والاستبصار للطوسي 1/ 30، وتهذيب الأحكام له 1/ 104