شبهة كيس أبي هريرة
شبهة كيس أبي هريرة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، واللعنة على أعداء الله المحرفين للكتاب الطاعنين بالأصحاب فالعنهم لعناً كبيراً ولا تخفف عنهم عذابك إنك شديد العقاب
من الشبهات التي يثيرها الرافضة هو حديث كيس أبي هريرة المعروف ، وفي ما يلي سنعرض الشبهة والرد :
الحديث : ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول . تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني . فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال لا هذا من كيس أبي هريرة" ....
الشبهة : لماذا يقول اذاً قال رسول الله ؟
فأنتم امام خيارين اما انه يكذب أو يدلس في الحديث
الرد : فيه إجمال وتفصيل
أما الإجمال : فلو أنهم آمنوا بعدالة الصحابة وفضلهم لأحسنوا الظن بهم وبأفعالهم وأقوالهم ، وهذا أصل عظيم من أصول الدين غاب عنهم ، ولكنهم يسيئون الظن بهم لخسة قلوبهم وخبثهم ، ونحن نقول أنه ثبت عدل الصحابة وحسن دينهم في العديد من الأدلة الصحيحة الصريحة الثابتة من كتاب الله وسنة نبيه ، وقد شهد الله للصحابة وأثنى عليهم وكذلك رسوله ، وعليه وجب على المسلم الثناء عليهم وأن يحسن الظن في كل ما قد يريبه من أمورهم .
فإنه - أقصد المثير للشبهة - ترك كثيراً من الأحاديث والآثار الواردة في فضل هذا الصحابي الجليل وأخذ بهذه الرواية لأنه وجد فيها مطعن عليه ، وكان الأولى به لو أن قلبه يحمل ذرة من العدل أن يحاول الجمع بين كل تلك الروايات . وكان الأولى به أيضاً أن يقرأ شرح الحديث من كتب أئمة أهل السنة والجماعة حتى يفهمه حق الفهم خصوصاً أنهم لا يؤمنون بروايات البخاري
أما التفصيل فإن أباهريرة رضي الله عنه قد سئل عن قوله : تقول المرأة كذا وكذا ويقول العبد كذا وكذا ويقول الإبن كذا وكذا ، فأجاب أن هذا من قوله هو لا قول النبي صلى الله عليه وسلم وكان يريد أن يضرب المثل لتقريب المعنى إلى الذهن ، وكونه قد نسب الكلام لنفسه لهو دليل على صدقه وأمانته ، ولو لم يكن كذلك لما منعه مانع أن ينسبه للرسول الكريم ، ولكنه قد شرح بعضاً من كلام الرسول بكلامه الخاص ، فإن هذا أمر مشاع ويحصل كثيراً عندما يقول إنسانٌ عن آخر قولاً ويريد أن يشرح جزءاً من القول فقد يختلط القولان فيبدوان كأنهما قولاً واحداً للإنسان الأول .
وهذا ليس فيه كذب بأي حال من الأحوال ، لأنه لم ينسب إليه قول زائد أو معنى زائد عما قاله ، بل هو فسر المعنى والكلام بكلام له ، بمعنى انه نقل القول كما هو ، لكنه شرح جزءاً من ذلك القول .
فإن قال قائل كان الأولى أن يفصل بين القولين فصلاً واضحاً وإلا عد تدليساً .
نقول إن من شروط التدليس إيهام السامع ، وهذا لم يحصل هنا ، بل على العكس ، فإن سياق الرواية يدل أنه قد ألمح إلى ذلك ، فإن إنتباه الناس وسؤالهم عن هذا الكلام إن كان من كيسه أم من كيس الرسول عليه الصلاة والسلام دليل على أنه نبّه لهذا ، كأنه حدّث عن الرسول الكريم ثم سكت قليلاً ، ثم شرح - من كيسه - ففصل بين القولين فصلاً واضحاً فانتبه الناس لفعله ، وهذا لا يفعله عادة في باقي رواياته عن النبي الكريم ، لذا لم يسأله أحد مثل هذا السؤال في باقي الروايات ، لأنه لم يشرح من قوله معنى لقول الرسول إلا في هذا الحديث .
فلما فصل بين الكلامين بسكتة انتبه الناس ، ولو أراد إيهام الناس لواصل في الكلام ولما انتبه الناس ولما سألوه كما لم يسألوه في باقي رواياته ، فامتنع إيهام السامع في حقه ، فانتفى التدليس ، بل هو لم يكتفي بعدم إيهام السامع بل نبه السامع بالكلامين ، وهذا من أعظم مراتب الصدق والأمانة . فتبين أن هذا الخبر هو ليس فقط براءة لإبي هريرة من الكذب والتدليس بل هو دليل على أمانته وصدقه في القول فأنه أعده منقبة من مناقب أبي هريرة رضي الله عنه .
أخوكم أبو يحيى
هذا من كيس أبي هريرة
عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم" أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن أطعمني إلى من تدعني فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا هذا من كيس أبي هريرة" (رواه البخاري).
تعليق: إن ما كان من كيس أبي هريرة قوله (تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني…) فأفهم الناس أن هذا من تعليقه واستنبطاته لما رواه من الحديث وليس يعني أنه روى عن النبي ثم أثبت أنه من كلامه لا من كلام النبي.
على أن هناك قول آخر لأبي هريرة بلفظ " كنت حدثتكم من أصبح جنبا فقد أفطر وأن ذلك من كيس أبي هريرة" قال الحافظ " لا يصح ذلك عن أبي هريرة لأنه من رواية عمر بن قيس وهومتروك" (فتح الباري4/ 146).
حديث هذا من كيس أبوهريرة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الامين سيد المرسلين وخاتم النبين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن اتبعهم بإحسن إلى يوم الدين وبعد ..
فقد شرّق الشيعة وغربوا والتفوا حول أبوهريرة ليزيفوه فزلزلوا ..
يقول المفترون عليهم من الله ما يستحقون .. ان أبوهريرة يكذب على الرسول ودليلهم بذلك حديث صحيح مذكور في صحيح البخاري ..
أقولُ وبالله المستعان:
أولا الحديث:
الحديث:- 54
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبوصالح قال حدثني أبوهريرة رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم (أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول). تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني. فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لا هذا من كيس أبي هريرة
البخاري الجزء الخامس ص 248
درجة الحديث: صحيح ..
ثانيا/ الحديث مذكور لدينا نحن اهل السنة والجماعه من أكثر من صحابي مثال: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا هشام عن أبيه عن حكيم ابن حزام رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول)
_شرح _
بعد ان انتهى هذا الصحابي الجليل من ذكر الحديث أضاف (.تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني) فكان هنالك صحابه قد سمعوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم فسألوا أبا هريرة (سمعت رسول الله يقول هذا؟) قال لا هذا من كيس أبوهريرة ,,يقصد بذلك هذا الصحابي الجليل من ذكر هذا المثال حتى يقوم بتقريب صورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم وإعطاء مثال حتى يفهم المتلقي ... ولا ننسى انه قال من كِيسي بكسر الكاف .. وهي إشارة إلى انه استنبط ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. وحاشا هذا الصحابي أن يذكر على لسان النبي صلى الله عليه وسلم كذباً فهوادرى بحديث من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ..
والحمدلله رب العالمين ...
المصدر: شبكة الزهراء الإسلامية
بَابُ فَضْلِ الْمَعْرُوفِ
1ـ أَبُوعَلِيٍّ الأَشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلاَم) قَالَ قَالَ رَسُولُ الله (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ وَأَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَلا يَلُومُ الله عَلَى الْكَفَافِ.
هل الكليني سرق من كيس أبوهريرة .... ؟
هذا من كيس أبي هريرة
قال الامام البخاري : " حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» تَقُولُ المَرْأَةُ: إِمَّا أَنْ تُطْعِمَنِي، وَإِمَّا أَنْ تُطَلِّقَنِي، وَيَقُولُ العَبْدُ: أَطْعِمْنِي وَاسْتَعْمِلْنِي، وَيَقُولُ الِابْنُ: أَطْعِمْنِي، إِلَى مَنْ تَدَعُنِي "، فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «لاَ، هَذَا مِنْ كِيسِ أَبِي هُرَيْرَةَ» " اهـ . [1]
ان هذا الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد رواه غير ابي هريرة رضي الله عنه , قال الامام البخاري : " 1427 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ».
1428 - وَعَنْ وُهَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا
1429 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ، وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ، وَالتَّعَفُّفَ، وَالمَسْأَلَةَ: " اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، فَاليَدُ العُلْيَا: هِيَ المُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى: هِيَ السَّائِلَةُ " اهـ .[2]
فهذا الاثر رواه حكيم بن حزام وابو هريرة وابن عمر رضي الله عنهم , وقد رواه ابو هريرة من غير الشرح الذي جاء في الرواية الاخرى .
فالشرح الذي ذكره ابو هريرة في الحديث هو فهمه رضي الله عنه , ولهذا لما سُئل هل هذا من قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , فقال لا هذا من كيسي , وهذا من امانته رضي الله عنه , وتقواه , قال الحافظ ابن حجر : " وَقَوْلُهُ مِنْ كِيسِي هُوَ بِكَسْرِ الْكَافِ لِلْأَكْثَرِ أَيْ مِنْ حَاصِلِهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ مِنَ اسْتِنْبَاطِهِ مِمَّا فَهِمَهُ مِنَ الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ مَعَ الْوَاقِعِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ بِفَتْحِ الْكَافِ أَيْ مِنْ فِطْنَتِهِ " اهـ .[3]
وقال الامام ابن الاثير : " وَفِيهِ «هَذَا مِنْ كِيس أَبِي هُرَيْرَةَ» أَيْ مِمَّا عِنْدَهُ مِنَ العِلم المُقْتَنَى فِي قَلبْه، كَمَا يُقْتَنَى الْمَالُ فِي الكِيس.
ورَواه بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْكَافِ: أَيْ مِنْ فِقْهِه وفِطْنَتهِ، لَا مِنْ روايِته " اهـ .[4]
1 - صحيح البخاري - بَابُ وُجُوبِ النَّفَقَةِ عَلَى الأَهْلِ وَالعِيَالِ – ج 7 ص 63 .
2 - صحيح البخاري - بَابُ لاَ صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى – ج 2 ص 112 .
3 - فتح الباري – احمد بن علي بن حجر - ج 9 ص 501 .
4 - النهاية في غريب الحديث والاثر - أبو السعادات المبارك بن محمد بن الاثير الجزري – ج 4 ج 218 .
كيس أبي هريرة رضي الله عنه كيس الأمانة والتقى، وكيسهم كيس النفاق والأحقاد
بقلم / د. خلدون عبد العزيز مخلوطة
محاولات متتابعة للنيل من طود السنة النبوية ورواتها ، بتزوير الحقائق، وتحريف الكلم على غير مراده، مع أن الكلام في سياقه يدل على منتهى الأمانة وعدم التزيد على كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن من امتلأ قلبه حقدا فيفكك الكلام ، ويعبث بالمراد ، ولنضرب على ذلك بمثل: وهو اقتطاع المستشرق المجري اليهودي الخبيث " جولد تسيهر " ، لجملة من كلام التابعي الثقة الحجة ابن شهاب الزهري رحمه الله قال فيها : "وإن هؤلاء الأمراء أكرهونا على كتابة أحاديث" ، ليدلل بها على أن الإمام الزهري كان يضع الأحاديث ويؤلفها وينسبها للنبي صلى الله عليه وسلم بسب إكراه الأمراء له، وهي كلمة مبتورة من سياق قصة طويلة ، بترها ذلك الخبيث ، ليشنع على إمامنا، وأصل القصة كما رواها ابن سعد وابن عساكر أن هشام بن عبد الملك، أصر أن يملي الزهري على ابنه أحاديث ليكتبها ثم يحفظها ، فأملى له الزهري بعض أحاديثه بسندها ، ثم خرج من عند هشام ونادى في الناس بأعلى صوته: أيها الناس إنا كنا منعناكم أمرا قد بذلناه الآن لهؤلاء ، " وإن هؤلاء الأمراء أكرهونا على كتابة الأحاديث فتعالوا أحدثكم بها" ، أي لتكتبوها، لأنهم كانوا يعتمدون على الحفظ ، ولكن عندما صدر الأمر من الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ومن بعده بكتابة الأحاديث بدؤوا بتدوين ما يحفظونه، فاعتبر ذلك إكراها على أمر لم يعتادوه.
ومن ذلك تحريفهم لقول أبي هريرة رضي الله عنه، وفهمهم له فهما عكس المراد، ثم إلقاء التهم الباطلة عليه ، حيث روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ["أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول" ، تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني، ويقول العبد أطعمني واستعملني، ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني، فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال لا هذا من كيس أبي هريرة].
هذا الحديث قسم منه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وقسم منه من كلام أبي هريرة رضي الله عنه ، أورده على سبيل الشرح وضرب المثل لتقريب المعنى إلى الذهن، وهذا يسميه العلماء: (الحديث المدرج) ، وهذا يدل على أمانة أبي هريرة رضي الله عنه، ومنتهى دقة المحدثين في تمييز كلام النبي صلى الله عليه وسلم من كلام الراوي، فهذا الجزء فقط من كلام النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة ما ترك غنى ، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول)، أما الجزء الثاني فهو من كلام أبي هريرة وهو : (تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن أطعمني إلى من تدعني فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا هذا من كيس أبي هريرة)، وكونه قد نسب الكلام لنفسه لهو دليل على صدقه وأمانته رضي الله عنه، ولو لم يكن كذلك لما منعه مانع أن ينسبه للرسول الكريم ، ولكنه قد شرح بعضاً من كلام الرسول بكلامه الخاص ، وهذا أمر مشاع ويحصل كثيراً عندما يقول إنسانٌ عن آخر قولاً ويريد أن يشرح جزءاً من القول فقد يختلط القولان فيبدوان كأنهما قولاً واحداً للإنسان الأول.
قال الحافظ ابن حجر في شرحه للبخاري: [قوله "من كيسي" أي من حاصله إشارة إلى أنه من استنباطه مما فهمه من الحديث المرفوع مع الواقع ]
وقد جاءت روايات أخرى عن أبي هريرة نفسه وغيره من الصحابة تثبت الجزء الأول فقط منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
1- ما رواه الإمام أحمد في المسند 12/69 والنسائي في سننه 5/62 وابن حبان في صحيحه 10/54 عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُول ) فجميع هذه الروايات وهي صحيحه ذكرت دون هذه الزيادة المدرجة من كلام ابي هريرة ، لذلك قال: (هذا من كيسي).
2- ما رواه مسلم عن حكيم ابن حزام رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول).
. وسأعطيك مثلا جديدا يوضح لك دقة المحدثين في الكشف عن اي زيادة من قبل الراوي ليس موجودة في اصل الحديث :عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (أسبغو الوضوء ويل للأعقاب من النار) قالوا هذا الحديث رواه أبو قطن وشبابة عن شعبة بن الحجاج عن محمد بن زياد الطحان عن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – هكذا وباقي الرواة الذين روو هذا الحديث عن شعبة وهن ثقات أصحاب شعبة رووه مفصولا هكذا عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أنه قال: أسبغو الوضوء فإني سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -يقول: (ويل للأعقاب من النار) فأصبح قوله أسبغوا الوضوء من قول أبي هريرة رضي الله عنه وليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم.
من كيس أبي هريرة
بسم الله الرحمن الرحيم . .
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد . .
- كتب الكثير من الأفاضل كتبا تكشف الشبهات وتناقش الإشكالات المثارة حول الصحابي الجليل " أبو هريرة " رضي الله عنه ,
هذا مع العلم أن أبا هريرة :
1- ليس هو الواسطة الوحيدة بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بل هناك جملة من المكثرين من الرواية يشاركوه الواسطة من جهة ,
2- ومن جهة أخرى كثير من الأخبار التي رواها قد شاركه فيها غيره . . .
- ومن جملة تلك الإشكالات قوله رضي الله عنه " من كيس أبي هريرة " وأجيب - إن لم يكن تهكما - ع الإشكال :
1- أن الكلام واضح انه شرح لكلام الرسول بذكر مثال ليقرب به الصورة لا أنه تعمد الإضافة المحرفة لكلام رسول الله , وليس أنها زيادة مخلة كما قال الصدوق "
2- وقد أخبر لصدقه وأمانته انها من كيسه لا من عند رسول الله , وكان يمكنه ان يقول حين سألوه سمعته من رسول الله وإن انكروا عليه يقول لهم : لم تكونوا موجودين ذاك الوقت ! بسيطة . . ولكنه كان صريحا واضحا . .
3- لا مصلحة للكذب فيه - كما يكرر المخالف كثيرا في جوابه على التحريفات عندهم - !! ,
إلا أن بعض المخالفين يصر ع الإستهزاء والسخرية وسوء الظن وعليه فلابد من إلزامهم بفعل شيخهم الصدوق وسوء الظن به . .
الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 18 - ص 229 - 230
إلا أنه روى في الفقيه مرسلا ، قال ، نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن عسيب الفحل ، وهي أجرة الضراب . والظاهر أن هذا التفسير من كلام الصدوق ، الذي يدخله غالبا في الأخبار . أ.هـ
يدخله غالباً في الأخبار . .
أقول :
يظهر أن مناط أكثر الإشكالات هو " سوء الظن " بمن يكرهون . . و " حسن الظن " بمن يحبون . .
وبارك الله في أخينا " شمري طي " على درره وفوائده , فالنص مستفاد منه شكر الله له وغفر له . .
والله الهادي ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، واللعنة على أعداء الله المحرفين للكتاب الطاعنين بالأصحاب فالعنهم لعناً كبيراً ولا تخفف عنهم عذابك إنك شديد العقاب
من الشبهات التي يثيرها الرافضة هو حديث كيس أبي هريرة المعروف ، وفي ما يلي سنعرض الشبهة والرد :
الحديث : ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول . تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني . فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال لا هذا من كيس أبي هريرة" ....
الشبهة : لماذا يقول اذاً قال رسول الله ؟
فأنتم امام خيارين اما انه يكذب أو يدلس في الحديث
الرد : فيه إجمال وتفصيل
أما الإجمال : فلو أنهم آمنوا بعدالة الصحابة وفضلهم لأحسنوا الظن بهم وبأفعالهم وأقوالهم ، وهذا أصل عظيم من أصول الدين غاب عنهم ، ولكنهم يسيئون الظن بهم لخسة قلوبهم وخبثهم ، ونحن نقول أنه ثبت عدل الصحابة وحسن دينهم في العديد من الأدلة الصحيحة الصريحة الثابتة من كتاب الله وسنة نبيه ، وقد شهد الله للصحابة وأثنى عليهم وكذلك رسوله ، وعليه وجب على المسلم الثناء عليهم وأن يحسن الظن في كل ما قد يريبه من أمورهم .
فإنه - أقصد المثير للشبهة - ترك كثيراً من الأحاديث والآثار الواردة في فضل هذا الصحابي الجليل وأخذ بهذه الرواية لأنه وجد فيها مطعن عليه ، وكان الأولى به لو أن قلبه يحمل ذرة من العدل أن يحاول الجمع بين كل تلك الروايات . وكان الأولى به أيضاً أن يقرأ شرح الحديث من كتب أئمة أهل السنة والجماعة حتى يفهمه حق الفهم خصوصاً أنهم لا يؤمنون بروايات البخاري
أما التفصيل فإن أباهريرة رضي الله عنه قد سئل عن قوله : تقول المرأة كذا وكذا ويقول العبد كذا وكذا ويقول الإبن كذا وكذا ، فأجاب أن هذا من قوله هو لا قول النبي صلى الله عليه وسلم وكان يريد أن يضرب المثل لتقريب المعنى إلى الذهن ، وكونه قد نسب الكلام لنفسه لهو دليل على صدقه وأمانته ، ولو لم يكن كذلك لما منعه مانع أن ينسبه للرسول الكريم ، ولكنه قد شرح بعضاً من كلام الرسول بكلامه الخاص ، فإن هذا أمر مشاع ويحصل كثيراً عندما يقول إنسانٌ عن آخر قولاً ويريد أن يشرح جزءاً من القول فقد يختلط القولان فيبدوان كأنهما قولاً واحداً للإنسان الأول .
وهذا ليس فيه كذب بأي حال من الأحوال ، لأنه لم ينسب إليه قول زائد أو معنى زائد عما قاله ، بل هو فسر المعنى والكلام بكلام له ، بمعنى انه نقل القول كما هو ، لكنه شرح جزءاً من ذلك القول .
فإن قال قائل كان الأولى أن يفصل بين القولين فصلاً واضحاً وإلا عد تدليساً .
نقول إن من شروط التدليس إيهام السامع ، وهذا لم يحصل هنا ، بل على العكس ، فإن سياق الرواية يدل أنه قد ألمح إلى ذلك ، فإن إنتباه الناس وسؤالهم عن هذا الكلام إن كان من كيسه أم من كيس الرسول عليه الصلاة والسلام دليل على أنه نبّه لهذا ، كأنه حدّث عن الرسول الكريم ثم سكت قليلاً ، ثم شرح - من كيسه - ففصل بين القولين فصلاً واضحاً فانتبه الناس لفعله ، وهذا لا يفعله عادة في باقي رواياته عن النبي الكريم ، لذا لم يسأله أحد مثل هذا السؤال في باقي الروايات ، لأنه لم يشرح من قوله معنى لقول الرسول إلا في هذا الحديث .
فلما فصل بين الكلامين بسكتة انتبه الناس ، ولو أراد إيهام الناس لواصل في الكلام ولما انتبه الناس ولما سألوه كما لم يسألوه في باقي رواياته ، فامتنع إيهام السامع في حقه ، فانتفى التدليس ، بل هو لم يكتفي بعدم إيهام السامع بل نبه السامع بالكلامين ، وهذا من أعظم مراتب الصدق والأمانة . فتبين أن هذا الخبر هو ليس فقط براءة لإبي هريرة من الكذب والتدليس بل هو دليل على أمانته وصدقه في القول فأنه أعده منقبة من مناقب أبي هريرة رضي الله عنه .
أخوكم أبو يحيى
هذا من كيس أبي هريرة
عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم" أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن أطعمني إلى من تدعني فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لا هذا من كيس أبي هريرة" (رواه البخاري).
تعليق: إن ما كان من كيس أبي هريرة قوله (تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني…) فأفهم الناس أن هذا من تعليقه واستنبطاته لما رواه من الحديث وليس يعني أنه روى عن النبي ثم أثبت أنه من كلامه لا من كلام النبي.
على أن هناك قول آخر لأبي هريرة بلفظ " كنت حدثتكم من أصبح جنبا فقد أفطر وأن ذلك من كيس أبي هريرة" قال الحافظ " لا يصح ذلك عن أبي هريرة لأنه من رواية عمر بن قيس وهومتروك" (فتح الباري4/ 146).
حديث هذا من كيس أبوهريرة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد الامين سيد المرسلين وخاتم النبين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الغر الميامين ومن اتبعهم بإحسن إلى يوم الدين وبعد ..
فقد شرّق الشيعة وغربوا والتفوا حول أبوهريرة ليزيفوه فزلزلوا ..
يقول المفترون عليهم من الله ما يستحقون .. ان أبوهريرة يكذب على الرسول ودليلهم بذلك حديث صحيح مذكور في صحيح البخاري ..
أقولُ وبالله المستعان:
أولا الحديث:
الحديث:- 54
حدثنا عمر بن حفص حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثنا أبوصالح قال حدثني أبوهريرة رضي الله عنه قال
: قال النبي صلى الله عليه وسلم (أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول). تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني. فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال لا هذا من كيس أبي هريرة
البخاري الجزء الخامس ص 248
درجة الحديث: صحيح ..
ثانيا/ الحديث مذكور لدينا نحن اهل السنة والجماعه من أكثر من صحابي مثال: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا هشام عن أبيه عن حكيم ابن حزام رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول)
_شرح _
بعد ان انتهى هذا الصحابي الجليل من ذكر الحديث أضاف (.تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني) فكان هنالك صحابه قد سمعوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم فسألوا أبا هريرة (سمعت رسول الله يقول هذا؟) قال لا هذا من كيس أبوهريرة ,,يقصد بذلك هذا الصحابي الجليل من ذكر هذا المثال حتى يقوم بتقريب صورة لقول النبي صلى الله عليه وسلم وإعطاء مثال حتى يفهم المتلقي ... ولا ننسى انه قال من كِيسي بكسر الكاف .. وهي إشارة إلى انه استنبط ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم .. وحاشا هذا الصحابي أن يذكر على لسان النبي صلى الله عليه وسلم كذباً فهوادرى بحديث من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ..
والحمدلله رب العالمين ...
المصدر: شبكة الزهراء الإسلامية
بَابُ فَضْلِ الْمَعْرُوفِ
1ـ أَبُوعَلِيٍّ الأَشْعَرِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيَى عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلاَم) قَالَ قَالَ رَسُولُ الله (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ وَأَفْضَلُ الصَّدَقَةِ صَدَقَةٌ عَنْ ظَهْرِ غِنًى وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى وَلا يَلُومُ الله عَلَى الْكَفَافِ.
هل الكليني سرق من كيس أبوهريرة .... ؟
هذا من كيس أبي هريرة
قال الامام البخاري : " حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ» تَقُولُ المَرْأَةُ: إِمَّا أَنْ تُطْعِمَنِي، وَإِمَّا أَنْ تُطَلِّقَنِي، وَيَقُولُ العَبْدُ: أَطْعِمْنِي وَاسْتَعْمِلْنِي، وَيَقُولُ الِابْنُ: أَطْعِمْنِي، إِلَى مَنْ تَدَعُنِي "، فَقَالُوا: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: «لاَ، هَذَا مِنْ كِيسِ أَبِي هُرَيْرَةَ» " اهـ . [1]
ان هذا الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قد رواه غير ابي هريرة رضي الله عنه , قال الامام البخاري : " 1427 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ».
1428 - وَعَنْ وُهَيْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا
1429 - حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ح وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ، وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ، وَالتَّعَفُّفَ، وَالمَسْأَلَةَ: " اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى، فَاليَدُ العُلْيَا: هِيَ المُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى: هِيَ السَّائِلَةُ " اهـ .[2]
فهذا الاثر رواه حكيم بن حزام وابو هريرة وابن عمر رضي الله عنهم , وقد رواه ابو هريرة من غير الشرح الذي جاء في الرواية الاخرى .
فالشرح الذي ذكره ابو هريرة في الحديث هو فهمه رضي الله عنه , ولهذا لما سُئل هل هذا من قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , فقال لا هذا من كيسي , وهذا من امانته رضي الله عنه , وتقواه , قال الحافظ ابن حجر : " وَقَوْلُهُ مِنْ كِيسِي هُوَ بِكَسْرِ الْكَافِ لِلْأَكْثَرِ أَيْ مِنْ حَاصِلِهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُ مِنَ اسْتِنْبَاطِهِ مِمَّا فَهِمَهُ مِنَ الْحَدِيثِ الْمَرْفُوعِ مَعَ الْوَاقِعِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ بِفَتْحِ الْكَافِ أَيْ مِنْ فِطْنَتِهِ " اهـ .[3]
وقال الامام ابن الاثير : " وَفِيهِ «هَذَا مِنْ كِيس أَبِي هُرَيْرَةَ» أَيْ مِمَّا عِنْدَهُ مِنَ العِلم المُقْتَنَى فِي قَلبْه، كَمَا يُقْتَنَى الْمَالُ فِي الكِيس.
ورَواه بَعْضُهُمْ بِفَتْحِ الْكَافِ: أَيْ مِنْ فِقْهِه وفِطْنَتهِ، لَا مِنْ روايِته " اهـ .[4]
1 - صحيح البخاري - بَابُ وُجُوبِ النَّفَقَةِ عَلَى الأَهْلِ وَالعِيَالِ – ج 7 ص 63 .
2 - صحيح البخاري - بَابُ لاَ صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى – ج 2 ص 112 .
3 - فتح الباري – احمد بن علي بن حجر - ج 9 ص 501 .
4 - النهاية في غريب الحديث والاثر - أبو السعادات المبارك بن محمد بن الاثير الجزري – ج 4 ج 218 .
كيس أبي هريرة رضي الله عنه كيس الأمانة والتقى، وكيسهم كيس النفاق والأحقاد
بقلم / د. خلدون عبد العزيز مخلوطة
محاولات متتابعة للنيل من طود السنة النبوية ورواتها ، بتزوير الحقائق، وتحريف الكلم على غير مراده، مع أن الكلام في سياقه يدل على منتهى الأمانة وعدم التزيد على كلام النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن من امتلأ قلبه حقدا فيفكك الكلام ، ويعبث بالمراد ، ولنضرب على ذلك بمثل: وهو اقتطاع المستشرق المجري اليهودي الخبيث " جولد تسيهر " ، لجملة من كلام التابعي الثقة الحجة ابن شهاب الزهري رحمه الله قال فيها : "وإن هؤلاء الأمراء أكرهونا على كتابة أحاديث" ، ليدلل بها على أن الإمام الزهري كان يضع الأحاديث ويؤلفها وينسبها للنبي صلى الله عليه وسلم بسب إكراه الأمراء له، وهي كلمة مبتورة من سياق قصة طويلة ، بترها ذلك الخبيث ، ليشنع على إمامنا، وأصل القصة كما رواها ابن سعد وابن عساكر أن هشام بن عبد الملك، أصر أن يملي الزهري على ابنه أحاديث ليكتبها ثم يحفظها ، فأملى له الزهري بعض أحاديثه بسندها ، ثم خرج من عند هشام ونادى في الناس بأعلى صوته: أيها الناس إنا كنا منعناكم أمرا قد بذلناه الآن لهؤلاء ، " وإن هؤلاء الأمراء أكرهونا على كتابة الأحاديث فتعالوا أحدثكم بها" ، أي لتكتبوها، لأنهم كانوا يعتمدون على الحفظ ، ولكن عندما صدر الأمر من الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز ومن بعده بكتابة الأحاديث بدؤوا بتدوين ما يحفظونه، فاعتبر ذلك إكراها على أمر لم يعتادوه.
ومن ذلك تحريفهم لقول أبي هريرة رضي الله عنه، وفهمهم له فهما عكس المراد، ثم إلقاء التهم الباطلة عليه ، حيث روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ["أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول" ، تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني، ويقول العبد أطعمني واستعملني، ويقول الابن اطعمني إلى أن تدعني، فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال لا هذا من كيس أبي هريرة].
هذا الحديث قسم منه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وقسم منه من كلام أبي هريرة رضي الله عنه ، أورده على سبيل الشرح وضرب المثل لتقريب المعنى إلى الذهن، وهذا يسميه العلماء: (الحديث المدرج) ، وهذا يدل على أمانة أبي هريرة رضي الله عنه، ومنتهى دقة المحدثين في تمييز كلام النبي صلى الله عليه وسلم من كلام الراوي، فهذا الجزء فقط من كلام النبي صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة ما ترك غنى ، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول)، أما الجزء الثاني فهو من كلام أبي هريرة وهو : (تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد أطعمني واستعملني ويقول الابن أطعمني إلى من تدعني فقالوا يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا هذا من كيس أبي هريرة)، وكونه قد نسب الكلام لنفسه لهو دليل على صدقه وأمانته رضي الله عنه، ولو لم يكن كذلك لما منعه مانع أن ينسبه للرسول الكريم ، ولكنه قد شرح بعضاً من كلام الرسول بكلامه الخاص ، وهذا أمر مشاع ويحصل كثيراً عندما يقول إنسانٌ عن آخر قولاً ويريد أن يشرح جزءاً من القول فقد يختلط القولان فيبدوان كأنهما قولاً واحداً للإنسان الأول.
قال الحافظ ابن حجر في شرحه للبخاري: [قوله "من كيسي" أي من حاصله إشارة إلى أنه من استنباطه مما فهمه من الحديث المرفوع مع الواقع ]
وقد جاءت روايات أخرى عن أبي هريرة نفسه وغيره من الصحابة تثبت الجزء الأول فقط منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم:
1- ما رواه الإمام أحمد في المسند 12/69 والنسائي في سننه 5/62 وابن حبان في صحيحه 10/54 عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا صَدَقَةَ إِلَّا عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُول ) فجميع هذه الروايات وهي صحيحه ذكرت دون هذه الزيادة المدرجة من كلام ابي هريرة ، لذلك قال: (هذا من كيسي).
2- ما رواه مسلم عن حكيم ابن حزام رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول).
. وسأعطيك مثلا جديدا يوضح لك دقة المحدثين في الكشف عن اي زيادة من قبل الراوي ليس موجودة في اصل الحديث :عن أبي هريرة - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – (أسبغو الوضوء ويل للأعقاب من النار) قالوا هذا الحديث رواه أبو قطن وشبابة عن شعبة بن الحجاج عن محمد بن زياد الطحان عن أبي هريرة - رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – هكذا وباقي الرواة الذين روو هذا الحديث عن شعبة وهن ثقات أصحاب شعبة رووه مفصولا هكذا عن أبي هريرة - رضي الله عنه – أنه قال: أسبغو الوضوء فإني سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -يقول: (ويل للأعقاب من النار) فأصبح قوله أسبغوا الوضوء من قول أبي هريرة رضي الله عنه وليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم.
من كيس أبي هريرة
بسم الله الرحمن الرحيم . .
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وآل محمد إنك حميد مجيد . .
- كتب الكثير من الأفاضل كتبا تكشف الشبهات وتناقش الإشكالات المثارة حول الصحابي الجليل " أبو هريرة " رضي الله عنه ,
هذا مع العلم أن أبا هريرة :
1- ليس هو الواسطة الوحيدة بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بل هناك جملة من المكثرين من الرواية يشاركوه الواسطة من جهة ,
2- ومن جهة أخرى كثير من الأخبار التي رواها قد شاركه فيها غيره . . .
- ومن جملة تلك الإشكالات قوله رضي الله عنه " من كيس أبي هريرة " وأجيب - إن لم يكن تهكما - ع الإشكال :
1- أن الكلام واضح انه شرح لكلام الرسول بذكر مثال ليقرب به الصورة لا أنه تعمد الإضافة المحرفة لكلام رسول الله , وليس أنها زيادة مخلة كما قال الصدوق "
2- وقد أخبر لصدقه وأمانته انها من كيسه لا من عند رسول الله , وكان يمكنه ان يقول حين سألوه سمعته من رسول الله وإن انكروا عليه يقول لهم : لم تكونوا موجودين ذاك الوقت ! بسيطة . . ولكنه كان صريحا واضحا . .
3- لا مصلحة للكذب فيه - كما يكرر المخالف كثيرا في جوابه على التحريفات عندهم - !! ,
إلا أن بعض المخالفين يصر ع الإستهزاء والسخرية وسوء الظن وعليه فلابد من إلزامهم بفعل شيخهم الصدوق وسوء الظن به . .
الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج 18 - ص 229 - 230
إلا أنه روى في الفقيه مرسلا ، قال ، نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن عسيب الفحل ، وهي أجرة الضراب . والظاهر أن هذا التفسير من كلام الصدوق ، الذي يدخله غالبا في الأخبار . أ.هـ
يدخله غالباً في الأخبار . .
أقول :
يظهر أن مناط أكثر الإشكالات هو " سوء الظن " بمن يكرهون . . و " حسن الظن " بمن يحبون . .
وبارك الله في أخينا " شمري طي " على درره وفوائده , فالنص مستفاد منه شكر الله له وغفر له . .
والله الهادي ..