عمر يتبصص على نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
عمر يتبصص على نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
روى البخاري في صحيحه (1/ 69) ما يلي وبالحرف: عن عائشة أن أزواج النبي (ص) كن يخرجن بالليل إذاتبرزن إلى المناصح وهو صعيد أفيح، فكان عمر يقول للنبي أحجب نساءك، فلم يكن رسول الله يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة! حرصاً أن ينزل الحجاب، عندئذ أنزل الله آية الحجاب!
المشكلة الحقيقية أن الرواة يتصرفون بالوقائع والأحداث ليعطوا الرجل دائماً دور البطولة في كل مزايدة! ولا يجدون غضاضة ولا حرجاً لو أعطوه هذا الدور حتى على حساب رسول الله!
فما هي علاقة عمر بزوجة رسول الله؟ وهل هو أكثر غيرة من الرسول أو معرفة للصواب من الخطأ منه؟ وهل يترقب الوحي إشارة من عمر! أو توجيهاً منه لمواقع الخطأ في المجتمع؟! شهد الله أن هذه التصورات لا تطاق!
====
الأسئلة الآن لأهل السنة والوهابية:
1 - هل النبي محمد (ص) ليس لديه غيرة على نسائه "حاشى لله", حتى يخرجن بدون حجاب.؟
2 - هل عمر غيور أكثر من النبي.؟
3 - ولماذا عمر يلاحق نساء النبي في (أنصاص الليل) عندما يخرجن لقضاء الحاجة.؟
4 - ومن هو النبي هل هو (عمر أم محمد) لديكم, وهل النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يعرف الحرام والحلال حتى يقوم عمر بأمر النبي بأن يلبس نسائة الحجاب.؟
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, من أمه تسقط في شخصية الرسول الأعظم روحي فداه من أجل أن ترفع من شأن عمر.!!!!
وننتظر الآن رد الوهابية لعنهم الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........
سوف أورد لكِ الروايات كما أخرجها البخاري في صحيحه و كما أخرجها البيهقي في سننه, و يليها شرح الباري لنرى ما يمكن استنباطه من الرواية وفيها إن شاء الله رد على المغرضين الذين يريدون النيل من سيدنا عمر - رضي الله عنه مادام الليل والنهار -.
البخاري كتاب الوضوء /
باب: خروج النساء للبراز.
146 حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثنا الليث قال: حدثنا عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة:
أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع، وهو صعيد أفيح، فكان عمر يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: احجب نساءك، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ليلة من الليالي عشاء، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصا على أن ينزل الحجاب، فأنزل الله آية الحجاب.
وحدثنا زكريا قال: حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قد أذن أن تخرجن في حاجتكن). قال هشام: يعني البراز.
[4157، 4939، 5886].
كتاب النكاح 114 باب: خروج النساء لحوائجهن.
4939 حدثنا فروة بن أبي المغراء: حدثنا علي بن مسهر، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
خرجت سودة بنت زمعة ليلا، فرأها عمر فعرفها، فقال: إنك والله يا سودة ما تخفين علينا، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له، وهو في حجرتي يتعشى، وإن في يده لعرقا، فأنزل عليه، فرفع عنه وهو يقول: (قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن)
كتاب الإستئذان:
5886 حدثنا إسحق: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت:
كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم: احجب نساءك، قالت: فلم يفعل، وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن ليلاً إلى ليل قبل المناصع، فخرجت سودة بنت زمعة، وكانت امرأة طويلة، فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس، فقال: عرفناك يا سودة، حرصاً على أن ينزل الحجاب، قالت: فأنزل الله عز وجل آية الحجاب.
سنن البيهقي كتاب النكاح:
[13283] أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بن ملحان ثنا يحيى ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذا تبرزن إلى المناصع وهو صعيد أفيح وكان عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم احجب نساءك فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل فخرجت سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ليلة من الليالي عشاء فناداها عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قد عرفناك يا سودة حرصا على أن ينزل الحجاب قالت عائشة رضى الله تعالى عنها فأنزل الحجاب.
=============
والآن نقرأ سويا ما جاء في تفسير الحديث على أن نستنبط منه بعد ذلك ما يرد افتراء المغرضين:
فتح الباري باب الوضوء/
[146] قوله حدثنا يحيى بن بكير تقدم هذا الإسناد برمته في بدء الوحي وفيه تابعيان عروة وابن شهاب وقرينان الليث وعقيل قوله المناصع بالنون وكسر الصاد المهمله بعدها عين مهمله جمع منصع بوزن مقعد وهي أماكن معروفه من ناحية البقيع قال الداودي سميت بذلك الإنسان ينصع فيها أي يخلص والظاهر أن التفسير مقول عائشة والأفيح بالحناء المهمله المتسع قوله احجب أي امنعهن من الخروج من بيوتهن بدليل أن عمر بعد نزول آية الحجاب قال لسودة ما قال كما سيأتي قريبا ويحتمل أن يكون أراد أو لا الأمر بستر وجوههن فلما وقع الأمر بوفق ما أراد أحب أيضا أن يحجب اشخاصهن مبالغة في التستر فلم يجب لأجل الضرورة وهذا أظهر الاحتمالين وقد كان عمر يعد نزول آية الحجاب من موافقاته كما سيأتي في تفسير سورة الأحزاب وعلى هذا فقد كان لهن في التستر عند قضاء الحاجة حالات أولها بالظلمة لانهن كن يخرجن بالليل دون النهار كما قالت عائشة في هذا الحديث كن يخرجن بالليل وسيأتي في حديث عائشة في قصة الإفك فخرجت مع أم مسطح قبل المناصع وهو يعتبر زنا وكنا لا نخرج الا ليلا إلى ليل انتهى ثم نزل الحجاب فتسترن بالثياب لكن كانت اشخاصهن ربما تتميز ولهذا قال عمر لسودة في المرة الثانية بعد نزول الحجاب أما والله ما تخفين علينا ثم اتخذت الكنف في البيوت فتسترن بها كما في حديث عائشة في قصة الإفك أيضا فإن فيها وذلك قبل أن تتخذ الكنف وكان قصة الإفك قبل نزول آية الحجاب كما سيأتي شرحه في موضعه إن شاء الله تعالى قوله فأنزل الله الحجاب وللمستملي آية الحجاب زاد أبو عوانة في صحيحه من طريق الزبيدي عن بن شهاب فأنزل الله الحجاب يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي ... الآية، وسيأتي تفسير الأحزاب أن سبب نزولها قصة زينب بنت جحش لما أولم عليها وتأخر النفر الثلاثة في البيت واستحيا النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمرهم بالخروج فنزلت آية الحجاب وسيأتي أيضا حديث عمر قلت يا رسول الله أن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر فلو أمرتهن أن يحتجبن فنزلت آية الحجاب وروى بن جرير في تفسيره من طريق مجاهد قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يأكل ومعه بعض أصحابه وعائشه تأكل معهم إذ أصابت يد رجل منهم يدها فكره النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فنزلت آية الحجاب وطريق الجمع بينهما أن أسباب نزول الحجاب تعددت وكانت قصة زينب آخرها للنص على قصتها في الآية والمراد بآية الحجاب في بعضها قوله تعالى "يدنين عليهن من جلابيبهن " قوله حدثنا زكريا هو بن يحيى وسيأتي حديثه هذا في التفسير مطولا ومحصلة أن سودة خرجت بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها وكانت عظيمة الجسم فرآها عمر بن الخطاب فقال يا سودة أما والله ما تخفين علينا فانظري كيف تخرجين فرجعت فشكت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يتعشى فأوحى إليه فقال أنه قد إذن لكن أن تخرجن لحاجتكن قال بن بطال فقه هذا الحديث أنه يجوز للنساء التصرف فيما لهن الحاجة إليه من مصالحهن وفيه مراجعة الأدنى للأعلى فيما يتبين له أنه الصواب وحيث لا يقصد التعنت وفيه منقبة لعمر وفيه جواز كلام الرجال مع النساء في الطرق الضرورية وجواز الإغلاظ في القول لمن يقصد الخير وفيه جواز وعظ الرجل أمه في الدين لأن سودة من أمهات المؤمنين وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينتظر الوحي في الأمور الشرعيه لأنه لم يأمرهن بالحجاب مع وضوح الحاجة إليه حتى نزلت الآية وكذا في إذنه لهن بالخروج والله أعلم.
قوله باب التبرز في البيوت عقب المصنف بهذه الترجمة ليشير إلى أن خروج النساء للبراز لم يستمر بل اتخذت بعد ذلك الاخليه في البيوت فاستغنين عن الخروج الا للضرورة.
=============
هل كان فعلا عمر أشد غيرة على أمهات المؤمنين من رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام ..... ؟
قال تعالى {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:6]
جاء هنا في الآية الكريمة تقرير بأن لزوجات النبي منزلة الأمهات للمؤمنين , فهل هناك عيب في أن يحرص الرجل على من هي في مكانة أمه؟
الجواب بالطبع لا عيب في ذلك , فإن كان فيه عيب فعلى صاحب الشبهة أن يترك أمه يغازلها العادي و البادي دون أن يتحرج .........
=============
جاء في النص ما يلي:
(فخرجت سودة بنت زمعة، وكانت امرأة طويلة) و هنا تبيان لحالها و شكلها, فلم يكن ليعرفها عمر رضي الله عنه لولا قامتها الطويلة , خاصة أن خروجها كان ليلاً (وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن ليلاً إلى ليل قبل المناصع) , فكيف سوف يميز المرء من هو بعيد عنه في زمن ليس فيه أضواء مصابيح و لا أعمدة نور إذا لم يميزه بحال جسمه .....
و جاء اعتراض عمر رضي الله عنه لما خبر من فتنة المنافقين , فكان يشير على النبي بأن يمنعهن من الخروج , فما كان ليفعل لأنهن كن يخرجن لقضاء حاجة إنسانية لم يكن لها موضع في المنازل , فأنزل الله الحجاب في سورة [الأحزاب:59]
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رحيما}
و مانزل الحجاب إلا لتمييزهن عن دون النساء انظري تفسير القرطبي للآية 59 من سورة الأحزاب:
http://quran.al-islam.com/Tafseer/Di ... ora=33&nAya=59
و قال عمر ذلك مرة بعد ذلك كما ورد في شرح الحديث (الشرح أعلاه) فجاء جواز خروجهن لقضاء حوائجهن , فلما اتخذت أماكن في المنازل لذلك أذن لهن بالخروج للضرورة (كالحج و العمرة, و الذهاب للمساجد وما إلى ذلك من ضروريات ملحة) فلا أجد سبيلاً للإعتراض على الرواية؛ لأنه لم يرد فيها ما يشين لا من قريب و لا من بعيد .
والحمد لله رب العالمين .