Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

الرد على شبهة ابن الصهاك في نسب عمر..

الرد على شبهة ابن الصهاك في نسب عمر

يفتري الرافضة حول نسب الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويسمونه (أبن الصهاك) ويطعنون في نسبه

الرد على الشبهة:

هذا هو نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحقيقي، وليس الذي يفتريه الرافضة فهم معروفين بالكذب والحقد على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه.

أولاً: اسمه ونسبه:

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. أبو حفص (1).

ثانياً: اسم أمه ونسبها:

هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وقيل: حنتمة بنت هشام بن المغيرة، فعلى هذا تكون أخت أبي جهل، وعلى الأول تكون ابنة عمه. قال أبو عمر: "ومن قال ذلك - يعني بنت هشام - فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليسا كذلك، إنما هي ابنة عمهما؛ لأن هاشماً وهشاماً ابني المغيرة أخوان. فهاشم والد حنتمة وهشام والد الحارث وأبي جهل، وكان يقال لهاشم جد عمر (ذو الرمحين) ".

وقال ابن منده: "أم عمر أخت أبي جهل"، قال أبو نعيم: "هي بنت هشام أخت أبي جهل، وأبو جهل خاله". ورواه عن ابن إسحاق.

وقال الزبير: "حنتمة بنت هاشم هي ابنة عم أبي جهل كما قال أبو عمر، وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا (2).

أما أم حنتمة: فهي الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص، وقد كان لهاشم بن المغيرة ولد فلم يعقبوا (3).

ثالثاً: اسم الخطاب ونسبه:

هو الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. أمه حية بنت جابر بن أبي حبيب الفهمية. وولد نفيل بن عبد العزى: الخطاب بن نفيل, وعبد نهم (4) لا بقية له قتل في الفجار.

وأمهما: حية بنت جابر بن أبي حبيب, بن فهم وأخوهما لأمهما: زيد بن عمر بن نفيل (5).

قلت: هذا هو نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيح، وليس الذي يرويه الرافضة في كتبهم؛ لأن الرافضة معروفين بالكذب والزندقة، وحقدهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

أما الأحاديث التي رواها المجلسي في بحار الأنوار في الجزء [(31) صفحه (203)] باب نسب عمر وولادته ووفاته، وبعض نوادر أحواله، وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه رقم (26):

الحديث الأول الذي رواه قال:

1 - تفسير القمي: قال علي بن إبراهيم: ثم حرم الله عز وجل نكاح الزواني فقال: ?الزَّانِي لا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ? [النور:3]، وهو رد على من يستحل التمتع بالزواني والتزويج بهن وهن المشهورات المعروفات بذلك في الدنيا لا يقدر الرجل على تحصينهن.

ونزلت هذه الآية في نساء مكة كن مستعلنات بالزنا: سارة وحنتمة (6) والرباب كن يغنين بهجاء رسول الله فحرم الله نكاحهن، وجرت بعدهن في النساء من أمثالهن (7).

أقول عندما رجعت إلى المصدر الذي أشار إليه (تفسير القمي) وجدت هذا السند هكذا (وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع) (8)، ثم ذكر نفس الحديث السابق، وانظر ماذا قال علماء الرافضة عن أبي الجارود:

أ- قال الكشي في رجاله: حكي أن أبا الجارود سمي سرحوب ونسبت إليه السرحوبية من الزيدية، وسماه بذلك أبو جعفر ع، وذكر أن سرحوباً اسم شيطان أعمى يسكن البحر، وكان أبو الجارود مكفوفاً أعمى القلب (9).

وذكر بعض الأحاديث التي تدل على أن أبي الجارود فاسق أعمى البصر والقلب.

ب- وقال العلامة الحلي: زياد بن المنذر أبو الجارود الهمداني بالدال المهملة الخارقي بالخاء المعجمة بعدها ألف وراء مهملة وقاف وقيل الحرقي بالحاء المضمومة المهملة والراء والقاف الكوفي الأعمى التابعي زيدي المذهب واليه تنسب الجارودية من الزيدية كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام، روى عن الصادق عليه السلام وتغير لما خرج زيد (رض) وروى عن زيد، وقال ابن الغضائري: حديثه في حديث أصحابنا أكثر منه في الزيدية، وأصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه، ويعتمدون ما رواه محمد بن بكر الأرجني، وقال الكشي: زياد بن المنذر أبو الجارود الأعمى السرحوب بالسين المهملة المضمومة والراء والحاء المهملة والباء المنقطع تحتها نقطة واحدة بعد الواو مذموم ولا سبة في ذمه، ويسمى سرحوباً باسم شيطان أعمى يسكن البحر (10).

قلت: فيتبين لكل قارئ منصف أن هذا الحديث ضعيف لا يحتج به؛ لأن الإمام المعصوم عند الرافضة وهو أبي جعفر قد طعن في راوي الحديث وهو أبو الجارود السرحوب.

2 - الحديث الثاني وقال المجلسي:

وقال العلامة نور الله ضريحه في كتاب كشف الحق وصاحب كتاب إلزام النواصب: روى الكلبي وهو من رجال أهل السنة (11) في كتاب المثالب قال: كانت صهاك أمة حبشية لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشم، ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب.

وقال الفضل بن روزبهان الشهرستاني في شرح بعد القدح في صحة النقل: إن أنكحة الجاهلية على ما ذكره أرباب التواريخ على أربعة اوجه: منها: أن يقع جماعة على امرأة، ثم إن ولد منها ولد يحكم فيه القائف أو تصدق المرأة، وربما كانت هذه من أنكحة الجاهلية.

وأورد عليه شارح الشرح: بأنه لو صح ما تحقق زنا في الجاهلية. لما عد مثل ذلك في المثالب، وكان كل من وقع على امرأة كان ذلك نكاحاً منه عليها، ولم يسمع من أحد أن من أنكحة الجاهلية كون امرأة واحدة في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعه من الناس (12).

قلت: أما كلام الفضل بن روزبهان الشهرستاني, فهو صحيح ولكن ليس موضوعنا أنكحة الجاهلية بل نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

سلسلة فضائل الصحابه (العشره المبشرين / عمر ابن الخطاب)

والرواية التي أوردها صاحب كتاب كشف الحق الذي لا يعرف الحق مردودة عليه؛ لأنه كذب، وقال: إن الكلبي من رجال أهل السنة، وهذا كذب كما سوف نبين فيما بعد (13).

ثم عاد المجلسي للكذب من جديد ويحاول أن يوهم القراء بكذبه وقال:

ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب: ابن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. قال: وقالت: طائفة في أم عمر: حنتمة بنت هشام بن المغيرة، ومن قال ذلك فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام بن المغيرة، وليس كذلك وإنما هي بنت عمه لان هشام بن المغيرة والحارث بن هشام بن المغيرة إخوان لهاشم والد حنتمة أم عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل (14).

قلت: هذا كذب لأن المجلسي ذكر أن ابن عبد البر ذكر في الاستيعاب قال: "ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ابن نفيل ... إلخ". هذا الكذب يتضح لكل قارئ عندما يرجع إلى كتاب الاستيعاب، وقال الآتي: عمر بن الخطاب بن نفيل ... إلخ. ثم ذكر نفس الكلام السابق. وهو حاول أن يبين أن اسم أم الخطاب مثل اسم أم عمر وهذا كذب لأن المجلسي أسقط اسم عمر من ترجمة ابن عبد البر في الاستيعاب (15).

أما الذي أورده المجلسي عن محمد بن شهراشوب وقال:

وحكى بعض أصحابنا عن محمد بن شهراشوب وغيره: إن صهاك كانت أمة حبشية لعبد المطلب، وكانت ترعى له الإبل، فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطاب.

ثم إن الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنة، فلفتها في خرقة من صوف ورمتها خوفاً من مولاها في الطريق. فرآها هاشم بن المغيرة مرمية فأخذها ورباها وسماها حنتمة، فلما بلغت رأها الخطاب يوماً فرغب فيها وخطبها من هاشم فأنكحها إياه، فجاءت بعمر بن الخطاب فكان أباً وجداً وخالاً لعمر، وكانت حنتمة أماً وأختاً وعمة له فتدبر (16).

أقول: إن محمد بن شهراشوب من علماء الرافضة، ولم يحدد المجلسي من أين نقل عن ابن شهراشوب هذا الكلام، ولا نعلم هل هذا الخبر من كذب المجلسي أو من الأخبار الضعيفة كالعادة؟!

وقال صاحب كتاب الكنى والألقاب عباس القمي:

ابن شهراشوب: رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهراشوب السروري المازندراني فخر الشيعة ومروج الشريعة محيي آثار المناقب والفضائل والبحر المتلاطم الزخار ... الخ (17).

3 - الحديث الثالث:

قال: وجدت في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن الزيات عن الصادق ع أنه قال: كانت صهاك جارية لعبد المطلب، وكانت ذات عجز، وكانت ترعى الإبل، وكانت حبشية، وكانت تميل إلى النكاح، فنظر إليها نفيل جد عمر فهواها وعشقها في مرعى الإبل فوقع عليها فحملت منه بالخطاب، فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمة، فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين أشحام مكة فوجدها هشام بن المغيرة بن الوليد فحملها إلى منزله ورباها وسماها بالحنتمة، وكانت شيمة العرب أنه من ربى يتيماً يتخذه ولداً، فلما بلغت حنتمة نظر إليها الخطاب فمال إليها وخطبها من هشام فتزوجها فأولد منها عمر، فكان الخطاب أباه وجده وخاله، وكانت حنتمة أمه وأخته وعمته, وينسب إلى الصادق (ع) في هذا المعنى:

من جده خاله ووالده وأمه أخته وعمته أجدر أن يبغض الولي وأن ينكر يوم الغدير بيعته (18).

قلت: وهذا الحديث ضعيف لا يحتج به؛ لأن فيه علتين:

الأولى: إن أبا حنتمة ليس هشام ولكنه هاشم.

الثانية: ورجعت إلى المصدر الذي أشار إليه المجلسي الكذاب (عقد الدرر) ووجدت أن المجلسي حرف يحيى بن محبوب ووضع الحسن بن محبوب بدلاً عنه لأن الحسن بن محبوب ثقة وأما يحيى بن محبوب فهو مجهول.

أما ما ذكره المجلسي عن ابن أبي الحديد فقال: قال ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام: "لم يسهم فيه عاهر ولا ضرب فيه فاجر"، في الكلام رمز إلى جماعة من أصحابه في أنسابهم طعن، وكما يقال: إن آل سعد بن أبي وقاص ليسوا من زهره بن كلاب وأنهم من بني عذرة من قحطان، وكما يقال: إن آل الزبير بن العوام من أرض مصر من القبط, وليسوا من بني أسد بن عبد العزى (19).

ثم قال: قال شيخنا أبو عثمان في كتاب مفاخرات قريش: بلغ عمر بن الخطاب أن أناساً من رواة الأشعار وحملة الآثار يغصبون الناس ويثلبونهم في أسلافهم، فقام على المنبر فقال: إياكم وذكر العيوب والبحث عن الأصول فلو قلت: لا يخرج القوم من هذه الأبواب إلا من لا وصمة فيه لم يخرج منكم أحد. فقال رجل من قريش نكره أن نذكره فقال: إذا كنت أنا وأنت يا أمير المؤمنين نخرج. فقال: كذبت بل كان يقال لك يا قين بن قين اقعد.

قلت: الرجل الذي قام هو المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان عمر يبغض أباه خالداً، ولأن المهاجر كان علوي الرأي جداً، وكان أخوه عبد الرحمن مع معاوية، وكان المهاجر مع علي يوم الجمل، وفقئت ذلك اليوم عينه، لكن الكلام الذي بلغ عمر بلغه من المهاجر. وكان الوليد بن المغيرة مع جلالته في قريش وكونه ريحانة قريش، ويسمى العدل، ويسمى الوحيد حداداً يصنع الدروع بيده ذكر ذلك فيه ابن قتيبة في كتاب المعارف.

وروى أبو الحسن المدائني هذا الخبر في كتاب أمهات الخلفاء، وقال إنه

روي عنه جعفر بن محمد عليه السلام في المدينة فقال: لا تلمه يا ابن أخي إنه أشفق أن يحدج بقصة نفيل بن عبد العزى وصهاك أمة الزبير بن عبد المطلب ثم قال: رحم الله عمر فإنه لم يعدو السنة، وتلا: ?إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ? [النور:19] (20).

بيان: قال الجوهري: حدجه بذنب غيره رماه به. انظر كيف بين عليه السلام رداءة نسب عمر وسبب مبالغته في النهي عن التعرض للأنساب ثم مدحه تقية (21).

وأقول: إن ابن أبي الحديد هذا معتزلي شيعي وقال عنه القمي: عز الدين عبد الحميد بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني الفاضل الأديب المؤرخ الحكيم الشاعر شارح نهج البلاغة، وصاحب القصائد السبع المشهورة، كان مذهبه الاعتزال، كما شهد لنفسه في إحدى قصائده في مدح أمير المؤمنين (ع) بقوله:

ورأيت دين الاعتزال وإنني *** أهوى لأجلك كل من يتشيع

وذكره الألوسي في مختصر التحفه الاثنى عشريه فقال: الفرق الرابعة الشيعة الغلاة: هم عبارة عن القائلين بألوهية الأمير علي كرم الله وجهه, ونحوه من الهذيان. قال الجد روح الله روحه: وعندي أن ابن أبي الحديد في بعض عباراته وكان يتلون تلون الحرباء وكان من هذه الفرقة, وكم له في قصائده السبع الشهيرة من هذيان, كقوله يمدح الأمير:

ألا إنما الإسلام لولا حسامه *** كعفطة عنز أو قلامة ظافر (22)

وقوله:

يجل عن الأعراض والأين والمتى *** ويكبر عن تشبيهه بالعناصر (23)

وقال أيضاً:

تلقيت أخلاق الربوبية التي *** عذرت بها من شك أنك مربوب (24)

ومنه سوق الطوفي الرافضي قوله في أبي بكر وعلي رضوان الله وسلامه عليهما:

كم بين من شك في خلافته *** وبين من قيل إنه الله (25).

قلت: فلا حجة في كلام ابن أبي الحديد لأنه من غلاة الشيعة الذين يؤلهون علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

4 - الحديث الرابع قال المجلسي:

وما أومأ إليه من قصة أمة الزبير, هو ما رواه الكليني طيب الله تربته في روضة الكافي عن الحسين عن احمد بن هلال عن زرعة عن سماعه قال: تعرض رجل من ولد عمر بن الخطاب بجارية رجل عقيلي فقالت له: إن هذا لعمري قد آذاني, فقال لها: عديه وأدخليه الدهليز, فأدخلته, فشد عليه فقتله وألقاه فالطريق.

فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون, وقالوا: ما لصاحبنا كفؤ، ولن نقتل به إلا جعفر بن محمد, وما قتل صاحبنا غيره, وكان أبو عبد الله (ع) قد مضى نحو قباء, فلقيته وقد اجتمع القوم عليه, فقال: دعهم, قال: فلما جاءوا وراءه وثبوا عليه, وقالوا: ما قتل صاحبنا أحد غيرك, وما نقتل به أحد غيرك! فقال: لتكلمني منكم جماعة, فاعتزل قوم منهم, فأخذ بأيديهم فأدخلهم المسجد, فخرجوا وهم يقولون شيخنا أبو عبد الله جعفر بن محمد, معاذ الله أن يكون مثله يفعل هذا, ولا يأمر به, فانصرفوا.

قال: فمضيت معه فقلت: جعلت فداك ما كان اقرب رضاهم من سخطهم؟! قال: نعم دعوتهم فقلت: امسكوا وإلا أخرجت الصحيفة! فقلت: ما هذه الصحيفة جعلني الله فداك؟ فقال: أم الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب, فسطر بها نفيل فأحبها, فطلب الزبير فخرج هارباً إلى الطائف. فخرج الزبير خلفه فبصرت به ثقيف, فقالوا له: يا أبا عبد الله ما تعمل هاهنا؟ قال: جاريتي سطر بها نفيل, فهربت منه إلى الشام.

وخرج الزبير في تجارة له إلى الشام فدخل على ملك الدومة فقال له: يا أبا عبد الله لي إليك حاجه, قال: وما حاجتك أيها الملك؟ فقال: رجل من أهلك قد أخذت ولده, فاحب أن ترده عليه, قال: ليظهر لي حتى أعرفه, فلما أن كان من الغد دخل على الملك فلما رآه الملك ضحك, فقال: ما يضحكك أيها الملك: ما أظن هذا الرجل ولدته عربية, لما رآك قد دخلت لم يملك استه إن جعل يضرط! فقال: الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك. فلما قدم الزبير تحمل عليه ببطون قريش كلها أن يدفع إليه ابنه, فأبى ثم تحمل عليه بعبد المطلب فقال: ما بيني وبينه عمل, أما علمتم ما فعل في ابني فلان ولكن امضوا أنتم إليه. فقصدوه وكلموه, فقال لهم الزبير: إن الشيطان له دولة وان ابن هذا ابن الشيطان, وليس آمن أن يترأس علينا, ولكن أدخلوه من باب المسجد على أن أحمي له حديد وأخط في وجهه خطوطاً, وكتب عليه وعلى ابنه ألا يتصدر في مجلس, ولا تأمر على أولادنا ولا يضرب معنا بسهم.

قال: ففعلوا وخط وجهه بالحديد, وكتب عليه الكتاب, فذلك الكتاب عندنا, فقلت لهم: إذا أمسكتم وإلا أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم, فأمسكوا.

وتوفي مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخلف وارثاً، وخاصم فيه ولد العباس أبا عبد الله عليه السلام.

وكان هاشم بن عبد الملك قد حج في تلك السنة فجلس لهم, فقال: داود بن علي: الولاء لنا. وقال أبو عبد الله: بل الولاء لي, فقال داود بن علي: إن أباك قاتل معاوية, فقال: والله لأطوقنك غداً أطواق الحمام. فقال له داود بن علي: كلامك هذا أهون علي من بعرة وادي الأزرق. فقال: أما إنه واد ليس لك ولا لأبيك فيه حق, قال فقال هشام: إذا كان غداً جلست لكم. فلما أن كان من الغد خرج أبو عبد الله ومعه كتاب في كرباسة وجلس لهم هشام. فوضع أبو عبد الله الكتاب بين يديه، فلما قرأه قال: ادعوا لي الجندل الخزاعي وعكاشة الضميري وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية فرمى الكتاب إليهما فقال: تعرفون هذه الخطوط؟ قالا: نعم خط العاص بن أمية، وقال هشام: يا أبا عبد الله أرى خطوط أجدادي عندكم؟ فقال: نعم قال: قضيت. بالولاء لك. قال: فخرج وهو يقول:

إن عادت العقرب عدنا لها *** وكانت النعل لها حاضرة

قال قلت: ما هذا الكتاب جعلت فداك؟ قال: فإن نثيلة كانت أمة لأم الزبير ولأبي طالب وعبد الله فأخذها عبد المطلب فأولدها فلان فقال له الزبير: هذه الجارية ورثناها من أمنا وابنك هذا عبد لنا فتحمل عليه ببطون قريش.

قال فقال: أجبتك على خله على أن لا يتصدر ابنك هذا في مجلس ولا يضرب معنا بسهم فكتب عليه كتابا واشهد عليه فهو هذا الكتاب (25).

قلت: هذا الحديث ضعيف فيه أحمد بن هلال الكرخي العبرتائي وذكره:

1 - ابن داود في رجاله فقال:

أحمد بن هلال بن جعفر. العبرتائي بالعين المهملة المفتوحة والباء المفردة المفتوحة والراء الساكنة والتاء المثناة فوق والمد. منسوب إلى عبرتا قريه بناحية إسكاف (كش) صالح الرواية يعرف منها وينكر وقد روى فيه ذموم كثيره من سيدنا أبي محمد العسكري عليه السلام (كش) مذموم ملعون (ست) غال متهم في دينه (غض) أرى التوقف في حديثه إلا فيما رواه عن الحسن بن محبوب من كتاب المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين منه جله أصحابنا واعتمدوه فيها ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنه سبع وستين ومائتين (26).

وذكره في كتابه أيضا في, فصل فيمن وردة فيه اللعنة (27).

2 - الطوسي في الفهرست أيضا:

احمد بن هلال العبرتائي. عبرتا قريه بناحية اسكاف بني جنيد ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنة سبع وستين ومائتين وكان غاليا متهم في دينه وقد روى اكثر أصول أصحابنا (28).

3 - الحلي في رجاله:

أحمد بن هلال العبرتائي. بالعين المهملة والباء المنقطعة تحتها نقطه واحده وبعدها راء ثم التاء المنقطعة فوقها نقطتين منسوب إلى عبرتا قريه بناحية اسكاف بني مائه ومات سنة تسع وستين ومائتين. قال النجاشي انه صالح الرواية يعرف منها وينكر. وتوقف ابن الفضائري في حديثه إلا في ما يرويه عن الحسن بن محبوب من كتب المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين جل أصحاب الحديث واعتمدوه فيها. وعندي إن روايته غير مقبولة (29).

5 - الحديث الخامس ذكر المجلسي في البحار:

قد مر في باب كفر الثلاثة من تفسير علي بن إبراهيم (30) في تفسيره قول الله تعالى: ?ذرني ومن خلقت وحيداً? بإسناد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الوحيد ولد الزنا وهو زفر .. إلى آخر الآية (31).

من روائع أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب)

قلت: وعندما رجعت إلى تفسير علي بن إبراهيم القمي وجدت هذه الرواية هكذا: "قال حدثنا أبو العباس قال حدثنا يحيى بن زكريه عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن الكثير عن أبي عبد الله ع في قوله: ?ذرني ومن خلقت وحيداً? قال: الوحيد ولد الزنا وهو زفر (32).

قلت: وهذه الرواية ضعيفة لأن فيها علي بن حسان وعنه عبد الرحمن بن كثير، وقالوا علماء الرافضة فيهم التالي:

1 - قال الكشي في رجاله:

في علي بن حسان الواسطي وعلي بن حسان الهاشمي: قال محمد بن مسعود سألت علي بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن حسان، قال: عن أيهما سألت؟ أما الواسطي فهو ثقة، وأما الذي عندنا يروي عن عمه عبد الرحمن بن كثير فهو كذاب وهو واقفي أيضاً، ولم يدرك أبا الحسن موسى عليه السلام (33).

2 - ووافق العلامة الحلي كلام الكشي (34).

3 - وقال النجاشي في رجاله:

علي بن حسان بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. ضعيف جداً، ذكره بعض أصحابنا في الغلاة، فاسد الاعتقاد له كتاب تفسير الباطن تخليط كله (35).

قلت: أما عمه عبد الرحمن بن كثير فقال عنه النجاشي في رجاله:

1 - عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس كان ضعيفا غمزه أصحابنا عليه، وقالوا كان يضع الحديث. له كتاب فضل سورة إنا أنزلناه. أخبرنا أحمد بن عبد الواحد قال: حدثنا علي بن حبشي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن لاحق قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير به. وله كتاب صلح الحسن عليه السلام.

أخبرنا محمد بن جعفر الأديب في آخرين قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانه الأشعري عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير بكتاب الصلح. وله كتاب فدك وكتاب الأظلة. كتاب فاسد مختلط (36).

2 - وقال ابن داود في رجاله:

عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس كان ضعيفاً غمز بعض أصحابنا فيه وقالوا كان يضع الحديث (37).

3 - وقال العلامة الحلي نفسه (38).

قلت: إن هذا الحديث ضعيف جداً؛ لأن عبد الرحمن كان يضع الحديث وعلي بن حسان ضعيف جداً.

فبينا ضعف الأحاديث السابقة كلها ولا يوجد عند الرافضة دليل صحيح على دعواهم الباطلة فلعنة الله على الكاذبين.

أما ما ذكرته مجلة المنبر الرافضية في العدد (13) السنة الثانية ربيع الأول 1422 هجري ذكر الكاتب عبد العزيز قمبر في (خط احمر!!):

ويصعب ـ للوهلة الأولى استيعاب هذه الشبكة المعقدة فأم هذا الرجل هي في الوقت نفسه أخته وعمته! وأبوه هو في الوقت ذاته جده وخاله! فيما جدته هي أيضاً زوجة عمه!!

وعندما يترك الحديث للتاريخ, فإنه يقول: "وأما تفصيل نسبه وبيانه فهو إن (نفيل) كان عبداً لكلب بن لؤي بن غالب القرشي فمات عنه ثم وليه عبد المطلب وكانت (صهاك) قد بعثت لعبد المطلب من الحبشة فكان (نفيل) يرعى جمال عبد المطلب و (صهاك) ترعى غنمه وكان يفرق بينهما في المرعى. فاتفق يوما اجتماعهما في مراح واحد فهواها وعشقها (نفيل) وكان قد ألبسها عبد المطلب سروالاً من الأديم (الجلد المدبوغ) وجعل عليه قفلاً وجعل مفتاحه معه لمنزلتها منه (39) فلما راودها قالت: ما لي إلى ما تقول سبيل وقد ألبست هذا الأديم ووضع عليه قفل فقال (نفيل): أنا احتال عليه. فاخذ سمنا من مخيض الغنم ودهن به الأديم وما حوله من بدنها حتى استله إلى فخذيها و واقعها فحملت منه (بالخطاب) فلما ولدته ألقته على بعض المزابل بالليل خفيه من عبد المطلب فالتقطت (الخطاب) امرأة يهودية جنازة وربته فلما كبر كان يقطع الحطب فسمي الحطاب لذلك بالحاء المهملة فصحف بالمعجمة (40) وكانت (صهاك) ترتاده في الخفية فرأها ذات يوم وقد تطأطأت عجيزتها ولم يدر من هي فوقع عليها فحملت منه (بحنتمة) فلما وضعتها ألقتها على مزابل مكة خارجها فالتقطها هاشم بن المغيرة بن الوليد ورباها فنسبت إليه (41) فلما كبرت وكان (الخطاب) يتردد على هشام فرأى (حنتمة) فأعجبته فخطبها إلى هشام فزوجه إياها فولدت الرجل، وكان الخطاب والده لأنه أولد حنتمة إياه حيث تزوجها وحده لأنه سافح صهاك فأولدها حنتمة والخطاب من أم واحدة وهي صهاك!! ".

ولم يورد هذه المعلومة قاص خيالي لقصص ألف ليلة وليلة! بل أوردها أشهر نسابة في الإسلام وهو محمد بن السائب الكلبي الذي يقول عنه عز الدين بن الأثير الجزري وهو من أكابر علماء السنه في كتابه المشهور (أسد الغابة في معرفة الصحابة): "إن الكلبي واحد من النسابين الكبار حيث لا يرقى إليه من انتحلها من المؤرخين والمحدثين وهو من أقواهم في الأنساب في ما لو راجعنا ابن خلكان في و فيات الأعيان. كما روى (قصة النسب العظيم) هذه النساب أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتابه المعروف (الصلابة في معرفة الصحابة)، وكذلك في كتاب (التنقيح في النسب الصريح) (42).

قلت: إن هذا الكذب قد ورثوه الرافضة أباً عن جد؛ لأنهم يعلمون أن أنسابهم ملوثة بالمتعة، فيريدون أن يطعنوا بأنساب الأشراف أمثال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولكن لم يستطيعوا إلا عن طريق الكذب الذي قام عليه دينهم المنحرف.

أما النسابة الذين يدعون الرافضة أنهم من رجال أهل السنة ويطعنون بنسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهم:

الأول: محمد بن السائب الكلبي وهو شيعي سبأي:

قال أبو بكر بن خلاد الباهلي عن معتمر بن سليمان عن أبيه: كان في الكوفة كذابان أحدهما الكلبي. وقال عمرو بن الحصين عن معتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم: بالكوفة كذابان: الكلبي والسدي يعني محمد بن كروان. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء، وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ضعيف. وقال أبو موسى محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي. وقال البخاري: تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي. وقال عباس الدوري عن يحيى بن يعلي المحاربي: قيل لزائدة: ثلاثة لا تروي عنهم: أبن أبي ليلى وجابر الجعفي والكلبي. قال: أما أبي ليلى فبيني وبينه آل ابن أبي ليلى حسن فلست أذكره، وأما جابر الجعفي فكان والله كذاباً يؤمن بالرجعة، وأما الكلبي فكنت أختلف إليه فسمعته يقول يوماً: مرضت مرضه فنسيت ما كنت أحفظ، فأتيت آل محمد فتفلوا في فمي فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: والله لا أروي عنك شيئاً فتركته. وقال الأصمعي عن أبي عوانة: سمعت الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر. وقال مرة: لو تكلم به ثانية كفر فسألته عنه فجحده.

وقال عبد الواحد بن غياث عن ابن مهدي: جلس إلينا أبو جزء على باب أبي عمرو بن العلاء فقال: أشهد إن الكلبي كافر. قال فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال: سمعته يقول: أشهد أنه كافر. قال: فماذا زعم؟ قال: سمعته يقول: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقام النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة وجلس علي فأوحى إلى علي. قال يزيد: أنا لم أسمعه يقول هذا, ولكني رأيته يضرب على صدره ويقول: أنا سبأي. قال أبو جعفر العقيلي: هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبأ (43).

الثاني: أبو مخنف لوط بن يحيى الازدي وهو شيعي أيضاً:

قال يحيى بن معين: ليس بثقة وقال أبو حاتم: متروك الحديث، وقال الدارقطني: إخباري ضعيف (44).

وقال عنه القمي صاحب كتاب الكنى والألقاب الشيعي الشهير: لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم كما عن (جش) وتوفى سنة 157 يروي عن الصادق (ع) ويروي عن هشام الكلبي وجده مخنف بن سليم صحابي شهد الجمل في أصحاب علي (ع) حاملاً راية الأزد فاستشهد في تلك الواقعة سنة 36 وكان أبو مخنف من أعاظم مؤرخي الشيعة، ومع اشتهار تشيعه اعتمد عليه علماء السنة في النقل عنه كالطبري وابن الأثير وغيرهما (45).

قلت: وبعد ما بينا أن الكلبي وأبو مخنف من رجال الشيعة وليسوا من رجال أهل السنة، وهم من الكذابين المعروفين فلا حجة في طعنهم في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

شبهات والرد عليها:

1 - من هي صهاك؟

هي أسطورة لم نجد لها اصل في كتب المسلمين ولكن يوجد لها ذكر فيكتب الرافضة المعروفين في الكذب أمثال المجلسي وغيره من الذين يحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

2 - من هي حنتمة هل هي أخت أبي جهل أم بنت عمه؟

هي بنت عمه لان اسم حنتمة هو حنتمة بنت هاشم بن المغيره أما اسم أبو جهل هو عمرو بن هشام بن المغيره. وهشام وهاشم ابني المغيره.

3 - ما هو اسم أم الخطاب؟

هي حية بنت جابر بن أبي حبيب, من فهم. وليست كما يدعون الزنادقة.

4 - هل المعادلة المزعومة تنطبق على نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهي الأب = الجد = الخال. والأم = الأخت =العمة؟

أصل هذه المعادلة من روايات الرافضة المكذوبة والتي بينا ضعفها من قبل والتي تفرد بذكرها الرافضة الكذابين أمثال المجلسي وغيره وسوف أبين كذب هؤلاء الرافضة في هذه المعادلة أيضاً:

1 - يقصد بالأب الخطاب: وهذا صحيح, لأن أبو عمر هو الخطاب.

2 - ويقصد بالجد أن الخطاب هو أبو حنتمة: وهذا كذب لأن أبو حنتمة هو هاشم بن المغيرة وليس الخطاب.

3 - ويقصد بالخال أن الخطاب أخو حنتمة من صهاك: وهذا كذب أيضاً لأن أم الخطاب اسمها (حيه) أما أم حنتمة فهي (الشفاء) فيتبين انهم ليسوا من أم واحده وهي صهاك.

4 - ويقصد بالأم حنتمة: وهذا صحيح, لأن أم عمر حنتمة.

5 - ويقصد بالأخت أن حنتمة ابنة الخطاب من صهاك: وهذا كذب لأن أبو حنتمة هو هشام بن المغيرة وليس الخطاب.

6 - ويقصد بالعمة أن حنتمة أخت الخطاب من صهاك: وهذا كذب لأن أم الخطاب اسمها (حية) أما أم حنتمة فهي (الشفاء) فيتبين أنهم ليسوا من أم واحدة وهي صهاك.

فبعد ما بينا إن هذه المعادلة من افتراء الرافضة على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله وهذا يؤكده قول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله أن الرافضة هم أكذب الطوائف على الإطلاق.

5 - كيف يكون الخطاب عم و أخو زيد بن عمرو بن نفيل؟

لأن نفيل عنده أكثر من زوجة، فالخطاب أمه (حية) وعمرو أمه (قلابة) فعندما توفي نفيل ورث عمرو زوجة أبيه (حية) فولدت له زيد فعلى هذا يكون الخطاب عم وأخو زيد من أمه وهذا عرف سائد في الجاهلية أن يرث الرجل زوجة أبيه لأنهم كانوا يرون أن زوجة الأب تورث.

6 - ما هو سبب نزول آية: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ? [المائدة:101].

هناك أكثر من سبب لنزول هذه الآية:

1 - حديث البخاري, عن أنس رضي الله تعالى عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطبه ما سمعت مثلها قط وقال: «لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً, قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجوههم, لهم خنين فقال رجل من أبي قال: فلان فنزلت هذه الآية ?لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ?».

2 - حديث البخاري أيضاً عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم استهزاء فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل: تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ?، حتى فرغ من الآية.

3 - حديث الطبري عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج، فقام محصن الأسدي فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال: أما أني لو قلت نعم لوجبت، ولو وجبت ثم تركتم لضللتم، اسكتوا عني ما سكت عنكم؛ فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم؛ فأنزل الله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ? إلى آخر الآية».

فهذه ثلاثة أسباب؛ لأن الأول وهو عبد الله بن حذافة لم يسأل استهزاء، لكن قال الحافظ [في الفتح ج 9 ص 351]: لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها والله أعلم. وقال [ص 352]: والحاصل أنهما نزلت بسبب كثرة المسائل, إما على سبيل الاستهزاء والامتحان, وإما على سبيل التعنت عن الشيء الذي لو لم يسأل عنه لكان على الإباحة.

عمر بن الخطاب .. جندي وقائد عسكري ومُنظم لجيوش المسلمين

أما الزيادة التي فيها أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وبالقرآن إماماً, فهي صحيحه ولكن تفسير الرافضة لها غير صحيح لأنهم يقولون إن عمر رضي الله عنه قام يطلب العفو لكي لا يفضح نسبه, وكما بينا من قبل أن نسب أمير المؤمنين أطهر وأشرف من أنساب الرافضة أولاد المتعة وأحفاذ المجوس, ولكنه قام لأنه فهم أن تلك الأسئلة قد تكون على سبيل التعنت أو الاستهزاء أو الشك، فخشي أن تتنزل العقوبة بسبب ذلك فقال: رضينا بالله رباً ... إلخ, وهذا من حرصه رضي الله عنه على رضى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فرضي الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك, وكان من الممكن لو لم يقم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لنزلت العقوبة على المسلمين.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) يلتقي نسب أمير المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب.

(2) أسد الغابة (ج 4 ص 137 - 138).

(3) نسب قريش (ص 301).

(4) عبد نهم اسم رجل وهو أخو الخطاب.

(5) نسب قريش (ص 347).

(6) ويقصد حنتمه أم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

(7) بحار الأنوار ج 31 ص 203.

(8) تفسير القمي ج 2 ص 95 - 96.

(9) رجال الكشي ص 229.

(10) رجال العلامة الحلي ص 223.

(11) وهذا كذب لان الكلبي ليس من رجال أهل السنة كما سيأتي.

(12) بحار الأنوار ج 31 ص 203 - 204.

(13) راجع ص 14 - 15.

(14) بحار الأنوار ج 31 ص 204.

(15) الاستيعاب.

(16) بحار الأنوار ج 31 ص 204.

(17) الكنى والألقاب ج 1 ص 321 - 322.

(18) بحار الأنوار ج 31 ص 304 - 205.

(18) وهذا كذب ليس عليه دليل.

(19) إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر.

(20) بحار الأنوار ج 31 ص 206.

(21) ولاحظ كيف يدعي أن الإسلام لولى حسام علي رضي الله عنه لكان كعفطة عنز والعياذ بالله.

(22) ولاحظ كيف يصف علي رضي الله عنه بصفات الله تعالى.

(23) وهنا يقول يعذر من شك إن علي رضي الله عنه مربوب.

(24) ويقصد في من شك في خلافته هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه ويقصد من قيل إنه الله بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه.

(25) بحار الأنوار ج 31 ص 206 - 208.

(26) رجال بن داود ص 425.

(27) رجال بن داود ص 551.

(28) الفهرست للطوسي ص 36.

(29) رجال العلامة الحلي ص 202.

(30) هو صاحب التفسير المشهور تفسير القمي.

(31) بحار الأنوار ج 31 ص 209.

(32) تفسير القمي ج 2 ص 395.

(33) رجال الكشي ص 451.

(34) رجال العلامة الحلي ص 233.

(35) رجال النجاشي ص 251.

(36) رجال النجاشي ص 234.

(37) رجال بن داود ص 474.

(38) رجال العلامة الحلي ص 239.

(39) انظر خيال الرافضة العجيب.

(40) وهذا جهل مركب لان الذي يقطع الحطب يسمى حطاب وليس خطاب.

(41) حنتمة لم تنسب إلي هشام ولكن نسبت إلي أبيها هاشم.

(42) إن الكلبي وأبو مخنف من الشيعة الكذابين كما سوف نبين بعد قليل.

(43) تهذيب الكمال ج 25 ص 246 - 253 رقم 5234.

(44) سير أعلام النبلاء ج 7 ص 301.

(45) الكنى والألقاب ج 1 ص 148 - 149.


إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر
الإمام السيوطي


    هذا هو نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحقيقي وليس كما يفترى عليه. أولاً: اسمه ونسبه: هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. أبو حفص([1]). ثانياً: اسم أمه ونسبها: هي حنتمة ابنة هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. وقيل: حنتمة بنت هشام بن المغيرة، فعلى هذا تكون أخت أبي جهل وعلى الأول تكون ابنة عمه. قال أبو عمر: (ومن قال ذالك يعني بنت هشام فقد أخطأ ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليسا كذلك إنما هي ابنة عمهما؛ لأن هاشماً وهشاماً ابني المغيرة أخوان. فهاشم والد حنتمة وهشام والد الحارث وأبي جهل وكان يقال لهاشم: جد عمر(ذو الرمحين)([2]). وقال ابن مندة: (أم عمر أخت أبي جهل. قال أبو نعيم: هي بنت هشام أخت أبي جهل وأبو جهل خاله. ورواه عن ابن إسحاق. وقال الزبير: حنتما بنت هاشم فهي ابنة عم أبي جهل كما قال أبو عمر وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا)([3]). أما أم حنتمة: فهي الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص وقد كان لهاشم بن المغيرة ولد فلم يعقبوا([4]). ثالثاً: اسم الخطاب ونسبه: هو الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. أمه حية بنت جابر بن أبي حبيب الفهمية. وولد نفيل بن عبد العزى: الخطاب بن نفيل, وعبدنهم([5]) لا بقية له، قتل في الفجار، وأمهما: حية بنت جابر بن أبي حبيب، بن فهم وأخوهما لأمهما: زيد بن عمر بن نفيل([6]).
    فهذا هو نسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيح، أما ما يرويه المخالفين فلا يعتد به.


([1]) يلتقي نسب أمير المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في كعب.

([2]) الاستيعاب 3/1144.

([3]) أسد الغابه 4/137، 138.

([4]) نسب قريش، 301.

([5]) عبد نهم اسم رجل وهو أخو الخطاب.

([6]) نسب قريش، 347.


حقيقة نسب الخليفة الراشد الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا هونسب امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحقيقي وليس الذي يفتريه الرافضه فهم معروفين بالكذب والحقد على امير المؤمني عمر رضي الله عنه

إلقام الحجر لمن طعن في نسب عمر

أولا: اسمه ونسبه:

هوعمر بن الخطاب بن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. أبوحفص (1)

ثانيا: اسم أمه ونسبها:

هي حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبدالله بن عمر بن مخزوم. وقيل حنتمه بنت هشام بن المغيره فعلى هذا تكون أخت أبي جهل وعلى الأول تكون أبنت عمه. قال أبوعمر ومن قال ذالك يعني بنت هشام فقد اخطأ ولوكانت كذلك لكانت أخت أبي جهل والحارث ابني هشام وليسا كذلك إنما هي أبنت عمهما لأنه هاشماَ وهشاما ابني المغيره أخوان. فهاشم والد حنتمه وهشام والد الحارث وأبي جهل وكان يقال لهاشم جد عمر (ذوالرمحين).

وقال أبن منده: أم عمر أخت أبي جهل قال أبونعيم: هي بنت هشام أخت أبي جهل وأبوجهل خاله. ورواه عن ابن إسحاق.

وقال الزبير: حنتما بنت هاشم فهي أبنت عم أبي جهل كما قال أبوعمر وكان لهاشم أولاد فلم يعقبوا. (2)

أما أم حنتمه: فهي الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمروبن هصيص وقد كان لهاشم بن المغيره ولد فلم يعقبوا. (3)

ثالثاَ: اسم الخطاب ونسبه:

هوالخطاب بن نفيل بن عبدا لعزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي. أمه حيه بنت جابر بن أبي حبيب الفهميه. وولد نفيل بن عبدالعزى: الخطاب بن نفيل, وعبد نهم (4)

لا بقيه له قتل في الفجار , وأمهما: حيه بنت جابر بن أبي حبيب , بن فهم وأخوهما لأمهما: زيد بن عمر بن نفيل. (5)

قلت: هذا هونسب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصحيح

وليس الذي يرويه الرافضة في كتبهم لان الرافضة معروفين بالكذب والزندقة وحقدهم على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

1 - يلتقي نسب أمير المؤمنين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في كعب

2 - أسد ألغابه ج 4 ص 137 - 138

3 - نسب قريش ص 3.1

4 - عبد نهم اسم رجل وهوأخوالخطاب

5 - نسب قريش ص 347

أما الأحاديث التي رواها المجلسي في بحار الأنوار في الجزء (31) صفحه (2.3) باب نسب عمر وولادته ووفاته وبعض نوادر أحواله وما جرى بينه وبين أمير المؤمنين صلوات الله عليه رقم (26):

الحديث الأول الذي رواه قال:

1 - تفسير القمي: قال علي بن إبراهيم: ثم حرم الله عز وجل نكاح الزواني فقال: (الزاني لا ينكح إلا زانيه أومشركه والزانية لا ينكحها إلا زان أومشرك حرم ذلك على المؤمنين) (1) وهورد على من يستحل التمتع بالزواني والتزويج بهن وهن المشهورات المعروفات بذلك في الدنيا لا يقدر الرجل على تحصينهن.

ونزلت هذه الآية في نساء مكة كن مستعلنات بالزنا: ساره وحنتمه (2) والرباب كن يغنين بهجاء رسول الله فحرم الله نكاحهن وجرت بعدهن في النساء من أمثالهن. (3)

أقول عندما رجعت إلى المصدر الذي أشار إليه (تفسير القمي) وجدت هذا السند هكذا (وفي رواية أبي الجار ود عن أبي جعفر ع) (4) ثم ذكر نفس الحديث السابق وانظر ماذا قال علماء الرافضة عن أبي الجار ود:

أ- قال الكشي في رجاله:

حكي أن أبا الجار ود سمي سرحوب ونسبت إليه السرحوبيه من الزيديه وسماه بذلك أبوجعفر ع وذكر إن سرحوبا اسم شيطان أعمى يسكن البحر وكان أبوالجار ود مكفوفا أعمى , أعمى القلب.

وذكر بعض الأحاديث التي تدل على أن أبي الجار ود فاسق أعمى البصر والقلب (5)

ب- وقال العلامة الحلي:

زياد بن المنذرأبوالجارود الهمداني بالدال المهملة الخارقي بالخاء المعجمه بعدها ألف وراء مهملة وقاف وقيل الحرقي بالحاء المضمومة المهملة والراء والقاف الكوفي الأعمى التابعي زيدي المذهب واليه تنسب الجاروديه

______________________________________________

1 - سورة النور آيه (3)

2 - ويقصد حنتمه أم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه

3 - بحار الأنوار ج 31 ص 2.3

4 - تفسير القمي ج2 ص 95 - 96

5 - رجال الكشي ص 229

من الزيديه كان من أصحاب أبي جعفر عليه السلام روي عن الصادق عليه السلام وتغير لما خرج زيد (رض) وروي عن زيد وقال ابن الغضائري حديثه في حديث أصحابنا اكثر منه في الزيديه وأصحابنا يكرهون ما رواه محمد بن سنان عنه ويعتمدون ما رواه محمد بن بكر الارجني وقال الكشي زياد بن المنذر أبوالجار ود الأعمى السرحوب بالسين المهملة المضمومة والراء والحاء المهملة والباء المنقطع تحتها نقطه واحده بعد الواومذموم ولا سبه في ذمه ويسمى سرحوبا باسم شيطان أعمى يسكن البحر. (1)

قلت: فيتبين لكل قارئ منصف إن هذا الحديث ضعيف لا يحتج به لان الأمام المعصوم عند الرافضة وهوأبي جعفر قد طعن في راوي الحديث وهوأبوالجارود السرحوب.

2 - الحديث الثاني وقال المجلسي:

وقال العلامة نور الله ضريحه في كتاب كشف الحق وصاحب كتاب إلزام النواصب: روى الكلبي وهومن رجال أهل السنه (2) في كتاب المثالب قال: كانت صهاك أمه حبشيه لهاشم بن عبد مناف فوقع عليها نفيل بن هاشم ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب.

وقال الفضل بن روزبهان الشهرستاني في شرح بعد القدح في صحة النقل: إن أنكحت الجاهلية على ما ذكره أرباب التواريخ على أربعة اوجه: منها: أن يقع جماعه على أمراه ثم إن ولد منها ولد يحكم فيه القائف أوتصدق المرأة وربما كان هذه من أنكحت الجاهلية.

وأورد عليه شارح الشرح: بأنه لوصح ما تحقق زنا في الجاهلية. لماعد مثل ذلك في المثالب وكان كل من وقع على أمراه كان ذلك نكاحا منه عليها ولم يسمع من أحد إن من انكحة الجاهلية كون أمراه واحده في يوم واحد أوشهر واحد في نكاح جماعه من الناس. (3)

قلت: أما كلام الفضل بن روزبهان الشهرستاني , فهوصحيح ولكن ليس موضوعنا انكحة الجاهلية بل نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه

______________________________________________

1 - رجال العلامة الحلي ص 223

2 - وهذا كذب لان الكلبي ليس من رجال أهل السنه كما سيأتي ص 12

3 - بحار الأنوار ج 31 ص 2.3 - 2.4

والرواية التي أوردها صاحب كتاب كشف الحق الذي لا يعرف الحق مردودة عليه لأنه كذب وقال إن الكلبي من رجال أهل ألسنه وهذا كذب كما سوف نبين فيما بعد. (1)

ثم عاد المجلسي للكذب من جديد ويحاول أن يوهم القراء بكذبه وقال:

ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب: ابن نفيل بن عبدالعزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي وأمه حنتمه بنت هاشم بن المغيره بن عبد الله بن عمر بن مخزوم قال وقالت طائفة في أم عمر: حنتمه بنت هشام بن المغيره ومن قال ذلك فقد اخطأ ولوكانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام والحارث بن هشام بن المغيره وليس كذلك وإنما هي بنت عمه لان هشام بن المغيره والحارث بن هشام بن المغيره إخوان لهاشم والد حنتمه أم عمر وهشام والد الحارث وأبي جهل. (2)

قلت: هذا كذب لان المجلسي ذكر إن ابن عبدالبر ذكر في الاستيعاب قال: (ثم إن الخطاب على ما ذكره ابن عبدالبر في الاستيعاب ابن نفيل .... الخ) هذا الكذب يتضح لكل قارئ عندما يرجع إلى كتاب الاستيعاب وقال الآتي: عمر بن الخطاب بن نفيل ... الخ. ثم ذكر نفس الكلام السابق. وهوحاول أن يبين إن اسم أم الخطاب مثل اسم أم عمر وهذا كذب لان المجلسي اسقط اسم عمر من ترجمة ابن عبد البر في الاستيعاب. (3)

أما الذي أورده المجلسي عن محمد بن شهراشوب وقال:

وحكى بعض لصحابنا عن محمد بن شهراشوب وغيره: إن صهاك كانت أمه حبشيه لعبد المطلب وكانت ترعى له الإبل فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطاب.

ثم إن الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنه فلفتها في خرقه من صوف ورمتها خوفا من مولاها في الطريق. فرآها هاشم بن المغيره مرمية فأخذها ورباها وسماها حنتمه فلما بلغت رآها الخطاب يوما

______________________________________________

1 - راجع ص 14 - 15

2 - بحار الأنوار ج 31 ص 2.4

3 - الاستيعاب ج ص

فرغب فيها وخطبها من هاشم فانكحها إياه فجاءت بعمر بن الخطاب فكان أبا وجدا وخالا لعمر وكانت حنتمه أما وأختا وعمه له فتدبر. (1)

أقول: إن محمد بن شهراشوب من علماء الرافضة ولم يحدد المجلسي من أين نقل عن ابن شهراشوب هذا الكلام ولا نعلم هل هذا الخبر من كذب المجلسي أومن الأخبار الضعيفة كالعادة.

وقال صاحب كتاب الكنى والألقاب عباس القمي:

ابن شهراشوب: رشيد الدين ابوجعفر محمد بن علي بن شهراشوب السروري المازندراني فخر الشيعة ومروج الشريعة محيي آثار المناقب والفضائل والبحر المتلاطم الزخار ... الخ. (2)

3 - الحديث الثالث:

قال: وجدت في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب بإسناده عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن ابن الزيات عن الصادق ع

انه قال: كانت صهاك جاريه لعبد المطلب وكانت ذات عجز وكانت ترعى الإبل وكانت حبشيه وكانت تميل إلى النكاح فنظر إليها نفيل جد عمر فهواها وعشقها في مرعى الإبل فوقع عليها فحملت منه بالخطاب فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمه فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين اشحام مكة فوجدها هشام بن المغيره بن الوليد فحملها إلى منزله ورباها وسماها بالحنتمه وكانت شيمة العرب انه من ربى يتيما يتخذه ولدا فلما بلغت حنتمه نظر إليها الخطاب فمال إليها وخطبها من هشام فتزوجها فأولد منها عمر فكان الخطاب أباه وجده وخاله وكانت حنتمه أمه وأخته وعمته , وينسب إلى الصادق (ع) في هذا المعنى:

من جده خاله ووالده وأمه أخته وعمته

اجدر أن يبغض الولي وان ينكر يوم الغدير بيعته. (3)

______________________________________________

1 - بحار الأنوار ج 31 ص 2.4

2 - الكنى والألقاب ج 1 ص 321 - 322

3 - بحار الأنوار ج 31 ص 3.4 - 2.5

قلت: وهذا الحديث ضعيف لا يحتج فيه لان فيه علتين:

الأولى: إن أبا حنتمه ليس هشام ولكنه هاشم.

الثانية: ورجعت إلى المصدرالذي أشار إليه المجلسي الكذاب (عقد الدرر) ووجدت إن المجلسي حرف يحيى بن محبوب ووضع الحسن بن محبوب بدلا عنه لان الحسن بن محبوب ثقة وأما يحيى بن محبوب فهومجهول.

أما ما ذكره المجلسي عن ابن أبي الحديد فقال:

قال ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام " لم يسهم فيه عاهر ولا ضرب فيه فاجر " في الكلام رمز إلى جماعه من أصحابه في أنسابهم طعن وكما يقال: إن آل سعد بن أبي وقاص ليسوا من زهره بن كلاب وانهم من بني عذره من قحطان وكما يقال: إن آل الزبير بن العوام من ارض مصر من القبط , وليسوا من بني أسد بن عبد العزى. (1)

ثم قال: قال شيخنا أبوعثمان في كتاب مفاخرات قريش: بلغ عمر بن الخطاب إن أناسا من رواة الأشعار حملت الآثار يقصبون الناس ويثلبونهم في أسلافهم فقام على المنبر فقال: إياكم وذكر العيوب والبحث عن الأصول فلوقلت: لا يخرج القوم من هذه الأبواب إلا من لا وصمه فيه لم يخرج منكم أحد.

فقال رجل من قريش نكره أن نذكره فقال: إذا كنت أنا وأنت يا أمير المؤمنين نخرج فقال: كذبت بل كان يقال لك يا قين بن قين اقعد.

قلت: الرجل الذي قام هوالمهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيره المخزومي وكان عمر يبغض أباه خالدا ولان المهاجر كان علوي الرأي جدا وكان أخوه عبد الرحمن مع معاوية وكان المهاجر مع علي يوم الجمل وفقئت ذلك اليوم عينه لكن الكلام الذي بلغ عمر بلغه من المهاجر. وكان الوليد بن المغيره مع جلالته في قريش وكونه ريحانة قريش ويسمى العدل ويسمى الوحيد حدادا يصنع الدروع بيده ذكر ذلك فيه ابن قتيبه في كتاب المعارف.

وروى أبوالحسن المدائني هذا الخبر في كتاب أمهات الخلفاء وقال انه

______________________________________________

1 - وهذا كذب ليس عليه دليل

روي عنه جعفر بن محمد عليه السلام في المدينه فقال: لا تلمه يا أبن أخي انه أشفق أن يحدج بقصة نفيل بن عبدالعزى وصهاك أمة الزبير بن عبد المطلب ثم قال:

رحم الله عمر فانه لم يعدوالسنه وتلا " إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم " (1) انتهى.

بيان: قال الجوهري: حدجه بذنب غيره رماه به انظر كيف بين عليه السلام رداءة نسب عمر وسبب مبالغته في النهي عن التعرض للأنساب ثم مدحه تقيه. (2)

وأقول: إن ابن أبي الحديد هذا معتزلي شيعي وقال عنه القمي:

عز الدين عبد الحميد بن محمد بن محمد بن الحسين بن أبي الحديد المدائني الفاضل الأديب المؤرخ الحكيم الشاعر شارح نهج البلاغة الكرمه وصاحب القصائد السبع المشهورة كان مذهبه الاعتزال كما شهد لنفسه في إحدى قصائده في مدح أمير المؤمنين (ع) بقوله:

ورأيت دين الاعتزال وإنني. . . . أهوى لاجلك كل من يتشيع

وذكره الالوسي في مختصر التحفه الاثنى عشريه فقال:

الفرق الرابعة الشيعة الغلاة: هم عبارة عن القائلين بألوهية الأمير علي كرم الله وجهه , ونحوه من الهذيان. قال الجد روح الله روحه: وعندي إن ابن أبي الحديد في بعض عباراته ـ وكان يتلون تلون الحرباء وكان من هذه الفرقة , وكم له في قصائده السبع الشهيرة من هذيان , كقوله يمدح الأمير كرم الله تعالى وجهه:

ألا إنما الإسلام لولا حسامه. . . . كعفطة عنز أوقلامة ظافر. (3)

وقوله:

يجل عن الأعراض والاين والمتى. . . . ويكبرعن تشبيهه بالعناصر. (4)

وقال أيضا:

تقليت أخلاق الربوبيه التي. . . . عذرت بها من شك انك مربوب. (5)

______________________________________________

1 - سورة النور آيه (11)

2 - بحار الأنوار ج 31 ص 2.6

3 - ولاحظ كيف يدعي إن الإسلام لولى حسام علي رضي الله عنه لكان كعفطة عنز والعياذ بالله

4 - ولاحظ كيف يصف علي رضي الله عنه بصفات الله تعالى

5 - وهنا يقول يعذر من شك إن علي رضي الله عنه مربوب

ومنه سرق الطوفي الرافضي قوله في أبي بكر وعلي رضوان الله وسلامه عليهما:

كم بين من شك في خلافته. . . . وبين من قيل انه الله. (1)

قلت: فلا حجه في كلام ابن أبي الحديد لأنه من غلاة الشيعة الذين يألهون علي بن أبي طالب رضي الله عنه ويحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

4 - الحديث الرابع قال المجلسي:

وما أومى إليه من قصة أمة الزبير , هوما رواه الكليني طيب الله تربته في روضة الكافي عن الحسين عن احمد بن هلال عن زرعة عن سماعه قال:

تعرض رجل من ولد عمر بن الخطاب بجاريه رجل عقيلي فقالت له: إن هذا العمري قد آذاني , فقال لها عديه وادخليه الدهليز , فأدخلته , فشد عليه فقتله وألقاه فالطريق.

فاجتمع البكريون والعمريون والعثمانيون , وقالوا: ما لصاحبنا كفوولن نقتل به إلا جعفر بن محمد , وما قتل صاحبنا غيره , وكان أبوعبد الله (ع) قد مضى نحوقبا , فلقيته وقد اجتمع القوم عليه , فقال: دعهم , قال: فلما جاءوا وراءه وثبوا عليه , وقالوا: ما قتل صاحبنا أحد غيرك , وما نقتل به أحد غيرك! فقال: لتكلمني منكم جماعه , فاعتزل قوم منهم , فاخذ بأيديهم فادخلهم المسجد , فخرجوا وهم يقولون شيخنا أبوعبد الله جعفر بن محمد , معاذ الله أن يكون مثله يفعل هذا , ولا يأمر به , فانصرفوا.

قال: فمضيت معه فقلت: جعلت فداك ما كان اقرب رضاهم من سخطهم؟! قال: نعم دعوتهم فقلت: امسكوا وإلا أخرجت الصحيفة! فقلت: ما هذه الصحيفة جعلني الله فداك؟ فقال: أم الخطاب كانت أمة للزبير بن عبد المطلب , فسطر بها نفيل فاحبها , فطلب الزبير فخرج هاربا إلى الطائف. فخرج الزبير خلفه فبصرت به ثقيف , فقالوا له: يا أبا عبد الله ما تعمل هاهنا؟ قال: جاريتي سطر بها نفيل , فهرب منه إلى الشام. وخرج الزبير

______________________________________________

1 - ويقصد في من شك في خلافته هوأبوبكر الصديق رضي الله عنه ويقصد من قيل انه الله بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه

في تجاره له إلى الشام فدخل على ملك الدومه فقال له: يا أبا عبد الله لي إليك حاجه , قال: وما حاجتك أيها الملك؟ فقال: رجل من اهلك قد أخذت ولده , فاحب أن ترده عليه , قال: ليظهر لي حتى اعرفه , فلما أن كان من الغد دخل على الملك فلما رآه الملك ضحك , فقال: ما يضحكك أيها الملك: ما أظن هذا الرجل ولدته عربيه , لما رآك قد دخلت لم يملك أسته إن جعل يضرط! فقال: الملك إذا صرت إلى مكة قضيت حاجتك. فلما قدم الزبير تحمل عليه ببطون قريش كلها , أن يدفع إليه ابنه , فأبى ثم تحمل عليه بعبد المطلب فقال: ما بيني وبينه عمل , أما علمتم ما فعل في ابني فلان ولكن امضوا انتم إليه. فقصدوه وكلموه , فقال لهم الزبير: إن الشيطان له دوله وان ابن هذا ابن الشيطان , وليس آمن أن يترأس علينا , ولكن ادخلوه من باب المسجد على أن احمي له حديد واخط في وجهه خطوطا , وكتب عليه وعلى ابنه ألا يتصدر في مجلس , ولا تأمر على أولادنا ولا يضرب معنا بسهم.

قال: ففعلوا وخط وجهه بالحديد , وكتب عليه الكتاب , فذلك الكتاب عندنا , فقلت لهم: إذا أمسكتم وإلا أخرجت الكتاب ففيه فضيحتكم , فامسكوا.

وتوفى مولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخلف وأرثا وخاصم فيه ولد العباس أبا عبد الله عليه السلام.

وكان هاشم بن عبد الملك قد حج في تلك السنه فجلس لهم , فقال: داود بن علي: الولاء لنا وقال أبوعبد الله بل الولاء لي , فقال داود بن علي إن أباك قاتل معاوية, فقال: والله لأطوقنك غدا أطواق الحمام فقال له داود بن علي: كلامك هذا أهون علي من بعرة وادي الأزرق. فقال: أما انه واد ليس لك ولا لأبيك فيه حق , قال فقال هشام: إذا كان غدا جلست لكم. فلما أن كان من الغد خرج أبوعبد الله ومعه كتاب في كرباسه وجلس لهم هشام. فوضع أبوعبد الله الكتاب بين يديه فلما قراه قال: ادعوا لي الجندل الخزاعي وعكاشة الضميري وكانا شيخين قد أدركا الجاهلية فرمى الكتاب

______________________________________________

إليهما فقال: تعرفون هذه الخطوط؟ قالا: نعم خط العاص بن أميه وقال هشام: يا أبا عبد الله أرى خطوط أجدادي عندكم؟ فقال: نعم قال: قضيت. بالولاء لك قال فخرج وهويقول:

إن عادت العقرب عدنا لها. . . . وكانت النعل لها حاضرة

قال قلت: ما هذا الكتاب جعلت فداك؟ قال: فان نثيله كانت أمة لأم الزبير ولأبي طالب وعبد الله فأخذها عبد المطلب فأولدها فلان فقال له الزبير: هذه الجارية ورثناها من أمنا وابنك هذا عبد لنا فتحمل عليه ببطون قريش.

قال فقال: أجبتك على خله على أن لا يتصدر ابنك هذا في مجلس ولا يضرب معنا بسهم فكتب عليه كتابا واشهد عليه فهوهذا الكتاب. (1)

قلت: هذا الحديث ضعيف فيه احمد بن هلال الكرخي العبرتائي وذكره:

1 - ابن داود في رجاله فقال:

احمد بن هلال ابن جعفر. العبرتائي بالعين المهملة المفتوحة والباء المفردة المفتوحة والراء الساكنة والتاء المثناه فوق والمد. منسوب إلى عبرتا قريه بناحية اسكاف (كش) صالح الرواية يعرف منها وينكر وقد روى فيه ذموم كثيره من سيدنا أبي محمد العسكري عليه السلام (كش) مذموم ملعون (ست) غال متهم في دينه (غض) أرى التوقف في حديثه إلا فيما رواه عن الحسن بن محبوب من كتاب المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين منه جله أصحابنا واعتمدوه فيها ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنه سبع وستين ومائتين. (2)

وذكره في كتابه أيضا في , فصل فيمن وردة فيه اللعنه. (3)

2 - الطوسي في الفهرست أيضا:

احمد بن هلال العبرتائي. عبرتا قريه بناحية اسكاف بني جنيد ولد سنة ثمانين ومائه ومات سنة سبع وستين ومائتين وكان غاليا متهم في دينه وقد روى اكثر أصول أصحابنا. (4)

3 - الحلي في رجاله:

______________________________________________

1 - بحار الأنوار ج 31 ص 2.6 - 2.8

2 - رجال بن داود ص 425

3 - رجال بن داود ص 551

4 - الفهرست للطوسي ص 36

احمد بن هلال العبرتائي. بالعين المهملة والباء المنقطعة تحتها نقطه واحده وبعدها راء ثم التاء المنقطعة فوقها نقطتين منسوب إلى عبرتا قريه بناحية اسكاف بني مائه ومات سنة تسع وستين ومائتين. قال النجاشي انه صالح الرواية يعرف منها وينكر. وتوقف ابن الفضائري في حديثه إلا في ما يرويه عن الحسن بن محبوب من كتب المشيخة ومحمد بن أبي عمير من نوادره وقد سمع هذين الكتابين جل أصحاب الحديث واعتمدوه فيها. وعندي إن روايته غير مقبولة. (1)

5 - الحديث الخامس ذكر المجلسي في البحار:

قد مر في باب كفر الثلاثة من تفسير علي بن إبراهيم (2) في تفسيره قول الله تعالى " ذرني ومن خلقت وحيدا " بإسناد عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: الوحيد ولد الزنى وهوزفر إلى آخر الآية. (3)

قلت: وعندما رجعة إلى تفسير علي بن إبراهيم القمي وجدت هذه الرواية هكذا: " قال حدثنا أبوالعباس قال حدثنا يحيى بن زكريه عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن الكثير عن أبي عبد الله ع في قوله " ذرني ومن خلقت وحيدا " قال الوحيد ولد الزنى وهوزفر. (4)

قلت: وهذه الرواية ضعيفة لان فيها علي بن حسان وعنه عبد الرحمن بن كثير وقالوا علماء الرافضة فيهم التالي:

1 - قال الكشي في رجاله:

في علي بن حسان الواسطي وعلي بن حسان الهاشمي:

قال محمد بن مسعود سالت علي بن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن حسان قال عن أيهما سألت أما الواسطي فهوثقة وأما الذي عندنا يروي عن عمه عبد الرحمن بن كثير فهوكذاب وهوواقفي أيضا ولم يدرك أبا الحسن موسى عليه السلام. (5)

2 - ووافق العلامة الحلي كلام الكشي. (6)

3 - وقال النجاشي في رجاله:

______________________________________________

1 - رجال العلامة الحلي ص 2.2

2 - هوصاحب التفسير المشهور تفسير القمي

3 - بحار الأنوار ج 31 ص 2.9

4 - تفسير القمي ج 2 ص 395

5 - رجال الكشي ص 451

6 - رجال العلامة الحلي ص 233

علي بن حسان بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. ضعيف جدا ذكره بعض أصحابنا في الغلاة فاسد الاعتقاد له كتاب تفسير الباطن تخليط كله. (1)

قلت: أما عمه عبد الرحمن بن كثير فقال عنه النجاشي في رجاله:

1 - عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبدالله

بن عباس كان ضعيفا غمزه أصحابنا عليه وقالوا كان يضع الحديث. له كتاب فضل سورة أنا أنزلناه اخبرنا احمد بن عبد الواحد قال حدثنا علي بن حبشي قال حدثنا احمد بن محمد بن لاحق قال حدثنا علي بن الحسن بن فضال عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير به. وله كتاب صلح الحسن عليه السلام.

اخبرنا محمد بن جعفر الأديب في آخرين قال حدثنا احمد بن محمد قال حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانه الأشعري عن علي بن حسان عن عمه عبد الرحمن بن كثير بكتاب الصلح. وله كتاب فدك وكتاب ألاظله كتاب فاسد مختلط. (2)

2 - وقال ابن داود في رجاله:

عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى عباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس كان ضعيفا غمز بعض أصحابنا فيه وقالوا كان يضع الحديث. (3)

3 - وقال العلامة الحلي نفسه. (4)

قلت: إن هذا الحديث ضعيف جدا لان عبد الرحمن كان يضع الحديث وعلي بن حسان ضعيف جدا.

فبينا ضعف الأحاديث السابقة كلها ولا يوجد عند الرافضة دليل صحيح على دعواهم الباطلة فلعنة الله على الكاذبين.

أما ما ذكرته مجلة المنبر الرافضية في العدد (13) السنه الثانية ربيع الأول 1422 هجري ذكر الكاتب عبد العزيز قمبر في (خط احمر!!):

ويصعب ـ للوهلى الأولى استيعاب هذه الشبكة المعقدة فأم هذا الرجل هي

______________________________________________

1 - رجال النجاشي ص 251

2 - رجال النجاشي ص 234

3 - رجال بن داود ص 474

4 - رجال العلامة الحلي ص 239

في الوقت نفسه أخته وعمته! وأبوه هوفي الوقت ذاته جده وخاله! فيما جدته هي أيضا زوجة عمه!!.

وعندما يترك الحديث للتاريخ , فانه يقول: ((وأما تفصيل نسبه وبيانه فهوإن (نفيل) كان عبدا لكلب بن لؤي بن غالب القرشي فمات عنه ثم وليه عبد المطلب وكانت (صهاك) قد بعثت لعبد المطلب من الحبشة فكان (نفيل) يرعى جمال عبد المطلب و(صهاك) ترعى غنمه وكان يفرق بينهما في المرعى. فاتفق يوما اجتماعهما في مراح واحد فهواها وعشقها (نفيل) وكان قد البسها عبد المطلب سروالا من الأديم (الجلد المدبوغ) وجعل عليه قفلا وجعل مفتاحه معه لمنزلتها منه (1) فلما راودها قالت: مالي إلى ما تقول سبيل وقد ألبست هذا الأديم ووضع عليه قفل فقال (نفيل): أنا احتال عليه. فاخذ سمنا من مخيض الغنم ودهن به الأديم وما حوله من بدنها حتى استله إلى فخذيها وواقعها فحملت منه (بالخطاب) فلما ولدته ألقته على بعض المزابل بالليل خفيه من عبد المطلب فالتقطت (الخطاب) أمراه يهودية جنازه وربته فلما كبر كان يقطع الحطب فسمي الخطاب لذلك بالحاء المهملة فصحف بالمعجمة (2) وكانت (صهاك) ترتاده في الخفية فراها ذات يوم وقد تطأطأت عجيزتها ولم يدر من هي فوقع عليها فحملت منه (بحنتمه) فلما وضعتها ألقتها على مزابل مكة خارجها فالتقطها هاشم بن المغيره بن الوليد ورباها فنسبت إليه (3) فلما كبرت وكان (الخطاب) يتردد على هشام فرأى (حنتمه) فأعجبته فخطبها إلى هشام فزوجه إياها فولدت الرجل وكان الخطاب والده لانه أولد حنتمه إياه حيث تزوجها وحده لانه سافح صهاك فاولدها حنتمه والخطاب من أم واحده وهي صهاك!!.))

ولم يورد هذه المعلومة قاص خيالي لقصص ألف ليله وليله! بل أوردها اشهر نسابه في الإسلام وهومحمد بن السائب الكلبي الذي يقول عنه عز الدين بن الأثير الجزري وهومن أكابر علماء السنه في كتابه المشهور (أسد الغابة في معرفة الصحابة): إن الكلبي واحد من النسابين الكبار

______________________________________________

1 - انظر خيال الرافضة العجيب

2 - وهذا جهل مركب لان الذي يقطع الحطب يسمى حطاب وليس خطاب

3 - حنتمه لم تنسب إلي هشام ولكن نسبت إلي أبيها هاشم

حيث لا يرقى إليه من انتحلها من المؤرخين والمحدثين وهومن أقواهم في الأنساب في مالوراجعنا ابن خلكان في وفيات الأعيان. كما روى (قصة النسب العظيم) هذه النساب أبومخنف لوط بن يحيى الازدي في كتابه المعروف (الصلابة في معرفة الصحابة) وكذلك في كتاب (التنقيح في النسب الصريح). (1)

قلت: إن هذا الكذب قد ورثوه الرافضة أبا عن جد لأنهم يعلمون إن أنسابهم ملوثه بالمتعة فيريدون أن يطعنوا بأنساب الأشراف أمثال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولكن لم يستطيعوا إلا عن طريق الكذب الذي قام عليه دينهم المنحرف.

أما النسابة الذين يدعون الرافضة انهم من رجال أهل السنه ويطعنون بنسب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهم:

الأول: محمد بن السائب الكلبي وهوشيعي سبأي:

قال أبوبكر بن خلاد الباهلي عن معتمر بن سليمان عن أبيه: كان في الكوفة كذابان أحدهما الكلبي. وقال عمروبن الحصين عن معتمر بن سليمان عن ليث ابن أبي سليم: بالكوفة كذابان: الكلبي والسدي يعني محمد بن كروان. وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: ليس بشيء وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين: ضعيف. وقال أبوموسى محمد بن المثنى: ما سمعت يحيى ولا عبدالرحمن يحدثان عن سفيان عن الكلبي. وقال البخاري: تركه يحيى بن سعيد وابن مهدي. وقال عباس الدوري عن يحيى بن يعلي المحاربي: قيل لزائده: ثلاثة لا تروي عنهم: أبن أبي ليلى وجابر الجعفي والكلبي. قال: أما أبي ليلى فبيني وبينه آل ابن أبي ليلى حسن فلست اذكره وأما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة وأما الكلبي فكنت اختلف إليه فسمعته يقول يوما: مرضت مرضه فنسيت ما كنت احفظ فأتيت آل محمد فتفلوا في فمي فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: والله لا اروي عنك شيئا فتركته. وقال الاصمعي عن أبي عوانه: سمعت

______________________________________________

1 - إن الكلبي وأبومخنف من الشيعة الكذابين كما سوف نبين بعد قليل

الكلبي يتكلم بشيء من تكلم به كفر. وقال مره: لوتكلم به ثانيه كفر فسألته عنه فجحده.

وقال عبد الواحد بن غياث عن ابن مهدي: جلس إلينا أبوجزء على باب أبي عمروبن العلاء فقال: اشهد إن الكلبي كافر. قال فحدثت بذلك يزيد بن زريع فقال: سمعته يقول: اشهد انه كافر. قال: فماذا زعم؟ قال: سمعته يقول: كان جبريل يوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقام النبي صلى الله عليه وسلم لحاجه وجلس علي فأوحى إلى علي. قال يزيد: أنا لم اسمعه يقول هذا , ولكني رايته يضرب على صدره ويقول: أنا سبايء. قال أبوجعفر العقيلي: هم صنف من الرافضة أصحاب عبد الله بن سبا. (1)

الثاني: أبومخنف لوط بن يحيى الازدي وهوشيعي أيضا:

قال يحيى بن معين: ليس بثقة وقال أبوحاتم: متروك الحديث وقال الدارقطني: أخباري ضعيف. (2)

وقال عنه القمي صاحب كتاب الكنى والألقاب الشيعي الشهير:

لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن سليم الازدي شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة ووجههم كما عن (جش) وتوفى سنة 157 يروي عن الصادق (ع) ويروي عن هشام الكلبي وجده مخنف بن سليم صحابي شهد الجمل في أصحاب علي (ع) حاملا راية الازد فاستشهد في تلك الواقعة سنة 36 وكان أبومخنف من أعاظم مؤرخي الشيعة ومع اشتهار تشيعه اعتمد عليه علماء السنه في النقل عنه كالطبري وابن الأثير وغيرهما (3)

قلت: وبعد ما بينا إن الكلبي وأبومخنف من رجال الشيعة وليسوا من رجال أهل السنه وهم من الكذابين المعروفين فلا حجه في طعنهم في أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

شبهات والرد عليها:

1 - من هي صهاك؟

هي أسطورة لم نجد لها اصل في كتب المسلمين ولكن يوجد لها ذكر في

______________________________________________

1 - تهذيب الكمال ج 25 ص 246 - 253 رقم 5234

2 - سير أعلام النبلاء ج 7 ص 3.1

3 - الكنى والألقاب ج 1 ص 148 - 149

كتب الرافضة المعروفين في الكذب أمثال المجلسي وغيره من الذين يحقدون على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

2 - من هي حنتمه هل هي أخت أبي جهل أم بنت عمه؟

هي بنت عمه لان اسم حنتمه هوحنتمه بنت هاشم بن المغيره أما اسم أبوجهل هوعمروبن هشام بن المغيره. وهشام وهاشم ابني المغيره.

3 - ما هواسم أم الخطاب؟

هي حيه بنت جابر بن أبي حبيب , من فهم. وليست كما يدعون الزنادقة.

4 - هل المعادلة المزعومة تنطبق على نسب أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهي الأب = الجد = الخال. والأم = الأخت =العمة؟

اصل هذه المعادلة من روايات الرافضة المكذوبة والتي بينا ضعفها من قبل والتي تفرد بذكرها الرافضة الكذابين أمثال المجلسي وغيره وسوف أبين كذب هؤلاء الرافضة في هذه المعادلة أيضا:

1 - يقصد بالأب الخطاب: وهذا صحيح , لان أبوعمر هوالخطاب

2 - ويقصد بالجد إن الخطاب هوأبوحنتمه: وهذا كذب لان أبوحنتمه هوهاشم بن المغيره وليس الخطاب.

3 - ويقصد بالخال إن الخطاب أخوحنتمه من صهاك: وهذا كذب أيضا لان أم الخطاب اسمها (حيه) أما أم حنتمه فهي (الشفاء) فيتبين انهم ليسوا من أم واحده وهي صهاك.

4 - ويقصد بالأم حنتمه: وهذا صحيح , لان أم عمر حنتمه.

5 - ويقصد بالأخت إن حنتمه ابنة الخطاب من صهاك: وهذا كذب لان أبوحنتمه هوهشام بن المغيره وليس الخطاب.

6 - ويقصد بالعمة إن حنتمه أخت الخطاب من صهاك: وهذا كذب لان أم الخطاب اسمها (حيه) أما أم حنتمه فهي (الشفاء) فيتبين انهم ليسوا من أم واحده وهي صهاك.

فبعد ما بينا إن هذه المعادلة من افتراء الرافضة على أمير المؤمنين عمر بن

______________________________________________

الخطاب رضي الله وهذا يأكده قول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله إن الرافضة هم اكذب الطوائف على الإطلاق.

5 - كيف يكون الخطاب عم وأخوزيد بن عمروبن نفيل؟

لان نفيل عنده اكثر من زوجه فالخطاب أمه (حيه) وعمروأمه (قلابة) فعندما توفا نفيل ورث عمروزوجة أبيه (حيه) فولدت له زيد فعلى هذا يكون الخطاب عم وأخوزيد من أمه وهذا عرف سائد في الجاهلية أن يرث الرجل زوجة أبيه لانهم كانوا يرون إن زوجة الأب تورث.

6 - ما هوسبب نزول آية (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤ كم) المائدة 1.1؟

هناك اكثر من سبب لنزول هذه الايه:

1 - حديث البخاري , عن انس رضي الله تعالى عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم خطبه ما سمعت مثلها قط وقال: لوتعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا , قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وجوههم , لهم خنين فقال رجل من أبي قال: فلان فنزلت هذه الايه (لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤ كم).

2 - حديث البخاري أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم استهزاء فيقول الرجل من أبي؟ ويقول الرجل: تضل ناقته: أين ناقتي؟ فانزل الله فيهم هذه الايه (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم) حتى فرغ من الايه.

3 - حديث الطبري عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فقال: " يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج " فقام محصن الاسدي فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال " أما أني لوقلت نعم لوجبت ولووجبت ثم تركتم لضللتم اسكتوا عني ما سكت عنكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم "

______________________________________________

فانزل الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم)

إلى آخر الايه.

فهذه ثلاث أسباب لان الأول وهوعبدالله بن حذافه لم يسال استهزاء لكن قال الحافظ في الفتح ج 9 ص 351: لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها والله اعلم. وقال ص 352: والحاصل انهما نزلت بسبب كثرة المسائل , أما على سبيل الاستهزاء والامتحان , وأما على سبيل التعنت عن الشيء الذي لولم يسال عنه لكان على الاباحه.

أما الزيادة التي فيها إن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقران إماما , فهي صحيحه ولكن تفسير الرافضة لها غير صحيح لانهم يقولون إن عمر رضي الله عنه قام يطلب العفولكي لا يفضح نسبه , وكما بينا من قبل إن نسب أمير الؤمنين اطهر واشرف من انساب الرافضة أولاد المتعة واحفاذ المجوس , ولكنه قام لأنه فهم إن تلك الاسئله قد تكون على سبيل التعنت أوالاستهزاء أوالشك فخشى أن تتنزل العقوبة بسبب ذلك فقال رضينا بالله ربا ... الخ , وهذا من حرصه رضي الله عنه على رضى الرسول صلى الله عليه وسلم فرضى الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك , وكان من الممكن لولا لم يقم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لنزلت العقوبة على المسلمين.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

أبوحسين


طعن الشيعة في نسب الفاروق رضي الله عنه
عبدالقادر صوفي


يزعم الشيعة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه جاء من سفاح، ويروون لإثبات هذا الزعم قصة طويلة ينسبونها إلى جعفر الصادق ؛ فقد ذكر صاحب كتاب عقد الدرر في بقر بطن عمر، وغيره من مصنفي الشيعة هذه القصة منسوبة إلى الصادق، ومما قاله: [كانت صهاك([1]) جارية لـ عبد المطلب، وكانت ذات عجز، وكانت ترعى الإبل، وكانت حسناء من الحبشة تميل إلى النكاح، فنظر إليها نفيل جد عمر فهويها وعشقها من مرعى الإبل، فوقع عليها، فحملت منه بـ الخطاب([2])، فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمه صهاك فأعجبه عجزها، فوثب عليها فحملت منه بـ خيثمة([3])، فلما ولدتها خافت من أهلها، فجعلتها في صوف، وألقتها بين أحشام مكة([4])، فوجدها هشام بن المغيرة بن الوليد، فحملها إلى منزله ورباها، وسمّاها خيثمة، وكانت شيمة العرب من ربّى يتيماً يجعله ولداً، فلما بلغت خيثمة نظر إليها الخطاب فمال إليها، وخطبها من هشام فزوجها، فأولد منها عمر، فكان الخطاب أباه وجده وخاله، وكانت خيثمة أمه وأخته وعمته فافهم، وقيل -والكلام لصاحب كتاب عقد الدرر - في هذا المعنى شعر وقيل: إنه ينسب إلى الصادق عليه السلام:
من جده خاله ووالده                                     ووالدته أخته وعمته
أجدر أن يبغض الوصي وأن                             ينكر يوم الغدير بيعته
وقيل فيها:
زنت صهاك بكل علج                                   وعلمها بالزنا حرام
فلا تلمها ولم زنيماً                                        يزعم أن ابنها الإمام(
[5])
وقد دعم الشيعة هذه القصة بأقوال زعموا أنها صدرت عن بعض الصحابة تؤكد صحة ما ذهبوا إليه من الطعن في نسب عمر رضي الله عنه، منها: القول الذي نسبوه إلى الزبير بن العوام بقوله- لـ عمر حين أرغمه على البيعة لـ أبي بكر: (يا ابن صهاك، أما والله لولا هؤلاء الطغاة الذين أعانوك لما كنت تقدم علي ومعي سيفي، لما أعرف من جبنك ولؤمك، ولكن وجدت طغاة تقوى بهم وتصول، فغضب عمر، وقال: أتذكر صهاك؟ فقال: ومن صهاك؟ وما يمنعني من ذكرها، وقد كانت صهاك زانية، أوتنكر ذلك؟ أوليس كانت أمة حبشية لجدي عبد المطلب، فزنى بها جدك نفيل، فولدت أباك الخطاب، فوهبها عبد المطلب لجدك بعدما زنى بها فولدته، وإنه لعبد جدي ولد زنى...)([6]). وقد نسب الشيعة إلى بعض الصحابة تعريضهم بـ عمر، ونسبته إلى صهاك هذه في قصص افتروها، وممن نسبوا إليه ذلك: علي بن أبي طالب([7])، وسعد بن عبادة([8])، وقيس بن سعد بن عبادة([9])، وخالد بن سعيد بن العاص([10])، وضرار بن الخطاب([11])، وغيرهم.
ولم يكتف مصنفو الشيعة بذكر مثل هذه الحكايات المكذوبة، بل إنهم صرحوا علانية في مصنفاتهم أن عمر ابن زنا(
[12]).
وقال شاعر من شعرائهم:
إذا نسبت عديــّاً في بني مضـــر          فقدم الدال قبل العين في النســب
وقدم السـوء والفحشـاء في رجــل        وغد زنيم عتل خـائن النصـب(
[13])
وقد ذكر ابن طاوس أن عمدة الشيعة في هذه الفرية ما ذكره الكلبي في كتاب المثالب -زاعماً أن الكلبي من أهل السنة - من أن عمر ولد زنا، فقال: [ومن طريف ما بلغوا إليه -يقصد أهل السنة - من القدح في أصل خليفتهم، وأن جدته صهاك الحبشية ولدته من سفاح؛ يعني من زنا... -إلى أن يقول- فمن روايتهم في ذلك ما ذكره أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي -وهو من رجالهم([14])- في كتابه المثالب، فقال ما هذا لفظه في عَدَّ جملة من ولدوا من سفاح: [روى هشام عن أبيه قال: كانت صهاك أمة حبشية لـ هاشم بن عبد مناف، ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح فجاءت بـ نفيل جد عمر بن الخطاب...]([15]).
وقال يوسف البحراني نحواً من قول ابن طاوس، ومما قاله: [روى محمد بن السائب الكلبي النسابة، وأبو مخنف لوط بن يحي الأزدي النسابة في كتاب الصلابة في معركة الصحابة 
؛ وكتاب التنقيح في النسب الصريح... ثم ساق تفصيل قصة النسب...]([16]).
وهؤلاء الذين استدل الشيعة بقولهم على نسب عمر زاعمين أنهم من علماء أهل السنة هم ليسوا من أهل السنة باتفاق علماء الجرح والتعديل عند السنة والشيعة:
1- فـ محمد بن السائب الكلبي كان سبائياً(
[17]). كما قال عن نفسه، وقال ابن حبان: [كان الكلبي من الذين يقولون: إن علياً لم يمت، وإنه يرجع إلى الدنيا، وإن رأوا سحابة قالوا: أمير المؤمنين فيها. لا يحل الاحتجاج به]([18]).
وقد أجمع علماء أهل السنة أمثال ابن حبان، وابن معين، والدارقطني، والحاكم، وعلي بن الجنيد، والجوزجاني، وسليمان بن طرخان التيمي، وليث بن أبي سليم، وغيرهم على أنه كذاب متروك الحديث(
[19]). قال عبد الرحمن بن أحمد بن حنبل: [سألت أبي عن محمد بن السائب الكلبي؟ فقال: الناس- أي أهل الحديث - مجتمعون على ترك حديثه، لا يشتغل به، وهو ذاهب الحديث]([20]).
وروى ابن أبي حاتم بإسناده عن زائدة بن قدامة الثقفي أنه قيل له: [لم لا تروي عن الكلبي؟ قال: كنت أختلف إليه، فسمعته يوماً وهو يقول: مرضت مرضة، فنسيت ما كنت أحفظ، فأتيت آل محمد صلى الله عليه وسلم فنفثوا في فيّ فحفظت ما كنت نسيت. فقلت: لا والله لا أروي عنك بعد هذا شيئاً، فتركته](
[21]).
وقد عده ابن الجوزي في مقدمة كتابه الموضوعات من كبار الوضّاعين، فقال: وكان من كبار الوضاعين: وهب بن وهب، ومحمد بن السائب الكلبي(
[22]).
أما عن موقف الشيعة منه: فقد أثنى عليه ابن النديم ثناء كثيراً(
[23])، وعده المامقاني من فرقة الإمامية([24]).
2- وهشام بن محمد بن السائب الكلبي شيعي أيضاً باتفاق علماء الجرح والتعديل عند السنة والشيعة، فـ أهل السنة يقولون عن هشام: إنه رافضي، وقد تركوا العمل بحديثه؛ قال ابن عساكر عنه: رافضي ليس بثقة(
[25])، وقال عنه السمعاني: رافضي([26]).
وقد كذبه شيخ الإسلام ابن تيمية، ونقل أقوال علماء الجرح والتعديل فيه، فقال: [وهو من أكذب الناس، وهو شيعي يروي عن أبيه، وعن أبي مخنف، وكلاهما متروك كذاب. وقال الإمام أحمد في هذا الكلبي: ما ظننت أن أحداً يحدث عنه، إنما هو صاحب سمر ونسب(
[27])، وقال الدارقطني: متروك([28]). وقال ابن عدي: هشام الكلبي الغالب عليه الأسمار، ولا أعرف له في المسند شيئاً، وأبوه أيضاً كذاب. وقال زائدة والليث وسليمان التيمي: هو كذاب وقال يحيى: ليس بشيء، كذاب ساقط، وقال ابن حبان: وضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه.([29]).
وعلماء الشيعة يصرحون بأن هشاماً الكلبي هذا منهم؛ فقد قال النجاشي والحلي: [هشام بن محمد بن السائب، أبو المنذر الناسب المشهور، العالم المشهور بالعلم والفضل، العارف بالأيام، كان مختصاً بمذهبنا، قال: اعتللت علة عظيمة نسيت علمي، فجلست إلى جعفر بن محمد 
(ع) فسقاني العلم في كأس، فعاد إليّ علمي. وكان أبو عبد الله عليه السلام يقربه ويدنيه ويبسطه]([30]).
3- وأما أبو مخنف لوط بن يحي: فقد تقدم الكلام على أنه أخباري تالف، تركه أبو حاتم وابن تيمية وغيرهما(
[31])، وقال عنه ابن عدي: شيعي محترق، صاحب أخبارهم([32]). هذا بالنسبة لموقف أهل السنة منه.
أما موقف الشيعة: فإن الكشي عده من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ومن أصحاب ولديه الحسن والحسين. وقال عنه علماء الشيعة: شيخ أصحاب الأخبار بـ الكوفة ووجههم، روى عن جعفر بن محمد 
- الصادق - عليه السلام، وصنّف الكتب العديدة في نصر مذهب آل البيت. وحسّن المامقاني له حديثه([33]).
فالثلاثة إذاً الذين نقلوا هذه القصة المكذوبة هم منهم، وباعترافهم، والقصة كلها من افترائهم.
والقصة هذه التي ذكروها فيها اختلاف كبير يدل على أنها محض إفك مفترى؛ فتارةً يزعمون فيها أن صهاك المذكورة جارية لـ عبد المطلب، ومرة يزعمون أنها جارية لـ هاشم أبيه، وثالثة يقولون: إنها جارية للزبير بن عبد المطلب(
[34]).
ومرة يقولون: وقع عليها نفيل، وأخرى يقولون: وقع عليها عبد العزى فحملت منه بـ نفيل. وتارة يقولون: وهبها عبد المطلب لـ نفيل، ومنها جاء الخطاب، ثم ابنه عمر، وتارة أخرى يقولون: بل تزوج الخطاب من ابنتها خيثمة التي تبناها هشام بن المغيرة، فجاء منها عمر... وهذا التناقض يدل على كذب هذه القصة.
وعلماء النسب ذكروا ما يهدم هذه القصة من أساسها المنهار؛ فقد قالوا: ولد عبد العزى: نفيل بن عبد العزى، وأمه أميمة بن ود بن عدي 
-من قضاعة - وولد نفيل بن عبد العزى: الخطاب بن نفيل، وأمه حية بنت جابر بن أبي حبيب. وولد الخطاب بن نفيل: عمر بن الخطاب، وأمه حنتمة ابنة هاشم بن المغيرة. وحنتمة هي أم عمر، واسم أمها: الشفاء بنت عبد قيس بن عدي بن سعد([35]) فأين صهاك في نسب عمر رضي الله عنه؟! والشيعة يستدلون على هذه الدعوى بآيات يحرفون معناها ليوافق أهواءهم، واستدلالهم هذا باطل وغير صحيح([36]).
ويستدلون أيضاً بما روي عن الصادق في تفسير قوله صلى الله عليه وسلم: «إن ولد الزنا شر الثلاثة»(
[37])؛ فقد قال ابن بابويه القمي المعروف عندهم بـ الصدوق: حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: «سألته([38]) عما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن ولد الزنا شر الثلاثة، ما معناه؟ قال: عنى به الأوسط، إنه شر ممن تقدمه، وممن تلاه»([39]).
مراده أن عمر رضي الله عنه شر ممن تقدمه؛ وهو أبو بكر، وممن تلاه؛ وهو عثمان.
وهذا السند فيه مجهولان(
[40]). وأحد الغلاة عند الشيعة([41]).
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: «ولد الزنا شر الثلاثة»: فالمراد به العموم، ويشمل كل من تولد من زنا، وقد قال بعض العلماء عن معنى هذا الحديث: [معناه أنه شر الثلاثة أصلاً وعنصراً ونسباً ومولداً، وذلك لأنه خلق من ماء الزاني والزانية، وهو ماء خبيث](
[42]).
وأما الشعر المنسوب إلى الصادق، والذي استدل به الشيعة على أن عمر رضي الله عنه ابن زنا فهو شعر ركيك يدرك من يقرأه لأول وهلة أنه مكذوب على جعفر الصادق رحمه الله.
وهكذا حجج الشيعة 
؛ إما قصص مكذوبة، أو أشعار، أو منامات، ولقد أحسن ابن تيمية رحمه الله إذ قال: [غالب حجج الرافضة أشعار تليق بجهلهم وظلمهم، وحكايات مكذوبة تليق بجهلهم وكذبهم، وما يثبت أصول الدين بمثل هذه الأشعار إلا من ليس معدوداً من أولي الأبصار]([43]).


([1]الصهاك: الجارية السوداء. وهي من أعلام النساء. تاج العروس للزبيدي (7/155).
([2]وزاد صاحب الكشكول: [فلما ولدته ألقته على بعض المزابل بالليل خيفة من عبد المطلب، فالتقطت الخطاب امرأة يهودية وربته..] الكشكول ليوسف البحراني (3/213).
([3]وفي الكشكول: (حنتمة) بدل (خيثمة).
([4]وفي الكشكول: (ألقتها على مزابل مكة خارجها).
([5]عقد الدرر في بقر بطن عمر (ق:3). وقد ذكرها يوسف البحراني في الكشكول مطولة أيضاً. الكشكول (3/212-214). وذكر سليم بن قيس هذه القصة في السقيفة (ص:89-90) بلفظ مقارب. وذكرها البياضي في الصراط المستقيم (3/28). والكركي في نفحات اللاهوت (ق:2/ب)، والتستري في إحقاق الحق (ص:291، 333)، والجزائري في الأنوار النعمانية (1/61) -وكلهم ذكروها باختصار-.
([6]السقيفة لسليم بن قيس (ص:89-90).
([7]راجع: السقيفة لسليم بن قيس (ص:84)، وتفسير القمي (2/390-391)، والصراط المستقيم للبياضي (2/79-83)، وعلم اليقين للكاشاني (2/498)، وإلزام الناصب للحائري (2/353).
([8]علم اليقين للكاشاني (2/672).
([9]الأنصاري الخزرجي. مات في آخر خلافة معاوية. الاستيعاب لابن عبد البر (3/224-232)، الإصابة لابن حجر (3/249) وقوله لعمر: (يابن أصهاك) ذكره الطبرسي في الاحتجاج (ص:72-73)، والكاشاني في علم اليقين (2/674)، والمجلسي في مرآة العقول شرح الروضة (4/381)، والحكيمي في كتابه علي مع القرآن (ص:107-108).
([10]صحابي استشهد يوم أجنادين. الاستيعاب لابن عبد البر (1/399-403)، والإصابة لابن حجر (1/407). وقوله لعمر: (يا ابن صهاك) ذكره الطبرسي في الاحتجاج (ص:79-80).
([11]ابن مرداس الفهري، صحابي أسلم بالقتل يوم الفتح، وقتل باليمامة شهيداً. الاستيعاب لابن عبد البر (2/209-212)، والإصابة لابن حجر (2/209-210) وقوله ذكره القمي في التفسير (2/185)، والكاشاني في تفسير الصافي (2/341-342)، والبحراني في البرهان (3/299).
([12]انظر مثلاً: الصراط المستقيم للبياضي (3/28)، وعلم اليقين للكاشاني (2/498)، وإحقاق الحق للتستري (ص:233)، وإلزام الناصب للحائري (2/276)، وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/75).
([13]الصراط المستقيم للبياضي (3/29).
([14]يقصد: من رجال أهل السنة.
([15]الطرائف لابن طاوس (ص:469).
([16]الكشكول ليوسف البحراني (3/212).
([17]السبائية هم أصحاب عبد الله بن سبأ الذي قال لعلي: أنت أنت؛ يعني أنت الإله، فنفاه إلى المدائن. وهم أول فرقة قالت بالتوقف، والغيبة، والرجعة، وقالت بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد علي، وزعموا أن علياً حي لم يمت، وأنه هو الذي يجيء في السحاب، والرعد صوته والبرق تبسّمه. انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري (1/86)، والتبصير في الدين للإسفرائيني (ص:123-124)، والفرق بين الفرق للبغدادي (ص:233-236)، والملل والنحل للشهرستاني (ص:174)، وانظر من المصادر الشيعية: فرق الشيعة للنوبختي (ص:43)، وكتاب المقالات والفرق لسعد بن عبد الله القمي (ص:19-21)، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/309).
([18]منهاج السنة النبوية لابن تيمية (7/64). وانظر: ميزان الاعتدال للذهبي (3/556-559).
([19]راجع المصادر الآتية: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/270-271)، وميزان الاعتدال للذهبي (3/556-559)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (9/178-180)، والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لبرهان الدين الحلبي (ص:231).
([20]راجع المصادر الآتية: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/270-271)، وميزان الاعتدال للذهبي (3/556-559)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (9/178-180)، والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لبرهان الدين الحلبي (ص:231).
([21]راجع المصادر الآتية: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/270-271)، وميزان الاعتدال للذهبي (3/556-559)، وتهذيب التهذيب لابن حجر (9/178-180)، والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث لبرهان الدين الحلبي (ص:231).
([22]الموضوعات لابن الجوزي (1/47).
([23]الفهرست لابن النديم (ص:139-140).
([24]تنقيح المقال للمامقاني (3/119).
([25]ميزان الاعتدال للذهبي (4/304).
([26]الأنساب للسمعاني (11/134).
([27]الجرح ولتعديل لابن أبي حاتم (9/69)، وميزان الاعتدال للذهبي (4/304)، ولسان الميزان لابن حجر (6/196-197).
([28]ميزان الاعتدال للذهبي (4/304).
([29]منهاج السنة النبوية لابن تيمية (5/81-82).
([30]الفهرست للنجاشي (ص:305-306)، ورجال الحلي (ص:179)، وتنقيح المقال للمامقاني (3/303).
([31]الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/182)، ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية (1/58-59)، وميزان الاعتدال للذهبي (3/419).
([32]الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (7/182)، ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية (1/58-59)، وميزان الاعتدال للذهبي (3/419).
([33]الفهرست للنجاشي (ص:224-225)، والفهرست للطوسي (ص:129-130)، وروضات الجنات للخوانساري (ص:732)، وتنقيح المقال للمامقاني (3/43).
([34]كما ورد عند الجزائري في الأنوار النعمانية (1/62).
([35]كتاب نسب قريش لمصعب الزبيري (ص:301، 347).
([36]راجع: الآيات التي ادعى الشيعة الإثنا عشرية نزولها في عمر رضي الله عنه (ص:793).
([37]الحديث مخرج في بعض كتب أهل السنة أيضاً؛ فقد أخرجه أحمد وأبو داود والحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. انظر: سنن أبي داود (4/271-272)، كتاب العتق، باب في عتق ولد الزنا، ومسند أحمد (2/311)، والمستدرك للحاكم (4/100).
([38]يريد أبا عبد الله جعفر الصادق.
([39]معاني الأخبار للصدوق (ص:412).
([40]هما محمد بن أبي عبد الله الكوفي، وموسى بن عمران النخعي، قال عنهما المامقاني: مجهولان. تنقيح المقال للمامقاني (3/61، 258).
([41]هو الحسين بن يزيد النوفلي. عده الشيعة من أصحاب الرضا، وقالوا: [قال قوم من القميّين إنه غلا في آخر عمره] والله أعلم: انظر: جامع الرواة للأردبيلي (1/258) رقم (2007)، وتنقيح المقال للمامقاني (1/349)، ومعجم رجال الحديث للخوئي (6/113).
([42]معالم السنن للخطابي (4/272).
([43]منهاج السنة النبوية لابن تيمية (4/66)


ما هو نسب عمر بن الخطاب؟ وما حقيقة ما يقال من أنّه ابن زنا؟
رد الشيخ حيدر حب الله (من علماء الشيعة)

السؤال: هناك حديث عن نسب عمر بن الخطاب، وأنّه ليس ولداً شرعيّاً وانّه ابن أخته، وهناك من يقول بأنّ هذا الأمر لا يختصّ بالروايات الشيعية في هذا الإطار، بل يوجد أيضاً في مصادر الحديث والتاريخ السنيّة، فما مدى صحّة ذلك؟ وهل صحيح أنّ مصادر الشيعة والسنّة متفقة على رواية هذا الأمر؟ حيث يوجد مصدر شيعي وهو كتاب مستدركات علم رجال الحديث للنمازي الشاهرودي، ومصدر سنّي وهو كتاب محمد بن السائب الكلبي كما جاء في الصلابة في معرفة الصحابة ج 3، ص 212، وغيرها من المصادر (محمود).

الجواب: عندما نراجع ما يتصل بهذا القضيّة المحكيّة عن نسب عمر بن الخطاب، فنحن نواجه مجموعة نصوص أساسيّة ـ تمثل النماذج الأبرز ـ لابدّ لنا من المرور عليها والنظر فيها، ونحن نستعرضها للتوضيح والتعليق، ثم نشير إلى ما في كلّ واحدٍ منها، ثم نعلّق في نهاية المطاف:

النصّ الأوّل: جاء في رسائل الشريف المرتضى ـ عند الحديث عن شرف نسب الإمام علي عليه السلام ـ ما يلي: (وأمّ أمير المؤمنين عليه السلام فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهو أوّل هاشمي ولد في الإسلام بين هاشميّين، وليس في أمّهاته ـ وإن بعدن وعلون ـ من هو من ولد حام. وعرّض السيّد في قوله هذا بعمر بن الخطاب؛ لأنّ صهاك أمّه حبشيّة، وطئها عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، فجاءت بنفيل ابن عبد العزى. هذا في رواية الهيثم بن عدي الطائي وأبي عبيدة معمّر بن المثنى وغيره. وقال قوم آخرون: إنّ صهاك أمّ الخطاب بن نفيل، وخالف آخرون في أمّ الخطاب، وذكروا أنّها من فهم بن عيلان. وأراد السيد فضل [نسب] أمير المؤمنين عليه السلام على نسب من ذكره.

فإن قيل: في ولادة حام معرّة ومنقصة، فكيف تطرّق هذا على كثير من أئمتكم عليهم السلام فقد ولدتهم الإماء، من أبي الحسن موسى إلى صاحب الزمان؟ قلنا…) (رسائل الشريف المرتضى 4: 108).

هذا النصّ يحاول أن يفاضل مفاضلة نَسَبيّة بين عليّ وعمر، فالأوّل أمّه ونسبه أباً وأمّاً من العرب الأقحاح، فيما الثاني أمّه أو جدّته ترجع إلى حام، وسيأتي أنّ صهاك التي ذكروا أنّه ينتسب إليها عمر بن الخطاب كانت أمةً حبشيّة زنجيّة، وأنّ العرب كانت تعيّر بهذا النسب.

ومثل هذا النصّ ما ذكره ابن أبي الحديد، حيث قال: (قدم عمرو بن العاص على عمر وكان والياً لمصر، فقال له: في كم سرت؟ قال: في عشرين، قال عمر: لقد سرت سير عاشق، فقال عمرو: إنّي والله ما تأبطتني الإماء ولا حملتني في غبرات المآلي، فقال عمر: والله ما هذا بجواب الكلام الذي سألتك عنه. وإنّ الدجاجة لتفحص في الرماد فتضع لغير الفحل، وإنّما تنسب البيضة إلى طرقها، فقام عمرو مربد الوجه. قلت: المآلي: خرق سود يحملها النوائح ويسرن بها بأيديهن عند اللطم، وأراد خرق الحيص هاهنا وشبهها بتلك، وأنكر عمر فخره بالأمهات وقال: إنّ الفخر للأب الذي إليه النسب. وسألتُ النقيب أبا جعفر عن هذا الحديث في عمر فقال: إنّ عمرواً فخر على عمر؛ لأنّ أمّ الخطاب زنجيّة، وتعرف بباطحلي، تسمّى صهاك، فقلت له: وأمّ عمرو النابغة أمةٌ من سبايا العرب، فقال: أمة عربية من عنزة، سبيت في بعض الغارات، فليس يلحقها من النقص عندهم ما يلحق الإماء الزنجيّات…) (شرح نهج البلاغة 12: 39).

ولكن يناقش أولاً: لا أرى هذا المنطق منسجماً مع قيم الإسلام، فما أهميّة أن تكون أمّه من هنا أو هناك حتى نبحث في هذه الأمور، بقدر ما الأهميّة هي العلم والكفاءة والتقوى، والملاحظ على كثير من علماء المسلمين وخطبائهم أنّهم ما يزالون يعيشون العقليّة القبليّة والعشائرية والنسبيّة في التفاخر، مع أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم جعل الفخر بالأنساب تحت قدميه، فقد ورد في الخبر المصحّح عند كثيرين عن محمّد بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قال: (ثلاثة من عمل الجاهلية: الفخر بالأنساب، والطعن في الأحساب، والاستسقاء بالأنواء)، (معاني الأخبار: 326). وفي صحيحة أبي حمزة الثمالي الطويلة جاء في قصّة جويبر المعروفة أنّ (رسول الله نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة منه له ورقّة عليه، فقال: يا جويبر، لو تزوّجت امرأة فعففت بها فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك، فقال له جويبر: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي من يرغب فيّ؟ فوالله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال، فأيّة امرأة ترغب فيّ؟ فقال له رسول الله: يا جويبر، إنّ الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهليّة شريفاً، وشرّف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعاً، وأعزّ بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلاً، وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها، فالناس اليوم كلّهم أبيضهم وأسودهم وقرشيهم وعربيهم وعجميّهم من آدم، وإنّ آدم خلقه الله من طين، وإنّ أحبّ الناس إلى الله عزّ وجل يوم القيامة أطوعهم له وأتقاهم، وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلاً إلا لمن كان أتقى لله منك وأطوع..) (الكافي 5: 340).

ثانياً: إنّ هذين النصّين لا يحكيان عن قضيّة زنا بقدر ما يحكيان عن قضيّة طبيعة النسب والعرق، فلا ربط لهما بالموضوع هنا، ومثلهما نصوص أخَر، نكتفي بهذين النصّين للتعبير عنها.

إنّ نصّ ابن أبي الحديد هذا واضح في أنّ قضية والدة عمر أو جدّته كانت مطروحة في إطار التفاخر، من حيث حبشيتها لا من حيث الزنا. بل إنّ اسم الصهاك لو رصدناه سنجده في هذا الإطار، حيث يقول الزبيدي ما نصّه: ([صهك]: الصّهُكُ، بضَمَّتَيْنِ ويُخَفَّفُ: الجَوارِي السودُ عن أبي عَمْرو، كذا في اللِّسان، وأَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ. وقال الصّاغانِيُ: صُهاكُ، كغُرابٍ: من أَعْلامِ النساءِ. وصاهَك: مَدِينَةٌ بفارِسَ) (تاج العروس 13: 602). فالاسم يحكي عن الجارية الزنجيّة السوداء.

النصّ الثاني: ما ذكره علي بن إبراهيم القمّي في التفسير، حيث قال: (وقال علي بن إبراهيم: ثم حرّم الله عزّ وجل نكاح الزواني فقال: (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرّم ذلك على المؤمنين)، وهو ردّ على من يستحلّ التمتع بالزواني والتزويج بهنّ وهنّ المشهورات المعروفات في الدنيا لا يقدر الرجل على تحصينهنّ، ونزلت هذه الآية في نساء مكة كنّ مستعلنات بالزنا: سارة وحنتمة والرباب، كنّ يغنّين بهجاء رسول الله صلى الله عليه وآله فحرّم الله نكاحهنّ، وجرت بعدهنّ في النساء من أمثالهنّ) (تفسير علي بن إبراهيم القمي 2: 96).

ومثل هذا النصّ ما نقله المحدّث النوري (1320هـ) عن نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى، بسنده إلى الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام، أنّه (سُئل عن الرجل يشتري الجارية قد فجرت، أيطؤها؟ قال: نعم، إنما كان يكره النبي صلى الله عليه وآله نسوةً من أهل مكّة، كنّ في الجاهلية تعلن بالزنى، فأنزل الله (الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة)، وهنّ المؤجّرات المعلنات بالزنى، منهنّ: حنتمة، الرباب، وسارة، التي كانت بمكّة..) (مستدرك الوسائل 14: 390 ـ 391).

ويمكن التعليق على هذين النصّين:

1 ـ هذا النصّ هو نصّ علي بن إبراهيم وليس رواية، ولا يذكر لنا القمّي الذي كان يعيش في القرن الثالث الهجري، من أين علم بسب نزول هذه الآية في هذه النسوة الثلاثة. كما أنّه لم يصحّ الطريق إلى نوادر الأشعري.

2 ـ صحيح أنّ حنتمة هو اسم أمّ عمر بن الخطاب، لكن لا يوجد ما يؤكّد أنّ حنتمة في هذا النصّ هي نفسها أمّ عمر بن الخطاب، فإنّ هذا الاسم موجود عند العرب متداول.

3 ـ حتى لو ثبت أنّها أمّ عمر بن الخطاب، فهذا لا يثبت كون عمر ابن زنا، فلا تلازم عقلي ولا شرعي بين كون الأمّ متجاهرة بالزنا وبين كون ابنها من الزنا بعد أن كان الولد للفراش وللعاهر الحجر.

وقد أورد القمّي في التفسير رواية أخرى وهي: (حدّثنا أبو العباس، قال: حدّثنا يحيى بن زكريا، عن علي بن حسّان، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (ذرني ومن خلقت وحيداً)، قال: الوحيد ولد الزنا وهو زفر) (تفسير علي بن إبراهيم 2: 395).

لكنّ هذه الرواية تعاني من مشاكل:

المشكلة الأولى: إنّ في سندها علي بن حسان، وكذلك عبد الرحمن بن كثير، وهذان الرجلان من أكبر الغلاة الذين ضعّفوا أشدّ التضعيف واتهموا بالوضع والكذب في كلمات علماء الرجال الشيعة، فليراجع.

المشكلة الثانية: إنّ نفس هذه الرواية جاءت في كتب أخرى، ولكن ليس فيها إضافة كلمة (وهو زفر)، مما يعطي احتمالاً في أن تكون هذه الزيادة من الشيخ القمّي بقصد التوضيح أو التطبيق، لا بقصد النقل، فقد أورد الرواية بدون هذه الإضافة الشيخ الطبرسي في (مجمع البيان 10: 179).

النصّ الثالث: قال السيد بدر الدين الحسيني العاملي (1020هـ) ـ عند حديثه عن ابن شبرمة أحد العلماء السنّة العاملين بالقياس ـ: (فإنّهم كانوا إذا أرادوا التهكّم بشخص لقّبوا أُمّه أو أباه بألقاب بعض الحيوانات أو الأناسي ممّن اشتهر بأمرٍ شنيع، ثمّ نسبوا ذلك الشخص إليه فقالوا: ابن فلان كما قالوا: ابن صهاك، تلقيباً لأُمّه باسم أمةٍ كانت ترعى المواشي لبعض قريش، وربما كانت لا تردّ يدَ لامس، وإنما اسم أُمّه حنتمة بنت هاشم الزُهْري، وكما لقّب جرير أبَ الفرزدق بالقين، وهو الحدّاد، ومثل هذا كثير. وإنّما وقع التلقيب في هذا الحديث للأُمّ دون الأب للتنبيه على أنّه لغيّة لا لرَشْدة، كما أنّهم كانوا يصرّحون باسم الأُمّ دون الأب لذلك كابن هند وابن مرجانة، والله أعلم). (الحاشية على أصول الكافي : 65).

هذا النصّ يوحي بأنّ صهاك ليست لها علاقة بابن الخطاب، وإنّما سمّي بهذا على اسم أمةٍ كانت ترعى المواشي وربما لا تردّ يد لامس، لكنّ نهاية النصّ تعطي إيحاء بتهمة واضحة، لكنّ هذا النص يرجع إلى القرن الحادي عشر الهجري، ولا يقع في سياق إخبار أو حديث، ولا يبيّن مصدره ولا سنده ولا وثائق معلوماته، فلا قيمة له تاريخيّاً ولا حديثيّاً ولا رجاليّاً.

النصّ الرابع: وهو أحد النصوص الأقدم نسبةً، فقد جاء في كتاب سُليم بن قيس الهلالي: (وقيل للزبير: بايع، فأبى، فوثب إليه عمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة في أناس معهم، فانتزعوا سيفه من يده فضربوا به الأرض حتى كسروه ثم لببوه. فقال الزبير ـ وعمر على صدره ـ : يا بن صهاك، أما والله لو أنّ سيفي في يدي لحدت عنّي. ثم بايع. قال سلمان: ثم أخذوني فوجئوا عنقي حتى تركوها كالسلعة، ثم أخذوا يدي وفتلوها فبايعت مكرهاً. ثم بايع أبو ذر والمقداد مكرهين، وما بايع أحد من الأمّة مكرهاً غير عليّ عليه السلام وأربعتنا. ولم يكن منّا أحد أشدّ قولاً من الزبير، فإنّه لما بايع قال: يا ابن صهاك، أما والله لولا هؤلاء الطغاة الذين أعانوك لما كنت تقدم عليّ ومعي سيفي لما أعرف من جبنك ولؤمك، ولكن وجدت طغاة تقوي بهم وتصول. فغضب عمر وقال: أتذكر صهاك؟ فقال: ومن صهاك وما يمنعني من ذكرها؟ وقد كانت صهاك زانية، أو تنكر ذلك؟ أوليس كانت أمةً حبشية لجدّي عبد المطلب، فزنى بها جدّك نفيل، فولدت أباك الخطاب، فوهبها عبد المطلب لجدك ـ بعد ما زنى بها ـ فولدته، وإنّه لعبد لجدّي ولد زنا؟ فأصلح بينهما أبو بكر وكفّ كلّ واحد منهما عن صاحبه) (كتاب سليم: 158 ـ 159؛ ونقلتها عنه كتب شيعيّة كثيرة، منها: الطبرسي في الاحتجاج 1: 111؛ والمجلسي في بحار الأنوار 28: 277 وغيرهما).

ويمكن التعليق على هذا النصّ:

أ ـ هذا النصّ واضح جليّ في أنّ والد عمر كان ابن زنا، ولكن ليس فيها أنّ عمر كان ابن زنا.

ب ـ هذا المصدر ـ عنيت كتاب سليم بن قيس ـ لا قيمة تاريخية له، كما حقّقناه في محلّه، وهو الموافق لرأي السيّد الخوئي في هذا الكتاب حيث يقول: (والصحيح أنّه لا طريق لنا إلى كتاب سُليم بن قيس المرويّ بطريق حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عنه، وذلك فإنّ في الطريق محمّد بن علي الصيرفي أبا سمينة وهو ضعيفٌ كذاب) (الخوئي، معجم رجال الحديث 9: 235). وسيأتي منّا تعليقات أخرى تتصل بهذا النصّ أيضاً.

النصّ الخامس: ما ذكره السيد ابن طاووس (667هـ) حيث قال: (ومن طريف ما بلغوا إليه من القدح في أصل خليفتهم، وأنّ جدّته صهاك الحبشية ولدته من سفاح يعني من زنا، ثم يروون أنّ ولد الزنا لا ينجب، ثم مع هذا التناقض يدّعون أنّه أنجب ويكذبون أنفسهم، ولو عقلوا لاستقبحوا أن يولوا خليفةً، ثم شهدوا أنّه ولد الزنا. فمن روايتهم في ذلك ما ذكره أبو المنذر هشام بن محمّد بن السائب الكلبي، وهو من رجالهم، في كتاب المثالب فقال ما هذا لفظه في عدد جملة من ولدوا من سفاح: روى هشام عن أبيه قال: كانت صهاك أمةً حبشية لهاشم بن عبد مناف، ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح، فجاءت بنفيل جدّ عمر بن الخطاب..) (الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: 469؛ وانظر النباطي (877هـ)، الصراط المستقيم 3: 28؛ والقمّي الشيرازي، كتاب الأربعين 577؛ وغيرهما ممّن نقل كلام ابن طاووس. كما نقل كلامَ الكلبي العلامةُ الحلي (725هـ) في كتابه: نهج الحق: 348).

قيمة هذا النصّ أنّه يذكر أنّ هشام بن محمّد الكلبي قد ذكر قصّة السفاح، ويعتبر ابن طاووس أنّ هذا وثيقة على أهل السنّة، وأنّهم ناقضوا أنفسهم في بعض أقوالهم في قضيّة ابن الزنا.

ويمكن التعليق هنا:

أولاً: سوف يأتي إن شاء الله، أنّ هذا ليس إشكالاً على أهل السنّة، فمجرّد ذكر شخص واحد لهذا الأمر مع عدم ذكر عشرات العلماء والمؤرّخين والرجاليّين وعلماء الأنساب والتراجم ذلك، لا يصلح إشكالاً على أهل السنّة في تهافت مواقفهم كما بيّن السيد ابن طاووس رحمه الله. كما سيأتي تحقيق وجود هذا النصّ عند الكلبي أم لا.

ثانياً: إنّ الكلبي ـ لو راجعنا موقف علماء أهل السنّة منه ـ متّهم بالتشيّع والرفض، ويضعّفونه أشدّ الضعف، فلا يصحّ والحال هذه أن نقول بأنّ أحد علمائهم قال بذلك، ثم نحتجّ عليهم بشخص منبوذ عندهم مضعّف متهم بالتشيّع، فطريقة السيد ابن طاووس غير موفقة بالشكل الكافي. والغريب أنّك تجد الكثير من الشيعة يفتخر بهشام بن محمّد بن السائب الكلبي الذي هو مصدر المعلومة (لأنّه صاحب كتاب أمهات الخلفاء وكتاب المثالب، بينما والده هو الذي تفرّد بالتأليف في التفسير) والناقل الرئيس للخبر عن والده، وتعتبر بأنّه من علماء الشيعة، فيما هنا يوضع في مصافّ علماء أهل السنّة، فقد وضع بعضَ كتبه في كتب الشيعة العلامةُ الطهراني في (الذريعة 1: 273، 320، 323 ـ 324، 325، 326، 328، 329، 331، 339، 343، وغيره كثير كثير)، وجعله السيّد محسن الأمين من الشيعة في (أعيان الشيعة 1: 154، 155)، وغير ذلك، وافتخر به السيد حسن الصدر في أنّه أوّل من ألّف من الشيعة في (الأوائل) فراجع: (الشيعة وفنون الإسلام: 102)، بل قد وصفه النجاشي في (الرجال: 434) بأنّه (كان يختصّ بمذهبنا). وترجمه في كتابه المخصّص لترجمة المؤلّفين من الشيعة، فكيف نقول بعد هذا بأنّ مصدر المعلومة هو سنّي المذهب؟! هذا خطأ واضح.

ثالثاً: إنّ هذا النصّ يدل على كون جدّ عمر بن الخطاب هو ابن زنا على أبعد تقدير، وليس عمر بن الخطاب نفسه، كما صار واضحاً.

النصّ السادس: ما ذكره محمّد طاهر القمي الشيرازي (1098هـ)، حيث قال: (ونقل صاحب كتاب مطالع الأنوار، وهو علي بن عبد النبي الطائي القطيفي، عن كتاب الملل والنحل، قال: كانت صهاك أم عمر أمةً لهاشم، وقيل: أمةً لعبد المطلب، انتقلت إلى هشام بن المغيرة، وكان هشام هذا يتهمها بالمسافحة، فيلبسها سراويل من الجلود ويقفل على تكّة السراويل قفلاً من حديد، وكانت ترعى له إبلاً، فنظر إليها نفيل عبد من عبيد قريش، وراودها عن نفسها ووقع عليها، فطاوعته واعتذرت عليه بالسراويل، فخلا بها في مرعى الإبل، وعلّقها بشجرة حتى ارتخى لحمها، وجرّ السراويل قليلاً قليلاً بعد مشقّة، وأقام معها مدّة هكذا يفعل ومولاها لا يعلم، فحملت منه الخطاب ووضعته سرّاً. فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمّه صهاك، فأعجبه عجيزتها، فوثب عليها وفجر بها مراراً، فحملت منه ووضعت بنتاً، فلما ولدتها خافت من مولاها، فلفّتها في ثوب وألقتها بين أحشام مكة، فوجدها هشام بن المغيرة، قيل: إنّه مولاه، وقيل غيره، فحملها إلى منزله ورماها عند خدمه، فربّتها وسمّيت حنتمة، فلما بلغت نظر إليها الخطّاب، فسافحها فأولدها عمر، فكان الخطاب أباه وجدّه وخاله، وكانت حنتمة أمّه وأخته وعمّته..) (كتاب الأربعين: 576).

ويمكن التعليق:

1 ـ إنّ هذا النصّ أكثر تفصيلاً ووضوحاً في بيان تسلسل الأحداث، وهذه هي الرواية التي تجعل عمر ابن زنا، ولكن لديّ سؤال: ما دامت وضعتها سرّاً كيف عرف الراوي لهذه القصّة كلّ تلك المعلومات؟ ومن هو الذي تأكّد من هذه الأحداث المتسلسلة التي تفصل بينها سنوات طويلة حتى يكبر الصغير ويشيب الكبير؟ لو أخبرنا نبيّ معصوم بهذا الخبر لصدّقنا وقلنا أعلمه الله به، لكنّ سياق الحديث لا يفهمنا من أين عرف الراوي ـ الذي لم نعرف حتى اسمه ـ كلّ هذه التفاصيل، وليس في النصّ أنّه قد قصّ عليه القصّة صهاك أو الخطاب أو حنتمة أو أيّ شخص آخر، فكيف يمكن الاعتماد على مثل هذا النقل من شخص يرجع إلى القرن الحادي عشر الهجري؟

2 ـ لم نعرف ما هو كتاب الملل والنحل؟ وأيّ كتاب يقصد؟ لكن راجعنا ما توفر من كتب الملل والنحل فلم نعثر على هذا الكلام، والعلم عند الله.

النصّ السابع: وهو كلام العلامة المجلسي (1111هـ)، حيث قال: (قال العلامة ـ نوّر الله ضريحه ـ في كتاب كشف الحق، وصاحب كتاب إلزام النواصب: .. وروى الكلبي ـ وهو من رجال أهل السنّة ـ في كتاب المثالب، قال: كانت صهاك أمةً حبشية لهاشم بن عبد مناف، فوقع عليها نفيل بن هاشم، ثم وقع عليها عبد العزى بن رياح، فجاءت بنفيل جدّ عمر بن الخطاب. وقال الفضل بن روزبهان الشهرستاني في شرحه ـ بعد القدح في صحّة النقل ـ: إنّ أنكحة الجاهلية ـ على ما ذكره أرباب التواريخ ـ على أربعة أوجه: المرأة، وربما كان هذه من أنكحة الجاهليّة. وأورد عليه شارح الشرح رحمه الله بأنه لو صحّ ما ذكره لما تحقّق زنا في الجاهلية، ولما عدّ مثل ذلك في المثالب، ولكان كلّ من وقع على امرأة كان ذلك نكاحاً منه عليها، ولم يسمع من أحد أنّ من أنكحة الجاهلية كون امرأة واحدة في يوم واحد أو شهر واحد في نكاح جماعة من الناس. ثم إنّ الخطّاب ـ على ما ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب ـ ابن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن القرط بن زراح بن عدي بن كعب القرشي، وأمّه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. قال: وقد قالت طائفة في أمّ عمر حنتمة بنت هشام بن المغيرة، ومن قال ذلك فقد أخطأ، ولو كانت كذلك لكانت أخت أبي جهل بن هشام، والحرث بن هشام المغيرة، وليس كذلك، وإنّما هي بنت عمّه؛ لأنّ هشام بن المغيرة والحرث بن المغيرة أخوان لهاشم والد حنتمة أمّ عمر، وهشام والد الحرث وأبي جهل. وحكى بعض أصحابنا عن محمّد بن شهرآشوب وغيره: أنّ سهاك كانت أمةً حبشية لعبد المطلب، وكانت ترعى له الإبل، فوقع عليها نفيل فجاءت بالخطّاب، ثم إنّ الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنة فلفّتها في خرقة من صوف ورمتها خوفاً من مولاها في الطريق، فرآها هاشم بن المغيرة مرميّةً فأخذها وربّاها وسمّاها: حنتمة، فلما بلغت رآها خطاب يوماً فرغب فيها وخطبها من هاشم فأنكحها إيّاه فجاءت بعمر بن الخطاب، فكان الخطّاب أباً وجدّاً وخالاً لعمر، وكانت حنتمة أمّاً وأختاً وعمّة له، فتدبّر. وأقول: وجدت في كتاب عقد الدرر لبعض الأصحاب روى بإسناده، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن ابن الزيات، عن الصادق عليه السلام أنه قال: كان صهاك جارية لعبد المطلب، وكانت ذات عجز، وكانت ترعى الإبل، وكانت من الحبشة، وكانت تميل إلى النكاح، فنظر إليها نفيل جدّ عمر فهواها وعشقها من مرعى الإبل فوقع عليها، فحملت منه بالخطّاب، فلما أدرك البلوغ نظر إلى أمّه صهاك فأعجبه عجزها فوثب عليها فحملت منه بحنتمة، فلما ولدتها خافت من أهلها فجعلتها في صوف وألقتها بين أحشام مكة، فوجدها هشام بن المغيرة بن الوليد، فحملها إلى منزله وربّاها وسمّاها بالحنتمة، كانت من شيمة العرب من ربّى يتيماً يتخذه ولداً، فلما بلغت حنتمة نظر إليها الخطاب فمال إليها وخطبها من هشام، فتزوّجها فأولد منها عمر، وكان الخطاب أباه وجدّه وخاله، وكانت حنتمة أمّه وأخته وعمّته. وينسب إلى الصادق عليه السلام في هذا المعنى شعر:

من جدّه خاله ووالده * وأمّه أخته وعمّته

أجدر أن يبغض الوصي وأن * ينكر يوم الغدير بيعته

انتهى. وقال ابن أبي الحديد في شرح قوله عليه السلام: لم يسهم فيه عاهر، ولا ضرب فيه فاجر.. في الكلام رمز إلى جماعة من الصحابة في أنسابهم طعنٌ، كما يقال: إنّ آل سعد بن أبي وقّاص ليسوا من بني زهرة بن كلاب، وإنهم من بني عذرة من قطحان، وكما يقال: إنّ آل زبير بن العوام من أرض مصر من القبط، وليسوا من بني أسد بن عبد العزى. ثم قال: قال شيخنا أبو عثمان في كتاب (مفاخرات قريش): .. بلغ عمر بن الخطاب أنّ أناساً من رواة الأشعار وحملة الآثار يقصبون الناس ويثلبونهم في أسلافهم، فقام على المنبر، فقال: إياكم وذكر العيوب والبحث عن الأصول، فلو قلت لا يخرج اليوم من هذه الأبواب إلا من لا وصمة فيه لم يخرج منكم أحد. فقام رجل من قريش ـ نكره أن نذكره ـ فقال: إذا كنت أنا وأنت ـ يا أمير المؤمنين ـ نخرج! فقال: كذبت، بل كان يقال لك: يا قين ابن قين، اقعد!. قلت: الرجل الذي قام هو المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، وكان عمر يبغضه لبغضه أباه خالداً، ولأنّ المهاجر كان علويّ الرأي جداً، وكان أخوه عبد الرحمن بخلافه، شهد المهاجر صفّين مع علي عليه السلام وشهدها عبد الرحمن مع معاوية، وكان المهاجر مع علي عليه السلام يوم الجمل،

وفقئت ذلك اليوم عينه، ولأنّ الكلام الذي بلغ عمر بلغه من المهاجر، وكان الوليد بن المغيرة ـ مع جلالته في قريش وكونه يسمّى: ريحانة قريش، ويسمّى: العدل، ويسمّى: الوحيد ـ حداداً يصنع الدروع بيده، ذكر ذلك فيه ابن قتيبة في كتاب المعارف. وروى أبو الحسن المدائني هذا الخبر في كتاب أمهات الخلفاء، وقال: إنّه روي عند جعفر بن محمد عليهما السلام بالمدينة، فقال: لا تلمه يا ابن أخي، إنّه أشفق أن يحدج بقصّة نفيل بن عبد العزى وصهاك أمة الزبير بن عبد المطلب، ثم قال: رحم الله عمر، فإنّه لم يَعْدُ السنّة، وتلا: (إنّ الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم). انتهى) (بحار الأنوار 31: 98 ـ 102؛ وانظر السيد ناصر حسين الهندي (1361هـ) في كتابه: إفحام الأعداء: 55؛ وابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة 11: 67 ـ 70؛ وغيرهم أيضاً).

ويمكن لنا التعليق على هذا الكلام كلّه، بغير ما تقدّم، وذلك:

أولاً: إنّنا نجد ـ لو قارنّا النصوص المتقدّمة ـ أنّ صهاك مرةً أمةً لهاشم بن عبد مناف، وأخرى أمةً لعبد المطلب، ومرّة هي أمّ عمر، وأخرى هي جدّته، ومرّة حملت بنفيل جدّ عمر، وأخرى حملت بالخطاب والد عمر، ففي المنقولات التاريخية هنا تهافتات تستحقّ التوقّف.

ثانياً: لست أدري كيف عرف القصّاصون كلّ هذه التفاصيل وأنّ الخطاب لما بلغ الحلم رغب في صهاك فوقع عليها فجاءت بابنة فلفّتها في خرقة من صوف ورمتها خوفاً من مولاها في الطريق، فرآها هاشم بن المغيرة مرميّةً فأخذها وربّاها وسمّاها: حنتمة، فلما بلغت رآها خطاب يوماً فرغب فيها وخطبها من هاشم فأنكحها إيّاه فجاءت بعمر بن الخطاب. إنّ هذه التفاصيل تعني مرور أكثر من عشرين إلى ثلاثين سنة على حوادث متعاقبة، فإذا لفّتها بخرقة ورمتها فكيف عرفوا أنّ هذه المرمية على الطريق هي نفس تلك التي لفّتها بخرقة، إنّ هذه التفاصيل تحتاج لمصادر نقل متعاضدة أو مصدر معصوم مخبر من الله تعالى، وإلا فبهذه الطريقة من الصعب الاقتناع بها وتحصيل اطمئنان تاريخي فيها، إذ لا شيء يضمن أنّها ليست شائعات أتت في زمن لاحق.

ثالثاً: أمّا ما نقله المجلسي عن بعض الأصحاب عن ابن شهر آشوب، فالظاهر أنّ المجلسيّ نفسه لم يره مباشرةً، ولا ندري أين قال ابن شهر آشوب هذا الكلام، فالموجود بين أيدينا من كتبه ليس فيه هذا النص، وربما يكون موجوداً في كتاب المثالب المنسوب إليه، والله العالم.

رابعاً: أمّا الرواية عن الإمام الصادق في عقد الدرر:

أ ـ فإضافةً إلى مجهوليّة صاحب الكتاب، حتى أنّ العلامة المجلسي لا يذكر اسمه (ويحتمل أنّه كتاب عقد الدرر في تاريخ وفاة عمر، المسمّى بالحديقة الناضرة، والذي احتمل الشيخ الطهراني في (الذريعة 15: 289) نسبته إلى الشيخ حسن بن سليمان الحلّي. كما يحتمل أنّه كتاب عقد الدرر في تاريخ قتل عمر، للسيد مرتضى بن داود الحسيني المعاصر للعلامة المجلسي).

ب ـ وإضافةً إلى أنّه لا نعلم كيف حصل المجلسي على هذا الكتاب لأنّه وجادة، بحيث لا نعرف الطريق الذي تمّ وصول نسخة هذا الكتاب إلى المجلسي لنتأكّد من صحّته والوثوق به أم لا، لاسيما في العصر الصفوي الذي كثرت فيه الوجادات غير المعتبرة.

ج ـ فضلاً عن هذا كلّه، لا نعرف طريق صاحب عقد الدرر إلى عليّ بن ابراهيم القمّي المتوفى في القرن الثالث الهجري، وكيف وصلته هذه الرواية من القمّي رغم عدم نقل أحد لها على الإطلاق فيما بأيدينا عن القمّي، مع أنّ ما بأيدينا من روايات القمّي المبثوثة في الكتب الحديثية المختلفة هو بالآلاف؟! والأشدّ جهالةً من هذه الرواية تلك الرواية الأخيرة عن الصادق عليه السلام؛ فإنها مجهولة المصدر والسند تماماً.

خامساً: إنّ في النفس شيئاً كثيراً مما أثير حول التشكيك في أنساب بعض العرب وقبائلهم وعشائرهم، كيف والعرب من الأمم التي تعظّم الأنساب وتهتمّ بها إلى أبعد الحدود والجدود، وكانت ترفض بشدّة تداخل الأنساب وتشوّه نسب القبيلة، فكيف يجري الحديث عن التهديد بفضح أنساب العرب وأنّهم لو فضحوا ما بقي أحدٌ في المسجد أو في المكان المجتمعين فيه؟ ومثل هذه الرواية منقول عن النبي أيضاً، وأنّه هدّد بفضح أنساب العرب، فلو كان يعلم بعدم صحّة الأنساب فكيف حكم بترتيب الأحكام الشرعيّة من المحرّمية والإرث والأنكحة وغير ذلك؟ إنّني أحتمل أن تكون قضيّة التشكيك في أنساب العرب من وضع الشعوبيّة في فترة زمنية معينة.

سادساً: إنّ كتاب (أمّهات الخلفاء) للمدائني لا يعلم بوجوده، ولم نجد أحداً ذكره في غير هذه النصوص هنا، ولعلّه كتاب أمهات الخلفاء لهشام بن محمد بن السائب الكلبي (206هـ) نفسه، كما ذكره ابن النديم في (الفهرست: 110)، وربما أدرج فيه عين ما أدرجه في المثالب هناك، فليس شيئاً جديداً، وقد أقرّ بذلك محقّق كتاب بحار الأنوار نفسه (بحار الأنوار 31: 102، الهامش رقم 5). ولا نجد كتاب أمّهات الخلفاء لغير الكلبي سوى ما هو موجود عند مثل الزركلي في (الأعلام 4: 255)، من نسبة كتاب بهذا الاسم لابن حزم الأندلسي.

والمتحصّل أنّ مصادر العلامة المجلسي لا ترقى إلى مستوى تصحيح فكرة الزنا المتكرّر الذي حصل مع صهاك وحنتمة.

هذا، وقال الشيخ علي النمازي الشاهرودي (1405هـ): (صهاك الحبشيّة: هي أمة لعبد المطلب، فزنى بها نفيل فولدت الخطاب (والد عمر)، فوهبها عبد المطلب له بعد ما زنى بها، كما قاله زبير بن العوام ونقله سليم بن قيس.. فلما كبر الخطّاب زنى بأمّه الصهاك فولدت بنتا اسمها حنتمة. فلما كبرت عند من أخذها صغيرة خطبها الخطاب فولدت عمر) (مستدركات علم رجال الحديث 8: 585).

إنّ كلام الشيخ النمازي مصدره ـ كما هو واضح ـ كتاب سُليم والنصوص المتقدّمة، وليس فيه أيّ جديد، فما ذكرتموه في سؤالكم من أنّه مصدر شيعي ليس صحيحاً، فالنمازي الشاهرودي متوفّى قبل حوالي الثلاثين سنة فقط، ومثل هذا الشخص لا نقول عن كتابه بأنه مصدر شيعي، بل المصدر لمعلوماته هو كتاب سليم وما تقدّم ليس إلا.

النصّ الثامن: كلام النسابة هشام بن محمّد بن السائب الكلبي (206هـ) في كتاب مثالب العرب، فقد وجدناه يشير للموضوع في موضعين:

الموضع الأول: وهو تحت باب من تديّن بسفاح الجاهليّة، ويقول فيه: (هشام عن أبيه قال: كانت صهاك أمةً حبشية لهاشم بن عبد مناف، فوقع عليها فجاءت بنضلة بنت هاشم، ثم وقع عليها عبد العزى بن رباح فجاءت بنفيل جدّ عمر بن الخطاب، ثم وقع عليها ربيعة بن الحرث بن حبيب بن حذيمة فجاءت بعمرو بن ربيعة.. (قال هشام بن محمد الكلبي): وأمّ الخطاب بن نفيل حبشيّة، يقال لها حنتمة، أمة لجابر بن حبيب الفهمي، وهم ينسبونها أنّها ابنته) (مثالب العرب: 88 ـ 89).

الموضع الثاني: وهو تحت باب أبناء الحبشيّات قال: (فمن قريش نضلة بن هاشم بن عبد مناف، لا عقب له أمّه صهاك، ونفيل بن عبد العزى بن رباح.. أمّه صهاك، وعمرو بن ربيعة بن الحرث من بني عامر بن لؤي، أمّه صهاك. فأمّ هؤلاء صهاك حبشيّة كانت لهاشم بن عبد مناف، والخطاب بن نفيل أمّه حبشيّة كانت لجابر بن حبيب الفهمي..) (مثالب العرب: 103).

لو لاحظنا كلا هذين النصين العمدة، سنجد ما يلي:

1 ـ ليس هناك أيّ إشارة إلى أنّ أمّ عمر بن الخطاب قد أتت به من الزنا، بل غاية ما في النصّ أنّ جدّ عمر بن الخطاب ـ وهو نفيل ـ كانت أمّه صهاك، فليس في كلام الكلبي أيّ شيء حول ولادة عمر نفسه من الزنا.

2 ـ إنّ النصين يميزان بين صهاك وحنتمة، فصهاك هي أمّ جدّ عمر، فعمر هو ابن الخطاب بن نفيل، وأمّ نفيل هي صهاك المتّهمة، أمّا حنتمة فهي امرأة أخرى كانت أمةً لجابر الفهمي، وليس هناك أيّ حديث عن ارتباطها بموضوع صهاك. وأمّا قوله (وهم ينسبونها أنّها ابنته) فهو واضح في رجوعه لجابر بن حبيب الفهمي، إذ هو الأقرب والأوفق باللغة العربية، فهو يريد أن يقول بأنّ جابر بن حبيب كانت حنتمة أمته، وليست ابنته، خلافاً لما توهّموا، ولا يرجع الكلام إلى الخطاب حتى يقال بأنّ حنتمة هي ابنة الخطاب، فيكون الخطاب أباً لعمر وأخاً له في الوقت عينه، فهذا غريب عن الدلالة خلافاً لما حاوله الشيخ نجاح الطائي في تعليقته على المثالب للكلبي (ص 89، هامش رقم 1).

3 ـ لم يرشدنا الكلبي المتوفى عام 206 هـ إلى مصدر معلوماته سوى والده محمّد بن السائب (146هـ)، وهو رجل نصّ ابن داوود الحلي على كونه مهملاً (الرجال: 172)، ولم يذكره أحد من علماء الرجال الشيعة السابقين بتوثيق أو مدح، فيما ضعّفه السنّة جدّاً. ولو نظر الإنسان في كتاب مثالب العرب لرأى معلومات وفيرة جدّاً تدين الكثير من الناس، بطريقة ليس من السهل الحصول على معلومات فيها؛ لكثرتها.

وعلى أيّة حال، لو تأملنا ودرسنا الموضوع بشكل مسهب، لوجدنا أنّنا أمام مصدرين أساسيّين للمسألة: الأوّل هو كتاب سُليم بن قيس الهلالي، والثاني هو كتاب مثالب العرب للكلبي النسّابة، ولم يذكر أحد من الذين طرحوا الموضوع إحالة مباشرة لكتاب مثالب العرب للكلبي، ومصدر معلوماتهم في ذلك هو كلام السيد ابن طاووس تارةً، والعلامة الحلّي أخرى، وكشكول الشيخ البحراني (ج 3: 212 ـ 214) ثالثة، وقد نسب البحراني النصّ كالتالي: (روى محمد بن السائب الكلبي النسابة في كتابه مثالب العرب، وأبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي النسابة، في كتابه الصلابة في معرفة الصحابة، وصاحب كتاب التنقيح في النسب الصريح، بإسنادهم إلى ابن سيابة عبد الله في نسب عمر بن الخطاب). فهذا كلام الشيخ البحراني المتوفى عام (1186هـ)، وليس نصّاً مباشراً من أحد من هؤلاء الثلاثة. علماً أنّ صاحب كتاب المثالب هو هشام الكلبي ابن محمد وليس محمداً.

ولو سلّمنا كلّ هذا، فما هو طريق هذه الكتب إلى عبد الله بن سيابة؟ وما هو طريق عبد الله بن سيابة إلى القصّة؟ وكيف عرفها بكلّ هذه التفاصيل وهو يعيش في أواسط القرن الثاني الهجري، حيث كان في عصر الإمام الصادق كما يذكر الشيخ الطوسي؟ بل عبد الله بن سيابة رجل مجهول الحال إماميّاً لم يوثقه أحد في علم الرجال (انظر: معجم رجال الحديث 11: 228)، كما أنّه مهمل عند أهل السنّة، فمصدر المعلومة ـ وفقاً لنصّ الشيخ البحراني ـ راوٍ شيعي وليس من أهل السنّة، فلاحظ جيّداً. كما أنّني بعد المراجعة لم أعثر على اسم عبد الله بن سيابة في القصّة التي نقلها الكلبي في المثالب، فلعلّ الشيخ البحراني نقل عن كتاب آخر للكلبي؛ لأنّ القصّة التفصيلية التي تقدّمت في بحار الأنوار وغيره ونقلها البحراني أيضاً لم أعثر عليها في مثالب العرب للكلبي، وما رأيته للكلبي فيه لا ذكر لعبد الله بن سيابة فيه. وأشير أيضاً إلى أنّ ما نقلتموه عن كتاب الصلابة لأبي مخنف ـ مع ذكر رقم الجزء والصفحة ـ ليس صحيحاً؛ فهذا الجزء وهذه الصفحة هما للبحراني في الكشكول، وهو الذي نقل عن الثلاثة هناك، لا لأبي مخنف، فليلاحظ جيداً.

وقد راجعتُ ترجمة عمر بن الخطاب في أسد الغابة، وفي الإصابة في معرفة الصحابة، وفي عشرات كتب الرجال والتراجم السنيّة فلم أجد هذه القصّة، ولا من نقلها وردّها، بل إنّه لا ذكر لامرأة باسم (الصهاك) ـ بوصفها صريحاً بأنها أمّ لعمر أو جدّة له ـ إطلاقاً في مصادر التاريخ والحديث والأدب والفقه والتفسير والرجال والتراجم عند أهل السنّة بمذاهبهم إطلاقاً. ولعلّ التقصير أو القصور منّي، ولم أعثر على كتاب الصلابة في معرفة الصحابة ولم يذكر هذا الكتاب أحد قبل المحدّث البحراني، وكذلك سائر الكتب التي ذكرت في النصّ الأخير.

وقد حاول بعضهم الاستناد إلى بعض القصص التي حصل فيها زواج بين بعض الأبناء وبين زوجات آبائهم، أو وراثة زوجة الأب في ضمن التركة بحيث تصل إلى الابن، وهذا شيء آخر غير الزنا، كما هو واضح؛ لأنّ التحريم نزل في الكتاب الكريم وأجاز الإبقاء على ما سلف من نكاح ما نكح الآباء من قبل، أو إبطال أنكحة الجاهليّة، وإلا يلزم أن نتكلّم عن نسب أهل فارس فإنّ المجوس كانت تجيز نكاح الأخ لأخته، فهل يجوز في شرع الله ودينه أن نتحدّث عن نسب ملايين المسلمين من أهل فارس بأنّهم أولاد زنا، العياذ بالله تعالى وحده ونستجير به.

ولو أردنا أن نخرج بنتائج من مجمل ما تقدّم، فيمكن ذكر ما يلي:

أولاً: إنّ نسب عمر بن الخطاب يرجع على أبعد تقدير إلى أمّ أو جدّة زنجيّة وحبشية، ولكنّ هذا لا يعني اتهامه بأنّه ابن زنا، أو اتهام أمّه أو جدّته بأنها زانية، بل هذا النوع من التفاضل النَسَبي مرفوض في الثقافة الإسلامية كما ذكرنا.

ثانياً: إنّ بعض النصوص لا تتحدّث عن الموضوع بشكل مباشر، ففيها إيهام بالزنا، ولو ثبت الزنا على بعض الأمّهات، فهذا لا يثبت أنّ شخص عمر بن الخطاب هو ابن زنا، فهناك فرق بينهما، شرعاً وعرفاً وعقلاً. والمصدران العمدة المتوفران بين أيدينا اليوم (كتاب سليم وكتاب مثالب العرب) غاية ما يفيدان كون جدّ عمر بن الخطاب ـ أو والده ـ ابن زنا، لا عمر بن الخطاب نفسه.

ثالثاً: إنّ كلّ المصادر هي مصادر شيعيّة أو معتزليّة، وليس هناك مصادر سنيّة بالمعنى الدقيق للكلمة، بل المصادر السنيّة لا تأتي على القصّة إطلاقاً، وليس فيها إشارة إلى (صهاك) بهذه الطريقة. وأمّا الكلبي النسّابة فهو مصدر متفرّد يصعب إثبات قضيّة به، وقد شكّكنا في سنيّته، بل إثبات قضيّة من هذا النوع بنصّه مشكل. ومن هنا قد يقول السنّي بأنّ بعض المتطرّفين من الشيعة قد وضع مثل هذه القصص للتوهين بشخص الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، انطلاقاً من أنّه عنده صاحب بدعة، وصاحب البدعة يجوز سبّه والوقيعة فيه واتهامه بما ليس فيه لإسقاط حرمته بين الناس، كما يفتي بذلك غير واحد من الفقهاء ويعتمدون فيه على بعض الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم نفسه، فلا يمكن بهذا العدد القليل من المصادر المبعثرة إقناعه بمثل هذه الحادثة التاريخيّة.

رابعاً: إنّ الكتب التي حكت القصّة تفتقر إلى مصادر موثوقة، فضلاً عن افتقارها إلى أسانيد تحدّد طبيعة مصدر المعلومات التي اشتملتها قصّة بهذا الحجم من التفصيل والتعقيد، فمن الصعب التصديق بمثل هذا. وهل يمكن الحكم على مسلم (لو تجاهلنا عمر بن الخطاب هنا) بمثل هذه المرويّات واعتباره ولد زنا من الناحية الشرعية أو القانونية أو الأخلاقية؟! وهل يقبل الفقه الإسلامي بمثل هذه الإثباتات بوصفها معطيات شرعيّة وبيّنات تحقّق هذا العنوان في حقّ هذا الشخص أو ذاك؟! وهل نقبل باستخدام الآخرين لنفس هذه الطريقة في حقّ كبار رواة الحديث عند الإماميّة كزرارة ويونس بن عبد الرحمن وغيرهما، حيث وردت فيهم العشرات من الروايات عن أهل البيت عليهم السلام والذامّة لهم ذمّاً شديداً؟ ألا نتوقّف ونحلّل الأمور؟ وهل مجرّد مجيء رواية أو نصّ كافٍ لإثبات الأمر؟ ألا نطالب الآخرين بممارسة دراسة ومقارنة وملاحظة جوانب الموضوع؟ هل يقبل موضوع بهذا الحجم من روايات لم ترد لا في أمهات كتب التاريخ الشيعية والسنيّة (تاريخ الطبري وابن الأثير وابن خلدون واليعقوبي ومسكويه والمسعودي و..) ولا في أمّهات كتب الحديث ولا التراجم ولا الفقه ولا الأدب كذلك عند السنّة والشيعة، وليس هناك سوى كتاب سليم ومثالب العرب وقد بيّنا الحال فيهما، والباقي كتب متأخرة منذ القرن السادس الهجري، إلى العصر الصفوي، إلى يومنا هذا، تنقل بنحو القيل عن القال. فإذا كان المقصود هو مجرّد استخدام أسلوب تسجيل النقاط في إطار المماحكات المذهبيّة فهذا شيء، ولا يعنينا هنا لأنّنا نبحث في واقعية الموضوع، أمّا إذا كان المقصود إثبات واقعيّة هذا الموضوع ـ وأنّ عمر بن الخطاب هو فعلاً ابن زنا ـ بالطرق العلميّة المعتمدة حديثياً أو تاريخيّاً أو شرعيّاً وقانونيّاً، فهذا شيء آخر، لا تكفي فيه مثل هذه النصوص، فليلاحظ جيّداً.

خامساً: لو كان عمر بن الخطاب ابن زنا وكان هذا أمراً معروفاً، وصل بالاشتهار الى الكلبي وغيره، لكان من الطبيعي أن يستخدم بقوّة من طرف مشركي قريش ضدّه للتشويه عليه بعد إسلامه، في مناخ ثقافة عربية تعنى بالأنساب وتهتمّ بها أشدّ الاهتمام، بل لقد كان مناسباً أن يثار هذا الأمر ضدّه من قبل كلّ المخالفين له، بعد وفاة النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم، فكيف لم ترد هذه النصوص والحكايا عند أشدّ معارضيه ـ كالشيعة ـ إلا في كتب مبعثرة ومتأخّرة زمناً فاقدة للأسانيد والمصادر الموثوقة، وكثير منها وجادات؟! ولماذا لم نجدها في الكتب الأربعة أو في كتب الشيخ الصدوق والشيخ المفيد والسيد المرتضى وغيرهم؟!

والنتيجة: إنّ مقتضى القاعدة هو الحكم بصحّة نسب عمر بن الخطاب إلى أبيه وأمّه، وأنّه لا يوجد أيّ دليل عقلي أو نقلي أو شرعي أو تاريخي يثبت أنّه ابن زنا. هذا ما توفّر لديّ من مصادر في هذه العجالة، والله العالم.


فصل الخطاب في نسب عمر بن الخطاب

 
 لا يفتأ احفاد ابن سبأ الطعن بمدمر دولتهم سواء فيه شخصيا ام بنسبه وكل ذلك الحقد لانه اطفأ نار المجوس وبما ان الفاروق لا يحتاج لكل هذا الدفاع لكن لبيان الحق لاهل السنة والعودة الى الحق ووضع الامور في مكانها الصحيح

طالعنا في منتدى يا حسين وفي كل مرة نجد الروافض يتكلمون عن ( حنتمة) وعن ( صاهاك) وحينما شرعت في البحث وجدت انه فعلا لا يوجد في هذا العالم اكذب من رافضي.

لو عدنا الى كتاب يوسف البحراني ( الكشكول) ذلك الكتاب الملئ بالآداب والعلوم الحوزوية المتعارف عليها من سقوط للأخلاق لاعطينا كاتبه العذر فيما كتب لم لا وقد تخرج من مدرسة ساقطة .
جاءت في الرواية التي تمسكت بها الرافضة:

الكشكول (الشيخ يوسف البحراني(المجلد الثالث ص 212 – 213) دار مكتبة الهلال - بيروت.
الصفحة 177

الرواية تقول:"
( كان عمر بن الخطاب متولدا من نجيبين متضادين نفيل وهو من نجباء الحبشة. ثم قال ذاكرا نسبه إليهما بعد أن قال: إن نكاح الشبهة من أبواب الحلال وإن المتولد منه ومن الزنا يكون أنجب من الولد للفراش (إلى أن قال) ثم قال: وأما تفصيل نسبه وبيانه وهو أن نفيل كان عبدا لكلب بن لؤي بن غالب القرشي فمات عنه ثم وليه عبد المطلب، وكانت صهاك قد بعثت لعبد المطلب من الحبشة، فكان نفيل يرعى جمال عبد المطلب وصهاك ترعى غنمه وكان يفرق بينهما في المرعى فاتفق يوما اجتماعهما في مراح واحد فهواها وعشقها نفيل، وكان قد ألبسها عبد المطلب سروالا من الأديم وجعل عليه قفلا وجعل مفتاحه معه لمنزلتها منه، فلما راودها قالت: ما لي إلى ما تقول سبيل وقد ألبست هذا الأديم ووضع عليه قفل فقال: أنا أحتال عليه، فأخذ سمنا من مخيض الغنم ودهن به الأديم وما حوله من بدنها حتى استله إلى فخذيها وواقعها فحملت منه بالخطاب، فلما ولدته ألقته على بعض المزابل بالليل خيفة من عبد المطلب فالتقطت الخطاب امرأة يهودية جنازة وربته، فلما كبر كان يقطع الحطب فسمي الخطب لذلك بالحاء المهملة فصحف بالمعجمة، وكانت صهاك ترتاده في الخفية فرآها ذات يوم وقد تطأطأت عجيزتها، ولم يدر من هي فوقع عليها فحملت منه بحنتمة، فلما وضعتها ألقتها على مزابل مكة خارجها فالتقطها هشام بن المغيرة بن وليد ورباها فنسبت إليه، فلما كبرت وكان الخطاب يتردد على هشام فرأى حنتمة فأعجبته فخطبها إلى هشام فزوجه إياها فولدت عمر، وكان الخطاب والد عمر لأنه أولد حنتمة إياه ثم تزوجها وحده. لأنه سافح صهاك قبل فأولدها حنتمة والخطاب من أم واحدة وهي صهاك"

ويعزوها الى محمد بن سائب الكلبي ذلك النسابة الكاذب الرافضي فاذا هم يسقطون اغلب ما يرويه في حق الامام علي ويعتبرونه من التافهات كما قال ابن طاووس في سعد السعود حينما ذكر قصة تردد سيدنا علي في الاستجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم للإسلام ،فكيف يقبلون منه ما يطعن بالغير.

ولقد قال الساجي فيه : متروك الحديث وكان ضعيفاً جداً لفرطه في التشيع
وقال ابن حجر : متهم بالكذب ورُمي بالرفض
!! فهل سنأخذ رواياتنا من امثال هؤلاء ؟


وهذه الرواية تضاف الى مثيلاتها من الروايات التي تطعن في سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فاذا ما قارنا هذه الرواية لوجدنا بان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تزوج من السيدة حفصة رضي الله عنها فما هو اكثر من الطعن بنسبها؟؟؟ مما لا شك فيه ان كل انسان يريد الارتباط بفتاة فانه يسأل عنها واصلها واخلاقها ولا يمكن لاي رجل ان يرتبط بفتاة كان والدها نتيجة محصلة لعملية زنا فما بالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو هادي هذه الامة؟

ونفس الرواية جاءت عن طريق ابو مخنف لوط بن يحيى

قال عنه ابن معين : ليس بشيء ، وقال ابن عدي في الكامل (6/2110: ) ( وهذا الذي قاله ابن حبان يوافقه عليه الأئمة ، فإن لوط بن يحيى معروف بكنيته واسمه ، حدث بأخـبار من تـقدم من السلـف الصالحين ، ولا يبعد منه أن يتناولهم وهو شيعي محترق ) وقـال الـذهبي ( 3/419) ( إخباري تالف لا يوثق به ، تركه أبو حاتم وغيره ) .
وبهذا سقط الاستشهاد بالروايتين وشخصية صاهاك هي من تاليف الروافض للنيل من سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه وكل ما سبق ملفق وساقط فياليت من يتشبثون بحبهم للرسول صلى الله عليه وسلم ان انفسهم تعفوا ان تتزوج من فتاة يعرف من تاريخها بانها من عائلة سفاحية او زانية فما بالهم برسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟؟؟
.
قد يستدل الرافضة علينا بالرواية المذكورة في البداية والنهاية لابن كثير
وهي هذه :" ذكر زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبدالعزي بن رياح بن عبدالله بن قرظ بن رزاح ابن عدي بن كعب بن لؤى القرشي العدوي . وكان الخطاب والد عمر بن الخطاب عمه وأخاه لأمه ، وذلك لأن عمرو بن نفيل كان قد خلف على امرأة أبيه بعد أبيه ، وكان لها من نفيل أخوه الخطاب . قاله الزبير ابن بكار ومحمد بن إسحاق .

فان صحت الرواية حيث ان الزبير بن بكار قد تم تضعيفه من قبل السليماني الا انه مع تسليمنا بصحة هذه الرواية فحينما عدت الى كتاب اساس البلاغة للزمخشري ولنلاحظ اعجاز اللغة العربية من حيث مفرداتها وكلماتها :

فكلمة ( خلفه) جاءت في الكتاب :ص173
خلف- خلفه: جاء بعده خلافة، وخلفه على اهله فأحسن الخلافة. ومات عنها زوجها فخلف عليها فلان اذا تزوجها بعده. ، والرواية تقول بان عمرو بن نفيل كان قد خلف على امرأة ابيه بعد ابيه اي بمعنى تزوجها ولم يزن بها كما فهمها المتشدقون بمثل هذه الامور الساقطة والتي يعفو لساني عن ذكرها
وبما ان مثل هذه الزيجات كانت في الجاهلية مباحة فلقد جاء الاسلام وحرمها ونظم المجتمع الاسلامي وكلنا يعرف بان الاسلام يجب ما قبله.

وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.