شدة عمر
شدة عمر
في التعليقات الحسان : " 7087 - أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البِرتي حَدَّثَنَا عليُّ بْنُ المدِيني حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ أَبِي قِلابة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ وأشدّهُم فِي اللَّهِ عُمَرُ وأصدقُهُم حياءً عثمان وأقرأُهم لِكِتَابِ اللَّهِ أُبيُّ بْنُ كَعْبٍ وأفرضُهُمُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعاذ بْنُ جَبَلٍ أَلَا وَإِنَّ لِكل أُمَّةٍ أَمِينًا وَأَمِينُ هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح)
[تعليق الشيخ الألباني]
صحيح لغيره - ((المشكاة)) (6111) , ((الصحيحة)) (1224) " اهـ .[1]
فشدة عمر رضي الله عنه ممدوحة في الشرع , وذلك لانها في نصرة الحق , ولقد وردت الشدة عن موسى عليه السلام في نصرة الحق , فوصل به الحال الى الشدة مع هارون عليه السلام , قال الله تعالى : { وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) : الاعراف } , وقال تعالى : { قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) : طه } .
قال الطوسي : " وقوله " وألقى الألواح " يعني رماها " اهـ .[2]
وقال الطبرسي : " وألقى الألواح أي : طرحها لما لحقه من الضجر غضبا لله وحمية لدينه وأخذ برأس أخيه ) اي : بشعر رأسه ( يجره إليه ) لشدة ما ورد عليه من الأمر " اهـ .[3]
وقال محمد باقر الحكيم : " ويواجه موسى ردة من بني إسرائيل عند ذهابه لميقات ربه لتلقي الشريعة في ألواح التوراة ، فيخبره الله تعالى بعبادتهم للعجل الذي صنعه السامري ، فيرجع ( إلى قومه غضبان أسفا ) ويعتب بقسوة على أخيه هارون ، حيث كان قد استخلفه عليهم مدة ذهابه " اهـ .[4]
وقال الطباطبائي : " وظاهر سياق الآية وكذا ما في سورة طه من آيات القصة أن موسى غضب على هارون كما غضب على بني إسرائيل غير أنه غضب عليه حسبانا منه أنه لم يبذل الجهد في مقاومة بني إسرائيل لما زعم أن الصلاح في ذلك مع أنه وصاه عند المفارقة وصية مطلقة بقوله : " أصلح ولا تتبع سبيل المفسدين " وهذا المقدار من الاختلاف في السليقة والمشية بين نبيين معصومين لا دليل على منعه ، وإنما العصمة فيما يرجع إلى حكم الله سبحانه دون ما يرجع إلى السلائق وطرق الحياة على اختلافها . وكذا ما فعله موسى بأخيه من أخذ رأسه يجره إليه كأنه مقدمة لضربه حسبانا منه إنه استقل بالرأي زاعما المصلحة في ذلك وترك أمر موسى فما وقع منه إنما هو تأديب في أمر إرشادي لا عقاب في أمر مولوي وإن كان الحق في ذلك مع هارون ، ولذلك لما قص عليه القصص عذره في ذلك ، ودعا لنفسه ولأخيه بقوله رب اغفر لي ولأخي الخ " اهـ .[5]
وقال الطوسي : " وفي الآية دلالة على أنه يجوز إلقاء التوراة للغضب الذي يظهر بالقائها ثم أخذها ، للحكمة التي فيها من غير أن يكون إلقاؤها رغبة عنها " اهـ .[6]
ومن المعلوم ان الشدة على الزاني في اقامة الحد مما يُرضي الله تعالى , قال تعالى : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) : النور } , ولقد جاء في كتب الامامية ان المؤمن يقع منه الزنى , قال الكليني : " 6 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) يَقُولُ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يَكُونُ سَجِيَّتُهُ الْكَذِبَ وَ الْبُخْلَ وَ الْفُجُورَ وَ رُبَّمَا أَلَمَّ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً لَا يَدُومُ عَلَيْهِ قِيلَ فَيَزْنِي قَالَ نَعَمْ وَ لَكِنْ لَا يُولَدُ لَهُ مِنْ تِلْكَ النُّطْفَةِ " اهـ .[7]
وفي الخصال للصدوق : " 134 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن - أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن المؤمن لا تكون سجيته الكذب والبخل والفجور ولكن ربما ألم بشئ من هذا لا يدوم عليه. فقيل له: أفيزني؟ قال: نعم هو مفتن تواب ولكن لا يولد له [ ابن ] من تلك النطفة. ثلاث خصال لمن يؤخذ منه شئ من دنياه قسرا " اهـ .[8]
730 - التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان – محمد ناصر الدين الالباني – ج 10 ص 212 , وسنن الترمذى – محمد بن عيسى الترمذي - ج 12 ص 263 , وسنن النسائي الكبرى – احمد بن علي بن شعيب - ج 5 ص 67 .
731 - التبيان - الطوسي - ج 4 ص 549 .
732 - تفسير جوامع الجامع - الطبرسي - ج 1 ص 706 .
733 - علوم القرآن - محمد باقر الحكيم - ص 419 .
734 - تفسير الميزان - الطباطبائي - ج 8 ص 251 .
735 - التبيان - الطوسي - ج 4 ص 554 .
736 - الكافي – الكليني - ج 2 ص 442 , وقال المجلسي في مرآة العقول عن الرواية – حسن كالصحيح – ج 11 ص 320 .
737 - الخصال – الصدوق – ص 129 – 130 .