Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

إنكار عمر لموت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحلفه أنه لم يمت

إنكار عمر لموت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحلفه أنه لم يمت

أن عمر أنكر موت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وحلف أنه لم يمت، حتى قرأ أبو بكر قوله تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) .

الجواب:
إنما حصل للفاروق عند وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما هو من شدة دهشته بموت الرسول صلى الله عليه وسلم وكمال محبته له صلى الله عليه وسلم، حتى لم يبق له في ذلك الحين شعور بشيء، وكثيراً ما يحصل الذهول بسبب تفاقم المصائب وتراكم الشدائد؛ لأن النسيان والذهول من اللوازم البشرية، والنسيان حاصل حتى للأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فقد حصل لموسى عليه السلام وهو نبي معصوم من أولي العزم من الرسل أن نسي معاهدته لذلك العبد الذي آتاه الله رحمة من عنده، وعلمه من لدنه علماً على عدم السؤال ثلاث مرات، كما حكى الله لنا ذلك عنهما في سورة الكهف
، وكما أخبرنا في حق آدم بقوله تعالى: ((فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا)) [طه:115]، فأي ذنب للفاروق بدهشته من ذلك الأمر العظيم وهو وفاة سيد الأولين والآخرين، وأي طعن عليه بسبب ما حصل له من فقد محبوبه صلى الله عليه وسلم، فالخسارة كل الخسارة لمن جعل عقله لعبة للشيطان يستجيب له في كل ما يملي له به.

ثم ظنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يمت كان ساعةً، ثم تبيّن له موته. ومثل هذا يقع كثيراً: قد يشكّ الإنسان في موت ميّتٍ ساعة أوأكثر، ثم يتبيّن له موته. وعليّ قد تبيّن له أمورٌ بخلاف ما كان يعتقده فيها أضعاف ذلك، بل ظنّ كثيراً من الأحكام على خلاف ما هي عليه، ومات على ذلك، ولم يقدح ذلك في إمامته، كفُتياه في المفوّضة التي ماتت ولم يُفرض لها، وأمثال ذلك مما هومعروف عند أهل العلم.