Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

سلامة موسى

سلامة موسى


سلامة موسى قبطي مصري،  وكاتب مضطرب الاتجاه والتفكير. ولد عام 1304هـ في قرية " كَفر العَفِيّ "  قرب الزقازيق.... دعا إلى الفرعونية. وشارك في تأسيس حزب اشتراكي، لم يلبث أن حَلَّه الإنجليز واعتقلوه وسجنوه مدة... وجحد الديانات في شبابه.. وعاد إلى الكنيسة في سن الأربعين، وأصدر مجلة "المستقبل" قبل الحرب العامة الأولى، وتعطلت بسبب الحرب. وعمل في التدريس، ثم رأسَ تحرير " مجلة الهلال " و" مجلة  كل شيء "، حتى عام 1927م، وقام بحملة على الصحافة اللبنانية بمصر، فنشرت دار الهلال رسائل بخطه تثبت أنه كان عيناً عليها لحكومة صدقي. )[1] (
وهو إقليمي.. عدو للعروبة والإسلام.. وعميل من أخطر عملاء الغزو الفكري.. أرادوه أن يمثل دوراً بعينه  وهو أن يحمل معول الهدم ليدمر تراثنا العربي، وعقيدتنا الإسلامية.. ( فشل في تعلم القراءة والكتابة حتى سن الحادية عشرة ([2] ) رغم تردده على مدارس الأقباط والمسلمين.. وعجز عن مواصلة الدراسة إلى أبعد من الشهادة الابتدائية.. التقطوه من على مقاهي الإسكندرية، بلا مؤهلات،  وأرسلوه إلى أوروبا ليُدَرَّب ويُعَد للمهمة التي اختاروه لها.. وأرادوه أن يكون هو الأداة التي يحركها المستشرقون، والمبشرون، والخواجات.. فهو على الأقل  يحمل اسماً مصرياً.. وإن يكن فجوره،  وتوقحه،  وإغراقه في عداوة  وطنه، قد جعل شيخ العملاء ” يعقوب صروف ” يتشكك في مصريته،  ويصر على أن به عِرقاً غير مصري.( [3]  )..
  وقد فهم سلامة موسى  دوره، فعاد ليبشر فينا أن الغرب هو القوة المسيطرة.. وهو المنتصر.. وركز على ضرورة الانتماء الكامل للغرب، وقطعِ أي صلة تربط مصر بالشرق،  وأن الدين رجعية، وأفكار بالية ،  ومناقض للعلم.. وأن العروبة بداوة وجهل وخرافة.. وأن اللغة العربية هي أبشع لغات العالم، وأحراها بالزوال العاجل. عاش عدواً للعروبة والإسلام  ومبشراً بالحضارة الغربية،  والنفوذ الغربي ،  ومات.. ولم يَسِر في جنازته من أهل الكتابة إلا تسعة ( [4] ). كما  كان أول من روج  لفكرة تحديد النسل -  بين المسلمين -، رَوَّجَ  لما لا يؤمن  به، لأن زوجته هو أنجبت ثمانية.. ( [5] )    وهو من طلائع الدعاة إلى العلمانية  في بلاد المسلمين.. وكان يقول: (إذا خرج الدين من دائرة علاقة الإنسان بالكون، وأخذ يقرر أصول المعاملة بين الناس، من تجارة، وزواج،  وامتلاك، وحكومة، ونحو ذلك، فإنه عندئذٍ يقرر الموت لكل من يؤمن به)( [6] ) ويقول:(الرابطة الدينية وقاحة. فإننا أبناء القرن العشرين أكبر من أن نعتمد على الدين جامعة  تربطنا) ( [7] ) 
وقال فتحي القاسمي:(ما انفك سلامة موسى يدافع عن مشروعه العلماني على امتداد خمسة عقود من الزمن)([8] ) وقال  : (كان كتابه "مقدمة السبرمان" 1910م دعوة مبكرة للعلمنة -التي تواتر ذكرها فيه مراراً- )( [9] ) . ويقول عنه أيضاً-: (كان يطمح إلى بناء مجتمع علماني)( [10] ) . 
وكتب في مجلات وصحف متعددة، إلى أن مات في 4 أغسطس 1958م، في أحد مستشفيات القاهرة. وكان كثير التَّجني على كتب التراث العربي، ويناصر بدعة الكتابة بالحرف اللاتيني([11]). فقال : (لن يكون في بلادنا نهضة علمية، ولن ترقى الصناعة إلا حين تتخذ الحروف  اللاتينية) ([12]  )   
ويقول الهالك عن أمنياته وهو في سن الستين :
(لن أكف عن تأليف الكتب المقلقة، مثل: نظرية التطور، أو حرية الفكر..خمائر صغيرة أبعثها في أنحاء الوادي وغيره إلى الأقطار العربية؛كي أزعزع التقاليد السوداء، وأحرق العفن الذي تركته على العقول المطموسة)( [13] )... ويقول: (ربما كان الأزهر أكبر ما عاق تفكيري الحر)( [14] ) .   ونادى (  بأن تتكاتف الجمعيات الخيرية القبطية لمواجهة أعدائها..!! ) ( [15] )  ونظرا لأن المنهج الفكري لسلامة موسى كان مناهضا لفكرة الدين، معتبراً إياه السبب في تخلف الشرق ورضوخه للاستبداد، فقد استتبع ذلك أن يتخذ موقفا مناهضا للغة العربية – كما أسلفنا -، حيث دعا إلى العامية بدلا من الفصحى، وتوحيد لغة الكلام ولغة الكتابة، ودعا لكتابة اللغة العربية بالحرف اللاتيني، لأن ذلك -كما يرى- "وثبة نحو المستقبل" مثلما فعل "مصطفى كمال أتاتورك" في تركيا، ففي كتابه "البلاغة العصرية واللغة العربية" طالبَ بأن تكون اللغة متطورة متمدينة،  تتسع للعلوم والفنون التي لم يعرفها العرب.  كما رأى أن اللغة العربية لا تخدم الأدب المصري، ولا تنهض به، كما أنها تبخر الوطنية المصرية،  وتجعلها تذوب في وعاء القومية العربية؛ لأن من يتعمق في اللغة العربية الفصحى، لا بد أن يشرب روح العرب وأبطالهم، بدلا من أن يشرب الروح المصرية وأبطالها؛ ومن ثم فقد اقترنت الدعوة للعامية بالنزعة إلى الوطنية المصرية أو الفرعونية.
ويلاحظ أن تلك الفترة التي ظهرت فيها أفكار سلامة" الداعية إلى نبذ اللغة العربية كانت فترة تشهد هجوما كبيرا على اللغة، قاده عدد من المستشرقين مثل الإنجليزي( وليم ويلكوكس) الذي اعتبر اللغة الفصحى هي المصدر الأساسي لتخلف المصريين، وأن دراستها مضيعة للوقت، وأن موتها محقق كما ماتت اللغة اللاتينية، وهي أفكار تلقفها بعض مثقفي تلك الفترة؛ فدافعوا عن العامية ليهدموا اللغة العربية، حيث إن اللغة هي وعاء الحضارة، وتحطيم اللغة هو تحطيم للشخصية، والهجوم على اللغة بداية للهجوم على الهوية والانتماء، وعوامل التماسك في المجتمع الشرقي.
 لقد  كان للآراء الصادمة التي أعلنها سلامة موسى وأصر عليها، أثرها في تعرضه لانتقادات واسعة، واتخاذ الكثيرين موقفاً معادياً منه، فقد وصفه الأديب "مصطفى صادق الرافعي" بأنه "معاد للإسلام"،   وقال  : رأيي في سلامة موسى معروف، لم أغيره يوماً، فإن هذا الرجل كالشجرة التي تُنبتُ مُرّاً، لا تحلو ولو زرعت في تراب من السكر، فهو عدو اللغة العربية، وعدو الدين، والقرآن والنبي  - صلى الله عليه وسلم - ، كما هو عدو الفضيلة أين وجدت، في إسلام أو نصرانية.   دعا هذا المخذول إلى استعمال العامية وهدم العربية، فأخزاه الله على يدي، وأريته أنه لا في عيرها ولا  نفيرها ، وأنه في الأدب ساقط لا قيمة له، وفي اللغة دَعِيٌّ لا موضع لديه، وفي الرأي حقير لا شأن له، فلما افتضح كيده قام يدعو إلى الأدب المكشوف، فأخزاه الله مرة  أخرى..  وكانت البدعة الثالثة دعوته المسلمين جهرة إلى مساواة الرجل بالمرأة في الميراث، فأخزاه الله.   ثم قام هذا المفتون يدعو إلى الفرعونية، ليقطع المسلمين عن تاريخهم، وظن أنه في هذه الناحية ينسيهم لغتهم وقرآنهم  وآدابهم........إلى أن يقول : ثم أتم الله فضحه بما نشره أصحاب دار الهلال. ( [16] ) 
وقال عنه الأديب  إبراهيم عبد القادر المازني  تحت عنوان : سلامة موسى ليس بشيء إن لم يكن دجالاً.!! بضاعته بضاعة الحواة المشعوذين، وله حركاتهم وإشاراتهم، وأساليبهم، يزعم نفسه أديبا، وتعالى الأدب عن هذا الدَّجل، ويدعي العلم، ويحاكي الملاحدة، ليقول عنه المغفلون إنه واسع الذهن  وليتسنى له أن يغمز في الإسلام، ويبسط لسانه في العرب، والحقيقة أنه لا أديب، ولا عالم، وإنما هو مشعوذ، يقف في السوق، ويصفر، ويصفق، ويصخب، ويجمع الفارغين حوله بما يُحدث من الصياح الفارغ، والضجة الكاذبة.لقد آن لمن تعنيهم كرامة الأدب أن يقتلعوا هذه الطفيليات، وأن يُقصوا عن مجاله هؤلاء الواغلين،  الذين يتخذون أسمى ما في الدنيا، وأجلَّ ما في النفس طبولا لهم ، ويتذرعون بالتهجم على الدين – على دين واحد في الحقيقة -، وعلى العلم، والفلسفة، والأدب لنيل ما يستحقون، ويفسدون عقول الناس، ويبلبلون خواطرهم بما يغالطونهم فيه  ويخادعونهم. ( [17] )  
 وكان  "عباس محمود العقاد" من أشد منتقديه، فبعدما نشر سلامةكتابه "البلاغة العصرية واللغة العربية" أكد أن سلامة موسى "أثبت شيئاً هاماً؛ هو أنه غير عربي"....   ثم قال عنه : "إنه الكاتب الذي يكتب ليحقد، ويحقد ليكتب، ويدين بالمذاهب ليربح منها، ولا يتكلف لها الكلفة، في العمل أو في المال"...
 ثم قال: "إن العلماء يحسبونه على الأدباء والأدباء يحسبونه على العلماء، لهذا فهو المُنبَتّ الذي لا علماً قطع، ولا أدباً أبقى"...    كما هاجمته "مجلة الرسالة" الأدبية الشهيرة، ووصفته بأنه الكاتب الذي يجيد اللاتينية أكثر من العربية، وهاجمه آخرون لأنه "صفحة يجب أن تطوى من تاريخنا الثقافي". وبالفعل كان أحرى بنا أن نُهيل عليه التراب  وننساه.. لولا إلحاح البعض  على العبث بجيفته..في محاولة يائسة لصُنعِ قديسٍ من بقاياه..([18] )


[1] -  نقلاً عن الأعلام للزركلي -بتصرف يسير-، والعلمانية وطلائعها في مصر، لفتحي القاسمي : ص 170 وما بعدها.

[2] - انظر : محمود الشرقاوي :  سلامة موسى المفكر والإنسان : ص29.

[3] - انظر :   فتحي خليل :  سلامة موسى وعصر القلق : ص73.

[4] - انظر : محمود الشرقاوي : سلامة موسى المفكر والإنسان. ص 28. تماما كجنازة نصر حامد أبو زيد..

[5] -  انظر : محمد جلال كشك : قراءة في فكر التبعية، ص : 21-90.

[6]- انظر: مقدمة السبرمان، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى : 1: 23.

[7] - انظر :  اليوم والغد، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى.

[8] - انظر : العلمانية وطلائعها في مصر، ص : 305.

[9] - انظر: المرجع السابق : ص178.

[10] - انظر المرجع السابق : ص217-218 .

 [11] - انظر : أحمد أبو كف، في مجلة الكتاب العربي : العدد 28 وإبراهيم التيوتي، في جريدة العلم بالرباط 15/8/1958 والعهد الجديد 13/8/58 والأهرام 10/8/58.

[12] - انظر : سلامة موسى : البلاغة العصرية واللغة العربية،، ص165.

[13] - انظر :  تربية سلامة موسى، ص : 291.

[14] - انظر : المرجع السابق، ص : 338.

[15] -  انظر : فتحي القاسمي :  العلمانية وطلائعها  في مصر ، ص175-176.

[16] - نقلا عن : أعلام وأقزام في ميزان الاسلام : ج1: ص 190.

[17] - انظر : أعلام وأقزام  في ميزان الاسلام، ج1: ص 190.

[18] - انظر مفال :موسى سلامة في الميزان، مصطفى عاشور، الشبكة العنكبوتية. بتصرف. ومحمد جلال كشك : قراءة في فكر التبعية، ص 21-90.