د. شاكر النابلسي …. وتساؤله المُستَفِزّ الُمثير .
بسم الله الرحمن الرحيم
د. شاكر النابلسي …. وتساؤله المُستَفِزّ الُمثير .
وقفتُ عند مقالٍ للدكتور شاكر النابلسي ، تحت عنوان : ( ما حالُ الشعر العربي الآن لو لم يظهر الإسلام ..؟ )(1) نُشِرَ في بعض الصُّحف الأردنية ، وأخذ كاتبُ المقالِ يقولُ ما يريد ، كيفما يُريد دونَ سَندٍ .. ولا مَرجعٍ .. ولا حقيقة .. فإذا سأله سائل لماذا ..؟ زَوى وَجهَهُ وانصرف ، وتركَ سائله لصخرةِ الأعشى التي ذكرها في لامِيَتِهِ المشهورة .
وأخذ يُسَرِّبُ طَعنَهُ ، واستفزازَه بإيماءٍ ، وتلميحٍ ، وتَعاقُل ، من وراءِ سَواتِرِ المَنهجية والبحثِ العلمي ، تَحمي الرُّماةَ ، ولا تُخفي سِهامهم ، بعباراتٍ لو صَحَّ أن تُعصَرَ لتقاطرَ من خلالها قَذفٌ فاحشٌ ، وفُسوقٌٌ كبير . ولو أن كاتباً راهَنَ على سبيلِ المِزاحِ ، أنه يستطيع كتابةَ مقالٍ لا يَرِدُ فيه صوابٌ قَطّ ، لما نجح في ذلك نجاحَ الدكتور شاكر ..! فَحَفزني ذلك إلى تحليلِ مَقالِهِ ، رَدَدتُ فيه ما انتحله إلى أهلِهِ ، ودَحضتُ أباطيله وأسماره بالأدلة الواضحة ، ونَبَهتُ إلى مَغامِزِهِ ، ودَلَّلت على المَرامي التي يرمي إليها ، وقد ارتأيتُ ألا أَنقُدَ فقرة إلا بعد أن أنقلها بحروفها ، وأحكيها كما صدرت من مُنشِئها ، واهتمامي بالمقال لا يرجع لأَصالةِ مادته ،أو عُمقِ بحثه ، أو سلامةِ منهجه ، بل لاستفزازه ، وضَلالِهِ ، وافترائِهِ ، وما من قولٍ قاله ، إلا وقال سُوقَةُ المستشرقين أضعافَهُ ، وبمنطقٍ أقوى من تهافت النَّاقِلِ عنهم . ، فإن وَجََدتَني أخي القارئ – أُحاورُهُ في غَمَزاتٍ للإسلام يَستعذِبُها ، فإني لم أخرج عن دائرة نقدِهِ ، ولم أتجاوز حَدَّ الباحث عن مقتضيات لفظه ، فإن كان في فَمِكَ مَلامٌ فَمُجَّهُ في سَمعِهِ ، فهو الذي ألقى على سَمعِكَ نَحواً من حديثِ قومٍ لا يتدبرون .
قال د. شاكر النابلسي : ( هذه دراسةٌ مبنية على مِنهاجٍ في التاريخ يُدعى منهاج الواقعِ المُضاد … وكان من رواد هذه النظرية – إيجال كفارت - .... إلى أن يقول : وسوف نُحاول في هذه الدراسة أن نطبق منهاج الواقع المضاد في الثقافة العربية ، وهي المرة الأولى – حسب عِلمنا - الذي يجري فيه مثل هذا التطبيق المُبَسَّط ، وعلى الشعر العربي خاصة ..اهـ ).. ومع أنه لا يهمني التنقيب عن مصادرِ الآراء والخوض في أن الكاتب اعتصرها بفِكرِهِ ، أو التقطها على حين غفلةٍ من أهلها ، إنما الذي يَعنيني كثيراً هو نقدُ الآراء نفسها ، حتى ينجلي أمرها، ويمتازَ حقها من باطلها ، إلا أن إقرار الكاتب – وهو يتحفز ليُعلن الطعن في الإسلام - بأنه استرقَ سَمعَ هذه النظرية من ( إيجال كفارت ..؟ ) ، يُبين أن مقالَهُ لا جَديد فيه عن كتاباتِ سُوقََةِ المستشرقين ، وإن هَبَطَ عن مُستواهم .
ثم قال تحت عنوان _ الشعرُ في صَدرِ الإسلام - بعد أن وَضَعَ الكاتب قلمه بين أصابع بعض المستشرقين ، وملأَ جِرابه من حقائبهم (بل إن الشعر الذي وصلنا مما قيل قبل الإسلام قد شُكِكَ في صِحَتِهِ وفي نَسَبِهِ )…؟!!
ونقول : إن هذه القضية التي يتحدث عنها النابلسي ليست جديدة ، سُميت بنظرية – الانتحال – وقد تناولها المستشرقون وبعضُ الباحثين العرب ، ومن أهم من أثار غُبارها من المستشرقين ، الفرنسي بلاشير(2) في كتابه : - تاريخ الأدب العربي ، العصر الجاهلي - ، وذكر أن أول من تناول هذا الموضوع هو المستشرق تيودور نيلدكة (3) ، سنة 1864م ، وتابعه آخرون منهم : موير(4) ، وبروكلمان (5) ، على أن هؤلاء جميعا لم يبلغوا في نظرية الانتحال من الشك والإسراف ما بلغه المستشرق الانجليزي – دافيد صمويل مرجليوث(6) !! - ،فقد ذهب إلى رفضِ الشعر الجاهلي . في بحثه – أصول الشعر العربي – سنة 1925م . فَتَلَقَّفَ طه حسين هذه النظرية ، فألف كتابه - في الشعر الجاهلي - سنة 1926م ، فأثارَ ضَجةً كبيرةً في حينه ، لما فيه من آراء شاذة تُسيءُ للإسلام ، أدت إلى طَردِهِ من الجامعة ، ومُصادرةِ كتابه من الأسواق ، وقد انبرى مجموعة من أعلام الكتاب والأدباء للرد عليه وتفنيد آرائه التي غَنِمَها من – مرجليوث - . ومن الكتب التي كُتِبَت في ذلك :
نقدُ كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد فريد وجدي ، وكتاب : الشهاب الراصد لمحمد لطفي جمعة ، وكتاب : نقض كتاب في الشعر الجاهلي لشيخ الأزهر محمد الخضر حسين ، ومحاضرات في بيان الأخطاء العلمية والتاريخية التي اشتمل عليها كتاب في الشعر الجاهلي لمحمد الخضري ، وكتاب : النقد التحليلي لكتاب في الأدب الجاهلي لمحمد أحمد الغمراوي ، وكتاب : تحت راية القرآن ، للإمام مصطفى صادق الرافعي ، وكتاب : مصادر الشعر الجاهلي ، للدكتور ناصر الدين الأسد وهو من أوسع وأشمل ما كُتِبَ في هذا الموضوع ، وكذلك فعل كل من : الدكتور بدوي طبانة ، والدكتور شوقي ضيف ، والدكتور أحمد محمد الحوفي والدكتور علي جواد الطاهر ، والدكتور عبد الحميد المسلوت ، والشيخ نديم الملاح ، والدكتور يحيى الجبوري في كتابه الشعر الجاهلي خصائصه وفنونه ، والذي ترجم أيضا بحث مرجليوث : أصول الشعر العربي سنة 1977م . وكل هؤلاء أثبتوا خَطأَ ما ذهب إليه مرجليوث ، ومن تابَعَهُ . فلا صحة إذن لما ذهب إليه النابلسي وإن رَكِبَ منهَجَ ( إيجال كفارت ) ، وتناول زادَهُ من حَقيبةِ ( مرجليوث ) .
ثم قال النابلسي : [ ولم يعد للشعر دورٌ كبيرٌ في حياة العرب بعد الإسلام ، خاصةًبعد أن هاجم بعض الشعراءِ الرسولَ وهَجَوهُ ، وبعد أن جندت قريش مجموعةً من الشعراء لهجاء الرسول وذَمِّ الإسلام ، فاحتقر الإسلامُ الشعرَ ، ونفى أن يكون الرسولُ شاعراً ، قال تعالى : ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) (يس:69) وقال: ( وما هو بقول شاعر ) ( الحاقة:41) وقال :( والشعراء يتبعهم الغاوون . ألم تر أنهم في كل واد يهيمون . وأنهم يقولون ما لا يفعلون ) (الشعراء:224-226) رغم أن الرسول نَظَمَ الشعرَ وقالَهُ …؟ إلا أنه احتقر الشعر ، وقال فيه قولاً يَذُمه ويُقَبِّحه ، ومما قاله : عن أبي هريرة : ( لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً خيرٌ من أن يمتلئ شعراً )( صحيح مسلم: رقم: 2257 ) وردد النقاد المسلمون بعد ذلك هذه المعاني ..؟] أهـ .
ونقول : اللغة العربية متميزة ، ولسانها متفرد في دقته ، كتفرد العربي بذاته ، حيث أصبح التعبير اللغوي هو : ( الإنشاء الحضاري ) الذي يقابل أبنية وهياكل الشعوب الأخرى ، المعلقاتُ على أستار الكعبة توازي أعمدة هرقل وإيوان كسرى ، إنها حضارة اللسان وعبقريته .. وجاء القرآن ليتحدى ببنائه الحضاري اللغوي ، كل البناءات الحضارية ، صِيغَ بنهج إنشائي دفع به اللغة إلى كمالها الحضاري ، وإلى أرقى من تلك الكمالات الحضارية التي وصل إليها العرب صياغةً وبناءً ، وتحداهم أن يأتوا بمثله ، وهو من أصلِ حضارتهم ، ومن مادتها ، فعجزوا عن بلوغ الكمال اللغوي الإنشائي الذي ارتقت إليه اللغة في القرآن ، وعجزوا عن أن يأتوا بمثله ، واحتاروا وتَحَيَّروا ، لا هو بالشعر ولا بالنثر ، ولكنه توليدٌ جديدٌ من أصلِ المادة ، ودون الخروج عن خصائصها ، غير قابل للتماثل والتطابق ، فلم يجد الخصومُ رداً سوى القول بأنه : ( سِحرٌ يُؤثر .)( المدثر:24)
لقد جاء القرآن متجاوزاً للشعر في إبداعيةِِ الإنشاء ، ويختلف عنه اختلافاً جذرياً في تدقيق المعاني (وقصدها ) ، فعمد إلى وضعِ مقارنة حَدِّية بين القرآن والشعر العربي على مستوى المبنى والمعنى ، فقال : ( والشعراء يتبعهم الغاوون . ألم تر أنهم في كل واد يهيمون . وأنهم يقولون ما لا يفعلون . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . )( سورة الشعراء : الآيات : 224-227 ) كما حَمَلَت هذه الآية توجيهاً دقيقاً للعربي ، لينظر إلى الفارق بين المعاني التي يحتويها القرآن ، والمعاني التي يحتويها الشعر ، فالشعر في أرقى حالاته هو : ( بناءٌ وَضعيّ ) ، والقرآن : ( بناءٌ إلهيٌ مَنهجيّ ) ومع ذلك لم ينفِِ الله الإبداع الشعري ويَستَلِبُهُ في مقابل القرآن ، بل نَبَّه إلى خصائصه المفارقة ، وَوَجَّه إلى تزكيتِهِ ، حتى لا يَهيمَ الشاعرَ في كل واد ، وحتى يقولَ ما يفعل .(7)
فالقرآن يبين لهم – على حد قول سيد قطب - :أن مَنهَجَ محمد - صلى الله عليه وسلم – ومنهج القرآن ،غير منهج الشعراء ومنهج الشعر أصلا ، فإن هذا القرآن يستقيمُ على نهجٍ واضح ، ويدعو إلى غايةٍ محددة ، ويسير في طريق مستقيم إلى هذه الغاية ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يقولُ اليومَ قولاً يَنقضُهُُ غداً ، ولا يتبع أهواء وانفعالات متقلبة ، إنما يُصِرُّ على دعوة ، ويثبتُ على عقيدة ، ويَدأبُ على منهجٍ لا عِوَجَ فيه ، والشعراء ليسوا كذلك . الشعراء أسرى الانفعالات والعواطف المتقلبة ، تتحكم فيهم مشاعرهم ، وتقودهم إلى التعبير عنها كيفما كانت ، يَرضَونَ فيقولون قولاً ، وَيَسخطون فيقولون قولاً آخر ، ثم هم أصحاب أمزجة لا تثبتُ على حال . فمنهجُ الرسول – صلى الله عليه وسلم – ومنهجُ الشعراء مختلفان… ومع هذا فالإسلام لا يحاربُ الشعر والفن لذاته - كما يُفهمُ من ظاهر الألفاظ – إنما يُحارب المنهجَ الذي سار عليه الشعر والفن ، منهج الأهواء والانفعالات التي لا ضابِطَ لها ، ومنهج الأحلام الموهومةِ التي تَشغلُ أصحابها عن تحقيقها . فأما حين تستقر الروح على منهج الإسلام ، وتنضح بتأثراتها الإسلامية شعراً وفناً ، وتعمل في الوقت ذاته على تحقيق هذه المشاعر النبيلة في دنيا الواقع ، فالإسلام
- عندئذ – لا يكره الشعر ولا يُحارب الفن .( 8 ) .
أما قول النابلسي : ( رغم أن الرسول نظم الشعر وقالَهُ ) فَيَنِمّ عن كَيدٍ ومَحضِ افتراء ، وتكذيبٍ للقرآن الذي ينفي عن الرسول - صلى الله عليه وسلم – نظمَ الشعر أو قَرضَهُ …..
ومن دلائل تنزيهه - صلى الله عليه وسلم - عن إنشاء الشعر ونظمِهِ ، وما ذلك عن عَيّ ، أو عَجز ، وإنما حِفظٌ من الله تعالى لمن قال في حقه ( وما علمناه الشعر ) ( سورة يس :آية / 69) ، فقد رُوي أنه - صلى الله عليه وسلم – أنشد بيتَ طرفة بن العبد غيرَ مَوزون ، فقال :
سَتُبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك من لم تُزود بالأخبار
وصِحَةُ المِصراعِ الثاني من البيت هي : ويأتيك بالأخبارِ من لم تُزَود .
ومن ذلك أيضا موقفه - صلى الله عليه وسلم - من الشاعر المشهور العباس بن مرداس ، حين فَضَّلَ الرسول - صلى الله عليه وسلم - عليه في العطاء: الأقرع بن حابس ، وعُيينة بن حِصن ، فقال العباس أبياتاً منها :
أصبحَ نهبي ونهبَ العبيد بين عُيَينةَ والأقرعِ .
فبلغَ الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - ذلك ، فدعاهُ ، فقال له : أنت القائل :
أصبح نهبي ونهب العبيد ...... بين الأقرعِ وَعُيَينة .
فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، لم يقل ذلك ، ولا والله ما أنت بشاعر ولا ينبغي لك الشعر ، وما أنت براوية ، قال : فكيف .؟ فأنشده أبو بكر البيت ، فقال: هما سواء ، لا يضرك بأيهما بدأت ، بالأقرع أو بعيينة . (9).
وقد ورد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تَمَثَّلَ بأبياتٍ من الشعر في مواطن الجهاد ، ومَواسمِ العملِ في الخير ، منها ما ذكره البراء بن عازب - رضي الله عنه – أنه سمع رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يرتجز يوم الأحزاب بكلماتِ ابن رواحة :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا (10)
وثبت عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال في غزوة حُنَين :
أنا النبي لا كَذِب ........ أنا ابن عبد المطلب .(11).
والرَّجَزُ عند أكثر العلماء لا يُعَدُّ شعرا إلا على سبيل التَّجَوُّز ، أو هو بمنزلةٍ بين الشعر والنثر . (12)
قال القرطبي مُعَلقاً على الأبيات التي ارتجزها الرسول - صلى الله عليه وسلم – بقوله :
( ولا اعتراضَ لملحدٍ على هذا بما يتفق الوزن فيه من القرآن وكلامِ الرسول ، لأن ما وافق وزنه وزن الشعر ، ولم يقصد به إلى الشعر ، ليس بشعر ، ولو كان شعراً لكان كل من نطق بموزونٍ من العامة الذين لا يعرفون الوزن شاعراً )(13).
وقال البيضاوي في تفسير سورة يس (الآية 69 ) : وقوله - صلى الله عليه وسلم : أنا النبي لا كذب … وقوله : هل أنت إلا أصبع دُميت …. اتفاقيٌّ من غير تكلف وقَصدٍ منه إلى ذلك ، وقد يقع مثله كثيراً في تضاعيف المنثورات ، على أن الخليل ما عَدَّ المشطور من الرجز شعراً .)
هذا ما ذكره أهل الذكر من العلماء والمفسرين في سبب تنزيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن قولِ الشعر . .
ويبدو لي أن هناك سبباً آخر وهو : ما تناقلته الرواة من أن الشعراء في الجاهلية يقولون أو يقال عليهم : أن لهم قُرناءَ من الجن يُلهمونهم الشعر ، وأن للشعر شيطانَين : يدعى أحدهم : (الهَوبَر) ، والآخر : (الهَوجَل) ، فمن انفرد به الهَوبر ، جادَ شعره وصح كلامه ، ومن انفرد به الهَوجل، فَسَدَ شعره . ويزعمون أن مع كل فَحلٍ من فحول الشعراء شيطان من هذه الشياطين ، فيزعمون أن - لافظ بن لاحظ - هو صاحب امرئ القيس ، و - هَبيد - صاحب عَبيد بن الأبرص ، حتى قال قائلهم : لولا هَبيد ما كان عَبيد ، وقال الشاعر الجاهلي :
إني وإن كنت صغير السن وكان في العين نُبُوٌّ عني
فإن شيطاني أميرُ الجِنِّ يذهبُ بي في الشعركل فن .
حتى يَرُدَّ عَنِيَ التَّظني .
ويزعمون أن اسم شيطان الأعشى : مِسحِل ، واسم شيطان ( المُخَبل العَبدي ) عمرو ،
قال الأعشى :
دعوت خليلي مِسحلاً ودَعوا له جَهَنّام ، بُعداً لِلغَوِيِّ المُذَمَّمِ .
وافتخر - أبو النجم - بأن شيطانه ذَكَر ، فقال :
إني وكلُّ شاعرٍ من البشر شيطانُه أُنثى وشيطاني ذَكَر .
وقال حسان بن ثابت :
ولي صاحبٌ من بَني الشَّيصبان فَطَوراً أقولُ وطوراً هُوَ .
هذا ..ولم يكن لشعراءِ الجاهلية شياطينهم فحسب ، وإنما كان للشعراء الإسلاميين أيضا كالفرزدق ، وجرير ، وبشار ، وغيرهم من الفحول ، وارجع إلى جمهرة شعراء العرب للقرشي ، والأغاني للأصفهاني ، وبلوغ الأرب للآلوسي ، والشهاب الراصد لمحمد لطفي جمعة ، والخصائص لابن جني ، وبحث : جن الشعراء : للمستشرق جولد تسيهر ، ترى الشيئ الكثير العجيب من عقائد الجاهليين في الجن .. لذا قال سبحانه : ( وما علمناه الشعر وما ينبغي له ) ليُبعِدَ أمثال هذه التصورات عن أذهان العرب ، مع أن العرب نبزوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه شاعر مُلهَم من الجن ، فرد عليهم القرآن بقوله ( فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون )
( الطور / 29 )وبقوله : ( إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون )( الحاقة: 40-41 )
ثم قال د. شاكر النابلسي : [ وبعد أن جَنَّدت قريش مجموعة من الشعراء لِهِجاء الرسول وذَمِّ الإسلام ، احتقر الإسلام الشعر ونفى أن يكون الرسول شاعراً ( وما علمناه الشعر )و ( ما هو بقول شاعر ) و( الشعراء يتبعهم الغاوون ) ] . وكان مرجليوث قد سبقه لهذا القول .. حين قال : ( إن القرآن قد ذم الشعراء في قوله : ( والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون) وهذا الذم يكون من أقوى الدواعي إلى الإنصراف عن الشعر وتناسيه . ) أهـ .(14) .
ونقول : إن ذم القرآن للشعراء قد فهمه أهل العلم على أنه الشعر المشتمل على زُور ، أو مُناهضةِِ حَق ، وما عداه فمأذونٌ في إنشاده . وقال شُراح الحديث كلاماً كثيراً حول أقوالٍ قالها الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الشعر والشعراء :( لئن يمتلئَ جوفُ أحدكم قيحاً حتى يُرِيَهُ – أي : يصيب رئته ويفسدها - خير له من أن يمتلئ شعراً )(15) .
غير أننا نجد رواية أخرى في مجمع الزوائد (16) ، تقول الرواية عن جابر : ( لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحاً ، أو دماً ، خير من أن يمتلئ شعرا هُجيتُ به ) ، والقول الأخير هنا فيه تحديد لنوع الشعر ، وفي الأول إطلاق . وقال النبي – صلى الله عليه وسلم – ( إن من الشعر لحكمة )(17) ومن الثابت أن الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا يتناشدون الأشعار .عن جابر بن سمرة
- رضي الله عنه - قال : ( جالستُ النبي – صلى الله عليه وسلم – أكثر من مائة مرة ، فكان أصحابه يتناشدون الشعر ، ويذكرون أشياءَ من أمر الجاهلية ، فربما تبسم معهم )(18)
وقد وردت عدة أحاديث صحيحة في أمرِ النبي - صلى الله عليه وسلم – بهجاء المشركين ، إلا أن أوفاها وأجمعها الحديث الذي روته عائشة – رضي الله عنها – أن رسول الله – صلى لله عليه وسلم - قال : ( أهجوا قريشا ، فإنه أشد عليهم من رشق النبل ، فأرسل إلى ابن رواحة ، ثم إلى كعب بن مالك ،ثم أرسل إلى حسان بن ثابت ، فلما دخل عليه حسان قال : والذي بعثك بالحق ، لَأَفرينَّهُم بلساني فَريَ الأديم … قالت عائشة : فسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول لحسان : إن روح القدس لا يزال يؤيدك ، ما نافحتَ عن الله ورسوله )(19) .
والعرب يعلمون ما للشعر من الاتصال بالنفوس ، وما له من الأثر في استهواءِ القلوب ، ولما جعل المشركون يَسطون على مقام النبوة بالهجاء ، ويتخذونه سلاحاً لمحاربة دين الحق ، كان من الحكمة البينة أن يُكافَحَ أولئك الهجاءون بسلاحهم ، فأَذِنَ الرسول – صلى الله عليه وسلم – لحسان بن ثابت وغيره أن يجازي تلك السيئة بمثلها ، وأخبر أن جبريل يؤيد حساناً ، وكذلك كانت العاقبة للذين انتصروا من بعد ما ظلموا ، فليس من الصواب أن يُخلي السبيل لتلك الأشعار الطاعنة ، والمقالات المُغرضة ..؟! فتطرق كل أذن ، وتحوم على كل قلب ، دون أن تقف أمامها قوة تعمل على مِثالها فَتَكُفَّ بأسها ، وتَنفضُ عن الصدور وَساوِسَها .
ثم قال شاكر النابلسي : [ ولعل اهتمام القرآن واهتمام الرسول بالشعر ، إلى هذا الحد الذي خُصصت معه سورة في القرآن سُميت بسورة الشعراء ، لدليلٌ على أهمية الشعر في حياة العرب قبل الإسلام .. إلى أن يقول : وربما كان الشعر العربي بعد ظهور الإسلام قويا ، ومن الجدير أن يكون قوياً ، لأنه امتداد طبيعي وفني وتاريخي للشعر العربي القوي قبل الإسلام ، ولكن هذا الشعر القوي لم يظهر لنا ولم يصلنا ، وتم على ما يبدو طَمسُهُ ومنعه من التداول من قِبَلِ السلطة الإسلامية الجديدة ، حتى يكون القرآن هو الساحر الوحيد في أيدي القراء العرب في ذلك العهد ، وحَصر سِحر البيان في القرآن فقط ، وتمَّ إظهار الشعر الضعيف فقط ..! ، تمشياً مع القاعدة
( والحُسن يظهر حُسنه الضد )...؟ ]انتهى كلامه .
ونقول : غاية الكاتب من هذا النَّبزِ ظاهرة ، ولا أريد أن أُضيفَ إليها شرحاً ، ولا أزيدُها بياناً ، ولكن لي الحق في أن أُبَين أن الكاتب هنا يحاول تقليد طه حسين في الأسلوب ، مع أنه يخالفه في النتيجة .. ؟؟! ،
فقد قال طه حسين : ( وفي القرآن سورة تسمى سورة الجن ، أنبأت بأن الجن استمعوا للنبي وهو يتلو القرآن ، فلانت قلوبهم وآمنوا بالله ورسوله .. فلم يكد القصاص والرواة يقرءون هذه السورة حتى ذهبوا في تأويلها كل مذهب ، واستغلوها استغلالاً لا حَدَّ له ، وانطقوا الجن بضروبٍ من الشعر وفنونٍ من السجع . اهـ ) (20) .
وطه حسين يتحدث هنا عن الانتحال في الشعر المتأثر بالدين ، والذي يقصد به إثبات نبوة محمد
– صلى الله عليه وسلم - وصِدقِ نبوته . أما النابلسي فهو يؤمن بأن هناك شعراً مُهماً قبل الإسلام وبعد الإسلام ، ولا يرى أنه مُنتحل - وهذا على العكس من رأي طه حسين - ، بل يرى أن السلطة الإسلامية الجديدة طَمسته ومَنعته من التداول .. فمن نُصَدِّق ..؟
قال النابلسي : ( ولعل اهتمام الرسول واهتمام القرآن بالشعر إلى هذا الحَدِّ الذي خصصت معه سورة في القرآن ( من الذي خصصها ..؟ ) سميت بسورة الشعراء لَدَليلٌ على أهمية الشعر في حياة العرب قبل الإسلام ، وبعد الإسلام ) ..؟
ويبدو لي أن النابلسي التقط هذه الفكرة من المستشرق ( كليمان هوار )، الذي كتبَ بحثاً في إعجاز القرآن ، زعم فيه أنه استكشف مصدراً جديداً من مصادر القرآن هو : شعر أمية بن أبي الصلت …ومعنى ذلك : أن الشعر الذي يُنسب إلى " أمية بن أبي الصلت " صحيح ، إذن هناك شعر جاهلي صحيح غير منتحل .. !! فأهاجت هذه النتيجة غيظَ طه حسين وسخطه ، لأن عالماً كبيراً من علماء المشرقيات قال بصحةِ الشعر الجاهلي ، .. فقال: يقول الاستاذ (هوار ) إن المسلمين حاربوا شعر أمية ومَحَوهُ ، ليستأثر القرآن بالجدة ، وليصح أن النبي قد انفرد بتلقي الوحي من السماء .(21)
ومُؤلفُ - في الشعر الجاهلي - نفسه يؤكد أن شعر" أمية بن أبي الصلت " لم يُحارَب ، ولم يُمحَ من صفحة التاريخ الأدبي ، ولكنه ليس شعراً صحيحاً ولا حقيقياَ ، ولم يقله " أمية بن أبي الصلت "، وإنما الذي قال هذا الشعرَ هُمُ المسلمون أنفسهم ، الذين انتحلوه انتحالاً .
والرَّدُّ على ذلك سهلٌ وميسور وهو : أن شعر أمية لم يُمحَ ، ولم يُحارب ، ولم ينتحله المسلمون ، وأخبارهُ مدونة في كتب التاريخ ، والأدب ، وأشهر قصائده في الإلهيات ، مثبتةٌ في ديوانه الذي قامت الدكتورة بهجة عبد الغفور الحديثي بجمعه من كتب الأدب ، وقامت وزارة الثقافة والإعلام العراقية بطباعته ، بل إن هجاءه للمسلمين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وغيرهم مُقَيدٌ في ديوانه ، كغيره من أهاجي شعراء قريش .
أما القولُ بـ ( أن السلطة الإسلامية الجديدة قد طمست هذا الشعر ومنعته من التداول ، حتى يكون القرآن هو البيان الساحر الوحيد في أيدي القراء العرب ، تمشياً مع القاعدة – والحُسن يظهر حُسنه الضد ) فهو كلام يتميز بالباطلِ وسوءِ النية معاً ، لأن العرب من المشركين والمنافقين والحساد ، كانوا واقفين لمحمد – صلى الله عليه وسلم - بالمرصاد ، ولم يكن يصعب عليهم تدوين شعر أمية الذي يثبتون اشتراكه مع محمد - صلى الله عليه وسلم - في تلقي الوحي من السماء ، أو يُثبت أسبقيته للقرآن فيما أتى به من الحقائق الربانية ، أو العلمية ، أو التاريخية ، فقد كان المسلمون في أول عهدهم أقلية مغلوبة على أمرها ، في وسط أغلبية ساحقة من جميع الأديان ، والملل ، والنحل، والعقائد ، فإن كان في المسلمين واحدٌ يسعى في محوِ شعر أمية أو غيره ، ومحاربته ، فَحِيالُهُ عشرة من المشركين يسعون في حِفظِهِ وتدوينه وصيانته ، لِيَنهضَ حُجة في وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - وأنصاره .
أما عن تساؤلك يا دكتور شاكر : ماذا لو بقي العرب على وثنيتهم ..؟
فأقول : لو بقيَ العرب على وثنيتهم لما كتب لهم التاريخ إلا سطوراً قليلة في زاويةٍ مُهملةٍ من زواياه ، ولظلوا غساسنة ومناذرة ..!؟ وربما طَوتُهم رمال الجزيرة العربية …
ثم قال شاكر النابلسي بعبارة فضفاضة مِلؤُها الجهل والافتراء : ( فقد تم في عهد الرسول قتل أكبر عدد من الشعراء في تاريخ الثقافة العربية كله ، بل في تاريخ الثقافة الإنسانية قاطبة ..) إلى أخر هذا الخَبال .. والكلام البطال ..
ونقول : لو رجعتَ إلى كتاب شعراء الرسول للأستاذ وليد الأعظمي الذي ذكر فيه ( مائة وثلاثة عشر شاعر وشاعرة ) من شعراء الرسول - صلى الله عليه وسلم - والدعوة الإسلامية الوليدة وكثيرٌ ممن ذكرتَ بأنهم قد قُتلوا في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، جَثَوا على رُكَبِهِم أمام الرسول وأعلنوا توبتهم ، اللهم إلا بِضعةَ نَفَرٍ من شعراء يهود وغيرهم ، الذين أسرفوا في الكيد لهذا الدين ، فلقوا جزاءهم العادل..كما يحدث لأي خارج على القانون في أي زمان ومكان ..
وأكتفي بهذا الرد على نُبَذٍ من مقال الدكتور شاكر النابلسي ، الذي يبين ضحالة معلوماته ، وقلة مَحصوله العلمي في هذا الموضوع الذي أقحمَ نفسه فيه ، وليس أدل على ذلك من قوله في ختام الفقرة السابقة : ( تمشيا مع القاعدة المذكورة ..؟ والحُسنُ يُظهِرُ حُسنَه الضِّد ….!) وهذه الفقرة التي أخطأَ في نقلها ، أو حَرَّفَها عن معناها المفيد ، هي شَطرُ بيت من القصيدة اليتيمة للشاعر : دُوقَلَة الِمنبِجي ..؟ - وهي من عيون الشعر حققها الدكتور صلاح الدين المنجد :
والتي يقول في مطلعها :
هل بالطُلول لسائلٍ رَدُّ أم هل لها بتكلمٍ عَهدُ .
إلى أن يقول :
ويَزينُ فَودَيها إذا حَسَرت ضافي الغدائرِ فاحِمٌ جَعدُ
فالوجهُ مثل الصبح مُبيَضٌّ والفَرعُ مثلُ الليل مُسوَدُّ .
ضدان لما استجمعا حَسُنا ( والضِدُّ يُظهر حُسنَهُ الضِدُّ ) .
وأخيرا لا آخرا :
إن فلاسفة التنوير والحداثة يا دكتور شاكر ، هُمُ الذين يثورون على تَخَلُّفِ الفكر والمفكرين في زمانهم لا على التاريخ والهوية ، وهم الذين يَدعُونَ دائما إلى العَودة للجذور ، لكي تُورق الفروع وتزدهر من جديد ، فالذي أبدع الغُصونَ الجذورُ - كما يقول الشاعر : بدوي الجَبَل ، ويُنادون بالعودة للماضي الجليل وهم يبنون مستقبلا جديداً كل الجِدَة ، يقودون حركة إصلاح لا انسلاخ ، فيها إبرازٌ للملامح الحقيقية للهوية الوطنية ، بِنَفضِ غُبار التخلف والعجز والتواكل عنها ، لا استخراج جوازَ سَفَرٍ أجنبي .كما فعلت ؟
إن الثورة على الواقع المتخلف تغدو لا معنى لها ولا مبرر ، إن سَلَّمنا بأن ماضينا كان تعيساً مرفوضاً مثل واقِعِنا ، فما دُمنا لم نُفلح أبداً في بناءِ ما هو صالح ، فما الذي يُغرينا بالمُحاولة ….؟ ثم إن الأمم الحية تُحيي تُراثها ، وتخلقُ لها جُذوراً تنتمي إليها ، ونحن نَجتثُّ جُذورنا بأيدينا ، وجَهلِ مُثقفينا ..
والله المستعان ..!؟
د. سامي عطا حسن
جامعة آل البيت
الهوامش
1- نشرالمسؤول البارز السابق في وكالة المخابرات الأمريكية ، المعروف بـ "جراهام فولر" بحثا في العدد الأخير من المجلة الأمريكية " Foreign Policy" يناير/فبراير 2008 بعنوان " عالم بلا إسلام" ونشر النابلسي كتاباً تحت عنوان : "لو لم يظهر الإسلام ما حال العرب الآن.. ؟ " ، وكان بينه وبين "جراهام فولر" تقارباً كبيرأً ...!! من حيث زوايا المعالجة والنتائج. ويزعم النابلسي أن سؤاله وسؤال جراهام فولر ، ينطويان تحت منهاج تاريخي معروف يُطلق عليه "الواقع المضاد Counterfactual "، ويعتمد هذا المنهاج أول ما يعتمد على مقدرة الاستشراف بما يمكن أن يكون عليه الحاضر الآن لو لم تحدث تلك الحادثة التاريخية..؟! وكان من رواد هذا المنهاج " إيجال كفارت" Kvart الذي كتب في عام 1986 كتابه المشهور "نظرية الوقائع المضادة The theory of counterfactual " ...وهذا يدل على أن دعاة التغريب في عالمنا العربي ليسوا سوى أبواق وببغاوات يرددون ما يقال لهم أو يلقى على أسماعهم .
2- ريجي بلاشير: (1900-1973م )ولد في ضواحي باريس ، سافر مع والده إلى المغرب ، وقضى دراسته الثانوية في مدرسة فرنسية بالدار البيضاء . انظر موسوعة المستشرقين : ص 82.
3- تيودور نيلدكة: (1836-1931م) شيخ المستشرقين الألمان ، له كتاب (تاريخ القرآن ) ودراسات أخرى . انظر : موسوعة المستشرقين ص : 417-420.
4- ويليام موير: ( 1819-1905م): مستشرق ومبشر وموظف إداري انجليزي ، له عدة كتب عن الاسلام تسودها كلها نزعة مسيحية تبشيرية شديدة التعصب . موسوعة المستشرقين : ص 404-405.
5- كارل بروكلمن: (1868-1956م) مستشرق ألماني ، له عدة دراسات من أشهرها (تاريخ الأدب العربي ) انظر : موسوعة المستشرقين : ص 57-66.
6- دافيد صمويل مرجليوث ( 1858-1940م) : له أبحاث مغرضة ، تسري فيها روح غير علمية ومتعصبة انظر موسوعة المستشرقين : ص 379.
7- انظر : العالمية الاسلامية الثانية ، محمد أبو القاسم حاج حمد : ص 163.
8- انظر : في ظلال القرآن ج5/ ص 2621 .
9- انظر الأغاني : ج3/ ص 65 .
10- رواه البخاري في باب الرجز في الحرب ج4/ ص 25 .
11-انظر: صحيح البخاري ج5/ ص 99.
12 - انظر أقوالهم في كتاب صور البديع ، لعلي الجندي : ج1/ ص 5-22.
13- انظر : الجامع لأحكام القرآن للقرطبي : ج15/ ص 53 – 55 .
14-انظر أصول الشعر العربي لمرجليوث ، ص 60 ، ترجمة د. يحيى الجبوري .
15- صحيح البخاري : ج7/ ص 109 .
16- مجمع الزوائد : ج8/ ص 120.
17-: أخرجه أبو داود في الأدب ، رقم : 5010
18- أخرجه الترمذي : رقم 2850 .
19- في الشعر الجاهلي : ص 82 – 86
20- صحيح مسلم : رقم : 2487 .
21- انظر في الشعر الجاهلي : ص 70