الكاتب المغربي الملحد "سعيد ناشيد"
الكاتب المغربي الملحد "سعيد ناشيد"
وُلد سعيد ناشيد في 15 شباط )فبراير( عام 1969 م وهو كاتب مغربي ، سعيد ناشيد، عضو رابطة العقلانيين العرب، عضو مؤتمر سفراء للسلام )جاكارطا( كاتب رأي في صحيفة العرب الدولية، والاتحاد الإماراتية ( [1] ) ، كتب عن ظاهرة الإسلام السياسي ، والفكر الديني المتزمّت والراديكالي، ويصف نفسه بالمفكّر الحر ، وله مؤلفات عدّة، منها: القرآن والحداثة، الاختيار العلماني وأسطورة النموذج، التداوي بالفلسفة، قلق في العقيدة، رسائل في التنوير العمومي، دليل التدّين العاقل...وغيرها .. وزعم بعض الكاتبين عنه أنه يدرس الفلسفة في إحدى الجامعات المغربية ، لكن موقع ( هسبرس ) المغربي نشر مبررات قرار عزل وزارة التربية الوطنية: لسعيد ناشيد من صفوف العاملين بها لسلوكه المشين ،كما كتب عن نفسه في بيان تظلمه بعد طرده من عمله فقال : ( عملت مدرسا للفرنسية في الابتدائي لسنوات، ثم أستاذا للفلسفة في الثانوي لسنوات، في مدينة فاس ، ثم مدينة سطات..الخ ) ( [2] ) ولسعيد ناشيد آراء نوجزها فيما يلي :
أولا : سعيد ناشيد ومزاعمه بوجودأخطاء نحوية في القرآن :
عدِّد (سعيد ناشيد) ما يزعم أنها (أخطاء نحوية في القرآن)،([3])
يزعم (سعيد ناشيد) بأن القرآن كلام مخلوق كما يرى المعتزلة. وليس في ذلك ما قد يدل على أن كلام الله صالح لكل زمان ومكان، بل العكس تماما؛ لكل مخلوق عمر محدود، وكون الله هو أصل المخلوقات لا يعني ذلك أن المخلوقات أبدية. فكلام الله إذن يقصد القرآن، وسيصرح مراراً وتكرارا بأنه لا يؤمن بأنه كلام الله على الحقيقة، بل يقول أنه كلام محمد - صلى الله عليه وسلم- بزعمه، ويستكمل: - فكلام الله إذن وأسوة بكافة المخلوقات محكوم بمبدأ الحياة والموت، وهو المبدأ الذي نصطلح عليه عادة باسم الصيرورة ...وقد صرَّحَ - مراراً وتكرارا في كتابه القرآن والحداثة – بأن ما بين دفتي المصحف ليس إلا كلام النبي تأليفاً من خواطره ولفظه، وأن الوحي ليس إلا معاني روحية تشرَّبها؟ كما سعى إلى استخراج - ما ظن لجهله أنها - أخطاء لغوية في القرآن – كما سنرى بعد قليل -، ثم يستشهد بها على أن القرآن لفظ محمد وتأليفه، وأنه محكوم بظروف عصره وضعف لغته؟! .. يريد بذلك صرف الناس عن إعمال كلام ربهم، بحجة انتهاء عصره وانزوائه؟ .. كيف يظل مسلماَ من يزعم بهذه الترهات وقد فرَّغ الإسلام بعبثه ولغوه من معناه، ومصدره؟! والله تعالى أخبرنا عن أمثال هذا المأفون وقال ، ( .. بَل هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ) ( القمر : 24)ونلقي نظرة على الفضائح التي سطرها ، ومزاعمه بوجود أخطاء والتي تدل على مدى جهله ، وترديده لما بفتريه المبشرون من نصارى ومستشرقين وقد عدد ما زعم أنها أخطاء نحوية في القرآن في كتابه ( الحداثة والقرآن من الصفحات 102- 108 ) وسنذكر بعضها مما يدل على كذبه وجهله وافترائه ، فقال صبي جورج طرابيشي :
رفع المعطوف على المنصوب:
جاء في سورة المائدة، قوله تعالى : )إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ(.( المائدة : 69)
والسؤال : لماذا لم ينصب المعطوف على اسم إنّ بحيث يقال: والصابئين، تماماً مثلما عطفه في آية مماثلة من سورة أخرى .. ؟؟ في قوله )إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم .... ( ( البقرة : 62) ؟؟
الجواب :
الصابئون بالرفع، وعليه مصاحف الأمصار والجمهور. وفي توجيه هذه القراءة وجوه: أحدها: مذهب سيبويه والخليل ونُحاة البصرة: أنه مرفوع بالابتداء، وهو مَنْوِي به التأخير، ونظيره: إن زيداً وعمرو قائم، التقدير: (إن زيداً قائم وعمرو قائم)، فحُذف خبر عمرو لدلالة خبر إنّ عليه، والنية بقوله: وعمرو، التأخير. وأصل النظم: إنَّ الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى لهم أجرهم إلخ، والصابئون كذلك، ومثاله في قول ضابئ بن الحارث: [فَإِنِّي وَقَيّارٌ بِها لَغَريبُ] .... (مزيد من التفصيل هنا، وهنا).
نصب الفاعل :
قال تعالى في سورة البقرة )وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ(.( البقرة : 124)
والسؤال : لماذا لم يرفع الفاعل فيقال: الظالمون؟
الجواب: في قوله تعالى:{لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}؛ الفاعل فيه " عَهْدِي"، و" الظَّالِمِينَ" مفعول به، والمعنى: أن العهدَ لا ينال الظالمين، أي لا يصيبهم. ومثاله في قول الله تعالى عن البُدْن (الأُضحية) ( لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ) (الحج: 37)؛ فالفاعل هو "لُحُومُهَا" في الأولى و"التَّقْوَى" في الثانية، والمعنى: ليس الذي يصل إلى الله هو لحوم الأضحية ولا دماؤها، ولكن الذي يصل إليه هو تقواكم له. وليس فى مجئ "الظالمين" منصوباً على المفعول به خلاف بين العلماء. بل إنهم نصوا على أن خواص الفعل "نال" أن فاعله يجوز أن يكون مفعولاً، ومفعوله يجوز أن يكون فاعلاً، على التبادل بينهما ، قالوا: لأن ما نالك فقد نلته أنت. ومثل ذلك من الأفعال (ودّ)، و(أحبّ)، و(كره) .. إلخ. ولا يتعين فاعلٌ بعينه، ويكون الآخر مفعولاً إلا بمراد المتكلم، أو استحالة الفعل من أحدهما، أو السياق.
وجَعْلُ العهد في "لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" فاعلاً: من باب المجاز العقلي الشائع في اللغة شيوعًا كبيرًا، ولا قيام للغة إلاَّ بوجوده. بل إن اللغة تنهار انهيارًا كاملاً بغير هذا النوع من المجاز، وإلاَّ فكيف نعبِّر عن معانٍ من قبيل: ناله الجهدُ، حلَّ به التعبُ، أرهقته المشاكلُ .. إلخ؟ حيث جُعِل كلٌّ من: الجهد والتعب والمشاكل فاعلاً، والإنسان مفعولاً.
وكما يَصِحُّ في العهد أن"يَنَال" أي يُصِيب، فيكون فاعلاً كما في الآية، فيصح أن "يُنَالَ" فيكون مفعولاً، كما في قراءة أبي رجاء وقتادة والأعمش: "لا ينال عهدي الظالمون"، إلا أنها قراءات شاذة". والمثال الصريح في ذلك نراه في قوله تعالى:( لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) (آل عمران:92). وإن قيل ألا يمكن أن يكون (البر) هنا فاعلاً، قلنا يمكن إذا جاء على الصورة: (لن ينالكم البرُّ حتى تنفقوا ما تحبون)، ورغم أن الفعل (ينال) يقبل هذا التركيب، إلا أن المانع منه أنه ليس من معهود (البر) أن يأتي فاعلاً، لأنه يُسعى إليه.
ونشير هنا إلى القراءة الشاذة ("لا ينال عهدي الظالمون")، ولنرَ ما قال فيها صاحب السؤال أعلى، قال[8]: [التعبير الصائب هو التعبير الذي اعترف الطبري والزمخشري في تفسيريهما للآية بوجوده في بعض المصاحف الأخرى : لا ينال عهدي الظالمون.] يريد بذلك أن هذا القول (اعتراف)، وكأن هناك جريمة أو خطأً فادحا! فكأن كلام الطبري والزمخشري اعتراف بقراءة أخرى تمحو هذا الخطأ الذي وقع فيه من قرأ أو كتب بـ ("لا ينال عهدي الظالمين")، وكلامه هذا إصرارٌ منه على أنه ("لا ينال عهدي الظالمين") خطأ. وهذا الكلام يقوله من لا دراية له بعلم القراءات، ولا بحديث النبي أن القرآن نزل على سبعة أحرف، ولا بالقراءات المعتمدة وأن غيرها شاذ لا يُلتفت إليه. وكأن صاحب الكلام هنا ينتقي من القراءات بحسب ما يحلو له بحسب فهمه (الذي سيتبين أكثر وأكثر أنه فهمٌ قاصرٌ)، وأنه يترصد أي شبهة تواكب هواه المسبق النية في تسميتها أخطاء؟؟
تذكير خبر الاسم المؤنث:
جاء في سورة الأعراف، الآية 56 : )وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(.
والسؤال: لماذا لم يتبع خبر إنّ اسمها في التأنيث فيقال: قريبة؟
الجواب: جاء في لسان العرب: [(ما كان على وزن) فعيل يوصف به المؤنث بلا علامة تأنيث كما يوصف المذكر، نحو امرأةٌ قتيل و كفٌ خضيب، وكقوله عز وجل: (إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) ، ومن ذلك قول الله تعالى ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) . ويلحق بهذا الوزن أيضاً الجمع ، كما في قول الله تعالى : ( وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) (التحريم:4). وكذلك وزن فعول، يجوز فيه التذ كير والتأنيث، مثل كلمة عجوز، فيجوز أن تقول رجلٌ عجوز وامرأةٌ عجوز.
تأنيث العدد وجمع المعدود :
قال تعالى في سورة الأعراف ) : وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ (.( الأعراف : 160)
والسؤال: لماذا لم يذكر العدد ويأتي بمفرد المعدود بحيث يقال : اثني عشر سبطاً؟
الجواب: إذا كان الاعتراض على تأنيث العدد لأن مفرد المعدود مذكر، فلا وجه للاعتراض لأن الكلام عن الجمع (أسباط) وليس عن المفرد (سبط)، وإلا لفقدت العبارة اتساقها (.. أسباطاً أمما ..) . واتباع العدد للمعدود في التذكير والتأنيث يشترط أن يكون المعدود مفرداً كي يكون تمييزاً. فإن كان جمعاً كما جاء في الآية، فهو ليس بتمييز. ومن ثم لا وجه لمتابعة العدد لمفرد (أسباط). وعندئذ كان ينبغي أن يكون السؤال استفهامياً وليس استنكارياً! أي: يستفهم به السائل عما غاب عن فهمه.( هذا إذا كان ممن يفهم ؟؟) ويقول مثلاً: ما هو الموقع الإعرابي لـ (أسباطا)؟ - والإجابة هي أنه بدل (اثنتى عشر) كلٍّ من كل، والتمييز محذوف وتقديره (فرقة أو جماعة).ولو سرنا مع مقترح السائل لجاء الكلام (وقطعناهم اثنى عشر سبطاً أمما و..) وما أسقمه من كلام!
جمع الضمير العائد على المثنى :
جاء في سورة الحج، ) : هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ(.( الحج، 19 : )
والسؤال : لماذا لم يثنّى الضمير العائد على المثنّى بحيث يقال : خصمان اختصما في ربهما؟
الجواب : الجملة في الآية مستأنفة مسوقة لسرد قصة المتبارزين يوم بدر وهم : حمزة ، وعلي ، وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة ، والوليد بن عتبة. والتقدير أن هؤلاء القوم صاروا في خصومتهم على نوعين. وينضوي تحت كل نوع جماعة كبيرة من البشر. نوع موحدون يسجدون لله ، وقسم آخر حق عليه العذاب ، كما نصت عليه الآية التي قبلها. وقوله تعالى (اختصموا) للدلالة على أن كُلًّا من الخصمين جماعة كبيرة، ولو قال اختصما لدل على التثنية الحقيقية، والضمير قد يلاحظ فيه لفظه أو معناه.. والجواب عن هذه الشبهة هو مثل الجواب عن قوله تعالى ("وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)(الحجرات: 9). فالعرب قد تطلق لفظ الجماعة على الواحد وعلى التثنية، ومنه قوله: ( وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا المِحْرَابَ"(ص 21) ثم قال: ( خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ) (ص: 22) وقال: ( فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) (التحريم : 4) وقال: ( وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) (الأنبياء 78) وقال: ( بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) (النمل : 35) والرسول واحد. وقال تعالى: ( أُولَئِكَ مُبَرَّأُونَ مِمَّا يَقُولُونَ) (النور: 26) يعني عائشة وقيل عائشة وصفوان. وقال : ( وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ )(الأعراف 15) وكانا اثنين كما نقل في التفسير، وقال: ( وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ) (طـه: 130) وهما طرفان، وقال: ( إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ) (الشعراء:15)،وقال: ( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ)(السجدة:18)، وقال: ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ )(آل عمران:173) وكان واحدا... وهذا كله صحيح في اللغة سائغ إذا قام عليه دليل.
6 - جاء باسم الموصول العائد على الجمع مفرداً :
قال تعالى في سورة التوبة، )كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالا وَأَوْلادًا فَاسْتَمْتَعُوا بِخَلاقِهِمْ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلاقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ(.( التوبة : 69)
والسؤال : لماذا لم يجمع اسم الموصول العائد على ضمير الجمع بحيث يقال : خضتم كالذين خاضوا ؟؟
الجواب : معنى (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُوا) أي: (خضتم الذي خاضوه)، أي بالشيء الذي خاضوا فيه. و(الذي) عادت على الأمر المفرد، وليس على خاضوا. أي أن (الذي) هنا تقع على المصدر، يريد: "خوضهم".
7 - جزم الفعل المعطوف على المنصوب :
جاء في سورة المنافقون، الآية 10 : )وَأَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ المَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنيِ إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِين(.
والسؤال : لماذا لم ينصب الفعل المعطوف على المنصوب بحيث يقال : فأَصّدّق وأَكون من الصالحين؟
الجواب: (الفاء): فاء السببية، (أصَّدّق): مضارع منصوب بـ (أن) مُضْمرة بعد الفاء، (الواو): عاطفة، (أكن): مضارع ناقص مجزوم ، جواب شرط مقدر معطوف على جملة الدعاء؛ محل "فأصَّدّق"، والتقدير: (إن أخَّرتني أصَّدّق وأكُنْ). فالواو هنا من باب عطف الجملة على الجملة، وليس من باب عطف الفعل على الفعل.
8 - جعل الضمير العائد على المفرد جمعاً.
قال تعالى في سورة البقرة )مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ(.( البقرة : 17) والسؤال : لماذا لم يأت الضمير العائد على المفرد مفرداً بحيث يقال يقال : ذهب الله بنوره؟
الجواب: تقدير الآية هو "مَثَلُهُمْ (= مَثَلُ الذين قالوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ .... (وهم المحكي عنهم في الآيات 8- 16 ) كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ، ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ (نور المحكي عنهم والمضروب لهم المثل) وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ"، فكان ضمير الجمع المتصل في نورهم عائداً على (الذين قالوا ..) بعد تجاوز المثل لوضوحه. فالمضروب به المثل ، والذي استوقد ناراً، والمضروب لهم المثل من هم في محله بداعي المثل، وكان من أمرهم ما كان، والنتيجة أنهم بعد أن استوقدوا ناراً تضيء لهم (بما مُثِّل لهم)، حل بهم ذهاب الله بنورهم وتركِهم في ظلمات لا يبصرون. فالآية انتقلت منهم إلى المضروب به المثل لهم، ثم أعادت الالتفات إليهم بعاقبة فعلهم. ولو انتهت الآية بـ (ذهب الله بنوره وتركه في ظلمات لا يُبصر – أي المضروب به المثل) لتطلب الأمر من السامع إجراء التمثُّل ذهنياً ليعرف مآلهم، فكان من بلاغة الآية أن اختصرت الطريق وآلت بالنتيجة إليهم مباشرةً وجاءت: (ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ).
9 - نصب المعطوف على المرفوع :
قال تعالى في سورة النساء، )لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ مِنْهُمْ وَالمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً(.( النساء : 162)
والسؤال : لماذا لم يرفع المعطوف على المرفوع بحيث يقال: والمقيمون الصلاة ؟
الجواب: يُسمِّي النحاة واللغويون الإعراب المخالف لإعراب ما قبله بـ "القطع". وهو من نوعين: للمدح أو للذم. فما جاء منه للمدح قوله تعالى أعلى: (وَالمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ) في الآية أعلاه، ولو لم يكن هناك قطع لجاءت كما ظن السائل (والمقيمون الصلاة)، والتقدير هنا أن (المقيمين) مفعول به لفعل محذوب تقديره (وأمدح). كما وأن أشهر الآراء أن (المقيمين) منصوب على الاختصاص المراد منه المدح في هذا الموضع بدلالة المقام؛ لأن المؤدين للصلاة بكامل ما يجب من طهارة ومبادرة وخشوع وتمكن جديرون بأن يُمدحوا. وأما (والمؤتون) بعدها فهي على الرفع لكونها معطوفة على الجملة التي قبلها.
ومثال آخر للقطع على المدح كلمة (الصابرين) في قول الله تعالى "وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ... وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ .."(البقرة:177)، وعلة المدح عِظم قدر الصبر، وهو الذي قال الله تعالى فيه "وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ"(فُصَّلت:35). أما مثال القطع الذي جاء للذم، فنجده في كلمة (حمَّالة) – التي جاءت منصوبة بعد رفع ما قبلها - في قول الله تعالى "وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ"(المسد:4)؛ أي: امرأة أبي لهب، فهذا قطعٌ قُصد منه الذم؛ أي: أذم (حمالةَ الحطب)، وعلة الذم: فعلها من نثر الشوك في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرض الإيذاء، كما جاء بالتفسير، أو ما يعلمه الله من أمرها، والذي جاء بسببه المصير المقرر لها في قوله تعالى ( فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ ).
10 - نصب المضاف إليه :
قال تعالى في سورة هود، )وَلَئِنْ أَذَقْناَهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ( .( هود : 10)
والسؤال : لماذا لم يجرَّ المضاف إليه بحيث يقال : بعد ضراءِ؟
الجواب: (ضراءَ): مُضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف بسبب انتهائه بألف التأنيث الممدودة.
11- وقوع المفعول موقع الفاعل :
قال تعالى في سورة الإسراء،: (حجاباً مستوراً)( الاسراء : 45).
والسؤال: لماذا جاءت كلمة مستورا بصيغة المفعول ولم تأتي بصيغة الفاعل فيقال: حجابا ساتراً؟
الجواب: من أساليب اللغة العربية المشهورة – التي لا يعلمها السائل كما هو واضح – وتدخل في المجاز العقلي - أن يُطلق اسم المفعول ويراد به الفاعل، أو أن يُطلق اسم الفاعل ويُراد به المفعول. ومثال الأول ما سأل عنه السائل ؛ "حجاباً مستوراً" أي ساترا، وقولنا: "ميمون" و"مشئوم" نريد: "يامن" و"شائم"، ومثال الثاني قوله تعالى: " ( مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ) أي مدفوق، وقوله تعالى ( فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ) ؛ أي مرضية، وقوله تعالى ( وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا) ؛ أي مُبصرٌ به. ويضاف إلى كون "الحجاب مستورا" أي ساتراً؛ لأن هذا من خصيصة أي حجاب، أنه ما من أحد رأى هذا الحجاب بين النبي - صلى الله عليه وسلم - والكافرين، وكان يقرأ القرآن أمامهم، ... ومعنى ذلك أن هذا الحجاب كان مستوراً عن الرائين، .. وعليه فقد اجتمع في نفس اللفظ كونه ساتراً – لكونه من أساليب العربية المشهورة والدارجة ولأن وظيفة الحجاب أن يستر - وكونه مستوراً بحكم الواقع المشهود من عدم رؤيته. وليس بعيداً أن يكون هذا الحجاب حجاباً عقلياً يحرم الله تعالى الفهم عن الكافرين بالآخرة؛ عقاباً على جحودهم، ومثال ذلك ما وصف الله تعالى به حالهم في قوله تعالى ( وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ..) (التوبة:127).
12- نصب الفاعل:
جاء في سورة الكهف، الآية 5: (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا).
والسؤال: لماذا جاءت (كَلِمَةً) منصوبة بالفتحة، في الوقت الذي يفترض أن تكون فيه مرفوعة على أنها فاعل؟
الجواب: (كَبُرَتْ) فعل ماض لإنشاء الذم، والتاء للتأنيث، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره (هي). (كَلِمَةً) تمييز منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل مضمر؛ أي: كبرت مقالتهم المذكورة، وهي قولهم: (اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا) في الآية السابقة (الكهف:4).
وليت الأمر يقتصر على قصور (سعيد ناشيد) في فهم العربية، فقد لاحظنا أيضاً قصوره الـمُشين في فهمه للتفسير القرآني، وفي فهمه الأصلع للحديث النبوي، واصطلاحات أصول الفقه، حيث حاد في كل ذلك حيدة تدل على جهله المطبق .كيف لا وقد تقمم آراءه من مزابل فكرية لعدد من االليبراليين أمثال عبد الكريم سروش ، ومحمد الشبستري (وهما ليبراليان من شيعة إيران) وأحمد القبانجي المعتوه وهو (ليبرالي من شيعة العراق)، وأيضاً تقمم بعض المفاهيم والتصورات التي صاغها استاذه جورج طرابيشي (ليبرالي مسيحي سوري) في مشروعه النقدي. وصديقه المدلس التونسي يوسف صديق ، وصولاً إلى ترديد أقوال بعض المستشرقين على رأسهم (تيودور نولدكه) ( الذي مُنع كتابه المُترجم عن تاريخ القرآن من التداول في كثير من الدول العربية).. فنتج عن كل ذلك هذا المسخ الفكري المسمى سعيد ناشيد ؟! ([4] )
وقد عاب كثير من المثقفين الكذوب المفتري ( سلمان رشدي ) على افتراءاته في كتابه ( آيات شيطانية ) وهم محقون في ذلك ، مع أنها لا تساوي في سوئها وافترائها صفحات مما كتبه هذا الدعي الزنيم المدعو ( سعيد ناشيد ) في كتابه ( الحداثة والقرآن ) ؟؟
ثانيا : موقفه من القرآن :
وبالإضافة إلى زعمه وجود أخطاء نحوية في القرآن كما يقول المبشرون والمستشرقون ، هو منكر للقرآن وقداسته ، تماما كزميله في الانحراف الزنديق يوسف صديق ، والشرفي ، ولا ندري من نقل عن من ؟؟ فقد تشابه القر علينا ، ومع أن معلمه جورج طرابيشي نبهه على أنه تجاوز الخطوط الحمر.. قال : ( وبالفعل فقد نبهني صديقي المفكر السوري جورج طرابيشي إلى أن منسوب الجرأة ( يقصد الوقاحة ) في هذا الكتاب ( الحداثة والقرآن ) يفوق المعدل العربي المسموح به ) ( [5] ) إلا أنه لم يرعوي ، ومن أمن العقوبة أساء الأدب..؟! كما يقولون . وسنورد فقرات من كتاب ( الحداثة والقرآن ) تبين مدى انفلاته من عقاله ..
( بكل تأكيد، القرآن مخلوق كما أكد المعتزلة قديماً. ونضيف بأن جميع المخلوقات محكوم عليها بالنقص والنسبية والعَرَضية والزوال. وإذا كان هذا شأن كل مخلوق، بما في ذلك المخلوق البشري أيضاً، فما بالك بالقرآن، وهو -في بدئه ومنتهاه- وحيٌ إشاري تلقّاه نبيّ (يمشي في الأسواق )، ثم تمثّله وفق تصوراته، ثم تأوّله تبعاً لثقافته، ثم صاغه في شكل عبارات بحسب المتاح اللغوي والمفاهيمي لديه، ثم دوّنه المدونون باعتماد أدوات بعيدة عن الدِّقّة )عظام وأوراق أشجار وصفائح حجرية...(، ثم جُمع أوّل الأمر كيفما أمكن، ثم.. للحكاية تفاصيل سنأتي على ذكرها أو ذكر بعضها. في كل الأحوال، لا وجود لكلام كامل ومكتمل. هكذا حال القرآن الذي هو كلام أُنشئ بلغة أنشأها البشر. ) ( [6] )
( بكل تجرّد، أيضاً، مشكلتنا مع الخطاب القرآني أننا لم نعد نعيش في زمن السبي والفيء والجزية و)ما ملكت أيمانكم(؛ لم نعد نعيش في زمن )النفاثات في العقد( و)عتق رقبة( وزواج أو طلاق )اللائي لم يحصنّ(... إلخ. لذلك أصبحنا أمام الكثير من الأحكام والمفاهيم والتصورات القرآنية نشعر بالحرج والارتباك، وأصبحنا ندرك غربة (النص المقدس ) في العالم الجديد. وأحياناً، نناور باللغة الى حد اللغو كما يفعل محمد شحرور وآخرون. وهكذا يبدو «المعتدلون » في موقع التبرير والتحايل، وفي المقابل، يبدو السلفيون المتشدّدون وكأنهم صادقون مصدِّقون لما بين أيديهم من صريح النص! ) ( [7] )
3 - ( وأما لفظ المثاني الذي اختلف القدماء في فهمه، فقد حاول الشهيد محمود محمد طه ؟؟ ( يقصد المرتد ) مقاربة معناه في قوله : ( ومعنى مثاني أنه ذو معنيين. معنى بعيد عند الرب، ومعنى قريب تنزّل للعبد (. وبلغتنا، نستطيع الحديث عن معنى وحياني عميق ومعنى نصي ضيِّق . ( [8] )
4 - ( غير أن تقديس وتأليه النص القرآني، ووضعه في مقام أقنوم ثان أو ثالث من أقانيم الألوهية، قد أتاح للفقهاء التحريضيين والدّعاة الغوغائيين والوعاظ الاستعراضيين فرصة استغلاله لأجل الكذب والخداع، ولغاية شل نشاط السامع، وتعطيل إرادته، وإحباط طموحاته، فيصبح الإنسان المسلم في آخر المطاف إنساناً خانعاً خاضعاً تابعاً، بل خاملا مثل جماعة من السلاحف على ضفاف ماء آسن.
هذا هو ( التشوّه الخلقي ( الذي ألْحَق ولا يزال يلْحِق ضرراً بليغاً بصورة الإسلام، وبصورة الإنسان في الإسلام، بل بكرامة الإنسانية جمعاء) ( [9] )
لاحظ في هذه الفقرة وغيرها استعمل كلمة ( الاقانيم ) تزلفا لمعلمه وولي نعمته ( جورج طرابيشي ؟؟) وهو مصطلح شركي نصراني .. لا يستعمله المسلمون ؟!
وهو كاذب في ادعائه ، فالمسلم لم يصبح خانعا خاملا .. إلا بعد أن ترك خكامه الاسلام .. فقيبة بن مسلم الباهلي افتتح الشرق والهند وباكستان وفرض الجزية على الصين وعمره لم يبلغ الثامنة عشرة ، وكذلك عقبة بن نافع الذي فتح المغرب وأدخل الشمال الأفريقي في الاسلام وهو في نفس السن كذلك .. لقد أدب الله غير المسلمين بهؤلاء الشياب الذين كانوا قدر الله الغالب .
5 - ( إنّ المطلوب هو استبدال كل مفاهيم القدامة في الخطاب الديني من قبيل الولاء والبراء، ودار الحرب ودار الإسلام، والطاعة والجماعة، والزّحف والنّفير، والحريم والعورة.. وأشياء أخرى، بمفاهيم تنتمي إلى حقل الحداثة والمواطنة وحقوق الإنسان. ) ( [10] )
- ولم يسلم الرسول – صلى الله عليه وسلم – من بذاءة لسانه وحقارته ، وهكذا كل الحداثيين والعلمانيين ، فقال : (الصورة الرّائجة في كتب السيرة والحديث تقدم الرّسول)ص( باعتباره رجلا مزواجا منكاحا مهووسا بالجنس إلى درجة أنه قد ( يتطوّف على نسائه في ليلة واحدة ) )صحيح البخاري(، وأنه يملك طاقة جنسية ( بقوة سبعين رجلا ) أو أكثر، وما إلى ذلك من أساطير ( حريم السلطان ) ! وليس هذا بصحيح. هو منظر بئيس أمام ذواتنا، مسيء أمام الآخرين، ويرسم أمام أطفالنا صورة نمطية للمسلم باعتباره شخصا مهجوسا بالنكاح 24 ساعة على 24 ، و 7 أيام على 7 أيام. ) ( [11] ) أيقول هذا مسلم ؟؟ ونلوم صحفي أجنبي ، أو رسام كاريكاتير على دناءته وقد قال ما قال عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونترك هذا الدعي الزنيم يفتري على رسول الله - صلى الله عليه وسلم – دون عقاب ؟!
- رفع القداسة عن القرآن الكريم : وعلى منوال من سبق من مستشرقين وحداثيين ينطلق الكاتب المغربي سعيد ناشيد مقلداً لمن سبقه في طعنهم على القرآن الكريم، من خلال أطروحات مستنسخة ومجترة ومكررة. يقول سعيد ناشيد: (يعبر القرآن الكريم عن ثلاث قضايا متفاوتة، لا يجوز بأي حال من الأحوال أن نستمر في الخلط بينها: أولاً- قضية الوحي الإلهي ؛ ثانياً- قضية القرآن المحمدي؛ ثالثاً- قضية المصحف العثماني)( [12] ) نقرأ هنا مدى الخلط الكبير والكثير عند سعيد ناشيد، فهو يقسم القرآن الكريم ـ بحسبه ـ إلى ثلاثة أقسام: قرآن إلهي، وقرآن محمدي، ومصحف عثماني... فاعتبر نفسه أنه جاء بما لم تستطعه الأوائل ؟؟ ولو دققنا النظر في مقولته هذه نجدها خليط من السرقة لنظريات ثلاثة مستشرقين هم: ميلمان باري، وولتر أونج، وأنجيليكا نويفرت. إن سعيد ناشيد لم يأت بجديد من حيث الطرح العام، لكنه زاوج بسرقته بين خليط من الطروحات التي لا يمكن ان تتمازج في بعض جوانبها، وما ذلك إلا لقلة معرفته وانعدام إدراكه لحقيقة القرآن الكريم، ثم نجد سعيد ناشيد يقول: (اننا نعتبر قضية الوحي الإلهي بمثابة قضية منفصلة ومستقلة عن قضية القرآن المحمدي، فالقرآن خطاب لغوي قام به النبي القرشي للصور الوحيانية؟؟ خضع في كل صوره وأطواره للظروف الذاتية والموضوعية لشخصية الرسول - عليه الصلاة والسلام - : الظروف الذاتية، تتعلق بمزاج وثقافة وشخصية وانفعالات الرسول، وهذا ما يفسر التفاوت العاطفي والانفعالي والنفسي بين مختلف آيات الخطاب القرآني. وهذا باعتراف الخطاب القرآني نفسه كما سنرى ؟؟ . والظروف الموضوعية، تتعلق عموماً بأسباب النزول ، وسياق التنزيل وملابسات الأسئلة، والظروف الواقعية والتاريخية، وهذا ما يفسر اختلاف الأحوال ، وتضارب الأحكام ، واشتباه المعاني ، واحتمال الأوجه. وهذا مرة أخرى، باعتراف الخطاب القرآني نفسه كما سنرى ؟ )( [13] ) ويجعل المغربي سعيد ناشيد من ظروف القرآن الكريم - بحسب مدعاه - ظرفين هما: الظرف الذاتي، والظرف الموضوعي، ويدعي التضارب ما بين الظرفين؟! أما عن مرحلة المصحف العثماني كما يسميها سعيد ناشيد يقول: (وهناك أيضاً قضية المصحف العثماني من حيث كونها قضية منفصلة ومستقلة في الزمان والأحوال، وفي المضامين والأشكال، عن قضية الوحي الرباني بكل تأكيد، وأيضاً عن قضية القرآن المحمدي على وجه التحديد، وهي ثمرة اجتهاد تاريخي أنجزه المسلمون على مدى سنوات طويلة. إذاً، نحن لا نعرف القرآن الكريم على وجه الدقة والتحديد إلا من خلال تمظهره الأخير: المصحف العثماني)([14]) فيدعي أن المصحف الموجود حالياً هو المصحف العثماني، وليس المصحف الشفاهي الذي نزل على النبي الأكرم- صلى الله عليه وسلم، - تماما كما يقول الشرفي ، وما هذا إلا طرح مضحك بكل معنى الكلمة، ومن خلال هذا الطرح تتبين طبيعة فكر وعقل وطرح سعيد ناشيد ، وتابعه يوسف صديق ؟! . ( [15] ) ونكتفي بهذا الفقدر .. من كتاب واحد .. فما بالك ببقية كتبع ومقالاته في مواقع الملحدين ؟؟ ( [16] )
أما عن بشرية القرآن الكريم وتوجيه الانتقادات له ، يقول سعيد ناشيد وتابعه ؟ : (إن القرآن ترجمة بشرية للصور الوَحيانية التي لها مصدر إلهي ورباني بالفعل، غير أنها ترجمةٌ أنجزها الرسول نفسه في خطاب وَجَّهَهُ إلى الناس في تلك العصور القديمة الماضية،( [17] ) وفق ثقافتهم وظروفهم ومدركاتهم. ولأن الأمر كذلك، فقد تمت صياغة الوحي الرباني باستعمال المعطيات التالية: أولاً- باستعمال لغة عربية بالفعل، غير أنها تنتمي إلى مرحلة ما قبل قواعد النحو؟؟.
ثانياً- باستعمال مفاهيم سياسية واضحة بالفعل، غير أنها تنتمي إلى مرحلة ما قبل دولة المؤسسات؟؟. ثالثاً- باستعمال مفاهيم علمية يدركها الناس، غير أنها تنتمي إلى مرحلة ما قبل مناهج العلم؟؟ . لهذا السبب، لا يجوز لنا بأي حال من الأحوال أن نُقَيّم القرآن بمقاييس الحداثة السياسية والثورة العلمية ، وحقوق الإنسان، ولا يجوز لنا أن نتعامل معه كنص في العلم أو السياسة أو الأخلاق. وإذا فعلنا ذلك فإننا سنقترف جرماً كبيراً)؟! ( [18] ) فهو هنا يتبنى نظرية التفريق ما بين الكتاب والمصحف التي قال بها المستشرقون، وقال بها قبله محمد شحرور، إذ لم يأت سعيد ناشيد بأي جديد، بل طرحه مجرد اجترارات لمقولات من سبقه... واجتر يوسف صديق ما تقيأه سعيد ناشيد ؟!
ثالثا : لم يسلم علماء الاسلام من بذاءاته وكذبه .. فكتب سعيد ناشيد مقالا تحت عنوان : ابن تيمية كما رآه ابن بطوطة ، قال فيه : (في كتابه الممتع، “تحفة النظار في غرائب الأمصار”، يحكي الرحالة المغربي ابن بطوطة عن أهم مشاهداته خلال رحلاته التي استغرقت ثلاثين عاماً من الترحال والطواف في مختلف الأقطار والأمصار، من الصين إلى السينغال. ويهمنا في هذا الباب أن نسرد واقعة طريفة ومعبرة عاينها أثناء حضوره لصلاة الجمعة بجامع دمشق، حيث كان إمام الصلاة حينها شيخ الإسلام ابن تيمية... يعترف الرحالة المغربي أن الإمام ابن تيمية كان “كبير الشام” و”أهل دمشق يعظمونه أشدّ التعظيم”، لكنه يضيف مستدركاً “إلا أن في عقله شيئا”.؟؟؟ وهي كما لا يخفى صيغة مهذبة للقول بأن في عقل الرجل خللا ما. لم تكن تلك الملاحظة ملاحظة شيخ من الشيوخ المنافسين لابن تيمية حتى نقول عنها إنها مجرّد غيرة وتحامل، لم تكن ملاحظة شخص مقيم في دمشق حتى نقول إنها مجرّد تصفية حسابات، بل كانــت مـــلاحظة رحّــالة منقطع للترحــال وتـــسجيل المـــشاهدات بدقة بالــغة. غير أن الواقعة التي عاينها الرّحالة ابن بطوطة باستغراب لدى حضوره لخطبة الإمام ابن تيمية في يوم الجمعة، هي أن شيخ الإسلام بدأ يشرح للناس فيقول: “إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كنزولي هذا”، و”نزل درجة من درج المنبر”. ) إلى آخر ما ذكره من افتراءات وأكاذيب ؟؟ وكلام ابن بطوطة غير صحيح .. للأسباب التالية : 1 - فقد ذكر ابن بطوطة عن نفسه(ص/50 من رحلته ) أن دخوله دمشق كان يوم الخميس التاسع من رمضان عام 726هجرية. ومن المعلوم أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان رهين الحبس من شهر شعبان 726هجرية ولم يفرج عنه حتى توفى فى السجن معتقلاً ليلة الإثنين فى العشرين من ذى القعده عام 728هجرية. كما ذكر ذلك عدد من المؤرخين... فكيف لقيه؟! ومتى؟!
2 - ومما يرد دعوى ابن بطوطة على ابن تيمية : أن عقيدة ابن تيمية التي ذكرها فى كتبه وبثها للناس في رسائله هي على خلاف ما ادعاه عليه ابن بطوطة. بل في جميع مصنفاته التي أربت على أكثر من أربعمائة مصنف!! لا يوجد فيها حرفٌ واحد مما نسبه إليه ابن بطوطة!! بل هي على نقيض ذلك تماماً.. فقد بين عقيدته في ( الرسالة الحموية ) و ( الرسالة الواسطية ) إذ جاءه رجل من قضاء واسط بالعراق يسأله أن يضع لهم مجملاً لاعتقاد أهل السنة والجماعة فأجابه إلى طلبه وألف له (الرسالة الواسطية ) وهي موجودةٌ بأيدي الناس اليوم من أحسن ما كتب في الاعتقاد... وكتب ابن تيمية كتابا هو أعظم ما كتب عن الشيعة الروافض وتجلية مذهبهم وسماه [ منهاج السنة النبوية فى نقض كلام الشيعة القدرية] وله مواقف صلبة في محاربة الشرك والخرافة ، والدجل ، والبدع ، والفرق : كالمعتزلة والأشاعرة ، والصوفية ، والشيعة بفرقها ، والفلاسفة ، والصابئة, ورفض ما عليه المقلدة والمتعصبة للمذاهب ، كل ذلك أوجد له خصوماً من كل جانب ، خصوصاً مع الاعتبار ما كانت عليه ديار الإسلام من حال الحرب مع التتار تارةً ، ومع الصليبيين تارةً أخرى... و ابن بطوطة لم يُدوِّن رحلته بنفسه, وإنما أملاها لما قدم مدينة فاس, ورغب منه واليها, أملاها على أحد كتبته وهو ابن جزي محمد بن محمد بن أحمد الغرناطي ثم الفاسي (ت757هـ) وأوضح ذلك في مقدمته قائلاً:"ونقلت معاني كلام الشيخ بألفاظٍ موفيةٍ للمقاصد, فلم أُخل بأصله, وأوردت جميع ما ذكر من الأخبار والحكايات, ولم أتعرض للبحث عن حقيقتها" اهـ ( [19] ) 3- ترجم ابن حجر لابن بطوطة فقال :
- لم يكن ابن بطوطة متضلعِّاً فى العلوم ، وأنه رُمِي بالغرائب بل والكذب. كما صرّح بذلك الحافظ سراج الدين البلقيني. والمعلوم أن الجرح المفسر مقدم على التعديل كما ذكر جهابذة المؤرخين, ومهرة الحفاظ. وعليه فجرح من رماه بالكذب مقدم على تعديل من عدّله...وأيضاً فإن من قواعد الجرح والتعديل أن جرح الضعيف (المجروح أصلاً) للثقة الثبت لا يقبل, بل يزيد الجارح جرحاً كما هو في محله من قواعد التحديث للعلماء الأكابر كالنووي وابن الصلاح والذهبي والمِزِّي والعراقي وابن حجر ، والسخاوى ، والسيوطي ، والقاسمي ، والمعلِّمي في ثلة مبرورة- رحم الله الجميع - .
فإذا جرح ابن بطوطة ابن تيمية فإنه من هذا الباب ، ومحالٌ أن يُدرك الضالعُ شأوَ الضليع وقديماً قال جرير:
وابنُ اللبون إذا ما لزّ في قرنٍ ** لم يستطِعْ صولةَ البُزلِ القناعيسِ
وفي ترجمة ابن بطوطة أيضاً من كتاب (الأعلام) لخير الدين الزِّرِكلي المؤرخ الشامي الشهير ما يلى:
"محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي ، أبو عبد الله ، ابن بطوطة : رحالة ، مؤرخ . ولد ونشأ في طنجة بالمغرب الاقصى . وخرج منها سنة 725 ه ، فطاف بلاد المغرب ومصر والشام والحجاز والعراق وفارس واليمن والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين والجاوة وبلاد التتر وأواسط إفريقية . واتصل بكثير من الملوك والامراء ، فمدحهم - وكان ينظم الشعر - واستعان بهباتهم على أسفاره . وعاد إلى المغرب الاقصى ، فانقطع إلى السلطان أبي عنان ( من ملوك بني مرين ) فأقام في بلاده . وأملى أخبار رحلته على ( محمد ابن جزي ) بمدينة فاس سنة 756 وسماها ( تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار - ط ) ترجمت إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والانكليزية ، ونشرت بها ، وترجمت فصول منها إلى الالمانية نشرت أيضا . وكان يحسن التركية والفارسية . واستغرقت رحلته 27 سنة ( 1325 - 1352 ) ومات في مراكش . وتلقبه جمعية كمبردج في كتبها وأطالسها بأمير الرحالين المسلمين The Prince of Moslems travelers وفي نابلس ( بفلسطين ) أسرة ، الآن ، تدعى ( بيت بطبوط ) وتعرف ببيت المغربي وبيت كمال ، تقول إنها من نسل ابن بطوطة."([20])
4 - وقد رد على ابن يطوطة كثير من المحققين وكذبوا روايته ، منهم : قال المحقق المغربي عبد الله كنون : : إن الخبر الذي رواه اين يطوطة وقع فيه تويد من خصوم ابن تيمية ، فرواه رحالتنا على علاته ، ولم يخف الاستاذ كنون شكوكه في صنيع الكاتب للرحلة ( ابن جزي ) الذي يجوز أنه توهم حضور ابن تيمية للواقعة المزعومة ؟؟ ( [21] )
كتب عبد الهادي التازي المؤرخ مغربي ، وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة مقالا تحت عنوان : لقاء الفقيه والرحالة ، هل التقى ابن تيمية وابن بطوطة : نشر بمجلة العربي ، ديسمبر 2004م . وقام بتحقيق رحلة ابن بطوطة المسماة ( تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار ) في خمسة مجلدات ..
ج- هل لقي الرحالة ابن بطوطة ابن تيمية ؟ للدكتور عبد العزيز علي جامع
عضو ندوة العلامة عبد الله الطيب – الخرطوم .. وقد فند قول ابن بطوطة في مقالين مطولين ... كما رد بعض أقوال عبد الهادي التازي ؟
د – وكتب الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن البراك مقالا مطولا فند فيه اتهام ابن تيمية المنسوب لابن بطوطة ، كما فند بعض فرضيات عبد الهادي التازي ، وقال في ختام مقاله : (تقرر بما سبق ذكره أن حكاية تشبيه شيخ الإسلام للنزول الإلهي بنزوله -تعالى الله عن ذلك- فرية كاذبة متهافتة، اختلقها من لا خلاق له، ثم اتخذها بعض مناوئي الشيخ -ممن أُشربوا بغضهم له وانحرافهم عنه- تكأةً للطعن فيه والتشنيع عليه، ...... ويا ليت الدكتور عبدالهادي التازي -رحمه الله- اكتفى بنكارة الرواية، ولم يعجل للمنافحة عنها ببادي الرأي عند اكتشافه الزيارة الثانية لابن بطوطة إلى دمشق، فحفظ مقام شيخ الإسلام من هذه التهمة الشنيعة البشعة التي يتنزَّه عنها فضلاء عوام المسلمين، فضلًا عن أجلِّة علمائهم وأئمتهم؛ أولى من حفظ مقام الرحالة ابن بطوطة من الكذب أو الوهم، لاسيما أن التازي في مقدِّمته للرحلة استنكر متن رواية ابن بطوطة للحادثة المزعومة بمخالفتها مذهب السلف الذي يُعَدُّ ابن تيمية قطبًا من أقطابهم، فلم يكن يجدر به أن تسوقه دهشة الاكتشاف إلى إهمال هذا المأخذ المتيقن؛ والمسارعة إلى تصحيح الرواية بالأوهام. ) ه- نشر الاستاذ الدكتور الجزائري المؤرخ الكبير خالد كبير عَلاّل في 31 اكتوبر 2011م مقالا جامعا مانعا تحت عنوان : هل رأى ابن بطوطة الشيخ ابن تيمية ؟ جاء فيه : ( أفرد الرحالة المغربي ابن بطوطة اللواتي (ت 776 هـ)، قسماً من كتابه: تحفة النظار، لمشاهداته بمدينة دمشق (سنة: 726هـ)، منها ما رواه عن شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية (ت 728 هـ) فكان مما قاله عنه: ( وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكّرهم، فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينـزل إلى سماء الدنيا كنـزولي هذا، ونزل درجة من درج المنبر، فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء وأنكر ما تكلّم به، فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتى سقطت عمامته، وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة، فأمر بسجنه وعزّره بعد ذلك؛ فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره، ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكز، وكان من خيار الأمراء وصلحائهم، فكتب إلى الملك بذلك وكتب عقداً شرعياً على ابن تيمية بأمور منكرة، منها: أن المطلق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمه إلا طلقة واحدة، ومنها أن المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف لا يقصر في الصلاة، وسوى ذلك مما يشبهه، وبعث العقد إلى الملك الناصر، فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة)( [22] ) فهو هنا قد صرّح بأنه رأى شيخ الإسلام ابن تيمية بأم عينيه يعظ الناس بالجامع، ويمثل لهم صفة النـزول كنـزوله هو من على المنبر. وهذا اتـهام خطير لابن تيمية بتمثيل وتشبيه وتكييف صفة إلهية بصفة بشرية. فهل حقا أن ابن بطوطة رأى ابن تيمية وصدر منه ما رواه عنه، أم هو أمر افتراه أو حكاه له خصوم ابن تيمية ولم يره بعينيه؟. إنه حسب ما صرّح به في رحلته فقد رآه بعينيه، لذا فإنني أقول: إن ما رواه ابن بطوطة غير صحيح، بناء على الشواهد الآتية: أولها: إنه عندما دخل مدينة دمشق في التاسع من رمضان سنة 726 هـ ( [23] ) كان الشيخ ابن تيمية مسجوناً بقلعة دمشق منذ السادس عشر من شعبان سنة 726 هـ، بفارق زمني قدره 25 يوماً، ولم يخرج من السجن إلى أن توفي – رحمه الله – بداخله في العشرين من ذي القعدة سنة 728 هـ ( [24] ) فهل يعقل بعد هذا أن يقال: إن ابن بطوطة رأى ابن تيمية وحضر درسه؟! أليس هذا دليلاً دامغاً ينسف الرواية من أساسها؟. وثانيها: إن مصنفات ابن تيمية شاهدة على بطلان ما رماه به ابن بطوطة، فموقفه من مسألة الصفات واضح جداً، فقد نص على أن الله – تعالى -: (كما شاء أن ينـزل، وكما شاء أن يضحك، فليس لنا أن نتوهّم أنه ينـزل عن مكانه، كيف وكيف) ([25]) . وقال في موضع آخر: ( إن الله – تعالى – ينـزل كما شاء، فليس لنا أن نتوهّم كيف وكيف )([26] ) . ونص أيضاً على أننا لا نعلم كيفية النـزول وغيره من الصفات الإلهية، لأننا لا نعلم ذاته – تعالى -، و ( العلم بكيفية الصفة مستلزم للعلم بكيفية الموصوف، فكيف يمكن أن تُعلم كيفية صفة الموصوف ولم تُعلم كيفيته؟! ) ( [27] ) وأمثال هذه الأقوال كثيرة جداً في مصنفات ابن تيمية، وهي تدل بالتأكيد على أنه بريء مما رماه به ابن بطوطة. كما أنه من جهة أخرى، لا يصح شرعاً ولا عقلاً، أن نغمض أعيننا عن أقوال الرجل الثابتة عنه، ونقدم عليها رواية غير ثابتة رواها رجل يخالفه في موقفه من مسألة الصفات. الشاهد الثالث: هو أن الحادثة التي رواها ابن بطوطة عن ابن تيمية لم أعثر لها على أي أثر في كل كتب التواريخ والتراجم والطبقات التي اطلعت عليها – وهي كثيرة – أهمها المصنفات التي توسعت في أخباره ومناقبه، منها: البداية والنهاية لابن كثير، والعقود الدرية لمحمد بن عبد الهادي الصالحي، والرد الوافر للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي، والأعلام العلية في مناقب ابن تيمية لأبي حفص عمر بن البزار البغدادي، وشذرات الذهب لابن العماد الحنبلي، الذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب البغدادي، وتذكرة الحفاظ للذهبي، أفيُعقل أن يروي ابن بطوطة تلك الرواية الخطيرة عن ابن تيمية ولا ترويها تلك المصادر التي رجعت إليها؟!. لكنني أشير هنا إلى أن الحافظ ابن حجر العسقلاني قد أشار إلى تلك التهمة التي تضمنتها رواية ابن بطوطة، دون أن يذكر الحادثة كما رواها ابن بطوطة؛ فقد روى أن خصوم ابن تيمية اتـهموه بأنه ( ذكر حديث النـزول ونزل المنبر درجتين، فقال: كنـزولي هذا. فنسب إلى التجسيم ([28]) . وأقول – تعقيباً على ذلك -: أولاً: إن ابن حجر لم يذكر ما أوردناه من باب أنه حادثة وقعت لابن تيمية فعلاً، وإنما ذكره من باب أنه تـهمة اتـهمها بـها خصومه. ثانياً: إن رواية ابن بطوطة قالت إنه نزل عن المنبر درجة واحدة، وليس درجتين على ما ذكره ابن حجر. وثالثاً: أن ما قلناه في الدليل الثاني يبطل هذه التهمة التي أوردها ابن حجر. ورابعاً: إنه – أي ابن حجر- ذكر في موضع آخر- من نفس الكتاب – سبباً آخر في اتـهام ابن تيمية بالتجسيم، وهو ما أورده في كتابيه العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما، من إثبات للصفات على الحقيقة لا المجاز ( [29] ) . وهذا يعني أن سبب إتـهامه بالتجسيم هو ما أورده في كتبه من إثبات للصفات وليس ما زعمته تلك الرواية عن حادثة النـزول. مع العلم أن ابن تيمية يخالف خصومه في مسألة الصفات الإلهية، فهو يثبتها على حقيقتها مع التنـزيه وعدم التشبيه؛ وهم يؤوّلون معظمها ويعطلونـها ويحملونـها على المجاز. وخامساً: إن ما رواه ابن حجر هو مجرد ادعاء، يفتقد إلى الإسناد والتوثيق، وزعم لا يعجز عنه أحد. وسادساً: إن مما يدل على أن تلك التهمة هي من أكاذيب خصوم ابن تيمية، وأنـهم كانوا يكذبون عليه؛ أن ابن حجر ذكر أن هؤلاء قالوا عنه أنه كان يسعى إلى الإمامة الكبرى، لذلك كان يلهج بذكر المهدي ابن تومرت ويطريه ( [30] ) . وهذا كذب مفضوح، فكل من يدرس حياة شيخ الإسلام بن تيمية دراسة موضوعية، يتبين له أن الرجل ما كان يسعى لمنصب ولا لملك، وقد أمضى حياته من أجل الإسلام، ومات مسجوناً في سبيله. وأما ذلك الزعم فهو باطل بلا شك، لأن ابن تيمية قد تطرق كثيراً لابن تومرت في مصنفاته، وانتقده وذمه، ولم يطريه ولا أعجب به، فقال عنه: إنه كان من نفاة الصفات على مذهب الجهمية والمعتزلة، وموافقاً لابن سينا وأمثاله من أهل الإلحاد في مجال الصفات. وقرنه أيضاً بأصحاب وحدة الوجود كابن سبعين وابن عربي الطائي، وأمثالهما من الجهمية ( [31] ) . وقال عنه: إنه أقام دولته على الكذب والاحتيال وقتل المسلمين واستحلال دمائهم وأموالهم، وقد قتل من المغاربة ألوفاً مؤلفة بدعوى أنـهم مجسمة ومشبهة ( [32] ) . فهل يصح بعد هذا أن يقال أن ابن تيمية كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه؟! أليس ذلك الزعم من أفضح الأكاذيب، وأن خصومه لا يتورعون من أن يكذبوا عليه أية كذبة للنيل منه؟. والدليل الرابع: هو أن سجن ابن تيمية بقلعة دمشق سنة 726هـ، لم يكن بسبب حادثة النـزول التي ذكرها ابن بطوطة؛ وإنما كان بسبب سعي خصومه للكيد له والتخلص منه، وذلك أنـهم وجدوا له فتوى قديمة – كتبها منذ سنين – موضوعها منع شد الرحال لزيارة قبور الأنبياء والصالحين، فألّبوا عليه السلطان ([33] ) . والدليل الخامس : أن رواية ابن بطوطة ادعت أن قاضي الحنابلة وقف بجانب ابن تيمية، وسجن الرجل المالكي وعزّره، مما دفع بالمالكية والشافعية إلى الإنكار عليه. لكن هذا الإدعاء يبدو أنه غير صحيح لثلاثة أمور.. أولها : أن قاضي الحنابلة ابن مسلم لم يكن على وفاق مع الشيخ ابن تيمية، فهو الذي أصدر حكماً بمنعه من الإفتاء في مسائل الطلاق وغيرها مما يخالف مذهب الحنابلة ([34] ) وثانيها: أن ذلك القاضي كان ورعاً عفيفاً، حسن السلوك محمود السيرة مجتهداً في فعل الخيرات( [35] ) مما يدل على أنه من المستبعد جداً أن يقدم على ذلك الإجراء الظالم في حق الفقيه البريء ابن الزهراء، فيسجنه ويعزره، لأنه رأى منكراً فغيره بلسانه!. وثالثها : أن الرواية زعمت أن لقب القاضي الحنبلي هو: عز الدين، وهذا خطأ فإن لقبه الصحيح هو: شمس الدين، واسمه الكامل: أبو محمد شمس الدين بن مسلم الصالحي. وأما لقب: عز الدين فهو لقب القاضي محمد بن التقي سليمان (ت 731 هـ)، الذي تولى قضاء الحنابلة بعد ابن مسلم ( [36] ) . والدليل السادس: هو أن كتاب: تحفة النظار لابن بطوطة، ليست له قيمة علمية كبيرة من حيث صحة الأخبار وتوثيقها؛ فهو يأتي في أدنى درجات تصنيف الكتب من حيث القيمة العلمية لما تضمّنه من أخبار. ومما يثبت ذلك أنه كتاب مغامرات مشحون بكثير من الأساطير والخرافات التي زعم ابن بطوطة أنه رآها أو حكيت له خلال رحلته الطويلة إلى الهند والصين وغيرهما من البلدان. كما أنه – أي ابن بطوطة – لم يدوّن رحلته هذه إلا بعد نحو ثلاثين سنة من ابتداء رحلته، معتمداً على ذاكرته في تدوينها بعدما ضاعت منه مذكراته( [37] ) . كل هذا يجعلنا نستبعد روايته عن ابن تيمية، وإذا أضفنا إليها انتقاداتنا السابقة لها فإننا نرفضها مطلقاً. والدليل الأخير :هو أن ابن بطوطة بدأ كلامه عن الشيخ ابن تيمية بذكر بعض ما حدث له قبل أن يدخل هو إلى مدينة دمشق بسنوات؛ ثم روى حادثة النـزول بعدما دخلها، ثم ختم كلامه عنه بقوله: ( فسجن بـها – أي القلعة – حتى مات بالسجن) ( [38] ) ، (سنة 728هـ) وكان هو حينذاك بمكة المكرمة لأداء فريضة الحج بعدما غادر دمشق منذ مدة طويلة ( [39] ) . وهذا يعني أنه بدأ الحديث وختمه عن ابن تيمية بناء على ما روي له دون أن يذكر لنا مصدر أخباره، وبما أننا قد أثبتنا أن حادثة النـزول غير صحيحة، وأن ابن بطوطة لم يكن شاهد عيان لها، فيبدو أنـها تسرّبت إليه من بعض خصوم ابن تيمية الذين رووا له ما حدث لابن تيمية قبل سنة 726هـ وبعدها؛ ومن المحتمل جداً أن هؤلاء هم الذين زعموا أنـهم رأوا ابن تيمية وكذبوا عليه في حادثة النـزول وليس ابن بطوطة، فاختلط عليه سياق الكلام ونسبه لنفسه. لكن مع ذلك فإن احتمال أن يكون ابن بطوطة هو الذي تعمد الكذب يبقى وارداً، والله أعلم. وختاماً لما ذكرناه : يتبين لنا من ذلك، أن ما رواه ابن بطوطة عن رؤيته لشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية غير صحيح. وأن ما رماه به من التشبيه والتكييف والتجسيم في حادثة النـزول، هو منه بريء افتراه عليه خصومه الكثيرون... و - وقد تصدَّى للردِّ على رواية ابن بطوطة وتزييفها جمعٌ من العلماء والمؤرخين والباحثين ( [40] ) ما بين مطوِّلٍ ومختصرٍ، منهم: أحمد ابن عيسى (ت: 1327هـ)، ومحمد رشيد رضا (ت: 1354هـ)، ومحمد بن سليمان الفقيه (ت: 1355هـ)، ومحمد محسن البرازي (ت: 1368هـ)، ومحمد راغب الطباخ (ت: 1370هـ)، وعبدالرحمن الوكيل (ت: 1390هـ)، ومحمد بهجة البيطار (ت: 1396هـ)، وعبدالله كنون (ت: 1409هـ)، ومحمد عطاء الله الفوجياني (ت: 1409هـ)، وعبدالصمد شرف الدين (ت: 1417هـ)، والألباني (ت: 1420هـ)، وأبي الحسن الندوي (ت: 1420هـ)، وحمد الجاسر (ت: 1421هـ)، وعلي بن المنتصر الكتاني (ت: 1422هـ)، وأحمد بن حجر آل بوطامي (ت: 1423هـ) ( [41] ) . وغيرهم
ومما سلف يتبين لنا أن المدعو سعيد ناشيد عبارة عن ببغاء يردد ما يسمع أويقال له من غير تدقيق ولا تحقيق ، ومعظم مقولاته منقولة من كتب المبشرين والحزب الجمهوري السوداني ؟؟
[1] - وبذلك تبينت حقيقة الكاتب ، ولمصلحة من يكتب ؟؟ وكتبت عنه مؤسسة مؤمنون بلا حدود المشبوهة بأنه (احث وكاتب مغربي مهتم بقضايا التجديد الديني...الخ ) فصدق نفسه ؟!!
[2] - قالت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قطاع التربية الوطنية، إنه “على إثر ما نشرته، مؤخرا، بعض المنابر الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بخصوص وضعية “س. ن”( سعيد ناشيد ) أستاذ التعليم الابتدائي بالمديرية الإقليمية بسطات، حيث ادعت أن قرار عزله يعكس الرغبة في الانتقام منه بسبب كتاباته الفكرية، فإن الوزارة تفند كل ما تم الترويج له، سواء من طرف هذه المنابر والمواقع أو من طرف المعني بالأمر نفسه، وتعتبر قرار العزل المتخذ في حق هذا الأخير إنما هو قرار إداري صرف تؤطره القوانين الجاري بها العمل، والتي تسري على جميع موظفي القطاع العمومي . وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أن “المعني بالأمر مثل أمام المجلس التأديبي الجهـوي بتاريخ 12 نونبر 2020، وذلك على إثر تقاعسه وتقصيره في أداء واجبه المهني، وغيابه غير المبرر عن العمل، واستغلاله للرخص الطبية لغير العلاج، ومغادرته التراب الوطني بدون ترخيص، فضلا عن عدم احترامه الرؤساء المباشرين وتجاوزه قواعد التراسل الإداري”. وختمت وزارة التربية قرارها بالقول : وعلى إثر ذلك، وجهت إلى المعني بالأمر بتاريخ 2 أبريل 2021 تحت عدد 1/2840 رسالة تبليغ عقوبة العزل من غير توقيف حق التقاعد، والتي توصل بها المعني بالأمر ووقع عليها بتاريخ 19 أبريل 2021... انظر : أرشيف هسبريس من الرباط - الأربعاء 21 أبريل 2021 واقرأ قرار وزارة التربية الكامل بعزل هذا المفتري الكذوب ؟؟
[3] - سعيد ناشبد : القرآن والحداثة ، ص 102-108 . والأخطاء المزعومة منشورة في موقع ( كوكب الملاحدة ) فهل هو كاتبها أم سارقها ، لقد تشابه البقر علينا ؟؟
[4] - للتوسع انظر : البحث القيم لعزالدين كزابر : سعيد ناشيد وكتابه الأثيم ؟
[5] - سعيد ناشيد : الحداثة والقرآن ص 41.. اطمئن فالعلماء في السجون ، ومن بقي خارج السجن فأفواههم مكممة ، فقد خلا لك الجو فبيضي واصافري ..؟!
[6] - سعيد ناشيد : الحداثة والقرآن ص26
[7] - المرجع الساابق ص 39
[8] - المرجع السابق ص 132 .. وأسأل الله السميع العليم أن يرزقك شهادة كشهادة السوداني
[9] - سعيد ناشيد : الحداثة والقرآن ص 148
[10] - المرجع السابق ص 149 .
[11] - المرجع السابق ص 212 .
[12] - الحداثة والقرآن، سعيد ناشيد: 10.
[13] - الحداثة والقرآن، سعيد ناشيد: 10.
[14] - الحداثة والقرآن، سعيد ناشيد: 10.
[15] - كما تقول مسرحية الفرد فرج : على جناح التبريزي وتابعه قفة ؟!
[16] - الحوار المتمدن-العدد: 3123 – 12 / 9 / 2010م يقول في مقال له تحت عنوان : ما هو القرآن ؟؟ ( ما الذي يمكن أن يضيفه الآن القرآن إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمواثيق الدولية حول حقوق المرأة والطفل، ومعاهدات حماية البيئة والتنمية المستدامة، وإلى مبادئ الثورة الفرنسية ومفهوم التسامح عند فولتير، وإلى مبادئ الانتخابات والاستفتاء ونحو ذلك.) أما بقة ما ذكره من سخائم اجترها يوسف صديق .. ورددنا عليها في كتاب مستقل قيد الطبع تحت عنوان ( أباطيال وأسمار الزنديق بوسف الصديق – قراءة معاصرة ) وانظر : خمس فرضيات حول القرآن : الحوار المتمدن-العدد: 3797 ، وانظر : خمس فرضيَّات حول الوحي - الحوار المتمدن-العدد: 3795
[17] - يقصد أن الوحي من الله لكن الرسول صاغه بأسلوبه ؟؟!!
[18] - الحداثة والقرآن، سعيد ناشيد: 11.
[19] - انظر مجلة العرب] لصاحب الامتياز علامة الجزيرة حمد الجاسم : ص/718-719- يوليو/أغسطس 1998م
[20] - انظر: دائرة المعارف الاسلامية 1 : 99 والرحالة المسلمون 136 - 171 وسماه الزبيدي ، في التاج 5 : 109 ( محمد بن علي ) وذكر عن رحلته أن ابن جُزي جمعها في كتاب حافل ، اختصره محمد بن فتح الله البيلوني في جزء صغير.
[21] - مجلة مجمع دمشق ، يوليو 1965م .
[22] - رحلة ابن بطوطة ج1 ص: 95، ط الجزائر.
[23] - نفس المصدر ج 1 ص: 83.
[24] - – ابن كثير: البداية والنهاية ج 14 ص: 122، 134، 135.
[25] - ابن تيمية: العقيدة الأصفهانية ص: 49.
[26] - ابن تيمية: درء تعارض العقل والنقل ج 2 ص: 24.
[27] - ابن تيمية: مجموع الفتاوى ج 5 ص: 131
[28] - ابن حجر: الدرر الكامنة ج 1 ص: 180.
[29] - نفس المصدر السابق ج 1 ص: 181.
[30] - نفس المصدر السابق ر: ج1 ص: 182.
[31] - ابن تيمية: العقيدة الأصفهانية ص: 41. والفتاوى الكبرى ج4 ص: 282 ودرء تعارض العقل والنقل ج3 ص: 438، وج5 ص: 20، وج 6 ص: 518.
[32] - ابن تيمية: بغية المرتاد ص: 494. ومجموع الفتاوى ج 11 ص: 478.
[33] - محمد بن عبد الهادي: العقود الدرية: 343. وابن كثير: المصدر السابق ج 14 ص: 539.
[34] - ابن رجب: المصدر السابق ج2 ص: 380.
[35] - ابن رجب: المصدر السابق ج 2 ص: 6 (م المحقق).
[36] - نفس المصدر ج 2 ص: 380.
[37] - ابن بطوطة: المصدر السابق ج1 ص: 6 (م المحقق).
[38] - نفس المصدر ج 1 ص: 95.
[39] - – نفس المصدر ج1 ص: 254، 255، 256.
[40] - ومنهم أيضًا بعض خصومه، كأحمد بن الصديق الغماري (ت: 1380هـ) في «جؤنة العطار» (ص75(.
[41] - انظر: «توضيح المقاصد» لابن عيسى (1/497-499)، «فتاوى الإمام محمد رشيد رضا» (6/2528-2537)، «الكشف المبدي» للفقيه (ص237-238)، «حول ابن بطوطة وابن تيمية» للبرازي (ص58-60 مجلة الرسالة، العدد 329)، «مقالات العلامة المؤرخ المحدث محمد راغب الطباخ» (1/223-227)، «ابن بطوطة يفتري الكذب على ابن تيمية» للوكيل (ص38-41 مجلة التوحيد، العدد الخامس)، «حياة شيخ الإسلام ابن تيمية» للبيطار (ص43-49)، «في اللغة والأدب» لكنون (ص15-18)، «تحقيق القول بما رواه ابن بطوطة عن شيخ الإسلام» للفوجياني (3/511-518 مجلة رحيق»، «مجموعة تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية» عبدالصمد شرف الدين (ص26-31)، مختصر «العلو للعلي الغفار» للألباني (ص74)، «رجال الفكر والدعوة في الإسلام» للندوي (2/146)، «أشهر رحلات الحج» للجاسر (ص21)، تحقيق «رحلة ابن بطوطة» للكتاني (1/109)، «نقض كلام المفترين على الحنابلة السلفيين» لآل بوطامي (ص45)، مقدمة تحقيق «شرح حديث النزول لابن تيمية»، د. محمد الخميس (ص34-38)، «موقف ابن تيمية من الأشاعرة»، د. عبدالرحمن المحمود (2/693)، «دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية-عرض ونقد»، د. عبدالله الغصن (ص141-142)، «مقالة التشبيه وموقف أهل السنة منها» د. جابر إدريس (2/319-325)، مقدمة تحقيق «شرح الواسطية للهراس»، علوي السقاف (ص33-36)، «قضايا تاريخية وفكرية من تاريخنا الإسلامي»، د. خالد كبير علال (ص142-146)، «عداء الماتريدية للعقيدة السلفية»، شمس الدين الأفغاني (3/620-621)، «ابن تيمية رد مفتريات ومناقشة شبهات»، د. خالد عبدالقادر (ص101-104)، «معرفة الله عز وجل وطريق الوصول إليه عند ابن تيمية»، د. مصطفى حلمي (ص71) وقد نشر هذا المقال في دنيا الرأي من موقع ( دنيا الوطن ) بتاريخ 9 / 4 / 2022م ..