البيت الشيعي ينهدم من الداخل ..
السيد مرتضى العسكري يضعف حديث الكساء وزيارة عاشوراء وينكر لعن أعداء أهل البيت عليهم السلام
قبل عدّة أيّام في مجمع الطلاب في قم المقدسة قام السيد مرتضى العسكري بتضعيف حديث الكساء و زيارة عاشوراء سنداً و إنكار لعن أعداء أهل البيت ـ عليهم الصّلاة و السّلام ـ، و أثارت هذه البيانات إعتراضات واسعة في القم المقدّسة و أصدر سماحة آية الله العظمى السيد محمّد صادق الروحاني ـ دام ظله الوارف ـ بياناً هاماً في ردّ مقالة هذا الشخص و إليكم نصّه:
سماحة آية الله العظمى الحاج السيد صادق الروحاني (دام ظله)
فى تاريخ 9/2/83 [28/4/2004]، القى العلامة العسكري محاضرة فى المدرسة العلمية المعصومية سلام الله عليها، طرح فيها عدة شبهات، اثارت استغراب الحاضرين،
فحين رده على سؤال حول حديث الكساء، اجاب للاسف:ان هذا الحديث المذكور و المعروف في كتابنا، غير صحيح!
وعن زيارة عاشوراء و اللعنة و البراءة من اعداء اهل البيت عليهم السلام قال: لايوجد فى سيرة ائمتنا هذا الشئ وكل ما ورد بهذا الخصوص فى زيارة عاشوراء غير صحيح، وإنى اشك في اصل زيارة عاشوراء، وفي هذا الزمن و هذه الظروف، لامعنى للبراءة و اللعن!
أردنا ان نطّلع على رأيكم حول هذه الاقاويل و نرجوا ان تنيروا قلوبنا المنكسرة من محبى الولاية.
ونسئل الله تعالى ان يؤيد مراجعنا العظام.
عدد من طلاب الحوزة العلمية فى قم.
جواب سماحة السيد الروحاني:
بإسمه جلّت اسماؤه
ثلاثة امور قد اعترض عليها السيد العسكري:حديث الكساء، و زيارة عاشوراء، و لعن اعداء اهل البيت عليهم السلام.
هذه الامور من اسس و اصول معتقدات الشيعة وكل من يتتبع الروايات في هذا الشأن ولو باختصار، لن تبقى له ادنى شك و ترديد فى هذا المجال.
اما عن السيد العسكري لابد ان نقول، انه اما اصيب بحالة النسيان، (وهذا افضل محمل نأخذه به)، و اما قد اجبر بواسطة بعض التيارات السياسية ليهين بمعتقدات الشيعة بهذه الصورة، واما لاسمح الله.....
على العموم، انه بهذه المحاضرة قد حوّل كل الخدمات التى قدمها بواسطة تأليفاته جعلها هباءاً منثورا، و لاادرى إن لم يستغفر ربه و جاءه الاجل، ماذا سيلحق به
فى الختام انصح جميع الطلبة المهتمين، ان يستمروا فى طريقهم الذى بدأوا به في التصدي لاعداء الشيعة و اهل البيت عليهم السلام، فانها من اعلى و اجل العبادات الالهية و ذلك استمرارا لسيرة الائمة عليهم السلام.
و اوصي السيد العسكري ان يتوب بسرعة وان يعوّض نفسه عاجلا.
21 ربيع الاول 1425
محمد صادق الحسيني الروحاني
الختم الشريف
مرتضى العسكري من المؤلفين الإسلاميين و له كتب مختلفة في المسائل الخلافيّة ك"عبد الله بن سبأ" و "خمسون ومائة صحابي مختلق" و "معالم المدرستين"... و هو من كبار دعاة الوحدة و من المؤسسين لحزب الدعوة كان يرفع شعار: [ يجب القضاء على ظواهر تسمى بشعائر الحسين ].
من أتباع السّيد محسن الأمين فكراً و كان من مؤيدي الشاه الإيراني و لكن بعد الثورة أيّدها و بعد وفاة السّيد الخميني إقترب النظام الحاكم إليه و أصبح من أهم الشخصيّات المؤثرة في السّاحة و لكن من خلف الستار.
هو و الآصفي و السّيد البيروتي "فضل الله" و الشيخ محمد علي التسخيري لهم مواقف معروفة وحدويّة لا بذلك المعنى الذي تقصدونه بل بمعنى الوحدة التي يجب أن تتنازل لأجلها عن الكثير من عقائدك الحقة.
كان في كل هذه الفترة يجتنب عن المقابلة "العلنيّة" مع الفقهاء و مراجع التقليد و إن كانوا يعرفونه من خلال مؤلفاته و محاضراته....
إلى أنْ تحدث في الآونة الأخيرة بعد إعتقال آية الله العظمى الشيخ يعسوب الدين الرستگاري ـ فرّج الله عنه ـ و صرّح بمعتقداته.
على العموم
هذه نبذ مختصرة عن حياته
اخوكم
علي مهدي
فتوى فضل الله في الرادود باسم الكربلائي
أن تكون شيعياً
منى فياض- استاذة شيعية في الجامعة اللبنانية- النهار
نمر بمرحلة كارثية ومصيرية سوف تنعكس آثارها على بلدنا والمنطقة على امتداد القرن الطالع؛ وبما انها على مثل هذه الخطورة ارتأيت ان أطرح علنا الاسئلة التي يطرحها البعض بينه وبين نفسه او خفية فلا يتجرأ على اعلانها مخافة مخالفة الجماعة والاجماع، ومخافة ان يتهم بالعمالة والخيانة اذا لم يكن الكفر. ان مواجهة بعض الاسئلة الصعبة وطرحها علانية ربما يساهم في كبح انجرارنا نحو الهاوية التي لا قرار لها ويساعد القيادة على اتخاذ القرار الحكيم والصعب من اجل وقف هذه الحرب الجهنمية مهما كلف الامر.
فما معنى ان تكون شيعيا – لغالبية الشيعة راهناً - وفي هذه المرحلة المصيرية؟
ان تكون شيعيا يعني ان تسلم امرك للقيادة الحكيمة والمعصومة دون التجرؤ على طرح اي تساؤل ولو من باب الاستفسار.
ان تكون شيعيا يعني ان تشاهد محطة "المنار" و"نيو تي في" و"إن بي ان" حصرا وتنتشي بأغانيها الحماسية واخبارها حصرا، وان تنظر بعداء مستحكم الى جميع المحطات الاخرى لانها إما "اميركية" وإما "صهيونية" طالما انها تشير مثلا الى القوات الاسرائيلية باسمها هذا ولا تسميها قوات العدو حصراً ولا تشبعها نعوتا وتكتفي بنقل معلومات.
ان تكون شيعيا يعني ألا تسال عن معنى النصر؟ هل هو انتصار العسكر وبقاء الجنود – مدججين بالسلاح- على قيد الحياة مع تدمير العمران وافناء البشر الذين تعبوا في بنائه ويشكلون الحماية الفعلية للمقاتل نفسه؟
ان تكون شيعيا يعني ألا تسأل عن معنى الصمود والكبرياء، هل هو الهرب من القصف والتكدس على بلاط المدارس وغبارها؟
ان تكون شيعيا يعني ان تساهم في فبركة "كربلاء 2" اللبنانية اذ ان "كربلاء 1" العراقية لم تقم بدورها كما يجب في تعبئة العرب وحملهم على الانتصار على العدو.
ان تكون شيعيا يعني ان تكون بطلا لا تتألم ولا تشتكي ولا تتأزم نفسياً، وتقبل التضحية بنفسك وبلادك وكل ما تم انجازه لكي تلقن اسرائيل درسا وتظهر جنونها، وتؤكد هزيمتها المدوية على ما أشار علينا الوزير السوري في إذاعة البي بي سي من ان اسرائيل خرجت خاسرة "مع التشديد اللازم على مخارج الحروف". فهي مكروهة الآن كما لم تكن من قبل وألّبت عليها معظم دول العالم... التي تأكدت الآن وبالملموس – والدرس ما زال مستمراً – في مدى وحشيتها وجنونها.
وعندما تكون شيعيا عليك ان ترضى بهذا المنطق بل ان تشيد به معجبا بفصاحته وحكمته ودوره العالمي على صعيد نشر ثقافة الحقوق وتفعيل المواثيق الدولية ودوره على الصعيد القومي في التحرير والصمود. ألم نتاكد بواسطة هذه الحرب علينا ان "سوريا هي حجر الزاوية في المنطقة"؟ والكلام لا يزال للوزير نفسه. بالطبع كان يجب كل هذا الدمار والخراب لكي نؤكد بالملموس صحة هذا المنطق العقلاني فنحن من شدة موضوعيتنا لا نعمل الا بالبرهان والتجربة الحسيين.
ان تكون شيعيا يعني ان تقبل بان يخرب بلدك امام عينيك – غير المندهشتين – وينهدم على رأسك وتتهجر عائلاته وتتشرد وتصبح "لاجئة" في اربع زوايا الوطن والارض، وان تقبل الصمود دون تذمر طالما هناك مقاتل يملك صاروخا يمكنه ان يطلقه على شمال اسرائيل وربما جنوبها ايضاً دون ان تسأل عن "اللماذا"؟ أو عن صحة التوقيت؟ أو عن مدى جدوى النتيجة النهائية الحاصلة؟
ان تكون شيعيا يعني ان تقبل بان تضحي بكل شيء ما دام هناك من سيعوض عليك بالمال وهو شريف فوق ذلك لكي تعيد بناء ما دمر؟ ما مشكلتك في ذلك؟
فنحن قوم ابطال لا نعرف سوى ان نضحي وبامكاننا امتصاص الصدمات النفسية وموت الاحبة وبهدلة التهجير والقضاء على مقومات الدولة - فهي دولة فاسدة وضعيفة وتابعة - امام اعيننا أفلا يكفي أن الى جانبنا دولا قوية نعمل على تثبيت دعائمها ونقوي من عزيمتها في مجابهة القوة الاميركية الغاشمة والآلة العسكرية الجهمنية الاسرائيلية التي علينا ان نبرهن عن ضعفها وعدم قدرتها على إلحاق أي هزيمة بمقاومي "حزب الله"؟ او أي امكانية للحد من قدراتهم العسكرية؟ وبأي ثمن؟
ان تكون شيعيا يعني ان تلتزم الصمت ولا تسأل ما هو دور تحرير الاوطان في العادة: هل لإعادة تدميرها وتسهيل إعادة احتلالها مجددا!؟ وان لا تسأل عن دور القيادة: هل للمحافظة على قوتها العسكرية ورجالها المدججين بالسلاح دون ان تلقي بالا الى الانسان العادي؟ كونك شيعيا يجعل بامكانك فقط ان تشكر الحزب لبطولته وتضحياته فليست مهمتك الآن ان تساهم في "أضعافه" او في "كسر كلمته" وتجعله يعرف متى يتراجع او يهادن لكي يحفظ انتصاره من جهة والدولة اللبنانية وبشرها وعمرانها من جهة اخرى!! فذلك يعني ان تضع موضع تساؤل ان يكون للعزة اولوية على حياة الآخرين وللحجر افضلية على السلاح.
ان تكون شيعيا يعني ان تفوّض سيد المقاومة بطلا مخلصا للامة العربية باجمعها، ليس سواء شئت انت ام ابيت بل سواء شاءت هذه الامة نفسها ذلك ام أبت، بل عليك ان تكتفي بالانتشاء بسماع المدائح الجماهيرية والشعبوية التي سبق ان مدحت بطلها المخلص عبد الناصر ولا تزال تذرف الدموع على بطلها الآخر صدام حسين وهي مستعدة لمديح اي بطل يدغدغ احلامها ومشاعرها لكي تنام قريرة العين (يمكنك هنا مراجعة ادبيات المثقفين وبطولاتهم في صحيفتي "السفير" و"الحياة") او لكي تستعيد كرامة مداسة تحت نعال الحكام من نمرة صدام ما دمنا وحدنا ندفع الثمن في انتظار صحوتهم الحقيقية.
ولكن السؤال الى اي مدى يمكن الاعتماد على هذه الجماهير العاجزة والمستعبدة لكي تقاد – غصبا عنها - لكي تتحرر وتنتفض؟ دون ان نفكر مجرد تفكير في اعادة النظر بهذه الخطة الجهادية والثورية!! هل هي ممكنة؟ هل هي حكيمة بما يكفي؟ هل هيأت الارضية فعلا للبدء بها؟ هل اعدت العدة لتهيئة هذه الجماهيربما يمكنها من القتال والصمود بغير سلاح الحماسة والانفعال والخطابة؟
واذا كنت شيعيا ليس عليك ان تسأل هذه القيادة اين وكيف تمت تهيئة البنية التحتية لاستيعاب مثل هذه الحرب الشعواء ونتائجها "الاحتمالية"، اين هي المستشفيات وسيارات الاسعاف ناهيك عن الملاجئ وغيرها؟ فهذه من المهمات التي نلقيها على عاتق الدولة - التي لم يؤخذ لها رأي في اعلان الحرب - لكي تكون ذريعة للومها على عجزها وقلة حيلتها. فالدولة هي المرجع عندما نحتاجها لكي تضمد الجراح والقرارات الرشيدة والمصيرية ليست من حقها.
وان تكون شيعيا يعني ان تعطل عقلك وتترك للسيد خامنئي أن يملي عليك ويسوقك ويقرر عنك حول ماذا يريد(هو) من سلاح "حزب الله"، وان يفرض عليك معنى للانتصار الذي لا فرق بينه وبين الانتحار.
وان تكون شيعيا يعني ان تدافع عن تدخل الوزير الايراني متكي السافر بشؤون الدولة اللبنانية من دون مراعاة حتى للمظاهر، وهو ربما اتى لينبّه وزيري "حزب الله" في الحكومة انهما "لم يوافقا" على البنود السبعة (بل هيّئ لهما) وخاصة بند القوات الدولية كي لا نقفل باب المقاومة ونبقي البلد مشرعا ومستباحا وساحة للاستغلال، بعدما تبيّن الآن ان مزارع شبعا سورية وتخضع للقرار 242 والى عدم وجود اجماع حول هذا البند. وهو بهذا كأنه ينبههما الى خطئهما في تغليب انتمائهما اللبناني على تبعيتهما الايرانية، فعليهما رغم انفهما ان يغلبا مصلحة البرنامج النووي الايراني ومصلحة الدولة الايرانية على مصلحة دولتهما واولوية الحفاظ على ارواح اللبنانيين وممتلكاتهم، سواء أكانوا شيعة ام غير ذلك، بل خاصة اذا كانوا شيعة. أفليست الأولوية هي جعل إيران قوة اقليمية شيعية عظمى؟ ما أهمية التضحية ببلد اسمه لبنان؟ او بشيعة هذا "اللبنان"؟
وعليك في هذا الجو المتوتر والقلق عندما تكون شيعيا ان تستمع لمحدثك الشيعي المتوتر والغاضب والذي يريد ان يقلب الدنيا على رأس "14 آذار" وان يمنع نشر القوات الدولية، وتسمعه يوزع العمالة والخيانة والامركة والصهينة يمينا وشمالاً دون ان تنبس ببنت شفة بل عليك ان تمتص غضبه وتوافقه على كل آرائه التي عرضنا عينة منها.
وهذا ما يجعلك أبعد ما يمكن ان تكون عن ان تفكر في من انت؟ هل انت مواطن لبناني؟ هل كونك شيعيا يلزمك باعطاء اولوية لإيران على لبنان؟ هل لك حرية رأي؟ او حرية تعبير؟ هل مسموح ان تفكر بروية وتسأل الى اين نحن ذاهبون بالوطن وبمقومات الدولة وبالتعددية وبالعيش المشترك الذي صار علينا ان ندافع عنه الان؟
فأن تكون شيعيا وتتجرأ على مثل هذه الكتابة وهذا التفكير يعني انك عميل وخائن ومع التقسيم والتوطين ومع مشاريع الصهينة والأسرلة وتدافع عن الدولة بفسادها ومحسوبيتها وانك تؤيد السياسة الاميركية المنحازة (بجدارة) وانك تقبل بقصر نظرها وبدعمها لارهاب الدولة الصهيونية وبعدم اعطائها الفلسطينيين دولتهم اسوة ببقية خلق الله بحجة عدم دعم ارهاب "حماس". ويعني انك تدعم اسرائيل نفسها وآلتهـا الجهنميــة ووحشيتها الفائقة وتبرر قتلها واحتلالها وجنونها وتكون محظوظا اذا لم تتهم بانك انت من يساهم بتهديم البيوت على رؤوس اصحابها وتمزيق جثث الاطفال ونثرها على الركام بإعلاء صوتك.
فهل نسيت شيئا من المعزوفة؟ اذا فعلت سوف تعذروني لأني لا استطيع مقاطعة مسلسل نشرات الأخبار أكثر من ذلك، عليّ ان اذهب لأرى من يتهجر الآن ومن يتهدم بيته في هذه اللحظة اذا نجا من القتل.
آية اللّه المطهري: قراء الحسينية ينشرون الاكاذيب
ركّز الشيخ مطهري على مسألة التحريف التاريخي لوقائع مقتل الامام الحسين عليه السلام ودعى إلى ضرورة العودة إلى المصادر التاريخية المعتبرة، وإلى دراسة الثورة وفق وجهة النظر الإسلامية الأصيلة، وكانت محاولته تتسم بالشجاعة والصراحة، حيث شخّص مظاهر التحريف وحدد مفرداتها
يقول مطهري
إننا وللأسف الشديد حرّفنا حادثة عاشوراء الف مرة ومرة أثناء عرضنا لها ونقل وقائعها، حرّفناها لفظياً أي في الشكل والظاهر أثناء عرض أصل الحادثة، مقدمات الحادثة، متن الحادثة والحواشي المتعلقة بها. كما تناول التحريف تفسير الحادثة وتحليلها. أي أن الحادثة مع الأسف قد تعرضت للتحريف اللفظي كماتعرضت للتحريف المعنوي)(1).
أشاد الشهيد مطهري بكتاب الشيخ حسين النوري (اللؤلؤ والمرجان) ونقل منه العديد من المقاطع بشأن تشويه واقعة كربلاء، والشيخ النوري هو أستاذ الشيخ عباس القمي، يقول الشهيد مطهري: لقد ذكر هذا الرجل الكبير في كتابه نماذج من الأكاذيب المعروفة التي ألصقها الكثيرون بحادثة كربلاء، وهي تماثل أغلب ما أقوله،بل كله،وهذا ما كان يشكو منه المرحوم الحاج النوري، حتّى أن هذا الرجل الكبير يصرّح بقوله:
(من الواجب أن نقيم المآتم على الحسين(عليه السلام)، أما المآتم التي تقام عليه اليوم فهي جديدة ولم تكن هكذا فيما مضى، وذلك بسبب كل تلك الأكاذيب التي ألصقت بحادثة كربلاء دون ان يفضحها أحد.إننا يجب أن نبكي الحسين (عليه السلام)ولكن ليس بسبب السيوف والرماح التي استهدفت جسده الطاهر الشريف في ذلك اليوم التاريخي،بل بسبب الأكاذيب التي ألصقت بالواقعة).
كما وردت في مقدمة الكتاب اللؤلؤ والمرجان إشارة إلى منبع الأكاذيب حيث نقرأ قوله: (كتب لي أحد العلماء من الهند يشكو من كثرة الأكاذيب التي يروّج لها قرّاء التعزية الحسينية في تلك البلاد وقد رجاني أن أعمل شيئاً بهذا الخصوص كأن أكتب كتاباً يساهم في منع استمرار الخطباء من الكذب على المنابر الحسينية). (1) الملحمة الحسينية ص1/12.
ثم يكتب الحاج النوري رضوان الله عليه مضيفاً: (إن هذا العالم الهندي يتصور أن قرّاء التعزية الحسينية يبدأون بنشر الأكاذيب بعد أن يصلوا إلى الهند، ولايدري أن المياه ملوثة من رأس النبع، وأن مصدر المآتم الكاذبة هي كربلاء والنجف وإيران، أي مراكز التشيع الأساسية نفسها). [الملحمة الحسينية ص 13 14[.
ولم يقتصر المطهري في حديثه على مظاهر التحريف المعاصرة بل يعود بالذكرى إلى الميرزا حسين النوري أستاذ المرحوم الشيخ عباس القمي، الذي يتطرق إلى ما ألصق بكربلاء من أكاذيب دون أن يقوم أحد بفضحها، ولفت إلى المنحى الخطير الذي لحق بهذه الواقعة نتيجة تلك الالصاقات، فالميرزا النوري يدعو إلى البكاء على الحسين، ولكن ليس بسبب ما ناله جسده الطاهر من سيوف ورماح، بل بسبب الأكاذيب التي ألصقت بالواقعة (ج1، ص13).
وكما ذكرنا يحمّل (الشهيد) مسؤولية ما يحصل في هذه الذكرى للناس بإعتبارين:
الإعتبار الأول: إن النهي عن المنكر واجب على الجميع، وعليه فإن من يعرف بأن ما يقال على المنابر كذب وافتراء وأكثر الناس تعرف ذلك فإن من واجبه عدم الجلوس في هذه المجالس، لأنه عمل حرام والواجب يتطلب منه مقاومة هذا الكذب وفضحه.
الإعتبار الثاني: لا بد لنا جميعاً من قهر هذه الرغبة اللامسؤولة المنتشرة بين الناس والخطباء، والتي تتوقع من المجالس الحسينية أن تصبح مجالس حارة وحماسية، أو كما يصطلح عليها البعض "كربلاء ثانية"، فالخطيب المسكين تراه أحياناً يقع في حيرة إذا ما تكلم الصدق وقال الحقائق دون زيادة أو نقصان من على المنبر الحسيني، إذ إن نتيجة ذلك ستكون نعت مجلسه بالمجلس البارد وغير الحماسي، وبالتالي عدم رغبة الناس بدعوة هذا الخطيب مجدداً، مما يضطره إلى اختراع بعض القصص الخيالية لإدخال الحرارة إلى مجلسه" (ج1، ص14).
وباختصار يمكن القول إن هذه الرغبة اللامسؤولة لرؤية واقعة كربلاء بشكلها المأساوي من طرف الناس كانت هي الدافع لاختلاق الأكاذيب، ولذلك فإن أغلب التزوير والكذب الذي أدخل في مواعظ التعزية كان سببه الرغبة في الخروج من سياق الوعظ والتحليق في خيال الفاجعة. ومن الواضح أن الشهيد لم يقتصر في إلقاء تبعات ما وصلت إليه المجالس الحسينية على الناس فحسب، بل يغمز من قناة الخطباء والعلماء، حيث يقول: "فمن أجل شدّ الناس إلى صورة الفاجعة التاريخية وتصويرها المأساوي ودفع الناس إلى البكاء والنحيب ليس إلا، كان الواعظ على الدوام مضطراً للتزوير والاختلاق"(ج1،ص16)
خطيب مدينة الصدر: السب والشتم لم يكن موجودا لدى الشيعة قبل ظهور الدولة الصفوية الإيرانية
عدّ خطيب صلاة الجمعة في مدينة الصدر التفريق الدموي بين السنة والشيعة هي ‘سياسة أمريكية وإسرائيلية’ لتدمير المنطقة، مبيناً أن السب والشتم لم يكن موجودا لدى الشيعة قبل ظهور الدولة الصفوية في إيران.
وقال خطيب جمعة مدينة الصدر، الشيخ أحمد الكناني خلال خطبة صلاة الجمعة: ان التفريق الدموي بين السنة والشيعة هو أكبر أداة لأمريكا وإسرائيل لتدمير المنطقة وتدمير البنية التحتية العقائدية المسلمة وتدميرهم كجماعة قد تنهض من جديد لبناء أوطانها.
وأضاف:ان ما يخيف النظام السياسي العسكري الأمريكي والصهيوني هي فكرة اتحاد السنة والشيعة وأن يتوصلوا إلى أنها خلافاتهم المصطنعة لأن هذه الوحدة ستنهي هيمنتهم واستعبادهم لشعوب المنطقة.
وطالب الكناني: العلماء والمثقفين من كلا المذهبين أن يتحركوا باتجاه مشروع وحدوي إسلامي وطني من أجل مواجهة خطر الاقتتال الطائفي الذي يريد الغرب زرعه في بلادنا.
وشدد الكناني على ضرورة أن يقتدي الشيعة بأدب أئمتهم في احترام حقوق الآخرين في الاعتقاد والتعبد والترفع عن السب والشتم لعقائد الآخرين، مبينا بالقول ‘لأنه أذا ظهرت البدع والفتن فعلى العالم أن يظهر علمه لمواجهتها وإلا عليه لعنة الله والناس أجمعين
نقد آراء أبطحي حول ولاية الفقيه
برويز إسماعيلي([1])
تشن إحدى الصحف الإيرانية المتشددة (الإختيار) هجوماً عنيفاً على مستشار ومساعد الرئيس خاتمي الذي ينتمي إلى تيار آخر, لأنه اعتبر أن نظرية "ولاية الفقيه" المبتدعة لم تكن من أولويات مرشد إيران السابق الخميني, وتدافع هذه الصحيفة من خلال مقال لبرويز إسماعيلي عن هذه النظرية, وتهاجم كل من ينتقدها بل تهاجم أبطحي لأنه قال فقط بأن ولاية الفقيه لم تكن من أولويات الخميني, وهذا يسلط الضوء على بداية حدوث تغيرات جذرية في الفكر السياسي الشيعي المعاصر ولكن بأي اتجاه ؟ لا أحد يعلمه.........المحرّر.
أجرى محمد علي أبطحي مستشار رئيس الجمهورية حواراً صحفياً مع إحدى الصحف حول مؤسسة ولاية الفقيه وحدود سلطاتها.
ونظراً لأن سيادته قد عمد في حديثه وفي عرض آرائه إلى عقد مقارنة بينه وبين رؤية الإمام الخميني لولاية الفقيه من جانب, وبسبب الاختلاف الحقيقي بينه وبين الإمام الخميني لصالح الإمام من جانب آخر تلزم الإشارة إلى مقتطفات وأجزاء من كلامه والرد عليها.
يقول أبطحي: " إن ما أتذكره عند بداية الثورة أن الإمام الخميني لم يكن مصراً على هذا الأمر, أي أن الدستور الأول الذي كان قد وضع وأصر عليه الإمام لم يكن قد أدرجت فيه " ولاية الفقيه " لتطرح في الاستفتاء, والمؤكد أن ذلك لا يعني أن الإمام كان معارضاً لولاية الفقيه, ولكن أعتقد أنها لم تكن من الالتزامات الأولية القطعية بالنسبة له. إن نظرية ولاية الفقيه المطلقة تتبنى عنصر المصلحة,فإذا كان في شيء ما مصلحة للشعب فلا بد أن يكون هذا الشيء موافقاً للدين ولكن ليس من الضروري أن يطابق الفقه أو أن يتطابق معه ".
وقد كان من الأفضل أن يرتوي أصدقاء وأحباب الإمام من نبع كلامه وأحاديثه وفقهه وذلك من أجل رد الإجحاف والظلم الذي نشر حول مؤسس الثورة الإسلامية. ويمكن الرد على حديث أبطحي فيما يلي:
أ-معروف أن آخر 10 سنوات من عمر الإمام والتي شهدت تأسيس الجمهورية الإسلامية كانت تمثل نتيجة كفاح نصف قرن على الأقل للإمام, وعلى الأشخاص العاديين – على اختلاف آرائهم – ألا يظهروا آراءهم أو يعلنوها – تجاه الأسس النظرية لفكر الإمام بشأن النظام الإسلامي لأن هذا الفكر يعود أساسه إلى 4 عقود ماضية, أي في بداية الستينات من القرن العشرين في الوقت الذي كان جناب السيد أبطحي يعيش فيه أيام الطفولة, ففي ذلك الوقت كان الإمام الخميني يطرح نظرية " ولاية الفقيه " بوصفها النظرية الرئيسية للحكومة الإسلامية حتى أن حضرته قدّم لنا كتابه العظيم " ولاية الفقيه والحكومة الإسلامية " عندما كان في النجف الأشرف.
واستناداً لهذا, وكذلك لما سوف يرد بعد ذلك بشكل مختصر, فإن إصرار الإمام على ولاية الفقيه – لم يكن موضع اهتمام منه عند قيام الثورة فحسب, ولكن ظهر ذلك بوضوح قبل الثورة بعقود طويلة, وانطلاقاً من هذا يكون نفي الشيء الذي لا نتذكره جيداً والذي لا نبذل الهمة الكافية للتحقق منه, مثل هذا الأمر والسلوك يكون نفيه غير منصف وغير عقلي, فنقول – دون تذكر أو تحقق – إن ولاية الفقيه لم تكن قطعية بالنسبة للإمام؟!
ب-السيد أبطحي لا نعرف من أين وكيف أتى وجاء بقوله وبسلوكه وادعائه القائل بأن الإمام لم يكن مصراً على ولاية الفقيه وهو يعلم جيداً – طالما أن له ذاكرة وحافظة قوية وشابة – أنه وفقاً للوثائق الموجودة بالفعل – وليس الذاكرة – واستناداً عليها فإن المحور الأصلي لمواقف الإمام هو إصراره على تثبيت وترسيخ دور ولاية الفقيه في الجمهورية الاسلامية وذلك على مدار العامين الأول والثاني من عمر الثورة, هذا من جانب, ومن جانب آخر فإن 95% من البحوث والدراسات الفقهية النظرية للإمام في شأن ولاية الفقيه قد كتبها خلال عامي 1978 و 1979 أي في ذروة الثورة الإسلامية.
ج-يقول السيد أبطحي: إن تصور ولاية الفقيه من وجهة نظر الإمام كان وليد الساعة, بمعنى أن ذلك قد ارتبط وتزامن مع الثورة وبعدها وهو ما يعني أنها حديثة العهد.
في حين أن الإمام يقول: " إن ولاية الفقيه لا تعد شيئاً استحدثه مجلس الخبراء, بل هي الولاية التي قد وضعها الله تبارك وتعالى والتي خص بها رسوله (صحيفة الإمام ج/10-ص 308).
ويستمر حضرة الإمام في حديثه فيقول مؤكداً على الأمر نفسه: " إن هذا الشكل والتوصيف الذي ورد في الدستور بشأن ولاية الفقيه كان موجوداً منذ الأزل وحتى الآن منذ عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكن الأشخاص غير المطلعين على الفقه وغير المطلعين على مجريات الأمور يشوهون الأذهان بهذا الكلام الذي يتحدثونه ". (المرجع السابق – ص 352) كما يقول أيضاً: " إن ولاية الفقيه تعد هبة إلهية للمسلمين منحها الله تبارك وتعالى لهم ". وقد أكد في 8/2/1980 على أن الولي الفقيه هو خليفة الرسول والأئمة حتى يظهر الإمام الغائب. (صحيفة الإمام ج/11-ص22).
د-إن حضرة الإمام مع تأكيده الصريح بأن " أولئك الذين يعددون الصور لولاية الفقيه لا يفهمون ما هو الإسلام " وهو ما جعله يعتبر أن رضا شاه كان أسوأ من أي شخص بالنسبة للإسلام (صحيفة الإمام ج/10-ص308) ولهذا كان يردد ويقول دوماً: " إلهي نجِّني من الأصدقاء الجاهلين " (صحيفة الإمام ج/10-ص 221).
إن الغافلين والمنافقين يتحدثون عن " ولاية الفقيه " بتظاهر ورياء وهم يخالفون – في وجوههم – ولاية الفقيه ويعارضونها, من هنا نجد أتباع نظرية " المسجد ملك البابا والسياسة ملك القيصر " نجدهم يعتبرون أن الحكومة الإسلامية خطر عليهم, (المرجع السابق, ص70).
ولهذا نجد الإمام مصراً على أن يوصي الأمة الإسلامية بأن كلام مثل هؤلاء يخالف الإسلام وأنهم يظنون أنفسهم مفكرين ولا يريدون أن يقبلوا بولاية الفقيه ولهذا لا يجب على المسلمين أن يهتموا بهؤلاء.
والحقيقة أن من يقولون ويلقون الشبهات حول ولاية الفقيه هم الأشخاص الذين " يخافون من رقابة الولي الفقيه في الشؤون المختلفة ".
هـ-كثيراً ما كان يحذر وينصح حضرة الإمام أولئك الذين يرفضون ولاية الفقيه من أنهم إذا لم يتبعوها فسوف يمحون لأن ولاية الفقيه تابعة ونتيجة للإسلام, وربما كانت أخلد وصايا الإمام التي قالها ونصح بها منذ ذلك الوقت هي " أنه طالما ظلت أمور وشؤون الدولة تحت رقابة الولي الفقيه فإن ضرراً لن يلحق بهذه الدولة " (نفس المرجع, ص221).
و-فيما يخص عنصر المصلحة وعلى العكس مما قاله السيد أبطحي فإن " الولي الفقيه " فقط هو الذي يبقى مفتاح المصلحة في يده.
وفي رأي الإمام فإن الولي الفقيه, فضلاً عن أنه لا يقوم بأي عمل من شأنه أن يكون على عكس مصلحة الدولة فإنه أيضاً يسيطر على(
) – يتصدى لجميع الأعمال التي تريد الحكومة أن تنجزها وتقوم بها والتي يمكن أن تكون ضد مصلحة الدولة. (نفس المرجع, ص 221) كما أن سلطة وصلاحية الولي الفقيه بشأن " مصلحة النظام الإسلامي " تصل – عند الإمام – إلى حد أنه يستطيع أن يعتبر الملكية المشروعة للأفراد " غير مشروعة " من باب " مصلحة النظام ".
يقول حضرة الإمام: " حتى الملكية التي احترمها المشرع المقدس والتي نص عليها يستطيع الولي الفقيه أن يعتبرها ملكية محدودة, و أن يحد منها عندما يرى أنها في غير مصلحة المسلمين فيحددها بإطار معين أو أن تصدر عنه فتوى في ذلك ". (نفس المرجع, ص 481).
ز-وعلى عكس وجهة نظر السيد أبطحي الذي ادعى وجود إبهامات وغموض بشأن نظريات واعتقادات الإمام حول كيفية ظهور " ولاية الفقيه " في الدستور, يجب القول بأن حضرة الإمام لا يرى أي شيء يضاهي ولاية الفقه في أي موضع وذلك إذا ما قورن الدستور الإيراني بالدساتير الغربية.
لقد كان يتحدث سيادته مع " حامد الغار " الكاتب الأمريكي المسلم حول الحكومة في الإسلام فقال له: " إن وجود ولاية الفقيه في الدستور هو ضمان لعدم ظهور الديكتاتورية, وأن أفضل مادة في الدستور هي المادة المرتبطة بولاية الفقيه ".
وما دام الأمر هكذا, فليس معلوماً كيف ولماذا عمد مساعد رئيس الجمهورية إلى التشكيك في عقيدة الإمام بشأن ولاية الفقيه, على الرغم من أن الإمام قد تحدث حول سلطات وصلاحيات " الولي الفقيه " بشكل صريح فقال: "في هذا الدستور (دستور إيران) لو أن هناك موضوعاً فيه نقص ما وله مكانة وقداسة روحية في الاسلام وقصّر بشأنه أولئك الذين عملوا واجتهدوا, لو وجد مثل هذا النقص الذي يتضمنه الدستور فإن ما ورد في الدستور بشأن ولاية الفقيه يعد بعضاً من شؤون ولاية الفقيه وليس كل شؤونها " (نفس المرجع, ص464).
ولهذا كله, فإن الأثر العظيم الذي ظل محكماً والذي خلفه لنا ذلك الرجل الكبير (الإمام الخميني) هو أن ولاية الفقيه وإدارتها لشؤون الدولة من المبادئ الأولية والبديهية (صحيفة الإمام ج/20-ص457) وأن " ولاية الفقيه" تطبق على جميع شؤون الأمة والدولة ولا يجب أن يخرج شيء عن إطارها ". (صحيفة الإمام – ج/10 – ص 308).
ح-أخيراً يجب القول بأن الإمام أوصى الأمة بألا تنتخب لشؤون الحكومة والمجلس سوى أولئك المخلصين والأوفياء للمادة / 110 من الدستور ()
______________________________________
([1] ) ((مختارات ايرانية , العدد 32 – 2003 )) نقلاً عن: صحيفة انتخاب (الاختيار) 9/1/2003
([2] ) هكذا في الأصل.
([3]) تنص المادة /110 من الدستور على الآتي:
وظائف القائد وصلاحياته:
1-وضع السياسات العامة لنظام جمهورية إيران الإسلامية بعد التشاور مع مجمع تشخيص مصلحة النظام.
2-الإشراف على حسن إجراء السياسات العامة للنظام.
3-إصدار الأمر بإجراء الاستفتاء العام.
4-تولي القيادة العامة للقوات المسلحة.
5-إعلان حالة الحرب والسلام والتعبئة العامة.
6-نصب وعزل وقبول استقالة كل من:
أ) فقهاء مجلس صيانة الدستور.
ب) أعلى مسؤول في السلطة القضائية.
ج) رئيس مؤسسة الإذاعة والتليفزيون في جمهورية إيران الإسلامية.
د) رئيس أركان القيادة المشتركة.
هـ) القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامية.
و) القيادات العليا للقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي.
7-البت في الخلافات وتنظيم العلاقة بين السلطات الثلاث.
8-حل مشكلات النظام التي لا يمكن حلها بالطرق العادية من خلال مجمع تشخيص مصلحة النظام.
9-إصدار قرار تنصيب رئيس الجمهورية بعد انتخابه من قبل الشعب , أما بالنسبة لصلاحية المرشحين لرئاسة الجمهورية من حيث توافر الشروط المعينة في هذا الدستور فيجب أن تحصل قبل الانتخابات على موافقة مجلس صيانة الدستور وفي الدورة الأولى يجب أن تحصل على موافقة القيادة.
10-عزل رئيس الجمهورية مع مراعاة مصالح البلاد وذلك بعد صدور حكم المحكمة العليا بتخلفه عن أداء وظائفه القانونية أو بعد رأي مجلس الشورى الإسلامي بعدم كفاءته السياسية على أساس المادة 89.
11-العفو أو تخفيف عقوبات المحكوم عليهم في إطار المبادئ الإسلامية بعد اقتراح رئيس السلطة القضائية, ويستطيع القائد أن يوكل شخصاً آخر لأداء بعض وظائفه وصلاحياته.
كشف التزوير على الشيخ الكبير
بقلم عاشق الحق
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
( رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي*وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي*وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي*يَفْقَهُوا قَوْلِي)25-28سورة طـه
أما بعد فقد كثُر اللغط والهرج والمرج حول المواضيع التي طرحها سماحة العلامة المحقق آية الله الشيخ حسين الراضي فقد تناقل الناس كلام كثير، وقيل لهم ما قيل،وأشكل على كلامه ما أشكل وراحوا يتحدثون عن الشيخ في كل مجلس ونادي وشارع وزقاق مع أنهم اعترضوا على الشيخ أنه طرح مواضيعه أمام الناس بينما هم من بدأ.
وقد كان الشيخ قد تناقش في قم المقدسة وفي وسط مجموعة من الطلبة حول مسائل عديدة قد اختلف فيها معهم في الفكرة والتطبيق وقد اتفق معهم على أن لا تخرج هذه المناقشات لعامة الناس ولكن لم يفوا بهذا الاتفاق وراحوا يوزعون ويتناقلون هذه المحادثات في كل مكان ولجميع الناس فهم من بدأ طرح المواضيع على الناس (إذا وعد أخلف ).
على كل حال لسنا هنا في مقام الهجوم أو المدافعة وإنما في مقام إيضاح الإشكالات التي طرحت حول الشيخ الكبير واقصد بالكبير سماحة العلامة المحقق آية الله الشيخ حسين الراضي والرد على هذه الإشكالات بما يتناسب لعوام الناس الذين حاول البعض تضليلهم من خلال نشر الإشكالات المكذوبة وغير الواقعية لهدف تعرفه أخي العزيز لاحقاً.
ولذا فقد استعرضت في هذا البحث وللانصاف ومعرفة الحقيقة فقط لا غير وهذا ما يمليه عليّ الواجب الشرعي من بيان حقيقة معينة قد تخفى على الناس -ولأنني وجدت الشيخ الكبير كبير في أفعاله وأقواله كتبت هذه الوريقات ليطلع عليها الناس ويدركوا حقيقة ما يجري -عدة أمور كانت كما يلي :
1-طرحت بعض الإشكالات التي تقال على الشيخ ورددت عليها من كلام الشيخ نفسه أو من خلال وضوح الافتراء والكذب على سماحته.
2-ثم استعرضت الاستفتاءات المفبركة التي أرسلت لمكاتب المراجع وماذا كان يهدف هؤلاء من خلال هذه الاستفتاءات ؟
3-ثم عرضت إشكالات حول زيارة عاشوراء وأشكلت عليها بعض الإشكالات تراها لاحقاً تمعن فيها وحكم عقلك فيما قيل فيها.
4-ثم تحدثت عن الفتاوى بين مباني المجتهد وعرف الناس فهل يفتي المجتهد دائما بما يتوافق مع مبانيه أم لا ؟
5-ثم أنّ بعضهم أشكل على الشيخ الكبير بأنه خالف المشهور ولذا استعرضت مخالفة كثير من العلماء لرأي المشهور فهل قيل ويقال فيهم ما يقال في الشيخ الكبير ؟؟!!
6-ثم بينت ضروريات المذهب الإمامي وأن الشيخ لم يخالف في طرحه ضروريات المذهب.
7-ثم تعرضت للتشابه الذي حدث ويحدث يوماً بعد يوم بين آية الله الشيخ محمد جواد مغنية والعلامة المحقق الشيخ حسين الراضي ( حفظه الله ).
8-ثم استعرضت في نهاية المقام أسباب الهجمة والحملة التسقيطية للشيخ الكبير
9-وأشير إلى أنني فرقت كلامي عن كلام الشيخ الكبير باللون، فلون كتابتي بالأزرق واللون الأخضر كلام الشيخ الكبير حتى لا يختلط على القارئ كما كان التفريق باختلاف نوع الخط.
هذا وأرجو من العلي القدير أن يجعل هذه الكلمات واضحة وبسيطة لعامة الناس ليدركوا من خلالها ما يجري من أحداث في الساحة والساعة وأن يتنبهوا لما يجري حولهم والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله.
بقلم
عاشق الحق
تمهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (6) سورة الحجرات
هذه الآية تبيّن وظائف الأُمّة إزاء نبيّها. وتقول ينبغي الاستقصاء عند نقل الخبر إلى النّبي فلو أنّ فاسقاً جاءكم بنبأ فتثبّتوا وتحقّقوا من خبره، ولا تكرهوا النّبي على قبول خبره حتى تعرفوا صدقه... فتقول الآيات أوّلاً: (يا أيّها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا).
ثمّ تبيّن السبب في ذلك فتضيف: (أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
كما واستدل جماعة من علماء الأُصول على حجّية خبر الواحد بهذه الآية لأنّها تقول إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا... ومفهومها أنّ العادل لو جاء بنبأ فلا يلزم التبيّن... ويصح قبول خبره إلاّ أنّه أشكل على هذا الاستدلال بمسائل عديدة أهمها مسألتان:
المسألة الأولى: إنّ الاستدلال المتقدّم ذكره متوقّف على قبول «حجّية مفهوم الوصف»، والمعروف أنّه لا حجّية لمفهوم الوصف.
المسألة الثانية: إنّ العلة المذكورة في ذيل الآية فيها من السعة ما يشمل خبري العادل والفاسق معاً لأنّ العمل بالخبر الظنّي ـ مهما كان ـ ففيه احتمال الندم.
لكنّ هاتين المسألتين يمكن حلّهما، لأنّ مفهوم الوصف وأي قيد آخر في الموارد التي يراد منها بيان القيد في مقام الإحتراز حجة، وذكر هذا القيد «قيد الفاسق» في الآية المتقدّمة طبقاً للظهور العرفي لا فائدة منه تستحق الملاحظة سوى حجّية خبر العادل!
وأمّا في مورد التعليل الوارد في ذيل الآية فالظاهر أنّه لا يشمل كلّ عمل بالأدلة الظنّية، بل هو ناظر إلى الموارد التي يكون العمل فيها بجهالة، أي العمل بسفاهة وحمق، لأنّ الآية عوّلت على الجهالة، ونعرف أنّ أغلب الأدلة التي يعوّل عليها العقلاء جميعاً في العالم في المسائل اليومية هي دلائل ظنّية «من قبيل ظواهر الألفاظ وقول الشاهد، وقول أهل الخبرة، وقول ذي اليد وأمثالها».
ومعلوم أنّه لا يعدّ أيٌّ ممّا أُشير إليه آنفاً بأنّه جهالة ولو لم يطابق الواقع أحياناً، فلا تتحقّق هنا مسألة الندم فيه لأنّه طريق عام...
وعلى كلّ حال فإنّنا نعتقد بأنّ هذه الآية من الآيات المحكمات التي فيها دلالة على حجّية خبر الواحد حتى في الموضوعات.
إضافةً إلى ذلك فإنّه لا يمكن إنكار أنّ مسألة الاعتماد على الأخبار الموثقة هي أساس التاريخ والحياة البشرية. بحيث لو حذفنا مسألة حجيّة خبر العادل أو الموثّق من المجتمعات الإنسانية لبطل كثير من التراث العلمي والمعارف المتعلّقة بالمجتمعات البشرية القديمة وحتى كثير من المسائل المعاصرة التي نعمل على ضوئها اليوم...
ولا يرجع الإنسان إلى الوراء فحسب، بل تتوقف عجلة الحياة، لذلك فإنّ العقلاء جميعاً يرون حجّيته والشارع المقدّس أمضاه أيضاً «قولاً وعملاً».
وبمقدار ما يعطي خبر الواحد «الثقة» الحياة نظامها فإنّ الاعتماد على الأخبار غير الموثّقة خطير للغاية، ومدعاة إلى اضطراب نظام المجتمع، ويجر الوبال والمصائب المتعدّدة، ويهدّد الحيثيات وحقوق الأشخاص بالخطر ويسوق الإنسان إلى الانحراف والضلال وكما عبّر القرآن الكريم تعبيراً طريفاً في الآية محل البحث: (فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
وهنا لطيفة تسترعي الانتباه أيضاً، وهي أنّ صياغة الأخبار الكاذبة والتعويل على الأخبار غير الموثّقة من الأساليب القديمة التي تتّبعها النظم الاستعمارية والديكتاتورية لتخلق جوّاً كاذباً ينخدع به الجهلة من الناس والمغفّلون فتُنهب أموالهم وأرصدتهم بهذه الأساليب وما شاكلها...
فلو عمل المسلمون بهذا الأمر الإلهي الوارد في هذه الآية على نحو الدقّة ولم يأخذوا بأخبار الفاسقين دون تبيّن لكانوا مصونين من هذه البلايا الخطيرة!
والجدير بالذكر أنّ المسألة المهمّة هنا هي الوثوق والاعتماد على الخبر ذاته، غاية ما في الأمر قد يحصل هذا الوثوق من جهة الاعتماد على الشخص المخبر تارةً، وتارةً من القرائن الأُخر الخارجية... ولذلك فإنّنا قد نطمئن إلى «الخبر» أحياناً وإن كان «المخبر» فاسقاً...
فعلى هذا الأساس، فإنّ هذا الوثوق أو الاعتماد كيف ما حصل، سواءً عن طريق العدالة والتقوى وصدق القائل أم عن طريق القرائن الخارجية، فهو معتبر عندنا، وسيرة العقلاء التي أمضاها الشارع الإسلامي مبنية على هذا الأساس...
ولذا ينبغي الاعتماد على الخبر نفسه ـ في كلّ مكان ـ وإن كان الغالب كون الوسيلة هي عدالة الراوي وصدقه ـ لهذا الاعتماد ـ إلاّ أنّ ذلك ليس قانوناً كليّاً. (فلاحظوا بدقّة).
صلب الموضوع والإشكالات
ونحن هنا بصدد كشف التزوير على الشيخ الكبير ( الراضي) من خلال ما نشره بعض الأفراد حديثاً بين الناس أو في شبكة الانترنت من تدليس وكذب على هذا الشيخ الجليل الكبير، وذلك من خلال عرض الإشكالات المكذوبة والمغلوطة على سماحة الشيخ الكبير وتفنيدها من كلامه (حفظه الله ) أو من خلال وضوح الكذب والتدليس الذي ينبأ عن أهداف خاصة نذكرها في نهاية المطاف وهذه البنود كما يلي:
1-نظرة سماحته إلى موضوع اللعن لأعداء أهل البيت عليهم السلام.
2- نظرة سماحته إلى موضوع البراءة من أعداء أهل البيت عليهم السلام.
3-نظرة سماحته إلى موضع قبر فاطمة عليها السلام.
4-نظرة سماحته إلى أفضلية مكة المكرمة على كربلاء المقدسة.
البند الأول: ( اللعن ):
قالوا عن الشيخ في خصوص مسألة اللعن -وبقصد حرف الناس عنه – أنه لا يؤمن بمسألة اللعن أصلاً وكان ذلك بعد نهاية المناقشات في قم المقدسة وبالتحديد بعد طرحه لدراسة سند زيارة عاشوراء على موقعه (الهداية)، وبعد أن رأوا موقفه حول الروايات الواردة بخصوص اللعن الخاص وبناء على خلافهم معه في هذا الرأي راحوا يكيلون له جميع التهم في هذا الخصوص وقد كانت على النحو التالي:
أ-أنه لا يؤمن باللعن مطلقاً.
ب-أنه لا يرى لعن أعداء أهل البيت عليهم السلام مطلقاً.
ج-أنه لا يرى لعن إبليس.
والرد على هذا يكون كما يلي:
توضيح: أولاً وقبل كل شيء نوضح للأخوة الكرام أن نقاش الشيخ كان حول وجود لعن الخلفاء الثلاثة في زيارة عاشوراء أم لا ؟ ومن خلال هذه القضية تطورت هذه الإشكالات الآنفة الذكر.
نقول رداً على النقطة الأولى: أن الشيخ ذكر في حديثه في الجمعة الثالثة من شهر صفر لعام 1425هـ على موقعه الالكتروني ( الهداية ) حول موضوع اللعن ما يلي:
جواز اللعن وعدمه:
قال الشيخ الكبير: بعد أن عرفنا تعريف اللعن وهو الطرد عن رحمة الله سبحانه فلا إشكال في جواز اللعن من قبل الله سبحانه ورسوله وغيرهما لمن يستحق اللعن من الكافرين والفاسقين وقد دل على ذلك القرآن الكريم في أكثر من آية قال تعالى:
{ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً}.
و قال: { أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ}.
و قال في إبليس:{ وَ إِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلى يَوْمِ الدِّينِ}.
و قال: { مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا }. و في الكتاب العزيز من ذلك الكثير الواسع.
و كيف يجوز للمسلم أن ينكر التبرؤ ممن يجب التبرؤ منه !ألم يسمع هؤلاء قول الله تعالى: ( قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَ الَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ وَ مِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنا بِكُمْ وَ بَدا بَيْنَنا وَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً ).
و إنما يجب النظر فيمن قد اشتبهت حاله فإن كان قد قارف كبيرة من الذنوب يستحق بها اللعن و البراءة فلا ضير على من يلعنه و يبرأ منه و إن لم يكن قد قارف كبيرة لم يجز لعنه و لا البراءة منه.
وكذلك فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من مرة لبعض الأشخاص الذين يستحقون اللعن والطرد من رحمة الله.
إيضاح: فهل بعد كلامه حفظه الله تصح هذه الدعوى المكذوبة عليه مع أن كلامه صريح وواضح لكل فرد مهما كانت عقليته. فلماذا هذا إذاً ؟ ! لغرض ما في نفس يعقوب ! لا، وإنما لأهداف نعرفها لاحقاً.
أما النقطة الثانية: فالشيخ لم يقل بعدم جواز لعن أعداء أهل البيت لا مطلقاً ولا مجملاً، وإنما يرى أنه من غير المناسب ذكر اللعن في هذه الظروف التي لا تخدم الإسلام ولا المذهب الإمامي حيث قال:
إنما الكلام هل من المناسب أن يتخذ اللعن أسلوباً للحوار بين الأطراف المتنازعة ؟ أو كدليل يأخذه أحدهما ضد الخصم أو أن تربى الأمة على هذه الثقافة أم لا ؟
إن الناس سواسية أمام الحق والقانون ومع الخلاف فيما بينهم وكل يدّعي أنه على الحق وأن الطرف الآخر مجانباً له وعليه فليس من الحكمة والأخلاق والأدب والموضوعية أن يستعمل أحد الطرفين أو كليهما اللعن للطرف الآخر في مقام إثبات الأحقية على الطرف الآخر أو محاولة تشويه سمعة الخصم وإسقاطه باللعن.
وأشد من ذلك استعمال السب والشتم ثقافة للتشفي والتغلب على الأطراف الأخرى.
إيضاح:كان منطلق هذه الدعوى خلافهم مع الشيخ بسبب كونه لا يرى وجود لعن الخلفاء الثلاثة في زيارة عاشوراء وارداً كما هو ؟ وذلك من خلال دراسته لزيارة عاشوراء سنداً ومتناً.
تساؤل: هل هذا كلام الشيخ الكبير فقط أما أن هناك آراء تشابه رأيه ؟؟
واقعاً نجد رأيه (حفظه الله) منسجم مع كلام المراجع العظام حول هذه النقطة وإليك هذا السؤال الموجه لآية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم:
س 1/ هل يجوز لعن وشتم و سب أئمة الكفر والخلفاء الذين غصبوا خلافة الإمام علي )ع( مع ذكر أسمائهم وكذا لعن وسب وشتم من ناصر أولئك وعادى الأئمة وشنوا حروبا على الأئمة وقتلوهم وظلموهم؟
2/ وهل يجوز لعن وشتم من يقول بكفر الشيعة والموالين عالماً كان أو جاهلاً ؟
ج: 1و2 ـ لا ينبغي مقابلة هؤلاء المنحرفين بالمثل عملاً بأخلاق الإسلام وسيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الكرام (عليه السلام)، عسى أن يهدي الله بكم ضالاً أو يدل منحرفاً إلى صراطه المستقيم، لتكونوا مصداقاً لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لئن يهدي الله على يديك رجلاً خير مما طلعت عليه الشمس أو غربت). (مشكاة الأنوار: للشيخ الطبرسي: ص193)
نعم يحسن ويرجح عقلاً وشرعاً بيان الحقائق والاستدلال عليها بأسلوب الحليم الحازم، والواعظ اللين الحكيم، والله الموفق والمستعان.
ختاماً نشكر لكم مشاعركم تجاه مذهب أهل البيت (عليهم السلام) والمرجعية الدينية، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لنصرة دينه ونشر أحكامه ومفاهيمه القيمة والالتزام بمُثُله وأخلاقه الفاضلة، إنه سميع مجيب.
وسئل آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي هذه الأسئلة:
جاء في اعتقادات الإمامية للعلمين الصدوق والمفيد( قده) أن أحدهم سأل الإمام(ع): رجل في المسجد يلعن بأسماء أعدائكم ويسبهم؟
فقال(ع): ماله لعنه الله يعرض بنا ؟
وغيرها من الروايات الناهية عن إذاعة أسرار أهل البيت عليهم السلام ووجوب العمل بالتقية عند المقتضي ونحو ذلك. ما حكم سب ولعن فلان وفلان بالاسم في محاضر العامة وساحات الإنترنت، مما هو أمر ابتلائي شديدٌ جداً في الوقت الحاضر، لا سيما مع ما قد يجره - بل وهو الحاصل - من التعرض لأئمتنا الأطهار(ع) وعلمائنا الأبرار والمذهب الحق وغير ذلك من مقدساتنا ورموزنا، هذا بعد الفراغ من بحث أصل مشروعية لزوم التبري من الظالمين ولعنهم العام والخاص حيث أمن الضرر.
الجواب: الواجب الاجتناب عن كل ما يضر بوحدة المسلمين في مقابل أعدائهم ويوجب العداوة و البغضاء بينهم لا سيّما في عصرنا هذا.
وسئل سماحة آية الله العظمى الشيخ الفاضل اللنكراني دام ظله السؤال التالي: جاء في اعتقادات الإمامية للعلمين الصدوق والمفيد قدهما ان احدهم سأل الإمام (ع):رجل في المسجد يلعن بأسماء أعدائكم ويسبهم , فقال ماله لعنه الله يعرض بنا !ّ!!
ما حكم سب ولعن فلان وفلان بالاسم في محاضر العامة وساحات الانترنت مما هو أمر ابتلائي شديد جدا في الوقت الحاضر لاسيما مع ما قد يجره -بل وهو الحاصل-من التعرض للائمتنا ع وعلمائنا والمذهب وغير ذلك بعد الفراغ عن أصل المشروعية في لزوم التبري من الظالمين ولعنهم العام والخاص حيث امن الضرر وأدام الله عزكم
الجواب:
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
يجب على المؤمنين العمل بكلّ ما يوجب الوحدة والأخوّة بين المسلمين و التجنّب عن كلّ ما يوجب الخلاف والشقاق.
فهل يختلف كلام سماحة الشيخ الراضي مع فتاوى المراجع العظام.
فما الضير من أن يطرح الشيخ رأيه إذن ؟؟
تساؤل: فهل يقال في آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم وآية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي وآية الله العظمى الشيخ فاضل اللنكراني نفس ما قيل في الشيخ الراضي أم هؤلاء كبار لا يستطيع أحد أن يتعرض لهم والشيخ الراضي صغير لا إشكال ولا مشكلة للتعرض له وإسقاطه.
أما النقطة الثالثة: فهذه لا غبار عليه حيث لم يرد على لسان الشيخ ولا في كتابته هذه الدعوى وهي رفضه لعن إبليس وما هذه إلا محاولة لجمع إشكالات كثيرة ضده لا غير ليقال أن هذا لديه إشكالات كثيرة ليست واحدة ولا اثنتان بل عشرات، وبالتالي لا حاجة للحديث عنها لأنها لا تحتاج إلى إثبات أو نفي.
البند الثاني: ( البراءة من أعداء أهل البيت )
وأُشكل على الشيخ الكبير أنه لا يرى البراءة من أعداء أهل البيت عليهم السلام ولا أعلم من أين أتوا بهذا الكلام فكلام الشيخ واضحاً وجلياً حيث قال في هذا الخصوص:
البراءة من أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء أهل البيت عليهم السلام من الأمور الواجبة التي لا شك فيها وتعد ضمن فروع الدين، والبراءة والتبري ضد الولاية والتولي وقد اتفق على ذلك عموم المسلمين.
ولكن هؤلاء يدّعون خلاف قوله حيث يقولون أنه لا يرى البراءة من أعداء الله ورسوله وأهل بيته وهذا خلاف قوله أعلاه فهم يستخدمون سياسة التقطيع في المقاطع كمن يقول {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} ويترك قوله تعالى {الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ }.
وأوضح سماحته حول مسألة البراءة وأنها ليست السب واللعن بقوله:
(يتصور البعض أن البراءة هي السب واللعن، وأن التبري من الأعداء خصوصاً أعداء أهل البيت هو سبهم ولعنهم بل وتكفيرهم في كثير من الحالات)
وحاول البعض أن ينفي كلام الشيخ هذا فأثبته من حيث لا يدري حيث قال في شبكة الانترنت عن معنى التبري: (( ولكنا لو راجعنا كلمات العلماء ما وجدنا منهم من يقول: بأن البراءة هي اللعن فضلاً عن السب والتكفير، بل لو رجعنا إلى عوام الناس فضلاً عن العلماء والمثقفين لما وجدناهم يقولون بأن البراءة هي اللعن ).
ولكنه في آخر كلامه يقول بأن الشيخ الكبير يلقي التهم على بعض العلماء و بعض الناس وهذا ما لم نجده في قول الشيخ الكبير -فهو فهم نية الشيخ أنه يتهم الناس- فلماذا هذا الفهم السيء تجاه الشيخ.
تمعن في القولين قول الشيخ الكبير والقول الآخر تراهم متطابقين فيقول الشيخ الكبير:
(يتصور البعض أن البراءة هي السب واللعن، وأن التبري من الأعداء خصوصاً أعداء أهل البيت هو سبهم ولعنهم بل وتكفيرهم في كثير من الحالات) ويقول الآخر: ( ولكنا لو راجعنا كلمات العلماء ما وجدنا منهم من يقول: بأن البراءة هي اللعن فضلاً عن السب والتكفير، بل لو رجعنا إلى عوام الناس فضلاً عن العلماء والمثقفين لما وجدناهم يقولون بأن البراءة هي اللعن).
فما الهدف إذن من طرح هذه التهمة ؟ لا بد أن ورائها سبب ؟
ثم أن هؤلاء يطرحون أبحاث لعلماء آخرين باعتبار أنها تخالف كلام الشيخ الراضي في خصوص اللعن بينما مبدأ الشيخ ومبدأ ما يُطرح من أبحاث لعلماء آخرين غير مختلف وللقارئ المراجعة لمعرفة ذلك.
عودة إلى صلب الموضوع
قلنا أن محور الحديث وهدف ودراسة بحث الشيخ لمسألة اللعن هي ما يعانيه الناس من مصائب وويلات من جراء وجود لعن الخلفاء الثلاثة في زيارة عاشوراء.
وعند دراسة الشيخ لهذه الزيارة وجد أن سندها لا يصمد أمام البحث كما قال في دراسة السند، وأن متنها محرف مزور. هذا ما توصل إليه من نتيجة.ولذا فإننا نلفت نظر القارئ إلى عدة ملاحظات بهذا الخصوص وهي:
1-أتى بعض الأخوة بأبحاث لزيارة عاشوراء كتبت قبل بحث الشيخ.
2-أتوا بهذه الأبحاث للرد على كلام الشيخ بينما الشيخ هو من رد على هذه الأبحاث واستشكل عليها فكيف يُرد عليه ببحث قد رد هو عليها.
3-لم يدرك هؤلاء الأخوة أن الشيخ رد على هذه الأبحاث فراحوا يضعفون كلام الشيخ من هذه الأبحاث بينما الأبحاث التي طرحوها لا تصمد أمام البحث العلمي ومن يتابع هذه الأبحاث يدرك الفارق.
ما هي قصة ومنشأ طرح موضوع اللعن ؟
ذكر الشيخ الراضي في طرح موضوعه ( عدم وجود اللعن للخلفاء الثلاثة في زيارة عاشوراء ) وما ينتج عنها من أخطار ثلاثة أمور:
الخطر الأول: أن هذه الزيارة وبسبب اشتمالها على اللعن للخلفاء الثلاثة بل للخليفة الرابع أيضاً أخذها أبناء السنة مستمسكاً لهم ضد الشيعة والتحامل عليهم من أن الشيعة يسبون ويلعنون الخلفاء، وسببت العداوة والبغضاء والفتن والحروب الطائفية بين الأمة الإسلامية بسبب هذا التزوير التي اشتملت عليه.
بل أصبحت مادة دسمة ومعولا هداماً لمذهب أهل البيت عليهم السلام حينما اتخذها الإعلاميون للتهريج والتهويل وإسقاط من يقول بها.
الخطر الثاني: أن هذه الزيارة جعلها بعض العلماء المتحمسين لمذهب أهل البيت عليهم السلام تمثل جوهر التشيع والذي يشكك في سندها أو يناقش فيه وفي متنها يحكم عليه بالانحراف والفسق والضلال ويشك في إيمانه، وقد تصل الحالة إلى الحكم بكفره أو خروجه من مذهب أهل البيت.
الخطر الثالث: في العصور المتأخرة قد بالغ البعض في هذه الزيارة مع اشتمالها على التزوير رويت فيها القصص والكرامات والمنامات حتى أصبحت من المقدسات عند عامة الشيعة وخاصتهم وجعلها الكثير منهم من الأوراد التي تتكرر في الأيـام والليالي.
مع هذه الأخطار الكبيرة ألا يحق للموالي أن يبحث عن سندها قوة وضعفا وأنها بالفعل هل صدرت عن الإمام المعصوم عليه السلام أم لا ؟
ألا يحق له ولغيره المسائلة عن متنها ومدى مطابقته للمصادر الأولية المنسوبة إليها ؟
أم أن العاطفة غلبت وأُردم باب النقاش والبحث العلمي عند الشيعة الإمامية كما أُغلق باب الاجتهاد عند غيرهم ؟
أقول: وهذه المرة أجيب أنا على الشيخ الكبير: لا. لا يحق للموالي أن يبحث في شيء من المسلمات والمشهورات فهذه وحي منزل من السماء لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها !!!
وأقول: هؤلاء لم يحاولوا أن يدرسوا بحث الشيخ ويردوا عليه ببحث علمي وإنما سعوا للتهجم عليه وإسقاطه فكالوا لهم التهم التي ذكرناها أعلاه وخصوصاً في مسألة اللعن. فما هي نظرة الشيخ الراضي في هذا الموضوع وكيف تحول هذا الموضوع إلى هجوم شرس على الشيخ ؟ هذا ما أريد أن يدركه القارئ العزيز.
الشيخ ومنذ فترة تواجده في قم المقدسة وبناءً على الأخطار الثلاثة وعلى تحقيقاته العظيمة طلب من الجماعة المحاورين عدة مطالب كانت كالتالي:
المطلب الأول: طلب الشيخ أن يأتوا له برواية واحدة ولو كانت ضعيفة تذكر وتخص الخلفاء الثلاثة باللعن بالاسم الصريح.فهل استطاع المحاورون أن يأتوه بهذا المطلب ؟
طبعاً لا. لماذا ؟ لأنه لا يوجد كتاب شيعي واحد سواء من الكتب الحديثية الأربعة المعتمدة عند الشيعة أو من الكتب الأخرى يوجد فيه لعن الخلفاء الثلاثة صراحة وبالاسم. هذا المطلب الذي نتحدى فيه – نحن -أي فرد أن يأتي برواية فيها ذكر الخلفاء الثلاثة باللعن. ؟؟؟؟؟!!!!!!!
المطلب الثاني: أن يأتوا برواية واحدة صحيحة ومعتبرة بالإجماع وليس عند فرد دون آخر يذكر فيه لعن الخلفاء بلفظ ( الأول والثاني والثالث ) أو بأي لفظ آخر.فهل تمكنوا من ذلك ؟؟
وجدوا في نظرتهم روايتين بعد بحث وعناء منهم واكتشفوا كمن يكتشف كنز في غابة أو ماء في صحراء وراحوا يتشدقون به على أنها صحيحة ! وهي ضعيفة السند أصلاً لا تصمد أمام بحث سندها. فما هي تلك الروايتين ؟
1- الرواية الأولى:
كتاب الروضة من الكافي الشريف:
حَنَانٌ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ قُلْتُ لَهُ مَا كَانَ وُلْدُ يَعْقُوبَ أَنْبِيَاءَ قَالَ لا وَ لَكِنَّهُمْ كَانُوا أَسْبَاطَ أَوْلادِ الأَنْبِيَاءِ وَ لَمْ يَكُنْ يُفَارِقُوا الدُّنْيَا إِلا سُعَدَاءَ تَابُوا وَ تَذَكَّرُوا مَا صَنَعُوا وَ إِنَّ الشَّيْخَيْنِ فَارَقَا الدُّنْيَا وَ لَمْ يَتُوبَا وَ لَمْ يَتَذَكَّرَا مَا صَنَعَا بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَعَلَيْهِمَا لَعْنَةُ اللَّهِ وَ الْمَلَائِكَةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ.)
فهذه الرواية رواها حنان بن سدير بن حكيم..........
ويمكن إيجاز الرد عليها في عدة أمور:
1-راوي هذا الحديث ( حنان بن سدير بن حكيم ) وحديثي عن سدير بن حكيم فسدير أبي حنان لم يُثبت توثيقه عند المتقدمين أي لم ينص على وثاقته أحد ويمكن مراجعة كتب الرجال القديمة للتأكد من ذلك.
2-أما عند السيد الخوئي قدس سره فنعلم أن سدير ورد ذكره في روايات كتابين (كامل الزيارات ) والذي لا يوجد فيه لعن الخلفاء الثلاثة في زيارة عاشوراء ونعلم أن السيد الخوئي رضوان الله عليه كان قد تراجع عن القول بوثاقة جميع الرواة الذين ورد ذكرهم في إسناد كامل الزيارات، وكان قد أصدر بياناً خاصاً بهذا الخصوص بعد تمامية الطبع الأول لكتاب معجم رجال الحديث، والتزم باختصاص التوثيق بمشايخ ابن قولويه، هذا الذي عرفناه منه رضوان الله عليه.
أما المصدر الثاني فهو ( تفسير علي بن إبراهيم ) وفي هذا كلام.
3- ليعلم القارئ العزيز أن السيد السستاني وبالرغم من أن السيد الخوئي يعتمد عليه في التوثيقات العامة إلا أن هذا الكتاب عند السيد السستاني فيه بحث وكلام – أي نسبته إلى علي بن إبراهيم -.
4- وممن عنده ملاحظة ويرفض هذا الكتاب –تفسير علي بن إبراهيم - آية الله السبحاني وأن هذا الكتاب مفترى ونسبته إلى علي بن إبراهيم غير صحيحة.
ملحوظة: سيقولون أن هذه الرواية على مباني السيد الخوئي وسنقول نحن لا نعتمد على رأي السيد الخوئي فقط وإنما كان الطلب بالإجماع وليس على رأي عالم من العلماء، كما أن كثير من المراجع يختلفون معه رحمة الله عليه في مبانيه وفي توثيقاته.
2- الرواية الثانية:
رواه محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: سمعنا أبا عبدالله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعاً من النساء فلان و فلان و فلان ومعاوية ويسميهم وفلانه وفلانه وهند وأم الحكم أخت معاوية.
هذه الرواية يرويها المتشدقون بها من كتاب التهذيب للشيخ الطوسي وعليها عدة إشكالات:
أولاً وقبل الرد عليها نذكر هذه الرواية التي رواها الشيخ الكليني في الكافي ج3 ص 344 وهي:رواه محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الخيبري عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السراج قالا: سمعنا أبا عبدالله عليه السلام وهو يلعن في دبر كل مكتوبة أربعة من الرجال وأربعاً من النساء فلان و فلان و فلان ومعاوية ويسميهم وفلانه وفلانه وهند وأم الحكم أخت معاوية.
الإشكالات
أهم هذه الإشكالات التي تأخذ على هذه الرواية ما يلي:
1-من أين نقل الشيخ الطوسي هذه الرواية هل من الشيخ الكليني أم له مصدر آخر ؟!
2-يوجد اختلاف في السند بين الروايتين ففي الكافي (محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الخيبري عن الحسين بن ثوير ) وفي التهذيب (محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الحسين بن ثوير ) فأين الخيبري ؟؟؟
3-الخيبري المذكور في رواية الشيخ الكليني مجهول الحال عند كثير من العلماء ومنهم السيد الخوئي فالرواية إذاً ضعيفة، وهي على ما يبدو المصدر الرئيس- رواية الشيخ الكليني -.
4-أن محمد بن إسماعيل بن بزيع لا يروي عن الحسين بن ثوير مباشرة فمن هو الناقل بينهما فإن كان الخيبري قلنا ما هو أعلاه وإن كان آخر فمن هو ؟؟؟؟.
وكان الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني صاحب كتاب( المعالم )قد نقل هذه الرواية ونقضها وقال إنها ضعيفة ويمكن أخي القارئ مراجعة كتابه ( منتقى الجمان ).
فخلاصة الكلام: أن هاتين الروايتين ليستا صحيحة السند و ليس عليها إجماع بين عموم الفقهاء ولا يوجد فيه اللعن بشكل صريح.
ولسنا هنا بصدد عرض الروايات ومناقشتها فهذا مكانه دور العلم وأماكن المناقشات العلمية الحرة والحرة فقط.
أخي القارئ العزيز: بعدما عجزوا عن ذلك قالوا -وليتهم لم يقولوا - أن ثقافة أهل البيت هي اللعن والسب والعياذ بالله فيالها من مصيبة كبرى ! ثقافة أهل البيت اللعن والسب والشتم هكذا تعلمنا من أهل البيت !!!
تساؤل: وهنا يتبادر إلى ذهني هذا السؤال كم هي الروايات التي وردت في النهي عن السب والشتم واللعن وكم هي الآمرة بذلك لتكون ثقافة أهل البيت ما يدّعون ؟؟!!!!
الجواب: لم يروا حديث عن أهل البيت فيه لعن وسب وشتم إلا ما يدعونه من الحديثين السابقين وبعض الروايات النادرة والتي ليست بصحيحة حتى نعول عليها ولكن العكس كثيرٌ جداً وإليك جزء مما ورد من ثقافة أهل البيت في رفض السب والشتم واللعن وقد أورد الشيخ الكبير بعض الأحاديث وعلق عليها:
موقف الرسول من اللعن من أهم صفات الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله البارزة التي وصف بها أنه غير لعَّان ولا سبَّاب ولا طعان بل هو صاحب الرحمة والشفقة والعطف حتى على أعدائه فقد دعا لقومه الذين كسروا رباعيته وسالت الدماء على كريمته بقوله: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
قال السيد بن طاووس: أما رأيت ما تضمنه أخبار صاحب الرسالة و هو قدوة أهل الجلالة كيف كان كلما آذاه قومه الكفار و بالغوا فيما يفعلون قال صلى الله عليه وآله:اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون).
أما اللعن والتربية عليه فيعد من مساوئ الأخلاق والذي يرفضه أي إنسان سواء كان متدينا أم غير متدين وبالرغم مما اشتهر من أن رسول الله كان يمارس اللعن وبكثرة إلا أنه قد وردت روايات عنه وعن أهل بيته بكراهية اللعن ومبغوضيته.
فتحت عنوان (اللعن من أقسام الفحش) قال الشيخ الكبير:
ذكرت المعاجم اللغوية أن اللعن قسم من أقسام السب وحينئذ فيصدق عليه أنه من الفحش كما جاء في الحديث الصحيح عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر عليه السلام قَالَ: دَخَلَ يَهُودِيٌّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَ عَائِشَةُ عِنْدَهُ فَقَالَ: السَّامُ عَلَيْكُمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): ( عَلَيْكُمْ ) ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَدَّ عَلَيْهِ كَمَا رَدَّ عَلَى صَاحِبِهِ ثُمَّ دَخَلَ آخَرُ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ فَرَدَّ رَسُولُ اللَّهِ (ص) كَمَا رَدَّ عَلَى صَاحِبَيْهِ فَغَضِبَتْ عَائِشَةُ فَقَالَتْ: عَلَيْكُمُ السَّامُ وَ الْغَضَبُ وَ اللَّعْنَةُ يَا مَعْشَرَ الْيَهُودِ يَا إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ وَ الْخَنَازِيرِ.
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ (ص): ( يَا عَائِشَةُ إِنَّ الْفُحْشَ لَوْ كَانَ مُمَثَّلًا لَكَانَ مِثَالَ سَوْءٍ إِنَّ الرِّفْقَ لَمْ يُوضَعْ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا زَانَهُ وَ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ.
قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا سَمِعْتَ إِلَى قَوْلِهِمْ السَّامُ عَلَيْكُمْ ؟
فَقَالَ: ( بَلَى أَمَا سَمِعْتِ مَا رَدَدْتُ عَلَيْهِمْ قُلْتُ عَلَيْكُمْ فَإِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ مُسْلِمٌ فَقُولُوا سَلامٌ عَلَيْكُمْ وَ إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ كَافِرٌ فَقُولُوا عَلَيْكَ).
فالكلمات التي ذكرتها زوج الرسول صلى الله عليه وآله من السام والغضب واللعن كلها مصاديق للفحش وتكون كلها مثال سوء.
اللعن يتنافى مع كمال الإيمان فقد روى أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ هَمَّامٍ فِي كِتَابِ التَّمْحِيصِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله أَنَّهُ قَالَ: ( لا يَكْمُلُ إِيمَانُ (مُؤْمِنٍ حَتَّى) يَحْتَوِيَ عَلَى مِائَةٍ وَ ثَلَاثِ خِصَالٍ إِلَى أَنْ ذَكَرَ مِنْهَا لا لَعَّانٌ وَ لَا نَمَّامٌ وَ لَا كَذَّابٌ وَ لَا مُغْتَابٌ وَ لَا سَبَّابٌ.. الْخَبَرَ
هذا لسائر الناس من المؤمنين فكيف برسول الله وأهل بيته الأطهار وهل الأمور التي تعيق من تكامل المؤمن مثل اللعن والغيبة والنميمة تكون من الأمور العبادية ؟ إن هذا لأمر عجاب.
اللعَّان مبغوض: فقد جاء فِي كتاب الأخلاق لأبي القاسم الكوفي عَنْهُ صلى الله عليه وآله قَالَ: ( إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ مِنْ عِبَادِهِ اللَّعَّانَ السَّبَّابَ الطَّعَّانَ الْفَاحِشَ الْمُسْتَخِفَّ السَّائِلَ الْمُلْحِفَ وَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الْحَيِيَّ الْكَرِيمَ السَّخِيَّ).
إن هذا الحديث واضح في دلالته على مبغوضية اللعن سواء كان مغايرا للسب أو متحدا معه، ومع الأسف حاول بعض العلماء التهرب من سلبية اللعن وكراهيته بقوله أن الموجود في روايات النهي عن اللعن إنما كان بصيغة المبالغة ولا يصدق على اللاعن بدون مبالغة فيبقى اللعن على حاله وأنه من الأمور العبادية المحبوبة.
ولكن الذي أتصوره أن هذه المحاولة غير موفقة وذلك فإن الساب والكاذب والطاعن والمغتاب بغير مبالغة فهل هذه الأمور تكون جائزة ؟ حتى يكون اللعن بدون مبالغة أمرا عباديا ومحبوبا.
أقول: وأورد الشيخ الكليني في كتابه الكافي باب أسماه بَابُ السِّبَابِ ذكر فيها الأحاديث التي تنهى عن السب واللعن والشتم وهي:
1-عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه) سِبَابُ الْمُؤْمِنِ كَالْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ.
2ـ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ بُكَيْرٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه) سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ وَأَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِيَةٌ وَحُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ.
3ـ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ إِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي تَمِيمٍ أَتَى النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه) فَقَالَ أَوْصِنِي فَكَانَ فِيمَا أَوْصَاهُ أَنْ قَالَ لا تَسُبُّوا النَّاسَ فَتَكْتَسِبُوا الْعَدَاوَةَ بَيْنَهُمْ.
4ـ ابْنُ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى (عَلَيهِ السَّلام) فِي رَجُلَيْنِ يَتَسَابَّانِ قَالَ الْبَادِي مِنْهُمَا أَظْلَمُ وَوِزْرُهُ وَوِزْرُ صَاحِبِهِ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَعْتَذِرْ إِلَى الْمَظْلُومِ.
5ـ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَحَدِهِمَا (عَلَيهِما السَّلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّ اللَّعْنَةَ إِذَا خَرَجَتْ مِنْ فِي صَاحِبِهَا تَرَدَّدَتْ فَإِنْ وَجَدَتْ مَسَاغاً وَإِلا رَجَعَتْ عَلَى صَاحِبِهَا. راجع الكافي ج 2 ص 360
وورد عن الإمام علي (ع) عليه السلام في أكثر من موقف عدم التشجيع على اللعن، كما في في جوابه لحجر بن عدي وعمرو بن الحمق في معرض خروجهم للعن أهل الشام، قوله:
كرهت لكم أن تكونوا لعّانين شتّامين، تشتمون وتتبرّؤون، ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا ومن عملهم كذا وكذا، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر. ولو قلتم مكان لعنكم إيّاهم وبراءتكم منهم:
اللهمّ احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، واهدهم من ضلالتهم، حتى يعرف الحقّ منهم من جهله، ويرعوي عن الغيّ والعدوان من لهج به" كان هذا أحبَّ إليَّ وخيراً لكم.
وغير ذلك من الأخبار الشريفة.
تساؤلات: فهل هذه ثقافة أهل البيت أم ثقافتهم اللعن والشم ؟؟؟؟
وهل هذا ما تعلمناه من أهل البيت عليهم السلام ؟؟؟
حاشا لأهل البيت أن تكون ثقافتهم اللعن.
أما أنا فأقول: أن من يقول أن أهل البيت عليهم السلام ثقافتهم اللعن والسب فعليه لعنة الله والرسول وأهل البيت عليهم السلام فالرسول يقول ( المؤمن ليس بلعان ولا بسباب ).
البند الثالث: ( موضع قبر فاطمة )
النقطة الثالثة وهي في الواقع الأولى من حيث ترتيب الإشكالات تاريخياً ولكن أجلنا الحديث فيها باعتبار أن اللعن أهم نقطة أثيرت حول الشيخ.
نعود ونقول ما هو الإشكال المطروح حول الشيخ في هذه النقطة ؟
قالوا: أنه يحدد قبرها وهذا ظلم لها فقبرها مخفي وغير معروف فكيف يحدد مكانها فهذا عين الظلم للسيدة الطاهرة سلام الله عليها.
نقول: من يشكل هذا الإشكال للأسف لم يكن لديه رأي مخالف ولا بحث سابق أو لاحق ينفي كلام الشيخ وليس له القدرة على طرح هذا البحث بشكل علمي يطرح فيها الروايات الضعيفة والصحيحة فما يملكه هو الكلام وهو رده العلمي فقط لا غير.
أما الشيخ فقد درس هذا الموضوع بحثاً علمياً لم يسبقه به أحد واستخلص من جملة الروايات الصحيحة أن قبر فاطمة عليها السلام في بيتها وليس في مكان آخر أو غير معروف.
وأما عن الظلم فقد قال الشيخ الراضي: وما يحاوله بعض الموالين من تحبيذ استمرارية إخفاء قبرها بين الأقوال الثلاثة المتقدمة وجعل ذلك دليلاً على ظلامتها في حال حياتها. فهذه المحاولة غير صحيحة ولا تستند إلى دليل شرعي ولا اعتبار عرفي.
بل هذه المحاولة والتعتيم على الحقائق ومحاولة إخفائها هي بدورها واحدة من تلك الظلامات للسيدة فاطمة صلوات الله عليها.
وإذا كان البعض يريد أن يبعدها عن قبر أبيها وعن منزلها لمصالح سياسية ومكاسب معينة، فلماذا بعض المؤمنين يساير هذه المحاولة من حيث أن يشعر أو لا يشعر بحجة المظلومية ؟
تساؤل: هل أن الشيخ هو أول من قال بهذا الرأي وخالف المشهور أم لا ؟!
ثم أدرج سماحته في بحث بهذا الخصوص رأي علماء الإمامية وعلماء السنة فيمن يقول بأن السيدة الزهراء عليها السلام قبرت في بيتها فهل قالوا على علماء الإمامية الذين يتفق معهم الشيخ الراضي في الرأي مثل ما قالوه في الشيخ الراضي ؟؟
وإليك أقولهم كما نقلها الشيخ الراضي في بحثه:
وأكثر علمائنا على هذا القول :
1-فقد تقدم-في بحثه- عن الشيخ الصدوق أن هذا القول هو الصحيح عنده.
2-وقال السيد ابن طاووس المتوفى سنة 664 هـ: والظاهر أن ضريحها المقدس في بيتها المكمّل بالآيات والمعجزات لأنها أوصت أن تدفن ليلا ولا يصلي عليها من كانت هاجرة لهم الى حين الممات وقد ذكر حديث دفنها وستره عن الصحابة، البخاري ومسلم فيما شهدا أنه من صحيح الروايات، ولو كان أخرجت جنازتها الطاهرة الى بقيع الغرقد أو بين الروضة والمنبر في المسجد ما كان يخفى آثار الحفر والعمارة عمن كان قد أراد كشف ذلك بأدنى اشارة ؛ فاستمرار ستر حال ضريحها الكريم يدل على أنها ما أخرجت من بيتها أو حجرة والدها الرؤوف الرحيم ويقتضي أن يكون دفنها في البيت الموصوف بالتعظيم كما قدمناه.[1]
وقال أيضا: " ما سئل عنه مولانا علي بن محمد الهادي عليه السلام قال فيه ما هذا لفظه، أبو الحسن إبراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت إليه إن رأيت أن تخبرني عن بيت أمك فاطمة عليها السلام، أهي في طيّبة أوكما يقول الناس في البقيع ؟ فكتب: ( هي مع جدي صلى الله عليه وآله ).
قلت أنا: وهذا النص كاف في أنها عليها السلام مع النبي صلى الله عليه وآله.[2]
3-السيد صاحب المدارك حيث قال: والأصح أنها دفنت في بيتها.[3]
4-العلامة المجلسي قال: قد بينا في كتاب المزار أن الأصح أنها مدفونة في بيتها. [4]
وقال الشيخ عباس القمي المتوفى 1359هـ بعد أن نقل القولين الأوليين قال: والبعض قال: أنها دفنت في منزلها وهو أصح الأقوال حيث دلت على ذلك الروايات الصحيحة. [5]
وان كان في المفاتيح رجح القول الثاني-كما تقدم -.
هذا رأي علماء الشيعة في دفن السيدة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام في منزلها
تساؤلات: فهل يقول من يعارضون الشيخ ويقفون بوجهه دفاعاً عن المذهب(؟) في الشيخ الصدوق وفي ابن طاووس وفي العلامة المجلسي وفي الشيخ القمي وفي صاحب المدارك ما قالوه في الشيخ بأنهم ظلموا السيدة الزهراء في تحديد قبرها. أم هؤلاء أخطأوا فلهم أجر والشيخ الكبير أخطأ فعليه ذنوب لا تعد ولا تحصى.
علماء السنة ودفنها في منزلها
وأما رأي علماء السنة حول هذا القول فبعضهم روى هذا القول، والبعض منهم قد ألف فيه كتاباً بهذا الخصوص.
فقد روى ابن شبّه النميري البصري المتوفى 262هـ في كتابه تاريخ المدينة روايتين:
1-بسنده عن الإمام محمد بن علي الباقر u قال:
( دفن عليٌّ فاطمة رضي الله عنها ليلاً في منزلها الذي دخل في المسجد، فقبرها عند باب المسجد[6] المواجه دار أسماء بنت حسين بن عبدالله بن عبيدالله بن عباس )[7]
وإن كان ابن شبّه لم يختر هذا القول حيث اختار الدفن في البقيع كما علق على هذا الخبر، ونحن نأخذ بما روى وندع ما رأى.
2-روى ابن شبّه بسنده عن جعفر بن محــمد أنه كان يقول:
قُبِرَت فاطمة رضي الله عنها في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد. [8]
وقال ابن شبّه بعد هذا الخبر وبعد أن نقل الروايات التي تقول أنها دفنت في البقيع والروايات التي تقول أنها دفنت في منزلها:
" فهذا ما حدثني به أبوغسان في قبر فاطمة، ووجدت كتاباً كتب عنه يذكر فيه أن عبدالعزيز بن عمران كان يقول: إنها دفنت في موضع فراشها، ويحتج بأنها دفنت ليلاً، ولا يعلم بها كثير من الناس " [9]
ويؤيد هذا القول ما ذكره ابن حِبَّان في كتابه الثقات بقوله: وأوصى [ يعني الإمام الحسن ] إلى أخيه الحسين: إذا أنا متُ فأحفر لي مع أبي [ يعني جده رسول الله صلى الله عليه وآله ] وإلا ففي بيت علي وفاطمة، وإلا ففي البقيع ولا ترفعن في ذلك صوتاً … ثم أمر الحسين أن يحفر له في بيت علي وفاطمة فبلغ ذلك بني أمية فأقبلوا [ و ] عليهم السلاح … إلى آخر ما تقدم.
فهذه الوصية من الإمام الحسن u إلى أخيه الحسين u ورغبته أن يدفن مع جده رسول الله صلى الله عليه وآله وبجواره ؛ فإن لم يمكن فالأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يدفن في بيت أبيه وأمه، فإن لم يمكن ففي البقيع ولكن لماذا هذا الترتيب؟ ألا يدلل ذلك على أن أمه فاطمة عليها السلام مدفونة في بيتها وهو يريد أن يدفن إلى جوارها، وإذا كانت أمه مدفونة في البقيع لماذا يوصي أن يدفن هو في منزلها ؟ إذا تعذر أن يدفن مع جده.
كل الدلائل تشير إلى أن فاطمة عليها السلام مقبورة في منزلها.وكفى.
البند الرابع: ( أفضلية مكة على كربلاء )
ومن الإشكالات التي أخذت على الشيخ الراضي قوله بأفضلية مكة المكرمة –خصوصاً الكعبة المشرفة -على كربلاء المقدسة وأن هذا غير صحيح فكربلاء لا يدانيها في الفضل شيء.
أقول: على ماذا يستند هذا القول هل على روايات صحيحة أم قول المشهور أم رأي علماء أم ماذا ؟؟!!
لا أريد أن أطيل على القارئ في هذه النقطة فسأعرض أقوال علماء الشيعة في أفضلية مكة وخصوصاً الكعبة على سائر البقاع بما فيها المدينة والنجف وكربلاء وعلى القارئ الحكم بعد الإشكالات:
وهذه الآراء ما ذكرها الشيخ الكبير في بحثه حول الموضوع.
رأي الشيخ الكليني
1-أن ثقة الإسلام الشيخ الكليني المتوفى 329هـ في كتابه الكافي لم يرو ولا رواية واحدة من هذه الروايات-الروايات التي تذكر أفضلية كربلاء على مكة- مع أن تلميذه والراوي عنه ابن قولويه والمتوفى 368 هـ هو الذي روى هذه الروايات مما يدلل على أن رأي الكليني خلاف هذه الروايات، ومن المستبعد جداً أنه لم يطلع عليها حيث رواها تلميذه .
2-رأي الشيخ الصدوق:
كذلك الشيخ الصدوق المتوفى الذي اعتنى بجمع الأحاديث - حتى ولو كانت شاذة- في مختلف أقطار العالم وكان يرحل من بلد إلى بلد لأجل حديث واحد سمع به ونقل من العامة والخاصة ومع ذلك لم يرو هذه الأحاديث بل رأيه على خلافها.
قال الشيخ الصدوق قال الصادق عليه السلام: ( إن تهيأ لك أن تصلي صلواتك كلها الفرائض وغيرها عند الحطيم فافعل فإنّه أفضل بقعة على وجه الأرض، والحطيم ما بين باب البيت والحجر الأسود وهو الموضع الذي فيه تاب الله عزّ وجلّ على آدم عليه السلام.... )
3-رأي شيخ الطائفة:
الشيخ الطوسي المتوفى 461 وإن روى بعضها في كتب الأخبار إلا أن رأيه على خلافها.
فقد قال في كتابه الخلاف ج 2 ص 451: ( مكة أفضل من المدينة. وبه قال الشافعي، وأهل مكة، وأهل العلم أجمع إلاّ مالكاً فإنه قال: المدينة أفضل من مكة. وبه قال أهل المدينة.
دليلنا: إجماع الفرقة، فإنّهم رووا أنّ صلاة في المسجد الحرام بعشرة آلآف صلاة، وصلاة في مسجد النبي صلّى الله عليه وآله بألف صلاة، فدلّ ذلك على أنّ مكة أفضل.
وروي عن ابن عباس قال: لمّا خرج رسول الله عليه وآله من مكة إلتفت إليها فقال: ( أنتِ أحب البلاد إلى الله تعالى، وأنتِ أحب البلاد إليّ، ولولا أنّ قومكِ أخرجوني منكِ لما خرجت ).
وروى جبير بن مطعم أنّ النبي صلى الله عليه وآله قال: ( صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلاّ المسجد الحرام ).
وروى جابر أنّ النبي صلّى الله عليه وآله قال: ( صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائتي صلاة في مسجدي ). وما يكون بهذا الوصف يكون أفضل .
فقد جعل ميزان الأفضلية هو فضيلة الصلاة في المكان وقد ورد في الروايات أن الصلاة في المسجد الحرام بألف ألف صلاة أي بمليون صلاة.
4-رأي الشهيد الأول:
الشهيد السعيد: الشيخ محمد بن جمال الدين مكي العاملي المستشهد 786 هـ
قال الشهيد الأول في كتابه الدروس:
( مكة أفضل بقاع الأرض ما عدى موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وآله، وروي في كربلاء على ساكنها ( ساكنيها خ ل ) السّلام مرجحات، والأقرب أنّ مواضع قبور الأئمة عليهم السّلام كذلك، أما البلدان التي هم بها فمكة أفضل منها حتى من المدينة ) .
فالشهيد يقرر أن مكة المكرمة أفضل بقاع الأرض حتى النجف وكربلاء بل حتى المدينة المنورة ما عدى موضع قبر الرسول صلى الله عليه وآله وموضع قبور الأئمة عليهم السلام.
أقول والقول للشيخ الراضي: الروايات التي ذكرت المرجحات في كربلاء قد تقدمت الإشارة إليها ولم تثبت سنداً، وهي معارضة للآيات والروايات الصحيحة، فلا يمكن الاعتماد عليها، وأمّا كيف استفاد أنّ موضع قبر رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل من مكة ؟ فلا أعلم مستنده، لأنّ الحديث في المفاضلة بين الأرضين لا بين الأرض والنبي صلى الله عليه وآله أو بين الأرض والإمام عليه السلام، والأرض المدفون فيها النبي أو الإمام عليهما السّلام وإن تشرفت بذلك إلاّ أنّها لا تبلغ شرف مكة المعظمّة، وأمّا باقي كلامه ( قدس ) فمتين جداً.
5-رأي الشيخ الحر العاملي:
الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي صاحب الوسائل المتوفى 1114 هـ محدث فقيه قل أن يعلق على الأحاديث التي يرويها وإنما يرويها ولكن هذه الروايات رواها وعلق بقوله: ( لا يلزم من هذا كون كربلاء أشرف من الكعبة، كما لا يلزم كون الأنبياء السابقين أشرف من نبينا صلى الله عليه وآله (منه قده).
انظر هامش الوسائل ج 14 ص515 ح19721 طبع مؤسسة آل البيت. معلقاً على مرسلة أبي الجارود المتقدمة.
وفي كتابه الفصول المهمة في معرفة الأئمة ج3 ق 95 ذكر عنوان الباب أفضل البقاع وتحت هذا العنوان ذكر روايتين في تفضيل مكة على جميع بقاع الأرض مما يدلل على أن هذا هو رأيه.
هذا هو رأي علمائنا الأبرار الذي يقررونه وهذا يكفي لمن له قلب كما تقول الآية المباركة.. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }
تساؤلات: فهل تقولون على الشيخ الكليني والصدوق وشيخ الطائفة والشهيد الأول والحر العاملي كما تقولون في الشيخ الكبير أم أن هؤلاء ماتوا وانتهى أثرهم ؟؟!!
وما يثير العجب أنه أرسل إلى مكتب من مكاتب المراجع سؤالاً فأجاب ببيت من الشعر للعلامة بحر العلوم يرى فيها أفضلية كربلاء على مكة ! فيا للمصيبة هل أصبح الشعر مصدر من مصادر استنباط الحكم الشرعي !!! فهذا علم جديد لم نعرفه أو ندركه !!!
استفتاءات مفبركة
إن هناك جماعة ممن يتوسمون بوسام الحوزوية يهدفون فقط وفقط إلى إسقاط الشيخ الكبير ولا يهدفون إلى البحث والحقيقة وتقصي الأخبار الصحيحة والدليل على ذلك أسئلتهم التي تهدف إلى الوصول إلى جواب محدد فما هي طبيعة الأسئلة ؟ وماذا كانوا يهدفون منها ؟ وما هي النتيجة التي وصلوا إليها ؟
وقبل أن أورد هذه الأسئلة وطبيعتها ما رأيكم أن أكتب لكم مجموعة من الأسئلة نوجهها للمراجع – عفواً - لمكاتب المراجع لنرى ماذا سيكون الرد ؟
مجموعة من الأسئلة كأمثلة لا للحصر:
س1/ ما رأيكم في من يهين القرآن الكريم ؟
س2/ ما رأيكم فيمن لا يؤمن بالأئمة الاثنى عشر ؟
س3/ ما رأيكم فيمن يهين الكعبة المشرفة ؟
س4/ ما رأيكم فيمن لا يرى أحقية الخلافة لأمير المؤمنين ؟ الخ................
فهذه الأسئلة لها أجوبة مبطنة وهذا ما أردوه بطرح الأسئلة على بيوتات المراجع، وغير مستبعد أنهم هم من كتب هذه الأسئلة ورد عليها.! فما كانت الأسئلة؟ وكيف ستكون الإجابة ؟ وما الهدف منها ؟ تعرف ذلك في الرد كما هو موضح في الجدول التالي:
ما هو رأيكم فيمن يضعف زيارة عاشوراء سنداًومتناً ؟
هذا الشخص - على فرض وجوده – منحرف وساقط عن العدالةولو كان عنده وكالة فهو منعزل عن الوكالة.
إرادة التسقيط وإبعاد الناسعنه بأية وسيلة.
ما حكم الصلاة خلف من يقول إن زيارة عاشوراءليست بثابتة من حيث السند والمتن ؟
زيارة عاشوراء معروفة ومشهورة ولا ينكرها إلا معاند أو مكابروالتشكيك فيها ينم عن ضعف اعتقاد المشكك بها... فلا تجوزالصلاة خلفه.
إبعاد الناس عن الصلاةخلفه
ما حكم الصلاة خلف من يقول إن زيارة عاشوراءليست بثابتة من حيث السند والمتن ؟
إذا رجع ذلك إلى مجرد الشك وعدم العلم لأنه ليس عنده حجة علىثبوتها فلا يخل ذلك بعدالته وتجوز الصلاة خلفه ؟ إذا كان جامعاًلشرائط إمام الجماعة أما إذا
رجع إلى التكذيب والجحود على خلافالحجة الشرعية سقطت عدالته ولا تجوز الصلاة خلفه.
لم يحصل هذا الهدف !! لماذا ؟
لأن طرح الشيخ الراضي علمياً ويؤدي إلى حجة شرعية لا مجرد التشكيك
يوجد شخص من المعممين يقول أنه توصل إلى أنزيارة عاشوراء ضعيفة سنداً ومتناً وأن الزيارةالجامعة ضعيفة وأن ما جاء فيها يخالف القرآن
ويقول بأفضلية الكعبة المشرفة على كربلاءالمقدسة
لا يصغى لمثل هذا ؟
لم يتوصل إلى هدف معينوإن كان الجواب يهدف إلىالابعاد ولكن من يوزع هذالا يجديه نفعاً.
الاستفتاءات حول صحة سند زيارة عاشوراء
لنشاهد معنا طبيعة الأسئلة التي وجهت إلى بيوت المراجع علاوة على ما ذكرناه أعلاه والتي تهدف إلى ما تهدف إليه من أمور. فما هي فحوى هذه الأسئلة ؟
يوجد من يشكك في زيارة عاشوراء سنداً ومتناً وأنها ضعيفة السند ولا يمكن الاعتماد عليها ويقول إن فيها تزوير من قبل أيدي أثيمة وذلك في خصوص ( اللعن ).
فما رأيكم في هذه الزيارة من حيث السند ونريد من سماحتكم جواباً مفصلاً حول ذلك !
أو ما قول مشهور الإمامية بزيارة عاشوراء المشهورة من حيث السند والمتن.
أو ما حكم الصلاة خلف من يقول أن زيارة عاشوراء ليست بثابتة من حيث السند والمتن.
ماذا كان الجواب ؟
الجواب الأول:زيارة عاشوراء مضافاً إلى اعتبار سندها تشتمل على المضامين العالية واستحباب قراءتها ثابت. ولا يتوجب على سندها ومتنها إشكال.
الجواب الثاني: زيارة عاشوراء معروفة ومشهورة في كتب الشيعة وواضب على قراءتها السلف الصالح ولها آثار لا ينكرها إلا مكابر أو معاند والتشكيك فيها ينم عن ضعف اعتقاد المشكك بها وإن أدى ذلك إلى تزلزل عقائد الناس بزيارة الأئمة المعصومين.
الجواب الثالث: زيارة عاشوراء من الزيارات المشهورة ومضامينها صحيحة ولها آثار غريبة وثبت ذلك بالتجربة فبما أن فيها بعض الخصوصيات الخاصة بهذه الزيارة فلذا من طرف بعض المعاندين يصرون بعدم صحة السند فيها فكلما زيد في هذا الأمر زاد اهتمام المسلمين والشيعة بالمداومة عليها.
الجواب الرابع: سند الزيارة أولاً هي مروية في جملة من الكتب المعتمدة – منها – كامل الزيارات لابن قولويه الذي هو من الأصول المعروفة – وأخذ منه الشيخ في التهذيب – والحر العاملي في الوسائل وعده من الكتب المعتمدة التي شهد بصحتها مؤلفوها – ومؤلفه كما صرح به العلامة.
قال: كما يوصف به الناس من جميل وثقة وفقه فهو فوقه – وقد التزم بأن لا يروي في ذلك إلا ما ثبت عنده ولذلك عد بعض الأكابر أن كون شخص واقع في سلسلة أخبار ( الزيارات ) فهو ثقة ومنها – مزار المفيد – ومصباح المتهجد للشيخ الطوسي – والمصباح للكفعمي – والمزار للمشهدي – وغير ذلك من الكتب المعتبرة.
الملاحظات
هنا عدة ملاحظات على الإجابة:
-كان السؤال عن صحة السند ولم يكن الجواب رداً عليه ؟
-ما ورد في الجواب أن هذه الزيارة معروفة ومشهورة. ثم ماذا؟ أين دراسة السند ؟! والحال السؤال لذلك.
-أنها وردت في الكتب المعتبرة وأهما وأصلها ( كامل الزيارات ) والحال أن كامل الزيارات لا يوجد فيه لعن الخلفاء الثلاثة –وهو صلب الموضوع المثار- فمن أين جاء اللعن إذن ؟
-ثم إن من يتابع كلام الشيخ يرى أنه لا ينكر الزيارة أو أنه لا يقول أنها غير صحيحة أو غير مستحبة بل قال: لا إشكال في استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشورا استحباباً مؤكداً فقد دلت على ذلك الروايات الكثيرة ومنها الصحيحة.
فهل رأيه في الاستحباب يخالف الإجابات أعلاه ؟؟!!
- وإذا لم يكن هناك دراسة لسند زيارة عاشوراء في جميع الإجابات وإنما مجرد كلام فحواه بأنها- زيارة عاشوراء- معتبرة وقطعية وموثوقة ومشهورة فمن أين يأتي هذا الكلام ؟ أليس من السند ؟ ! فأين دراسة السند !!! أم هي معتبرة وقطعية وموثوقة ومشهورة بالمزاج ؟ أو أن ذلك مما يخالف عوام الناس ولا يمكن الافتاء بغيره أو بخلافه ؟؟!!
من كتب هذه الاستفتاءات ؟
نقول أولاً:من رد على هذه الاستفتاءات ؟ وهل يعلم أن المقصود منها الشيخ الراضي أم لا ؟
ثانياً: هل أجوبة مكاتب المراجع – لاحظ المكاتب وليس المراجع أنفسهم – أجوبة علمية وهل هي ناتجة من دراسة علمية أم لا ؟؟ الجواب طبعا: لا.
تساؤلات:وإذا كان قد درس متن وسند الزيارة – زيارة عاشوراء – أين هي الدراسة ؟
ثم أين الرد العلمي على جناب الشيخ الراضي ؟
إلى الآن لم يرد أحد على بحث الشيخ الراضي من حيث السند ولا أتوقع أحد من العلماء الكبار سيرد على بحث سند الشيخ الراضي الكبير لزيارة عاشوراء...لماذا ؟
لأن بحث علم الرجال وتوثيقاتهم عند المتقدمين ثابتة فالنجاشي مات(رحمه الله) ولن يغير في توثيقاته شيء وكذلك الكشي والطوسي وغيرهم.... فلن يستطيع عالم متأخر أن يوثق رجل (راوي ) لم يوثقه المتقدمون.
فبدلاً من التهريج والتمريج فليحققوا لنا في الروايات، ولا تقولوا السف الصالح كان يعمل بهذا ( كالوهابية ).
فهل هذه حجة شرعية يستند عليها في أخذ حكم شرعي ؟
أم أنهم يصيبون الحكم الواقعي بدون دليل فلا حاجة للمناقشة باعتبار كونه حكماً واقعياً. وإذا كان حكماً واقعياً كيف علمتم به ؟ وإن علمتم بواقعيته فهذا شرف عظيم أعلى من شرف النبوية الذي لا ينطق إلا عن وحي. وأنتم تنطقون عن وحي وغير وحي ؟ولا تنطقون عن الهوى.
ولعمري أننا نتجه باتجاه الجمود وترك الاجتهاد والتوجه إلى الإخبارية والتي لا تعتمد على شيء إلا ما ورد من أخبار وروايات تعتبر جميعها صحيحة لا نقاش فيها. وأن الأحكام ما ورد في الروايات والروايات فقط.
الفتوى بين مباني المجتهد وعرف الناس
مشهورة ومعتبرة هي فحوى الإجابات حول الأسئلة المثارة على زيارة عاشوراء فهل هذه الإجابات تتفق مع مباني المرجع أو لا ؟ وما هي نظرة المرجع إلى عرف الناس عند الفتوى ؟ وهل يستطيع الفقيه أن يخالف عرف الناس في فتواه أم لا ؟
لن أتحدث هنا عن رأيي أو معرفتي وإنما رأي المراجع والمجتهدين في ذلك فماذا يقولون ؟ وما هي الحالات التي لم يستطع فيها الفقيه طرح رأيه الفقهي على حسب مبانيه ؟ وما كان السبب؟
هنا استعرض رأي آية الله السيد كمال الحيدري في كتابه قاعدة ( لا ضرر ولا ضرار ) تقريرات بحوث الشهيد الصدر وقد استعرض فيها العامل النفسي للفقيه أثناء فتاواه وخصوصاً في التعامل مع المسلمات والمشهورات وذلك في مقدمة الكتاب المذكور. ونحن هنا سنتعرض رأي سماحته ونضع بعض النقاط على بعض الحروف فيما يتعلق بموضوعنا.
تحدث سماحة السيد عن العوامل التي ساعدت على نمو علم الأصول والفقه وذكر أربعة عوامل وكان آخرها العامل النفسي وبعد أن ذكر مقدمة مبسطة لهذا العامل قال:
( أن هناك جملة من المسلمات والأُطر الفقهية التي تُلقيت بالقبول من قبل الفقهاء الأوائل وأُخذت بطريق لا نعرفه دون أن يكون عليها دليل صناعي يبرهن عليها إلا أنها حقائق لنا القناعة بأنها أُخذت من يد الشارع الأقدس، ولهذا تكون هذه المسلمات بالنسبة إلينا جزءاً ضرورياً في الفقه ولا بد من الالتزام بها، وكل بناء استدلالي في الفقه لابد من أن يتحفظ على هذه المسلمات وإلا لما كان بناءً استدلالياً كاملاً وصحيحاً ).
فما كان نتيجة هذه النظرة ؟ يقول سماحته:
( وتأسيساً على ذلك حصلت حالة وجدانية قبلية عند الفقهاء أوجبت التفكير في أن يقام صرح علم الأصول وإطاره الاستدلالي بنحو تحفظ فيه هذه المسلمات الفقهية ولا يتجاوز عنها، وبتعبير آخر لابد من أن تكون عملية الاستنباط – سواء على مستوى العناصر المشتركة أو المختصة – مقيدة بحدود هذه المسلمات والأطر، و لا يمكن أن ندخل العملية الاستنباطية هذه الدائرة ).
وهذا واضحٌ في الفقه السني والشيعي فإن هؤلاء – السنة – سدوا باب الاجتهاد خارج المذاهب الأربعة المعروفة مع فتحه داخل هذه المذاهب، وهذا يعني أن ما اتفقت عليه كلمة المذاهب الأربعة فهو من المسلمات، التي لا يمكن الخروج عنها بأي نحو من الأنحاء فلا مجال للاجتهاد فيها فلا يحق لأحد الاجتهاد.
إذا اتضح هذا الكلام نقول: إن علماء الأصول عندما واجهوا الفقه الموجود بين أيدينا، وكانت لديهم تلك القناعة الوجدانية والحالة النفسية وهي التحفظ على أطر ومسلمات ذلك الفقه، صاروا بصدد إيجاد قواعد أصولية يمكن أن تشكل الغطاء الاستدلالي لتلك المسلمات الفقيهة. فنشأت عندنا قواعد حجية الشهرة والإجماع المنقول وانجبار الخبر الضعيف بعمل الأصحاب ووهن الخبر الصحيح بإعراضهم، بل تعمقوا أكثر من هذا مقام المحافظة على المسلمات الفقهية فعمموا قاعدة انجبار السند بعمل الفقهاء – لاحظ هذا الكلام – لتشمل الدلالة بفهمهم، وهذا ما نجده واضحاً في بعض كلمات الشيخ الأنصاري الذي يعدّ من أركان المدرسة الأصولية الحديثة في النجف، حيث إنه لا يعمل بإطلاق أخبار القرعة قائلاً: إننا نعمل بهذه الأخبار في كل مورد عمل به الأصحاب، ولا نعمل بها في كل مورد لم يعملوا به.
ومثل هذه القواعد الأصولية التي أسسها العلماء في علم الأصول كانت تشكل الغطاء الصناعي والعلمي الذي أقيمت عليه تلك المسلمات والأطر الفقهية، إذ لا يوجد واحد من تلك المسلمات إلا ويوجد عليها إجماع منقول أو شهرة أو عمل للأصحاب ونحو ذلك من القواعد التي بُني عليها الفقه الموروث عندنا. (دقق)
وعندما جاء دور الشيخ الأنصاري ومن تبعه من المحققين أشكلوا على هذه القواعد واحدة بعد الأخرى، فناقشوا في حجية الإجماع المنقول والشهرة، وتأملوا في قاعدة انجبار الخبر الضعيف بعمل الأصحاب، ولعل الأستاذ السيد الخوئي كان من أوائل من بنى على هذا في فقهه، وهكذا تهدمت كل القواعد الأصولية التي كانت تؤمن الغطاء العلمي لتلك المسلمات الفقهية، ولكن هؤلاء الذين هدموا هذه القواعد في علم الأصول كالشيخ لم يهدموها في الفقه، بل بقي علم الفقه محافظاً عليها وإن كانت لا دليل على حجيتها في الأصول، والسبب في ذلك يرجع إلى تلك الحالة النفسية التي كانت تمنع الفقيه عن أن يسقط تلك المسلمات وإن سقط دليلها العلمي في الأبحاث الأصولية – لاحظ هذا بدقة -، فلم يمكن المانع عن رفض تلك المسلمات الفقهية هو وجود دليل علمي عليها، بل كان المانع هي تلك الحالة الوجدانية والقناعة النفسية بالمحافظة على تلك الأطر الموروثة في الفقه المتعارف. ومن هنا نجد أن المحققين المتأخرين عن الشيخ الأنصاري بدأوا محاولة جديدة لتأسيس قواعد أصوليه تعوّض عمّا هدموه ؛ لأنه لا يمكن الالتزام بتلك المسلمات من دون وجود دليل عليها، - تفكر في هذا الكلام – وهنا خطر على بال المحققين المتأخرين أنّ السيرة العقلائية يمكن أن تكون تعويضاً مناسباً عمّا هُدم بمعول الصناعة العلمية من تلك القواعد، ولذلك نرى أنّ السيرة العقلائية كان لها دور كبير وواسع في كتب المتأخرين وخصوصاً السيد الخوئي (قده ) وأصبحت السيرة هي الدليل على إثبات كثير من تلك المسلمات، وهذا ما يفسر لنا رواج السيرة العقلائية في كتب المتأخرين بخلافه في كلمات السابقين حيث لم تلق هذا الرواج، وهذا يرجع إلى معالجة تلك الحالة النفسية التي أشير إليها.
والحاصل أنّ تلك الحالة النفسية هي التي كانت تمنع الفقيه عن هدم تلك المسلمات، ولكن الذوق الاستدلالي للفقيه كان يمنعه أن يقول: إنّ تلك الحالة هي الدليل فحاول أن يؤسس أدلة علمية لإثبات تلك المدعيات ).
ومن هنا احتل بحث السيرة العقلائية موقعاً مهماً وأصبح أحد الدعائم الأساسية التي يتشكل منها ملامح العصر الثالث من عصور علم الأصول، بل بلغ أوجه على يد الشهيد الصدر.
يقول آية الله العظمى السيد محمود الهاشمي قاضي القضاة الحالي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهو تلميذ من تلامذة السيد الشهيد الصدر البارزين: ( والواقع أن الاستدلال بالسيرة لم يقتصر على خصوص المسائل الأصولية وفي باب الإمارات، بل شاع ذلك في الفقه أيضاً، خصوصاً في مثل أبواب المعاملات التي يكون للعقلاء تقنين فيها. بل الملحوظ اتساع دائرة الاستدلال بها كلما تقلصت الأدلة التي كان يعول عليها سابقاً لإثبات المسلمات والمرتكزات الفقهية من أمثال الإجماع المنقول والشهرة وإعراض المشهور عن خبر صحيح أو عملهم بخبر ضعيف ونحو ذلك، فإنه قد عوّض بالسيرة عن مثل هذه الأدلة في كثير من المسائل التي يتحرج الفقيه الخروج عن فتاوى القدماء من الأصحاب أو الآراء الفقهية المشهورة ).لاحظ هذا الكلام جيداً.
ولم يذكر لنا الأستاذ الشهيد بعض تلك المسلمات والمرتكزات الفقهية التي ورثها المتأخّرون عن المتقدمين، ولكن لعل واحدة من أهم تلك المسلمات هو تجريد النصوص الواردة عن الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأئمة أهل البيت عليهم السلام عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية، والعلاقات التي كانت تحكم بين الناس في ذلك الزمان، وفهمها بمعزل عن تلك الشرائط التي صدر النص فيها.
ولعل هذا التجريد للنص وعزله عن العوامل التي قد تكون دخيلة في فهمه يمكن أن يعدّ من أهم المسلمات والأطر الفقهية التي لم يقع فيها كلام عن أحد من علمائنا المتقدمين والمتأخرين، بل كان هناك اتفاق قطعي من جميع فقهاء الطائفة على اختلاف مشاربهم ومبانيهم الأصولية والفقهية، على أن الأصل في هذه النصوص عدم مدخلية تلك الشرائط الزمانية والمكانية التي صدر النص فيها.
والشاهد على هذه المقولة أننا لا نجد فقيهاً حاول أن يفهم النصوص الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة الأطهار عليهم السلام من خلال الأوضاع الاجتماعية والشرائط الاقتصادية ولهذا لا يدخل أي فقيه في حسابه أثر الزمان والمكان في فهم النص الشرعي.
ومن هنا نجدهم يوقعون المعارضة بين نص صدر في القرن الأول مع نص آخر صدر في القرن الثالث، ويقطعون النظر عن التطور الهائل الذي حصل في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والعلاقات التي كانت تربط بعضهم ببعض، إضافة إلى التطور الفكري العظيم الذي وصل إليه المجتمع الإسلامي من خلال دخول منظومات فكرية وفلسفية واجتماعية متعددة، وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على عدم مدخلية تلك الظروف والعوامل في فهم النص وإلا لو كان للزمان والمكان أي أثر في فهم النصوص الشرعية لكان بالإمكان أن يقال: أنه لا تعارض بين هذه النصوص لاختلاف شرائطها الاجتماعية والفكرية، وكان ينبغي – بدل أن نوقع التعارض بينها – أن نرجع إلى الظروف الزمانية والمكانية التي صدر النص فيها. وحينئذ لو ثبت وحدة الظروف والشرائط لوقع التعارض وإلا فلا.
والواقع أن تجريد النصوص عن الزمان والمكان الذي صدرت فيه، وعدم إدخال الخصائص التي تحكم عصر الصدور وعزل النص عن العوامل التي قد تكون دخيلة فيه، والقول بالتعميم يعدّ من أهم المسلمات والمرتكزات الفقهية التي بقيت تحكم علم الأصول – والفقه – إلى يومنا هذا مع كل التغييرات والتطورات الأساسية التي مر بها هذان العلمان والمراحل والأشواط الطويلة التي قطعها حتى انتهى إلى ما هو عليه في زماننا الحاضر.
ولا أجازف إذا قلت: أنه مع الاعتقاد الكامل بالانجازات العلمية الضخمة التي أنجزها أستاذنا الشهيد على مستوى علم الأصول – بنحو يمكن عد مدرسته الأصولية عصراً رابعاً من عصور العلم – إلا أنها وإن وفقت في تغيير جملة من الأركان الأساسية لعم الأصول المتعارف، ولكن مع ذلك بقيت محكومة بنفس الأطر والمسلمات الفقهية الموروثة عن علمائنا السابقين، ولم تستطع تجاوز أو تطوير تلك الأسس، وهذا ما نجده واضحاً في الأبحاث الفقهية الاستدلالية التي أدلى بها شهيدنا الصدر. مع أنه – كما هو واضح من الدراسات الفكرية العميقة التي قدمها في هذا المجال وخصوصاً في كتاب " اقتصادنا" كان ملتفتاً جيداً إلى هذه الحيثية التي أشرنا إليها، ويمكن مراجعة ذلك في بحثه القيم عن "عملية الاجتهاد والذاتية" ولكن مع هذا كله لم يفعل شيئاً يتناسب مع ذلك البحث – في بحوثه الأكاديمية في الأصول والفقه – ولعل السبب يرجع إلى تلك الحالة النفسية التي أشار إليها هو، لأن هذه الحالة توجد عند الفقيه قناعات وجدانية لا يمكنه تجاوزها، فلهذا نجد أنه كان يعتقد أن الإنسان قد تحصل له قناعة بشيء وهي حجة ينبغي قبولها وإن لم يكن واقفاً على الدليل عليها.
يقول: ( إن هذا النزوع والاتجاه نحو وجدان دليل وفق ما تقتضيه تلك الحالة النفسية لعله – والله العالم – من نتائج المنطق الأرسطي القائل بأن الشيء لابد أن يكون ضرورياً أو مكتسباً منتهياً إلى الضروري، فخلّف هذا المنطق في الأذهان في مختلف العلوم، ومنها علم الفقه تخيّل أن الإنسان غير الساذج لا ينبغي له تسليم أي دعوى لا تكون ضرورية ولا منتهية إلى الضروريات. ومن هنا يحاول الفقيه أن يجد دليلاً وفق مقصوده كي لا يكون مدعياً لشيء بلا دليل.
ولكن الواقع أن العلم ليس دائماً ناشئاً من البرهان بل قد ينشأ عن علّة أثرت في النفس تكويناً فأوجدت العلم بلا برهان. والعلم بنفسه أمر حادث قائم بممكن حادث تسيطر عليه قوانين العلية والمعلولية، ومهما وجدت علته يوجد العلم قهراً سواءً علمت تلك العلة أو لا، وليس حصول العلم بحاجة إلى التفتيش عن علته كي نجدها فيوجد العلم، وليست نسبة العلم إلى علّيه إلا كنسبة الحرارة إلى علتها، فكما أن الحرارة توجد بوجود علتها سواء فتشنا عن علتها ووجدناها أو لا، كذلك الحال في العلم فلا موجب لهذا النزوع والاتجاه.
نعم لو أريد إعطاء صفة الحجية المنطقية للعلم يجب التفتيش عن علّته، وملاحظة مدى انطباقها على قوانين المنطق القديم ).
وهذا النص وإن كان يبين بوضوح أن تلك الحالة النفسية والقناعة الوجدانية قد تحصل عند الإنسان وإن لم يقف على دليلها ويتعرف عليه، كما قال السيد كاظم الحائري بأن هذا الكلام إنما صدر من الأستاذ بعد استكشافه لمنطق الاحتمالات، وعدم برهانية كثير من العلوم الموضوعية للإنسان وقبل انتهائه إلى تحقيقاته النهائية في منطق حساب الاحتمالات وما أسماه أخيراً بالمنطق الذاتي.
أما بعد ذلك فمن الواضح أن هذا البيان غير صحيح، لأن العلم موجود حادث وممكن يتبع علته، لكن العلم في غير الضروريات إنما يكون موضوعياً إذ انتهى إلى البرهان أو إلى قوانين حساب الاحتمالات المنقحة في بحث المنطق الذاتي، وإن لم ينته إلى هذا ولا ذاك فهو علم غير موضوعي ناتج عن وهم، أو عن مقاييس لم يكن ينبغي للإنسان أن يحصل له العلم منها. ونفس التفتيش عن علة هذا العلم قد يوضح للإنسان أن علمه هل هو موضوعي أو لا ؟ فإن عرف أنه غير موضوعي فقد تصبح نفس هذه المعرفة سبباً لزوال ذاك العلم ؟ والانسان الذي يعلم بشيء ميّال إلى معرفة سبب علمه ومدى موضوعيته، وعن طريق معرفة السبب يستطيع أن ينقل علمه إلى الآخرين، فليس من الصحيح القول بأنه لا حاجة إلى التفتيش عن سبب العلم لأنه إن حصلت علته حصل و إلا فلا كما لا يخفى ).[10]
تساؤلات: فإذا كانت زيارة عاشوراء مشهورة ومسلمة فهل هي تتفق مع مباني المراجع والمجتهدين أم تتفق مع عرف الناس ؟؟!!
وإذا كان الاعتقاد بمكان قبر السيدة الزهراء عليها السلام من هذه المسلمات والمشهورات فهل هذه تتفق مع دراسة المراجع ومبانيهم علاوة على أنها هل هي مسألة فقهية تتطرح ضمن هذه الأطر والمسلمات ؟؟
وهل أفضلية كربلاء على مكة من المسلمات والأطر الفقهية التي وضعت لها قواعد تحميها وتصونها !!!
إشكالات تحتاج إلى رد
أقول هل أن الشيخ الراضي الكبير خالف المشهور[11] في النتيجة التي وصل إليها في دراسته لزيارة عاشوراء أم لا ؟ أو في دراسته لمكان قبر السيدة الطاهرة أو في أفضلية مكة على كربلاء
فإن لم يكن خالف المشهور فلا نقاش وإن كان خالف المشهور فهل هو أول عالم يخالف المشهور ؟ وهل هذه القضية – الدراسة والنتيجة – أول قضية يُخالف فيها قضايا المشهور المسلم بها ؟
نقول: لم يكن الشيخ الكبير الوحيد الذي خالف المشهور – إن قلنا بذلك أو قالوا – فلو أردنا أن نفتح هذه القضية – مخالفة المشهور – على جميع العلماء والفقهاء لوجدنا أن الجميع وبلا استثناء قد خالفوا المشهور في مسائل عديدة سواء كانت فقهية أو عقائدية أو غير ذلك، وإذا كانوا قد خالفوا المشهور فهل يحكم عليهم ويقال فيهم ما يقال هذه الأيام.
لنرى أخي القارئ أمثلة لمخالفة المشهور لبعض من العلماء وعلى رأسهم السيد الخوئي (قدس سره ) وهو المعاصر وزعيم الحوزة العلمية في زمنه:
-جواز الاجهاض بالنسبة للمرأة في حال الخوف على الحياة.
-عدم اشتراط حضور الإمام في الجهاد الابتدائي.
-عدم جواز الكذب على الزوجة على الأحوط وجوباً.
-عدم وجوب الوضوء لكل صلاة بالنسبة للمستحاضة الكثيرة.
-يجوز للمرأة أن تشترط لنفسها التوكيل في الطلاق.
-يجوز أكل السمك الذي مات في الشبكة حتى ولو كان داخل الماء.
والكثير الكثير من مخالفات السيد الخوئي ( قدس سره ) للمشهور والذي لا يسعنا ذكرها هنا ولو تتبعنا آراء الفقهاء الآخرين كالإمام الخميني والسيد الحكيم وغيرهما لوجدنا الكثير.
ولكن السؤال هنا: هل أن مخالفة المشهور في الفتاوى والآراء تؤدي إلى الإسقاط والتشهير والخروج من المذهب أو الملة أو الدين.
وهل أن الشهرات الفتوائية حجة يجب عدم مخالفتها ؟
أقول: أعلم أخي القارئ بأن الرأي العام لدى علماء الأصول أن الشهرات الفتوائية ليست حجة وإنما الممنوع أن يخالف الفقيه الاستظهارات العرفية.[12]
والحاصل أن مخالفة المشهور كثيرة، خاصة بعدما شاعت عادة تغليف الفتاوى بالاحتياطات الوجوبية وقد سئل السيد الخوئي بما نصه: ( صحيح أن الاحتياط الورعي طريق النجاة، ولكن ما الوجه لديكم – سيدي – في إلزامية هذا الاحتياط الورعي على المكلفين، مع أنه ليس من فروع العلم الإجمالي حتى يجب، ومجرد عدم مخالفة المشهور في بعض المسائل – مع أنكم لا ترون حجية المشهور – لا توجب الإلزام سيدي، كما في مسألة مفطرية الدخان والبخار حيث أوجبتم الاحتياط رغم وجود ( موثقة عمرو بن سعيد ) في عدم البأس في الدخنة التي تدخل الحلق، وعدم صحة قياس البخار على الغبار فما الوجه العلمي في كل ذلك ؟
جواب السيد الخوئي: قد يكون هناك جهات تقتضي عدم الافتاء في المسألة فإن الافتاء في مسألة مع وجود من به الكفاية من المجتهدين غير واجب عيناً فليراجع فيها غيرنا.[13]
ولعل بعض هذه الجهات التي تقتضي عدم إعلان الفتوى والإصرار بها لمن يثق به المرجع خطر الغوغاء مما يدفع ذلك المرجع - بحسب قناعته – على تغليف الفتوى بالاحتياط وقد أشار إلى ذلك العلامة الشيخ محمد جواد مغنية حيث قال في تفسيره ( أما نحن فنرى طهارة أهل الكتاب وقد صرحنا بذلك مع الدليل في الجزء الأول من فقه الإمام جعفر الصادق وعلى هذا كثير من المراجع الكبار منهم السيد الحكيم والسيد الخوئي الذي أسر برأيه لمن يثق به ) [14].
لا حظوا كيف يخفي مرجع كبير كالسيد الخوئي فتواه على عامة الناس وطلاب العلوم الدينية عامة.
والحاصل أنه ليس هناك ما يجعلنا نعتقد أن المشهور يمثل القول المعصوم الذي لا يجوز الخروج عليه وما أجمل ما ذكره آية الله السيد هبة الدين الشهرستاني في المقام حيث قال:
( وأما في القرون الأخيرة فالسيطرة أضحت للرأي العام على رأي الأعلام... فصار العالم والفقيه يتكلم من خوفه بين الطلاب غير ما يتلطف به بين العوام وبالعكس، ويختار في كتبه الاستدلالية غير ما يفتي به في الرسائل العملية ويستعمل في بيان الفتوى فنوناً من السياسة والمجاملة خوفاً من هياج العوام. حتى أنه بلغنا عن فقيه سأله أحد السوقيين عن يهودي بكى على الحسين (ع) فوقعت دمعته على ثوبي هل نجس الثوب أم لا ؟ فأجاب المسكين خوفاً منه: إن جواب هذه المسألة عند الزهراء. وسئل سوقي آخر فقيهاً عمن يشج رأسه للحسين فأجابه كذلك، إلى غير ذلك. لكن هذه الحالة تهدد الدين بانقراض معالمه واضمحلال أصوله لأن جهال الأمم يميلون من قلة علمهم ونقص استعدادهم وضعف طبعهم إلى الخرافات وبدع القوام والمنكرات. فإذا سكت العلماء ولم يزجروهم أو ساعدوهم على مشتهياتهم غلبت زوائد الدين على أصوله وبدعه على حقائقه حتى يمسي ذلك الدين شريعة وثنية همجية تهزأ بها الأمم ) [15].
وأجمل من ذلك ما قاله الشهيد مطهري في كتابه الإجتهاد في الإسلام حيث قال: ( في سنوات دراستي في الحوزة العلمية بقم، حيث كان لي شرف الحضور في حلقة الدروس الملهمة التي كان يلقيها المرحوم آية الله البروجردي أعلى الله مقامه، تطرق الكلام يوماً أثناء درس للفقه، إلى حديث عن الإمام الصادق عليه السلام، إذ يسأل أحدهم الإمام سؤالاً، فيجيبه الإمام، فيقول السائل إن السؤال نفسه سبق أن طرح على أبيه الإمام الباقر عليه السلام فكانه جوابه مختلفاً، فأيهما الصحيح. ثم قال: ( إنّ الشيعة أتوا أبي مسترشدين فأفتاهم بمر الحق وأتوني شكَّاكاً فأفتيتهم بالتقية ).
أي أن الذين جاءوا أبي جاءوه بنيات خالصة يريدون أن يعرفوا الحقيقة حتى يعلموا بها، فبين لهم الحقيقة عينها. أما الذين يأتوني سائلين لا يريدون الاهتداء والعمل بل يريدون أن يستنطقوني ما أقول، فينشروا ذلك في الأطراف إثارة للفتنة، فالتزم جانب التقية في الجواب.
ولما كان هذا الحديث يتضمن تقية الشيعي من الشيعي، لا من مخالفيه، فقد راح المرحوم يكشف عن الآمه ومكنونات قلبه، وقال: ( ليس ثمة ما يدعو للعجب، فالتقية من أصحابنا أهم وأعلى ). أنا نفسي في أوائل بلوغي مرحلة المرجعية العامة كنت أظن أن عليَّ أن استنبط الأحكام وعلى الناس العمل بها، فما أفتي به يعمل به الناس، رأيت أن الأمر ليس كذلك)[16]
أقول: أخي العزيز ها هو آية الله العظمى البروجردي على ما وصل إليه من قوة علم واجتهاد ومرجعية كبرى لم يستطيع أن يفتي ما يخالف الناس ولو خالف لأسقطه الناس من مرجعيته، أما في هذه الأيام فأقول أن المرجع لا يستطيع أن يخالف الناس ولا حاشيته بالخصوص- مدراء مكاتب- ولو حاول أن يخالف حاشيته بالخصوص لراحوا يبحثون عن مرجع أخر ولأسقطوه بحثاً وراء مصالحهم الخاصة ولذا وجدنا السيد الحكيم والسيد الخوئي قد أخفيا كثير من المسائل حتى على طلبة العلوم الدينية إضافة إلى الناس !!!! وأما مراجعنا العظام الأحياء فأنهم بالتأكيد يخفون كثيراً من هذه القضايا ؟!.فعلماؤنا يعملون بالتقية من الناس بشكل عام ومن الحواشي بشكل خاص.
تساؤلات: فهل هذه الفتاوى والاستفتاءات التي قيلت حول زيارة عاشورا ودون دراسة علمية تتطابق مع الكتب الاستدلالية أو الرسائل العملية أو هل تتطابق مع ما هو متعارف عليها بين الطلبة أم تتطابق مع ما هي عليه بين عامة الناس.
وهل هذه الاستفتاءات فيها رضا الرب أم رضا المربوبين (المخلوقين ) ؟؟؟!!!
واقعاً نتحير من العلماء من كلام العلماء أنفسهم لا من كلامنا واعتقادنا.
من نقلد ؟
إن الذي عليه الشيعة قديماً وحديثاً أنهم يرفضون رفضاً باتاً أن يخضع هذا المنصب وصاحبه لأية فئة أو جهة أو سلطة، وأي إنسان كائناً من كان، ويتركون المؤمن وثقته بمن يرجع إليه في أمور دينه على أن يتحمل تبعة إرادته واختياره تماماً كما هو الشأن في الإيمان بالله... وتلك هي من أخص خصائص المذهب الجعفري. وهنا أحببت أن أشير إلى كلام الإمام الصادق عليه السلام بخصوص من نقلد ؟
التقليد تقليدان: ممنوع ومشروع.
التقليد الممنوع: يعني الاتباع الأعمى للمحيط والتقاليد والعادات وهذا ما ذمه القرآن بقوله: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} (22) سورة الزخرف
وأما من حيث تقليد المرجع التقليد الممنوع هو تسليم جميع الأمور له في كل قضية صغيرة كانت أو كبيرة.فهذا التسليم المطلق يورث آلاف المفاسد.وهذا ما كان عليه الأميون من عامة اليهود والذين كان يتبعون علماءهم وقادتهم ويقلدونهم في كل شيء مع ما في تصرفاتهم من غش ورشوة وغيرها. {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ} (78) سورة البقرة
وأما التقليد المشروع الذي أمر به الإسلام هو ليس هذا النوع من التسليم بل هو تقليد يفتح العيون ويبقيها مفتوحة لا تقليد أعمى. [17]
وهنا أورد لك أخي القارئ العزيز حديث الإمام الصادق عليه السلام عن التقليد الممنوع:
جاء شخص إلى الإمام الصادق (ع) وقال له: إن عامة الناس –تعليقاً على الآية السابقة- والجهال من اليهود لم تكن لهم مندوحة عن القبول بكل ما كانوا يسمعونه من علمائهم فيقلدونهم فيه. فإذا كان من الأمر قصور، فهو قصور علماء اليهود، فلماذا يذم القرآن أولئك العامة من الناس الذين لم يكن لهم بد من اتباع علمائهم ؟ وما الفرق بين عامة اليهود والعامة من المسلمين ؟ فإذا كان تقليد العامة للعلماء مذموماً، فينبغي أن يلام عامتنا أيضاً لتقليدهم علماءنا، فإذا كان على أولئك ألاَّ يقبلوا بأقوال العلماء. فعلى هؤلاء أيضاً مثل ذلك.
فقال الإمام: ( بين عوامنا وعلمائنا وبين عوام اليهود وعلمائهم فرق من جهة وتسوية من جهة أخرى. أما من حيث استووا فإن الله قد ذم عوامنا بتقليدهم علمائهم كما قد ذم عوامهم. وأما من حيث افترقوا فلا ).
فطلب الرجل مزيداً من التوضيح، فقال الإمام إن عوام اليهود كانوا عملياً عارفين بكذب علمائهم الصريح وبأنهم لم يكونوا يتحرزون من أخذ الرشوة، وكانوا يغيرون الأحكام والقضاوة بالمحسوبية والرشوة، وكانوا يعرفون أنهم كانوا يمالئون، فيميلون مع من أحبوا، ويتحاملون على من كرهوا، ويعطون الحق لغير أهله. ثم قال: ( واضطروا بمعارف قلوبهم إلى أن من يفعل ما يفعلونه فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله ).
هنا يريد الإمام أن يقول: ينبغي ألاَّ يقول أحد إن عوام اليهود لم يكونوا يعلمون أنه لا يجوز لهم أن يتبعوا أقوال علمائهم الذين كانوا هم يخالفون شريعة السماء. ذلك لأن هذا ليس مما لا يعلمه أحد، فقد جعل الله الناس يعلمون هذا بفطرتهم وبالعقل الذي وهبه لكل فرد منهم، وكما جاء في المنطق: القضايا قياساتها معها. فمن كانت فلسفة وجوده الطهارة وتجنب الهوى، ثم انحرف إلى اتباع الهوى وحب الدنيا ستحكم العقول كلها بعدم الاستماع إليه.
ثم قال الإمام (ع): ( وكذلك عوام امتنا إذا عرفوا من فقهائنا الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب عاى حطام الدنيا وحرامها وإهلاك من يتعصبون عليه، وإن كان لاصلاح أمره مستحقاً، وبالترفق بالبر والإحسان على من تعصبوا له وإن كان للاذلال والإهانة مستحقاً، فمن قلد من عوامنا مثل هؤلاء الفقهاء، فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد لفسقة فقهائهم ).
فتقليد الجاهل للعالم ليس تسليماً مطلقاً إذ هو التقليد الممنوع الذي ينطوي تحت مقولة ( ليس للجاهل على العالم حق المناقشة فالجاهل لا يعلم ولعلَّ التكليف يقتضي كذا وكذا ).
التقليد المشروع: بعد تلك العبارات التي ذكرها الإمام (ع) بخصوص التقليد الممنوع، يشير إلى التقليد المشروع والممدوح، فيقول: ( فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً لهواه، مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه ). أي أن أياً من الفقهاء القادرين على المحافظة على أنفسهم إزاء دعوات الشيطان الذي قيل فيه: (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا (64) سورة الإسراء
فلا يبيعون دينه ( ولعل المقصود هو المحافظة على الدين بين الناس وفي المجتمع ) بل يخالفون أوامر أهوائهم ويطيعون أوامر الله، فأولئك يجوز للعامة أن يقلدهم.
ونحن نقول أن هناك مراجع تفكيرهم في حدود بيتهم لا يعلمون ما يحدث خارج بيتهم ولا خارج مدينتهم ولا في العالم ولا يعلمون بأحداث الساعة والساحة ولا يعلمون شيء مما حولهم، ولم نرى لهم كلمة واحدة في كل ما يجري على إخواننا في العراق وفي فلسطين وكأنه لا يوجد احتلال في العراق ولا في فلسطين فهمهم أنفسهم ومرجعياتهم، وعلى العكس من ذلك هناك مراجع يهتمون بكل ما يجري في الساحة الإسلامية، يعلمون ما يجري من أحداث الساعة والساحة العالمية، يحاولون أن يقرروا مصير الأمة الإسلامية، يعيشون آلام المسلمين ووحدتهم يسعون لترابط المسلمين كافة لا يفكرون إلا فيما يهم المسلمين همهم الدفاع عن الإسلام ليل نهار. فيا ترى من نقلد من فكره في حدود بيته أو من فكره العالم الإسلامي وما يجري في الكرة الأرضية.
ثم أخي العزيز هناك مرجعيات تتحكم في الحواشي لا يعلم المرجع ما يحدث له ويقال عنه وكم استفتاء أتى إلى مكتبه وكم ريال أو درهم أو دينار دخل مكتبه فالحواشي لهم السلطة الكبرى على المرجع ذاته وعلى مقلديه ؟؟!! كما أنه قد تجد في قرية واحدة لا يتجاوز عدد سكانها 2000 نسمة وفيها خمسة طلبة كلهم وكلاء لهذا المرجع ؟؟؟!!!
وعلى العكس من ذلك تماماً هناك مراجع لا تتحكم الحواشي في شيء من أمور المرجعية بل هي منفذة لرأي المرجعية وما تطرحه، تعلم هذه المرجعية بكل صغيرة وكبيرة وما يجري حولها وما يأتيها وما لا يأتيها، كما وتجد وكلائها قليلين للتحكم في الأموال الشرعية وضبطها. هذه المقارنة لك أخي القارئ ؟ ثم أسألك هذا السؤال البسيط: من نقلد ؟
ضروريات المذهب
وهنا ينبغي التركيز على نقطة مهمة وهي: ضروريات المذهب.
فما هي ضروريات المذهب ؟
ضروريات المذهب الشيعي على نوعين:
أحدهما: الأصول ويتمثل في الإيمان بأصول الدين ( التوحيد، العدل، النبوة، الإمامة، المعاد ) فالإمامة أصل شيعي فيجب على كل شيعي إمامي اثني عشري أن يعتقد بإمامة الاثني عشر إمام، ومن ترك التدين بإمامتهم عالماً كان أو جاهلاً – كأحمد الكاتب الذي لا يؤمن بالإمام المهدي – واعتقد بالأصول الأربعة فهو عند الشيعة مسلم غير شيعي.
والثاني: من ضروريات مذهب الشيعة يرجع إلى الفروع كنفي العول والتعصيب ووجود الأشهاد على الطلاق وفتح باب الاجتهاد دوماً إلى ذلك مما اختص به دون سائر المذاهب الإسلامية فمن أنكر فرعاً منها مع علمه بثبوته في مذهب التشيع لم يكن شيعياً.
تساؤلات وهنا نسأل: هل هذه القضية المطروحة – مناقشة زيارة عاشوراء سنداً ومتناً – أصل من أصول الدين أم لا ؟ وهل قضية قبر السيدة الزهراء أصل من أصول المذهب لا ينبغي الخروج عليه ؟ وهل المفاضلة بين مكة وكربلاء من أصول الدين ؟؟!!
نقول إن هذه القضايا ليست من أصول الدين الشيعي فلا تدخل في التوحيد ولا في النبوة ولا في الإمامة ولا في المعاد ؟!! فلماذا هذا التشهير إذاً ؟؟
إيضاح: ثم أننا نؤكد هنا ونوضح أن كثير من المرويات لا تثبت أسانيدها في مقابل النقد العلمي وهذا ما حصل في دراسة زيارة عاشوراء سنداً ومتناً ولأننا أبناء الدليل نميل معه أينما مال نأخذ به وإلا فلا..
وإذا أردنا أن نطرح الإشكالات للتشهير وغيرها نوضح ذلك في الجدول التالي:
السؤال ( الإشكالات )
القائل به
ما حكم من لا يرى الرجعة أصل من الأصول التي يجب الاعتقاد بها ؟
الشيخ المظفر والسيد الأمين والشيخ عبدالله نعمة والسيد هاشم معروف الحسيني.
ما حكم من يقول بالأحوط استحباباً ترك الشهادة الثالثة بالولاية في الإقامة وفي الأذان مع عدم قصد الجزئية ؟
المقدس الأردبيلي والشيخ الصدوق والشهيد الثاني.
ما الحكم فيمن يقول بجواز السهو على الإمام المعصوم في الموضوعات الخارجية ؟
السيد الخوئي.
ما حكم من ينكر قول الأئمة وقول بعض العلماء أن الأئمة كلهم قد قتلوا إما بالسيف أو بالسم ؟
الشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ السبحاني والسيد هاشم معروف الحسيني.
ما الحكم فيمن يقول بأن الهم في قوله تعالى: { وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا } هو ظهور الشيء بالبال أو المقارنة أو الشهوة وميل الطباع ؟
السيد عبدالله شبر والشيخ الطوسي والسيد المرتضى والشيخ الطبرسي.
لدينا كتاب ( سليم بن قيس ) فالبعض يقول: لا نجد فيه إلا ما هو سليم وموافق للمذهب وليس منه ما يحتمل أن يكون غلواً في شأن الأئمة.
ولنفس الكتاب يقول البعض: إن كتاب سليم بن قيس فيه تخليط وتدليس ولا يجوز العمل بأكثره.
السيد جعفر مرتضى العاملي.
الشيخ المفيد.
ما الحكم فيمن اعترض على التطبـير وحرمه
السيد محسن الأمين والسيد الخامنئي
فهذه آراء خالف فيها العلماء المذكورين رأي المشهور فهل يضللوا أم لا ؟
أم أن أكثرهم مات ولا فائدة لتضليله ؟
مغنية والراضي
من يتابع حياة آية الله الشيخ محمد جواد مغنية والعلامة المحقق آية الله الشيخ حسين الراضي يجدُ تشابهاً كبيراً في مسيرتهم الحياتية والعلمية والعطاء وكأن التاريخ يعيد نفسه بل يعيد نفسه وهنا أوجز شيء من التشابه وخصوصاً فيما يتعلق بموضوعنا هذا وذلك في النقاط التالية:
1-يعلم الجميع أن العلامة المحقق الشيخ حسين الراضي وكما قال في إحدى خطبه أنه تلقى تهديد ووعيد بأمور عديدة وذلك من باب تصفية الحسابات وذلك ما حدث لآية الله مغنية حيث قال في تجاربه:( تصلني بالبريد بين حين وآخر، منذ عشرات السنين رسائل وتهديد ووعيد يتنكر كاتبوها أو مرسلوها بتوقيع مجهول جبناً وخوراً...وقد بدأ تاريخ التهديد الرعديد بدفاعي ونشري عن مذهب أهل البيت وأئمته وكشفي عن أسواء المناوئين ودخيلته... ) - وكأن التاريخ يعيد نفسه بل يعيد نفسه – وهذا ما يحدث للمحقق الراضي.
2-يقول آية الله مغنية: ( حدثني من يتقي الله في حديثه أن متعمماً كان في جلسته مع حجاج يأتمون به في الصلاة ثقة منهم بزهده وتقواه ؟ لأن ظاهره يوحي بذلك، وله قدرة على الالتزام بالسكينة والوقار، وقد صادف أن أحد الحاضرين أثنى على شيخ بما يعتقد من فضله وجهده، تنحنح المتعمم ومط شفتيه استياءً وكشف عن سريرته، وقال هامزاً ولامزاً: ( ولكن هذا الشيخ مكث في النجف 11 عاماً فقط ؟؟؟) لاحظوا.
وكأن التاريخ يعيد نفسه بل يعيد نفسه فها هو أحد الطلبة يجلس في مجلس وللأسف أنه من الطلبة من أهل العلم والإيمان، يقول: إن هذا الشيخ – يعني الشيخ الكبير – كان يحضر درس السيد الخوئي يوم ويغيب عشرة وإن الشيخ درب له (15) رجلاً يكونوا جاهزين أثناء دخوله المسجد أو الحسينية ليقوموا وبعد ذلك يقوم الناس، بربك أيها القارئ ماذا تسمي هذا ؟! سأذكره لاحقاً.
3- يقول آية الله مغنية: ( إنني انطلق مع سجيتي بلا تصنع وأمشي في الأسواق , وأجلس على قارعة الطريق عندما أتعب، وأقف على البقال وبائع الفواكه والخضار، أنتقي ما أريد.....) [18]ومع ذلك صار قاضي المحاكم الجعفرية في لبنان ووجه الشبه هنا تعرفه في آخر المطاف فتنبه له لاحقاً.
4- كان يقال لآية الله مغنية وفي كل فكرة يطرحها وليس فقط هو بل حتى للسيد محسن الأمين والشيخ كاشف الغطاء وغيرهم أنه لم يحن الوقت بعد لطرح هذه الأفكار وأن الوقت غير مناسب وكذلك الحال للشيخ الكبير قالوا ويقولون أن الوقت غير مناسب وهنا يتبادر هذا السؤال:
ما هو الوقت المناسب للطرح ؟
الجواب: الوقت المناسب يوم القيامة أو قبله بيوم ولا ينبغي فتح المسلمات والأطر الفقهية المسلّم بها والمشهورات فهي كالوحي المنزل من السماء لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.
وأقول:كيف يقال أن الوقت لم يحن ؟
الآن ونحن نعيش العولمة نعيش القرية الواحدة ما يحدث في أبعد بقاع العالم نشاهده كما لو كنا في ذلك المكان فهذه الأفكار وغيرها من الأمور التي تحدث في الوسط الشيعي أو السني أو المسيحي أو البوذي أو..... كل ذلك في أيدي وأعين الناس. فكيف يقال بأنه لم يحن الوقت ؟!
أخي القارئ ما هو محلل لهم محرم على غيرهم فلهم الحق في أن يطرحوا ما أرادوا وليس لغيرهم أن يطرح رأيه أو ما أراد، لا ينتشر فكره لكن فكرهم ينتشر، ولست هنا بصدد طرح بعض الأفكار الهدامة للمذهب بل أطرح قضية واحدة ليدرك القارئ العزيز شيء من ذلك:
قضية يوم التاسع من ربيع الأول وما يعملوا فيه من أمور يتقزز منها الإنسان الشاذ علاوة على الإنسان المتدين وها نحن نسمع ونرى وخصوصاً في هذه السنة تجمعات لمجموعة من الطلبة – الطلبة وليس عوام الناس كما يقولون - يجتمعون لما يسمونه مواساة للزهراء يلعنوا فيها من يلعنوا ويفسقوا فيها من يريدوا ثم يتصرفون تصرفات هي للشاذين جنسياً أقرب بل أن الشاذ الجنسي يستحي من فعل هذا أمام الآخرين وهم لا يستحون !! بربك هل هذا ينفع المذهب أم يهينه ؟؟؟ وينبري أحدهم بكل وقاحة ليقول هل أطروحات الشيخ الراضي تفيد المذهب أو تضره ؟!! وأقول له هل ما يحدث في اليوم التاسع يضر الذهب أم ينفعه ؟!
5- يقول آية الله مغنية ( أقمت في معركة – قرية من قرى لبنان – سنتين ونصف كنت خلالها هدفاً لتحامل المفسدين وتجنّي المنافقين لا لشيء إلا لأني أبيت أن أكون أداة طبيعة في أيديهم ووسيلة لتحقيق أغراضهم ) وهذا تماماً ما يحدث للشيخ الكبير الراضي كلُّ يريد منه أن يكون معه وفي جهته وفي صفه ولم يفلح أحدٌ في ذلك فكانت الهجمة ضده آخر نتيجة يتوصلوا إليها تصفية للحسابات.
ولذا أصل هنا إلى الختام:
الهجمة الشرسة
ما السبب في هذه الهجمة الشرسة حول الشيخ الكبير الراضي ؟
يبدو أن هناك أشخاصاً وجماعات لا يعجبها الإصلاح والانفتاح والصراحة وتدقيق الروايات وتصحيح المغالطات والأخطاء القديمة وهذا على ما يبدو يؤكد أننا ما زلنا نعيش كما عاش الأقدمون وهو ما وضحه القرآن الكريم من حقيقة حيث قال عز من قال: (وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا ) على لسان المشركين.
أخي العزيز ليست هذه الهجمة وليدة اليوم أو السنة فكانت تكاد للشيخ منذ أن كان رئيس حوزة الأحسائيين في قم المقدسة في بدايات الثورة الإسلامية وحتى عند عودته إلى بلده وموطنه الأصلي الأحساء فقد كانوا يشيعون عليه أنه من العملاء وبعد أن سجن ومكث فيه أكثر من سنة تغيرت هذه النظرة وكانت هذه النظرة بين عوام الناس منتشرة من قبل طلبة العلوم الدينية.
لماذا هذه الضدية ؟
الواقع أننا نعيش صراع المرجعيات فكل يدعو إلى مرجعيته التي ينتمي إليها ويضرب بالمرجعيات الأخرى عرض الحائط لأنه لا يرى غير مرجعيته على سطح الكرة الأرضية فالشيخ المحقق الكبير ومن أيام تواجده في النجف الأشرف كان ملاصقاً للشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر. ومنذ انتصار الثورة الإسلامية في الجمهورية الإسلامية حث الشهيد الصدر تلامذته للذوبان في الإمام الخميني لأنه ذاب في الإسلام ولأنه يمثل عز الدولة الإسلامية وهذا الشيء لم يرض كثير من الطلبة. كيف يحث الشهيد الصدر تلامذته للإمام الخميني !! والحال أن الشيخ الكبير كان أحد تلامذة الشهيد الصدر الخاصين، فراح هؤلاء – الطلبة – يتهجموا ويقفوا أمام كل من ذاب في الإمام الخميني.
وباختصار فالمسألة مسألة خطوط وتوجهات فمن لم يكن له توجه كتوجه الآخرين يضرب ويُسقّط، فهؤلاء لا يرغبوا في مرجعيات قم المقدسة ونسوا أنهم قلدوا آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبيكاني وأنهم يهيئوا الناس لتقليد مرجعيات من قم المقدسة حالياً ومع ذلك نقول هؤلاء ضد الجمهورية وكفى.
هذه الحقيقة التي يحتاج – من وجهة نظري – أن يعرفها عامة الناس وأما طلبة العلوم الدينية فكثير منهم مغرضون، وذو مصالح شخصية فلا حاجة لمعرفتهم.
وعلى كل حال يعود السؤال مرة أخرى لماذا هذه الهجمة الشرسة على الشيخ الراضي ؟
يمكن إيجاز ذلك في النقاط التالية:
1-السياسة وما أدراك ما السياسة فلا يمكننا أن نتجاهل السياسة المحيطة بنا مهما كانت التصورات، فالشيطان الأكبر والغدة السرطانية لا يألون ساعة واحدة في ممارسة تفريق الأمة وعدم تماسكها، ولعل طريقهم في ذلك وفرصتهم وجود بعض المعممين السذج والغافلين وغير الواعين الذين لا يدركون ولا يستوعبون الأمور السياسية وتراهم ينغمسون وينجرون وراء السياسات الخارجية دون إدراك ووعي. وقد تنبه لهذا شيعة العراق وحكومة الجمهورية الإسلامية أما غيرهم فلا زالوا.
2-لماذا هذه الصيحة المتأخرة ؟
إن لصفتي الحسد والحقد انتشار كبير بين طلبة العلوم الدينية أكثر من بقية الناس، وهذا سبب من الأسباب القوية التي جعلت منهم مهاجمين أو مدافعين عن الدين الحق وكأن من يصحح رواية أو يضعفها قد ضعف الدين ووهن المذهب وعقائد الناس. فهم يروون أنهم يدافعون عن المذهب وما ذلك إذا أحسن الظن بهم قلنا حسد من عندهم وإذا أسأنا الظن قلنا هذه مؤامرة إسقاط ؟ وأنا أقول أن هذه حسد ومؤامرة وقد ذكرنا أعلاه ما يدلل على الحسد والمؤامرة.
حقيقة: متى بدأت هذه الحملة ؟
بدأت هذه الحملة منذ عودة الشيخ للمرة الأولى من الجمهورية الإسلامية عام 1410هـ كما ذكرنا ذلك أعلاه وبسبب توجهه وذوبانه في الإمام الخميني، ولكن ومنذ سنة أو زيادة قليلة بدأت الهجمة الشرسة ؟؟
متى بالتحديد ؟!
كان ذلك بعد إقامة الشيخ الراضي للجمعة وبشكل مستمر حيث كان هناك جماعة كثيرة يترصدون لها ولم يتمكنوا منها وكأنه صراع على أمر دنيوي ولعمري أنه الحسد وما أعظمه بين الطلبة !!!!
وما يدلل على ذلك بصورة أوضح أن: الشيخ طرح موضوع قبر السيد الزهراء - وهي إحدى الإشكالات – منذ عام 1422هـ فلماذا لم يكن الإشكال إلا في هذه السنة.
مع العلم أنه نظمت لذلك حملة قبل حج عام 1425 هـ للحصول على استفتاء لعدم جواز الصلاة خلفه بسبب بحثه هذا فباءت بالفشل الذريع.
وكذلك موضوع ( أفضلية مكة على كربلاء ) حيث كان يتحدث عنه منذ عام 1423هـ فلماذا هذا التأخير !!!!!!!
الواقع: أن الهجمة زادت منذ محرم الحرام1426هـ ( ! ) ولا يتصور أحد منذ وضع موضوع ومناقشة زيارة عاشوراء وإنما كانت ذريعة وفرصة قوية للإسقاط والتهميش وتصفية الحسابات.....
فيبدو أن الشيخ مع بساطته – أقصد عدم تكلفه في الحصول على شيء – قد استحوذ على كل شيء في المنطقة التي يقطنها–خاص بمنطقة العمران – ولم يحصل عليها الآخرون فلدية مسجد وجامع يصلي الصلوات المفروضة يومياً ويقيم صلاة الجمعة وله حملة للحج والعمرة وله موقع على شبكة الانترنت ولديه مؤلفات ولديه محبين كُثر، والغير ليس لديه ذلك فما أشدها على الشيخ كيف يمتلك ما لا يمتلكه الآخرون ؟؟!!!!!!
المؤامرة المبطنة
رقم الفتوى 1
الخميس 1425/1/13
2004/3/4
1382/12/14
التبريزي
26990
2
الأحد
1425/11/27
2005/1/9
1383/10/20
السيستاني
3
الاثنين
1425/12/26
2005/2/7
1383/11/19
اللنكراني
4
الأربعاء
1426/1/14
2005/2/23
1383/12/5
السيستاني
5
''
''
''
''
السيستاني
6
الخميس
14261/23/
2005/3/3
1384/12/13
الحكيم
7
الأحد
1426/1/25
2005/3/6
1383/12/16
التبريزي
29507
8
الخميس
28/1/1426
2005/3/10
1383/12/20
اللنكراني
9
الأربعاء
1426/3/4
2005/4/13
1384/1/24
التبريزي
10
الخميس
1426/3/4
2005/4/14
1384/1/25
السيستاني
11
الخميس
1426/3/12
2005/4/21
1384/2/1
التبريزي
30537
12
السبت
1426/3/14
2005/4/23
1384/2/3
مكارم
97173
13
''
''
''
''
مكارم
''
14
احتمل قرب فتوى (مكارم) لأنها نفس الأسئلة
الروحاني
15
الاثنين
1426/3/15
2005/4/25
1384/2/5
السيستاني
16
الأربعاء
1426/3/25
2005/5/4
1384/2/14
الصافي
14 / 196
أخواني الكرام هذا جدول يوضح الاستفتاءات التي استهدف فيها الشيخ الكبير ولمعرفة المؤامرة المدبرة من مكاتب قم لاحظوا الاستفتاء الأول فقد كان بتاريخ 13/1/1425 هـ وهذا التاريخ قبل ذهاب الشيخ إلى قم المقدسة مما يعني أن استفتاءات التضليل التي توزع مجاناً ولا تباع جاهزة له قبل ذهابه تستقبله بريح المؤامرة والخبث.
وانظروا إلى التاريخين التاليين (27/11/1425 و 26/12/1425هـ) تجدونهما قبل طرح الشيخ لموضوع زيارة عاشوراء الأول بعد عودته مباشرة من قم المقدسة والثاني قبل محرم الحرام.
كيف كان ذلك ؟
هذه التواريخ بالهجري القمري كما تشاهدون وقد خرجت هذه الاستفتاءات أصلاً بالهجري الشمسي ولكن حفاظ المكاتب قد سهو ولم يتنبهو لها وأخرجوها من غير متابعة التواريخ –لكل جواد كبوة – وقد استعرضت لكم هذه التواريخ لتعلموا أن هذه الفتاوى مبطنة مسبقاً وليس لها دخل بمناقشات قم وببحث عاشوراء ؟!! إنها الفتاوى التسقيطية فقط لا غير.
إنها تقوى حواشي المكاتب !!!
إنها الدفاع عن الحق !!!
عودة: ثم ما هي الحكمة والسبب التي جعلت من غيارى الدين والمذهب السكوت طوال الثلاث سنوات السابقة !!!!!!!! فهم يدافعون عن المذهب !!!!!!
3-لا يمكننا تجاهل الانتخابات البلدية والتي بدأت الهجمات الشرسة منها – مع العلم أن زيارة عاشوراء كان قبلها – ومن خلال أيدي وألسنة محددة كانت ترى الشيخ معارض لها ومخالف لرأيها في الانتخابات مع العلم أن الشيخ لم يؤيد أحداً على أحد ولم يتحدث عن هذا بشكل يومي ولم يزر أحد دون أحد، ولكن يأتي هنا الاستشهاد بقول بوش وما أخسه من استشهاد ( من لم يكن معنا فهو ضدنا ). وكفى.
المشكلة: تكمن في الحقيقة في طلبة العلوم الدينية من ناحيتين:
الناحية الأولى: إذا أراد طالب العلم – أي الشيخ – أن يتحدث عن طالب آخر ويغتابه ويتحدث عليه بما فيه وما لا فيه ( غيبة وبهتان ) لجأ إلى تضليل وتفسيق ذلك الطالب أو العالم حتى لا يصطدم مع الناس فيقول أنه ضال ومنحرف وبالتالي تجوز غيبته.
الناحية الثانية: وقد عشناها واقع ندركه ونلامسه وهي أن كثير من طلبة العلوم الدينية لا يقرؤون وأقولها لا يقرؤون وقد جلسنا وتحدثنا مع الكثير منهم هل قرأتم يقولون:لا ولكننا سمعنا من أحد الثقات – ماذا سمعتم ؟ !
بربك ماذا سمعوا الحق أم الباطل وأمير المؤمنين عليه السلام يقول: ( بين الحق والباطل أربعة أصابع ). فهل ما سمعوه هو الصحيح أو ما لم يقرؤوه هو الصحيح. ولو قرأوا لكان خيراً لهم بدلاً من أن يرموا الآخرين بما ليس فيهم.
فهؤلاء – طلبة العلوم الدينية – همهم الوحيد الطعن والتشهير بعلماء آخرين مثلهم وذلك بحجة الواجب الشرعي (؟! ) فالواجب الشرعي اغتياب الناس والطعن فيهم والكذب عليهم وإفشاء النميمة والبهتان ونشر كل رذيلة بينهم فالواقع أننا قبل مجيء المرتزقة من الطلبة كنا نعيش الحب والود للناس وللطلبة والمراجع ونقدسهم تقديساً كبيراً وبعد مجيئهم اسقطوا كل ذلك وكل ذلك بسبب مرتزقة الطلبة، فموعدنا معهم يوم القيامة فلن نرضى عنهم ولن نسامحهم على كل رذيلة نشروها باسم الدين.
وأشير إلى أنني وعندما أوشكت من الانتهاء من هذا البحث وجدت موضوعاً حول زيارة عاشوراء في موقع مرجع من المراجع وضع ليردّ على سماحة الشيخ الكبير وأؤكد على الكبير لأنني وجدت هذا البحث لا يصل شيء من بحث الشيخ الكبير وليقرأ القارئ البحثين ليشاهد الفارق ويرى المهزلة التضليلية ويرى سوق المرتزقة.
وهنا أشير إلى وجود اتفاق وتعاون بين المهاجمين على الشيخ الكبير في قم المقدسة وبين الاحسائيين. وذلك لهدف تقوية وتكثير الجبهات ضد هذا الشيخ الكبير ليسهل إسقاطه في المجتمع بسهولة. ولعمري أنهم لا يعلمون أن قلوب المؤمنين مملوءة بحبه.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.
ملحوظة أخيرة قبل أن أختم كلامي: تلاحظون أني أخفيت اسمي الحقيقي واستبدلته باسم ( عاشق الحق ) وإذا لم يعلم القارئ فليعلم أنني لو كشفت عن اسمي الحقيقي لهاجموني ولتهجموا عليّ بكل الطرق والأساليب فلا حرية لدينا في الكتابة ولا إبداء الرأي وسيحاولون أن يسقطوني في المجتمع وبين الناس.
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
بقلم
عاشق الحق
12 / 5 / 1426 هـ
http://www.hagaeg.org/T/ashegalhag/tazweerindex.htm
اتهام المهري لجيش المهدي بقصف الصحن الحيدري وموقف السيستاني من ذلك
460 ألف شيعي تركوا التشيع وإعتنقوا المسيحية في إيران
نشر موقع "بازتاب" المقرب من محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والذي يسعى لخلافة محمود أحمدي نجاد تقريرًا تحت عنوان تسونامي الإلحاد واللادينية في جمهورية إيران الإسلامية
أشار التقرير إلى الأوضاع التي تمر بها إيران في الفترة الحالية والخلل الذي تعانى منه المؤسسات الدينية الشيعية وفقدانها لعنصر الشباب داخلها بعد أن غير معظمهم مسارهم الديني إلى الطوائف صوفية أو اعتناق المسيحية
وكشف التقرير أن محاولة التصدي لتلك الظاهرة أصبح من الصعب السيطرة عليها في الفترة الحالية بعد إن تم الاستهانة بها وتجاهلها في السابق حينما كانت مقتصرة على طلاب الجامعات من أبناء الطبقة المتوسطة وانتشرت بعد ذلك بشكل سريع في كل أنحاء البلاد
ووصف التقرير الظاهرة بالحركة الشعبية الصغيرة التي تشكك في الأسس التي قامت عليها الجمهورية الإيرانية مطالبة الحكومة الإيرانية باستخدام القوة من اجل وقف خطر ترك التشيع واعتناق أديان أخرى.
ورصد التقرير عدد من اعتنقوا المسيحية حديثا في إيران وينتمون إلى كنائس سرية حيث وصل عددهم إلى ما يقرب من 300 ألف إلى 460 ألف شخص وهو ما يعنى أن العدد ازداد بشكل ملحوظ خلال الأعوام الماضية
واظهر التقرير أن الإسلام السني اثر كثير خلال الفترة الماضية على الحياة الخاصة والسياسية في دول العالم العربي وأصبح يشكل خطرا على المشروع الإيراني في الدول العربية السنية.