Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

مرجعية الشيرازي بين القبول والرفض

مرجعية الشيرازي بين القبول والرفض


















كم كتاب يؤلف في الشهر منذ أن بدأ التأليف !!؟

ولد الشيرازي عام 1347 هـ في النجف الأشرف

للسيد 250 محاضرة، وهي على وشك الطباعة، علماُ بأن محاضرات السيد في العراق والكويت وإيران تربو على الثلاثة آلاف محاضرة. فمجموع ما طبع أو أعد للطبع  من كتب وكراسات تبلغ ( 813 ) كتاباُ ودراسةُ وكراساُ. - نقلا عن كتاب: أضواء على حياة الإمام الشيرازي - المطبوع سنة 1413 هـ


إغتيال جثمان

بعد عدّة محاولات فاشلة خلال العقدين الماضيين  - المخابرات الإيرانية تغتال جثمان آية الله العظمى الإمام الشيرازي!!

ولتغطية ما حدث، المخابرات الإيرانية تختطف الجثمان وتدفنه تحت سيطرتها!!

ومحاولة لاغتيال آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي!!

 تميز الإمام الشيرازي (رضوان الله عليه) عن المراجع الآخرين بتواضعه وبساطته؛ فأي شخص كان يمكن أن يقابله في أي وقت تقريباً. وقد كانت هناك ساعات محددة يستقبل فيها زواره في مختلف الأوقات ليلاً ونهاراً، وكان يستقبل الزوار أيضاً خارج تلك الأوقات. حتى في منتصف الليل، كان يسمح للناس بزيارته ممن لا يستطيعون زيارته لانشغالاتهم في النهار، وذلك كان يقلق الحكومة الإيرانية. كان يجيب على أسئلة الناس ويلقي عليهم تعليماته ونصائحه وتوجيهاته ويلقي عليهم في كثير من الأحيان الخطابات.

ليلة السبت، والتي صادفت ليلة عيد الفطر المبارك، لم تكن ليلة مستثناة عند الإمام الشيرازي. فقد كان يستقبل زواره من المغرب وحتى الساعة الثانية صباح يوم الأحد، وألقى خطابين لزواره تلك الليلة.

بعد أن رحل الزوار، عاد الإمام الشيرازي لغرفته ليعاود نشاطه وتأليفه، وبدأ بكتابة كتاب جديد عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء سلام الله عليها. وبعدها بقليل أصيب بتشنجات.. وتقيأ الدم لعدة مرات، فنقل على الفور لمستشفى السيد الكلبيكاني في مدينة قم المقدسة.

المخابرات تغتال الإمام الشيرازي

الأشخاص الذين رافقوا الإمام إلى المستشفى قالوا بأنه لم يفقد وعيه طوال الطريق وحتى التشنجات اختفت تقريباً، حتى أنه حين نقل إلى المستشفى في سيارة الإسعاف سحب البطانية التي تغطي أرجله حتى صدره.

أفراد عائلته ممن رافقوه يقولون أنه حينما نقل إلى غرفة العناية المركزة في المستشفى، أعطاه الطبيب هناك حقنة أدخلته في غيبوبة.

لم يقم المستشفى بوضع كمّام الأكسجين للإمام الشيرازي رغم أنهم كانوا يرون بدنه قد أصبح لونه أزرقا بسبب صعوبة التنفس والغيبوبة! وحين أصر المرافقون على استعمال الأكسجين، قال مسئولو المستشفى بأنه لا يوجد لديهم أكسجين في هذا الوقت!! هذا رغم أن هذا المستشفى يعد أكبر مستشفى في قم المقدسة!

فجأة وبعد بضع ساعات وجد المستشفى بعض الأكسجين! ولكن هذه الحادثة كانت أولى مراحل الشك من قبل المرافقين في ما يجري للإمام المظلوم.

احتشد عشاق الإمام الراحل في صالات المستشفى بعد أن سمعوا أخبار حالته فقام المستشفى بوضع دائرة تلفزيونية مغلقة في غرفة العناية المركزة حتى يتمكن الزوار من متابعة حالة الإمام أثناء تواجدهم في صالات المستشفى وغرف الانتظار. كان من ضمن من حضر لمتابعة حالة الإمام أتباعه ومقلدوه ومراجع وعلماء دين وطلاب الحوزة العلمية.

اثنان من الأطباء الذين تابعوا حالة الإمام كانوا من مقلّديه.

في بداية الأمر لم يعطِ الأطباء أملاً كثيراً لعائلة الإمام، وأشاروا إلى أن نسبة حدوث تحسن لحالته هي واحد في المائة فقط. ولكن مع مرور الوقت تحسنت حالته وارتفعت فرصة شفائه إلى عشرين بالمائة حسب كلام نفس الأطباء حتى أنه تمكن من تحريك يديه والجلوس عدة مرات.

فجأة وفي صباح يوم الاثنين، أحد الأطباء ممن كانوا من اتباع الإمام الراحل أرسلوه خارج وحدة العناية المركزة! وتم إطفاء الدائرة التلفزيونية المغلقة! وما هي إلا دقائق حتى أعلن الأطباء موت الإمام الشيرازي بدون أن يقدّموا أي أسباب منطقية!!

من يجيب على هذه الأسئلة؟؟!!

جاءت أخبار موت الإمام الشيرازي صدمة للجميع، خاصة وأن حالته الصحية كانت تتحسن. وعلى الفور أثيرت الأسئلة:

هل مات الإمام الشيرازي بأسباب طبيعية أم بإجراءات مدبرة؟

أولا.. لماذا بدأ في ليلة عيد الفطر فجأة بتقيؤ الدم بينما علامات المرض لم تكن ظاهرة عليه بل بالعكس كان مليئاً بالحيوية والنشاط؟! هل لأنه جُرِّع سماً؟!

ثم.. ماذا كان في الحقنة التي أعطيت له فور دخوله وحدة العناية المركزة وفقد وعيه بعدها مباشرة؟ ولماذا لم يعطِ المستشفى الإمام الشيرازي الأكسجين لساعات؟! وهل من المعقول أن مستشفى من أكبر مستشفيات قم وأفضلها تجهيزاً لا يوجد به أكسجين؟!!

ثم.. لماذا يطرد الطبيب الذي كان يقلّد الإمام خارج وحدة العناية المركزة؟ ولماذا تم إطفاء دائرة التلفزيون المغلقة قبل دقائق من إعلان موت الإمام الشيرازي؟! ولماذا مات الإمام بينما كانت صحته في تحسن؟! وإلى ماذا تشير علامة الحقن على ظهره؟!

المخابرات تحاول أن تخفي السبب الحقيقي لموت الإمام الشيرازي

بعد فترة قليلة من موته صباح يوم الاثنين، أرسل النظام ممثليه وعددا من الوسطاء لرؤية عائلة الإمام الشيرازي، فعرضوا عليهم دفن الإمام في الروضة المقدسة للسيدة المعصومة عليها السلام. ولأن العديد على مر القرون يدفنون هناك، لم يكن هناك إلا مكان صغير متوفر وهو يحجز بالكامل للأصدقاء المهمين للنظام.

هذا الكرم غير المتوقع تجاه زعيم المعارضة الدينية، الذي اغتالته أيدي المخابرات، يعني أن المتورطين في موته يحاولون تغطية جريمتهم بدفنه في مكان يكون تحت سيطرتهم التامة لضمان عدم نبش القبر لتشريح الجثة للتعرف على السبب الدقيق للوفاة.

لكن العائلة الشيرازية رفضت العرض مراراً وتكراراً، ليس فقط لأن الإمام الشيرازي اشترط أن يدفن في مصلاه بل لأنه أمر عائلته أن يدفن بشكل مؤقت حتى تتهيأ الظروف لنقل جثمانه ليدفن في كربلاء المقدسة.

على أية حال، كان الأمر يقلق النظام الإيراني. أن يدفن الإمام الشيرازي في أي مكان آخر يعتبر بمثابة الكارثة لهم، حيث يخشون من يوم ينبش فيه القبر لتشرح الجثة فيعرف السبب الحقيقي للوفاة.

كان لابد أن يتأكدوا أن جسد الإمام الشيرازي يبقى تحت أيديهم وأمام نظرهم طوال الوقت. وهكذا ناقضوا توجيهاته وأوامره، فقامت السلطات بدفنه بالقوة في ممر من ممرات الحرم الشريف، ولم يدفنوه كأمانة حتى لا تتمكن عائلته لاحقا منً نقله إلى كربلاء المقدسة بعد سقوط نظام البعث هناك!

بالإضافة إلى ذلك، قامت السلطات بدفنه في المستوى الثالث من القبر المحفور، أي في أقصى القاع، حتى ينتهي الأمر بدفن جثتين أخريين فوقه (في المستوى الأول والثاني) فيتعذر إلى الأبد إخراج الجثمان ونقله إلى كربلاء!!

بعد موت الإمام الشيرازي أُخِذَ جسده الطاهر إلى بيته حيث غُسِّل وكُفِّن هناك. وصباح يوم الثلاثاء كان يوم التشييع والوداع الأخير للإمام الشيرازي. حضر المراجع ورجال الدين وطلبة الحوزات واقبل الناس من جميع مدن إيران ومختلف أقطار العالم إلى قم المقدسة للمشاركة في مراسم الدفن وإلقاء النظرة الأخير على حبيبهم وإمامهم المظلوم.

وضع الجسد الطاهر في تابوت مهيب ليرفع فوق الأيدي وينقل لمقام السيدة المعصومة للزيارة الأخيرة ولأداء الصلاة عليه. وحسب التقديرات، فإن ستمائة ألف من المشيعين والمراجع (أي أكثر من نصف مليون) تبعوا الجنازة لوداع الإمام الشيرازي.

بسبب معرفة عائلة الإمام الشيرازي نية النظام الإيراني، بدفن الجسد في أحد المداخل المزدحمة لمقام المعصومة عليها السلام ليكون تحت أقدام الناس وليخفوه عن العيون فيصعب على الناس إظهار مشاعر الاحترام والولاء لإمامهم بدل أن يدفن في بيته فيكون ضريحاً يزوره المؤمنون من كل مكان في العالم.. بسبب معرفة عائلة الإمام بكل ذلك قرروا إجراء بعض التغيير في الترتيب المعتاد لمراسم التشييع. فأخذوا التابوت ليطاف به حول ضريح المعصومة قبل أن تقام عليه الصلاة في صحن (ساحة) الحرم.

باتباع هذا الترتيب سيكون مستحيلاً على أجهزة المخابرات حجز التابوت داخل الروضة ودفنه بسرعة هناك بعيدا عن آلات التصوير ومئات الألوف من المشيعين، حيث كان سيتم إخراج التابوت من الحرم الشريف عبر البوابة الرئيسية وعلى أيدي مئات الألوف من المشيعين كما تم إدخاله إلى الحرم. ولكن ولأن المخابرات لاحظت ذلك ولأنها لا تستطيع دفن الجسد قبل الصلاة عليه فإنها اضطرت إلى أخذ التابوت إلى الصحن للصلاة عليه، ولكنها بيّتت النية لأخذه مرة ثانية إلى داخل الروضة بمجرد الانتهاء من الصلاة. ولم يكن متوقعاً أن يقوم النظام بهذا الانتهاك السافر وهو على مرأى من الشهود ووكالات الأنباء وكاميرات التصوير الكثيرة.

وحينما وصل التابوت إلى الحرم الشريف تم تنفيذ الترتيب المعد من قبل العائلة لمنع النظام من تنفيذ خطته واحتياله، فتم الطواف بالتابوت في الصحن، ثم تم أخذه إلى ضريح السيدة المعصومة عليها السلام لزيارة الوداع داخل الروضة، في تلك الأثناء كانت مكبرات الصوت التي نصبها النظام تعلن بداية الصلاة ولكن الجميع تجاهلوا ذلك.

أجهزة المخابرات تضع صورتين كبيرتين لمرشدي النظام السابق والحالي قرب تابوت الإمام الشيرازي وتحاول عرقلة صلاة الميت

بعد أداء زيارة الوداع هذه، أقبل المشيعون حاملين التابوت إلى ساحة المقام حيث كان آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي مستعداً هناك لأداء صلاة الميت. فجأة، قامت المخابرات بإحضار صورتين كبيرتين لمرشدي النظام الإيراني السابق والحالي ووضعوهما يسار التابوت. ثم قاموا بتوجيه كاميراتهم لتسجيل المشهد، ليظهروا للناس أن كل شئ على ما يرام بين النظام وزعماء المعارضة الدينية في إيران. بالطبع ذلك سوف يحمل رسالة خاطئة بنتائج لا تعوض ولذلك أصر آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي على تنحية الصور وهدد بأنه لن يبدأ الصلاة ما لم يلبى طلبه. وحينما كانت الحشود تنتظر بدء الصلاة وارتفعت الأسئلة عن سبب التأخير، جاء الطلب بإزالة الصور منعاً للإحراج ومن ثم أقيمت الصلاة.

أثناء ذلك قامت المخابرات بوضع حواجز معدنية خلف التابوت وأحاطت بآية الله العظمى السيد صادق الشيرازي مع عدد قليل من المشيعين وعدد ضخم من أفراد المخابرات في الخلف، وذلك لفصل السيد صادق عن مئات الآلاف من المشيعين الآخرين المتواجدين في ساحة الحرم المطهر.

أثناء الصلاة ضج المشيعون بالبكاء داخل ساحة الحرم والشوارع المحيطة، وكانت مئات من أفراد المخابرات داخل الحواجز المعدنية حول التابوت متخفين بلبس الثياب المدنية وحاملين أجهزتهم اللاسلكية معهم محاولين قلقلة مجرى الصلاة بالتزاحم والتدافع، حيث من المفترض أن يقف الجميع بلا حراك لأداء الصلاة. ولكن حتى في الثواني التي أذاعها التلفزيون من صلاة الميت لم يستطع التلفزيون أن يخفي فيها التدافع الذي قام به رجال المخابرات عمدا.

المخابرات تخطف جسد الإمام الشيرازي وتحاول دفنه خلاف وصيته

حينما انتهت الصلاة تفاجأت العائلة باجتماع عدد كبير من أفراد المخابرات المتخفين باللباس المدني حول التابوت. فأخذوه وشقوا طريقهم به بالقوة متوجهين إلى داخل الروضة، فتبعتهم مجموعة قليلة من المشيعين لداخل الضريح قبل أن تقفل الأبواب على الباقين ليبقوا خارجاً.

أسرعت المخابرات داخل الضريح متوجهة نحو القبر المعد سلفاً هناك في الممر الضيق ووضعوا التابوت بجانبه، ولكنهم لم يستطيعوا فتحه بسرعة لاستخراج الجثمان ودفنه. ففي هذه الأثناء استطاعت مجموعة من المشيعين الغاضبين إتباع أفراد المخابرات قبل أن يغلقوا الأبواب وتمكنوا من أخذ التابوت منهم، وعجلوا بقصد الخروج من بعض البوابات ولكنها كانت جميعاً مغلقة.

فجأة، انفتح أحد الأبواب الذي كان مغلقاً في الأصل ومقفلاً لفترة طويلة. لم يعرف أحد كيف ومن فتح ذلك الباب حتى أن أفراد المخابرات أصابهم الذهول من ذلك. أسرع المشيعون إلى الخارج وسمع من حضر هناك أفراد المخابرات تصرخ في أجهزتها اللاسلكية: إنهم يخرجون الجثمان من الضريح! أكرر: الجثمان عندهم، إنهم يتجهون نحو البيت! فردت القيادة عليهم: سيأتيكم دعم وسنرسل لكم التعزيزات، ابقوا في مواقعكم، سوف نرجع الجثمان!

المخابرات تستعمل سماعات الضريح لتسيطر على حشود المشيعين لتنشر دعاياتها وأكاذيبها نيابة عن عائلة الفقيد

استمرت قوات المخابرات في محاولاتها للسيطرة على مراسيم التشييع وحشود المشيعين هناك باستخدام مكبرات الصوت داخل الضريح واعتراض برنامج التشييع من خلال بعض الأكاذيب التي أخذت تطلقها في مكبرات الصوت حتى توهم الناس بأن كل شيء على ما يرام، مثل: (من فضلكم خذوا الجسد الشريف إلى داخل الروضة ليدفن هناك طبقاً لوصية الفقيد)!! (عائلة المرجع تطالبكم بمغادرة ساحة الحرم)!! (عائلة المرجع تحثكم على البقاء هادئين)!! (عائلة الفقيد تطلب منكم التفرق عن مداخل الضريح لتتمكن من الدخول والمشاركة في مراسم الدفن)!! وكانت المخابرات أيضاً في الأثناء تشير إلى اسم مرشدي النظام الحالي والسابق وتثني عليهما وتمجد بالنظام.

غضب المشيعون من تلك الأفعال فأخذوا يرددون بعض الشعارات الفارسية التي ترجمتها: (عزاء.. عزاء.. اليوم عزاء.. مرجعنا المظلوم اليوم مع الله.. يا حجة بن الحسن عجل على ظهورك)، وكانت المخابرات تحاول جاهدة من خلال مكبرات الصوت تغيير هذه الشعارات ولكن دون جدوى.

المخابرات تحاول قتل آية الله السيد العظمى السيد صادق الشيرازي

بينما كان جسد المرجع الأعلى آية الله العظمى الإمام الشيرازي داخل الروضة، كان آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي مع بعض المقربين وأفراد العائلة داخل قسم خاص في ساحة الحرم، وكان ذلك القسم محميا بالقضبان الحديدية ويحرسه ضباط الأمن، ولكن ذلك لم يمنع المخابرات من تنفيذ مهمتهم الثانية. فقد تحركوا بشكل مفاجئ وقاموا مع ضباط الأمن - الذين من المفترض أن يحرسوا ذلك القسم- بإزالة القضبان الحديدية! وقام أفراد المخابرات الذين يقدر عددهم بألف شخص، بالتدافع ضد الموجودين داخل القسم الخاص في محاولة لقتل آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي ومن ثم الادعاء بأنه مات بسبب تدافع وزحمة المشيعين!!

وهناك في ذلك القسم تم ضغط آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي ومرافقيه بشكل مكثف وتم حشره بين الجدار وجنود المخابرات، وقد كان المحيطون بالسيد يصرخون بوجه رجال المخابرات ويطبون منهم التراجع ولكن دون جدوى. وحاول عدد من المحيطين بالسيد حمايته خاصة وأنه مريض بالقلب وقد أجريت له عملية القلب المفتوح، وأقل جهد يقع عليه يمكن أن يدهور صحته، ولكن هؤلاء لم يستطيعوا حمايته بشكل جيد ضد رجال المخابرات. ولكن بفضل الله تعالى تمكنوا في اللحظات الأخيرة من الخروج من تلك المكيدة ورجعوا إلى البيت وقد انهارت الحالة الصحية للسيد صادق الشيرازي وتدهورت بشكل كبير فأحضروا له الأطباء الذين هالهم ما جرى له. وطبعا لم يستطع السيد صادق الشيرازي بعد هذه الحادثة من المشاركة في استقبال المعزين في بيته إلى اليوم التالي، حيث ظهر بشكل متعب ومرهق جدا.

المخابرات تختطف جثمان الشهيد الشيرازي للمرة الثانية وتكسره بالفؤوس

بعد أن استرجع المشيعون جثمان الشهيد المرجع الشيرازي، وهموا به عائدين من الضريح متجهين به نحو بيته، رأوا أعداداً كبيرة من قوات منع الشغب تقدر بألف وخمسمائة شخص مع حافلات صغيرة أقلتهم إلى هناك مصطفين طول الشارع. وحينما أقبل المشيعون بالتابوت اخترقت قوات الأمن الإيرانية حشود المشيعين وأسرعوا نحو التابوت بضرب الرجال والنساء والأطفال ممن كانوا عند التابوت، وقاموا بتقييد وتسليم من قاوموهم واعترضوهم إلى الشرطة الذين بدورهم قيدوهم ووضعوهم في الحافلات الموجودة هناك، ونقولهم إلى المعتقلات.

خلال الاشتباكات، سقط التابوت على الأرض ثلاث مرات مختلفة، وكسر جزء منه. التقط المشيعون التابوت للمرة الثالثة وهنا نظمت المخابرات هجومها الثالث النهائي والأعنف نحو التابوت. قاموا بضرب المشيعين بشدة بالهراوات على رؤوسهم وأكتافهم وظهورهم وفي منطقة الحوض، وكثير منهم فقد الوعي وكسرت عظامهم نتيجة ذلك، وهنا استولت المخابرات على تابوت الإمام الشيرازي وأخذته نحو الحافلة!

هناك قامت المخابرات بكسر بقية التابوت بالفؤوس أمام حزن المشيعين! قوات منع الشغب كانت قد شقت طريقاً للحافلة داخل حشود المشيعين واتجهت بالحافلة نحو الضريح.

16 من المشيعين أدخلوا المستشفى حالتهم خطرة، و 200 معتقل

ستة عشر من المشيعين أدخلوا المستشفى وحالتهم خطرة، ومائتان آخرون أصيبوا بإصابات متعددة فأخذتهم الشرطة إلى حيث لا يعلم أحد. معظم الإصابات كانت كسورا في العظام، في الأيدي والأضلاع. وصودرت على الفور كثير من آلآت التصوير وأشرطة الفيديو.

المخابرات الإيرانية تأخذ الجثمان الطاهر للروضة مرة أخرى

في إحدى ساحات الحرم، استقر الجسد الطاهر في الحافلة بينما أجهزة المخابرات داخل الضريح تشكل حاجزاً بشرياً على بعد 25 متراً من جوانب القبر المحفور سلفاً هناك في أحد الممرات الضيقة، وبسرعة دفعوا بالمشيعين ليخرجوهم من هناك. ووقفت عدة صفوف من أفراد المخابرات مواجهة للمشيعين لتوقفهم من اختراق المنطقة حول القبر. لكن معرفة المشيعين بأن الجسد سيدفن غصباً هناك دفعتهم لمحاولة كسر الحواجز ولكنهم ضربوا عدة مرات ثم اعتقلتهم الشرطة.

صحفي واحد تجاهل ضربهم وأصر على الدخول عند القبر للتأكد من أن الجسد المدفون هو الإمام الشيرازي أم لا. فرفضت أجهزة المخابرات ذلك وهنا ارتفعت أصوات المشيعين بشعارات ضد النظام وحكامه.

بعد حوالي نصف ساعة تم إحضار الجثمان للمرة الثالثة إلى الروضة. لم تستطع الحشود السيطرة على نفسها فملاً الضريح من المشيعين وهم يهتفون بشعارات ضد النظام الإيراني وهم يحاولون اختراق الحواجز البشرية للذهاب عند القبر. فزعت أجهزة المخابرات وخاف أفرادها من فقدان السيطرة على الوضع فسمحوا للصحفي الذهاب قرب القبر في محاولة لتهدئة المشيعين، ولكنهم اشترطوا أن يعطيهم نيجاتيف الصور ليفحصوه قبل طبع الصور.

الدفن المهين

ثم بدأت عملية الدفن غير الرسمية التي تميزت بالاستعجال والمهانة والإذلال! كانت الأكثر إهانة، حزناً، ألماً.. حتى أنها حطمت كل الأرقام القياسية لما سبقها من أحداث!

المشيعون ينظرون إلى القبر، وأجهزة المخابرات الإيرانية تشكل حواجز بشرية حول القبر بطريقة لا يستطيع المشيعون أن يروا ما يحدث هناك عند القبر. وأخيراً، انكشف جزء من الكفن عن وجه الإمام الشيرازي فأخذ الصحفي الصور الأخيرة لوجهه المبتسم.

لم تنجز جميع شعائر الدفن، وتلك التي أُنجزت، تمت بشكل خاطئ. التلقين على سبيل المثال، تم بواسطة أحد أفراد المخابرات، كما هو الحال مع الشعائر الأخرى، حتى أنه لم ينتهي من التلقين بسبب السرعة والفوضى التي كانت تعم هناك.

ثم تم إنزال الجثمان أو بالأحرى رُمي في القبر! حتى أن الرأس ضرب في إحدى عتبات القبر التي أعدها الدافن الأفغاني! كان المشهد مؤلماً حتى لأفراد المخابرات حتى أن بعضهم لم يستطع أن يحبس دموعه ويخفي صدمته!

استمرت قيادة المخابرات بتوجيه الأوامر عبر اللاسلكي وهي تضغط على عناصرها عند القبر للاستعجال. طلب الدافن الأفغاني من أحد أفراد المخابرات المساعدة في مناولته قطع الحجارة البيضاء لتغطية الجسم وبسبب الضغوط المستمرة للاستعجال سقطت إحدى تلك الأحجار وتكسرت على جسد الإمام الشيرازي داخل القبر!!

بعد وضع الحجارة البيضاء، خرج الدافن الأفغاني من القبر، وبدأ رجال المخابرات يملئون القبر بالرمل. هنا غضب الحشود وأصبحوا أقل استقراراً، وبدءوا بالضغط على صفوف أفراد المخابرات، فجاء الطلب بالتراجع بينما اخترقت الحشود الحواجز البشرية وبدأت المخابرات بالتراجع والانسحاب بعد أن نشروا سجاداً فوق القبر ووضعوا صندوقاً خشبياً صغيراً وبعض النسخ من القرآن الكريم.

أخيراً، فتحت الأبواب وتدفق الناس الذين أوقفتهم المخابرات خارجاً لمنعهم من التدخل لإيقاف تلك المهمة الإجرامية ضد الإمام الشيرازي العظيم. رمى عشاق الإمام بأنفسم على القبر ليودعوا زعيمهم الروحي وقائدهم الديني الذي دفنه المعادون والحاقدون عليه. وما هي إلا لحظات حتى ضج مقام السيدة المعصومة عليها السلام بأكمله بالبكاء والنحيب، حتى أن الكثيرين أخذوا خارجاً وهم فاقدو الوعي.

كان حزن الناس لا يوصف، مما شاهدوه أثناء التشييع والدفن بسبب ظلم النظام وقمعهم لمرجعهم حتى بعد موته!!!!

تذكر المشيعون مصائب أهل البيت عليهم السلام ومحنة الإمام الحسن عليه السلام الذي منع أن يدفن حيث أمر واستهدف جسده الطاهر بسبعين سهم، وتذكروا الإمام الكاظم عليه السلام وكيف سم في السجن.. وكل ذلك بسبب من، بسبب أولئك الذين تظاهروا بالإسلام وادعوا أنهم قادته!!

المخابرات الإيرانية تصادر معظم أشرطة الفيديو والكاميرات

أثناء الحدث، تمكن الصحفي الذي صور الأحداث عن قرب من الهرب من أجهزة المخابرات الإيرانية التي أرادت أن تفحص ما التقطه من صور. كان أحد المحظوظين بينما الباقي صودرت أفلامهم مباشرة بعد الحدث. في بعض الحالات لم تكتفِ المخابرات بأخذ الفيلم فقط، بل كانت تأخذ الكاميرا وتهشمها على الأرض!

بعد التشييع في 18 ديسمبر 2001 وحتى الآن، أكثر من عشرة أشخاص اعتقلوا وعدة آخرون تم استجوابهم. والذين قاموا بنشر ما عندهم، عذبوا بعذاب فادح وتم استجوابهم بشكل موسع حول أفلام وصور الأحداث، وحول الأشخاص المتواجدين في إيران ممن يمكن أن يتواجد عندهم مثل هذه الأدلة. كثير من الناس بقوا مختفين خوفاً من الاعتقال والتعذيب.

ولكن الصور التي وجدت طريقها خارج إيران تحمل الكثير مما حدث في ذلك اليوم والذي يحاول النظام إخفاءه وبالتالي محو كل الأدلة على جريمته النكراءّ!

في محاولة لخداع العامة، النظام الإيراني يرثي الشهيد الشيرازي

في محاولة لإخفاء الجريمة، وتحويل انتباه الناس عن السبب الحقيقي لموت الإمام الشيرازي، قام النظام الإيراني بإصدار بيان تعزية بعد وقت قليل من استشهاد الإمام الشيرازي. وقام بنقل مقاطع من مراسم التشييع في مدينة قم الذي حضره عدد من كبار المسؤولين وممثلي النظام. وقام بتغطية الحدث إعلاميا تحت تحكم وسيطرة النظام. تبع ذلك، أن سفارات النظام في أنحاء العالم أصدرت بياناتها المماثلة. كما وقامت بإجراء بعض مراسم التأبين.

المخابرات تمزق صور الإمام الشيرازي في إيران وتضايق زوار قبره الشريف

لكن محاولة النظام رسم صورة خاطئة عن الصداقة مع المعارضة الدينية في إيران أثبتت فشلها. فأشرار النظام وبإشراف المخابرات بدأت بعملية تمزيق الإعلانات مع رسائل التعزية وتم تمزيق صور الإمام الشيرازي وإزالة البوسترات التي تعلن مراسم العزاء من على حيطان الشوارع في جميع أنحاء إيران.

واستمرت المخابرات بمضايقة الرجال والنساء ممن يذهبون لزيارة قبر الإمام الشيرازي وكانوا يطردونهم في بعض الأحيان. كانوا أيضاً يقومون بإطفاء الأنوار داخل الضريح ويصرون على تمزيق أي صور توضع على حيطان الممر عند الضريح.

بعد أسبوع من دفن الإمام الشيرازي، مجموعة من الناس التفوا حول قبره، فقامت المخابرات بإطفاء الأنوار في الضريح واعتقلت مجموعة من الشباب ممن كانوا هناك.

والأدهى من ذلك أن المخابرات الإيرانية أحضرت بعض المتخلفين عقلياً لذلك الجزء من الضريح لصرف انتباه الناس عن زيارة الإمام الشيرازي عبر التهريج! وكانوا أيضاً يحضرون الأطفال ليصدروا الضوضاء ولا يتركوا متسعاً للناس للتعبير عن مشاعرهم تجاه إمامهم. ولكن ما هو أكثر دناءة أن المخابرات الإيرانية أحضرت شخصاً يشبه ابن الإمام الشيرازي الثاني؛ آية الله السيد مرتضى الشيرازي الذي لجأ من إيران عام 1997 بعد سجنه وتعذيبه بواسطة نظام إيران ومازال جسمه يحمل آثار الحرق والتعذيب، وكان هذا الشخص الذي يشبه إلى حد كبير السيد مرتضى يكلم الناس بالأكاذيب التي لقنه إياها النظام، ويمدح بالنظام بادعاء أنه السيد مرتضى نفسه! وذلك كله محاولة منهم لإيهام ألوف المقلّدين أن الثلج قد ذاب بين المرجعية العليا والنظام.

قبر بلا شاهد

ما هو طبيعي ومألوف في كل مكان في العالم وضع شاهد على القبر – أي قبر - لتمييزه عن غيره، فكيف إذا كان ذلك القبر هو قبر أحد العظماء؟! ولكن ذلك غير مسموح في حكومة إيران خاصة حينما يتعلق الأمر بزعماء المعارضة الدينية!

قالت الحكومة أنه بسبب وجود موقع القبر عند أحد المداخل، فإنها لا تستطيع السماح بنصب ضريح خشبي أو زجاجي على القبر! ورفضت أيضاً السماح بأي نقش على حجارة الحائط القريبة من القبر! حتى أنها لم تسمح بأي شاهد بسيط يتساوى مع الأرض ليوضع على القبر بحيث لا يعترض الطريق على من يريدون الدخول من نفس المدخل. وقال المشرفون على الروضة أن أوامر صريحة جاءتهم من مكتب مرشد الثورة بمنع وضع أي علامات أو صور بجوار القبر!!

وعلى الرغم من أن قبور بقية المراجع موجودة أيضا أمام مداخل أخرى للروضة، لكن تم تمييزها عن مستوى الأرض وتم بناؤها بوضع قالب زجاجي عليها مع حجر وشاهد. وعلى الرغم من أن هناك مداخل متعددة عند قبر الإمام المظلوم ولا يمكن أن يعرقل الشاهد عليه حركة الناس، إلا أن النظام مصر على محو أثره وعدم تمييزه حتى بلون الحجر الموجود عليه!! بل استمر النظام بالإمعان في إذلاله عندما وضع سجادة فوق القبر لمحوه تماما ومنع المؤمنين من زيارته!! هذا مع أن هذا الإنسان العظيم كان هو المرجع الأعلى في زمانه ومع ذلك يلاقي مثل هذه الإهانات من هذا النظام الذي يدعي أنه إسلامي؟!!

تاريخ قمع الإمام الشيرازي في إيران

الشهيد آية الله العظمى الإمام الشيرازي كان من ضمن المراجع الذي دعوا لمناصرة الثورة في إيران. طبقا ًلكلام (أردشير زاهدي) صهر الشاه وسفير إيران إلى الولايات المتحدة الأمريكية قال: (بدأ الخميني الثورة في إيران ونشر الشيرازي صوتها للعالم من كربلاء).

ولكن في أوائل سنة 1980بعد شهور من وصول السيد الخميني للسلطة، سحب الإمام الشيرازي دعمه وبدأ في انتقاد النظام هناك علناً لاعتماده على بعض القوى الأجنبية. كما أنه بالإضافة إلى مراجع آخرين عارضوا نظرية ولاية الفقيه المطلقة التي أسسها السيد الخميني. وهي تعطي سلطات مطلقة وغير محدودة كتلك التي لله والأئمة عليهم السلام. ولذلك عارض هذه النظرية المراجع مثل الشهيد آية الله العظمى السيد كاظم الشريعتمداري. وكان أحد أسباب غضب الإمام الشيرازي على النظام في تلك الفترة القصيرة من عمر الثورة، أن النظام قام بقمع علماء الدين المختلفين معه في رؤاهم، فقام بتجريد المرحوم السيد الشريعتمداري من لقب (آية الله العظمى) وحاكمه أمام شاشات التلفزيون بشكل مهين، ثم أودعه المعتقلات وأفرج عنه بعد وضعه قيد الإقامة الجبرية. هذه الحادثة تسببت في سخط الإمام الشيرازي على النظام الذي لم يراعِ حرمة لأكبر مرجع تقليد في إيران حينذاك وهو السيد الشريعتمداري الذي كان أستاذ السيد الخميني وصاحب الفضل عليه في إنقاذه من إعدام الشاه له.

ودفع الإمام الشيرازي ثمن مواقفه الصلبة، فتعرّضت عائلته وأقرباؤه وأتباعه إلى إجراءات قمعية قاسية، طبعا لم يكن يستطيع النظام أن يمس الإمام نفسه، فاكتفى بوضعه قيد الإقامة الجبرية، رغم محاولاته المتعددة لاغتياله.

خلال هذه السنوات، سبعة وأربعون من أقارب الإمام المظلوم اعتقلوا وتم التحقيق معهم واستجوابهم، من ضمنهم أخوه آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي وثلاثة من أبنائه، اثنان منهم عذبوا بطريقة وحشية هما السيد مرتضى والسيد مهدي.

آية الله السيد مرتضى الشيرازي ابنه الثاني اعتقل ثلاث مرات آخر مرة قررت فيها السلطات سجنه لمدة دامت قرابة السنتين عذب فيها بضراوة ومازال يحمل آثار الحروق في جميع أنحاء جسده بسببها.

ونتيجة للتعذيب، مات أحد أفراد عائلة الإمام الشيرازي في مستشفى في ألمانيا. مع العلم أن معظم عائلة الإمام الشيرازي حتى الأطفال الصغار منعوا من مغادرة البلاد!!

أضف إلى ذلك أن حوالي ثلاثة آلاف من طلابه وموظفيه ومؤيديه اعتقلوا. معظمهم عذب وسجن لفترات طويلة دون محاكمة. ومن أخذوه منهم للمحاكمة، لم يسمحوا لهم بتوكيل أحد للدفاع عنهم، ولم يسمحوا لهم أيضاً بالدفاع عن أنفسهم، فقط كانوا يأخذونهم لسماع الاتهامات الموجهة ضدهم ومدة سجنهم...الخ.

ثلاثة من موظفي الإمام الشيرازي ماتوا نتيجة للتعذيب والمعاملة السيئة. أحدهم المرحوم (عباس عامليان) الذي عمل في مكتب الإمام الشيرازي كساعٍ وسائق، حيث توفي رحمه الله بسبب فشل كلوي بعد أن تعرض لأشكال مختلفة من التعذيب من ضمنها وضعه بالكامل في ثلاجة مخصصة للتعذيب تقوم بتجميد الخلايا العصبية وإفساد الأجهزة العضوية للإنسان والتي منها الكبد والكلية والقلب والجهاز التناسلي وخلايا المخ!

وفي محاولة لتخويف مؤيدي الإمام الشيرازي، قامت المخابرات الإيرانية بإنشاء أعمدة مراقبة حول مكتب الإمام الشيرازي في قم لعدة سنوات. وكرادع إضافي، كانت المخابرات ترسل وكلائها بالقيام بدورية في الشوارع المحيطة ببيت الإمام الراحل. وأي شخص يتجاهل تحذيراتهم ويستمر في الاتصال بالإمام الشيرازي يجد طريقه في النهاية إلى زنزانات النظام!

المحكمة الخاصة برجال الدين، أسست بطلب من السيد الخميني وهي تشرف على إخماد المعارضة الدينية في إيران. لديها محاكمها وسجونها الخاصة في جميع أنحاء إيران بالإضافة إلى قوات المخابرات.

منظمة العفو الدولية، القلم الدولي، منظمة الدفاع عن حقوق الإنسان، الأمم المتحدة، لجنة حقوق الإنسان في الكونجرس الأمريكية، اللجنة البرلمانية البريطانية لحقوق الإنسان، ومؤسسة الحرية الديموقراطية في إيران جميعها ومنظمات أخرى ذكرت في تقاريرها أنواع القمع المذكورة أعلاه.

محاولات النظام السابقة في حياة الشهيد الشيرازي

في عام 1981 طلب النظام من فرقة مخابراتية اغتيال آية الله العظمى الإمام الشيرازي حينما كان يزور أحد طلابه وهو الخطيب المشهور الشاعر والعالم آية الله السيد مرتضى القزويني الذي كان يعيش في قم المقدسة وهو الآن في لوس أنجلوس. لكن المهمة أحبطها الله عز وجل بشكل عجيب حينما جُرِح أحد القتلة في ساقه بينما كان يحاول إتمام عملية الاغتيال! فلم يتمكن من النهوض والقيام بالجريمة المشهورة في قم المقدسة آنذاك!

ولكن هذه ليست هي المحاولة الوحيدة فهناك خمس محاولات أخرى كانت تستهدف حياة الإمام الشيرازي وقد حاولت تنفيذها المخابرات الإيرانية المشهورة بتصفية المعارضين. وقبل ثلاث سنوات حدثت أزمة كبرى في إيران بسبب قيام المخابرات بتصفية المعارضين المثقفين. وكانت هذه التصفيات وهذه الإعدامات والاعتقالات الجائرة أحد أهم أسباب نقمة الإمام الراحل على نظام إيران، وكان يقول دائما أن هذا خلاف الشرع الحنيف وأن هذه الجرائم ستجعل الله تعالى ينزل غضبه على هذا البلد. ويقول الموظفون في مكتب الإمام أنهم شاهدوه مرارا وهو يبكي ويتوسل بالإمام الحجة عجل الله فرجه لإنقاذ الأرواح البريئة في إيران من القتل باسم الإسلام.

منذ عام 1981 والإمام الشيرازي لم يترك بيته، أضف إلى ذلك الخطر العظيم على حياته طوال تلك المدة، ما عدا زيارة سرية إلى مدينة مشهد عام 1988 أثناء قصف المدن الإيرانية عندما استهدف صدام ثلاثة بيوت تحيط ببيت الإمام الشيرازي، وزيارتان قصيرتان إلى المستشفيات في طهران وقم المقدسة سرا.

وحتى وهو في بيته، لم يسلم من محاولات الاغتيال، ففي عام 1992 حينما كان الإمام الشيرازي في إحدى الليالي يمشي في الفناء الخلفي لبيته؛ تسلقت أفراد المخابرات السقف محاولة اغتياله من هناك! ويعرف جيران الإمام الراحل هذه الحادثة جيدا حيث سمعوا أقدام رجال المخابرات فوق سطوح منازلهم!

وكجزء من مجموعة محاولات القمع، كانت المخابرات في كثير من الأحيان تقطع خط التلفون عن مكتب الإمام الشيرازي. وأحياناً كانوا يحولون المكالمات لترد عليها المخابرات ويخبروا المتحدث أنهم قد أخطأوا في الاتصال وفي بعض الأحيان كانوا يشتمون المتصلين! وكان خط الفاكس في أغلب الأحيان مقطوعاً، خاصة بعد اغتياله رضوان الله تعالى عليه.

كتب ومؤسسات الشهيد

بلغت مؤلفات الشهيد الإمام الشيرازي أكثر من ألف ومائتي كتاب. وهو مؤلف أكبر موسوعة كتبها شخص واحد تقع في مائة وخمسين مجلد، في أكثر من خمسة وسبعين ألف صفحة؛ تلك هي الموسوعة الفقهية التي قام رضوان الله عليه بتأليفها وهي الأكبر والأشمل في القانون والفقه الإسلامي.

كانت كتبه رضوان الله عليه موجهة لمختلف طبقات المجتمع من علماء وأساتذة جامعة، كبار وشباب وأطفال. كما أنه كتب في معظم الأبواب والحقول المعرفية؛ من العبادة إلى الطب ومن علم الاجتماع إلى الشعر.

وبالإضافة إلى الموسوعة الفقهية التي ألّفها والتي اكتسب بسببها لقب (سيد الفقهاء والمجتهدين)، فقد ألف الإمام الشيرازي أكثر من ألف وستين كتابا وكتيبا وكراسا في شتى العلوم وقد اكتسب بسببها لقب (سلطان المؤلفين).

كان رضوان الله عليه صاحب تطلعات فقهية لا يحد مداها فقبل أربعين سنة كتب عن أحكام العبادة على القمر والمريخ حيث احتمال أن يصل الإنسان إلى هناك يوماً ما. كما كتب منذ ذلك الوقت عن رؤى الإسلام حول الاستنساخ وأحكام الإرث المتعلقة به، رغم أن علم الاستنساخ لم يستحدث إلا قبل بضع سنوات قليلة. غير أن الإمام كان يسبق زمنه بمراحل عديدة.

ولكن بسبب معارضته لنظام إيران فقد منعت كتبه هناك. وفي مرة واحدة أحرقوا الآف النسخ من أحد كتبه التي كتب فيها عن أسلوب الحكم للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام والذي أظهر فيه أن نظام الحكم الإيراني مختلف عنه.

وتميز رضوان الله عليه عن المراجع الآخرين بكمية ونوعية نشاطاته الاجتماعية والدينية والتربوية..الخ.فبلغت المؤسسات التي أنشأها حول العالم أكثر من سبعمائة مؤسسة معظم ما كان منها في إيران تم إغلاقها ومصادرتها واستولى عليها النظام.

آخر التطورات

في يوم 21 ذي القعدة الماضي ترك الزائرون مرقد الإمام العظيم المظلوم عند غلق أبواب الحرم الشريف في الساعة العاشرة ليلا، تركوه كما كان على حاله من الخشبة الصغيرة التي كانت على الأرض علامة على قبره الشريف وصورتين له على تلك الخشبة.

ولكنهم فوجئوا في اليوم التالي أي في يوم 22 ذي القعدة بأن القبر قد تمت تسويته بالأرض تماما، كما سرقوا الخشبة والصور والمصاحف التي كانت موجودة ولم يعد لقبر الإمام الراحل أي أثر!!

وتسبب ذلك في إثارة سخط المؤمنين الزائرين، ومازالت حالة السخط في ازدياد إلى أن يتم بناء القبر الشريف ورفعه عن مستوى الأرض ووضع الشاهد عليه أسوة ببقية المراجع.


الشيرازي ومرجعية صادق الشيرازي


فصل الخطاب في الفتنة المدعاة - حقيقة ما جرى في مدينة قم

 بدعوة كريمة من اللجنة المنظمة لمراسم عزاء فقيدنا الراحل سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي قدس الله سره تشرفت بالمشاركة في مراسم العزاء التي اقيمت في مدينة قم المقدسة, وقد كان واضحا حسن اداء اللجنة وتنظيمها فجزاهم الله عنا وعن جميع محبي السيد الفقيد خير الجزاء. في اليوم التالي لوصولنا كنا جميعا في البيت المتواضع الذي كان يعيش فيه سيدنا الراحل والذي كان ملحقا بالحسينية التي انطلق منها موكب العزاء, حيث أعلن منذ البداية أن الموكب سينطلق الى حرم السيدة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر عليه السلام حيث سوف يصلى عليه ومن بعده سيدفن هناك رحمة الله عليه. وسار الموكب, و كان بارزا مدى التبجيل و الاحترام الذي أحاط بموكب العزاء والذي هو أهل له قدس سره سواء من قبل عامة الناس أو اللجنة المنظمة او من قبل الجهات الإيرانية المسؤولة حيث انطلق الموكب الحاشد وكان في المقدمة جمع من العلماء و الافاضل بينما كانت تتردد من خلال الميكروفنات آي الذكر الحكيم يتبعها مقاطع من القصائد الحسينية التي طالما عشقها فقيدنا العزيز وكان الجمع يتجواب مرددا الهتفات الحسنية و أخرون كانت العبرة تخنقهم فلا يملكون الا البكاء ليعبروا به عن مكنون حزنهم ولوعتهم.

ووصلنا الى ساحة حرم السيدة فاطمة بنت موسى سلام الله عليها وكنا في انتظار آية الله السيد صادق الشيرازي حفظه الله أخ سيدنا الراحل حيث هيأ مسؤلو الحرم مكانا مناسبا للصلاة على السيد الفقيد في ساحة الحرم الشريف كما كان القبر في الحضرة المباركة مهيأ لاستقبال الجثمان الطاهر, الى جوار مرقد أخيه الشهيد آية الله السيد حسن الشيرازي و كان لافتا للنظر صورتان زيتيتان بحجم كبير أحداها على الاقل للسيد الفقيد وضعتا قبالة الداخل لساحة الحرم الشريف, بينما جعل يردد أحد المنادين المعينين من قبل ادارة الحرم من خلال الميكروفون مناقب سيدنا الراحل ويعيد قراءة بيان آية الله العظمى السيد علي الخامنئي و الذي نعى فيه السيد الراحل ومن آن لاخر كان يتلو بعض الآيات ويقرأ فقرات من بعض الادعية كما كان يدعوا المؤمنين لحضور مراسم العزاء التي أمر بها سماحته على روح فقيدنا العزيز والتي اقيمت في المسجد الاعظم مساء نفس اليوم.

بعدها حضر سملحة آية الله السيد صادق الشيرازي وقبل اقامة الصلاة تم اطباق الصورتين أحدهما فوق الاخرى بحيث لا يرى شخص الصورة وذلك لكراهية جعل التصاوير جهة القبلة اثناء الصلاة حسب ما يعرفه جميع المتشرعون, وتمت اقامة صلاة الميت على روح الفقيد بصورة مؤثرة ساهم الجو المشحون بالعواطف الجياشة وصوت آية الله السيد صادق الشيرازي الرخيم في تفجير حالة الحزن والتأثرفي المصلين. ولكن الرزية كل الرزية ماحصل بعد ذلك , فبعد الفراغ من الصلاة توجه الجمع لدفن سماحة السيد قدس سره في المكان المهيأ سلفا الا أنه وفي هذا اللحظة أنبرى بعض المشيعيين و فاجأوا الجميع وبإجتهاد (في تقديري المتواضع) ليس في محله حيث أعلن أن المكان المزبور غير بارز وأنه يجب دفن السيد قدس سره في الناحية الاخرى من الحضرة الشريفة قرب مرقد السيد الاراكي رضوان الله تعالى عليه لكونه أبرز , الا أن مسؤلي الحرم أعترضوا على هذا الاقتراح و الذي رأوا أنه خلاف ما سبق التخطيط له و الاتفاق عليه و حاولوا جاهدين اقناع تلك المجموعة بعدم صحة هذا التصرف وأنه محاولة للوي الذراع في غير محلها, الا أن أصحاب الاقتراح رفضوا الانصياع وبدأوا في تأليب باقي المشيعين على مسؤولي الحرم بدعوى عدم أحترام السيد عليه الرحمة, وهنا جاء دور مجموعة من الشباب غير المنضبطين تحت تأثير التحريض وحاولت أخراج الجثمان الشريف من الحرم الا أن مجموعة أخرى من المشيعين و كما نقل لي بأنه بتوجيه من السيد صادق الشيرازي حفظه الله بنفسه وبوصفه الولي الشرعي للفقيد قامت بالتدخل وتم دفن سيدنا الرحل رضوان الله تعالى عليه في مرقده المعد سلفا وهنا كان يجب ان تنتهي القصة عند هذا الحد, ولكن للاسف دخل على الخط من يرى ان الاثارة هدفا و الفتنة مكسبا فحسبي الله ونعم الوكيل , حيث قام بتأجيج الحدث وتضخيمه لاسباب لا أرى انها تصب في صالح أي أحد و بالذات محبي وعشاق السيد الراحل عليه الرحمة , فما الذي حدث؟ ولماذا؟ واضح جدا أن جهود البعض و من خلال طريقة صياغة الموضوع وطريقة الترويج له صحفيا ومن خلال المنشورات التي وزعت في الكويت والمقالات التي نشرت عبر صفحات الانترنت كانت ذات هدف سياسي يصب في أتجاه تشويه سمعة إيران الاسلامية وتخريب جهود مسؤوليها في ابراز الاحترام الذي يليق بفقيدنا الراحل قدس سره حيث ساء هؤلاء البعض مظاهر التقدير و التبجيل التي كانت واضحة للعيان من خلال دور التلفزيون و الاذاعة والصحف في بيان مناقب السيد الراحل فضلا عن دور مكاتب المراجع وأدارة الحرم الشريف في الدعوة لحضور مأتمه رحمه الله باللأضافة للجهود على مستوى باقي المؤسسات الاخرى والتي صبت في نفس المصب.هذا البعض الذي طالما روج للاكاذيب في مجلات الاثارة والتهريج الفكري و الاثارة الطائفية و من خلال شتم مراجع المسلمين وتحريف الكلم عن مواضعه ولوي الحقائق التاريخية والتي لم يسلم منه حتى قراء القرأن الكريم, أقول هذا البعض كان له الدور الواضح في هذه الفتنة التي أخمدها الله عز وجل.

وبالنسبة لما أثير حول تغطية الصور الزيتية في الحرم الشريف أثناء الصلاة و التي أثارها البعض على أنها موقف سياسي ونوع من أنواع الاحتجاج ضد المسؤلين, اقول ان هذا الراي يعكس قمة الجهل بالفقه الاسلامي حيث أن تصرف السيد صادق الشيرازي حفظه الله تصرف شرعي و فقهي بحت حيث أمر بجمع الصورتين فوق بعضهما للتغطية أثناء الصلاة وذلك للكراهية من الناحية الشرعية في إستقبال التصاوير أثناء الصلاة, وبعد الانتهاء من الصلاة تم وضعهما في مكانهما السابق للعرض بصورة طبيعية. وبالنسبة لما نشرته بعض الصحف من صور لقبر محفور في حسينية السيد الراحل قدس الله سره حيث زعم انه كان مهيأ لدفن جثمانه الشريف و لكن كما يدعون ان السلطات المسؤلة دفنته في الحرم الشريف غصبا أقول والله شاهد على ما اقول انني كنت في الحسينية صباحا وقبل الخروج في مسيرة المأتم المتوجه الى حرم السيدة فاطمة سلام الله عليها و لم يكن هناك أي قبر محفور وأكاد اجزم بان الحفر قد تم مساء لاستكمال التهمة التي يراد أن تلصق بإيران بأنها بلد الاضطهاد و التعدي على حقوق الانسان و رسم صورة قاتمة عنها وهنا لايسعني الا أن اقول ما انصفتم هذا البلد الصديق الذي لطالما وقف مع الحق واهله وتحمل المصائب والصعاب في سبيل الحق ولعل ابرز هذه المواقف وقفته المشرفة معنا في محنتنا مع طاغية العصر جزار العراق وموقفهم النبيل مع اهلنا في لبنان و فلسطين , و كما يقول المثل المروي عن علي بن أبي طالب عليه السلام حدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له, اذ ما مصلحة أي احد في الاعتراض على دفن عالم جليل في بيته,وما هي الخطورة في دفن سيد جليل أو مرجع من مراجع المسلمين في بيته حتى يكون هناك اي اعتراض على ذلك أو لم يدفن السيد النجفي المرعشي رضوان الله تعالى عليه في مدرسته و غيره كثيرون قبله, و لكن ماذا نملك عندما تفتقد المصداقية الا أن نقول انا لله و انا اليه راجعون. وبالنسبة لما رددوه عن ان من دفن في الحضرة الشريفة هو غير سيدنا الراحل قدس سره أو عن سقوط الجرحى واعتقال العشرات على اثر المشادة التي حصلت في الحرم فلن اعلق عليه فلا أعتقد ان القارئ الكريم يحتاج لاي جهد لاستنباط مدى التضليل المقصود من وراء هذه السخافات. ولي كلمة أخيرة حول ما جرى من الامور في المناسبة التي اوجعت القلوب بفقد عالم كبير من علماء المسلمين, أقول ماجرى من حدث وما أستتبعه من أثارة اعلامية كان نكران للجميل من قبل فئة صغير ضالة لا يمثلون الا أنفسهم, وإنها إهانة نعم إنها إهانة ولكن ليست إهاتة لمسؤولي الحرم الشريف و المسؤولين الايرانيين وليست إهانة لمقام آية الله السيد محمد الشيرازي قدس الله سره فالكل يعلم انه ارفع منزلة من ان ينالوه بسوء , ولكنها إهانة و اساءة لكل محبي وعشاق السيد الراحل, إهانة و اساءة لمشاعر اناس قد ايتمهم غياب والدهم و إهانة و اساءة لطلاب علم فقدوا معلمهم, تلك القلة التي لا استطيع الا ان اقول غفر الله لهم فقد كادوا ان يؤججوا فتنة لا يعلم مداها الا الله ولكن الله رد كيدهم. و هنا دعوة لكل المؤمنين و لكل محبي وعشاق السيد الراحل بادانة هؤلاء و شجب موقفهم فهذا اقل ما يمكن أن نؤديه وفاءا للمرجع الفقيد قدس سره ورسالة نوصلها لكل من ساهم معنا في ذلك البلد الصديق في اقامة شعائر العزاء على فقيدنا العزيز اننا لسنا ممن يرد الجميل بالنكران والجحود.

عبدالنبي العطار


تشييع السيد الشيرازي

تقرير من قم المقدسة

بسم الله الرحمن الرحيم

في البدء أعزي عائلة الفقيد سماحة آية الله السيد محمد الشيرازي (رحمه الله) وجميع المؤمنين ونسأل الله الرحمة والغفران للفقيد الراحل والصبر والسلوان لعائلته الكريمة ولمحبيه الاعزاء.

أنقل لكم ما جرى وأنا الآن في قم المقدسة وأنقل أيضا عن مصادر قريبة من مجريات الحدث  وأقول لكم بصراحة أنا لست من أتباع السيد(ره) ولا من مقلديه، ولكني شيعي وأعتقد بأن الاخوة الشيرازيين هم أخوة في المذهب والعقيدة وليس فوق هذه الأخوة أخوة، وان كنت أختلف معهم في بعض الجزئيات المهمة والخطيرة  وغايتي من نقلي لما جرى قطع الطريق على المغرضين الذين ما فتئوا يخلطون الحق بالباطل ابتغاء الفتنة. أولا: انطلق موكب التشييع من شارع (جهار مردان) حيث يقع منزل السيد (ره) متجها الى حرم السيدة المعصومة (ع)، وتمت الصلاة عليه (ره) في الصحن الكبير (المقابل لخيابان مرعشي نجفي)، ولم يمتلأ الصحن تماماً من المشيعين ويقدر العدد بعشرة آلاف مشيع، وكانت الصلاة بامامة أخ الفقيد السيد محمد صادق الشيرازي، وكانت الاجواء هادئة تماما، وقد أعلن في الاثناء عبر مكبرا الصوت بأن السيد (ره) سيدفن في الحرم ولم يكن هناك أي طارئ ولم يعترض أي شخص على دفنه في الحرم. ويقول أحد مسؤولي الحرم حيث قابلناه مباشرة: (كان هناك تنسيق بيننا وبين عائلة الفقيد (ره) على دفن السيد (ره) في الحرم المطهر، و لم يحدد أبناء الفقيد مكانا معينا ولم يقل أحد من أبناء الفقيد (ره) بوجود وصية للسيد (ره) بدفنه في منزله، وكانت عائلة الفقيد (ره) على علم مسبق بأن السيد سيدفن في الحرم حتى أنه أعلنّا في مكبرات الصوت أثناء الصلاة بأن السيد سيدفن في الحرم، وحفر القبر ولم يقل أي شخص من ذوي الفقيد (ره) بوجود وصية أو غيرها) الكلام لأحد المسؤولين في الحرم المطهر.

على كل حال حفر القبر بالقرب من قبر السيد حسن الشيرازي (ره) أخيه، ثم حملت الجنازة لتدفن في الحرم في المكان المعد والمحفور.

ثانيا: البعض لم يرض بمكان دفن السيد (ره) لأنه كان على طرف أحد أبواب الحرم (وهذا المكان كان من قبل غرفة خاصة مبنية وفيها قبر أخ السيد الفقيد (ره) ثم بعد ذلك هدمت هذه الغرفة في التعديلات التي جرت على الحرم، والظاهر أن هذا المكان ملك لعائلة الشيرازي  وهنا أيضا استغل المغرضون هذه النقطة، وفي الحقيقة أينما دفن الشخص فلن تقل ولن تزيد منزلته عند الله عز وجل  والسيد البروجردي مدفون أيضا على طرف أحد مداخل الحرم مع أنه يعتبر أحد أكبر زعماء الحوزات العلمية، كما أن أكثر الفقهاء ورجالات الثورة قبورهم مبسوطة في الارض ولا تعرف أن هنا قبر أصلا، ومن زار قم المقدسة يدرك ذلك جيدا، فانظروا قبر الشهيد مطهري (ره) وقبور الفقهاء شهداء المحراب وقبور العشرات من الفقهاء والمراجع هي بنفس الطريقة، ولكن حين يدخل الشيطان رأسه في شئ تتحول المسألة الى شئ آخر). على كل حال حين أخذت الجنازة لكي تدفن في المكان المحدد تدخل بعض الاشخاص واستولوا على الجنازة وحملوها ركضا الى خارج الحرم وسط هتافات (حيدر.. حيدر...) حيث كانوا قد أعدوا قبرا آخر للسيد (ره) في منزله (وكان تصرف هؤلاء على خلاف ما تم الاتفاق عليه مع عائلة الفقيد (ره) من دفن الجثمان في الحرم)، الوضع كان مثيرا للقلق ولا أحد يعلم بما سيؤول اليه الوضع، وفي الطريق حاول بعض افراد الشرطة أن يوقفهم الا أنهم اعتدوا على الشرطة ودهس بعض افراد الشرطة بالاقدام. وفي الحال تدخلت القوات الخاصة وأوقفتهم وأمرتهم بالهدوء والرجوع بالجنازة لتدفن في الحرم المطهر، فلم يستجيبوا وحملوا الجنازة من جديد يريدون الاتجاه بها الى منزل السيد (ره) وبنفس الهيجان والهتافات، فأوقفتهم القوات الخاصة ثانية وأمرتهم بالهدوء والرجوع بالجنازة ولكن دون جدو.  ثالثا: في هذه الاثناء قامت القوات الخاصة بأخذ الجثمان من المشيعين، ونقلوه بسيارة خاصة الى الحرم ليدفن هناك (وهو ما عبر عنه بالاختطاف).  

رابعا: دفن السيد وكان الكثير لا يعلمون بأنه سيدفن في الحرم حيث تم الدفن درءً للفتنة وللتطورات التي لا تحمد عقباها.

تبقى مسألة: وهي هل أنه أوصى بدفنه في منزله أم لا ؟ هذه القضية ما زالت دعوى لم يثبت صحتها ولا خطأها، هناك من يقول أنه أوصى بدفنه في الحرم بجانب أخيه، وهناك من يقول بأنه أوصى بدفنه في منزله، وذوي الفقيد لم يقولوا بوجود وصية له حين تم التنسيق معهم لدفنه في الحرم، الله أعلم بحقيقة الامر والايام ستظهر لنا الحقيقة. ولكن على أسوء التقادير و مهما كانت النتيجة فالقضية لا تستوجب تناحرنا فلست أنا عدوك، ولست أنت عدوي، قد أخطئ أنا اليوم وقد تخطئ أنت غدا، فلنجلس لنحل مشاكلنا بروح الاخوة لا العداء (أشداء على الكفار رحماء بينهم).

كفانا يا أخوة الايمان

الله الله في كيانكم الشيعي الذي أنهكته الخلافات والمنازعات ولم يعد قادرا على الوقوف على قدميه فضلا عن أن يجابه الاعداء الحقيقيين.

يا شيعة الامام الصادق (ع) ليرى العالم فيكم القدوة والانموذج الناصع في التعامل الخلقي في أسوء الظروف.

كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا كما هو مضمون كلام زعيم المذهب الجعفري الامام الصادق (ع) الذي هو زعيمي وزعيمك وزعيم الفقيد الراحل. فوتوا الفرصة على أعداء الله وأعدائكم الذين يتمنون أن تتنازعوا لكي تذهب ريحكم ويتشتت شملكم.

اللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.

اللهم قصدت وجهك اللهم فاشهد.

هاتان رسالتان وصلتني بالإيميل وأنشرها للإمانة


سلطات الامن الإيرانية تعتقل سماحة السيد حسين الشيرازي نجل المرجع الشيرازي وجمع من النسوة من آل الشيرازي

خاص - إباء

قم المقدسة

قامت السلطات الامنية الايرانية ليلة امس الثلاثاء باعتقال نجل الإمام السيد صادق الشيرازي سماحة آية الله السيد حسين الشيرازي وكذلك صهر الإمام الشيرازي الراحل سماحة السيد كاظم الفالي بعد الاعتداء عليهما بالضرب في حرم السيدة المعصومة سلام الله عليهما وذلك بعد أن جاء السيدان للتدخل لإطلاق سراح حوالي ثلاثين امرأة قامت المخابرات باعتقالهن صباحا عند مرقد الإمام الشيرازي قدس سره، ومازال الجميع معتقلون حتى هذه اللحظة.

والتفاصيل هي أنه ليلة (3 رجب) حيث يصادف ذكرى استشهاد الإمام الهادي سلام الله عليه فقد جاءت نساء من عائلة آل الشيرازي ونساء أخريات إلى الحرم الشريف لزيارة السيدة المعصومة سلام الله عليها وتعزيتها ثم اتجهن لزيارة السيد المجدد الشيرازي رضوان الله عليه، وحيث رأين هناك أن مرقده الشريف أصبح مداسا للأقدام ولا علامة عليه فقد وضعن قماشا أخضر عليه لتمييزه، وجلسن هناك يقرأن الفاتحة ويقمن مجلس النعي والرثاء وقد التحقت بهن مجموعة من المؤمنات في الحرم الشريف حتى أصبح المجموع حوالي مائة امرأة عند المرقد الشريف، وفي هذه الأثناء وإذا برجال أمن (الاطلاعات) يقتحمون الجانب النسوي ويطوّقون النساء الحاضرات بشكل مرعب مما أدى إلى فزعهن، فعلى صراخهن وامتد إلى كافة أنحاء الحرم الشريف، وبسبب ذلك أقدم رجال الأمن على ضربهن بالسياط (الكيبلات) والهراوات!!! ثم قاموا باعتقال النسوة وبينهن بنات صغار لا يتجاوز أعمار بعضهن عشر سنوات فقط!!

وفور ورود الخبر إلى منزل آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله توجّه نجله سماحة آية الله السيد حسين الشيرازي وصهر الإمام الراحل سماحة السيد كاظم الفالي إلى الحرم الشريف للتدخل في الموضوع، وعندما وصلا هناك رأى سماحة السيد حسين أحد رجال الأمن ينهال بالضرب على النساء بالسوط فثارت ثائرته واشتدت غيرته وقبض على يد ذلك الشرطي اللعين وأخذ السوط من يده وهو يصرخ بوجهه قائلا: أعلى الحريم؟!! أتستقوي على الحريم؟!! ألا تستحي؟!! أما عندك غيرة؟!!

وأدى ذلك إلى أن يتم اعتقال السيد حسين والسيد كاظم أيضا، ومازال الجميع حتى الآن رهن الاعتقال!!  

نطلب من جميع المؤمنين التدخل والاتصال بالسفارات الإيرانية في بلدانهم للتعبير عن رفضهم لهذه الجريمة النكراء والتي جاءت بعد الجريمة المقصودة بإخفاء وطمس معالم مرقد المرحوم الإمام المجدد الشيرازي ومنع الرجال من زيارته، كما نطلب من جميع المؤمنين الاتصال بوسائل الإعلام من قنوات وصحف ومجلات لكشف هذه الجريمة الحالية وممارسة الضغوطات من أجل الإفراج عن المعتقلين المظلومين من الرجال والنساء، كما نطلب من الجميع الدعاء. 

وفي آخر التطورات تم نقل المؤمنات المعتقلات إلى سجن (ساحلي) في قم المقدسة علما أن من بين النساء:

2 من كريمات المرجع الإمام الشيرازي الراحل

2 من كريمات آية الله السيد مرتضى الشيرازي

2 من زوجات السادة أبناء الإمام الراحل 

كما تبين أن عدد المعتقلين من آل الشيرازي وأصهارهم هو (4) وليس (2) على النحو التالي:

1) سماحة آية الله السيد حسين الشيرازي (نجل المرجع السيد صادق الشيرازي وصهر الإمام الشيرازي الراحل)، مدرس بحث خارج في الحوزة العلمية بقم المقدسة. 

2) العلامة الحجة السيد كاظم الفالي (نجل آية الله السيد أحمد الفالي وصهر الإمام الشيرازي الراحل)، خطيب ورجل دين فاضل. 

3) فضيلة السيد حسن الفالي (نجل العلامة الخطيب السيد محمد باقر الفالي وحفيد الإمام الشيرازي الراحل). 

4) فضيلة السيد محمود الفالي (نجل العلامة الخطيب السيد محمد باقر الفالي وحفيد الإمام الشيرازي الراحل). 

* تبين أن عدد المعتقلات من آل الشيرازي هو (10) وليس (6) على النحو التالي:

1) كريمة الامام الشيرازى الراحل (حرم العلامة الخطيب السيد باقر الفالي)، خطيبة و لها مؤلفات طبعت بعضها. 

2) كريمة الامام الشيرازى الراحل (حرم العلامة الحجة السيد كاظم الفالي) لها طفل رضيع (قد فرق بينها و بين رضيعها)!! لها مؤلفات طبعت بعضها. 

3) حرم السيد محمد جواد الشيرازى نجل آية الله السيد مرتضى الشيرازى. 

4) حرم السيد مصطفى الشيرازى امام الحرم الحسينى الشريف نجل آية الله السيد السيد مرتضى الشيرازى، خطيبة و لها دورات تثقيفية في كربلاء المقدسة. 

5) كريمة السيد مرتضى الشيرازى (حرم السيد مهدى الفالي)  

6) حرم السيد محمد علي الشيرازى امام الحرم الحسينى الشريف و الوكيل العام للمرجع الشيرازى في كربلاء المقدسة، خطيبة و لها دورات تثقيفية في كربلاء المقدسة. 

7) حرم السيد محمد حسين الشيرازى آخر ابناء المرجع الراحل الشيرازى. 

8) حرم السيد مهدى الشيرازى الامام السابق للحرم الحسينى الشريف و هي من قريبات السيد جواد الشهرستانى الوكيل العام للمرجع السيستانى، خطيبة و لها مؤلفات، (لها طفلة رضيعة عمرها سنة، فرق بينها و بين طفلتها الرضيعة )!!  

9) كريمة السيد مهدى الشيرازى وهي طفلة عمرها 10 سنوات !!  

10) كريمة آية الله السيد مرتضى الشيرازى و عمرها 12 سنة !! و قد ألفت كتابا قبل اربع سنوات و هي في سن 8 وطبع في أيران. 

* شاهد بعض المؤمنين أثناء الصدامات في الحرم الشريف مسؤول الاطلاعات (المخابرات الإيرانية) وهو يصرخ في وجه سماحة آية الله السيد حسين الشيرازي ويقول له: لقد تحملناكم أربع سنوات والآن سننتهي منكم!!! والله إن باستطاعتي أن أعدمك هنا في الصحن والآن!!!!  

* بدأت تحركات مريبة من رجال غير معروفين يحومون حول بيت الإمام السيد صادق الشيرازي (وهم من رجال المخابرات) وهم يراقبون مداخل ومخارج الزقاق الذي يتواجد فيه بيت المرجعية  

* بدأ المؤمنون والمحبون للأسرة العلمية الشيرازية الكريمة بالتحرك داخل وخارج إيران وعلى أعلى المستويات للإفراج عن المعتقلين وكشف هذه الجريمة النكراء وقد تمت مخاطبة المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام من قنوات وصحف عالمية. 


دولة الآيات - بين قبرالخميني والشيرازي

قبرالشيرازي



ضريح الخميني