Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

الظهور

الظهور

     من عقائد الشيعة والتي تعني ظهور أئمتهم بعد موتهم للناس، وظهور الأنبياء عليهم السلام وغيرهم لهم. وقد جعلوا في مصنفاتهم أبواباً خاصة في بيان هذه المسألة. منها : باب انهم يظهرون بعد موتهم ويظهر منهم الغرائب ويأتيهم أرواح الأنبياء عليهم السلام وتظهر لهم الأموات من أوليائهم وأعدائهم[1].
     ومن الروايات في هذا الباب:
     ما جاء عن الوشاء عن الرضا عليه السلام قال : قال لي ابتداء : إن أبي كان عندي البارحة ، قلت : أبوك ؟ قال : أبي ، قلت : أبوك ؟ قال : أبي ، قلت أبوك ، قال : في المنام إن جعفرا عليه السلام كان يجئ إلى أبي فيقول : يا بني افعل ، كذا يا بني افعل كذا يا بني افعل كذا ، قال : فدخلت عليه بعد ذلك فقال لي : يا حسن إن منامنا ويقظتنا واحدة[2].
     وعن إبراهيم بن أبي البلاد قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : حدثني عبد الكريم بن حسان عن عبيدة بن عبد الله بن بشر الخثعمي عن أبيك أنه قال : كنت ردف أبي وهو يريد العريض قال : فلقيه شيخ أبيض الرأس واللحية يمشى ، قال : فنزل إليه فقبل بين عينيه ، فقال إبراهيم : ولا أعلمه إلا أنه قبل يده ، ثم جعل يقول له : جعلت فداك ، والشيخ يوصيه ، فكان في آخر ما قال له : انظر الأربع ركعات فلا تدعها ، قال : وقام أبي حتى توارى الشيخ ثم ركب ، فقلت : يا أبه من هذا الذي صنعت به ما لم أرك صنعته بأحد ؟ قال : هذا أبي يا بني[3].
     وعن سماعة قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أحدث نفسي ، فرآني فقال : مالك تحدث نفسك ؟ تشتهي أن ترى أبا جعفر ؟ قلت : نعم ، قال : قم فادخل البيت ، فدخلت فإذا هو أبو جعفر عليه السلام . وقال : أتي قوم من الشيعة الحسن بن علي عليهما السلام بعد قتل أمير المؤمنين عليه السلام فسألوه فقال : تعرفون أمير المؤمنين إذا رأيتموه ؟ قالوا : نعم ، قال : فارفعوا الستر فعرفوه فإذا هم بأمير المؤمنين عليه السلام لا ينكرونه ، وقال أمير المؤمنين : يموت من مات منا وليس بميت ، ويبقى من بقي منا حجة عليكم[4].
     وعن سماعة قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام فأطلت الجلوس عنده فقال : أتحب أن ترى أبا عبد الله عليه السلام ؟ فقال : وددت والله ، فقال : قم وادخل ذلك البيت ، فدخلت البيت فإذا أبو عبد الله عليه السلام قاعد[5].
     وعن أبي سعيد المكاري عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن أمير المؤمنين عليه السلام أتى أبا بكر فقال له : أما أمرك رسول الله صلى الله عليه وآله أن تطيعني ؟ فقال : لا ، ولو أمرني لفعلت ، قال : فانطلق بنا إلى مسجد قبا فإذا رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي . فلما انصرف قال علي عليه السلام : يا رسول الله إني قلت لأبي بكر : أمرك الله ورسوله أن تطيعني ، فقال : لا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : قد أمرتك فأطعه ، قال : فخرج فلقي عمر وهو ذعر فقال له : مالك ؟ فقال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله كذا وكذا فقال : تبا لامة ولوك أمرهم أما تعرف سحر بني هاشم؟![6].
     وعن عطية الابزاري قال : طاف رسول الله صلى الله عليه وآله بالكعبة فإذا آدم عليه السلام بحذاء الركن اليماني فسلم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله ثم انتهى إلى الحجر فإذا نوح عليه السلام بحذاء رجل طويل فسلم عليه رسول الله صلى الله عليه وآله[7].
     وعن عبيد بن عبد الرحمان الخثعمي عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : خرجت مع أبي إلى بعض أمواله ، فلما برزنا إلى الصحراء استقبله شيخ أبيض الرأس واللحية فسلم عليه فنزل إليه أبي جعلت أسمعه يقول له : جعلت فداك ، ثم جلسا فتساءلا طويلا ، ثم قام الشيخ وانصرف وودع أبي وقام ينظر في قفاه حتى توارى عنه ، فقلت لأبي : من هذا الشيخ الذي سمعتك تقول له ما لم تقله لاحد ؟ قال : هذا أبي[8].
     وعن عباية الأسدي قال : دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام وعنده رجل رث الهيئة وأمير المؤمنين عليه السلام مقبل عليه يكلمه ، فلما قام الرجل قلت : يا أمير المؤمنين من هذا الذي أشغلك عنا ؟ قال : هذا وصي موسى عليه السلام[9].
     وعن الحسن بن علي قال : دخلت أنا ورجل من أصحابي على علي بن عيسى بن عبد الله أبي طاهر العلوي قال أبو الصخر : فأظنه من ولد عمر بن علي ، قال : وكان أبو طاهر في دار الصيديين نازلا . قال : فدخلنا عليه عند العصر وبين يديه ركوة من ماء وهو يتمسح ، فسلمت عليه فرد علينا السلام ثم ابتدأنا فقال : معكم أحد ؟ فقلنا : لا ، ثم التفت يمينا وشمالا هل يرى أحدا ، ثم قال : أخبرني أبي عن جدي أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي بمنى وهو يرمي الجمرات وإن أبا جعفر رمى الجمرات ، قال : فاستتمها ، ثم بقي في يده بعد خمس حصيات فرمى اثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية . فقال له جدي : جعلت فداك لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعه أحد قط ، رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمسة بعد ذلك : ثلاثة في ناحية واثنتين في ناحية ، قال : نعم إنه إذا كان كل موسم أخرجا الفاسقين الغاصبين ، ثم يفرق بينهما ههنا لا يراهما إلا إمام عدل ، فرميت الأول اثنتين والاخر ثلاثة ، لان الاخر أخبث من الأول[10].
     أقول : المقصود بـ "الفاسقين الغاصبين" حسب إعتقاد الشيعة هما الصديق والفاروق رضي الله عنهما.
     وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وهو خارج من الكوفة فتبعته من ورائه حتى صار إلى جبانة اليهود ووقف في وسطها ونادى : يا يهود ، فأجابوه من جوف القبور : لبيك لبيك مطاع ، يعنون بذلك يا سيدنا ، فقال : كيف ترون العذاب ؟ فقالوا : بعصياننا لك كهارون ، فنحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة ، ثم صاح صيحة كادت السماوات ينقلبن ، فوقعت مغشيا على وجهي من هول ما رأيت . فلما أفقت رأيت أمير المؤمنين على سرير من ياقوتة حمراء على رأسه إكليل من الجوهر وعليه حلل خضر وصفر ووجهه كدارة القمر فقلت : يا سيدي هذا ملك عظيم قال : نعم يا جابر إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود وسلطاننا أعظم من سلطانه ثم رجع ودخلنا الكوفة ودخلت خلفه إلى المسجد فجعل يخطو خطوات وهو يقول : لا والله لا فعلت ، لا والله لا كان ذلك أبدا . فقلت : يا مولاي لمن تكلم ولمن تخاطب وليس أرى أحدا ؟ فقال : يا جابر كشف لي عن برهوت فرأيت شيبويه وحبتر وهما يعذبان في جوف تابوت في برهوت فنادياني : يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ردنا إلى الدنيا نقر بفضلك ونقر بالولاية لك ، فقلت : لا والله لا فعلت ، لا والله لا كان ذلك أبدا ، ثم قرأ هذه الآية : ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون) يا جابر وما من أحد خالف وصي نبي إلا حشر أعمى يتكبكب في عرصات القيامة[11]


[1] بحارالأنوار، للمجلسي، 27/302

[2] قرب الاسناد - الحميري القمي 348 ، مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 6 /453 ، 7 /99 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 27 /302 ، 49 /63 ، 87 ، 58 /239 ، مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 10 /200 ، مسند الإمام الرضا ( ع ) - الشيخ عزيز الله عطاردي - ج 1 /158 ، كشف الغمة في معرفة الأئمة - علي بن أبي الفتح الإربلي - ج 3 /95

[3] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 295 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 6 /248 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 27 /303 ، مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 10 /353 ، مسند الإمام الرضا ( ع ) - الشيخ عزيز الله عطاردي - ج 1 /156

[4] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 295 ، الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج 2 /818 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 27 /303 ، موسوعة كلمات الإمام الحسن ( ع ) - لجنة الحديث في معهد باقر العلوم ( ع ) 245

[5] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 296 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 6 /248 ، 27 /304

[6] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 296 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 22 /551 ، 27 /304 ، 29 /66 ، البرهان في تفسير القرآن - السيد هاشم البحراني - ج 3 /635

[7] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 298 ، المحتضر - حسن بن سليمان الحلي 35 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 27 /304

[8] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 302 ، المحتضر - حسن بن سليمان الحلي 35 ، مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 5 /382 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 6 /231 ، 27 /304 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 12 /61

[9] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 302 ، مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 2 /83 ، مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 1 /234 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 6 /231 ، 27 /305 ، 39 /134 ، الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة - الحر العاملي 175

[10] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 306 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 27 /305 ، 30 /192

[11] مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 2 /97 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 27 /306 ، البرهان في تفسير القرآن - السيد هاشم البحراني - ج 2 /412 ، تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب - الشيخ محمد بن محمد رضا القمي المشهدي - ج 4 /313 ، تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة - السيد شرف الدين علي الحسيني الأستر آبادي - ج 1 /163 ، إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج 2 /272