Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

الكافي للكليني

الكافي للكليني
في الميزان

ترجمة المؤلف
 
     أبو جعفر، محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي، الملقب عند الشيعة بثقة الإسلام. والكليني نسبة إلى قرية كُلَين وهي قرية من قرى الري تقع على بعد ثمانية وثلاثين (كيلومترا) جنوبي غرب بلدة الري الحالية شرقي طريق مدينة قم، بينها وبين الطريق خمسة (كيلومترات).
 
     لم يؤرخ احد من العلماء ولادته، ولكن يمكن القول بأنه ولد في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري.
 
من أساتذته

  1. علي بن إبراهيم القمي، وهو من أهم مشايخه، فقد اخرج عنه ما يزيد على ربع أحاديث الكافي.

  1. أحمد بن إدريس الأشعري.

  2. أبوه، يعقوب بن إسحاق.

  3. محمّد بن يحيى العطّار.

  4. عبد الله بن جعفر الحميري.

  5. محمّد بن الحسن الصفّار.

 
من تلامذته

  1.  محمّد بن إبراهيم النعماني، المعروف بابن أبي زينب.

  2. أحمد بن محمّد، المعروف بأبي غالب الزراري.

  3. هارون بن موسى التلعكبري.

  4. محمّد بن أحمد الصفواني.

  5. جعفر بن قولويه القمّي.

  6. أحمد بن علي الكوفي.

 
من أقوال علماء الشيعة فيه

  • النجاشي (ت : 450 هـ) : شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان أوثق الناس في الحديث، وأثبتهم، صنف الكتاب الكبير المعروف بالكليني يسمى الكافي في عشرين سنة[1].

  • الطوسي (ت : 460 هـ) : جليل القدر، عالم بالأخبار، وله مصنفات، يشتمل عليها الكتاب المعروف بالكافي[2]. وقال : ثقة، عارف بالأخبار، له كتب، منها كتاب الكافي، يشتمل على ثلاثين كتاباً[3].

  • ابن طاووس الحلي (ت : 664 هـ) : الشيخ المتفق على عدالته وفضله وأمانته[4].

  • حسين الحارثي، والد الشيخ البهائي (ت : 984 هـ) : شيخ عصره، ووجه العلماء، كان أوثق الناس في الحديث، وانقدهم له، واعرفهم به، صنف الكافي وهذبه وبوبه في عشرين سنة[5].

  • المجلسي (ت : 1111 هـ) : الشيخ الصدوق ثقة الإسلام مقبول طوائف الأنام وممدوح الخاص والعام[6].

  • عبدالله الأصفهاني، المعروف بالأفندي (ت : 1130 هـ) : ثقة الإسلام، هو في الأغلب يراد منه أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني، الرازي، صاحب الكافي وغيره، الشيخ الأقدم المسلّم بين العامة والخاص والمفتي لكلا الفريقين[7].

  • محمد مهدي بحر العلوم (ت : 1212 هـ) : ثقة الإسلام، وشيخ مشايخ الأعلام، ومروج المذهب في غيبة الإمام، ذكره أصحابنا والمخالفون، واتفقوا على فضله وعظم منزلته[8].

  • الكنتوري (ت : 1286 هـ) : ثقة الإسلام، قدوة الأنام، رئيس المحدثين الكرام، المجدد لمنهاج أئمة الهدى في رأس المائة الثالثة، الشيخ الأقدم[9].

  • الخوانساري (ت : 1313 هـ) : هو في الحقيقة أمين الإسلام، وفي الطريقة دليل الأعلام، وفي الشريعة جليل قدام، ليس في وثاقته لأحد كلام، ولا في مكانته عند أئمة الأنام[10].

  • عباس القمي (ت : 1359 هـ) : الشيخ الأجل قدوة الأنام، وملاذ المحدثين العظام، ومروج المذهب في غيبة الإمام عليه السلام، أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي الملقب ثقة الإسلام. ألف الكافي الذي هو أجل الكتب الإسلامية وأعظم المصنفات الإمامية والذي لم يعمل للإمامية مثله[11].

 
من أقوال علماء أهل السنه فيه

  • ابن ماكولا (475 هـ) : أبو جعفر محمد ابن يعقوب الكليني الرازي من فقهاء الشيعة والمصنفين في مذهبهم، روى عنه أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الصيمري وغيره وكان ينزل بباب الكوفة في درب السلسلة في بغداد وتوفي بها في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة ودفن بباب الكوفة في مقبرتها. قال الحاشر ورأيت أنا قبره بالقرب من صراة الطائي عليه لوح مكتوب فيه هذا قبر محمد بن يعقوب الرازي الكليني الفقيه[12].

  • ابن عساكر (ت : 571 هـ) : من شيوخ الرافضة قدم دمشق وحدث ببعلبك عن أبي الحسين محمد بن علي الجعفري السمرقندي[13].

  • مجد الدين ابن الأثير (ت : 606 هـ) : محمدُ بنُ يعقوب الرَّازي : هو أبو جعفر محمد بن يعقوب الرَّازي الفقيهُ،والإمام على مذهب أهلِ البيت، عالم في مذهبهم كبير،وفاضل عندهم، مشهور. له ذِكْر في من كان على رأس المئة الثالثة[14].

  • ابن الأثير (ت : 630 هـ) : وفيها (أي سنة 328 هـ) توفي محمد بن يعقوب وقيل محمد بن علي أبو جعفر الكليني وهو من أئمة الإمامية وعلمائهم[15].

  • الذهبي (ت : 748 هـ) : محمد بن يعقوب. أبو جعفر الكليني الرازي. شيخ فاضل شهير، من رؤوس الشيعة وفقهائهم المصنفين في مذاهبهم الرذلة[16]. وقال : الكليني شيخ الشيعة وعالم الإمامية صاحب التصانيف، أبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي الكليني[17].

  • الصفدي (ت : 764 هـ) : وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين على مذهبهم[18].

  • ابن حجر العسقلاني (ت : 852 هـ) : وكان من فقهاء الشيعة والمصنفين على مذهبهم[19].

  • الزبيدي (ت : 1205 هـ) : من فقهاء الشيعة ورؤوس فضلائهم في أيام المقتدر[20].

 
مؤلفاته

  1. ما قيل في الشعر في الأئمّة. مفقود.

  2. الكافي. وهو أهم كتبه، بل وأعظم كتب الإمامية الإثني عشرية.

  3. الردّ على القرامطة. مفقود.

  4. خصائص الغدير، أو خصائص يوم الغدير. مفقود.

  5. رسائل الأئمّة. نقل منه صدر الدين الشيرازي (ت : 1050هـ)، في شرح أصول الكافي (2 / 612، 615) خطبة علي رضي الله عنه، مصرحا بأخذه من هذا الكتاب. وهو مفقود اليوم.

  6. كتاب الدعاء. مفقود.

  7. تعبير الرؤيا. مفقود.

  1. الرجال. مفقود.

 
وفاته
     توفّي الكليني في شعبان 328 هـ، وقيل 329 هـ، ودفن بالعاصمة بغداد.
 
     بقيت مسألتان وهما ذكر ابن الأثير للكليني من مجددي القرن الثالث الهجري، وذكر الذهبي له في سير أعلام النبلاء.
     أما فيما يتعلق بالمسألة الأولى، فقد ذكر ابن الأثير بعد أن أورد حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كلِّ مائةٍ سنةٍ من يُجَدِّد لها دينَها.
     قال تحت [شرْح الغريب] : (من يجدِّدُ لها دينَها) قد تكلَّم العلماءُ في تأويل هذا الحديث، كُلُّ واحد في زمانه، وأشاروا إلى القائم الذي يجدِّد للناس دينَهم على رأس كلِّ مائةِ سنةٍ، وكأنَّ كل قائل قد مال إلى مذهبه وحمل تأويل الحديث عليه.. إلى أن قال : ونحن نذكر الآن المذاهب المشهورة في الإسلام التي عليها مدار المسلمين في أقطار الأرض، وهي مذهب الشافعي، وأبي حنيفة، ومالك، وأحمد، ومذهب الإمامية... إلى أن قال : وأما من كان على رأس المائة الثالثة، فمن أُولي الأمر : المقتدر بأمر الله، ومن الفقهاء : أبو العباس بن سريج من أصحاب الشافعي، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي من أصحاب أبي حنيفة،...(كذا في الأصل بياض) من أصحاب مالك، وأبو بكر بن هارون الخلال من أصحاب أحمد، وأبو جعفر محمد بن يعقوب الرازي من الإمامية[21].
     فكيف يعد ابن الأثير الكليني أحد المجددين على رأس المائة الثالثة، فهل خفى عليه أمر هذا الرجل؟ حتى كان ذلك سبباً لإنكار البعض عليه قوله هذا، كما قال شمس الحق العظيم آبادي : فالعجب كل العجب من صاحب جامع الأصول أنه عد أبا جعفر الإمامي الشيعي والمرتضى أخا الرضا الإمامي الشيعي من المجددين.[22]
     أقول : هذا الأمر يحتاج لمزيد من الدراسة، والأظهر والله أعلم كما مال إليه البعض أن ذلك من إضافات الغير في كتاب جامع الأصول. وقد رأينا كما مر بعد قوله من أصحاب أبي حنيفة  (بياض في أصل المخطوطة) وذكر ذلك محقق الكتاب في موضعين، ولعل بعض تلامذته ممن فيه نزعة تشيع أدخل إسم الكليني في هذا الموضع. خاصةً إذا علما أن ابن الأثير قد عجز عن الكتابة بسبب ما أصابه من مرض، وأعتمد في التصنيف على تلامذته وما يمليه عليهم.
     يقول ابن خلكان في ترجمته لابن الأثير : عرض له مرض كف يديه ورجليه فمنعه من الكتابة مطلقا وأقام في داره يغشاه الأكابر والعلماء وأنشأ رباطاً بقرية من قرى الموصل تسمى قصر حرب ووقف املاكه عليه وعلى داره التي كان يسكنها بالموصل وبلغني أنه صنف هذه الكتب كلها في مدة العطلة فإنه تفرغ لها وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الاختيار والكتابة [23].
 
     وأما المسألة الأخرى وهي ذكر الذهبي للكليني في كتابه وهو كما يظهر مخصص عن أعلام النبلاء. فالجواب بأن ذلك ليس على إطلاقة، فالذهبي رحمه الله يذكر عظيم كل قوم، كما ذكر الرِّيْوَنْدي، وهو ملحد، حيث قال : الريوندي الملحد، عدو الدين، أبو الحسن أحمد بن يحيى بن إسحاق الريوندي، صاحب التصانيف في الحط على الملة، وكان يلازم الرافضة والملاحدة، فإذا عوتب قال : إنما أريد أن أعرف أقوالهم[24].

الكلام في كتاب الكافي
     يعد الكافي أول كتاب روائي شامل لدى الشيعة، جمع فيه الكليني الأحاديث من أصولها الأولية ونظمها في موضوعات. وأبرز ما يمتاز به من وجهة نظر الشيعة :

  • أحد الكتب الأربعة للشيعة (الكافي والاستبصار والتهذيب ومن لا يحضره الفقيه)، وأكثرها اعتماداً من بعد القرآن الكريم.

  • مؤلفه عاش في عصر الغيبة الصغرى.

  • دقة المؤلف وتتبعه الواسع وحسن تبويبه واختياره للعناوين، جعل كتابه من المؤلفات الفريدة بين المجاميع الروائية للشيعة.

  • في الأعم الأغلب يذكر المصنف سلسلة سند الحديث في كل الأبواب والكتب إلا ما ندر.

  • هناك أكثر من خمسين شرحاً وترجمة وتعليقاً عليه.

  • يروي البعض أن المهدي قال عن الكتاب "كافٍ لشيعتنا". وسيأتي الكلام في هذا الموضوع.

 
     يتكون كتاب الكافي من ثلاث أقسام :

  1. أصول الكافي. يقع في أول جزئين من الكتاب.

  2. فروع الكافي. وهي الأجزاء من الثالث إلى السابع، وفيها الروايات التي تتحدث عن فروع حسب الفقه الشيعي

  3. روضة الكافي. وهو الجزء الثامن والأخير منه، وفيه مواضيع متعددة متفرقة ومختلفة. وفي نسبته للكليني كلام يأتي بيانه.

 
من شروح الكافي

  1. شرحه المولى نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي المتوفى سنة 673 ه‍ـ.

  2. شرحه الشيخ محمد علي بن محمد البلاغي النجفي، المتوفى سنة 1000 ه‍ـ.

  3. شرحه المولى محمد باقر الداماد الحسيني، المتوفى 1040 ه‍، طبع بطهران سنة 1311 ه‍، والشرح اسمه : "الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الامامية".

  4. شرحه بعض العلماء، وقد ابتدأ به سنة 1057 ه‍ وانتهى إلى شرح مقبولة عمر بن حنظلة في أواخر كتاب العقل والجهل.

  5. شرحه الأمير إسماعيل الخاتون آبادي، شيخ واستاد السيد نعمة الله الجزائري، وكان ولد الخاتون آبادي (المير محمد باقر المدرس) أستاذ الشاه سلطان حسين أحد ملوك الصفوية.

  6. شرحه المولى محمد أمين بن محمد شريف الأسترآبادي - الاخباري، المتوفى سنة 1036 ه‍ـ.

  7. شرحه السيد ميرزا محمد باقر بن محمد إبراهيم القمي الهمداني، المتوفى سنة 1218 ه‍ـ.

  8. شرحه المولى حسين السجاسي الزنجاني، المتوفى سنة 1320 ه‍، يبدو أنه استفاد كثيرا من شرح المولى صدرا، يقع الشرح في ثلاث مجلدات، تناول فيه : كتاب العقل والجهل، وكتاب التوحيد، وكتاب الحجة.

  9. شرحه المولى محمد حسين بن يحيى النوري، تلميذ المجلسي.

  10. شرحه الميرزا رفيع الدين محمد النائيني ابن السيد حيدر، المتكلم والفيلسوف، أستاذ المجلسي، المتوفى سنة 1082 ه‍ـ.

  11. شرحه الشيخ خليل بن الغازي القزويني، المتوفى سنة 1089 ه‍، أسماه : "الشافي".

  12. شرحه الأمير محمد معصوم بن الأمير القزويني، المتوفى 1091 ه‍ـ.

  13. شرحه الفيض الكاشاني، المتوفى 1091 ه‍،

  14. وأسماه"الوافي"، طبع لأول مرة سنة 1310 ه‍ـ.

  15. شرحه المولى محمد رفيع بن محمد مؤمن الجيلاني، واشتمل شرحه هذا بعض الفروع والروضة.

  16. شرحه المولى محمد صالح بن أحمد بن شمس الدين السروي المازندراني، المتوفى سنة 1086 ه‍، اشتمل شرحه أيضا بعض الفروع والروضة.

  17. شرحه الشيخ قاسم بن محمد بن جواد بن الوندي، المتوفى بعد سنة 1100 ه‍ـ. تحت عنوان جامع الأحاديث والأقوال.

  18. شرحه الشيخ علي بن محمد بن حسن بن زين الدين الشهيد العاملي، المتوفى سنة 1104 ه‍، أسماه : "الدر المنظوم من كلام المعصوم".

  19. شرحه المولى صدر الدين الشيرازي، المعروف بصدر المتألهين، المتوفى سنة 1050 ه‍، نهج في شرحه أسلوب الفلاسفة والمتكلمين، إذ اعتمد على المطالب العقلية وتعمق بها، وأشكل أو أبدى اعتراضات وتساؤلات كثيرة حول المفاهيم التي كانت مدار البحث من خلال الرواية المعينة وما ظهر فيها من قول المعصوم عليه السلام، وقد كان يعوزه في شرحه ذاك ربط الرواية الواحدة ببقية الروايات من نفس الباب.

  20. شرحه الشاه محمد الاصطهباناتي الشيرازي، ألفه للشاه سلطان حسين الموسوي الصفدي، والشرح أسماه : "كشف الكافي".

  21. شرحه العلامة محمد باقر بن محمد تقي المجلسي، المتوفى 1110 ه‍، عنونه ب‍ : "مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول"طبع أول مرة سنة 1321 ه‍ وبطهران في أربع مجلدات، وطبعة جديدة تقع في 28 مجلدا، وقدم له السيد العسكري في مجلدين.

  22. شرحه السيد محمد شبر بن حسين الحسيني الجنفوري، المولود في سنة 1308 ه‍، شرحه بلغة الأردو.

  23. شرحه الشيخ عباس بن المولى حاجي الطهراني، المتوفى سنة 1360 ه‍، والشرح ترجم إلى الفارسية.

  24. شرحه الشيخ عبد العزيز الشيرواني، في مجلدين.

  25. شرحه الشيخ محمد بن الشيخ عبد العلي آل عبد الجبار البحراني القطيفي، يقع في أربعة عشر مجلدا، والشرح اسمه : "هدى العقول في شرح أحاديث الأصول".

  26. شرحه القطيفي المتقدم، فسماه"هدى العقول"، وهو مختصر، ضم كتاب العلم فقط، ويبدو غير الشرح المتقدم.

  27. شرحه ابن محمد شفيع بالفارسية، ويبدو أنه من تلاميذ الميرزا رفيع، ذكره أغا بزرگ الطهراني.

  28. حثيث الفلجة في شرح حديث الفرجة"شرح للحديث الخامس من كتاب التوحيد باب حدوث العالم، للسيد بهاء الدين محمد بن محمد باقر الحسني المختاري، النائيني، السبزواري، من علماء القرن الثاني عشر الهجري.

  29. شرحه المولى محمد هادي بن المولى محمد صالح المازندراني، المتوفى في فتنة الأفغان، وهو شرح لخصوص فروعه، وقد ذكره المولى حيدر علي المجلسي في إجازته الكبيرة.

  30. شرحه الشيخ يعقوب بن إبراهيم بن جمال بن إبراهيم البختياري الحويزي، المتوفى سنة 1147 ه‍، وقد عمر كثيرا، وهو شرح من أول كتاب الزكاة إلى أواخر الأطعمة والأشربة.

  31. شرحه المولى خليل بن الغازي القزويني بالفارسية، أسماه"الصافي".

  32. شرحه المولى محمد زمان التبريزي.

  33. شرحه الشيخ علي العابدي الشاهرودي المعاصر، وهو شرح مختصر بمثابة المقدمة على شرح ملا صدرا لأصول الكافي.

  34. شرح"البضاعة المزجاة"شرح الروضة للمولى شيخ محمد حسين ابن قاريا غدي.

  35. شرح باسم : "توضيح الكافي"، فارسي للشيخ محمد قاسم بن محمد رضا الشريف، من أعلام القرن الثاني عشر.

  36. "جمع الشتات"لمحمد نصير بن ملا أحمد النراقي.

  37. "هدية النجدين وتفصيل الجندين"شرح للحديث الرابع عشر من كتاب العقل والجهل، للسيد حسن الصدر، المتوفى 1354 ه‍ـ.

  38. شرح الشيخ إبراهيم بن سلمان القطيفي.

  39. شرحه السيد محمد علي الموسوي طبع في ثلاث مجلدات على الحجر.

  40. شرح عبد الحسين المظفر طبع عدة مرات.

 

 
من تعليقات الكافي وحواشيه

  1. حاشية الشيخ زين الدين أبي الحسن علي بن الشيخ حسن، صاحب "المعالم".

  2. حاشية الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني، المعروف بالشيخ محمد السبط العاملي، المتوفى سنة 1030 ه‍ـ.

  3. حاشية محمد أمين بن محمد شريف الأسترآبادي، المتوفى سنة 1036 ه‍ـ.

  4. حاشية المير محمد باقر الداماد الحسيني، المتوفى 1040 ه‍ـ.

  5. حاشية الشيخ علي الصغير بن زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني.

  6. حاشية الشيخ علي الكبير بن زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني.

  7. حاشية الميرزا رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني، المتوفى سنة 1080 ه‍ـ.

  8. حاشية الشيخ قاسم بن محمد بن جوال الكاظمي، المعروف بابن الوندي، المتوفى بعد سنة 1100 ه‍ـ.

  9. حاشية إبراهيم بن الشيخ قاسم الكاظمي.

  10. حاشية المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي.

  11. حاشية السيد المير أبي طالب بن الميرزا بيك القندرسكي، من علماءأوائل القرن الثاني عشر.

  12. حاشية السيد نور الدين علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي، المتوفى سنة 1068 ه‍ـ.

  13. حاشية محمد حسين بن يحيى النوري، تلميذ المجلسي.

  14. حاشية أبي الحسن الشريف الفتوني العاملي، المتوفى 1138 ه‍ـ.

  15. حاشية بدر الدين أحمد الأنصاري العاملي، تلميذ الشيخ البهائي.

  16. حاشية الشيخ أحمد بن إسماعيل الجزائري، المتوفي سنة 1149 ه‍ـ.

  17. حاشية حيدر علي بن الميرزا محمد بن حسن الشيرواني.

  18. حاشية السيد شبر بن محمد بن ثنوان الحويزي النجفي.

  19. حاشية المولى بن رفيع الجيلاني، أسماها : "شواهد الاسلام".

  20. حاشية نظام الدين بن أحمد الدشتگي.

  21. حاشية محمد بن قاسم الكاظمي.

  22. حاشية المولى محمد باقر بن الغازي الذي كان حيا في سنة 1103 ه‍، وهذه الحاشية دونها المصنف على"الصافي شرح الكافي"للمولى خليل بن الغازي المتقدم ذكره.

  23. حاشية محمد نصير بن عبد الله المجلسي ابن أخ العلامة المجلسي.

  24. حاشية لمؤلف مجهول، نسخة مخطوطة توجد في مكتبة السيد المرعشي، الموجود منها : كتاب الايمان والكفر، تحت رقم 3237، كتبت سنة 1108 ه‍ـ.

  25. حاشية للمير السيد أحمد العلوي العاملي.

  26. حاشية الشيخ عبد الحسين المظفر، ناقصة.

  27. حاشية الشيخ علي أكبر غفاري، طبعت في فترات مع نسخة الكافي.

  28. حاشية اسمها : (كشاف حقائق الأحاديث)، المحشى مجهول.

 
ترجمة الكافي
ترجم الكافي - أصولا وفروعا - إلى الفارسية والانكليزية والأردو، منها :

  1. "تحفة الأولياء"لمحمد علي بن محمد حسن الأردكاني، المعروف بالنحوي، تلميذ السيد بحر العلوم.

  2. "الصافي شرح أصول الكافي"للشيخ خليل بن الغازي القزويني مطبوع سنة 1308 ه‍ في لكنهو، في مجلدين كبيرين.

  3. شرح فروع الكافي، للشيخ خليل بن الغازي القزويني.

  4. ترجمة مواعظ أصول الكافي، للشيخ محمد حسين الكرمنشاهي توفي قبل سنة 1280 ه‍ـ.

  5. ترجمة قسم من الجزء الأول من أصول الكافي : (كتاب العقل، فضل العلم التوحيد...) إلى اللغة الانكليزية.

  6. ترجمة أحاديثه مع شرحه للسيد محمد شبر بن حسين الجنفوري بلغة الأردو، وقد مر في قسم شرح الكافي.


 
اختصاره

  1. مختصر الكافي للشيخ الصدوق، محمد بن علي، مخطوط في مكتبة أمير المؤمنين في النجف. (وفيه نظر).

  2. مختصر الكافي لمحمد جعفر بن محمد صفي الناعسي الفارسي.

  3. مختصر الشيخ، وقد أسماه ب‍"الأوليات من الكافي".

  4. مختصر محمد باقر البهبودي، المطبوع أخيرا في بيروت، في ثلاث أجزاء، وقد أسماه ب‍"صحيح الكافي"، يقول عبد الرسول الغفار : نهج فيه طريقا غير مرضي، أسقط ما يقارب نصف أحاديث الكتاب، واختار الصحيح حسب مذاقه الخاص، ولا أحسبه يجيد هذا الفن أو يحسن اختياره، بل أن ذلك موكول إلى علماء الطائفة ومراجعها، لأنهم منزهون عن الأهواء والميول، والله العالم بالسرائر. وغير عنوان هذا المختصر في الطبعة الثانية فأسماه : "زبدة الكافي"، وهذا خير دليل على سوء فعلته السابقة. ولا أدري ما هو المبنى الذي يسير عليه، فلا هو يطابق مسلك القدماء، كما أنه نأى عن مذاق المتأخرين، ومن مثله يصدق عليه القول : "حاطب ليل".

  5. وفي تاريخ الأدب العربي لبروكلمان توجد إشارة إلى بعض مختصرات الكافي منها في الهند ومنها في المتحف البريطاني ومنها في دبلن.


 
تحقيقه
عنى بعض العلماء بتحقيق عدة جوانب من"الكافي"، كأسانيده، أو بعض ألفاظه، أو في صحة متونه. نذكر جملة منها :

  1. "الرواشح السماوية في شرح أحاديث الامامية"للمولى محمد باقر الداماد ت سنة 1040 ه‍ـ.

  2. "رموز التفاسير الواقعة في الكافي والروضة"للمولى خليل القزويني.

  3. "نظام الأقوال في معرفة الرجال"، رجال الكتب الأربعة، لنظام الدين محمد بن الحسين الفرشي الساوجي، تلميذ الشيخ بهاء الدين العاملي. كتاب نافع يذكر فيه أسماء الذين روى عنهم الكليني والصدوق والطوسي من الكتب الأربعة، أو ذكر واحدا من أصحابنا وقال عنه : إنه ثقة، أو عالم، أو فاضل، وما في معناها، أو قال : روى عنه أحد، أو روى عن أحد.

  4. "جامع الرواة"للمولى الحاج محمد الأردبيلي، تلميذ المجلسي.

  5. "رسالة الاخبار والاجتهاد"، في صحة أخبار الكافي، لمحمد باقر بن محمد أكمل البهبهاني.

  6. "معرفة أحوال العدة الذين يروي عنهم الكليني"للسيد محمد باقر الشفتي الأصفهاني، المتوفى سنة 1260 ه‍، طبع مع مجموعته الرجالية بطهران سنة 1314 ه‍ـ.

  7. "الفوائد الكاشفة عن سلسلة مقطوعة، وأسماء في بعض أسانيد الكافي مستورة"للسيد حسين الطباطبائي التبريزي.

  8. "ترجمة علي بن محمد المبدوء به أسانيد الكافي"للشيخ أبي المعالي ابن محمد إبراهيم بن محمد حسن الكافي الخراساني الأصفهاني، المتوفى سنة 1315 ه‍ـ.

  9. "البيان البديع في أن محمد بن إسماعيل المبدوء به في أسانيد الكافي إنما هو بزيع"للسيد حسن الصدر، المتوفى سنة 1354 ه‍ـ.

  10. "تجريد أسانيد الكافي"لفقيه الطائفة المغفور له الحاج السيد حسين الطباطبائي البروجردي، يقع في جزءين، طبع أخيرا في سنة 1409 ه‍ عنى بإخراجه الميرزا مهدي الصادقي.

  11. تحقيق علي أكبر الغفاري المطبوع بهامش طبعة دار الكتب الاسلامية، وهو تحقيق جميل تناول فيه المحقق بعض ألفاظ المتون، وعرف بالمطالب والفرق ورجال الأسانيد، مستفيدا من الشروح المدونة على الكافي، كمرآة العقول، والوافي،

وغيرهما، فلا يستغني عنه طالب العلوم الدينية في مراحله الأولى.

 
فهارس الكافي

  1. فهرس الكافي إلى آخر الروضة، للمولى محمد جعفر بن صفي الناعسي، أو عبد الباعبي الفارسي. قال أغا بزرك : وأظن المؤلف الحاج مولى محمد جعفر الإبادة، أي الأصفهاني، الفارسي الأصل، المتوفى سنة 1280 ه‍ يوجد في خزانة شيخ الشريعة الأصفهاني، ونسخة أخرى عند السيد جلال المحدث بطهران، كتابته 14 رجب في 1266 ه‍، يقرب من 5600 بيتا، وعليه حواشي.

  2. فهرس الكافي وأبوابه وأحاديثه والجرح والتعديل لرواته للسيد الصدر علاء الملك ابن السيد عبد القادر بن شكر الله بن عبد القادر بن منصور ابن مغفور بن محمد الحسيني المرعشي. يذكر في كل باب عدد أحاديثه، ويعين الصحيح منها والحسن والموثق والقوي والضعيف، ويبين أحوال رجال سنده من الجرح والتعديل. ذكر فيه أنه كتبه في ظرف ستين يوما بالتماس أحب الاخوان وأوثق الأفاضل والثقات الأماجد، وفرغ منه صباح الجمعة سابع عشر جمادي الثانية في سنة 985 ه‍ وفرغ الكاتب وهو المولى محمد علي بعد يوم من فراغ المؤلف، وأكثر الثناء عليه. توجد نسخة منه عند الشيخ صالح الجزائري في النجف الذريعة : 16 /386.

  3. فهرس الكافي وأبوابه وأحاديث كل باب منه، للسيد محمد علي ابن عبد الله الحسيني ذكره في كشف الحجب : الذريعة : 16 /387.

  4. فهرس أبواب فروع الكافي، للمولى الحاج محمد طالب ابن الحاج حيدر الأصفهاني (كان حيا في سنة 1042 ه‍ـ. توجد نسخة منه في مكتبة خزانة آل بحر العلوم في النجف.

  5. فهرس أبواب الكتب الأربعة : الكافي، والفقيه، والتهذيبين. للسيد أبي القاسم أحمد بن محمد الحسني القهبائي. الذريعة : 16 /375.

  6. مفتاح الكتب الأربعة، لمحمد الموسوي، طبع في النجف الأشرف في سنة 1386 ه‍ـ.

  7. فهرس للشيخ محمد مظفري تحت عنوان (راهنماى كتب أربعة) طبع في قم سنة 1405 ه‍ـ.

  8. المعجم المفهرس لألفاظ الأصول في الكافي، اعداد علي رضا برازش طبع سنة 1408 في مطبعة سبهر، طهران.

  9. فهرس أحاديث أصول الكافي، إعداد مجمع البحوث الاسلامية طبع في استانة رضوي، مشهد، سنة 1409 ه‍ـ.

  10. فهرس أحاديث الفروع من الكافي، اعداد مجمع البحوث الاسلامية، طبع في استانة رضوي، مشهد، سنة 1410 ه‍ـ.

  11. فهرس أحاديث الروضة من الكافي، اعداد مجمع البحوث الاسلامية، طبع في استانة رضوي، مشهد سنة 1408.

  12. المعجم المفهرس لأحاديث الكتب الأربعة، اعداد مجموعة، طبع سنة 1370 ه‍ ش طهران.

  13. فهرس أصول الكافي، اعداد الياس كلانتري، طبع في طهران.

  14. فهرس أحاديث الكتب الأربعة - تغذية كامپيوترية - مركز تحقيقات السيد جعفر مرتضى.

  15. فهرس أحاديث الكتب الأربعة، مركز خدمات كامپيوترية قم.


 
نسخ الكافي الخطية
نسخه الخطية في المكتبة الرضوية : أما المكتبة الرضوية المركزية ففيها من نسخ الكافي أكثر من 150 نسخة، وقد رقم أكثرها، ونحن نذكرها حسب التسلسل الزمني لكتابتها، مع ذكر نوع الخط، واسم الناسخ، ورقم المخطوط في الخزانة :

  1. مخطوط بخط نسخ، علي أمينا، سنة 675 ه‍، تحت رقم 13800.

  2. نسخ، حسين استرآبادي، سنة 891 الحلة، تحت رقم 11294.

  3. نسخ، شاه محمد قايني، سنة 953 ه‍، تحت رقم 1781.

  4. نسخ، محمد نصر الله، كتبه سنة 957 ه‍، تحت رقم 1789.

  5. نسخ، محمد، كتبه سنة 961 ه‍، تحت رقم 1765.

  6. نسخ، أحمد، كتبه سنة 976 ه‍، تحت رقم 2107.

  7. نسخ، ضياء الدين القزويني، سنة 980 ه‍، تحت رقم 1766، 1779.

  8. مجهول الناسخ، كتبه سنة 1008 ه‍، تحت رقم 6171.

  9. نسخ، محمد زمان حسيني، سنة 1009 ه‍، تحت رقم 1784.

  10. مجهول الناسخ، كتب في مكة المعظمة، سنة 1016 ه‍، تحت رقم 10116.

  11. نسخ، محمد حسين، سنة 1034 ه‍، تحت رقم 1783.

  12. نسخ، صالح، كتبه سنة 1035 ه‍، تحت رقم 14074.

  13. نسخ، نظر علي، كتبه سنة 1036 ه‍ مشهد، تحت رقم 14041.

  14. نسخ، خان محمد قزويني، كتبه سنة 1038 ه‍، تحت رقم 12886.

  15. نسخ، سراج الدين دزماري، كتبه سنة 1041 ه‍، تحت رقم 11270.

  16. مجهول الناسخ، كتبت سنة 1045 ه‍، تحت رقم 11153.

  17. نسخ، أبو المفاخر رضوي، كتبه سنة 1052 ه‍، تحت رقم 6593.

  18. مجهول الناسخ، كتبت سنة 1053 ه‍، تحت رقم 7853.

  19. نسخ، حسين الشيرازي، كتبه 1056 ه‍، تحت رقم 1813.

  20. نسخ، أحمد شريف أنصاري، كتبه سنة 1059 ه‍، تحت رقم 1770.

  21. نسخ، درويش علي زشكي، كتبه سنة 1060 ه‍، تحت رقم 1792.

  22. مجهول الناسخ، كتبت سنة 1062 ه‍، تحت رقم 1777.

  23. نسخ، حسين الهمداني، كتبه سنة 1062 ه‍، تحت رقم 2119.

  24. نسخ، حبيب الله، كتبه سنة 1062 ه‍، تحت رقم 9323.

  25. نسخ، محمد رضا، كتبه سنة 1065 ه‍، تحت رقم 1791.

  26. نسخ، برجعلي كتبه سنة 1067 ه‍، تحت رقم 2105.

  27. نسخ، عبد الله جنيدي، كتبه سنة 1067 ه‍، تحت رقم 1787.

  28. مجهول الناسخ، كتبت سنة 1069 ه‍، تحت رقم 2120.

  29. مجهول الناسخ، كتبت سنة 1070 ه‍، تحت رقم 13830.

  30. نسخ، رضا فندرسكي، كتبه سنة 1071 ه‍، تحت رقم 14166.

  31. نسخ، مهدي التوني، كتبه سنة 1071 ه‍، تحت رقم 14072.

  32. نسخ، مختلف محمد شريف، كتبه سنة 1072 ه‍، تحت رقم 9905.

  33. نسخ، محمد علي نيشابوري، كتبه سنة 1072 ه‍، تحت رقم 1764.

  34. نسخ، حسن كاظمي، كتبه سنة 1072 ه‍، تحت رقم 12888.

  35. مجهول الناسخ، كتبت سنة 1072 ه‍، تحت رقم 10092.

  36. نسخ، محمد قايني، كتبه سنة 1073 ه‍، مشهد تحت رقم 13052.

  37. نسخ، عبد الكريم حسيني، كتبه سنة 1074 ه‍، تحت رقم 1799.

  38. نسخ ونستعليق، محمد ناصر، كتبه في إصفهان سنة 1074 ه‍، تحت رقم 6618.

  39. نسخ، إبراهيم كشميري، كتبه سنة 1075 ه‍، تحت رقم 1775.

  40. نسخ، محمد كريم، كتبه في تبريز سنة 1075 ه‍، تحت رقم 7854.

  41. نسخ، علي أكبر، كتبه سنة 1077 ه‍، تحت رقم 7856.

  42. نسخ، محمد علي طبسي، كتبه سنة 1078 ه‍، تحت رقم 1769.

  43. نسخ ونستعليق، عبد الرشيد شوشتري، كتبه سنة 1078 ه‍، تحت رقم 13437.

  44. نسخ، حسين سبزواري، كتبه سنة 1080 ه‍، تحت رقم 2114.

  45. مجهولة الناسخ، كتبت سنة 1081 ه‍، تحت رقم 2112.

  46. نسخ، محمد صادق گلپايگاني، كتبه سنة 1081 ه‍، تحت رقم 11255.

  47. نسخ، محمد نجيب، كتبه سنة 1082 ه‍، تحت رقم 1767.

  48. نسخ، غياث الدين، كتبه سنة 1083 ه‍، تحت رقم 1785.

  49. مجهولة الناسخ، كتبت سنة 1083 و 1092 ه‍، تحت رقم 12880.

  50. نسخ، محمد شفيع نويسركاني، كتبه في إصفهان سنة 1084 ه‍، تحت رقم 8524.

  51. نسخ، محمد علي يزدي، كتبه في أردكان سنة 1084 ه‍، تحت رقم 11664.

  52. نسخ، عبد الله، كتبه سنة 1088 ه‍، تحت رقم 9017.

  53. نسخ، محمد صادق استرآبادي، كتبه سنة 1090 ه‍، تحت رقم 1794.

  54. نسخ، محمد رفيع گلپايگاني، كتبه سنة 1091 ه‍، تحت رقم 9981.

  55. نسخ، عبد العزيز، كتبه سنة 1092 ه‍، تحت رقم 12947.

  56. مجهول الناسخ كتبت سنة 1094 ه‍، تحت رقم 2116.

  57. مجهول الناسخ، كتبت سنة 1095 ه‍، تحت رقم 1793.

  58. نسخ، يحيى مهدوي، كتبه سنة 1095 ه‍، تحت رقم 2121.

  59. نسخ، محمد أمين، كتبه سنة 1096 ه‍، تحت رقم 6823.

  60. مجهول الناسخ، كتبت قبل سنة 1097 ه‍، تحت رقم 2108.

  61. نسخ، محمد علي يوسف، كتبه سنة 1097 ه‍، تحت رقم 2108.

  62. نسخ، علي خان، كتبه سنة 1104 ه‍، تحت رقم 13799.

  63. نسخ، محمد أمين، كتبه سنة 1100 ه‍، تحت رقم 1790.

  64. نسخ، حسين، كتبه سنة 1105 ه‍، تحت رقم 1768.

  65. مجهول الناسخ، كتبت سنة 1123 ه‍، تحت رقم 13829.

  66. نسخ، حسن موسوي، كتبه في مشهد سنة 1124 ه‍، تحت رقم 1773.

  67. نسخ، قاسم سبزواري، كتبه سنة 1125 ه‍، تحت رقم 13449.

  68. نسخ، محمد إبراهيم، كتبه سنة 1129 ه‍، تحت رقم 6594.

  69. نسخ، محمود، كتبه سنة 1133 ه‍، تحت رقم 11252.

  70. نسخ، محمد خوانساري، كتبه سنة 1280 ه‍، تحت رقم 12914.

  71. نسخ، سعد الحويزي بدون تاريخ، تحت رقم 1771.

  72. نسخ، محمد طاهر استرآبادي، بدون تاريخ، تحت رقم 11213.

  73. نسخ، إبراهيم كشميري، بدون تاريخ، تحت رقم 1762.

  74. 100 وهناك 27 نسخة ناقصة الأول، تحت الأرقام : 1761، 1763، 1774، 1776، 1778، 1780، 1782، 1786، 1795، 1796، 1797، 1798، 1800، 2106، 2109، 2110، 2111، 2115، 2117، 6824، 7855، 7857، 7770، 9980، 10087، 13431، 13659.

  75. 101 - 113 وهناك نسخ ناقصة الطرفين تحت الأرقام : 2118، 10653، 11146، 11217، 11383، 13824، 13825، 13827، 13828، 14071، 14075، 14453، 14862.

  76. 114 - 122 وهناك تسع نسخ ناقصة الآخر وهي تحت الأرقام : 11484، 11554، 11654، 12996، 13005، 13010، 13101، 14047، 14919. وجميع النسخ الناقصة الأول والآخر والطرفين بدون تاريخ.

  77. 123 - 125 وهناك عدة نسخ مجهولة الناسخ والتاريخ، تحت الأرقام : 1788، 13801، 13826

 
النسخ الخطية في مكتبة السيد المرعشي :
بعض النسخ الخطية الموجودة في مكتبة السيد المرعشي النجفي في قم، كما في فهرست مخطوطاتها المطبوع، تصنيف فضيلة العلامة المحقق السيد أحمد الحسيني.

  1.  توجد نسخة مخطوطة من أول الطلاق إلى آخر الروضة، كتبت في سنة 953 ه‍، وقابله الشهيد الثاني، توجد هذه النسخة في مكتبة السيد المرعشي النجفي في قم، تحت رقم 268.

  2. نسخة بخط المولى فتح الله الكاشاني، مؤلف"منهج الصادقين"، سنة كتابتها في 972 ه‍، والنسخة في مكتبة السيد المرعشي - قم، تحت رقم 372.

  3. نسخة كتابتها في القرن السابع الهجري، في مكتبة السيد المرعشي - قم، تحت رقم 564.

  4. ونسخة كتابتها في القرن التاسع والعاشر، في مكتبة السيد المرعشي، تحت رقم 1415.

  5. نسخة كتابتها في القرن السابع والثامن، توجد في مكتبة السيد المرعشي، قم، تحت رقم 810.

  6. شرح لمؤلف مجهول، وهو شرح مطول مبسوط، تحت عنوان"قوله""قوله" يورد الحديث، ثم يتكلم على إسناده، ثم على متنه ومعناه ودلالته، ويهاجم فيه الفلاسفة والمتصوفة. توجد هذه النسخة المخطوطة في مكتبة السيد المرعشي النجفي - قم، تحت الرقم 2549.

وغير ما ذكر توجد نسخ خطية في الهند وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وپاكستان وتركيا وروسيا وأفغانستان وغيرها من الدول.
 
     والذي يظهر من محققي الشيعة لكتاب الكافي أنهم لم يقفوا على نسخ قديمة للكتاب، ويتضح ذلك مما ذكره المحقق "علي أكبر الغفاري" تحت عنوان "مراجع تصحيح في الطبعة الأولى"، حيث ذكر أنه اعتمد على النسخ التالية :

  1. نسخة مصححة مخطوطة في سنة 1076 ه‍، عليها تعاليق جمة لطائفة من الأكابر.

  2. نسخة مصححة مخطوطة في القرن 11 ه‍، عليها تعاليق وحواش كثيرة مفيدة.

  3. نسخة مخطوطة، عليها تعاليق ثمينة وتصحيحات بخط السيد الداماد.

  4. نسخة مصححة مخطوطة في سنة 1057 ه‍، عليها تعاليق مأخوذة من الشروح.

  5. نسخة مطبوعة في سنة 1331 ه‍، عليها تعاليق مأخوذة من الشروح.

  6. نسخة مطبوعة في سنة 1311 ه‍، عليها تعاليق مأخوذ من الشروح.

  7. نسخة مطبوعة في سنة 1282 ه‍

 
     مراجع التصحيح في الطبعة الثانية

  1. نسخة مخطوطة مصححة مقروءة على العلامة المجلسي كتابتها سنة 1071 ه‍ـ.

  2. نسخة مخطوطة مصححة موشحة بالتعاليق الكثيرة مزدانة بخط الشيخ محمد الحر العاملي تاريخها 1092 ه‍ـ.

  3. نسخة مخطوطة مصححة عليها كثير من شرح المولى صالح شارح الكافي[25].

 
     ويتضح من هذا أن أقدم نسخة للكافي تاريخها أقل من 4 قرون.
     وفي الفهرس الشامل للتراث الإسلامي المخطوط، يرجع بعض أجزائه لسنة 675 هـ[26].
     وقال محمد واعظ زاده الخرساني يبدو أن أقدمها المخطوطة الموجودة في مدرسة نواب، والتي يعود تاريخها إلى خمسمائة عام ونيف، ولم نعثر على مخطوطة أقدم منها رغم بحثنا[27].
 
طبعاته
طبع الكافي مرات عديدة، فأما الأصول فقد طبع في :

  1. شيراز عام 1279 ه‍، طبعة حجرية.

  2. طهران عام 1278 ه‍، طبع في 300 صفحة.

  3. تبريز عام 1281 ه‍، في 494 صفحة إلى آخر كتاب الايمان والكفر، طبعة حجرية بخط محمد علي تبريزي.

  4. تبريز عام 1311 ه‍، مع هوامش ملا صالح المازندراني.

  5. طهران عام 1311 ه‍، في 468 صفحة مع حواش لا تخلو من فائدة، طبعة حجرية، الناشر : أبو القاسم الخوانساري.

  6. طهران عام 1307 ه‍، في 418 صفحة باهتمام سيد محمد صادق الخوانساري.

  7. طهران عام 1331 ه‍، طبعة حجرية.

  8. طهران عام 1318 ه‍، حجري بخط أحمد التفرشي، الجزء الأول إلى آخر الخمس، في 427 صفحة.

  9. طهران عام 1374 ه‍، الطبعة الأولى بالحروف الچينية.

  10. طهران عام 1325 ه‍، حجري.

  11. لكنهو عام 1302 ه‍، طبعة حجرية.

  12. نجف عام 1376 ه‍، الجزء الثاني من الأصول في 169 صفحة.

  13. طهران عام 1375 - 1378 ه‍، الآخوندي، وزيري، الجزء الأول في 568 صفحة، والثاني في 691 صفحة، والثالث في 588 صفحة والرابع في 608 صفحة، والخامس 594 صفحة، والسادس في 575 صفحة والسابع في 478 صفحة، والثامن في 441 صفحة.

  14. نجف عام (...) حروفي، مع شرح عبد الحسين المظفر.

  15. بيروت، طبع على الافست، على طبعة دار الكتب الاسلامية.

 
أما فروع الكافي : فقد طبع في :
1 - طهران عام 1314 و 1315 ه‍، في مجلدين كبيرين مع حواش في الهامش، والطبعة حجرية، يقع المجلد الأول في 427 صفحة والثاني في 375 صفحة، بتصحيح فضل الله بن شمس الدين الحكيم الإلهي الثاني. طبع مع عين الغزال.
2 - طهران عام 1325 ه‍ في مجلدين كبيرين.
3 و 4 و 5 - طهران، دار الكتب الاسلامية عام 1391 ه‍ ق /1350 ه‍ ش، مع حواش وتعاليق في الهامش، في خمس مجلدات، وقد ذكرنا عدد صفحات الاجزاء في الأصول ولها طبعة ثانية عام 1404 ه‍ ق /1362 ه‍ ق، وطبعة ثالثة، ثم صور عدة مرات بالأوفست.
6 - طهران عام 1377 ه‍ طبع في خمسة أجزاء فيها شروح وتعليقات الشيخ علي أكبر غفاري.
7 - بيروت، طبع بالأوفست على طبعة دار الكتب الاسلامية.
8 - لكنهو عام 1302 ه‍، طبعة حجرية، المجلد الأول في 640 صفحة، والثاني في 340 صفحة، والروضة في 196 صفحة.
 
أما الروضة من الكافي :
فقد طبع في :
1 - طهران عام 1303 ه‍ في 142 صفحة مع كتاب"تحف العقول"و"منهاج النجاة"، والطبعة حجرية.
2 - طهران عام 1303 ه‍ مع"تحف العقول"في 321 صفحة.
3 - طهران عام 1307 ه‍، حجري.
4 - طهران عام 1318 ه‍، حجري.
5 - لكنهو عام 1302 ه‍، طبعة حجرية.
6 - طهران، دار الكتب الاسلامية.
7 - نجف، مطبعة النجف باهتمام الشيخ هادي الأسدي.
8 - بيروت - دار التعارف - الطبعة الثالثة 1401 ه‍، (أوفست على طبعة الآخوند، دار الكتب الاسلامية[28].
 

منزلة الكافي عند الشيعة
 

  • المفيد (ت : 413 هــ) : من أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة[29].

  • محمد بن مكي العاملي الملقب بالشهيد الأول (ت : 786 هـ) : كتاب الكافي في الحديث الذي لم يُعمل للإمامية مثله[30].

  • علي الكركي (ت : 940 هـ) : الكافي الذي لم يعمل مثله... وقد جمع هذا الكتاب من الأحاديث الشرعية والاسرار الدينية مالا يوجد في غيره [31].

  • إبراهيم القطيفي (ت : 950 هـ) : إنه كاسمه كافٍ شافٍ واف[32].

  • محمّد أمين الإسترآبادي (ت : 1033 هـ) : سمعنا عن مشايخنا وعلمائنا أنّه لم يصنّف في الإسلام كتاب يوازيه أو يدانيه[33].

  • محمد تقي المجلسي (ت : 1070 هـ) : كتاب الكافي الذي لم يصنّف في الإسلام مثله[34].

  • الخليل بن غازي القزويني (ت : 1089 هـ) : إنّ كتاب الكافي للشيخ أبي جعفر، ثقة الإسلام، محمّد بن يعقوب بن إسحاق الرازي الكليني، شكر اللَّه مساعيه في حفظ أصول الدين وفروعه، كتاب لم يصنّف في الإسلام مثله، صُنِّف في زمان الغيبة الصغرى... ومصنّفه ممّن اعترف الموالف والمخالف بفضله.[35]

  • الفيض الكاشاني (ت : 1091 هـ) : أما الكافي فهو وإن كان أشرفها وأوثقها وأتمها وأجمعها لاشتماله على الأصول من بينها وخلوه من الفضول وشينها[36].

  • الحر العاملي (ت : 1104 هـ) : أجل الكتب الأربعة الأصول المعتمدة عليه، لم يكتب مثله في المنقول من آل الرسول[37].

  • المجلسي (ت : 1111 هـ) : أضبط الأصول وأجمعها، وأحسن مؤلفات الفرقة الناجية وأعظمها[38].

  • بحر العلوم (ت : 1212 هـ) : كتاب جليل عظيم النفع عديم النظير فائق على جميع كتب الحديث بحسن الترتيب وزيادة الضبط والتهذيب وجمعه للأصول والفروع واشتماله على أكثر الأخبار الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام. وقد اتفق تصنيفه في الغيبة الصغرى بين أظهر السفراء في مدة عشرين سنة[39].

  • النوري الطبرسي (ت : 1320 هـ) : كتاب الكافي، أحد الكتب الأربعة التي عليها تدور رحى مذهب الفرقة الناجية الامامية... وكتاب الكافي بينها كالشمس بين نجوم السماء، وامتاز عنها بأمور، إذا تأمل فيها المنصف يستغني عن ملاحظة حال آحاد رجال سند الأحاديث المودعة فيه، وتورثه الوثوق، ويحصل له الاطمئنان بصدورها، وثبوتها، وصحتها بالمعنى المعروف عند الأقدمين[40].

  • حسن الصدر (ت : 1351 هـ) : قال بعض الأفاضل : اعلم أن الكتاب الجامع للأحاديث في جميع فنون العقائد، والأخلاق، والآداب، والفقه، من أوله إلى آخره، مما لم يوجد في كتب أحاديث العامة. وأنى لهم بمثل الكافي في جميع فنون الأحاديث، وقاطبة أقسام العلوم الإلهية الخارجة من بيت العصمة ودار الرحمة. وقال صاحب (شذور العقيان في تراجم الأعيان) في وصف الكافي : إنه كتاب جليل، عظيم النفع، عديم النظير، فائق على جميع كتب الحديث، بحسن الترتيب، وزيادة الضبط والتهذيب، وجمعه الأصول والفروع، واشتماله على أكثر الأخبار الواردة عن الأئمة الأطهار عليهم السلام[41].

  • محمد حسين النائيني (ت : 1355 هـ) : إن المناقشة في إسناد روايات الكافي حرفة العاجز[42].

  • عباس القمي (ت : 1359 هـ) : أجل الكتب الاسلامية وأعظم المصنفات الامامية والذي لم يعمل للإمامية مثله[43].

  • عبدالحسين شرف الدين (ت : 1377 هـ) : الكافي، والتهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها، والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها[44].

  • محسن الحكيم (ت : 1390 هـ) : الكافي... أحد الكتب الأربعة الخالدة المعروفة، التي عليها يدور عمل الشيعة الإمامية.[45]

  • علي أكبر الغفاري (معاصر) : اتفق أهل الإمامة وجمهور الشيعة، على تفضيل هذا الكتاب والأخذ به، والثقة بخبره، والاكتفاء بأحكامه، وهم مجمعون على الإقرار بارتفاع درجته وعلو قدره - على أنه - القطب الذي عليه مدار روايات الثقات المعروفين بالضبط والاتقان إلى اليوم وهو عندهم " أجمل وأفضل من سائر أصول الأحاديث[46].

 

 
وقفات مع كتاب الكافي
 
من هو راوي كتاب الكافي؟
     يقول المجلسي تعليقاً على أول رواية في الكافي والتي بدأت بأخبرنا أبو جعفر محمد بن يعقوب قال : والظاهر أن قائل أخبرنا أحد رواة الكافي من النعماني والصفواني وغيرهما، ويحتمل أن يكون القائل هو المصنف كما هو دأب القدماء[47].
 
هل كتاب الروضة للكليني؟
    يرى بعض علماء الشيعة أن كتاب الروضة ليس للكليني بل لابن إدريس الحلي  (ت : 598 هـ).
      من هؤلاء خليل بن الغازي القزويني حيث قال : أن الروضة ليس من تأليف الكليني، بل هو من تأليف ابن إدريس، وإن ساعده في الأخير بعض الأصحاب، وربما ينسب هذا القول الأخير إلى الشهيد الثاني ولكن لم يثبت[48].
    ولكن هذا القول فيه نظر كما يرى البعض، وأستدل على ذلك بأمور :

  1. أن الشيوخ الرواة المذكورين في أوائل أسانيد الروضة من طبقة الكليني وليس ابن إدريس الحلي.

  2. أسانيد الروضة وأسانيد الأصول والفروع كلها واحدة متشابهة.

  3. أكثر روايات الكافي مروية بواسطة العدد، كعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد الآدمي القمي نزيل الري. وفي الروضة نجد نفس هذه الأسانيد.

  4. ورد التصريح بنسبة الكتاب للكليني في آخر أجزاء الروضة، حيث جاء فيه : هذا آخر كتاب الايمان والنذور والكفارات. وبه تم كتاب الفروع من الكافي... ويتلوه كتاب الروضة من الكافي إن شاء الله[49].

  5. اعتراف النجاشي والطوسي في كون الكتاب للكليني، وأنه جزء من الكافي. فقد ذكر قال النجاشي في ترجمة الكليني : صنف الكتاب الكبير المعروف بالكليني، يسمى " الكافي في عشرين سنة... ثم ذكر كتبه ومنها : كتاب الروضة[50].

 
      وكذلك فعل الطوسي حيث عدد كتب الكافي إلى أن قال : وكتاب الروضة، آخر كتاب الكافي[51].
 

 
عدد كتب الكافي
     قال الطوسي (ت : 460 هـ) : محمد بن يعقوب الكليني، يكنى أبا جعفر، ثقة، عارف بالأخبار. له كتب، منها : كتاب الكافي، وهو يشتمل على ثلاثين كتابا[52].
     وقال ابن شهر آشوب (ت : 588 هـ) : محمد " بن يعقوب الكليني، أبو جعفر الأعور عالم بالأخبار، له كتاب الكافي يشتمل على ثلاثين كتابا.[53]
     ولكن البعض من متأخري علماء الشيعة ذكروا أن عدد كتب الكافي هو خمسون كتاباً[54].
     وهذا يعني زيادة عشرون كتاباً في الكافي بين القولين. ورغم أن الكافي الموجود بين أيدينا اليوم لا يبلغ الخمسون كتاباً. فقد وقف بعض علماء الشيعة حائراً أمام هذا الأمر، وحاول آخرون البحث عن مخرج لهذا الفرق في عدد الكتب.
     يقول بحر العلوم (ت : 1212 هـ) : قال الشيخ : إنها ثلاثون كتابا، ولعل ذلك بإدخال بعض الكتب في بعض، وقال الشهيد الثاني في إجازته للشيخ حسين بن عبد الصمد : إنها خمسون كتابا، وهو غريب منه[55].
     ويقول أحدهم (معاصر) : لا أدري هل هناك سهو وقع من قلم النساخ فيما أفاده العلامة من أن عدة كتب الكافي خمسون كتابا، أم هناك حقيقة أخرى؟ ! فإن الشيخ الطوسي - قدس سره في " الفهرست " ذكر عدة كتب الكافي ثلاثين كتابا. وتكرر المضمون المتقدم في إجازة محمد بن علي بن خاتون العاملي للشيخ الكركي، علي بن الحسين بن عبد العالي. وتكرر المضمون السابق في إجازة الشهيد الثاني للشيخ حسن والد الشيخ البهائي فقال : "... وعن ابن قولويه جميع مصنفات ومرويات الشيخ الامام شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني التي من جملتها كتاب الكافي، وهو خمسون كتابا بالأسانيد التي فيه كل حديث متصل بالأئمة عليهم السلام. وتكرر الامر المتقدم في إجازة العلامة آقا حسين الخونساري في إجازته لذي الفقار – أحد تلامذته - في سنة 1064 ه‍ فقال : من جملتها كتاب الكافي وهو خمسون كتابا بالأسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالأئمة المعصومين عليهم السلام[56].
     ويقول التبريزي (معاصر) : هذا اشتباه عجيب ! فإني قد عددت كتب الكافي - وهو أمر سهل في مجلدات الكافي المطبوعة المفهرسة - فكان عدد كتبها مطابقا لما ذكره شيخنا الطوسي في كتاب الفهرست. لكن الشيخ قدس سره كما هو المعمول في المصنفات الفقهية للإمامية جعل كتاب الطهارة والحيض كتابا واحدا، والأطعمة والأشربة كتابا واحدا، والنكاح والعقيقة كتابا واحدا[57].
     ويقول فتح الله المحمدي (معاصر) : قوله : إن كتاب الكافي خمسون كتاباً. فهو بالتأكيد إما من سهو القلم أو اشتباه من النساخ أو على أبعد التقادير حساب من جانب السيد الكركي يجعل فيه بعض الأبواب أبواباً مستقلة[58].
 
عدد روايات الكافي ومراتبها
     اختلف الشيعة في تحديد عدد روايات الكافي اختلافا كبيراً تبينها هذه الأقوال :
     يقول الطريحي (ت : 1085) : أما الكافي فجميع أحاديثه حصرت في (16199) ستة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين حديثا، الصحيح منها باصطلاح من تأخر (5072) خمسة آلاف واثنان وسبعون، والحسن (144) مائة وأربعة وأربعون حديثا، والموثق (1118) ألف ومائة وثمانية عشر حديثا، والقوي منها (302) اثنان وثلاثمائة، والضعيف منها (9485) أربعمائة وتسعة آلاف وخمسة وثمانون حديثا، والله أعلم[59].
    يقول يوسف البحراني (ت : 1186 هـ) : أمّا الكافي فجميع أحاديثه حصرت في ستة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين حديثاً، والصحيح فيها خمسة آلاف واثنان وسبعون حديثاً، والحسن مائة وأربعة وأربعون حديثاً، والموثق مائة حديث وألف حديث وثمانية عشر حديثاً، والقوي منها اثنان وثلاثمائة حديث، والضعيف منها أربعمائة وتسعة آلاف وخمسة وثمانون حديثاً[60].
     وقال بحر العلوم (ت : 1212 هـ) : وقد ضبطت أخباره في ستة عشر ألف حديث ومائة وتسعة وتسعين حديثا، وجدت ذلك منقولا عن خط العلامة[61].
     وقال عبدالحسين شرف الدين (ت : 1377 هـ) : الكافي، والتهذيب، والاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها، والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها، وفيه ستة عشر ألف ومئة وتسعة وتسعون حديثا[62].
     وجاء في موسوعة طبقات الفقهاء لجعفر السبحاني (معاصر) : أصول الكافي ثمانية كتب، اشتمل على 499 باباً، فيها 3881 حديثاً. وفروع الكافي اشتمل على 26 كتاباً، فيها 1744 باباً، ومجموع أحاديثها 11021. والروضة احتوى على 606 أحاديث.
     وعلى ضوء ما ذكرنا يبلغ عدد أحاديثه (15508) ولكن المشهور انّ عدد أحاديثه بلغ (16199) حديثاً، ولعلّ الإحصاء الثاني مبني على عدّ أجوبة الإمام عليه السلام في مجلس واحد على أكثر من سؤال بمنزلة الأحاديث المستقلة خصوصاً إذا تحمل أجوبة مختلفة تبعاً لاختلاف الأسئلة الموجهة للإمام[63].
     ويقول عبد الرسول الغفار (معاصر) : وقد أحصيت عدد أحاديث الكافي بأجزائه الثمانية فكانت كالآتي :
الجزء الأول فيه : 1437 حديثا.
الجزء الثاني فيه : 2346 حديثا.
الجزء الثالث فيه : 2049 حديثا.
الجزء الرابع فيه : 2443 حديثا.
الجزء الخامس فيه : 2200 حديثا.
الجزء السادس فيه : 2727 حديثا.
الجزء السابع فيه : 1704 حديثا.
الجزء الثامن فيه : 597 حديثا.
     وعلى هذا الاحصاء فيكون مجموع الأحاديث هي 15503 حديثا. فمن المحتمل أن 618 حديثا لم يندرج في أصل المجموع، لكون الطرق في الأسانيد متعددة والمتن واحد. وعلى هذال الاساس توزعت احاديث الكافي التي بلغت ستة عشر الف حديث ومائة وتسعة وتسعين حديثاً على النحو التالي : الصحيح منها خمسة آلاف واثنان وسبعون حديثاً، والحسن مائة واربعة واربعون حديثاً والموثق الف ومائة وثمانية وعشرون حديثاً والقوي ثلاثمائة وحديثان والضعيف تسعة آلاف واربعمائة وخمسة وثمانون حديثاً[64].
     ويقول مرتضى العسكري (معاصر) : ذكر المحدثون بمدرسة أهل البيت ان فيها خمسة وثمانين وأربعمائة وتسعة آلاف حديث ضعيف من مجموع 16121 حديث، وإذا رجعت إلى شرح الكافي المسمى بمرآة العقول وجدت مؤلفه المجلسي - أحد كبار علماء الحديث - يذكر لك في تقييمه أحاديث الكافي ضعف ما يراه منها ضعيفا، وصحة ما يرى منها صحيحا، ووثاقة ما يرى منها موثقا أو قويا باصطلاح أهل البيت.
     وقد ألف أحد الباحثين في عصرنا صحيح الكافي اعتبر من مجموع 16121 حديثا من أحاديث الكافي 3328 حديثا صحيحا وترك 11693 حديثا منها لم يراها حسب اجتهاده صحيحة[65].
 
     وقد حاول البعض تفسير هذا الاختلاف بالقول :

  •  أن تعدد النسخ المخطوطة والمطبوعة أدى إلى عدم ضبط عدة أحاديث "الكافي"... ومن دواعي الاختلاف أن بعض المتون تروى برواية أخرى، إما مشابه للمتن الأساس أو مقارب لها، بل في البعض منها زيادة في العبارة.

  • هناك أحاديث لم يعرف أنها من نسخة الصفواني أو النعماني أو ابن بابويه القمي..، فقد توجد في بعض النسخ الخطية ولم تجدها في باقي النسخ، ومع ذلك فهذه الزيادة تربك إحصاء الأحاديث، وربما يتعذر إحصاؤها، لكثرة النسخ وتفرقها في البلدان. ففي النسخة المطبوعة بطهران، نسخة دار الكتب الاسلامية ذكرت روايتان بعد الحديث الرابع والثلاثين، وقد رمزتا ب‍ (الف، ب). قال المصحح والمعلق علي أكبر غفاري : هاتان الروايتان المرموزتان ب‍ (ألف، ب) لم نجدهما في أكثر النسخ التي بأيدينا، وإنما وجدناهما في نسختين مخطوطتين (في حدود القرن العاشر) أثبتناهما هنا مزيدا للفائدة، واقتفاء بالمحدث الكبير المجلسي حيث قال في باب حدوث العالم في شرحه للكافي مرآة العقول عند ذكر الحديث الثالث : وليس هذا الحديث في أكثر النسخ لكنه موجود في توحيد الصدوق، ورواه عن الكليني... الخ ".

  • أن بعض الروايات لم يكن لها سند، أو أنها مرفوعة، ومع ذلك لم تدخل ضمن الترقيم، بل أنها مدرجة في الموضوع المناسب من الباب والكتاب.

  • هناك أحاديث تجدها في أبواب متفرقة، أسانيدها كسوابقها، أما متونها فقد تختلف ومع ذلك لم تندرج ضمن الترقيم.

  • هناك للمتن الواحد أحيانا أكثر من سند، لذا فالأسانيد التي لم تندرج ضمن الترقيم كثيرة جدا.

     وخلص إلى القول : كل ذلك أوجب التفاوت في عدد أحاديث الكتاب، فالذي أحصيته كان 15503 حديثا، وعدها بعض المتأخرين 15328 وفي لؤلؤة البحرين 16199. ثم ذكر أن حسين علي محفوظ قال : وأما حسب ما رقم في هذه الطبعة فهي 15176 حديثا، ولعلهم عدوا أسانيدها المكررة فبلغت 16199 حديثا، وأما الشيخ المجلسي فقال : وعددها 16121 حديثا.
     أقول : ولا يخفى أن بعض الكتب من الكافي لم يكن فيها الترقيم صحيحا، فمثلا في كتاب الجنائز سقط منه 133 عددا. كما أن ما روي عن نسخة الصفواني والنعماني ونحوه لم يرقم، ولم يحص إلا نادرا. أضف إلى ذلك لم يرقم ولم يحص متون الأحاديث المروية بحذف الأسانيد إلا ما ندر. أقول : لو عدت الأسانيد المتكررة لزادت العدة عما ذكر بكثير، وهكذا بالنسبة للأحاديث المرسلة لو أحصيت لزادت عدة أحاديث الكتاب عما هو مرقوم[66].
 
عدّة الكليني
 هناك ظاهرة اختص بها الكليني في الكافي وهو قوله : "عدة من اصحابنا"، وهي تقع في وسط السند، أو في طرفه البعيد الآخر، الا أن الغالب الأعم وقوعها في أوله وهذه العدة تنقسم إلى قسمين، وهما العدة المعلومة والأخرى العدة المجهولة. وهو الذي يعنينا عنا.
     فقد صرح الكثير من علماء الإمامية بتعذر تشخيصهم، مع فقدان القرائن التي تعين أسماءهم، وقد بلغت موارد الكليني عن العدة المجهولة اربعة وعشرين مورداً.
     وهناك أيضا موارد اخرى مجهولة اذ نسب رواياته فيها الى رواة لم تحدد هويتهم كقوله عن غير واحد، او عن بعض اصحابنا، أو يبتدي بلفظ : وروي، أو في رواية اخرى، أو في حديث آخر.
     وقد ينقل عن كتاب ينسبه الى مؤلفه والكتاب غير موجود والمؤلف مجهول[67].
 
 

هل ذكرت بعض روايات الكافي في غير أبوابها المناسبة؟
     يرى ذلك البعض مستدلاً بأن باب "فيما جاء في الإثني عشر والنص عليهم"[68] ذُكر في أبواب التاريخ المخصص في مواليد الأئمة، بينما كان الباب المناسب له هو أبواب الإشارة والنص على الأئمة من "كتاب الحجة"[69] حيث وردت النصوص على امامة الإثني عشر. وهذا الأمر قد يترك علامات استفهام كبيرة لمن تدبره!.
 
هل جميع روايات الكافي صحيحة عند الشيعة؟
    وقع خلاف كبير بين علماء الشيعة في صحة جميع مرويات كتاب الكافي، فمن ذهب إلى القول بصحتها جميعاً، استدل بأمور منها القول إن السائل إنما سأل الكليني كتاب جامع لفنون علم الدين بالآثار الصحيحة، والكليني لبى دعوته بقوله : وقد يسر تأليف ما سألت. والمقدمة كتبها بعد الانتهاء من الكتاب لقوله : (ووسعنا قليلا كتاب الحجة. الخ).
 
   وقد رد من لا يرى هذا الرأي على هذا الاستدلال وغيره بوجوه منها :

  1. السائل إنما سأل الكليني كتاب مشتمل على الآثار الصحيحة عن الأئمة ولم يشترط عليه أن لا يذكر فيه غير الرواية الصحيحة، أو ما صح عن غير الأئمة.

     مثال ذلك رواية الكليني عن غير الأئمة، منها :

  • ما رواه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن هشام ابن الحكم، قال : (الأشياء لا تدرك إلا بأمرين..).

  • ما رواه بسنده عن أبي أيوب النحوي، قال : (بعث إلي أبو جعفر المنصور في جوف الليل..)، ورواه أيضا عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن النضر بن سويد.

  • ما رواه بسنده عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله، قال : (لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام ارتج الموضع بالبكاء).

  • ما رواه بسنده عن إدريس بن عبد الله الأودي، قال : (لما قتل الحسين عليه السلام، أراد القوم أن يوطئوه الخيل).

  • ما رواه بسنده عن الفضيل، قال : (صنايع المعروف وحسن البشر يكسبان   المحبة).

  • وما رواه بسنده عن ابن مسكان عن أبي حمزة، قال : (المؤمن خلط عمله بالحلم..).

  • ما رواه بسنده عن اليمان بن عبيد الله، قال : رأيت يحيى بن أم الطويل وقف بالكناسة..).

  • ما رواه بسنده عن إسحاق بن عمار، قال : (ليست التعزية إلا عند القبر..).

  • ما رواه بسنده عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال : (أخذني العباس بن موسى..).

  • ما رواه عن كتاب أبي نعيم الطحان، رواه عن شريك، عن إسماعيل ابن أبي خالد، عن حكيم بن جابر، عن زيد بن ثابت أنه قال : (من قضاء الجاهلية أن يورث الرجال دون النساء)

  1. الكليني نفسه لم يدّع ذلك، بل يظهر من مقدّمته على الكتاب عدم جزمه بقطعية صدور جميع أحاديثه، حيث قال : فاعلم يا أخي أرشدك اللّه أنّه لا يسع أحداً تمييز شيء ممّا اختلف الرواية فيه عن العلماء عليهم السَّلام برأيه إلاّ على ما أطلقه العالم بقوله عليه السَّلام : " أعرضوها على كتاب اللّه فما وافق كتاب اللّه عزّوجلّ فخذوه وما خالف كتاب اللّه فردّوه. وقوله عليه السَّلام : دعوا ما وافق القوم، فإنّ الرشد في خلافهم. وقوله عليه السَّلام : خذوا بالمجمع عليه، فإنّ المجمع عليه لا ريب فيه. و نحن لا نعرف من جميع ذلك إلاّ أقلّه، ولا نجد شيئاً أحوط ولا أوسع من ردّ علم ذلك كلّه إلى العالم عليه السَّلام.

  2. علماء الشيعة الأوائل لم يكونوا معتقدين بصحة جميع روايات الكافي. كالصدوق وشيخة ابن الوليد مثلاً.

  3. كون الرواية صحيحة عند الكليني لا يكون دليلاً على كونها صحيحة عند الآخرين بعد ما كانت شرائط الحجّية مختلفة في الأنظار. حيث ان تقسيم الحديث إلى الاقسام الاربعة المشهورة تقسيم جديد حدث من زمن أحمد بن طاووس، بعد ما كان التقسيم بين القدماء ثنائياً غير خارج عن كون الحديث معتبراً أو غير معتبر، فما أيدته القرائن الداخلية كوثاقة الراوي، أو الخارجية كوجوده في أصل معتبر معروف الانتساب إلى جماعة كزرارة ومحمد بن مسلم والفضيل بن يسار، فهو صحيح، أي معتبر يجوز الاستناد اليه، والفاقد لكلتا المزيتين غير صحيح، بمنعى انه غير معتبر لا يمكن الركون اليه، وان امكن ان يكون صادراً عنهم. هذا هو التقسيم المعروف بين القدماء إلى عصر ابن طاووس.

  4. والمحمّدون الثلاثة رضوان اللَّه عليهم كيف يُعوّل في تحصيل العلم عليهم وبعضهم يكذّب رواية بعض بتكذيب بعض الرواة في بعض الطبقات، فلا نعلم أنّ القطع يحصل بقول القائل أو بقول من نسب الرواية إلى الباطل. ورواياتهم بعضها يضاد بعضاً، كرواية أنّ دم الحيض من الأيمن والقرح من الأيسر، ورواية العكس من الشيخ والكليني.[70]

  5. يقول المولي محمد صالح المازندراني : الأحاديث الواردة في أبواب الأُصول إنّما يعتمد عليها إذا كانت موافقة لاعتقاد الشيعة الإماميَّة المعلوم بالقطع واليقين ممّا صرف العلماء عمرهم واستفرغوا جهدهم في استخراجها من الأدلّة اليقينيّة، وأمّا ما خالفه فمأوَّل أو مردود فلذلك ترى أنَّ أكثر أحاديث الأُصول في الكافي غير صحيحة الإسناد ومع ذلك أورده الكلينيُّ - رحمه الله – معتمداً عليها لاعتبار متونها وموافقتها للعقائد الحقّة ولا ينظر في مثلها إلى الإسناد.[71]

  6. يقول معروف الحسني : الغريب أن يأتي شيخ المحدثين، بعد جهاد طويل بلغ عشرين عاما في البحث والتنقيب عن الحديث الصحيح، فيحشد في كتابه تلك المرويات الكثيرة، في حين أن عيوبها - متنا وسندا - ليست خفية بنحو تخفى على من هو أقل منه علما وخبرة بأحوال الرواة، وجاء العلماء والمحدثون من بعده فاحتضنوا الكافي ومروياته، لأنه بنظر فريق لم يتخطّ المرويات الصحيحة، وبنظر الفريق الأكثر جمع كمية كبيرة من المرويات الصحيحة إلى جانب المرويات المكذوبة على أهل البيت، والفريقان مسئولان عن موقفهم هذا منه.[72]

  7. يقول مرتضى العسكري : قد وقع الخطأ في أشهر كتب الحديث بمدرسة أهل البيت وهو كتاب الكافي مثل ما ورد في الأحاديث الأربعة المرقمة : 7 و 9 و 14 و 17 و 18 من كتاب الحجة بالكافي باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم.[73]

 
هل عرض الكافي على مهدي الشيعة؟
     لم أقف على من صحح هذا القول من المحققين عند الشيعة، نعم ينقلها البعض على أنها من المسلمات[74].
     والمشهور أن هذا من أقوال خليل القزويني كما ذكر صاحب "رياض العلماء" في ترجمته. وقد ذكرنا بعض أقواله الشاذة حسب ما يراه الشيعة كقوله أن الروضة ليس للكليني.
     ومن علماء الشيعة من أنكر هذا القول، كمرتضى العسكري حيث قال : أما ما قيل من أن المهدى (ع) قال : إن الكافي كاف لشيعتنا، فإنه قول مجهول راويه ولم يسم أحد اسمه، ويدل على بطلانه تأليف مئات كتب الحديث بمدرسة أهل البيت بعد الكافي مثل : من لا يحضره الفقيه، ومدينة العلم والتهذيب والاستبصار والبحار ووسائل الشيعة وجامع أحاديث الشيعة، إلى غيرها[75].
     ومنهم من وقف موقفاً وسطاً من هذه المسألة، كقول النوري الطبرسي : فمن البعيد غاية البعد أنه في طول مدة تأليفه - وهي عشرون سنة - لم يعلمهم بذلك ولم يعرضه عليهم – أي النواب الأربعة -، مع ما كان فيما بينهم من المخالطة والمعاشرة بحسب العادة. وليس غرضي من ذلك تصحيح الخبر الشائع من أن هذا الكتاب عرض على الحجة عليه السلام فقال : " إن هذا كاف لشيعتنا " فإنه لا أصل له، ولا أثر له في مؤلفات أصحابنا، بل صرح بعدمه المحدث الإسترآبادي الذي رام أن يجعل تمام أحاديثه قطعية، لما عنده من القرائن التي لا تنهض لذلك، ومع ذلك صرح بأنه لا أصل له، بل تصحيح معناه، أوما يقرب منه بهذه المقدمات المورثة للاطمئنان للمنصف المتدبر فيها[76].
     وقال عبد الرسول الغفار : نعم، يمكن القول بأن بعض أجزاء " الكافي " قد عرض على الإمام عليه السلام فاستحسنه وقبله، كما لا يخلو من أن بعض النواب والفقهاء الاجلاء قد اطلعوا على الاجزاء الأخرى من " الكافي "، وبهذا يكون قولنا حدا وسطا من بين الأقوال التي اتضح الافراط فيها أو التفريط[77].
 
     ولا يستبعد أن أصل هذا القول أو هذا اللبس هو ما جاء في معاني الأخبار للصدوق أن رجلاً سأل جعفر بن محمد الباقر عليهما السلام عن "كهيعص" فقال عليه السلام : " كاف " كاف لشيعتنا.. الرواية[78].
 
من روى عن كتاب"الكافي" قبل القرن الثامن الهجري؟
إسحاق الكاتب (ت : بعد 335 هـ) : قال : والشيعة تجعل الدية في الأصابع والأسنان على قدر المنفعة فيفضلون بعض ذلك على بعض، وهو في كتب الديات المنصفة للملكي ولحسين بن سعيد، وغيرهما.[79]
     أقول وفي بعض النسخ الكلبي بدل الملكي، ويظهر أن كلاهما تصحيف للكليني وهو كذلك في بعض النسخ، والذي له كتاب الديات من كتاب الكافي.
ابن قولويه (ت : 367 هـ) : قال : حدثني محمد بن يعقوب الكليني...[80]
الزراري (ت : 368 هـ) : قال : وجميع كتاب الكافي تصنيف أبى جعفر محمد بن يعقوب الكليني روايتي عنه، بعضه قراءة، وبعضه إجازة.[81]
الصدوق (ت : 381 هـ) : قال : وما كان فيه عن محمد بن يعقوب الكليني رحمة اللّه عليه، فقد رويته : عن محمد بن محمد بن عصام الكليني، وعلي بن أحمد بن موسى، ومحمد بن أحمد السناني رضي اللّه عنهم، عن محمد بن يعقوب الكليني. وكذلك جميع كتاب الكافي فقد رويته عنهم عنه عن رجاله.[82]
المفيد (ت : 413 هـ) : قال : وقد ذكر الكليني - رحمه الله - في كتاب الكافي - وهو من أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة.[83] وقال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه جميعا، عن محمد بن يعقوب الكليني.[84]
المرتضى علم الهدى (ت : 436 هـ) : قال : القول فيما رواه الكليني في كتاب التوحيد من جملة كتابه الذي صنفه ولقبه ب‍ (الكافي).[85]
شيخ الطائفة الطوسي (ت : 460 هـ) : قال : فما ذكرته عن محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله فقد أخبرنا به الشيخ المفيد.[86]
قطب الدين الراوندي (ت : 573 هـ) : قال : ويؤكد ذلك ما ذكره أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني في كتابه المشهور[87].
المحقق الحلي (ت : 676 هـ) : قال : فممن محمد بن يعقوب الكليني، ومن أصحاب كتب الفتاوى علي بن بابويه.[88]
 
القول أن "الكافي" لم يكن معروفاً عند العلامة الحلي، ولذلك لم ينقل شيئاً منه في كتبه!

  • محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو جعفر الكليني - بالنون بعد الياء - وكان خاله علان الكليني الرازي، ومحمد شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم، صنف كتاب الكافي في عشرين سنة ومات ببغداد في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.[89]

  • طريق الشيخ الطوسي رحمه الله في التهذيب إلى محمد بن يعقوب الكليني صحيح.[90]

  • وأما نسبة الرواية إلى زرعة ورفاعة فخطأ، فإن المنقول فيه روايتان إحداهما رواها هارون بن خارجة، عن الصادق عليه السلام والثانية رواها محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن محمد رفعه عنهم عليهم السلام.[91]

  • وقال محمد بن يعقوب الكليني : الوجه في هذين الخبرين أن المراد به على أن يجعل المنزلين منزلا فيقصر في الطريق ويتم في المنزل.[92]

  • أنّا نقول : لا نسلَّم أنّه مرسل، فإنّ الأُمّة تلقّته بالقبول، ونقله الخاصّ والعامّ، ومثل هذا الحديث البالغ في الشّهرة قد تحذف رواته اعتمادا على شهرته، على أنّ الشّيخ محمّد بن يعقوب الكلينيّ رواه مسندا، عن عليّ بن محمّد بن عبد اللَّه.[93]

 
نماذج من اقوال علماء الشيعة في القديم والحديث
     يقول الصدوق : وفي كتاب محمد بن يعقوب الكليني - رحمه الله - عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن الميثمي، عن أخويه محمد وأحمد، عن أبيهما، عن داود بن أبي يزيد، عن بريد بن معاوية قال : " إن رجلا مات وأوصى إلى رجلين فقال أحدهما لصاحبه خذ نصف ما ترك وأعطني النصف مما ترك فأبى عليه الآخر فسألوا أبا عبد الله عليه السلام عن ذلك فقال : ذاك له ".
     قال : لست أفتى بهذا الحديث بل أفتى بما عندي بخط الحسن بن علي (عليهما السلام)، ولو صح الخبر ان جميعا لكان الواجب الاخذ بقول الأخير كما أمر به الصادق عليه السلام وذلك أن الاخبار لها وجوه ومعان وكل إمام أعلم بزمانه وأحكامه من غيره من الناس وبالله التوفيق.[94]
     وفي موضع آخر أورد رواية الكافي : روى محمد بن يعقوب الكليني - رضى الله - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن قيس، عمن رواه عن أبي عبد الله عليه السلام " قال : في رجل مات وأوصى إلى رجل وله ابن صغير فأدرك الغلام وذهب إلى الوصي فقال له : رد علي مالي لأتزوج فأبى عليه فذهب حتى زنى، قال : يلزم ثلثي إثم زنا هذا الرجل ذلك الوصي الذي منعه المال ولم يعطه فكان يتزوج ".
     ثم قال : ما وجدت هذا الحديث إلا في كتاب محمد بن يعقوب، وما رويته إلا من طريقه حدثني به غير واحد منهم محمد بن محمد بن عصام الكليني - رضى الله - عنه عن محمد بن يعقوب.[95]
     والصدوق لم يروي عن الكليني إلا روايات قليلة لا تتعدى أصابع اليدين رغم أن مجموع روايات من لا يحضره الفقيه قد ناهزت الستة آلاف روابة، ورغم أن كتابه كان بين يديه، بل ويروي عنه بواسطة واحده.
     ويقول علي أكبر الغفاري بعد أن أورد رواية الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا بلغ أشده ثلاث عشرة سنة ودخل في الأربع عشرة وجب عليه ما وجب على المحتلمين احتلم أو لم يحتلم كتبت عليه السيئات وكتبت له الحسنات وجاز له كل شئ إلا أن يكون ضعيفا أو سفيها.
     قال : المشهور بين الأصحاب أن بلوغ الصبي بتمام خمس عشرة سنة وقيل بتمام أربع عشرة وقال المحقق - رحمه الله - في الشرايع وفى أخرى إذا بلغ عشرا وكان بصيرا أو بلغ خمسة أشبار جازت وصيته واقتص منه وأقيمت عليه الحدود الكاملة. وقال الشهيد الثاني - رحمه الله - : وفى رواية أخرى ان الأحكام تجرى على الصبيان في ثلاث عشرة سنة وان لم يحتلم. وليس فيها تصريح بالبلوغ مع عدم صحة سندها والمشهور في الأنثى انها تبلغ بتسع. وقال الشيخ في المبسوط وتبعه ابن حمزة إنما تبلغ بعشر. وذهب ابن الجنيد فيما يفهم من كلامه على أن الحجر لا ترفع عنها الا بالتزويج وهما نادران.[96]
 
المجلسي يقول بصحة جميع روايات الكافي.
     يقول المجلسي : أنّ وجود الخبر في أمثال تلك الأصول المعتبرة ممّا يورث جواز العمل به، لكن لا بدّ من الرجوع إلى الأسانيد لترجيح بعضها على بعض عند التعارض، فانّ كون جميعها معتبرا لا ينافي كون بعضها أقوى.[97]
 
رواية الكليني عن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين من أهل السنة رحمهم الله.

  • الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أبان بن عثمان عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال عمر على المنبر : ما تقولون يا أصحاب محمد في تطليق الأمة؟ فلم يجبه أحد، فقال : ما تقول : يا صاحب البرد المعافري يعني أمير المؤمنين عليه السلام فأشار بيده تطليقتان.[98]

  • الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن بسطام بن مرة، عن إسحاق بن حسان عن هيثم بن واقد، عن علي بن الحسن العبدي، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري أنه سئل ما قولك في هذا السمك الذي يزعم إخواننا من أهل الكوفة أنه حرام؟ فقال أبو سعيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : الكوفة جمجمة العرب ورمح الله تبارك وتعالى وكنز الايمان فخذ عنهم.. الرواية.[99]

  • سهل بن زياد، عن الحسن بن علي، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعلي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا حمل عدو الله إلى قبره نادى حملته : ألا تسمعون يا إخوتاه إني أشكو إليكم ما وقع فيه أخوكم الشقي إن عدو الله خدعني.[100]

  • علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال : حدثني جابر، عن رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكذب جابر أن ابن الأخ يقاسم الجد.[101]

  • حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن محمد بن زياد، وابن رباط، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني سمعت أباك يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله خير نساءه فاخترن الله ورسوله فلم يمسكهن على طلاق ولو اخترن أنفسهن لبن، فقال : إن هذا حديث كان يرويه أبي عن عائشة وما للناس وللخيار إنما هذا شئ خص الله عز وجل به رسوله صلى الله عليه وآله.[102]

  • علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة قال : حدثني سعد بن أبي عروة، عن قتادة، عن الحسن البصري أن رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة يقال لها : سنى وكانت من أجمل أهل زمانها فلما نظرت إليها عائشة وحفصة قالتا : لتغلبنا هذه على رسول الله صلى الله عليه وآله بجمالها فقالتا لها : لا يرى منك رسول الله صلى الله عليه وآله حرصا فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله تناولها بيده فقالت : أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله صلى الله عليه وآله عنها فطلقها وألحقها بأهلها وتزوج رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة من كندة بنت أبي الجون فلما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله ابن مارية القبطية قالت : لو كان نبيا ما مات ابنه فألحقها رسول الله صلى الله عليه وآله بأهلها قبل أن يدخل بها فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وولى الناس أبو بكر أتته العامرية والكندية وقد خطبتا فاجتمع أبو بكر وعمر فقالا لهما : اختارا إن شئتما الحجاب وإن شئتما الباه فاختارتا الباه فتزوجتا فجذم أحد الرجلين وجن الآخر قال عمر ابن أذينة : فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل فرويا عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : ما نهى الله عز وجل عن شئ إلا وقد عصى فيه حتى لقد نكحوا أزواج النبي صلى الله عليه وآله من بعده وذكر هاتين العامرية والكندية، ثم قال أبو جعفر (عليه السلام) : لو سألتهم عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها أتحل لابنه؟ لقالوا : لا فرسول الله صلى الله عليه وآله أعظم حرمة من آبائهم.[103]

  • علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن عيسى بن يونس الأوزاعي، عن الزهري، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) قال : إذا أخذت أسيرا فعجز عن المشي وليس معك محمل فأرسله ولا تقتله فإنك لا تدري ما حكم الإمام فيه، قال : وقال : الأسير إذا أسلم فقد حقن دمه وصار فيئا.[104]

  • علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) في رجل ادعى على امرأة أنه تزوجها بولي وشهود وأنكرت المرأة ذلك فأقامت أخت هذه المرأة على هذا الرجل البينة أنه قد تزوجها بولي وشهود ولم يوقتا وقتا، فكتب : أن البينة بينة الرجل ولا تقبل بينة المرأة لان الزوج قد استحق بضع هذه المرأة وتريد أختها فساد النكاح ولا تصدق ولا تقبل بينتها إلا بوقت قبل وقتها أو بدخول بها.[105]

  • علي، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد، عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب قال : سئل علي بن الحسين (عليهما السلام) أي الأعمال أفضل عند الله عز وجل؟ فقال : ما من عمل بعد معرفة الله عز وجل ومعرفة رسوله صلى الله عليه وآله أفضل من بغض الدنيا، وإن لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعبا، فأول ما عصي الله به الكبر وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، والحرص وهي معصية آدم وحوا حين قال الله عز وجل لهما : " كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " فأخذا مالا حاجة بهما إليه فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه، ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال، فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك : حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنياءان : دنيا بلاغ ودنيا ملعونة.[106]

  • عن المنقري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) قال : رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس ومن لم يرج الناس في شئ ورد أمره إلى الله عز وجل في جميع أموره استجاب الله عز وجل له في كل شئ.[107]

  • علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن الفضيل ابن عياض، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن المؤمن يغبط ولا يحسد والمنافق يحسد ولا يغبط.[108]

  • عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي شيبة، عن الزهري، عن أبي جعفر عليه السلام قال : بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين، يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا، إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله.[109]

  • علي بن إبراهيم، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني، جميعا، عن القاسم

  • ابن محمد، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال : قال علي ابن الحسين (عليهما السلام) : لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي. وكان عليه السلام إذا قرأ " مالك يوم الدين " يكررها حتى كاد أن يموت.[110]

  • علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان ابن عيينة، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : " ليبلوكم أيكم أحسن عملا " قال : ليس يعني أكثر عملا ولكن أصوبكم عملا وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة والحسنة  ثم قال : الابقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل، والعمل الخالص : الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل والنية أفضل من العمل، ألا وإن النية هي العمل، ثم تلا قوله عز وجل : " قل كل يعمل على شاكلته " يعني على نيته.[111]

  • عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى الأرميني، عن أبي عمران الخراط عن الأوزاعي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قال في كل يوم : لا إله إلا الله حقا حقا لا إله إلا الله عبودية ورقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا. أقبل الله عليه بوجهه ولم يصرف وجهه عنه حتى يدخل الجنة.[112]

  • محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن قبيصة، عن عبد الله النيسابوري، عن هارون بن مسلم، عن أبي موسى، عن أبي العلاء الشامي، عن سفيان الثوري، عن أبي زياد، عن الحسن بن علي عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أطعموا حبالاكم اللبان فإن الصبي إذا غذي في بطن أمه باللبان اشتد قلبه وزيد في عقله، فإن يك ذكرا كان شجاعا وإن ولدت أنثى عظمت عجيزتها فتحظى بذلك عند زوجها.[113]


 
بعض روايات الكافي التي توافق الكتاب والسنة ولها نظائر في مصادر أهل السنة
 
     هذه بعض الروايات التي وردت في كتاب الكافي للكليني ولها نظائر في مصادر أهل السنة، وسنقتصر على ذلك مصدر واحد من مصادر أهل السنة لكل رواية.
الكافي : أخبرنا محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم بن هشام عن أبيه عن الحسن ابن أبي الحسين الفارسي، عن عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله عليه السلام : طلب العلم فريضة على كل مسلم، ألا إن الله يحب بغاة العلم.[114]
من طرق أهل السنة : حدثنا هشام بن عمار. ثنا حفص بن سليمان. ثنا كثير بن شنظير، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " طلب العلم فريضة على كل مسلم. وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب".[115]
 
الكافي : محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به وإنه يستغفر لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر.[116]
من طرق أهل السنة : حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا عبد الله بن داود، سمعت عاصم بن رجاء ابن حياة يحدث، عن داود بن جميل، عن كثير بن قيس، قال : كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق، فجاءه رجل فقال : يا أبا الدرداء، إني جئتك من مدينة الرسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما جئت لحاجة، قال : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر).[117]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : منهومان لا يشبعان طالب دنيا وطالب علم، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحل الله له سلم، ومن تناولها من غير حلها هلك، إلا أن يتوب أو يراجع، ومن أخذ العلم من أهله وعمل بعلمه
نجا، ومن أراد به الدنيا فهي حظه.[118]
من طرق أهل السنة : أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي عن عبيد الله بن عمرو عن يزيد هو ابن أبي أنيسة عن يسار عن الحسن قال منهومان لا يشبعان منهوم في العلم لا يشبع منه ومنهوم في الدنيا لا يشبع منها فمن تكن الآخرة همه وبثه وسدمه يكفي الله ضيعته ويجعل غناه في قلبه ومن يكن الدنيا همه وبثه وسدمه يفشي الله عليه ضيعته ويجعل فقره بين عينيه ثم لا يصبح الا فقيرا ولا يمسي الا فقيرا.[119]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان رفعه، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قال : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار.[120]
من طرق أهل السنة : أخبرنا عتبة بن عبد الله قال أنا بن المبارك قال أنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يحمد الله ويثني عليه بما هو له أهل ثم يقول من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.[121]
 
الكافي : محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم وغيره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم.[122]
من طرق أهل السنة : حدثنا أبو نعيم قال حدثنا زكريا عن عامر قال سمعت النعمان بن بشير يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحلال بين والحرام بين وبينهما مشبهات لا يعلمها كثير من الناس فمن أتى المشبهات استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه.[123]
 
الكافي : محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست الواسطي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وآله المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال : ما هذا؟ فقيل : علامة فقال : وما العلامة؟ فقالوا له : أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها، وأيام الجاهلية، والأشعار العربية، قال : فقال النبي صلى الله عليه وآله : ذاك علم لا يضر من جهله، ولا ينفع من علمه، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : إنما العلم ثلاثة : آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، وما خلاهن فهو فضل.[124]
من طرق أهل السنة : حدثنا محمد بن العلاء الهمداني، حدثني رشدين بن سعد، وجعفر بن
عون، عن ابن أنعم، هو الإفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العلم ثلاثة. فما وراء ذلك فهو فضل : آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة ".[125]
 
الكافي : أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن حسين بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عز وجل ولم يصلوا على نبيهم إلا كان ذلك المجلس حسرة ووبالا عليهم.[126]
من طرق أهل السنة : حدثنا محمد بن بشار أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي أخبرنا سفيان عن صالح مولى التوامة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم.[127]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة النهدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أربعة لا ترد لهم دعوة حتى تفتح لهم أبواب السماء وتصير إلى العرش الوالد لولده، والمظلوم على من ظلمه، والمعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر.[128]
من طرق أهل السنة : حدثنا معاذ بن فضالة قال حدثنا هشام عن يحيى هو بن أبي كثير عن أبي جعفر أنه سمع أبا هريرة يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث دعوات مستجابات لهن لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالدين على ولدهما.[129]
 
الكافي : عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أعلمك دعاء لا تنسى القرآن : " اللهم ارحمني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني وارحمني من تكلف ما لا يعنيني وارزقني حسن المنظر فيما يرضيك عني وألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم نور بكتابك بصري واشرح به صدري وفرح به قلبي وأطلق به لساني واستعمل به بدني وقوني على ذلك وأعني عليه، إنه لا معين عليه إلا أنت، لا إله إلا أنت ".[130]
من طرق أهل السنة : حدثنا أحمد بن الحسن أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي أخبرنا الوليد بن مسلم أخبرنا ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح وعكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أنه قال : " بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه علي بن أبي طالب فقال بأبى أنت وأمي تفلت هذا القرآن
من صدري فما أجدني أقدر عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا الحسن أفلا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وينفع بهن من علمته ويثبت ما تعلمت في صدرك؟ قال أجل يا رسول الله فعلمني... قال : اللهم ارحمني بترك المعاصي أبدا ما أبقيتني، وارحمني أن أتكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنى...، اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال والاكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عنى اللهم بديع السماوات والأرض ذا الجلال الاكرام والعزة التي لا ترام أسألك يا الله يا رحمن بجلالك ونور وجهك أن تنور بكتابك بصرى وأن تطلق به لساني وأن  تفرج به عن قلبي وأن تشرح به صدري.[131]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : ليس شئ أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب.[132]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد حميد، حدثنا قبيصة عن سفيان عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ما دعوة أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب).[133]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن
سعد الإسكاف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أعطيت السور الطوال مكان التوراة وأعطيت المئين مكان الإنجيل وأعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على سائر الكتب والتوراة لموسى والإنجيل لعيسى والزبور لداود.[134]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سليمان بن داود أبو داود الطيالسي قال أنا عمران القطان عن قتادة عن أبي المليح الهذلي عن واثلة ابن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أعطيت مكان التوراة السبع وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل.[135]
 
الكافي : علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حملة القرآن عرفاء أهل الجنة، والمجتهدون قواد أهل الجنة، والرسل سادة أهل الجنة.[136]
من طرق أهل السنة : حدثنا مسلم قال ثنا مجاشع قال ثنا ليث بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم حملة القرآن عرفاء أهل الجنة والشهداء قواد أهل الجنة والأنبياء سادة أهل الجنة.[137]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، والحسين بن سعيد، جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن محمد بن مروان، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ومن قرأ ثلاث
مائة آية كتب من الفائزين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر القنطار خمسة عشر ألف مثقال من ذهب والمثقال أربعة وعشرون قيراطا أصغرها مثل جبل أحد وأكبرها ما بين السماء إلى الأرض.[138]
من طرق أهل السنة : نا محمد بن عبد الله بن سعيد بن مهران البصري بمصر وثنا بن أبي عصمة ومحمد بن عبد الحميد الفرغاني ومحمد بن علي بن إسماعيل قالوا : ثنا علي بن حرب ثنا حفص بن عمر بن حكيم ثنا عمرو بن قيس الملائي عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ من قرأ مائة آية في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من السابقين ومن قرأ أربع ماية آية كتب له قنطار القنطار  مائة مثقال المثقال عشرون قيراطا القيراط مثل أحد ].[139]
 
الكافي : حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذ، عن عمرو بن جميع، رفعه إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من قرأ أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها وثلاث آيات من آخرها لم ير في نفسه وماله شيئا يكرهه ولا يقربه شيطان ولا ينسي القرآن.[140]
من طرق أهل السنة : أخبرنا عمرو بن عاصم ثنا حماد عن عاصم عن الشعبي عن ابن مسعود قال من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة وآية الكرسي وآيتان بعد آية الكرسي وثلاثا من آخر سورة البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان.[141]
 
الكافي : أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الرحمن بن أبي نجران عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : المرء على دين خليله وقرينه.[142]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الرحمن ومؤمل قالا حدثنا زهير بن محمد قال مؤمل الخراساني ثنا موسى بن ورد ان عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالط.[143]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أولى الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام.[144]
من طرق أهل السنة : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس الذهلي، ثنا أبو عاصم، عن أبي خالد وهب، عن أبي سفيان الحمصي، عن أبي أمامة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام).[145]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه.[146]
من طرق أهل السنة : وكيع عن سفيان عن الشعبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه).[147]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن ابن أبي عوف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : المجالس بالأمانة.[148]
من طرق أهل السنة : حدثنا أحمد بن صالح، قال : قرأت على عبد الله بن نافع، قال : أخبرني ابن أبي ذئب، عن ابن أخي جابر بن عبد الله، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المجالس بالأمانة.[149]
 
الكافي : عن النهيكي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الحكم الخياط قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الاعمار.[150]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث ثنا محمد بن مهزم عن عبد الرحمن بن القاسم ثنا القاسم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : حسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الاعمار.[151]
 
الكافي : عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمار، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أعوذ بالله من جار السوء في دار إقامة.[152]
من طرق أهل السنة : حدثنا صدقة قال أخبرنا سليمان هو بن حيان عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من جار السوء في دار المقام.[153]
 
الكافي : أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : ما زال جبرئيل عليه السلام يوصيني بالسواك حتى خفت أن أحفى - أو أدرد.[154]
من طرق أهل السنة : حدثنا هشام بن عمار. ثنا محمد بن شعيب. ثنا عثمان بن أبي العاتكة، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما جائني جبريل إلا أوصاني بالسواك. حتى لقد خشيت أن يفرض على وعلى أمتي. ولولا أنى أخاف أن أشق على أمتي لفرضته لهم. وإني لاستاك حتى لقد خشيت أن أحفى مقادم فمي ".[155]
 
الكافي : علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله افتتاح الصلاة الوضوء وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم.[156]
من طرق أهل السنة : وكيع عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية  عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم.[157]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن منذر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ثلاثة لا تقبل لهم صلاة : عبد آبق من مواليه حتى يضع يده في أيديهم، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط، ورجل أم قوما وهم له كارهون.[158]
من طرق أهل السنة : حدثنا علي بن حسين بن شقيق عن حسين بن واقد عن أبي غالب عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ثلاثة لا تجاوز صلاتهم رؤوسهم حتى يرجعوا العبد الآبق وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط وإمام قوم وهم له كارهون).[159]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من عاد مريضا ناداه مناد من السماء باسمه يا فلان طبت وطاب [ لك ] ممشاك بثواب من الجنة.[160]
من طرق أهل السنة : حدثنا محمد بن بشار. ثنا يوسف بن يعقوب. ثنا أبو سنان القسملي، عن عثمان بن أبي سودة، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من عاد مريضا نادى مناد من السماء : طبت وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلا ".[161]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمرو بن عثمان وغيره، عن المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله ليس من لباسكم شئ أحسن من البياض فألبسوه وكفنوا فيه موتاكم.[162]
من طرق أهل السنة : نا روح بن القاسم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن من خير ثيابكم البياض فألبسوها أحياءكم وكفنوا فيها موتاكم.[163]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من تاب قبل موته بسنة قبل الله توبته، ثم قال : إن السنة لكثيرة من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته، ثم قال إن الشهر لكثير، من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته، ثم قال : إن الجمعة لكثير من تاب قبل موته بيوم قبل الله توبته، ثم قال : إن يوما لكثير من تاب قبل أن يعاين قبل الله توبته.[164]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا شعبة قال إبراهيم بن ميمون أخبرني قال سمعت رجلا من بنى الحرث قال سمعت رجلا منا يقال له أيوب قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول من تاب قبل موته عاما تيب عليه ومن تاب قبل موته بشهر تيب عليه حتى قال يوما حتى قال ساعة حتى قال فواقا قال قال الرجل أرأيت إن كان مشركا أسلم قال إنما أحدثكم كما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.[165]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وآله : خير الصفوف في الصلاة المقدم وخير الصفوف في الجنائز المؤخر، قيل : يا رسول الله ولم؟ قال : صار سترة للنساء.[166]
من طرق أهل السنة : عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ان خير الصفوف صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر وخير صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاغضضن أبصاركن لا ترين عورات الرجال من ضيق الازر.[167]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من عزى مصابا كان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيئا.[168]
من طرق أهل السنة : حدثنا عمرو بن رافع. قال : ثنا علي بن عاصم، عن محمد بن سوقة،
عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من عزى مصابا فله مثل أجره ".[169]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا قبض ولد المؤمن والله أعلم بما قال العبد قال : الله تبارك وتعالى لملائكته : قبضتم ولد فلان؟ فيقولون : نعم ربنا، قال : فيقول : فما قال عبدي؟ قالوا : حمدك واسترجع، فيقول الله تبارك وتعالى : أخذتم ثمرة قلبه وقرة
عينه فحمدني واسترجع ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد.[170]
من طرق أهل السنة : حدثني الضحاك بن عبد الرحمن ابن عرزب عن أبي موسى الأشعري : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون نعم فيقول أقبضتم ثمرة فؤاده فيقولون : نعم فيقول : ما ذا قال عبدي؟ فيقولون حمدك واسترجع، فيقول الله : ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد).[171]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله هملت عين رسول الله صلى الله عليه وآله بالدموع ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون.[172]
من طرق أهل السنة : حدثنا شبابة بن سوار ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون".[173]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن داود بن فرقد [ أبي يزيد ] عن ابن أبي شيبة الزهري، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله أي المؤمنين أكيس؟ فقال : أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم له استعدادا.[174]
من طرق أهل السنة : حدثنا الزبير بن بكار. ثنا أنس بن عياض. ثنا نافع بن عبد الله عن فروة بن قيس، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، أنه قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فجاءه رجل من الأنصار فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال : يا رسول الله ! أي المؤمنين أفضل؟ قال " أحسنهم خلقا " قال : فأي المؤمنين أكيس؟ قال " أكثرهم للموت ذكرا، وأحسنهم لما بعده استعدادا.[175]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله قال : قال : النبي صلى الله عليه وآله مستريح ومستراح منه أما المستريح فالعبد الصالح استراح من غم الدنيا وما كان فيه من العبادة إلى الراحة ونعيم الآخرة وأما المستراح منه فالفاجر يستريح منه الملكان اللذان يحفظان عليه وخادمه وأهله والأرض التي كان يمشي عليها.[176]
من طرق أهل السنة : أخبرنا عبد الرزاق عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند قال : حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي عن ابن لكعب بن مالك عن أبي قتادة قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فمر عليه بجنازة فقال : مستريح أو مستراح منه، قال قلنا : يا رسول الله ! ما مستريح ومستراح منه؟ قال : العبد الصالح يستريح من نصب الدنيا وهمها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد، والشجر، والدواب.[177]
 
الكافي : الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لولا أن أشق على أمتي لاخرت العشاء إلى ثلث الليل. وروي أيضا إلى نصف الليل.[178]
من طرق أهل السنة : حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء إلى ثلث الليل أو شطر الليل.[179]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن زرارة قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر زاد أم نقص فليسجد سجدتين وهو جالس وسماهما رسول الله صلى الله عليه وآله المرغمتين.[180]
من طرق أهل السنة : حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الله بن كيسان، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سجدتي السهو المرغمتين.[181]
 
الكافي : الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال جبرئيل (عليه السلام) : يا رسول الله إنا لا ندخل بيتا فيه صورة إنسان ولا بيتا يبال فيه ولا بيتا فيه كلب.[182]
من طرق أهل السنة : حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثني ابن وهب قال حدثني عمرو عن سالم عن أبيه قال وعد النبي صلى الله عليه وسلم جبريل فقال انا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا كلب.[183]
 
الكافي : علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن يوم الجمعة سيد الأيام.[184]
من طرق أهل السنة : حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد عن عبد الرحمن بن يزيد عن أبي لبابة بن عبد المنذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ) إن يوم الجمعة سيد الأيام.[185]
 
الكافي : علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصدقة تدفع ميتة السوء.[186]
من طرق أهل السنة : حدثنا عقبة بن مكرم البصري أخبرنا عبد الله بن عيسى الخزاز عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الصدقة لتطفئ، غضب الرب وتدفع ميتة السوء).[187]
 
الكافي : غير واحد من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن غير واحد، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تصدقوا ولو بصاع من تمر ولو ببعض صاع ولو بقبضة ولو ببعض قبضة ولو بتمرة ولو بشق تمرة.[188]
من طرق أهل السنة : حدثني محمد بن بشار قال حدثنا أبو عاصم حدثنا محمد بن سليم المدني عن ابن أبي مليكة عن عائشة قالت قال النبي صلى الله عليه وسلم اتقوا النار ولو بشق تمرة.[189]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أحمد بن النضر رفعه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الأيدي ثلاث : يد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد المعطى أسفل الأيدي.[190]
من طرق أهل السنة : حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبيدة بن حميد التيمي، حدثني أبو الزعراء، عن أبي الأحوص، عن أبيه مالك بن نضلة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الأيدي ثلاثة : فيد الله العليا، ويد المعطى التي تليها، ويد السائل السفلى : فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك ".[191]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كل معروف صدقة.[192]
من طرق أهل السنة : حدثنا علي بن عياش قال حدثنا أبو غسان قال حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل معروف صدقة.[193]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أتى إليه معروف فليكاف به فإن عجز فليثن عليه فإن لم يفعل فقد كفر النعمة.[194]
من طرق أهل السنة : ثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني ثنا يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن شرحبيل الأنصاري عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أوتي إليه معروف فوجد فليكافئه ومن لم يجد فليثن به فان من اثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبي زور.[195]
 
الكافي : أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كل معروف صدقة وأفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى وابدء بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى ولا يلوم الله على الكفاف.[196]
من طرق أهل السنة : أنبأ قتيبة بن سعيد عن مالك عن نافع عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة اليد العليا خير من اليد السفلى واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة الصدقة عن ظهر غنى.[197]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عمن حدثه، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خيركم من أطعم الطعام وأفشى السلام وصلى والناس نيام.[198]
من طرق أهل السنة : أخبرنا أبو عامر العقدي، نا همام بن يحيى عن قتادة، عن هلال بن أبي ميمونة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله ! إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شئ؟ فقال : " كل شئ خلق من الماء "، فقلت له : أخبرني بشئ إذا عملت به دخلت الجنة، فقال : " افش السلام واطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل والناس نيام وادخل الجنة بسلام".[199]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن محمد بن مسلم، وأبي بصير ; وزرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الصدقة أو ساخ أيدي الناس.[200]
من طرق أهل السنة : عن زيدِ بنِ أسلم، عن أبيه ؛ أنه، قال لي عبد اللَّه بن الأرقم : إنما الصدقة أوساخ الناس.[201]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أيوب بن نوح، عن العباس بن عامر، عن داود بن الحصين، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : " من نزل على قوم فلا يصوم تطوعا إلا بإذنهم ".[202]
من طرق أهل السنة : حدثنا بشر بن معاذ العقدي البصري أخبرنا أيوب بن واقد الكوفي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم).[203]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى يقول : الصوم لي وأنا أجزي عليه.[204]
من طرق أهل السنة : حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الامر اقلب الليل والنهار حدثنا أبو نعيم حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله عز وجل الصوم لي وانا أجزي به.[205]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الحجة ثوابها الجنة والعمرة كفارة لكل ذنب.[206]
من طرق أهل السنة : عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر قال حدثني سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.[207]
 
الكافي : أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ويذكر الحج فقال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : هو أحد الجهادين.[208]
من طرق أهل السنة : أبان حدثنا مالك بن دينار عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معها أخاها عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم وحملها على قتب * وقال عمر رضي الله عنه شدوا الرحال في الحج فإنه أحد الجهادين *.[209]
 
الكافي : أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقبل وجهه إلى الناس فيقول : يا معشر الناس إذا طلع هلال شهر رمضان غلت مردة الشياطين وفتحت أبواب السماء
وأبواب الجنان وأبواب الرحمة وغلقت أبواب النار.[210]

من طرق أهل السنة : حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين.[211]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : للصائم فرحتان فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه.[212]
من طرق أهل السنة : أنبأ علي بن حرب قال حدثنا محمد بن فضيل قال حدثنا أبو سنان ضرار بن مرة عن أبي صالح عن أبي سعيد قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : للصائم فرحتان إذا أفطر فرح وإذا لقي الله فجزاه.[213]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن موسى بن بكر قال : لكل شئ زكاة وزكاة الأجساد الصوم.[214]
من طرق أهل السنة : حدثني يحيى بن عبد الحميد ثنا بن المبارك عن الأوزاعي عن جهمان عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل شئ زكاة وزكاة الجسد الصوم.[215]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الطاعم الشاكر، له من الاجر كأجر الصائم المحتسب، والمعافى الشاكر له من الاجر كأجر المبتلى الصابر، والمعطى الشاكر له من الاجر كأجر المحروم القانع.[216]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عبيد بن أبي قرة ثنا سليمان بن بلال حدثني محمد بن عبد الله بن أبي حرة عن عمه حكيم بن حرة عن سليمان الأغر عن أبي هريرة قال لا أعلمه الا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للطاعم الشاكر مثل ما للصائم الصابر.[217]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنه سئل عن الأهلة فقال : هي أهلة الشهور فإذا رأيت الهلال فصم وإذا رأيته فأفطر.[218]
من طرق أهل السنة : حدثني يحيى عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان، فقال : (لا تصوموا حتى تروا الهلال. ولا تفطروا حتى تروه. فإن غم عليكم فاقدروا له).[219]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عن أبيه عبد الله بن الفضل النوفلي، عن الحسن بن راشد قال : كان أبو عبد الله عليه السلام إذا صام تطيب بالطيب ويقول : الطيب تحفة الصائم.[220]
من طرق أهل السنة : حدثنا أحمد بن منيع أخبرنا أبو معاوية عن سعد بن طريف عن عمير بن مأمون عن الحسن بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تحفة الصائم الدهن والمجمر).[221]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن مهزم، عن طلحة ابن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفطر على التمر في زمن التمر وعلى الرطب في زمن الرطب.[222]
من طرق أهل السنة : حدثنا يونس قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا شعبة عن عاصم قال : سمعت حفصة بنت سيرين تحدث عن الرباب عن سليمان بن عامر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا صام أحدكم فليفطر على التمر فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور.[223]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي محمد الفراء قال : سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.[224]
من طرق أهل السنة : أنبأ أبو داود سليمان بن سيف الحراني قال حدثنا أبو عتاب وهو سهل بن حماد قال حدثنا عروة بن ثابت عن عمرو بن دينار قال قال بن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد.[225]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جندب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الحج جهاد الضعيف.[226]
من طرق أهل السنة : حدثنا أبو بكر قال ثنا وكيع عن القاسم بن الفضل عن أبي جعفر عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحج جهاد كل ضعيف ".[227]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن جميل، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة.[228]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة.[229]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أحدث بالمدينة حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله، قلت : وما الحدث؟ قال : القتل.[230]
من طرق أهل السنة : أنبأ بشر بن خالد قال أنبأ غندر عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال قيل لعلي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خصكم بشئ دون الناس عامة  قال ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ لم يخص الناس ليس شيئا في قراب سيفي هذا فأخذ صحيفة فيها شئ من أسنان الإبل وفيها أن المدينة حرم ما بين ثور إلى عير فمن أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا كان عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل وذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل.[231]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : لا تضحى بالعرجاء بين عرجها ولا بالعجفاء ولا بالجرباء ولا بالخرقاء ولا بالحذاء ولا بالعضباء.[232]
من طرق أهل السنة : حدثنا علي بن حجر، حدثنا جرير عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز - عن البراء بن عازب رفعه قال : (لا يضحى بالعرجاء بين ظلعها، ولا بالعوراء بين عورها، ولا بالمريضة بين مرضها، ولا بالعجفاء التي لا تنقى).[233]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا، عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري، عن فضيل بن عياض عن أبي عبد الله عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شئ.[234]
من طرق أهل السنة : حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن عبد الرحمن بن هلال العبسي عن جرير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سن سنة حسنة كان له أجرها ومثل أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيئا ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غير أن ينتقص من أوزارهم شيئا ".[235]
 
الكافي : عنه، عن علي بن الحكم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.[236]
من طرق أهل السنة : جبير بن حية الثقفي سمع النعمان بن مقرن قال لي إسماعيل بن سعيد بن عبيد الله عن أبيه عن زياد بن جبير عن أبيه : عن المغيرة بن شعبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة.[237]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن أبي مريم، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من قتل دون مظلمته فهو شهيد، ثم قال : يا أبا مريم هل تدري ما دون مظلمته؟ قلت : جعلت فداك الرجل يقتل دون أهله ودون ماله وأشباه ذلك، فقال : يا أبا مريم إن من الفقه عرفان الحق.[238]
من طرق أهل السنة : أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن علقمة عن أبي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون  مظلمته فهو شهيد.[239]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما أحب من دنياكم إلا النساء والطيب.[240]
من طرق أهل السنة : أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا سلام أبو المنذر عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة.[241]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما رأيت من ضعيفات الدين وناقصات العقول أسلب لذي لب منكن.[242]
من طرق أهل السنة : حدثنا سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا محمد بن جعفر قال أخبرني زيد هو ابن أسلم عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فانى أريتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب الرجل.[243]
 
الكافي : سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن علي بن مهزيار قال : كتب علي بن أسباط إلى أبي جعفر عليه السلام في أمر بناته وأنه لا يجد أحدا مثله فكتب إليه أبو جعفر عليه السلام فهمت ما ذكرت من أمر بناتك وأنك لا تجد أحدا مثلك فلا تنظر في ذلك
رحمك الله فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه (إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).[244]
من طرق أهل السنة : حدثنا محمد بن شابور الرقي. ثنا عبد الحميد بن سليمان الأنصاري، أخو فليح، عن محمد بن عجلان، عن ابن وثيمة البصري، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه. إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ".[245]
 
الكافي : عن علي بن القاسم، عن جعفر بن محمد، عن الحسين بن زياد، عن يعقوب بن جعفر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لعن
الله المتشبهات بالرجال من النساء ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء.[246]
من طرق أهل السنة : حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا أبو داود الطيالسي، أخبرنا شعبة، وهمام عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال : " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات بالرجال من النساء والمتشبهين بالنساء من الرجال".[247]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عبد الله ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الواشمة والموتشمة والناجش والمنجوش ملعونون على لسان محمد.[248]
من طرق أهل السنة : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال أتي عمر بامرأة تشم فقال أنشدكم بالله هل سمع أحد منكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو هريرة فقمت فقلت يا أمير المؤمنين  أنا سمعته قال فما سمعته فقلت سمعته يقول لا تشمن ولا تستوشمن لعن الواشمة والموتشمة.[249]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن الرضاع فقال : يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب.[250]
من طرق أهل السنة : حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا همام حدثنا قتادة عن جابر بن زيد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في بنت حمزة لا تحل لي يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب.[251]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينهب نهبة ذات شرف حين ينهبها وهو مؤمن، قال ابن سنان قلت لأبي الجارود : وما نهبة ذات شرف؟ قال : نحو ما صنع حاتم حين قال من أخذ شيئا فهو له.[252]
من طرق أهل السنة : حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث حدثنا عقيل عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزنى وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها ابصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن.[253]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من عال ثلاث بنات أو ثلاث أخوات وجبت له الجنة، فقيل : يا رسول الله واثنتين؟ فقال : واثنتين، فقيل : يا رسول الله وواحدة؟ فقال : وواحدة.[254]
من طرق أهل السنة : يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن محمد بن المنكدر عن
جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من عال ثلاث بنات يكفيهن ويرحمهن ويرفق بهن فهو في الجنة - أول قال : معي في الجنة).[255]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك.[256]
من طرق أهل السنة : حدثنا أبو بكر قال نا وكيع عن سفيان عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير أن مروان سأل عنها ابن عباس قال : لا طلاق قبل نكاح ولا عتق قبل ملك.[257]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير حرام، وقال عليه السلام : لا تأكل من السباع شيئا.[258]
من طرق أهل السنة : أبو عاصم نا وهب أبو خالد قال حدثتني أم حبيبة بنت العرباض عن أبيها ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية وعن النهبة وعن المجثمة وعن كل ذي ناب من السباع وعن كل ذي مخلب من الطير.[259]
 
الكافي : علي بن إبراهيم عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الخمر من خمسة : العصير من الكرم، والنقيع من الزبيب، والبتع من العسل، والمزر من الشعير، والنبيذ من التمر.[260]
من طرق أهل السنة : أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي حصين عن عامر عن بن عمر قال الخمر من خمسة من التمر والحنطة والشعير
والعسل والعنب.[261]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن عمرو بن شمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : من شرب شربة خمر لم يقبل الله منه صلاته سبعا ومن سكر لم تقبل منه صلاته أربعين صباحا.[262]
من طرق أهل السنة : عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت عبد العزيز ابن عبد الله يحدث عن عبد الله بن عمر أنه قال : من شرب الخمر لم يقبل الله منه صلاة أربعين صباحا.[263]
 
الكافي : أبو علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن الحلبي، وزرارة، ومحمد بن مسلم، وحمران بن أعين، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا : إن الخمر رأس كل إثم.[264]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حياة بن شريح حدثني بقية حدثني ضبارة بن عبد الله عن ذو يد بن نافع عن معاذ بن جبل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا معاذ.. لا تشربن خمرا فإنه رأس كل فاحشة.[265]
 
الكافي : أبو علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن الحلبي، وزرارة أيضا، ومحمد بن مسلم، وحمران بن أعين، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام أنهما قالا : مدمن الخمر كعابد وثن.[266]
من طرق أهل السنة : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن الصباح، قالا : ثنا محمد ابن سليمان بن الأصبهاني، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مدمن الخمر كعابد وثن ".[267]
 
الكافي : حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كل مسكر حرام، وكل مسكر خمر.[268]
من طرق أهل السنة : حدثنا حماد بن زيد حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مسكر خمر وكل مسكر حرام.[269]
 
الكافي : الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أم سلمة رضي الله عنها فقربت إليه كسرا فقال : هل عندك إدام؟ فقالت : لا يا رسول الله ما عندي إلا خل فقال صلى الله عليه وآله : نعم الادام الخل ما أقفر بيت فيه الخل.[270]
من طرق أهل السنة : أخبرنا أحمد بن سليمان قال ثنا يزيد قال أنا الحجاج بن أبي زينب قال سمعت جويرية بن نافع أبا سفيان قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الادام الخل.[271]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن روح ابن عبد الرحيم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام : لا تختم بالذهب فإنه زينتك في الآخرة.[272]
من طرق أهل السنة : أخبرنا الحسين بن منصور بن جعفر النيسابوري قال حدثنا حفص بن عبد الرحمن البلخي قال حدثنا سعيد عن أيوب عن نافع عن مولى للعباس أن عليا قال نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبس المعصفر وعن لبس القسي وعن التختم بالذهب.[273]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا يمسح أحدكم بثوب من لم يكسه.[274]
من طرق أهل السنة : شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن مولى لأبي
سعيد موسى عن سعيد بن أبي الحسن عن أبي بكرة أنه دعي إلى شهادة فقام له رجل من مجلسه فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى إذا قام الرجل للرجل عن مجلسه أن يجلس فيه، ونهى النبي أن يمسح الرجل يده بثوب من لا يكسوه.[275]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن من السنة أن تأخذ من الشارب حتى يبلغ الإطار.[276]
من طرق أهل السنة : قال يحيى سمعت مالكا  يقول : يؤخذ من الشَّارب حتى يبدو طرف الشَّفة، وهو الإطار.[277]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه، وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه.[278]
من طرق أهل السنة : عبد الرزاق عن ابن عيينة عن عاصم بن سليمان عن أبي عثمان النهدي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع الناس، فجاءه رجل وبه ردع خلوق، فبايعه بأطراف أصابعه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خير طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وخير طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه.[279]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سعادة المرء المسلم المسكن الواسع.[280] – وفي رواية : المركب الهنئ.[281]
من طرق أهل السنة : حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت قال حدثني خميل عن نافع بن عبد الحارث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سعادة المرء المسلم المسكن الواسع والجار الصالح والمركب الهنئ.[282]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله عليه السلام : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن على ذروة كل بعير شيطانا فامتهنوها لأنفسكم وذللوها واذكروا اسم الله فإنما يحمل الله عز وجل.[283]
من طرق أهل السنة : أخبرنا العباس بن عبد العظيم عن عبيد الله بن موسى قال أخبرنا أسامة بن زيد عن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي قال وقد صحب أبوه النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعت أبي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذروة كل بعير شيطان فإذا ركبتموها فسموا ولا تقصروا عن حاجتكم.[284]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه عن حنان بن سدير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : إياك أن تركب ميثرة حمراء فإنها ميثرة إبليس.[285]
من طرق أهل السنة : أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك قال حدثنا يحيى وهو بن آدم قال حدثنا زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن هبيرة سمعه من علي يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الميثرة الحمراء.[286]
 
الكافي : حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن عديس، عن أبان عن عثمان، عن أبي الصباح قال : سمعت كلاما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وعن علي عليه السلام وعن ابن مسعود فعرضته على أبي عبد الله عليه السلام فقال : هذا قول رسول الله صلى الله عليه وآله أعرفه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله الشقي من شقي في بطن أمه والسعيد من وعظ بغيره.[287]
من طرق أهل السنة : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال : الشقي من شقي في بطن أمه، وإن السعيد من وعظ بغيره.[288]
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب بن يزيد، عن إبراهيم بن محمد النوفلي، رفعه إلى علي بن الحسين (صلوات الله عليهما) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى.[289]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد اللّه أخبرنا أبي حدثنا ابن مهدي حدثنا همام عن قتادة عن خليد العصري عن أبي الدرداء، قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : " يا أيها الناس هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى.[290]
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن بريد بن معاوية عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن القسامة فقال : الحقوق كلها البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه.[291]
من طرق أهل السنة : حدثنا علي بن حجر. حدثنا علي بن مسهر وغيره عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته (البينة على المدعى. واليمين على المدعى عليه).[292]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله نهى أن يزاد على القبر تراب لم يخرج منه.[293]
من طرق أهل السنة : أنبأ هارون بن إسحاق قال حدثنا حفص عن بن جريج عن سليمان بن
موسى وأبي الزبير عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر أو يزاد عليه.[294]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان رش القبر على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله.[295]
من طرق أهل السنة : أخبرنا إبراهيم بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رش على قبر إبراهيم ابنه ووضع عليه حصباء.[296]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر ابن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام كيف التسليم على أهل القبور؟ قال : تقول : " السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين رحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ".[297]
من طرق أهل السنة : حدثنا حجاج بن محمد حدثنا ابن جريج أخبرني عبد الله رجل من قريش عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يوما الا أحدثكم عنى وعن أمي قال فظننا انه يريد أمه التي ولدته قال قالت عائشة : ... ان جبريل اتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت ان قد رقدت فكرهت ان أوقظك وخشيت ان تستوحشي فقال إن ربك يأمرك ان تأتى أهل البقيع فتستغفر لهم قالت قلت كيف أقول لهم يا رسول الله قال قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وانا إن شاء الله بكم للاحقون.[298]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : ماء زمزم خير ماء على وجه الأرض، وشر ماء على وجه الأرض ماء برهوت الذي بحضر موت، ترده هام الكفار بالليل.[299]
من طرق أهل السنة : حدثنا علي بن سعيد الرازي قال نا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني قال نا مسكين بن بكير قال نا محمد بن مهاجر عن إبراهيم بن أبي حرة عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم والله ما على وجه الأرض ماء شر من ماء بئر بوادي برهوت كرجل الجراد من الهوام يصبح يتدفق ويمسي لا بلال بها.[300]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوم فتح مكة : إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض وهي حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لاحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي ولم تحل لي إلا ساعة من النهار.[301]
من طرق أهل السنة : حدثنا إسحاق حدثنا أبو عاصم عن ابن جريح أخبرني حسن بن مسلم عن مجاهد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يوم الفتح فقال إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة لم تحل لاحد قبلي ولا تحل لاحد بعدي ولم تحلل لي الا ساعة من الدهر.[302]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال : الصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة.[303]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حسن يعنى ابن محمد وعبد الجبار بن محمد الخطابي قالا ثنا عبيد الله يعنى ابن عمرو الرقي عن عبد الكريم عن عطاء عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا  أفضل من ألف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة.[304]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من أكل في كل يوم سبع تمرات عجوة على الريق من تمر العالية لم يضره سم ولا سحر ولا شيطان.[305]
من طرق أهل السنة : حدثنا جمعة بن عبد الله حدثنا مروان أخبرنا هاشم بن هاشم أخبرنا عامر بن سعد عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصبح كل يوم سبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر.[306]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : ما يروي الناس أن الصلاة في جماعة أفضل من صلاة الرجل وحده بخمس وعشرين صلاة؟ فقال : صدقوا، فقلت : الرجلان يكونان جماعة؟ فقال : نعم ويقوم الرجل عن يمين الامام.[307]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة.[308]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن في الليل لساعة ما يوافقها عبد مسلم ثم يصلي ويدعو الله عز وجل فيها إلا استجاب له في كل ليلة، قلت : أصلحك الله وأي ساعة هي من الليل؟ قال : إذا مضى نصف الليل وهي السدس الأول من أول النصف.[309]
من طرق أهل السنة : وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن في الليل لساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من امر الدنيا والآخرة الا أعطاه إياه وذلك كل ليلة.[310]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة.[311]
من طرق أهل السنة : وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني عبد الرحمن الأعرج انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة.[312]
 
الكافي : عن النضر، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة ما الامام من الخطبة إلى أن يستوي الناس في الصفوف وساعة أخرى من آخر النهار إلى غروب الشمس.[313]
من طرق أهل السنة : حدثنا هشيم قال أخبرنا حجاج عن عطاء عن عبد الله بن سلام قال ما بين العصر إلى أن تغرب الشمس.[314]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : (ولا يعصينك في معروف) قال : المعروف أن لا يشققن جيبا ولا يلطمن خدا ولا يدعون ويلا ولا يتخلفن عند قبر ولا يسودن ثوبا ولا ينشرن شعرا.[315]
من طرق أهل السنة : حدثنا وكيع عن سفيان عن زيد بن أسلم * (ولا يعصينك في معروف) * قال لا يشققن جيبا ولا يخمشن وجها ولا ينثرن شعرا ولا يدعون ويلا.[316]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام البلاء وما يخص الله عز وجل به المؤمن، فقال : سئل رسول الله صلى الله عليه وآله من أشد الناس بلاء في الدنيا فقال : النبيون ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلي المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن أعماله فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه.[317]
من طرق أهل السنة : أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا شيبان أبو معاوية عن عاصم عن مصعب
بن سعد عن أبيه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس بلاء قال النبيون ثم الأمثل فالأمثل فيبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان صلب الدين اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه فما تبرح البلايا على العبد حتى تدعه يمشي في الأرض ليست عليه خطيئة.[318]
 
الكافي : الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) على المنبر : لا يجد أحد [ كم ] طعم الايمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه.[319]
من طرق أهل السنة : حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى البصري، أخبرنا عبد الله بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه). وفي الباب عن عبادة وجابر وعبد الله بن عمرو.[320]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من طلب رضا الناس بسخط الله جعل الله حامده من الناس ذاما.[321]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد اللّه حدثنا أبي حدثنا وكيع حدثنا زكريا عن عامر، قال : كتبت عائشة إلى معاوية أما بعد فإن العبد إذا عمل بمعصية اللّه عاد حامده من الناس ذاما.[322]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : ادع ولا تقل : قد فرغ من الامر فإن الدعاء هو العبادة إن الله عز وجل يقول : " إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " وقال : " ادعوني أستجب لكم".[323]
من طرق أهل السنة : حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن ذر عن يسيع عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الدعاء هو العبادة "، ثم تلا : (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) الآية.[324]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن ثابت، عن أسماء قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أصابه هم أو غم أو كرب أو بلاء أو لاواء فليقل : " الله ربي ولا أشرك به شيئا، توكلت على الحي الذي لا يموت ".[325]
من طرق أهل السنة : قيس بن حفص نا عبد الواحد سمع مجمع بن يحيى حدثني أبو الغوث صعب أو صعيب سمعت أسماء بنت أبي بكر  (وفي بعض المصادر أسماء بنت عميس)سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من أصابه غم أو هم أو سقم أو شدة أو أذى أو لأواء فقال : الله أكبر ربى لا شريك له، كشف عنه.[326]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن الحسن بن عمار الدهان عن مسمع، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما طرح إخوة يوسف يوسف في الجب أتاه جبرئيل عليه السلام فدخل عليه فقال : يا غلام ما تصنع ههنا؟ فقال : إن إخوتي ألقوني في الجب، قال : فتحب أن تخرج منه؟ قال : ذاك إلى الله عز وجل، إن شاء أخرجني قال : فقال له : إن الله تعالى يقول لك : ادعني بهذا الدعاء حتى أخرجك من الجب فقال له : وما الدعاء؟ فقال : قل : " اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي مما أنا فيه فرجا ومخرجا " قال : ثم كان من قصته ما ذكر الله في كتابه.[327]
من طرق أهل السنة : أخبرنا قتيبة قال نا خلف يعني بن خليفة عن حفص بن أخي أنس عن أنس قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا يعني ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد وتشهد دعا فقال في دعائه اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم إني أسألك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه تدرون بما دعا قالوا الله ورسوله أعلم قال والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى.[328]
 
الكافي : عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي بصير : إن خفت أمرا يكون أو حاجة تريدها فابدأ بالله ومجده وأثن عليه كما هو أهله وصل على النبي صلى الله عليه وآله وسل حاجتك وتباك ولو مثلرأس الذباب، إن أبي عليه السلام كان يقول : إن أقرب ما يكون العبد من الرب عز وجل وهو ساجد باك.[329]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد اللّه حدثني هارون بن معروف حدثنا عبد اللّه بن وهب عن عمرو يعني ابن الحارث عن عمارة بن غزية عن سمي مولى أبي بكر أنه سمع أبا صالح ذكوان يحدث عن أبي هريرة أن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم قال : إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء.[330]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن سليمان ابن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام أن قوما أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا : يا رسول الله إنا رأينا أناسا يسجد بعضهم لبعض فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.[331]
من طرق أهل السنة : أخبرنا محمد بن معاوية بن مالج قال ثنا خلف وهو بن خليفة عن بعض بني أخي أنس بن مالك عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها.[332]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة عن الوصافي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من سره أن يمد الله في عمره وأن يبسط له في رزقه فليصل رحمه.[333]
من طرق أهل السنة : حدثني إبراهيم بن المنذر حدثنا محمد بن معن قال حدثني أبي عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره ان يبسط له في رزقه ان ينسأ له في اثره فليصل رحمه.[334]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن عبد العزيز عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم
ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت.[335]
من طرق أهل السنة : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذين جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا " أو ليصمت.[336]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن عمرو بن عكرمة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : كل أربعين دارا جيران، من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله.[337]
من طرق أهل السنة : حدثنا محمد بن جامع العطار حدثنا محمد بن عثمان حدثنا عبد السلام بن أبي الجنوب عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حق الجوار أربعون جارا هكذا وهكذا وهكذا يمينا وشمالا وقداما وخلفا.[338]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير ; ومحمد بن يحيى، عن الحسين ابن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن علي بن فضال، عن فضالة بن أيوب، جميعا عن معاوية بن عمار، عن عمرو بن عكرمة قال : لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه.[339]
من طرق أهل السنة : يزيد بن هارون قال حدثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما هو بمؤمن من لم يأمن جاره بوائقه).[340]
 
الكافي : أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكا إليه أذى من جاره، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله : اصبر، ثم أتاه ثانية فقال له النبي صلى الله عليه وآله : اصبر، ثم عاد إليه فشكاه ثالثة فقال النبي صلى الله عليه وآله للرجل الذي شكا : إذا كان عند رواح الناس إلى الجمعة فأخرج متاعك إلى الطريق حتى يراه من يروح إلى الجمعة فإذا سألوك فأخبرهم قال : ففعل، فأتاه جاره المؤذي له فقال له : رد متاعك فلك الله علي أن لا أعود.[341]
من طرق أهل السنة : حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا سليمان بن حيان، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جاره، فقال : (اذهب فاصبر) فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال : (اذهب فاطرح متاعك في الطريق) فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه : فعل الله به، وفعل، وفعل، فجاء إليه جاره فقال له : ارجع لا ترى منى شيئا تكرهه.[342]
 
الكافي : عنه، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن عثمان عن أبي الحسن البجلي، عن عبيد الله الوصافي، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع، قال : وما من أهل قرية يبيت [ و ] فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة.[343]
من طرق أهل السنة : حدثنا الحسين قال : أخبرنا الفضل بن موسى قال : حدثنا الوصافي، عن محمد بن علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما آمن بي من أمسى وهو شبعان وجاره جائع ".[344]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير.[345]
من طرق أهل السنة : حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير باب تسليم الراكب على الماشي.[346]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن علي بن عقبة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن اللعنة إذا خرجت من في صاحبها ترددت بينهما فإن وجدت مساغا وإلا رجعت على صاحبها.[347]
من طرق أهل السنة : حدثنا أحمد بن صالح، ثنا يحيى بن حسان، ثنا الوليد بن رباح، قال : سمعت نمران يذكر، عن أم الدرداء، قالت : سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى قائلها.[348]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله تعالى عورته يفضحه ولو في بيته.[349]
من طرق أهل السنة : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر عن أبان وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بعد صلاة العصر فرفع صوته حتى أسمع العواتق في خدورهن، قال : يا معشر من أعطى الاسلام بلسانه، ولم يدخل الايمان قلبه، لا تؤذوا المؤمنين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه في بيته.[350]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من فارق جماعة المسلمين قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه.[351]
من طرق أهل السنة : حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير وأبو بكر بن عياش ومندل، عن مطرف، عن أبي جهم، عن خالد بن وهبان، عن أبي ذر، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه).[352]
 
الكافي : عنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله ، ليس منا من ماكر مسلما.[353]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد بن حميد، حدثنا زيد بن حباب العكلي، حدثني أبو سلمة الكندي، حدثنا فرقد السبخي عن مرة بن شراحيل الهمداني وهو الطيب عن أبي بكر الصديق قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ملعون من ضار مؤمنا أو مكر به).[354]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا كان القوم ثلاثة فلا يتناجى منهم اثنان دون صاحبهما فإن في ذلك [ م‍ ] ما يحزنه ويؤذيه.[355]
من طرق أهل السنة : أبو الأحوص عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا كان ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون واحد أجل أن يحزنه حتى يختلط بالناس).[356]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير عن سليم الفراء، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكتحل بالإثمد إذا أوى إلى فراشه وترا وترا.[357]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا أسود بن عامر ثنا إسرائيل عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكتحل بالإثمد كل ليلة قبل أن ينام وكان يكتحل في كل عين ثلاثة أميال.[358]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل الرطب بالخربز. وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل البطيخ بالتمر.[359]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي البصري، حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل البطيخ بالرطب.[360]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن سعيد الأعرج قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : صلى رسول الله صلى الله عليه وآله ثم سلم في ركعتين فسأله من خلفه يا رسول الله أحدث في الصلاة شئ؟ قال : وما ذلك؟ قالوا : إنما صليت ركعتين، فقال : أكذلك يا ذا اليدين؟ وكان يدعى ذا الشمالين فقال : نعم، فبنى على صلاته فأتم الصلاة أربعا. وقال : إن الله هو الذي أنساه رحمة للأمة الا ترى لو أن رجلا صنع هذا لعير وقيل : ما تقبل صلاتك فمن دخل عليه اليوم ذاك قال : قد سن رسول الله صلى الله عليه وآله وصارت أسوة وسجد سجدتين لمكان الكلام.[361]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك بن أنس عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن محمد ابن سيرين عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق ذو اليدين فقال الناس نعم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اثنتين أخريين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول.[362]
 
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنما اقضي بينكم بالبينات والايمان وبعضكم ألحن بحجته من بعض فأيما رجل قطعت له من مال أخيه شيئا فإنما قطعت له به قطعة من النار.[363]
من طرق أهل السنة : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال أنا عبد الرزاق قال ثنا معمر عن الزهري عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحية خصم عند باب أم سلمة فخرج إليهم فقال إنكم تختصمون إلي وإنما أنا بشر ولعل بعضكم أن يكون أعلم بحجته من بعض فأقضي له بما أسمع فأظنه صادقا فمن قضيت له من حق أخيه فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها.[364]
 
الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبن فضال، عن ابن بكير عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله أتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي صلى الله عليه وآله فقال لها : ما حملك على ما صنعت؟ فقالت : قلت : إن كان نبيا لم
يضره وإن كان ملكا أرحت الناس منه، قال : فعفا رسول الله صلى الله عليه وآله عنها.[365]
من طرق أهل السنة : حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، وثنا وهب بن بقية في موضع آخر، عن خالد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، ولم يذكر أبا هريرة، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، زاد : فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأكل القوم، فقال : (ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة) فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية : (ما حملك على الذي صنعت)؟ قالت : إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت، وإن كنت ملكا أرحت الناس منك، فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت، ثم قال في وجعه الذي مات فيه : (ما زلت أجد من الاكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان قطعت أبهري).[366]
 
الكافي : عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان ابن عيينة، عن أبي عبد الله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال : أنا أولى بكل مؤمن من نفسه وعلي أولى به من بعدي، فقيل له : ما معنى ذلك؟ فقال : قول النبي صلى الله عليه وآله من ترك دينا أو ضياعا فعلي، ومن ترك مالا فلورثته.[367]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبو عامر حدثنا فليح عن هلال ابن علي عن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من مؤمن الا وانا أولى به في الدنيا والآخرة اقرؤا ان شئتم النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم فأيما مؤمن مات وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فأنا مولاه.[368]
 
الكافي : سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عبد المؤمن، الأنصاري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عرضت علي بطحاء مكة ذهبا فقلت : يا
رب لا ولكن أشبع يوما وأجوع يوما فإذا شبعت حمدتك وشكرتك وإذا جعت دعوتك وذكرتك.[369]
من طرق أهل السنة : حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا علي بن إسحاق ثنا عبد الله أنا يحيى بن أيوب ثنا عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال وثنا بهذا الاسناد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرض على ربي عز وجل ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت لا يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما أو نحو ذلك فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك.[370]
 
الكافي : أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي، عن أبي كهمس، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ألا أنبئكم بالمؤمن؟ من ائتمنه المؤمنون على أنفهسم، وأموالهم، ألا أنبئكم بالمسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر السيئات وترك ما حرم الله والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة.[371]
من طرق أهل السنة : حدثنا أبو نعيم حدثنا زكريا عن عامر سمعت عبد الله بن عمرو يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه.[372]

 
بعض ما جاء في كتاب الكافي مما إنفردت به الإمامية من عقائد
 
     بعض العقائد التي وردت في الكافي والتي تخالف عقائد المسلمين والرد عليها، وهذه العقائد ليست حكراً على الكليني، بل سائر الشيعة ولكن سنقتصر على ما ورد في الكافي باعتبار أن هذه الدراسة عن هذا الكتاب.
 
     تحت عنوان (باب الاضطرار إلى الحجة) ذكر أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم وأن عليا عليه السلام كان قيم القرآن.[373]
     وهذا يعني[374] أن النص القرآني لا يمكن أن يحتج به إلا بالرجوع لقول الإمام؟ وهذا يعني أن الحجة هي في قول الإمام لا قول الرحمن، وأن قول الإمام هو أفصح من كلام الرحمن، ويظهر من هذا أنهم يرون أن الحجة في قول الإمام لأنه الأقدر على البيان من القرآن، ولهذا سموه بالقرآن الصامت وسمو الإمام بالقرآن الناطق، ويروون عن علي أنه قال : "هذا كتاب الله الصامت وأنا كتاب الله الناطق". وقال : "ذلك القرآن فاستنطقوه فلن ينطق لكم أخبركم عنه.".[375]
     ومثل ذلك كثير. وحيناً يزعمون بأن القرآن لم يفسر إلا لرجل واحد هو علي.[376] وما ندري لم يكون علي قيم القرآن وهو القرآن نفسه؟! وإذا كان هو القرآن أو القيم عليه فلماذا يفسر له، وكيف يفسر له وهو تفسيره؟! إنها أقوال يضرب بعضها بعضاً، وهي برهان أكيد على أنها من وضع زنديق أراد إفساد دين المسلمين، وكيف يقال مثل ذلك في كتاب أنزله الله سبحانه وتعالى ليكون هداية للناس (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) [الإسراء، آية : 9.].
     قال الخليفة الراشد علي رضي الله عنه : "كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسن، ولا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم" [قال ابن كثير في تعليقه على هذا الخبر : "وقد وهم بعضهم في رفعه، وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلام أمير المؤمنين علي - رضي الله عنه –". (انظر : ابن كثير / فضائل القرآن : ص 15). وقد أخرجه مرفوعاً الترمذي، في ثواب القرآن، باب ما جاء في فضل القرآن رقم (2906) : 4 /172، والدارمي في سننه، كتاب فضائل القرآن، باب فضل القرآن ص : 831، ورواه الإمام أحمد في مسنده : 2 /703 رقم (704)، (تحقيق أحمد شاكر).
     والحديث في سنده مقال. قال الترمذي : "هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده مجهول، وفي الحارث (أحد رجال السند) مقال". (انظر : الترمذي : 4 /172)، وقال الحافظ ابن العربي المالكي : وحديث الحرث لا ينبغي أن يعول عليه. (انظر : عارضة الأحوذي : 11 /30). قال الشيخ أحمد شاكر : إسناده ضعيف جداً من أجل الحارث. (انظر : المسند 2 /704) وقال الشيخ الألباني : إسناده ضعيف، فيه الحارث الأعور، وهو لين، بل اتهمه بعض الأئمة بالكذب، ولعل أصله موقوف على علي - رضي الله عنه - فأخطأ الحارث فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم (انظر : اشرح الطحاوي، الطبعة التي خرج أحاديثها الألباني ص : 68) وهذا الأثر مروي عن علي في كتب الشيعة : انظر : تفسير العياشي : 1 /3، البرهان : 1 /7، تفسير الصافي : 1 /15، بحار الأنوار : 19 /7.].
     وقال ابن عباس رضي الله عنه : تضمن الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة، ثم قرأ هذه الآية : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى) [انظر : تفسير ابن جرير الطبري : 16 /225.].
     ومسألة أن كتاب الله هو الحجة والإمام لا تحتاج إلى بسط الأدلة، والتوسع في إقامة البراهين، ولقد آثرنا فيما عرضنا من دليل أن نأخذه من كتاب الله سبحانه، ومما جاء عن بعض أهل البيت في مصادر أهل السنة. وقبل أن ننهي الحديث في هذه القضية نشير إلى ما ينقضها من كتب الشيعة نفسها كبرهان على تناقضهم، كما نشير إلى الهدف من وضع تلك المقالة.
     ففي بعض مصادرهم المعتمدة جاء النص التالي : "ذكر الرضا رضي الله عنه يوماً القرآن فعظم الحجة فيه.. فقال : هو حبل الله المتين وعروته الوثقى.. جعل دليل البرهان [كذا وردت في المصدر المنقول عنه، وقد تكون صوابها «الحيران» لأن البرهان لا يحتاج إلى دليل.] وحجة على كل إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد" [انظر : (المجلسي / البحار : 92 /14، ابن بابويه / عيون أخبار الرضا : 2 /130.].
     وفي نص آخر لهم : ".. فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل.." [انظر : تفسير العياشي : 1 /2، البحار : 92 /17.].
     وفي نهج البلاغة المنسوب لعلي جاء النص التالي : "فالقرآن آمر زاجر، وصامت ناطق، حجة الله على خلقه.." [نهج البلاغة ص : 265، تحقيق صبحي الصالح].
     ولهذه النصوص شواهد أخرى وهي تكشف لنا مدى التناقض والاضطراب الواقع في مصادر هؤلاء القوم؛ فرواياتهم - كما ترى - يعارض بعضها بعضاً، لكنهم في حالة التناقض تلك قد وضعوا لهم منهجاً خطيراً وهو الأخذ بما خالف العامة - وهم أهل السنة عندهم - كما سيأتي تفصيل ذلك في معتقدهم في الإجماع - فيأخذون بالجانب الشاذ عن الجماعة، وإن جاء نص يخالفه، وإن استيقظ شيخ من شيوخهم واستمع إلى نداء الحق وأعلن مخالفته لضلالهم قالوا في ذلك كله : تقية.
     والمتأمل لتلك المقالة التي تواترت في كتب الشيعة يلاحظ أنها من وضع عدو حاقد أراد أن يصد الشيعة عن كتاب الله سبحانه، ويضلهم عن هدى الله، فما دامت تلك المقالة ربطت حجية القرآن بوجود القيم، والقيم هو أحد الأئمة الاثني عشر؛ لأن القرآن فسر لرجل واحد وهو علي، وقد انتقل علم القرآن من علي إلى سائر الأئمة الاثني عشر، كل إمام يعهد بهذا العلم إلى من بعده، حتى انتهى إلى الإمام الثاني عشر [سنبين هذا بالتفصيل - إن شاء الله - في فصل السنة.] وهو غائب مفقد عند الاثني عشرية منذ ما يزيد على أحد عشر قرناً، ومعدوم عند طوائف من الشيعة وغيرهم..
     فما دامت هذه المقالة ربطت حجية القرآن بهذا الغائب أو المعدوم فكأن نهايتها أن الاحتجاج بالقرآن متوقف لغياب قيمه أو عدمه، وأنه لا يرجع إلى كتاب الله، ولا يعرج عليه في مقام الاستدلال ؛ لأن الحجة في قول الإمام فقط، وهو غائب فلا حجة فيه حينئذ، ولذلك فإن طائفة الأخبارية من الاثني عشرية "أنكروا- كما يعترف شيوخ الاثني عشرية - الأدلة الثلاثة [يعني : الإجماع، والعقل، والقرآن الكريم.] بما فيها القرآن الكريم، وخصوا الدليل بالواحد أعني الأخبار فلذلك سمو بالاسم المذكور.
     وحسبك بهذا ضلال، وإضلال عن صراط الله... وتلك ليست هي نهاية التآمر على كتاب الله، وعلى الشيعة، ولكنها حلقة من حلقات، ومؤامرة ضمن سلسلة مؤامرات طوحت بالشيعة بعيداً عن جماعة المسلمين، وهي مقدمة، أو إرهاص لبدء المحاولة في تفسير كتاب الله على غير وجهه، وزعمهم أن هذا هو ما جاء عن القيم والإمام من أهل البيت، والحجة فيه لا في غيره، وهو الناطق عن القرآن، والمبين له.. ولا حجة في القرآن إلا به.
     والمسألة الثانية : اعتقادهم بأن الأئمة اختصوا بمعرفة القرآن لا يشركهم فيه أحد : جاء في أصول الكافي في خبر طويل عن أبي عبد الله قال : "إن الناس يكفيهم القرآن ولو وجدوا له مفسراً، وإن رسول الله صلى الله عليه وآله فسره لرجل واحد، وفسر للأمة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب.[377]
     وفي الكافي مجموعة من الأبواب كل باب يتضمن طائفة من أخبارهم في هذا الموضوع مثل :
باب "أن الأئمة  ولاة أمر الله وخزتة علمه".
باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الأئمة.
باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الأئمة.
باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة.
باب أن الأئمة قد أوتوا العلم وأثبت في صدورهم.[378]
نقد هذه المقالة :
     تقوم هذه المقالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم أودع علياً علم القرآن، وقد وجد لهذه المقالة أصل في حياة أمير المؤمنين، وأظهرت السبئية القول بأن عند علي غير ما عند الناس، فنفى أمير المؤمنين ذلك نفياً قاطعاً وقال : "والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهماً يعطى رجل في كتابه...".
     ومما يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لأصحابه معاني القرآن، كما بيّن لهم ألفاظه، فقوله تعالى : (لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) [النحل، آية : 44.] يتناول هذا وهذا.
     ولهذا كانوا يبقون مدة في حفظ السورة، وذلك أن الله تعالى قال : (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ) [سورة ص، آية : 29.]. وقال : (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) [النساء، آية : 82، محمد، آية : 24.] وقال : (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ) [المؤمنون، آية : 68.]. وتدبر القرآن بدون فهم معانيه لا يمكن، وكذلك قال تعالى : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [يوسف، آية : 2.]. وعقل القرآن متضمن لفهمه، ومن المعلوم أن كل كلام فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه، فالقرآن أولى بذلك.
     ولهذا لم تعد فئة من الشيعة تهضم هذه المقالة. وخرجت عن القول بكل ما فيها، فقالت بأن ظواهر القرآن لا يختص بعلمها الاثنا عشر، بل يشركهم غيرهم فيها، أما بواطن الآيات فمن اختصاص الأئمة. وقام خلاف كبير حول حجية ظواهر القرآن بين الأخبارين والأصوليين، فالفئة الأولى ترى أنه لا يعلم تفسير القرآن كله ظاهره وباطنه إلا الأئمة، والأخرى ترى حجية ظواهر القرآن لعموم الأدلة في الدعوة لتدبر القرآن وفهمه [تعرضت لهذه المسألة كثير من كتب التفسير وأصول الفقه عندهم.[379]
     إن دعوى أن القرآن لم يفسر إلا لعلي هي مخالفة لقول الله سبحانه : (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) [النحل، آية : 44.]. فالبيان للناس لا لعلي وحده - كما سبق -. فليس لمن قال بهذه المقالة إلا أحد طريقين : إما القول بأن الرسول لم يبلغ ما أنزل إليه، وإما أن يكذب القرآن، وهي مخالفة للعقل وما علم من الإسلام بالضرورة، ودعوى أن علم القرآن اختص به الأئمة ينافيه اشتهار عدد كبير من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفسير القرآن كالخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وزيد بن ثابت وغيرهم. "وكان علي - رضي الله عنه - يثني على تفسير ابن عباس.
     قال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وهذا ابن عباس نقل عنه من التفسير ما شاء الله بالأسانيد الثابتة ليس في شيء منها ذكر علي، وابن عباس يروي من غير واحد من الصحابة؛ يروي عن عمر وأبي هريرة وعبد الرحمن بن عوف وعن زيد بن ثابت وأبيّ بن كعب وأسامة بن زيد وغير واحد من المهاجرين والأنصار. وروايته عن علي قليلة جداً، ولم يخرج أصحاب الصحيح شيئاً من حديثه عن علي، وخرجوا حديثه عن عمر وعبد الرحمن بن عوف وأبي هريرة وغيرهم... وما يعرف بأيدي المسلمين تفسير ثابت عن علي، وهذه كتب الحديث والتفسير مملوءة بالآثار عن الصحابة والتابعين، والذي منها عن علي قليل جداً، وما ينقل من التفسير عن جعفر الصادق عامته كذب على جعفر".[380]
ثم إن تعميم القول بأن الأئمة يعلمون القرآن كله غلو فاحش، ذلك أنه كما يقول ابن جرير الطبري : "إن مما أنزل الله من القرآن ما لا يوصل إلى علم تأويله إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك تفصيل ما هو مجمل في ظاهر التنزيل، وبالعباد إلى تفسيره الحاجة، من شرائع الدين؛ كأوامره، ونواهيه، وحلاله، وحرامه، وحدوده، وفرائضه. فلا يعلم أحد من خلق الله تأويل ذلك إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يعلمه رسول الله إلا بوحي الله. ومنه ما لا يعلم تأويله إلا الله الواحد القهار، وذلك ما فيه من أمور استأثر الله بعلمها؛ كوقت قيام الساعة والنفخ في الصور.. ومنه ما يعلم تأويله كل ذي علم باللسان العربي الذي نزل به القرآن" [تفسير الطبري : 1 /73-74، 87-88.].

هذا وقولهم : إن علم القرآن انفرد بنقله علي يفضي إلى الطعن في تواتر شريعة القرآن من الصحابة إلى سائر الأجيال، لأنه لم ينقلها - على حد زعمهم- عن رسول الله إلا واحد هو علي..
     وهذه المقالة مؤامرة، الهدف منها الصد عن كتاب الله سبحانه والإعراض عن تدبره، واستلهام هديه، والتفكر في عبره، والتأمل في معانيه ومقاصده. فالقرآن في دين الشيعة لا وسيلة لفهم معانيه إلا من طريقة الأئمة الاثني عشر، أما غيرهم فمحروم من الانتفاع به، وهي محاولة - أو حيلة - مكشوفة الهدف، مفضوحة القصد؛ لأن كتاب الله نزل بلسان عربي مبين وخوطب به الناس أجمعون (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [يوسف، آية : 2.]، (هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ) [آل عمران، آية : 138.]. وأمر الله عباده بتدبره، والاعتبار بأمثاله، والاتعاظ بمواعظه، ومحال أن يقال لمن لا يفهم ما يقال له ولا يعقل تأويله : اعتبر بما لا فهم لك به ولا معرفة من البيان والكلام.[381]
     وهي محاولة للصد عن ذلك العلم العظيم في تفسير القرآن، والذي نقله إلينا صحابة رسول الله والسلف والأئمة..  فهذه الكنوز العظيمة لا عبرة بها ولا قيمة لها في دين الشيعة، لأنها ليست واردة عن الأئمة الاثني عشرية، وقد صرح بذلك بعض شيوخهم المعاصرين فقال : "إن جميع التفاسير الواردة عن غير أهل البيت لا قيمة لها ولا يعتد بها".[382]
 

اعتقادهم في تأويل القرآن
وفيه مسألتان : الأولى : اعتقادهم بأن للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهر، والثانية : قولهم بأن جل القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم.
المسألة الأولى : اعتقادهم بأن للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهر :
وهذه المسألة قد أخذت بعداً كبيراً وخطيراً عند الشيعة، حيث تحول كتاب الله عندهم بتأثير هذا المعتقد إلى كتاب آخر غير ما في أيدي المسلمين، وقد ذهب شيوخ الشيعة وفي تطبيق هذا المبدأ شوطاً بعيداً، وقدم الشيعة مئات الروايات والتي تؤول آيات الله على غير تأويلها.. ونسبوها للأئمة الاثني عشر. وليس لهذا التأويل الباطني من ضابط، ولا له قاعدة يعتمد عليها.. وسيجد القارئ في تأويلهم لآيات القرآن محاولة يائسة لتغيير هذا الدين وتحوير معالمه وطمس أركانه.
فأركان الدين تفسر بالأئمة، وآيات الشرك والكفر تؤول بالشرك بولاية علي وإمامته، وآيات الحلال والحرام تفسير بالأئمة وأعدائهم، وهكذا يخرج القارئ لهذه التأويلات بدين غير دين الإسلام. وهذا الدين له ركنان أساسيان هما : الإيمان بإمامة الاثني عشر، والكفر واللعن لأعدائهم.
جاء في أصول الكافي للكليني ما نصه : ".. عن محمد بن منصور قال : سألت عبداً صالحاً (يعنون به موسى الكاظم) عن قول الله عز وجل : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأعراف، آية : 33.]. قال : فقال : إن القرآن له ظهر وبطن، فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الجور، وجميع ما أحل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الحق".[383]
     تقرر هذه الرواية الواردة في أصح كتبهم الأربعة مبدأ أن للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهر مخالفة تامة، وتضرب المثل بما أحل الله وحرم في كتابه من الطيبات، والخبائث، وأن المقصود بذلك رجال بأعيانهم هم الأئمة الاثنا عشرية، وأعداؤهم وهم كل خلفاء المسلمين.. وهذا التأويل لا أصل له من لغة أو عقل، أو دين، وهو محاولة لتغيير دين الإسلام من أساسه ودعوة إلى التحلل والإباحية!!
     وفي هذا النص الوارد في أصح كتبهم يظهر من خلاله الدافع إلى القول بأن القرآن له ظهر وبطن، وهو أن كتاب الله سبحانه خلا من ذكر أئمتهم الاثني عشر، ومن النص على أعدائهم، وهذا الأمر أقضَّ مضاجعهم، وأفسد عليهم أمرهم، وقد صرحوا بأن كتاب الله قد خلا من ذكر الأئمة فقالوا : "لو قرئ القرآن كما أنزل لألفينا مسمين". فلما لم يكن لأصل مذهبهم وهو (الإمامة) والأئمة ذكر في كتاب الله قالوا بهذه المقالة لإقناع أتباعهم، وترويج مذهبهم بين الأغرار والجهلة، وحتى يجعلوا لهذه المقالة القبول أسندوها - كعادتهم - لبعض آل البيت.
نقد هذه المقالة :
     لا شك أن للقرآن العظيم أسراره ولفتاته، وإيماءاته وإيحاءاته، وهو بحر عظيم لا تنفذ كنوزه ولا تنقضي عجائبه، ولا ينتهي إعجازه.. وكل ذلك مما يتسع له اللفظ ولا يخرج عن إطار المعنى العام.. ولكن دعوى أولئك الباطنيين غريبة عن هذا المقصد، وهي تأويلات لا تتصل بمدلولات الألفاظ ولا بمفهومها، ولا بالسياق القرآن، بل هي مخالفة للنص القرآني تماماً، هدفها هو البحث في كتاب الله من أصل يؤيد شذوذهم، وغايتها الصد عن كتاب الله ودينه، وحاصل هذا الاتجاه الباطني في تأويل نصوص الشريعة هو الانحلال عن الدين.
     وعموم البشر على اختلاف لغاتهم يعتبرون ظاهر الكلام هو العمدة في المعنى، وأسلوب الأحاجي والألغاز لا وجود له إلا في الفكر الباطني، ولو اتخذ هذا الأسلوب قاعدة لما أمكن التفاهم بحال، ولما حصل الثقة بمقال؛ لأن المعاني الباطنية لا ضابط لها ولا نظام.
     والمتأمل لهذه المقالة يدرك خطورة هذا الاتجاه الباطني في تفسير القرآن، وأنه يقتضي بطلان الثقة بالألفاظ، ويسقط الانتفاع بكلام الله وكلام رسوله، فإن ما يسبق إلى الفهم لا يوثق به، والباطن لا ضابط له، بل تتعارض فيه الخواطر، ويمكن تنزيله على وجوه شتى، وبهذا الطريق يحاول الباطنية التوصل إلى هدم جميع الشريعة بتأويل ظواهرها، وتنزيلها على رأيهم. ولو كانت تلك التأويلات الباطنية هي معاني القرآن، ودلالاتها لما تحقق به الإعجاز، ولكن من قبيل الألغاز، والعرب كانت تفهم القرآن من خلال معانيه الظاهرة.
المسألة الثانية : قولهم بأن جل القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم :
     ففي الكافي : "إن القرآن نزل أربعة أرباع : ربع حلال، وربع حرام، وربع سنن وأحكام، وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم".[384]
     ولكن تأتي رواية أخرى بتقسيم آخر لكتاب الله تجعل فيه نصيب الأئمة وأعدائهم ثلث القرآن، وكأنها تحاول أن تتلافى ما في الرواية السابقة من نسيان لذكر الأئمة، إلا أنها لم تجعل للأئمة وأعدائهم إلا ثلث القرآن لا جله، تقول الرواية : "نزل القرآن أثلاثاً : ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام".[385] ولكن تأتي رواية ثالثة يزيد فيها نصيب الأئمة ومخالفيهم من الثلث إلى النصف؛ تقول الرواية : "نزل القرآن على أربعة أرباع : ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع في فرائض وأحكام".[386]
     ومن له أدنى صلة باللسان العربي يدرك أن هذه الأبواب وتلك الروايات إلحاد في كتاب الله، وتحريف لكلامه سبحانه عن مواضعه. وأن مثل هذه التحريفات لا تلتبس إلا على أعجمي جاهل بالإسلام ولغة العرب، ولعلها برهان واقعي على أن من حاول المساس بكتاب الله سبحانه سقط إلى هذا الدرك الهابط، وليس هذا النهج في كتب الروايات والأحاديث فحسب، فأنت إذا طالعت عمدة التفسير عند الطائفة "وأصل أصول التفاسير" [انظر : مقدمة تفسير القمي : 1 /16.] لديها، وهو تفسير القمي ألفيته قد أخذ من تلك التفاسير الباطنية بنصيب وافر، ومثله تفسير العياشي وهو من كتب التفسير القديمة المعتمدة عندهم، وعلى نفس الطريق تجد تفسير البرهان، وتفسير الصافي وغيرها، وهي تعتمد على تفسير الآيات - بما زعموا - أنه المأثور عن جعفر الصادق أو بقية الانثي عشر.
هذا وقبل أن أرفع القلم عن هذا الموضوع أسجل الملاحظات التالية :
1- فيما مضى من مباحث ذكرنا ما يقوله الشيعة من أن جل القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم، وكل ذلك يؤكد ما تذهب إليه الشيعة من القول بأن أكثر القرآن قد اشتمل على ذكر الأئمة الاثني عشر ومخالفيهم.. فهذه المسألة حشد لها شيوخ الشيعة آلاف النصوص، وبعد ذلك كله نجد من نصوصهم نفسها ما ينقض هذه الدعاوى كلها جملة واحدة.
     يقول هذا النص الذي يروونه عن أبي عبد الله جعفر الصادق : "لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسلمين". فهذا اعتراف منهم بأنه ليس لأئمتهم ذكر في كتاب الله، ولم يرد لهم تسمية فيه.. فكأنهم يخربون بيوتهم بأيديهم. ولعل السر في ذلك أن واضع هذا النص قد اهتم بتأييد مسألة التحريف ونسي ما وضع من قبل، والاختلاف والتناقض قد يكون عقوبة إلهية لمن يضع في الدين ما ليس منه، كما يؤخذ ذلك من قوله سبحانه : (َلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا) [النساء، آية : 82.]. فهو برهان أكيد على أنه ليس من عند الله سبحانه.
     وجاء في رجال الكشي نص هام ينسف كل ما بنوه من هذا التفسير الباطني، فقد نقل لأبي عبد الله جعفر ما يقوله أولئك الزنادقة من تأويل آيات الله سبحانه بتلك التأويلات الباطنية "حيث قيل له : روي عنكم أن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال؟  فقال : ما كان الله عز وجل ليخاطب خلقه بما لا يعملون". أي يستحيل أن يخاطب الله سبحانه عباده بما لا سبيل لهم إلى معرفته والاهتداء إلى معناه؛ لأن هذا يتنافى مع الحكمة في إنزال القرآن لهداية الناس والدعوة إلى عبادة الله، ويتنزه الله سبحانه أن يأمر عباده بتدبر القرآن وهو غير قابل للتدبر والفهم، ويتقدس سبحانه أن يخاطب عباده بألغاز وطلاسم. وهذا القول من أبي عبد الله الذي ورد في أوثق كتب الرجال عند الشيعة يهدم كل ما بنوه من تلك التحريفات وذلك الإلحاد في كتاب الله وآياته.
هذا نقض للمسالة من نصوصهم نفسها، أو ما يسمى بالنقد الداخلي للنصوص، وإلا فإن المتأمل لآيات القرآن بمقتضى اللغة العربية التي نزل بها : (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [يوسف، آية : 2.] لا يجد فيه ذكراً لما يدعون، والروايات التي يذكرونها يكفي في بيان فسادها مجرد عرضها، فهي تحمل بنفسها ما يهدم بنيانها من الأساس، فهل يصدق أحد أن لعلي في القرآن (1154) اسماً؟ وهل يدخل عقل أحد أن من أسماء علي البعوضة والذباب؟ وهل يوافق مؤمن على القول بأن ما ورد من آيات عن اليوم الآخر هي خاصة بعقيدة رجعة الأئمة؟ وكيف تناقش من يقول بأن آيات الإيمان والمؤمنين هي في الأئمة الاثني عشر، وآيات الكفر والكافرين هي في الصحابة؟!
2- هذه التأويلات الباطنية المستفيضة في كتب الاثني عشرية هي مجهولة للكثير ممن يكتب عن هذه الطائفة.. وحسبك أن تجد ممن كتب عن الاثني عشرية من يعتبرها بعيدة كل البعد عن الاتجاه الباطني، ويظن أن التأويل الباطني مقصور أمره على طائفة الإسماعيلية. يقول بعض من كتب عن الفرق : "جعل الإسماعيلية للأئمة صفات لم تعرفها فرق الشيعة الأخرى، ذلك أنهم يقولون ظاهراً : إن الأئمة بشر كسائر الناس يأكلون وينامون ويموتون، ولكنهم في تأويلاتهم الباطنية يقولون : إن الإمام هو : "وجه الله" "ويد الله" "وجنب الله" [مصطفى الشكعة / إسلام بلا مذاهب : ص 247-248.].
ويلاحظ أن هذا هو عين ما تذهب إليه طائفة الاثني عشرية.
ولعل أول من أرسى دعائم هذا المعتقد صاحب الكافي والذي خصه بباب مستقل بعنوان : "باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصعب" وذكر فيه خمس روايات.[387] ولعل هذا الأسلوب هو الذي ساعد على تفشي تلك المقالات الأسطورية، وغياب الصوت العاقل الذي يجهر بالحق.. ويعري الباطل ويفضحه. وهذا نوع من الاستهواء الذي يطالب فيه الأتباع بالإيمان بأقوال الأئمة وإن خالفت العقل والنقل، وهو قريب من موقف الصوفية الذي يطالب فيه الشيوخ مريديهم بالتسليم لهم حتى إنهم قالوا : إن المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي غاسله، وهذا الاستهواء هو الذي لجأ إليه فرعون مع قومه، وأشار إليه الله سبحانه بقوله : (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ) [الزخرف، آية : 54.] [انظر : المدخل إلى الثقافة الإسلامية : ص 113-115.].
3- ربط شيوخ الشيعة هذه التأويلات أو التحريفات بأئمة أهل البيت لتحظى بالقبول عند الناس، ولأنها تأويلات غير عاقلة قالوا : بأن السياق القرآني غير منسجم مع النظر العقلي، ونسبوا هذا القول لجعفر الصادق كما يروي ذلك جابر الجعفي أنه قال له : "يا جابر، إن للقرآن بطناً وللبطن ظهراً، ثم قال : وليس شيء أبعد من عقول الرجال منه، إن الآية لينزل أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل يتصرف على وجوه". ولاشك أن هذا الحكم هو برواياتهم أليق وأوفق، ولا يتصل من قريب أو بعيد بكتاب الله وتفسيره الصحيح.
 
تحريف القرآن
     جاء شيخهم علي بن إبراهيم القمي هو شيخ الكليني صاحب الكافي وحشا تفسيره بهذه الأسطورة.
     وقد روى الكليني في الكافي من أخبار هذه الأسطورة الشيء الكثير وهذه الروايات صريحة في القول بهذا الافتراء ويبعد حملها أو يتعذر على أنها من قبيل التفسير أو القراءات. من هذه الروايات :
     عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : " ومن يطع الله ورسوله ( في ولاية علي [ وولاية ] الأئمة من بعده ) فقد فاز فوزا عظيما " هكذا نزلت.
     وعن أبي عبد الله عليه السلام في قوله : " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل " كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من ذريتهم " فنسي " هكذا والله نزلت على محمد صلى الله عليه وآله.
     وعن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا : " بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله ( في علي ) بغيا".
     وعن جابر ، قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد هكذا : " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ( في علي ) فأتوا بسورة من مثله".
     وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا : " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا ( في علي ) نورا مبينا".
     وعن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام " ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به ( في علي ) لكان خيرا لهم".
 
     وعن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : " أفكلما جاء كم ( محمد ) بما لا تهوى أنفسكم ( بموالاة علي ) فاستكبرتم ففريقا ( من آل محمد ) كذبتم وفريقا تقتلون".
     وعن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل : " كبر على المشركين ( بولاية علي ) ما تدعوهم إليه " يا محمد من ولاية علي هكذا في الكتاب مخطوطة.
     وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : " فستعلمون من هو في ضلال مبين " يا معشر المكذبين حيث أنبأتكم رسالة ربي في ولاية علي عليه السلام و الأئمة عليهم السلام من بعده ، من هو في ضلال مبين ؟ كذا أنزلت وفي قوله تعالى : " إن تلووا أو تعرضوا " فقال : إن تلووا الامر وتعرضوا عما أمرتم به " فإن الله كان بما تعملون خبيرا " وفي قوله : " فلنذيقن الذين كفروا ( بتركهم ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ) عذابا شديدا ( في الدنيا ) ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون ".
     وعن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية على محمد صلى الله عليه وآله هكذا " فبدل الذين ظلموا ( آل محمد حقهم ) قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا ( آل محمد حقهم ) رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ".
     و عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا : " إن الذين ظلموا ( آل محمد حقهم ) لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها ابدا وكان ذلك على الله يسيرا " ثم قال : " يا أيها الناس قد جاء كم الرسول بالحق من ربكم ( في ولاية علي ) فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا ( بولاية علي ) فإن لله ما في السماوات وما في الأرض ".
     وعن أبي جعفر عليه السلام قال هكذا نزلت هذه الآية " ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به ( في علي ) لكان خيرا لهم ".
     وعن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا : " فأبى أكثر الناس ( بولاية علي ) إلا كفورا  " قال : ونزل جبرئيل عليه السلام بهذه الآية هكذا : " وقل الحق من ربكم ( في ولاية علي ) فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا اعتدنا للظالمين ( آل محمد ) نارا".
     وعن محمد بن سليمان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي الحسن ( عليه السلام ) قال : قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم ، فهل نأثم ؟ فقال : لا ، اقرؤوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم.
     وعن الأصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : نزل القرآن أثلاثا : ثلث فينا وفي عدونا ، وثلث سنن و أمثال ، وثلث فرائض وأحكام.
     وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن القرآن نزل أربعة أرباع : ربع حلال وربع حرام وربع سنن وأحكام وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم.
     وعن أبي جعفر عليه السلام قال : نزل القرآن أربعة أرباع : ربع فينا وربع في عدونا وربع سنن وأمثال وربع فرائض وأحكام.
     و سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام وقال : أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله [ الله ] على محمد صلى الله عليه وآله وقد جمعته من اللوحين فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه ، فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا ، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه.
     وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية. [388]
 
     ولهذا قرر الكاتبون عنه عن الشيعة : "أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن، لأنه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول كتابه أنه يثق بما رواه". والكافي للكليني عند شيوخ الرافضة في أعلى درجات الصحة، لأن الكليني كان معاصراً للسفراء الأربعة الذين يدعون الصلة بمهديهم الغائب المنتظر، ولهذا كان التحقيق من صحة مدوناته أمر ميسوراً له لأنه يعيش معهم في بلد واحد وهو بغداد [انظر : محمد صالح الحائري / منهاج عملي للتقريب ضمن كتاب : "الوحدة الإسلامية" ص : 233، وبمثل هذا قال قدماء شيوخهم. انظر : ابن طاوس / كشف المحجة ص159، وراجع ما جاء في مقدمة الرسالة.].
     ولكن يلاحظ أن ابن بابويه القمي حكم بوضع ما روي في تحريف القرآن مع وجودها في الكافي الذي يصفونه بهذا الوصف، ويوثقونه هذا التوثيق.
     وقد رجعت إلى مرآة العقول للمجلسي فرأيته يحكم على بعض أحاديث الكافي بالضعف، ولكنه حكم على روايات في التحريف بالصحة [كحكمه بصحة رواية : "أن القرآن الذي جاء به جبرائيل - عليه السلام - إلى محمد صلى الله عليه وسلم وآله وسلم سبعة عشر ألف آية". وآيات القرآن كما هو معروف لا تتجاوز ستة آلاف آية إلا قليلاً. (انظر : مرآة العقول : 2 /536).]، وكذلك الشافي شرح أصول الكافي [انظر : حكمه بالصحة على الرواية التي ذكرنها في الهامش السابق، الشافي شرح أصول الكافي : 7 /227.]
الرد :
     تبين لنا أن هذه الأسطورة حملت بذاتها باطلها، وتبين من عناصر تكوينها فسادها، وكان مجرد عرضها كافياً في الرد عليها. ويكفي في بيان كذب الروافض.. أن علي بن أبي طالب الذي هو عند أكثرهم إله خالق، وعند بعضهم نبي ناطق، وعند سائرهم إمام معصوم ولي الأمر وملك، فبقي خمسة أعوام وتسعة أشهر خليفة مطاعاً ظاهر الأمر.. والقرآن يقرا في المساجد في كل مكان وهو يؤم الناس به، والمصاحف معه وبين يديه. فلو رأى فيه تبديلاً كما تقول الرافضة أكان يقرهم على ذلك؟ ثم أتى ابنه الحسن وهو عندهم كأبيه فجرى على ذلك.
     فكيف يسوغ لهؤلاء النوكى أن يقولوا إن في المصحف حرفاً زائداً أو ناقصاً أو مبدلاً مع هذا؟!
     ولقد كان جهاد من حرف القرآن وبدل الإسلام أوكد عليه من قتال أهل الشام الذين إنما خالفوه في رأي يسير رأوه ورأى خلافة فقط، فلاح كذب الرافضة ببرهان لا محيد عنه. والحمد لله رب العالمين [ابن حزم / الفصل : 2 /216-217.].
 
اعتقادهم في السنة :
     جاء في الكافي قول أبي عبد الله - كما يزعم صاحب الكافي - "حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديث رسول الله قول الله عز وجل".[389]
     وذكر شارح الكافي أن هذا القول يدل على "أن حديث كل واحد من الأئمة الظاهرين قول الله عز وجل، ولا اختلاف في أقوالهم كما لا اختلاف في قوله تعالى" [المازندراني / شرح جامع (على الكافي) 2 /272.].
بل قال : "يجوز من سمع حديثاً عن أبي عبد الله - رضي الله عنه - أن يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده، بل يجوز أن يقول : قال الله تعالى" [المازندراني / شرح جامع (على الكافي) 2 /272.]، وهذا صريح في جواز نسبة أقوال البشر إلى الله سبحانه. ثم ذكر أن بعض رواياتهم تدل على جواز ذلك بل أولويته [المازندراني / شرح جامع (على الكافي) 2 /272.]، كما جاء في الكافي عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله - رضي الله عنه - : الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه عن أبيك أرويه عنك؟ قال : سواء، إلا أنك ترويه عن أبي أحب إليّ. وقال أبو عبد الله - رضي الله عنه - لجميل : ما سمعت مني فاروه عن أبي" [أصول الكافي (مع شرح جامع) : 2 /259.].
     هذه الروايات صريحة في استساغتهم الكذب البواح الصراح حيث ينسبون – مثلاً - لأمير المؤمنين علي - رضي الله عنه - ما لم يقله، بل قاله بعض أحفاده ممن لم يشتهر عنه العلم، وحتى ما ينسب لمنتظره من أقوال يجوز نسبتها إلى أمير المؤمنين علي؛ بل النسبة إلى الأعلى أولى كما يدل عليه صريح الرواية السابقة، وقد أخذ من ذلك شارح الكافي أولوية نسبة أقوال الأئمة إلى الله عز وجل، وهذا في غاية الجرأة على الله عز وجل، فالسنة عندهم ليست سنة النبي فحسب؛ بل سنة الأئمة، وأقوال هؤلاء الأئمة كأقوال الله ورسوله، ولهذا اعترفوا بأن هذا مما ألحقته الشيعة بالسنة المطهرة، قالوا : "وألحق الشيعة الإمامية كل ما يصدر عن أئمتهم الاثني عشر من قول أو فعل أو تقرير بالسنة الشريفة" [محمد تقي الحكيم / سنة أهل البيت ص : 9.].
     وهم يقولون بهذا القول من منطلقين خطيرين، وقاعدتين أساسيتين عندهم في هذه المسألة. وقد أشار أحد شيوخهم المعاصرين إليهما حينما ذكر أن قول الإمام عندهم يجري مجرى قول النبي، من كونه حجة على العباد واجب الاتباع، وأنهم لا يحكمون إلا عن الأحكام الواقعية عند الله تعالى كما هي.
     فبين أن ذلك يتحقق لهم من طريقين "من طريق الإلهام كالنبي من طريق الوحي، أو من طريق التلقي عن المعصوم قبله كما قال مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام - : "علمني رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف باب من العلم ينفتح لي من كل باب ألف باب" [محمد رضا المظفر / أصول الفقه : 3 /51.]، فعلم الأئمة نوعان : علم حادث وهذا يتحقق عن طريق الإلهام وغيره، وعلم مستودع عندهم ورثوه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، والكل يعتبر من السنة.
وفيما يلي توضيح لهذين الأصلين الخطيرين عند الشيعة :
الأصل الأول : علم الأئمة يتحقق عن طريق الإلهام والوحي :
     علم الأئمة يتحقق - في نظرهم - عن طريق الإلهام، وحقيقته كما قال صاحب الكافي في روايته عن أئمته : "النكت في القلوب" [أصول الكافي : 1 /264.]، وفي لفظ آخر له : "فقذف في القلوب" وصرح أن ذلك هو الإلهام حيث قال : "وأما النكت في القلوب فإلهام" [أصول الكافي : 1 /264.]، أي أن العلم ينقدح في قلب الإمام فيلهم القول الذي لا يتصور فيه الخطأ لأن الإمام معصوم.
     والإلهام ليس هو الوسيلة الوحيدة في هذا، كما حاول أن يلطف من الأمر ذلك الشيعي المعاصر الذي نقلنا كلامه آنفاً، بل صرح صاحب الكافي في أن هناك طرقاً أخرى غيره، حيث ذكر في بعض رواياته أن من وجوه علوم الأئمة "النقر في الأسماع" من قبل الملك، وفرّق بين هذا والإلهام حيث قال : "وأما النكت في القلوب فإلهام، وأما النقر في الأسماع فأمر الملك" [أصول الكافي : 1 /264.].
     إذن هناك وسيلة أخرى غير الإلهام، وهو نقر في الأسماع بتحديث الملك [المازندراني / شرح جامع (على الكافي) : 6 /44.]، وهو يسمع الصوت ولا يرى الملك كما جاء في الروايات الأربع في باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث من أصول الكافي، وكلها قالت : إن "الإمام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص" [انظر : أصول الكافي : 1 /176-177، وقد صحح هذه الروايات صاحب الشافي شرح الكافي : 3 /29.]. وذكر صاحب البحار (15) رواية في هذا المعنى في باب عقدة بعنوان : "باب أنهم محدثون مفهمون" [المجلسي : 26 /73 وما بعدها.].
     ولكن كيف يعلم أنه كلام الملك وهو لا يراه؟ قال إمامهم : "إنه يعطى السكنية والوقار حتى يعلم أنه كلام الملك" [أصول الكافي : 1 /271، بحار الأنوار : 26 /68، الصفار / بصائر الدرجات ص : 93.].
     ثم بعد أبوابٍ عدة يعود صاحب الكافي ينقض ما قرره في الروايات السابقة، ويثبت تحقيق رؤية الإمام للملك في روايات أربع في باب عقده بعنوان : "باب الأئمة تدخل الملائكة بيوتهم وتطأ بسطهم، وتأتيهم بالأخبار عليهم السلام" [أصول الكافي : 1 /393-394.]، ثم ما تلبث أن تزيد هذه الروايات الأربع، لتصل إلى ست وعشرين رواية عند صاحب بحار الأنوار ليجمعها في باب أكثر صراحة على التأكيد على رؤية الإمام للملك حيث جعل عنوانه "باب أن الملائكة تأتيهم وتطأ فرشهم وأنهم يرونهم" [بحار الأنوار : 26 /355 وما بعدها.].
      وتتحدث رواية أخرى لهم عن أنواع الوحي للإمام فتذكر أن جعفراً قال : "إن منا لمن ينكت في أذنه، وإن منا لمن يؤتى في منامه، وإن منا لمن يسمع صوت السلسلة تقع على الطشت (كذا)، وإن منا لمن يأتيه صورة أعظم من جبرائيل وميكائيل" [بحار الأنوار : 26 /358، بصائر الدرجات ص : 63.].
    وثمة روايات أخرى في البحار بهذا المعنى [انظر : بحار الأنوار : 26 /35 وما بعدها، الروايات رقم : 110، 111، 112، 130.]. وكأنهم بهذا المقام أرفع من النبي الذي لا يأتيه إلا جبرائيل، وتأتي روايات تبين هذه الصورة التي أعظم من جبرائيل وميكائيل بأنها الروح [وقد ورد في معاني الأخبار لابن بابويه تفسير للروح بأنها - كما يقول إمامهم - : "عمود من نور بيننا وبين الله عز وجل". عيون الأخبار ص : 354.] عندهم، وقد خصها صاحب الكافي بباب مستقل بعنوان : "باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة"، وذكر فيها ست روايات [أصول الكافي : 1 /273-274.]، منها : "عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عن قول الله تبارك وتعالى : (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ) قال : خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله - صلى الله عليه وآله - يخبره ويسدده وهو مع الأئمة من بعده" [أصول الكافي : 1 /273.].
     ومعلوم أن الروح في هذه الآية المراد بها القرآن، كما يدل عليه لفظ الآية (أَوْحَيْنَا)، وقد سماه الله سبحانه روحاً لتوقف الحياة الحقيقية على الاهتداء به [شرح الطحاوية : ص 4.]. وكأن هذه الدعاوى حول الوحي للإمام قد غابت عن مفيدهم (المتوفى سنة 413ه‍) أو أنها صنعت فيما بعد؛ إذ رأينا المفيد يقرر الاتفاق والإجماع على "أنه من يزعم أن أحداً بعد نبينا يوحى إليه فقد أخطأ وكفر.." [أوائل المقالات : ص39.]، أو يكون قولهُ هذا تقية.
     إذن الإمام يلهم، ويسمع صوت الملك، ويأتيه الملك في المنام واليقظة، وفي بيته ومجلسه، أو يرسل له ما هو أعظم من جبرائيل يخبره ويسدده، وليس ذلك نهاية الأمر، بل لدى الأئمة أرواح أخرى، ووسائل أخرى؛ لديهم خمسة أرواح : روح القدس، وروح الإيمان، وروح الحياة، وروح القوة، وروح الشهوة.
     ذكر ذلك صاحب الكافي في باب بعنوان : "باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة عليهم السلام" [أصول الكافي : 1 /271.] فذكر في ذلك ست روايات، بينما تطورت هذه المسألة عند صاحب البحار فبلغت رواياتها (74) رواية [بحار الأنوار : 25 /47-99.].
     وقد ركزت رواياتهم على روح القدس، فذكرت أن هذه الروح تنتقل إلى الأئمة بعد موت الأنبياء "فإذا قبض النبي - صلى الله عليه وآله - انتقل روح القدس إلى الإمام" [أصول الكافي : 1 /272.] "وبروح القدس" عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى" [أصول الكافي : 1 /272.]، "وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو" [أصول الكافي : 1 /272، والزهو : الرجاء الباطل والكذب والاستخفاف (هامش الكافي : 1 /272).]، وبروح القدس يستطيع أن يرى الإمام "ما غاب عنه في أقطار الأرض وما في عنان السماء وبالجملة ما دون العرش إلى ما تحت الثرى" [الغفاري / تعاليق على أصول الكافي : 1 /272 (الهامش).].
بل إن الأئمة تذهب إلى عرش الرحمن - كما يزعمون - كل جمعة لتطوف به فتأخذ من العلم ما شاءت.
قال أبو عبد الله : "إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله - صلى الله عليه وآله- العرش ووافى الأئمة - عليهم السلام - معه ووافينا معهم، فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد، ولولا ذلك لأنفذنا" [أصول الكافي : 1 /254، بحار الأنوار : 26 /88-89، بصائر الدرجات : ص36.].
وجاءت روايات أخرى بهذا المعنى ذكرها الكليني في باب خصصه لهذه الدعوى بعنوان : "باب في أن الأئمة عليهم السلام يزدادون في ليلة الجمعة". وذكر فيه ثلاث روايات [انظر : أصول الكافي : 1 /253.
كل هذه العلوم التي تتحقق لهم بهذه الوسائل يسمونها : "العلم الحادث" [انظر : أصول الكافي : 1 /264.] وتحققها موقوف على مشيئة الأئمة، كما أكدت ذلك روايات صاحب الكافي التي جاءت في الباب الذي عقده بعنوان : "باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاؤوا أن يعلموا علموا" [أصول الكافي : 1 /258.]، وذكر فيه روايات ثلاثاً كلها تنطق بـ"أن الإمام إذا شاء أن يعلم أعلم" [أصول الكافي : 1 /258.]، وفي لفظ آخر : "إذ أراد الإمام أن يعلم شيئاً أعلمه الله ذلك" [أصول الكافي : 1 /258.]. فالوحي للأئمة ليس بمشيئة الله وحده كما هو الحال مع الرسل - عليهم السلام - بل تابع لمشيئة الإمام!!
وهذا العلم الحادث الذي يحدث للأئمة متى شاؤوا فيجعل كلامهم مثل كلام الله ورسوله، ليس هو كل ما عند الأئمة، بل لديهم ما تسميه رواياتهم بالعلم الغابر، العلم المزبور [انظر : باب جهات علوم الأئمة، من أصول الكافي : 1 /264.]، وهو ما أودع الأئمة من علوم ومن كتب وصحف، وهي الأساس الثاني لقولهم بأن كلام الإمام يجري مجرى كلام الله ورسوله.
النقد :
     هذه المزاعم الخطيرة التي دونها الروافض في المعتمد من كتبهم تحمل أمورًا خطيرة :
     تحمل دعوى استمرار الوحي الإلهي، وهو باطل.. قامت الأدلة النقلية والعقلية على بطلانه، وأجمع المسلمون على أن "الوحي قد انقطع منذ مات النبي صلى الله عليه وسلم، والوحي لا يكون إلا لنبي، وقد قال الله سبحانه : (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) [الأحزاب، آية : 40.]. وقد جاء في نهج البلاغة عن علي قال في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أرسله على حين فترة من الرسل.. فقفّى به الرسل، وختم به الوحي" [نهج البلاغة : ص191.].
فهذا قد يدل على أن هذه الدعاوي التي مضى عرضها من صنيع شيوخ الشيعة المتأخرين، وقد لوحظ - كما سلف - أن مفيدهم (ت413ه‍) يكفر من يذهب إلى القول بنسبة الوحي لغير الأنبياء.
ثم هي تدعي أن الدين لم يكمل وهي مخالفة صريحة لقول الله سبحانه : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ..) [المائدة، آية : 3.]، كما تزعم بأن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم لم يبلغ جميع ماأنزل إليه، وأنه لم يتمثل أمر ربه في قوله : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) [المائدة، آية : 67.] وهذا إزراء بحق رسول الله، ولهذا وجد من فرق الشيعة من يقع في رسول الله [وهي طائفة العلبائية، سيأتي التعريف بها ص (619).].
وقد بلَّغ النبي صلى الله عليه وسلم البلاغ المبين، وبيَّن الدين، وأقام الحجة على العالمين، وأعلن ذلك بين المسلمين، ولم يسر لأحد بشيء من الشريعة ويستكتمه إياه، قال تعالى : (لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ) [آل عمران، آية : 187.] فهو بيان للناس وليس لفئة معينة من أهل البيت، وقال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ الَّلاعِنُونَ، إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ) [البقرة، آية : 159-160.]، وقال : (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ) [النحل، آية : 64.].
"فالدين قد تم وكمل لا يزاد فيه ولا ينقص منه ولا يبدل". وقد ودع المصطفى الدنيا بعد أن بلغ الدين كله وبين جميعه كما أمره ربه، وأعلم بذلك المسلمين أجمع "فلا سر في الدين عند أحد".
     قال صلى الله عليه وسلم : "تركتم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك".
     ولو كان عند علي مثل هذه العلوم.. لأخرجها للناس أيام خلافته.
 
عقيدتهم في توحيد الألوهية
     والمقصود بتوحيد الألوهيّة : إفراد الله تعالى بالعبادة؛ لأنّه سبحانه المستحقّ أن يُعبد وحده لا شريك له، وإخلاص العبادة له، وعدم صرف أي نوع من أنواع العبادة لغيره.
وهذا التوحيد هو الذي دعت الرسل إليه؛ لأن إقرار أقوامهم بتوحيد الربوبية معلوم، كما أخبر الله  عز وجل  عن أنبيائه نوح، وهود، وصالح، وشعيب أنهم قالوا لقومهم : (اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ) [الأعراف، آية : 59، 65، 73، 85]، وأخبر سبحانه أن هذه دعوة الرسل عامة، فقال جل شأنه : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [النحل، آية : 36]. وقال سبحانه : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء، آية 25].
وهو أصل النّجاة، وأساس قبول العبادات : (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) [النّساء، آية : 48، 116].
فهل حافظت الشيعة على هذا الأصل الأصيل، والركن المتين، أو أن اعتقادها في الأئمة قد أثر على عقيدتها في توحيد الله سبحانه؟
نصوص التوحيد جعلوها في ولاية الأئمة
فأول ما نفاجأ به أن نصوص القرآن التي تأمر بعبادة الله وحده، غيروا معناها إلى الإيمان بإمامة علي والأئمة، والنصوص التي تنهى عن الشرك جعلوا المقصود بها الشرك في ولاية الأئمة.
     ففي قوله سبحانه : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) [الزمر، آية : 65.].
جاء في الكافي تفسيرها بما يلي : "يعني إن أشركت في الولاية غيره".[390]
     وحتى يدرك القارئ مدى تحريفهم لآيات الله، وتآمرهم لتغيير دين الإسلام بتغيير أصله العظيم وهو التوحيد، نسوق الآية وما قبلها وما بعدها، ونتبع ذلك ببيان معناها.
قال تعالى : (قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ، وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ).
فالآية كما هو واضح من سياقها تتعلق بتوحيد الله في عبادته، فهم غيروا الأمر فاعتبروا الآية متعلقة بعلي، مع أنه ليس له ذكر في الآية أصلاً، فكأنهم جعلوه هو المعبر عنه بلفظ الجلالة (الله) وجعلوا "العبادة" هي الولاية. والآية واضحة المعنى بينة الدلالة، ليس بين معناها وتأويلهم المذكور أدنى صلة.
     وفي قوله سبحانه : (فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ) [غافر، آية : 12.] فكان جوابهم (ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ) أي ذلك الذي أنتم فيه من العذاب بسبب أنه إذا دعي الله في الدنيا وحده دون غيره كفرتم به وتركتم توحيده (وَإِن يُشْرَكْ بِهِ) غيره من الأصنام أو غيرها (تُؤْمِنُوا) بالإشراك به وتجيبوا الداعي إليه، فبين سبحانه لهم السبب الباعث على عدم إجابتهم إلى الخروج من النار وهو ما كانوا فيه من ترك توحيد الله وإشراك غيره به في العبادة التي رأسها الدعاء، فهي مع ما قبله خبر عن جزاء المشركين في الآخرة، وأن مصيرهم إلى النار لا يخرجون منها، وأنهم يطلبون الرجعة إلى الدنيا ولا يجابون بسبب إشراكهم بالله في عبادته.
ولكن الشيعة يروون عن أئمتهم في تأويل الآية غير ما فهمه المسلمون منها. تقول : "عن أبي جعفر في قوله عز وجل : (ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ) بأن لعلي ولاية (وَإِن يُشْرَكْ بِهِ) من ليست له ولاية (تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ)".[391]
ومعلوم أن هذا التأويل من جنس تأويلات الباطنية، إذ لا دلالة عليه من لفظ الآية ولا سياقها مطلقًا، ولذلك فإن صاحب مجمع البيان أعرض عن تأويلات طائفته حب رواياتها عن أئمتها وفسر الآية بمقتضى ظاهرها، وما قاله السلف في تفسيرها [انظر : مجمع البيان : 5 /186.]. لكن مثل هذه الأصوات المعتدلة سرعان ما تموت في جو التقية الخانق.
     ويروي الكليني : "ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيًا قط إلا بها"، فجعلوا أمر إمامة أئمة لم يخلقوا هو أصل دعوة الأنبياء [ونسبوا هذه الروايات وأمثالها لجعفر الصادق وأبيه.[392]
     ورواياتهم في تأويل نصوص التوحيد والنهي عن الشرك بالمعنى المبتدع عندهم لا تكاد تخلو منها آية من آيات القرآن المتعلقة بالتوحيد، والنهي عن الشرك، ومن أمثلة هذه التأويلات في الكافي : قوله سبحانه : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا) [الروم، آية : 30] بقولهم : "هي الولاية".[393]
 
     إن التوحيد هو أصل قبول الأعمال، والشرك بالله سبحانه هو سبب بطلانها. قال تعالى : (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) [النساء، آية : 48، 116.]، ولكن الشيعة جعلوا ذلك كله لولاية الاثني عشر، وجاءت رواياتهم لتجعل المغفرة والرضوان والجنات لمن اعتقد الإمامة وإن جاء بقراب الأرض خطايا، والطرد والإبعاد والنار لمن لقي الله لا يدين بإمامة الاثني عشر، فقالوا : "إنّ الله عزّ وجلّ نصب عليًّا علمًا بينه وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمنًا، ومن أنكره كان كافرًا، ومن جهله كان ضالاً، ومن نصب معه شيئًا كان مشركًا، ومن جاء بولايته دخل الجنّة".[394]
     وكل هذه الروايات ليست من الإسلام في شيء، فأمامنا كتاب الله سبحانه ليس فيه مما يدعون شيء، وهو الفيصل الأول، والمرجع الأول في كل خلاف.
القرآن العظيم ذكر أن اصل قبول الأعمال هو التوحيد وسبب الحرمان هو الشرك، قال تعالى : (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ) [المائدة، آية : 72.]، (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء) [النساء، آية : 48، 116.].
وكل ما ذكر من مبالغات الشيعة تكذبها آيات القرآن؛ فالله سبحانه يقول : (مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ) [البقرة، آية : 62.]. ولم يذكر سبحانه من ضمن ذلك الولاية، وكذلك قال سبحانه : (مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحًا فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) [المائدة، آية : 69.].
 

 
الإمامة
الإمامة عند الشيعة هي الأصل الذي تدور عليه أحاديثهم وترجع إليه عقائدهم، وتلمس أثره في فقههم وأصولهم، وتفاسيرهم وسائر علومهم.
     وجاء في بعض عناوين الأبواب في الكافي "باب أن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود من واحد إلى واحد".[395] و"باب ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة واحدًا فواحدًا" [أصول الكافي : 1 /286.] وقد ضمنها مجموعة من أخبارهم التي يعدونها من الأدلة التي لا يرقى إليها الشك.
وفي الكافي روايات تجعل الإمامة أعظم أركان الإسلام.
روى الكليني بسنده عن أبي جعفر قال : "بني الإسلام على خمس : على الصّلاة والزّكاة والصّوم والحجّ والولاية، ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية، فأخذ النّاس بأربع وتركوا هذه  يعني الولاية –".[396]
فأنت ترى أنهم أسقطوا الشّهادتين من أركان الإسلام، ووضعوا مكانهما الولاية، وعدوها من أعظم الأركان، كما يدل عليه قولهم : "ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية" وكما يدل عليه حديثهم الآخر.
وقد ذكر فيه نص الرواية السابقة وزاد : "قلت (الراوي) : وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال : الولاية أفضل".[397]
نقد حصرهم الأئمة بعدد معين :
قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ) [النساء، آية : 59.]. ولم يحصر سبحانه أولي الأمر بعدد معين وهذا واضح جلي.
وأمر تعيين الأئمة من أعظم أمور الدين عندهم، وهو صنو النبوة أو أعظم.. فكيف لا يبين الله ذلك في كتابه، ويذكر الأئمة بأسمائهم وأعيانهم؟
لا يوجد لأئمتهم ذكر في كتاب الله، وليس هناك نص صحيح متواتر في تعيين أئمتهم.. ولو وجد لما تخبط الشيعة وتاهوا في أمر تعيين الإمام كما حكت ذلك كتب المقالات؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الثابتة عنه المستفيضة لم يوقت ولاة الأمور في عدد معين، ففي الصحيحين عن أبي ذر قال : "إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدًا حبشيًا مجدع الأطراف" [منهاج السنة النبوية : 2 /105، والحديث المذكور أخرجه البخاري بلفظ : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : "اسمع وأطع ولو لحبشي كأن رأسه زبيبة" (صحيح البخاري  مع الفتح  كتاب الأذان، باب إمامة المفتون والمبتدع، ج‍2 ص188، ح696)، وأخرجه مسلم بإسناده إلى أبي ذؤءصر 23 باللفظ الذي ذكره شيخ الإسلام. (صحيح مسلم / كتاب الإمارة، باب وجوب طاعة الأمراء في غير معصية : 2 /1467، 1468، ح1837).].
أما كتب الشيعة الاثني عشرية فهي طافحة بالروايات التي تحدد الأئمة باثني عشر، والملاحظ أن هذه الروايات كانت موضع التداول السري، وكان الأئمة يكذبون رواتها، مما يثير الشكوك في صدقها، لا سيما وكتاب الله سبحانه  والذي أمر الأئمة بالرجوع إليه في الحكم على ما ينسب إليهم من أقوال  لا شاهد فيه لهذه الروايات إلا عن طريق التأويلات الباطنية، والروايات الموضوعة، فيصبح عمدتهم في النهاية هذه الروايات.. التي تؤكد الشواهد كذبها، كما أن الأوائل الذين جمعوا هذه الروايات وهم : الصفار وإبراهيم القمي والكليني هم من الغلاة الذين يجب اعتبارهم خارج الصف الإسلامي لنقلهم أساطير نقص القرآن وتحريفه، فهم بهذا غير مأمونين وكتبهم غير موثوقة.
وكتاب النّهج الذي هو أصح كتاب عند الشيعة لا ذكر فيه للأئمّة الاثني عشر بأسمائهم وأعيانهم؛ بل جاء فيه ما ينقض مبدأ حصر الأئمّة، حيث قال صاحب نهج البلاغة : ".. إنّه لا بدّ للنّاس من أمير برّ أو فاجر.. يقاتل به العدو، وتأمن السّبل، ويؤخذ به للضّعيف من القوي حتى يستريح بر، ويستراح من فاجر" [نهج البلاغة : ص82.].
فلم يحدد الأئمة بعدد معين. فأين تذهب الشيعة، وهي تزعم أنها تصدق بكل حرف في النهج؟!
كما أن اختلاف أقوال فرق الشيعة في هذا الأمر، وتباين مذاهبهم في تحديد عدد الأئمة وأعيانهم يكشف حقيقة هذه الدعوى، إذ كل طائفة تدحض مزاعم الأخرى وتكذبها.
ومسألة حصر الأئمة بعدد معين لا يقبلها العقل ومنطق الواقع؛ إذ بعد انتهاء العدد المعين هل تظل الأمة بدون إمام؟ ولذلك فإن عصر الأئمة الظاهرين عند الاثني عشرية لا يتعدى قرنين ونصف إلا قليلاً.
     ولندع جانب الرّوايات المختَلَف فيها ونحتكم إلى كتاب الله سبحانه عن طريق فهمه من خلال اللّغة العربيّة. فالله سبحانه أنزل القرآن بلسان عربي مبين، وقد اتّفق أهل السّنّة والشّيعة على حدود العربيّة، واتّفقوا على ما وضع لمفرداتها من المعاني، ومعنى هذا أنّ اللّغة العربيّة يمكن أن تكون المرجع في الحكومة في هذا الأمر.
فهل نجد في كتاب الله ذِكرًا للأئمّة الاثني عشر بأسمائهم، كما ذكر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم باسمه ووصفه؛ لأنّ الإمام عندهم كالنّبي، ومنكر الإمام كمنكر النبي أو أعظم.
وهل نجد لإمامة الاثني عشر ذكرًا صريحًا في كتاب الله كما ذكرت أركان الإسلام صريحة واضحة في مواضع متفرقة من كتاب الله من غير حاجة لمعرفة أصلها إلى تأويل باطني أو روايات موضوعة، والإمامة عندهم أعظم أركان الإسلام؟!
فكيف لا تذكر ولا يشار إليها؟ أليس هذا دليلاً على أنّ مزاعم الإماميّة في هذا الباب لا أصل لها؟ وحينئذ لابد من رفض هذه المزاعم لمناقضتها لكتاب الله.
     وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في مناقشته لابن المطهر الحلي إلى هذا المنهج فقال : "فإن تركوا الرواية رأسًا أمكن أن تترك الرواية" [منهاج السنة : 1 /32.]، ثم طبق هذا المنهج في الاحتجاج لإبطال دعوى الروافض في الإمامة فقال : "وهب أنا لا نحتج بالحديث فقد قال الله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال، آية : 2-4.]. فشهد لهؤلاء بالإيمان من غير ذكر للإمامة.
وقال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) [الحجرات، آية : 15.] فجعلهم صادقين في الإيمان من غير ذكر الإمامة.
وساق شيخ الإسلام شواهد أخرى من هذا القبيل [انظر : منهاج السنة : 1 /33.]، وهي وغيرها تبين أن إمامة الاثني عشر التي تجعلها الاثنا عشرية أصل الدين وأساسه، ليس لها أصل في كتاب الله سبحانه.
ثانيًا : أن هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، فلو كان له أصل لنقل كما نقل أمثاله من حديثه، لاسيما مع كثرة ما ينقل في فضائل علي من الكذب الذي لا أصل له فكيف لا ينقل الحق الذي قد بلغ للناس؟! ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أمته بتبليغ ما سمعوا منه، فلا يجوز عليهم كتمان ما أمرهم الله بتبليغه [منهاج السنة : 4 /14.].
ولو كتم الصّحابة مسألة النّصّ عليه لكتموا فضائل علي ومناقبه ولم ينقلوا منها شيئًا، وهذا خلاف الواقع، فَعُلِمَ أنّه لو كان شيء من ذلك لنقل؛ لأنّ "النّصّ على الخلافة واقعة عظيمة، والوقائع العظيمة يجب اشتهارها جدًا، فلو حصلت هذه الشهرة لعرفها المخالف والموافق، وحيث لم يصل خبر هذا النص إلى أحد من الفقهاء والمحدثين علمنا أنه كذب" [الرازي / أصول الدين : ص137.]، وإنما تفرد بنقله الشيعة "وهم فيه مدعون وفيما نقلوه متهمون لا سيما مع ما ظهر من كذبهم وفسقهم وبدعتهم وسلوكهم طرق الضلالة والبهث بادعاء المحال ومخالفة العقول، وسب أصحاب الرسول" [الآمدي / غاية المرام : ص377.].
والصحابة رضوان الله عليهم نقلوا إلينا ما صدر عنه صلى الله عليه وسلم من قوله وفعله، وأمره ونهيه، وأكله وشربه، وقعوده، ونومه، وسائر أحواله عليه الصلاة والسلام، فكيف يتصور أن ينص النبي صلى الله عليه وسلم على علي بالخلافة ولا ينقل ذلك بحال؟!
قال ابن حزم : "وبرهان ضروري وهو أن رسول الله مات وجمهور الصحابة رضوان الله عليهم، حاشا من كان منهم في النواحي يعلم الناس الدين، فما منهم أحد أشار إلى علي بكلمة يذكر فيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نص عليه.
ومن المحال الممتنع الذي لا يمكن البتة اتّفاق أكثر من عشرين ألف إنسان متنابذي الهمم والنّيّات والأنساب.. على طيّ عهد عهده رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، وما وجدنا قطّ رواية عن أحد في النّصّ المدّعى إلا رواية واهية عن مجهولين إلى مجهول يكنّى أبا الحمراء لا يعرف من هو في الخلق [الفصل : 4 /161].
ثالثًا : أن الإمامة من المفرضات التي تتعلق بها مصالح الناس كلهم، فإذا قيل فيها : إن النبي صلى الله عليه وسلم نص على أحد بعينه، والصحابة غيروا وبدلوا، أمكن حينئذ لكل ملحد أن يقول : إن الصلوات الخمس كانت عشرًا وإنما الصحابة كتموها وجعلوها خمسًا بأهوائهم، وهكذا إذا ادعى مدع تغيير ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم أمكن ذلك في جميع الفرائض ويتعدى ذلك إلى أن يحصل الثقة بشيء من أمور الدين أصلاً [دفع شبه الخوارج والرافضة : الورقة(15).].
رابعًا : أن قول الروافض بالنص على علي كقول من يزعم النص على العباس، فإن قالوا : ليس النص على العباس بصحيح، قيل : ولا النص على عليّ صحيح، وبإبطالهم النص على العباس يبطل النص على عليّ، لأن الكل لم يرد به نص صحيح صريح، وهناك فرق شيعية كثيرة تنازع الروافض في النص على الكثير ممن تدعي إمامته، حتى ينازعها في إمامها الثاني عشر عشرون فرقة، والكل يزعم بطلان نص الآخر.
والنص في اللغة مأخوذ من المنصة وهي الظاهر على الفرس لظهوره، فأين ظهور النص، ولو كان لذلك أصل لظهر واشتهر ونقل وتداولته الألسنة وشاع بين الخاص والعام، فإن قالوا : فقد نص ولكنهم كتموه، قيل لهم : فقد نص على عمه العباس ولكنهم كتموه، وأيضًا فإذا أمكن أن يكتم مثل هذا ولا يظهر يسوغ لقائل أن يقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان له ابن ونص عليه وأن الصحابة حسدوه وقتلوه، وما أشبه هذه الدواعي الفاسدة التي لا يصير إليها عاقل [دفع شبه الخوارج والرافضة : الورقة 14 ب.].
خامسًا : أنا رأينا أبا بكر حيث نص على عمر ما اختلف فيه اثنان، ولا وقع في ذلك خفاء، وكذلك حيث نص عمر على ستة أنفس من قريش ظهر ذلك عنهم ظهورًا لا يسع جحده، لا يمكن رده، ورسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل، ومبادرة الخلق إلى امتثال أمره أكثر، وتشوف النفوس إلى نقل ما صدر عنه أعظم، فمن المحال البين أن ينص أبو بكر على واحد ولا يقع خلاف فيمن استخلفه، ولا أمكن أحد أن يكتمه، وكذلك عمر، بل معاوية حيث نص على يزيد، اشتهر ذلك ونقل عنه اشتهارًا ظاهرًا متواترًا لا نزاع فيه ولا مراء، فكيف نقل نص معاوية، وكتم نص رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما نقله أحد [دفع شبه الخوارج والرافضة : الورقة 14-15 (مخطوط).]، باعتراف الشيعة الذين يقرون بأن مسألة الولاية وأحاديثها سر من أسرارهم؟!
سادسًا : كيف يقبل المهاجرون والأنصار والمسلمون جميعًا أمر أبي بكر في عمر حين استخلفه، ولم يختلف اثنان على إمامة عمر، ولا يقبلون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي، فهل صار المسلمون أطوع لأبي بكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
"كيف يحتمل عقل عاقل، أو يشتبه على بر أو فاجر  إلا من أراد الله فتنته  أن المهاجرين والأنصار وجميع التابعين لهم بإحسان علموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نص على علي بن أبي طالب، وأمرهم أن يوالوه فعصوه وتركوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمرهم أبو بكر أن يولوا عمر بن الخطاب فاتبعوه وأطاعوه، وأمرهم عمر بن الخطاب أن يولوا الستة فلم يخالفوه ولم يعصوه" [أبو بكر محمد بن حاتم بن زنجويه / إمامة أبي بكر الصديق (مخطوط غير مرقم الصفحات).].
وكيف يتصور أن يقوم المسلمون بالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد وغيرها من فرائض الإسلام ويتركون فريضة واحدة تحبط عملهم كله وهي بيعة علي، وأي مصلحة لهم في مبايعة أبي بكر وترك مبايعة علي؟ [أبو بكر محمد بن حاتم بن زنجويه / إمامة أبي بكر الصديق (مخطوط غير مرقم الصفحات).].
سابعًا : لو كان النّصّ على عليّ صحيحًا لم يجز لعليّ رضي الله عنه أن يدخل مع السّتّة الذي نصّ عليهم عمر، وكان يقول : أنا المنصوص عليّ فلا حاجة لي إلى الدّخول فيمن نصّ عليه عمر [دفع شبه الخوارج والرّوافض : الورقة 15، وقد أخرج البخاري في صحيحه قصّة البيعة والاتّفاق على عثمان بن عفّان  رضي الله عنه - (انظر : البخاري / فضائل الأصحاب، باب قصّة البيعة والاتّفاق على عثمان : 4 /204 وما بعدها).]، ولم يجز له أن يبايع أبا بكر وعمر وعثمان، ولا يجوز أن يظنّ بعليّ  رضي الله عنه  أنّه أمسك عن ذكر النّصّ عليه خوف الموت، وهو الأسد شجاعة، وقد عرض نفسه للموت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّات، ثم يوم الجمل، وصفّين، فما الذي جبنه بين هاتين الحالتين؟ [الفصل : 4 /162.] وألجأه إلى التّقية.
وإذا كان منصوصًا عليه بالإمامة، ومفوضًا إليه أمر الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قلد أمرًا يجب عليه القيام به، ومدافعة المبطل عنه بكل وجه، وإن أهمل ذلك وتركه من غير سبب، فقد خالف وحاشاه من ذلك، ولو كان مغلوبًا عليه فلا بد أن يجري سبب يوجب عذره من أخذ حقه سيما مع التفويض إليه.
ورأينا عثمان بن عفان وهو أضعف عندكم من علي لم يسلمها إلى غير أهلها، ورضي بحكم الله وقضائه، ولم يضيع ما جعل إليه، ورأينا أبا بكر حيث ارتدت قبائل العرب، ومنعوا الزكاة لم يهمل أمر الأمة ولو أهمله لانهدم الإسلام، فقاتلهم ونصره الله عليهم.. وما كان في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسكت عن حق رآه [دفع شبه الخوارج والرافضة : الورقة 16أ.]. فكيف ينسب هؤلاء الروافض إلى أمير المؤمنين علي الرضى بالباطل، والجبن والخوف عن المطالبة بحقه، حتى ارتد الناس كلهم بسبب تأخره عن إعلان حقه والدعوة إليه، ولم يبق منهم إلا النزر اليسير  كما يقولون  وهو أسد الله وأسد رسوله؟!
بل لم ينقل أنه دعا إلى نفسه، وجادل من أجل بيعته، فضلاً عن القتال، ولو وقع ذلك لاشتهر، وقد وقعت مناسبات مهمة، وأحداث خطيرة توجب إظهار النص كحادثة السقيفة، وحادثة الشورى، فلم يفعل شيئًا من ذلك [قال شيخهم البياضي : إنما عدل عن ذلك النص لوجهين :
أ ـ  لو ذكره فأنكروه حكم بكفرهم حيث أنكروا متواترًا.
ب ـ  أنهم قصدوا في الشورى الأفضل فاحتج عليهم بما يوجب تقديمه (الصراط المستقيم : 1 /299). فتأمل جوابه تجد أنه متناقض، حيث زعم أن عليًا تخلى عن إعلان النص خشية إنكاره، فيرتد منكره، مع أنهم يكفرون الصحابة لإنكارهم النص بزعمهم، ثم هي حجة باردة ساقطة لأنها تعني أن أصل الدين وجوهره لا يدعى إليه لئلا ينكر فيكفر منكره.
أما اعتذاره من عدم ذكره للنص في حادثة الشورى، فيكفي إقراره بأنه لم يظه رالنص إذ زعمه بأنه لا موجب لذكر النص لا يتفق مع العقل والمنطق، لاسيما وأن الأمر يتعلق بمنصب الإمامة. وهي أصل الأصول عندهم.]، بل إنه دعا أصحابه إلى بيعته كما تقر الرافضة ولم يدّع نصًا [قال البياضي : "قالوا : طلب علي بيعة أصحابه دليل على عدم نصه. قلنا : الخلافة حقه فله التوصل إليها بما يمكنه" (الصراط المستقيم : 1 /299).
وهذا إقرار منهم بأن عليًا حين واتته الخلافة بعد عثمان لم يذكر نصًا لأصحابه، ولو كان ثمة نص لأظهره ولم يحتج الأمر إلى بيعة وانتخاب.
وقوله : "هي حقه فله التوصل إليه بما يمكنه" حجة منقوضة عندهم، لأن القضية تتعلق عندهم بإيمان الناس، أو كفرهم، وهي منصبة كالنبوة أو أعظم وليست حقًا شخصيًا، لكن الروافض يتحدثون في كل مسألة بما يوجب  في نظرهم  ردها، وينسون ما قرروه من قبل.].
وقد ذكر شيخ الإسلام بأن من الطرق التي نعلم منها بالاضطرار أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ شيئًا من إمامة علي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات وطلب بعض الأنصار أن يكون منهم أمير، ومن المهاجرين أمير [وهذا يقر به الشيعة. انظر : الصراط المستقيم : 1 /299.] فأنكروا ذلك عليه وقالوا : الإمارة لا تكون إلا في قريش [أخرجه الإمام أحمد : 3 /129، 4 /421، وأبو داود الطيالسي ص125 (ح926، 2133)، ورواه الإمام مسلم بلفظ "الناس تبع لقريش" وفي لفظ آخر "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان" (صحيح مسلم، كتاب الإمارة : 2 /1451-1452 (ح1818، 1820).].
وروى الصحابة في متفرقة الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الإمامة في قريش، ولم يرو واحد منهم لا في ذلك المجلس ولا غيره ما يدل على إمامة علي، وبايع المسلمون أبا بكر، وكان أكثر بني عبد مناف من بني أمية وبني هاشم وغيرهم لهم ميل قوي إلى علي بن أبي طالب يختارون ولايته، ولم يذكر أحد منهم هذا النص، وهكذا جرى الأمر في عهد عمر وعثمان، وفي عهده أيضًا لما صارت له ولاية لم يذكر هو ولا أحد من أهل بيته ولا من الصحابة المعروفين هذا النص.
ولو كان للنص وجود ما حصل الاختلاف في عهده، إذ لم تتفق الأمة فيه لا عليه ولا على غيره.
وقد جرى تحكيم الحكمين ومعه أكثر الناس فلم يكن في المسلمين من أصحابه فضلاً عن غيرهم من احتج في مثل هذا المقام الذي تتوفر فيه الهمم والدواعي على إظهاره، وقد احتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم : "تقتل عمارًا الفئة الباغية"، وهذا الحديث خبر واحد أو اثنين أو ثلاثة ونحوهم، وليس هذا متواترًا، والنص عند القائلين به متواتر، فيا لله العجب كيف ساغ عند الناس احتجاج شيعة علي بذلك الحديث، ولم يحتج أحد منهم بالنص [منهاج السنة : 4 /14-15.]؟!
أما دعوى النص على إمامة الاثني عشر، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على ذلك فهي أعظم استحالة، وأوضح بطلانًا، وأظهر كذبًا، فلم ينقله إلا الاثنا عشرية، وسائر فرق الشيعة تكذبها وهم فرقة من نحو سبعين فرقة من طوائف الشيعة.
والنصوص التي ينقلها الاثنا عشرية تعارضها نصوص القائلين بإمامة غير الاثني عشر من فرق الشيعة البالغة الكثرة، فإن كل طائفة تدعي من النص غير ما تدعيه الاثنا عشرية.
وهذه الدعوى لم تظهر إلا بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من مائتين وخمسين سنة، فهو من اختلاق متأخري الشيعة، ومن قبلهم يخالفهم في ذلك.
وأهل السنة وعلماؤهم وهم أضعاف أضعاف الشيعة يعلمون أن هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم علمًا يقينًا لا يخالطه الريب، ويباهلون الشيعة على ذلك.
والمنقول بالنقل المتواتر عن أهل البيت يكذب مثل هذا وأنهم لم يكونوا يدعون أنه منصوص عليهم بل يكذبون من يقول ذلك، فضلاً عن أن يثبتوا النص على اثني عشر [انظر : منهاج السنة : 4 /209-210.].
ولو كان الأمر في الإمامة على ما يقول هؤلاء الروافض لَمَا كان الحسن رضي الله عنه في سعة من أن يسلّمها إلى معاوية رضي الله عنه، فيعينه على الضّلال وعلى إبطال الحقّ وهدم الدّين، فيكون شريكه في كلّ مظلمة، ويبطل عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويوافقه على ذلك أخوه الحسين رضي الله عنهما، فما نقض قطّ بيعة معاوية إلى أن مات، فكيف استحلّ الحسن والحسين رضي الله عنهما إبطال عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهما طائعين غير مكرهين؟ مع أنّ الحسن معه أزيد من مائة ألف عنان يموتون دونه.
فتالله لولا أن الحسن رضي الله عنه علم أنه في سعة من إسلامهم إلى معاوية، وفي سعة من أن لا يسلمها لما جمع بين الأمرين، فأمسكها ستة أشهر لنفسه وهي سحقه، وسلمها بعد ذلك لغير ضرورة، وذلك له مباح؛ بل هو الأفضل بلا شك، لأن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خطب بذلك على المنبر وقال : "إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين" رويناه من طريق البخاري [ابن حزم : الفصل : 4 /172-173، والحديث رواه البخاري في كتاب الصلح، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما : "ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين" : 3 /169، وأبو داود، كتاب السنة، باب ما يدل على ترك الفتنة : 5 /48 (ح4662)، الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام : 5 /658 (ح3773)، والنسائي، كتاب الجمعة، باب مخاطبة الإمام رعيته وهو على المنبر : 3 /107، وأحمد : 5 /37-38، 44، 49، 51.].
هذا والبراهين المعلومة الضرورية في هذا الباب كثيرة، ويكفي بعضها لمعرفة الحق لمن تجرد عن الهوى والتعصب.
 

 
الصحابة رضوان الله عليهم :
كتب الشيعة مليئة باللعن والتفكير لمن رضي الله عنهم ورضوا عنه، من المهاجرين والأنصار، وأهل بدر، وبيعة الرضوان، وسائر الصحابة أجمعين، ولا تستثني منهم إلا النزر اليسير الذي لا يبلغ عدد أصابع اليد، وأصبحت هذه المسألة بعد ظهور كتبهم وانتشارها من الأمور التي لا تحجب بالتقية.
     تقول كتب الاثني عشرية : إن الصحابة بسبب توليتهم لأبي بكر قد ارتدوا إلا ثلاثة، وتزيد بعض رواياتهم ثلاثة أو أربعة آخرين رجعوا إلى إمامة علي، ليصبح المجموع سبعة، ولا يزيدون على ذلك.
ولقد تداولت الشيعة أنباء هذه "الأسطورة" في المعتمد من كتبها، فسجلوا ذلك في أول كتاب ظهر لهم وهو كتاب سليم بن قيس، ثم تتابعت كتبهم في تقرير ذلك وإشاعته وعلى رأسها الكافي.[398]
     روى الكليني : "عن حمران بن أعين قال : قلت لأبي جعفر عليه السّلام : جعلت فداك، ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال : ألا أحدّثك بأعجب من ذلك، المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا  وأشار بيده  ثلاثة".[399]

  والرافضة تؤول أحيانًا [لأن تأويلها في غالب نصوصهم بالأئمة.] آيات الإيمان والثناء على الصحابة بهذا العدد اليسير الذي تستثنيه من الأصل العام في التكفير، ففي تفسير القمي في قوله سبحانه : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ، الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ، أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [الأنفال، آية : 2-4.]. قال : "فإنها نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام، وأبي ذر وسلمان والمقداد" [تفسير القمي : 1 /255، بحار الأنوار : 22 /322.].
وفاتهم أن الشيعة إنما تثني على هؤلاء الثلاثة، وتدخلهم في عداد المؤمنين، لا لهذه الأوصاف المذكورة في الآية ولكن لأنهم آمنوا بإمامة علي، وكفروا بإمامة أبي بكر، وهذا الأصل الذي تزن به الشيعة من خالفها ليس له ذكر في هذه الآية التي جعلوها نصًا في إيمان الثلاثة، وكذلك الشأن في آيات القرآن كلها فهي رد عليهم لا حجة لهم.
وجعلوا آيات الكفر والكافرين والشرك والمشركين في سائر الصحابة أجمعين، كما نجد ذلك في عدد من أبواب الكافي.[400]
ومع هذا الحكم العام في التكفير لأصحاب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وأنصاره وأحبابه، وأصفيائه، فإنهم يخصون، كبار الصحابة رضوان الله عليهم بمزيد من الطعن والتكفير، ولهم في ذلك أقوال ونصوص تقشعر من سماعها جلود المؤمنين.
فهم يخصون الخلفاء الثلاثة أبا بكر وعمر وعثمان، وزراء رسول الله وأصهاره بالنصيب الأوفى من التكفير.
وجاءت رواياتهم مغرقة في هذا الكفر تضرب في كل اتجاه فيه، فهي مرة لا تكفر الشيخين فحسب؛ بل ترى أن من أعظم الكفر الحكم بإسلامهما حتى روى الكليني : "ثلاثة لا يكلّمهم الله يوم القيامة ولا يزكّيهم ولهم عذاب أليم : من ادّعى إمامة من الله ليست له [هذا نصّ في تكفير كلّ خلفاء المسلمين إلى أن تقوم السّاعة!]، ومن جحد إمامًا من الله [هذا تكفير لكلّ من لا يؤمن بأئمّتهم الاثني عشر من جميع المسلمين الأوّلين والآخرين!.]، ومن زعم أنّ لهما في الإسلام نصيبًا".[401]
     وحينًا تنعتهم بأنّهم الجبت والطّاغوت.[402]
     ولذلك يتعبّدون الله سبحانه بعد كلّ صلاة بلعن الخلفاء الثّلاثة وغيرهم من فضلاء الصّحابة، وبعض أمّهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين. فقد روى الكليني عن ابن ثوير والسّراج قالا : سمعنا أبا عبد الله رضي الله عنه وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعة من الرّجال وأربعًا من النّساء، فلانًا وفلانًا وفلانًا (الخلفاء الثّلاثة) ويسمّيهم ومعاوية، وفلانة وفلانة (عائشة، وحفصة رضي الله عنهما) وهندًا وأمّ الحكم أخت معاوية.[403]
 
تكفيرهم خلفاء المسلمين وحكوماتهم
     في دين الاثني عشرية أن كل حكومة غير حكومة الاثني عشر باطلة، وصاحبها ظالم وطاغوت يعبد من دون الله، ومن يبايعه فإنما يعبد غير الله.
وقد أثبت الكليني هذا المعنى في عدة أبواب مثل : باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل، ومن جحد الأئمة أو بعضهم، ومن أثبت الإمامة لمن ليس لها بأهل، وذكر فيه اثني عشر حديثًا عن أئمتهم [الكافي : 1 /372-374.]، وباب فيمن دان الله عز وجل بغير إمام من الله جل جلاله، وفيه خمسة أحاديث [الكافي : 1 /374-376.].
 
الحكم على الأمصار الإسلامية بأنها دار كفر
جاء في أخبارهم تخصيص كثير من بلاد المسلمين بالسب، وتفكير أهلها على وجه التعيين، ويخصون منها غالبًا ما كان أكثر التزامًا بالإسلام واتباعًا للسنة، فقد صرحوا بكفر أهالي مكة والمدينة في القرون المفضلة، ففي عصر جعفر الصادق كانوا يقولون عن أهل مكة والمدينة : "أهل الشّام شرّ من أهل الرّوم (يعني شرّ من النّصارى)، وأهل المدينة شرّ من أهل مكّة، وأهل مكّة يكفرون بالله جهرة".[404]
     "وعن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام قال : إن أهل مكة ليكفرون بالله جهرة، وإن أهل المدينة أخبث من أهل مكة، أخبث منهم سبعين ضعفًا".[405]
     ومن المعلوم أن أهل المدينة كانوا  ولا سيما في القرون المفضلة  يتأسون بأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من سائر الأمصار، ولهذا لم يذهب أحد من علماء المسلمين إلى أن إجماع أهل مدينة من المدائن حجة يجب اتباعها غير المدينة [اشتهر عن مالك وأصحابه، أن إجماع أهلها حجة، وإن كان بقية الأئمة ينازعونهم في ذلك، والمراد إجماعهم في تلك الأعصار، المفضلة، أما بعد ذلك فقد اتفق الناس على أن إجماعهم ليس بحجة (مجموع فتاوى شيخ الإسلام : 20 /300).].
 

قضاة المسلمين
تعد أخبارهم قضاة المسلمين طواغيت لارتباطهم بالإمامة الباطلة بزعمهم، فقد جاء في الكافي عن عمر بن حنظلة قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك؟ قال : من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطاغوت، وما يحكم له فإنما يأخذ سحتًا، وإن كان حقًا ثابتًا له؛ لأنه أخذ بحكم الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به. قال تعالى : (يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ) [النساء، آية : 60].[406]
فأنت ترى أنهم اعتبروا قضاة المسلمين وحكامهم طواغيت، واعتبروا أحكامهم باطلة، ومن يأخذ حقه بواسطتها فإنما يأكل الحرام، وهذا الحكم يعم قضاة المسلمين على مدى القرون وتعاقب الأجيال، وهذه الرواية تحكم على القضاء والقضاة في عصر جعفر الصادق، كما يظهر من إسنادهم للرواية إلى جعفر، فإذا كان هذا نظرهم في قضاة المسلمين في القرون المفضلة فما بالك فيمن بعدهم.
 
أئمة المسلمين وعلماؤهم
حذروا من التلقي عن شيوخ المسلمين وعلمائهم، وعدوهم كملل أهل الشرك، ففي الكافي عن سدير عن أبي جعفر قال : ".. يا سدير فأريك الصّادّين عن دين الله، ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الثّوري في ذلك الزّمان وهم حلق في المسجد، فقال : هؤلاء الصّادّون عن دين الله بلا هدى من الله ولا كتاب مبين، إنّ هؤلاء الأخابث لو جلسوا في بيوتهم فجال النّاس، فلم يجدوا أحدًا يخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يأتونا فنخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم".[407]
فيبدوا أن الغيظ أخذ من هؤلاء الباطنيين مأخذه، وهم يرون أئمة أهل السنة يعلمون الناس القرآن والسنة، ويدعون إلى دين الإسلام والناس مقبلون عليهم، ينهلون من علمهم ويأخذون عنهم، فترى حلقهم في المسجد، عامرة بالرواد، مزدانة بالعلم.. تغمرها السكينة، وتحفها الرحمة، وتغشاها الملائكة، وكان هؤلاء العلماء الأعلام للمتقين أئمة وقادة، وأولئك الباطنيون قد قبعوا في بيوتهم، لا يلتفت إليهم، ولا يحفل بهم، قد استولت عليهم الذلة، والمسكنة وباءوا بغضب الناس، واحتقارهم. فكانت أمنياتهم التي وضعوها على ألسنة أهل البيت للتغرير بالأتباع، ومحاولة إيجاد الفتنة والعزلة بين أهل البيت وأئمة المسلمين، كانت هذه الأمنيات تكفر أئمة المسلمين وتتمنى أن تخلو الأرض منهم لتتهيأ لهم الفرصة لتحقيق أغراضهم.
 
الفرق الإسلامية
     ويخصون كثيرًا من الفرق الإسلامية بالتكفير والطعن، ولا سيما أهل السنة والذين يلقبونهم حينًا بالنواصب، وأحيانًا بالمرجئة. جاء في الكافي : "عن أبي مسروق قال : سألني أبو عبد الله عن أهل البصرة ما هم؟ فقلت : مرجئة وقدرية [صارت الشيعة قدرية فيما بعد  كما سلف  فاللعن يشملهم.]، وحرورية. فقال : لعن الله تلك الملل الكافرة المشركة التي لا تعبد الله على شيء".[408]
     وعن عبد الله بن المغيرة قال : قلت لأبي الحسن رضي الله عنه : إنّ لي جارين أحدهما ناصب والآخر زيدي ولا بدّ من معاشرتهما فمن أعاشر؟ فقال : هما سيان، من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام وراء ظهره هو المكذّب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين، ثم قال : إنّ هذا نصب لك، وهذا الزّيدي نصب لنا". [409]
النقد :
     هذا التكفير العام الشامل الذي لم ينج منه أحد هل يحتاج إلى نقد؟ إن بطلانه أوضح من أن يبين، وكذبه أجلى من أن يكشف، وتكفير الأمة امتداد لتكفير الصحابة، والسبب واحد لا يختلف.
ومن الطبيعي أن من يحقد على صحابة رسول الله ويسبهم ويكفرهم يحقد على الأمة جميعًا ويكفرها، كما قال بعض السلف : "لا يغلّ قلب أحد على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كان قلبه على المسلمين أغلّ" [الإبانة لابن بطّة : ص41.] فإذا لم يرض عن أبي بكر وعمر وعثمان، وأهل بدر وبيعة الرضوان، والمهاجرين والأنصار وهم في الذروة من الفضل والإحسان، فهل يرضى بعد ذلك عن أحد بعدهم؟!
ومبنى هذا الموقف هو دعوى الروافض أن الصحابة رضوان الله عليهم أنكروا النص على إمامة علي وبايعوا أبا بكر، وقد مضى بيان بطلان النص بالنقل والعقل وبالأمور المتواترة المعلومة. وما بني على الباطل فهو باطل.
ولقد كان حكمهم بردة ذلك "الجيل القرآني الفريد" من الظواهر الواضحة على بطلان مذهب الرفض من أساسه، وأنه إنما وضع أصوله شرذمة من الزنادقة، وبطلان هذه المقالة معروف بداهة، ولذلك قال أحمد الكسروي (الإيراني والشيعي الأصل) : "وأما ما قالوا من ارتداد المسلمين بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فاجتراء منهم على الكذب والبهتان، فلقائل أن يقول : كيف ارتدوا وهم كانوا أصحاب النبي آمنوا به حين كذبه الآخرون، ودافعوا عنه واحتملوا الأذى في سبيله ثم ناصروه في حروبه، ولم يرغبوا عنه بأنفسهم، ثم أي نفع لهم في خلافة أبي بكر ليرتدوا عن دينهم لأجله؟! فأي الأمرين أسهل احتمالاً : أكذب رجلاً أو رجلين من ذوي الأغراض الفاسدة، أو ارتداد بضع مئات من خلص المسلمين؟ فأجيبونا إن كان لكم جواب" [التشيع والشيعة : ص66.].
ثناء القرآن على الصحابة رضي الله عنهم
لقد شهدت نصوص القرآن على عدالتهم والرضا عنهم، وأثنى الله عليهم في آيات كثيرة جلية واضحة، لا نحتاج لمعرفة معناها إلى تأويل باطني كحال الشيعة في تأويل آيات القرآن بالاثني عشر.
ـ قال جل شأنه : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران، آية : 110.].
"وكفى فخرًا لهم أن الله تبارك وتعالى شهد لهم بأنهم خير الناس، فإنهم أول داخل في هذا الخطاب، ولا مقام أعظم من مقام قوم ارتضاهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ونصرته" [ابن حجر الهيثمي / الصواعق المحرقة : ص7.].
ولهذا جاء تأويلها عن السلف بأقوال "مقتضاها أن الآية نزلت في الصحابة، قال الله لهم كنتم خير أمة" [ابن عطية / المحرر الوجيز : 3 /193، ولهذا قال علامة الشيعة الزيدية محمد بن إبراهيم الوزير بعدما ذكر من أحوال أولئك الصحب العظام ما لم تر أمة من أمم الأرض مثله. قال : "وهذه الأشياء تنبه الغافل، وتقوي بصيرة العاقل، وإلا ففي قوله تعالى : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) كفاية وغنية" (الروض الباسم : 1 /56-57، وانظر : محب الدين الخطيب / الجيل المثالي : ص19).].
ـ وقال سبحانه : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التّوبة : آية : 100.].
فالآية صريحة الدلالة على رضاء الله سبحانه عن المهاجرين والأنصار، والتابعين لهم بإحسان، وتبشيرهم بالفوز العظيم، والخلود في جنات النعيم، ولهذا قال ابن كثير عند هذه الآية :
"فيا ويل من أبغضهم أو سبهم، أو أبغض أو سب بعضهم ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم أعني الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه، فإن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسبونهم [بل تجاوزوا مرحلة السب إلى الحكم بالردة والتكفير.]، عياذًا بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن، إذ يسبون من رضي الله عنهم" [تفسير ابن كثير : 2 /410.].
ـ وقال سبحانه : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح، آية : 18.].
قال ابن حزم : "فمن أخبرنا الله سبحانه أنه علم ما في قلوبهم، ورضي عنهم، وأنزل السكينة عليهم فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم ولا الشك فيهم البتة" [الفصل : 4 /225.].
"والذين بايعوا تحت الشّجرة بالحديبيّة عند جبل التّنعيم [التّنعيم : على ثلاثة أميال أو أربعة من مكّة المشرّفة، سمّي به لأنّ على يمينه جبل نعيم كزبير، وعلى يساره جبل ناعم، والوادي اسمه نعمان بالفتح. (انظر : تاج العروس، مادّة "نعم"، ومعجم البلدان، لفظ "تنعيم").] كانوا أكثر من ألف وأربعمائة، بايعوه لما صده المشركون عن العمرة [منهاج السنة : 2 /15-16 (تحقيق د. رشاد سالم).]...
وهؤلاء كما يقول شيخ الإسلام ابن تيميّة هم أعيان من بايع أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم [منهاج السّنّة : 1 /206.].
ولقد خاب وخسر من رد قول ربه أنه رضي عنه المبايعين تحت الشجرة.. وقد علم كل أحد له أدنى علم أن أبا بكر وعمر وعثمان وعليًا وطلحة والزبير وعمارًا والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم من أهل هذه الصفة، وقد انتظمت الخوارج والروافض البراءة منهم خلافًا لله عز وجل وعنادًا [الفصل : 4 /226.].
وقال تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الفتح، آية : 29.].
فانظر إلى عظيم مقام الصحابة، حيث أثنى الله عليهم بهذه الأوصاف، وأخبر أن صفتهم مذكورة في التوراة والإنجيل، حتى ذكر بعض أهل العلم أنّ ظاهر هذه الآية يُوجب أنّ الرّوافض كفّار؛ لأنّ في قلوبهم غيظًا من الصّحابة وعداوة لهم، والله يقول : (لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)، فبيّن أنّ من كان في قلبه غيظ منهم فهو من الكفّار [انظر : الإسفراييني / التّبصير في الدّين : ص25، تفسير ابن كثير : 4 /219، تفسير القاسمي : 15 /104.].
ـ وقال تعالى : (لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) [الحديد، آية : 10.].
وقد حكم الله لمن وعد بالحسنى بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ، لا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ، لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ) [الأنبياء، آية : 101، 102، 103.].
فجاء النص أن من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فقد وعده الله تعالى بالحسنى، وقد نص الله سبحانه : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) [آل عمران، آية : 9.] وصح بالنص أن كل من سبقت له من الله تعالى الحسنى، فإنه مبعد عن النار لا يسمع حسيسها، وهو فيما اشتهى خالد لا يحزنه الفزع الأكبر.. وليس المنافقون ولا سائر الكفار من أصحابه صلى الله عليه وسلم [المحلى : 1 /42.].
ـ وقال سبحانه : (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ، وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحشر، الآيات : 8، 9، 10.].
وهذه الآيات تتضمّن الثّناء على المهاجرين والأنصار، وعلى الذين جاءوا من بعدهم يستغفرون لهم، ويسألون الله ألا يجعل في قلوبهم غلاًّ لهم، وتتضمّن أنّ هؤلاء الأصناف هم المستحقّون للفيء.
ولا ريب أن هؤلاء الرّافضة خارجون من الأصناف الثلاثة، فإنهم لم يستغفروا للسّابقين، وفي قلوبهم غلّ عليهم. ففي الآيات الثناء على الصحابة وعلى أهل السنة الذين يتولونهم وإخراج الرافضة من ذلك، وهذا ينقض مذهب الرافضة [منهاج السنة : 1 /204.].
والآيات في هذا الباب كثيرة [وحبذا لو قام أحد طلبة قسم القرآن وعلومه بتسجيل موضوع في "الصحابة في القرآن الكريم" لإظهار عظيم ثناء الله على هذا الجيل القرآني الفريد.].
 
ثناء النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الصحابة رضي الله عنهم
وكتب السنة مليئة بالثناء على الصحب، وبيان فضلهم عن سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
1ـ  فنصوص تثني عليهم جميعًا كقوله صلى الله عليه وسلم : "لا تسبّوا أصحابي، لا تسبّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" [أخرجه البخاري، باب فضائل أصحاب النّبي صلى الله عليه وسلم 4 /195. ومسلم، واللّفظ له، في كتابه فضائل الصّحابة، باب تحريم سبّ الصّحابة رضي الله عنهم : 2 /1967 (ح2540)، وأبو داود في كتاب السّنّة، باب في النّهي عن سبّ أصحاب رسول الله : 5 /45 (ح4658)، والتّرمذي في كتاب المناقب، باب 59 : 5 /695-696 (ح3861).].
وقوله عليه الصلاة والسلام : "خير النّاس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم،»، قال عمران : فلا أدري أذكر بعد قرنه قرني أو ثلاثة" [أخرجه البخاري : 3 /151، في كتاب الشّهادات، باب لا يشهد على شهادة جور إذا شهد.. واللّفظ له، ومسلم بنحوه في كتاب فضائل الصّحابة، باب فضل الصّحابة ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم : 2 /1962 (ح2533).].
2ـ  ونصوص تثني على جماعات منهم على سبيل التعيين كأهل بدر، وقد قال فيهم صلى الله عليه وسلم : ".. وما يدريك لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" [أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصّحابة، باب من فضائل أهل بدر : 2 /1941 (ح2494).].
وأصحاب الشّجرة أهل بيعة الرّضوان، وقد قال فيهم صلى الله عليه وسلم : "لا يدخل النّار  إن شاء الله  من أصحاب الشّجرة أحد، الذين بايعوا تحتها" [أخرجه مسلم، كتاب فضائل الصّحابة، باب من فضائل أصحاب الشّجرة : 2 /1942 (ح2496).]. وغيرهما [راجع : جامع الأصول، الباب الرّابع في فضائل الصّحابة ومناقبهم، وفيه خمسة فصول : 8 /547 وما بعدها، وانظر : فضائل الصّحابة للإمام أحمد، وفضائل الصّحابة للنّسائي، وانظر : الشّوكاني / درّ السّحابة في مناقب القرابة والصّحابة، الكبيسي / صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسّنّة : ص161.].
3ـ ونصوص تثني على آحادهم وهي كثيرة ذكرتها كتب الصحاح، والسنن والمسانيد.
ولكن الشيعة قد رضيت لنفسها أن تنأى عن هذا المورد العظيم فهي لا تعرج في مقام الاستدلال عليها، ولا تحتج بها، ولا معنى لاحتجاجنا عليهم برواياتنا فهم لا يصدقونها، كما أنه لا معنى لاحتجاجهم علينا برواياتهم فنحن لا نصدقها، وإنما ينبغي أن يحتج الخصوم بعضهم على بعض بما يصدقه الذي تقام عليه الحجة به، سواء صدقه المحتج أو لم يصدقه [الفصل : 4 /159.].
ولذا أكتفي في هذا المقام بالإحالة على الكتب الأمهات في أبواب فضائل الصحابة؛ ففيها أحاديث كثيرة في فضل الصحابة والثناء عليهم، والنهي عن سبهم وأقيم عليهم الحجة من كتبهم أيضًا، من أقوال الأئمة التي يعدونها كأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
ثناء الأئمة على الصحابة رضوان الله عليهم
في الخصال لابن بابويه القمي : « عن أبي عبد الله قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألفًا [هذا من وضع الجهّال، فعدد الصّحابة الذين شهدوا معه صلى الله عليه وسلم حنينًا اثنا عشر ألفًا سوى الأتباع والنّساء، وجاءت إليه هوازن مسلمين، وترك مكّة مملوءة ناسًا، وكذلك المدينة أيضًا، وكلّ من اجتاز به من قبائل العرب كانوا مسلمين، فهؤلاء كلّهم لهم صحبة، وقد شهد معه تبوك من الخلق الكثير ما لا يحصيهم ديوان، وكذلك حجّة الوداع وكلّهم له صحبة. (ابن الأثير / أسد الغابة : 1 /12).
قال أبو زرعة : توفي النّبيّ صلى الله عليه وسلم، ومن رآه وسمع منه زيادة عن مائة ألف إنسان من رجل وامرأة. (تدريب الرّاوي : 2 /221، الإصابة : ص4، الذهبي / تجريد أسماء الصّحابة صلى الله عليه وسلم : ص(ب)، والمعتمد أنّه ليس هناك تحديد ثابت لهم. انظر : السّخاوي / فتح المغيث : 3 /111).]، ثمانية آلاف في المدينة وألفان من أهل مكّة، وألفان من الطّلقاء، لم يرد فيهم قدري، ولا مرجئ، ولا حروري، ولا معتزلي، ولا صاحب رأي، كانوا يبكون اللّيل والنّهار » [ابن بابويه القمي / الخصال : ص 639-640، وانظر : المجلسي / البحار : 22 /305.].
وفي البحار للمجلسي :
عن الصّادق عن آبائه عن علي عليه السّلام قال : "أوصيكم بأصحاب نبيّكم لا تسبّوهم، الذين لم يحدثا بعده حدثًا ولم يؤووا مُحدِثًا، فإنّ رسول الله أوصى بهم الخير" [المجلسي : البحار 22 /305-306.].
وفي البحار أيضًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "طوبى لمن رآني، وطوبى لمن رأى من رآني، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني" [أمالي الصدوق : 240-241، بحار الأنوار : 22 /305.].
وعن موسى بن جعفر (إمامهم السّابع) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا أمنة لأصحابي، فإذا قبضت دنا من أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمّتي، فإذا قبض أصحابي دنا من أمّتي ما يوعدون، ولا يزال هذا الدّين ظاهرًا على الأديان كلّها ما دام فيكم من قد رآني" [المجلسي / البحار : 22 / 309-310، وعزاه إلى نوادر الرّواندي : ص23.].
وفي معاني الأخبار لشيخهم ابن بابويه القمي (الصدوق) : "عن جعفر بن محمد عن آبائه عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما وجدتم في كتاب الله عز وجل فالعمل لكم به، لا عذر لكم في تركه، وما لم يكن في كتاب الله عز وجل، وكانت فيه سنة مني فلا عذر لكم في ترك سنتي، وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصحابي فقولوا به، فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيها أخذ اهتدي، وبأي أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم (ثم زاد دعاة التفرقة على هذا النص الزيادة التالية) فقيل : يا رسول الله، ومن أصحابك؟ قال : أهل بيتي" [ابن بابويه / معاني الأخبار : 156-157، المجلسي / البحار : 307.].
ولا شك أن تفسير الصحابة بأهل البيت فقط بعيد جدًا، وقد لاحظ صدوقهم هذا البعد فعقب على النص السالف بقوله : "إن أهل البيت لا يختلفون، ولكن يفتون الشيعة بمر الحق، وربما أفتوهم بالتقية، فما يختلف من قولهم فهو للتقية، والتقية رحمة للشيعة" [ابن بابويه / معاني الأخبار : 156-157، المجلسي / البحار : 307.].
فهو هنا يحمل "النص الذي يثني على الصحابة" على التقية، والعقل والمنطق يعترض على هذا "التأويل" فلم يكون الثناء على الصحابة الذي أثنى عليهم الله ورسوله، وشهد التاريخ بفضلهم وجهادهم تقية، ويكون السب لهم هو الحقيقة وهو مذهب الأئمة؟ إنه لا دليل لهم على هذا المذهب سوى أنه يتمشى مع منطق أعداء الأمة.
ثم إن النص السابق يرويه "جعفر الصادق" عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل رسول الله يكذب على الأمة  تقية  أو أن جعفرًا يكذب على رسول الله من أجل التقية؟! وكلا الأمرين طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومخالفة صريحة للنصوص.
وفي نهج البلاغة يقول علي رضي الله عنه في أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما على اختلاف بين شيوخ الشيعة في ذلك [انظر : ميثم البحراني / شرح نهج البلاغة : 4 /97.] : "لله بلاء فلان [أي عمله الحسن في سبيل الله (ميثم البحراني / شرح نهج البلاغة : 4 /97).] فلقد قوم الأود [وهو كناية عن تقويمه لاعوجاج الخلق عن سبيل الله إلى الاستقامة. (مثيم البحراني / شرح نهج البلاغة : 4 /97).]، وداوى العَمَد [العمد بالتّحريك : العلّة. انظر : صبحي الصّالح في تعليقه على نهج البلاغة ص : 671.]، وأقام السّنّة.. وخلف الفتنة [تركها خلفًا لا هو أدركها ولا هي أدركته (المصدر السّابق).]، ذهب نقي الثّوب، قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى الله طاعته واتّقاه بحقّه" [نهج البلاغة : ص350 (تحقيق صبحي الصّالح).].
وهذا نصّ عظيم يهدم كلّ ما بنوه وزعموه عن عداوة وصراع بين علي والشيخين رضي الله عنهم.
وقد احتار "الروافض" بمثل هذا النص؛ لأنه في نهج البلاغة وما في النهج عندهم قطعي الثبوت، وصور شيخهم ميثم البحراني [ميثم بن علي البحراني (كمال الدين) من شيوخ الإمامية، من أهل البحرين، من كتبه : "شرح نهج البلاغة"، توفي في البحرين سنة 679ه‍ (معجم المؤلفين : 13 /55).] ذلك بقوله : "واعلم أن الشيعة قد أوردوا هنا سؤالاً فقالوا : إن هذه الممادح التي ذكرها في حق أحد الرجلين تنافي ما أجمعنا عليه من تخطئتهم وأخذهما لمنصب الخلافة، فإما أن لا يكون هذا الكلام من كلامه رضي الله عنه، وإما أن يكون إجماعنا خطأ".
ثم حملوا هذا الكلام على التقية وأنه إنما قال هذا المدح من أجل "استصلاح من يعتقد صحة خلافة الشيخين واستجلاب قلوبهم بمثل هذا الكلام". أي : أن عليًا  في زعمهم  أراد خداع الصحابة، وأظهر لهم خلاف ما يبطن فهو خطب هذه الخطبة العامة أمام الناس، وهي مبنية على الكذب، هذا هو جواب من يزعم التشيع لعلي [ميثم البحراني / شرح نهج البلاغة : 4 /98.].
وما أعتقد أن عاقلاً يرضى هذا "الجواب"، وإننا نقول بأن إجماع الشيعة ضلال، وقول علي هو الحق والصدق، وهو الذي لا يخاف في الله لومة لائم.
وقد يقول قائل : هذه النصوص المنقولة من كتبهم تناقض ما سلف من تكفير الشيعة للصحابة، وأقول : نعم، لأن هذا المذهب يحمل في رواياته هذه الصورة المتناقضة، لكن شيوخهم وضعوا أصولاً وأقوالاً نسبوها للأئمة للتخلص من هذه الأخبار، والخروج من هذا التناقض، فمن أصولهم أن هذا التناقض أمر مقصود لإخفاء حقيقة المذهب حتى لا يقضى على المذهب وأهله من قبل العامة (يعني أهل السنة) [انظر : أصول الكافي : 1 /65.].
وقالوا عند الاختلاف : "خذوا بما خالف العامة، فإن فيه الرشاد" [انظر : ص (413) من هذه الرسالة.]. ولذلك يحمل شيوخهم أمثال هذه الروايات على التقية، ولأنها روايات قليلة بالنسبة لأخبارهم الكثيرة التي تفكر وتلعن، فهم لا يأخذون بها، فمفيدهم يقول : "ما خرج للتقية لا يكثر روايته عنهم كما تكثر روايات المعمول به" [تصحيح الاعتقاد : ص71.].
ولذلك تجد في تعقيب ابن بابويه إشارة إلى أن مدح الصحابة في الرواية التي ذكرها إنما هو على سبيل التقية، وكذلك في تعقيب ميثم.
وإذا كان الأمر كذلك فإني إنما ذكرت هذه الأخبار وأمثالها لإثبات تناقض المذهب أمام العقلاء، وتبصير من يريد الحق من أتباع المذهب إلى أن هذه الروايات هي الحقيقة لا التقية؛ لاتفاقها مع كتاب الله سبحانه وإجماع الأمة.
وبيان أن عقيدة التقية جعلت من المذهب ألعوبة بأيدي الشيوخ يوجهونه وفق إرادتهم، فلم يعد مذهب أهل البيت، إنما مذهب الكليني والقمي والمجلسي وأضرابهم.
 
دلالة العقل والتاريخ وما علم بالتواتر وأجمع الناس عليه
أولاً : قد عرف بالتواتر الذي لا يخفى على العامة والخاصة أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم كان لهم بالنبي صلى الله عليه وسلم اختصاص عظيم وكانوا من أعظم الناس اختصاصًا به، وصحبة له وقربًا إليه، وقد صاهرهم كلهم، وكان يحبهم ويثني عليهم، وحينئذ فإما أن يكونوا على الاستقامة ظاهرًا وباطنًا في حياته وبعد موته، وإما أن يكونوا بخلاف ذلك في حياته أو بعد موته، فإن كانوا على غير الاستقامة مع هذا القرب فأحد الأمرين لازم، إما عدم علمه بأحوالهم، أو مداهنته لهم، وأيهما كان فهو من أعظم القدح في الرسول صلى الله عليه وسلم كما قل :
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة           وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وإن كانوا انحرفوا بعد الاستقامة فهذا خذلان من الله للرسول في خواص أمته، وأكابر أصحابه، ومن وعد أن يظهر دينه على الدين كله، فكيف يكون أكابر خواصه مرتدين؟ فهذا ونحوه من أعظم ما يقدح به الرافضة في الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال مالك وغيره : إنّما أراد هؤلاء الرّافضة الطّعن في الرّسول صلى الله عليه وسلم ليقول القائل : رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلاً صالحًا لكان أصحابه صالحين، ولهذا قال أهل العلم : إن الرافضة دسيسة الزندقة [منهاج السّنّة : 4 /123.].
ثانيًا : إن المرتد إنما يرتد لشبهة أو شهرة، ومعلوم أن الشبهات والشهوات في أوائل الإسلام كانت أقوى، حيث كان الإسلام إذ ذاك قليلاً، والكفار مستولون على عامة الأرض، وكان المسلمون يؤذون بمكة ويلقون من أقاربهم وغيرهم من المشركين من الأذى ما لا يعلمه إلا الله، وهم صابرون على الأذى متجرعون لمرارة البلوى، وقد اتبعوه صلى الله عليه وسلم وهو وحيد فقير، ذليل خائف، مقهور مغلوب، وأهل الأرض يد واحدة في عداوته، وقد خرجوا من ديارهم وأموالهم وتركوا ما كانوا عليه من الشرف والعزة حبًا لله ورسوله.
وهذا كله فعلوه طوعًا واختيارً، فمن كان إيمانهم مثل الجبال في حال ضعف الإسلام، كيف يكون إيمانهم بعد ظهور آياته وانتشار أعلامه [منهاج السنة : 4 /128.]؟! لاسيما والسبب الذي تكفرهم الرافضة من أجله وهو بيعة أبي بكر من دون علي، لا يوجد فيه ما يدفعهم إلى التضحية بإيمانهم، وخسارة سابقتهم وجهادهم وبيع آخرتهم من أجل أبي بكر، فما الذي حملهم على ذلك وهم يعلمون أنه كفر بربهم، ورجوع عن دينهم، وتركوا اتباع قول رسول الله في بيعة علي بن أبي طالب، وقد علموا أنها طاعة نبيهم، والثبات على دينهم، هل يعقل أن يطيع المهاجرون والأنصار أبا بكر في الكفر بالله، ويتركوا اتباع قول رسول الله في علي؟ وهم الذين خرجوا من ديارهم يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا، وينصرون الله ورسوله، أولئك هم الصادقون.
ثالثًا : إن مذهب الرافضة في تكفير الصحابة يترتب عليه تكفير أمير المؤمنين لتخليه عن القيام بأمر الله، ويلزم عليه إسقاط تواتر الشريعة، بل بطلانها ما دام نقلتها مرتدين، ويؤدي إلى القدح في القرآن العظيم، لأنه وصلنا عن طريق أبي بكر وعمر وعثمان وإخوانهم، وهذا هو هدف واضع هذه المقالة، ولذلك قال أبو زرعة : « إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حق والقرآن حق، وإنا أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة" [الكفاية : ص49.].
ولذلك اعترفت كتب الشّيعة أن الذي وضع هذه المقالة هو ابن سبأ فقالت إنه : "أوّل من أظهر الطّعن في أبي بكر عمر وعثمان والصّحابة، وتبرأ منهم، وادّعى أنّ عليًّا عليه السّلام أمره بذلك" [القمي / المقالات والفِرَق : ص20، النّوبختي / فِرَق الشّيعة : ص19-20.].
رابعًا : أنّ عليًّا رضي الله عنه لم يكفّر أحدًا ممّن قاتله حتى ولا الخوارج، ولا سبى ذرية أحد منهم، ولا غنم ماله، ولا حكم في أحد ممن قاتله بحكم المرتدين كما حكم أبو بكر وسائر الصحابة في بني حنيفة وأمثالهم من المرتدين، بل كان يترضى عن طلحة والزبير وغيرهما ممن قاتله، ويحكم فيهم وفي أصحاب معاوية ممن قاتله بحكم المسلمين، وقد ثبت بالنّقل الصّحيح أنّ مناديه نادى يوم الجمل : لا يتبع مدبر، ولا يجهز على جريح، ولا يغنم مال [وهذا ممّا أنكرته الخوارج عليه حتى ناظرهم ابن عبّاس  رضي الله عنه  في ذلك. (منهاج السّنّة : 4 /181).].. واستفاضت الآثار أنه كان يقول عن قتلى عسكر معاوية : إنهم جميعًا مسلمون ليسوا كفارًا ولا منافقين [منهاج السنة : 4 /181.].
وهذا ثبت بنقل الشّيعة نفسها، فقد جاء في كتبهم المعتمدة عندهم : "عن جعفر عن أبيه أنّ عليًّا  عليه السّلام  لم يكن ينسب أحدًا من أهل حربه إلى الشّرك، ولا إلى النّفاق، ولكنّه يقول : هم بغوا علينا" [قرب الإسناد : ص 62، وسائل الشّيعة : 11 /62.].
ولكن عقيدة التقية عندهم تجعل دينهم دين الشيوخ لا دين الأئمة، فقد قال الحر العاملي في التعليق على النص السابق : "أقول : هذا محمول على التّقية" [وسائل الشّيعة : 11 /62.].
وجاء في كتاب علي إلى أهل الأمصار يذكر فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين : "وكان بدء أمرنا التقينا والقوم من أهل الشّام، والظّاهر أنّ ربّنا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله، والتّصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء" [نهج البلاغة : ص 448.].
وقد أنكر على من يسب معاوية ومن معه فقال : "إنّي أكره لكم أن تكونوا سبّابين، ولكنّكم لو وصفتم أعمالهم، وذكرتم حالهم، كان أصوب في القول، وأبلغ في العذر، وقلتم مكان سبّكم إياهم : اللّهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم" [نهج البلاغة : ص323.].
فهذا السب والتكفير لم يكن من هدي علي باعتراف أصح كتاب في نظر الشيعة.
خامسًا : "إن الذين تستثنيهم الرافضة من حكمها بالردة كسلمان وعمار والمقداد، إنما استثنتهم لأنهم بزعمها على مذهب الرفض من تفكير أبي بكر وعمر، وإنكار بيعتهما، وهذا من جملة نصب الرافضة وتلبيسهم؛ لأنه لم يعهد لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما منازع في إمامتهما لا هؤلاء ولا غيرهم. وهذا سلمان كان أميرًا على مدائن كسرى من قبل عمر يدعو إلى إمامته وطاعته.. وهذا عمّار كان أميرًا من قبل عثمان  رضي الله عنه  على الكوفة، وهذا المقداد وغيره كانوا في عساكر الصّحابة وغزواتهم فكيف يمشي تلبيس الرافضة" [أبو المحاسن الواسطي / المناظرة : الورقة(66)، وانظر : ص(66-67) من هذه الرّسالة.].
سادسًا : من المعلوم المقطوع به من وقائع التاريخ وأحداثه المعلومة المستفيضة حال الصحابة رضوان الله عليهم، وأنهم لم يؤثروا على الله شيئًا، وبلغ المكروه بهم كل مبلغ، وبذلوا النفوس في الله حتى أيد الله تعالى بهم نبيه، وأظهر بهم دينه، فكيف يجسر على الطعن عليهم من عرف الله ساعة في عمره؟ أم كيف يجترئ على سبهم وانتقاصهم من يزعم أنه مسلم [التنبيه والرد : ص10-11.]؟! ولهذا قال الخطيب البغدادي : "على أنه لو لم يرد من الله عز وجل فيهم شيء مما ذكرناه لأوجبت الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد والنصرة، وبذل المهج والأموال، وقتل الآباء والأولاد، والمناصحة في الدين، وقوة الإيمان واليقين القطع على عدالتهم والاعتقاد بنزاهتهم" [الكفاية : ص49، وانظر مثل هذا المعنى : الإيجي / المواقف : ص413.].
ومن يراجع أحداث السيرة وما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه من أذى واضطهاد، حتى رمتهم العرب عن قوس واحدة، وتحملوا اضطهاد قريش في بطحاء مكة، وقاسوا مرارة المقاطعة وشدة الحصار في الشعب، وعانوا من فراق الوطن والأهل والعشيرة فهاجروا إلى الحبشة، والمدينة، وقاموا بأعباء الجهاد وتضحياته، وحاربوا الأهل والعشيرة، إلى آخر ما هو مشهور ومعلوم من حالهم.
من يتأمل شيئًا من هذه الأحوال، يعرف عظمة ذلك الجيل، وقوة إيمانه، وصدق بلائه.
سابعًا : قامت القرائن العملية، والأدلة الواقعية من سيرة أمير المؤمنين علي في علاقته مع إخوانه أبي بكر وعمر وعثمان مما اشتهر وذاع ونقله حتى الروافض ما يثبت المحبة الصادقة، والإخاء الحميم بين هذه الطليعة المختارة، والصفوة من جيل الصحابة رضوان الله عليهم.
وتأتي في مقدمة هذه الأدلة والقرائن تزويج أمير المؤمنين علي ابنته أم كلثوم لأمير المؤمنين عمر [انظر : عقد أم كلثوم للشيخ فاروقي، محمد صديق / التحقيق الجلي في تزويج أم كلثوم بنت علي.]. فإذا كان عمر فاروق هذه الأمة قد صار عند الاثني عشرية أشد كفرًا من إبليس، أفلا يرجعون إلى عقولهم ويتدبروا فساد ما ينتهي إليه مذهبهم؟! إذ لو كان أبو بكر وعمر رضي الله عنهما كافرين لكان علي بتزويجه ابنته أم كلثوم الكبرى من عمر رضي الله عنه كافرًا أو فاسقًا معرضًا بنته للزنا، لأن وطء الكافر للمسلمة زنا محض [السمعاني / الأنساب : 1 /347.].
والعاقل المنصف البريء من الغرض، الصادق في تشيعه لا يملك إلا الإذعان لهذه الحقيقة، حقيقة الولاء والحب بين الخلفاء الأربعة رضوان الله عليهم، ولذلك لما قيل لمعز الدولة أحمد بن بويه  وكان رافضيًا يشتم صحابة رسول الله - : "إن عليًا  عليه السلام  زوج ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب، استعظم ذلك وقال : ما علمت بهذا، وتاب وتصدق بأكثر ماله وأعتق مماليكه ورد كثيرًا من المظالم وبكى حتى غشي عليه" [ابن الجوزي / المنتظم : 7 /38-39.] لشعوره بعظيم جرمه فيما سلف من عمره، الذي أمضاه ينهش في أعراض هؤلاء الأطهار مغترًا بشبهات الروافض.
وقد حاول شيوخ الشّيعة إبطال مفعول هذا الدّليل فوضعوا روايات الأئمّة تقول : "ذلك فرج غصبناه" [فروع الكافي : 2 /10، وسائل الشّيعة : 7 / 434-435.]، فزادوا الطين بلة، حيث صوّروا أمير المؤمنين في صورة "الدّيّوث" الذي لا ينافح عن عرضه، ويقر الفاحشة في أهله، وهل يتصور مثل هذا في حق أمير المؤمنين علي؟! "إنّ أدنى العرب يبذل نفسه دون عرضه، ويقتل دون حرمه، فضلاً عن بني هاشم الذين هم سادات العرب وأعلاها نسبًا وأعظمها مروءة وحمية، فكيف يثبتون لأمير المؤمنين مثل هذه المنقصة الشنيعة، وهو الشجاع الصنديد، ليث بني غالب، أسد الله في المشارق والمغارب؟!" [السويدي / مؤتمر النّجف : ص86.].
ويبدو أن بعضهم لم يعجبه هذا التوجيه، فرام التخلص من هذا الدليل بمنطق أغرب وأعجب، حيث زعم أنّ أم كلثوم لم تكن بنت علي ولكنّها جنّيّة تصوّرت بصورتها [انظر : الأنوار النّعمانيّة : 1 / 83-84، وقد جاء مثل هذا التّوجيه في كتب الإسماعيليّة. انظر : الهفت الشّريف : ص84 وما بعدها.].
ومن القرائن أيضًا علاقات القربى القائمة بينهم، ووشائج الصلة، وكذلك مظاهر المحبة، حتى إنّ عليًّا والحسن والحسين يسمّون بعض أولادهم باسم أبي بكر وعمر، وهل يطيق أحد أن يسمي أولاده بأسماء أشد أعدائه كفرًا وكرهًا له؟ وهل يطيق أن يسمع أسماء أعدائه تتردد في أرجاء بيته، يرددها مع أهلها في يومه مرات وكرات؟! [انظر ما سجّله محبّ الدّين الخطيب من علاقات المصاهرة بين الآل والأصحاب وأولاد آل البيت الذين يحملون أسماء الخلفاء الثّلاثة وغيرهم من الصّحابة في كتابه : "حملة رسالة الإسلام الأوّلون وما كانوا عليه من المحبّة والتّعاون" ص : 11 وما بعدها، أو "نشأة التّشيّع وتطوّره" : ص12 وما بعدها، وانظر : ما سجّله إحسان إلهي ظهير ممّا نقله من كتب الشّيعة في هذا الباب في كتابه "الشّيعة وأهل البيت"، ممّا لا حاجة لتكرار نقله هنا.].
 
عصمة الإمام
مسألة عصمة الإمام لها أهمية كبرى عند الشيعة، وهي من المبادئ الأولية في كيانهم العقدي.
والعصمة في كلام العرب : تعني المنع، وعصمة الله عبده : أن يعصمه مما يوبقه، واعتصم فلان بالله إذا امتنع به [تهذيب اللغة : مادة "عصم".].
أما معنى العصمة عند الشيعة فيختلف بحسب أطوار التشيع وتطوراته، لكن يظهر أن مذهب الشيعة في عصمة الأئمة قد استقر على ما قرره شيخ الشيعة  في زمنه  المجلسي  صاحب بحار الأنوار (المتوفى سنة 1111ه‍) في قوله : "اعلم أنّ الإماميّة اتّفقوا على عصمة الأئمّة  عليهم السّلام  من الذّنوب  صغيرها وكبيرها  فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمدًا ولا نسيانًا ولا الخطأ في التّأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه" [بحار الأنوار : 25 /211، وانظر : مرآة العقول : 4 /352.].
أما الكليني في الكافي فقد عقد مجموعة من الأبواب في معنى العصمة المزعومة، ساق فيها أخبارًا بسنده عن الاثني عشر يدّعون فيها أنهم معصومون بل وشركاء في النبوة، بل ويتصفون بصفات الألوهية، وقد مر في باب اعتقادهم في أصول الدين أمثلة من ذلك، وتجد ذلك في الكافي في باب "أن الأئمة هم أركان الأرض" وأثبت فيه ثلاثة روايات تقول بأن الأئمة الاثني عشر كرسول الله في وجوب الطاعة، وفي الفضل، وفي التكليف، فعلي "جرى له من الطاعة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم".[410]، كذا سائر الاثني عشر، ثم ما تلبث أن ترفعهم عن مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مقام رب العالمين حيث تقول بأن عليًا قال : "أُعطيت خصالاً لم يعطهنّ أحد قبلي : علّمت علم المنايا والبلايا.. فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عنّي ما غاب عنّي".[411]
والذي يعلم المنايا والبلايا هو الله  سبحانه  (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) [لقمان، آية : 34.].
والذي لا يعزب عنه شيء، ولا يفوته شيء هو الخالق  جل علاه  قال تعالى : (لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ) [سبأ، آية : 3.].
فالأمر تعدى حدود العصمة إلى دعوى الرسالة والألوهية، وهذا خروج عن الإسلام رأسًا.
وقد تتابعت أبواب الكافي في هذا المعنى [انظر : من أصول الكافي، باب فرض طاعة الأئمة : 1 /185، وقد ذكر فيه (17) رواية لهم، وباب أن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه : 1 /192، وأورد فيه (6) روايات، وباب أن الأئمة خلفاء الله  عز وجل  في أرضه، وأبوابه التي منها يؤتى : 1 /193، وفيه ثلاثة روايات، وغيرها من الأبواب والأخبار التي يعرف كذبها بالاضطرار من دين الإسلام.]، وهي لا تخرج عن دعاوى المتنبئين والملحدين على مدار التاريخ سوى أنهم نسبوا هذه المفتريات إلى جملة من أهل البيت الأطهار.
     وقد اتفق أهل العلم أهل الكتاب والسنة على أن كل شخص  سوى الرسول  فإنه يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يجب تصديقه في كل ما أخبر، واتباعه فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع فإنه المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى [منهاج السنة : 3 /175.].
والسنة المطهرة دلت على ذلك، ولكنهم  كما سلف  لا يرجعون إلا إلى أقوال أئمتهم، وإليك ما ينقض مذهبهم من أقوالهم :
جاء في نهج البلاغة  الذي لا تشك الشيعة في كلمة منه  ما يهدم كل ما بنوه من دعاوى في عصمة الأئمة؛ حيث قال أمير المؤمنين  كما يروي صاحب النهج - : "لا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنوا بي استثقالاً في حق قيل لي، ولا التماس إعظام النفس، فإنه من استثقل الحق أن يقال له أو العدل أن يعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفوا عن مقالة بحق، أو مشهورة بعد، فإنّي لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي" [نهج البلاغة : ص335.].
فأمير المؤمنين يطلب من أصحابه ألا يترددوا في إبداء النصيحة والمشورة، ولا يمنعهم من ذلك المجاملة والمصانعة، أو أن يظن به أنه لا يقبل الحق إذا قيل له، استثقالاً له وتعظيمًا لنفسه، فإن الحكم الذي لا يقبل مشورة الرعية ولا يرضى أن يقال له : أخطأت هو عن العمل بالحق والعدل أبعد؛ لأن من يثقله استماع النصيحة فهو عن العمل بها أعجز، فلا تكفوا عن مقالة بحق ولا مشورة بعدل فالجماعة أقرب إلى الحق والعصمة، والفرد لا يأمن على نفسه الوقوع في الخطأ.
فهو هنا لم يدّع ما تزعم الشيعة فيه من أنه لا يخطئ بل أكد أنه لا يأمن على نفسه من الخطأ، كما لم يعلن استغناءه عن مشورة الرعية بل طلب منهم المشورة بالحق والعدل لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة، وكل فرد لوحده معرض للضلالة، فعلم أن دعوى العصمة من مخترعات غلاة الشيعة.
وجاء في نهج البلاغة  أيضًا - : "لابدّ للنّاس من أمير برّ أو فاجر يعمل في إمرته المؤمن، ويجمع به الفيء، ويقاتل به العدو، وتأمن به السّبل، ويؤخذ به للضّعيف من القوي" [نهج البلاغة : ص82.].
فأنت ترى أنه لم يشترط العصمة في الأمير، ولم يشر لها من قريب أو بعيد، بل رأى أنه لابدّ من نصب أمير تناط به مصالح العباد والبلاد، ولم يقل أنه لا يلي أمر الناس إلا إمام معصوم، وكل راية تقوم غير راية المعصوم فهي راية جاهلية  كما تقول كتب الشيعة - ولم يحصر الإمارة في الاثني عشر المعصومين عند الشيعة ويكفر من تولاها من خلفاء المسلمين كما تذهب إليه الشيعة، بل رأى ضرورة قيام الإمام ولو كان فاجرًا، وجعل إمارته شرعية بدليل أنه أجاز الجهاد في ظل إمارة الفاجر؛ فأين هذا مما تقرره الشريعة بمنع الجهاد حتى يخرج المنتظر [انظر : فصل الغيبة والمهدية : ص824.].. لأن الإمامة الشرعية محصورة في الاثني عشر؟!
وكان الأئمة يعترفون بالذنوب ويستغفرون الله منها..
فأمير المؤمنين يقول في دعائه  كما في نهج البلاغة - : "اللّهمّ اغفر لي ما أنت أعلم به منّي، فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة، اللّهمّ اغفر لي ما وأيت [وأيت : وعدت.] من نفسي ولم تجد له وفاء عندي، اللّهمّ اغفر لي ما تقرّبت به إليك بلساني، ثم خالفه قلبي، اللّهمّ اغفر لي رمزات الألحاظ، وسقطات الألفاظ، وشهوات الجنان، وهفوات اللّسان" [نهج البلاغة : ص104.].
فأنت ترى الإقرار بالذنب، وبالعودة إليه بعد التوبة، والاعتراف بسقطات الألفاظ وشهوات الجنان، ومخالفة القلب للسان.. كل ذلك ينفي ما تدعيه الشيعة من العصمة، إذ لو كان علي والأئمة معصومين لكان استغفارهم من ذنوبهم عبثًا.. وكل أئمتهم قد نقلت عنهم كتب الشيعة الاستغفار إلى الله  سبحانه  من الذنوب والمعاصي، ولو كانوا معصومين لما كانت لهم ذنوب.
قال أبو عبد الله  كما تروي كتب الشيعة - : "إنّا لنذنب ونسيء ثم نتوب إلى الله متابًا" [بحار الأنوار : 25 /207.].
وكان أبو الحسن (موسى الكاظم) يقول  حسب روايات الشيعة - : "ربّ عصيتك بلساني ولو شئت وعزّتك لأخرستني، وعصيتك ببصري ولو شئت لأكمهتني [كمه بصره : اعترته ظلمة تطمس عليه، عمى أو صار أعشى (بحار الأنوار : 25 /203 الهامش-).]، وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزّتك لأصممتني، وعصيتك بيدي ولو شئت وعزّتك لكنعتني [كنع يده : أشلّها وأيبسها. (بحار الأنوار : 25 /203-الهامش-).]، وعصيتك بفرجي ولو شئت وعزّتك لأعقمتني، وعصيتك برجلي ولو شئت وعزّتك لجذمتني، وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها عليّ ولم يكن هذا جزاك منّي" [بحار الأنوار : 25 /203.].
ولقد احتار شيوخ الشيعة في توجيه مثل هذه الأدعية والتي تتنافى ومقرراتهم في العصمة.
ولقد نقل لنا أحدهم صورة لهذا التردد حول الحديث السابق فقال : "كنت أفكر في معناه وأقول : كيف يتنزل على ما تعتقده الشيعة من القول بالعصمة؟ وما اتضح لي ما يدفع التردد الذي يوجبه" ثم يذكر بأنه توجه بالسؤال عن هذا إلى شيخهم رضي الدين أبي الحسن علي بن موسى بن طاووس العلوي الحسني وذكر له هذا الإشكال، فقال ابن طاووس : "إنّ الوزير مؤيّد الدّين العلقمي سألني عنه فقلت : كان يقول هذا ليعلم النّاس"، ويبدو أن ابن العلقمي اقتنع بالجواب ولكن صاحب الإشكال استدرك على جواب ابن طاووس وقال : "إنّي فكّرت بعد ذلك فقلت : هذا كان يقوله في سجدته في اللّيل وليس عنده من يعلّمه".
يقول : "ثم خطر ببالي جواب آخر وهو أنه كان يقول ذلك على سبيل التواضع".
ولكن لم يقنعه هذا الجواب.. واستقر جواب السائل على أن اشتغالهم بالمباحات من "المأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح يعدونه ذنبًا، ويعتقدونه خطيئة ويستغفرون الله منه". ويذكر أن هذا هو الجواب الذي لا شيء بعده ويتمنى حياة ابن العلقمي ليهديه إليه ويكشف حيرته به [بحار الأنوار : 25 /203-205.].
وهذا الجواب الذي يرى أنه هو الكاشف لهذه المعضلة عندهم لا يتفق وشريعة الإسلام التي تنهى عن تحريم ما أحل الله وترفض الرهبانية (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) [الأعراف، آية : 32.].
وكيف يعد الأئمة هذه الأمور ذنوبًا، كيف يجعلون النكاح الذي هو من شرائع الإسلام ذنبًا يستغفرون الله منه، والله  سبحانه  يقول : (فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء) [النساء، آية : 3.]. ويعتبرون الأكل والشرب معاصي والله يقول : (كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ) [الأعراف، آية : 160، طه، آية : 81.].
ولكن الجواب الذي يكشف هذه المعضلة، ويتفق مع واقع الأئمة وشرائع الإسلام هو بطلان دعوى العصمة بالصورة التي تراها الشيعة وأن الأئمة ليسوا بمعصومين من الخطأ والعصيان، وهذا كما يتفق مع النصوص الشرعية ينسجم مع واقع الأئمة، وبه تتحقق إمكانية القدوة.
ولهذا فإن أنبياء الله  سبحانه  كانوا كسائر البشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق.. ويسعون في نشر الدعوة، ويعانون من أذى قومهم، ومن تكاليف الجهاد، كل ذلك لتتحقق بهم القدوة، وليكونوا لمن بعدهم أسوة.
وأمر آخر يبطل دعوى العصمة ومن كتب الشيعة نفسها؛ ذلك هو الاختلاف والتّناقض حيال بعض المواقف والمسائل، وأعمال المعصومين لا تتناقض ولا تختلف بل يصدق بعضها بعضًا ويشهد بعضها لبعض.. والاختلاف ناقض للعصمة التي هي شرط للإمامة عندهم، وهو ناقض بالتالي لأصل الإمامة نفسها، ولذلك فإن ظاهرة الاختلاف في أعمال الأئمة كانت سببًا مباشرًا لخروج بعض الشيعة من نطاق التشيع حيث رابهم أمر هذا التناقض.
ومن أمثلة ذلك ما يذكره القمي والنوبختي من أنه بعد قتل الحسين حارت فرقة من أصحابه وقالت : قد اختلف علينا فعل الحسن وفعل الحسين، لأنه إن كان الذي فعله الحسن حقًا واجبًا صوابًا من موادعته معاوية وتسليمه له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة أنصار الحسن وقوتهم - فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة أنصار الحسين وضعفهم، وكثرة أصحاب يزيد حتى قُتل وقُتل أصحابه جميعًا باطل غير واجب، لأن الحسين كان أعذر في القعود من محاربة يزيد وطلب الصلح والموادعة من الحسن في القعود عن محاربة معاوية، وإن كان ما فعله الحسين حقًا واجبًا صوابًا من مجاهدته يزيد حتى قتل ولده وأصحابه، فقعود الحسن وتركه مجاهدة معاوية وقتاله ومعه العدد الكثير باطل، فشكوا في إمامتهما ورجعوا فدخلوا في مقالة العوام" [القمي / المقالات والفرق : ص25، النوبختي / فرق الشيعة : ص25-26.].
أما الأمثلة على الاختلاف والتّناقض في أقوال الأئمّة فهو باب واسع، وكان هو الآخر من أسباب انصراف بعض الشيعة من التشيع، وقد شهد بذلك شيخ الطّائفة الطّوسي وقال بأنّ أخبارهم متناقضة متباينة مختلفة حتى لا يوجد خبر إلا بإزائه ما يضادّه، ولا رواية إلا ويوجد ما يخالفها، وعدّ ذلك من أعظم الطّعون على المذهب الشّيعي، ومن أسباب مفارقة بعض الشّيعة للمذهب [انظر : ص361 من هذه الرّسالة.].
وكتابا التهذيب والاستبصار  وهما المصدران المعتمدان من المصادر الأربعة عند الشيعة  يشهدان بهذا التناقض والاختلاف عبر رواياتهما الكثيرة، وقد حاول الطوسي درء هذا الاختلاف ومعالجة هذا التناقض بحمله على التقية فما أفلح إذ زاد الطين بلة.
وقد أوجد الشّيعة عقيدة التّقية والبداء لتغطية هذا الاختلاف في أخبار الأئمةّ وأعمالهم.. فاكتشف بعض الشيعة هذه المحاولة، وعرف سبب وضع هاتين العقيدتين، فترك التشيع وقال : إن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذب أبدًا، وهما القول بالبداء وإجازة التقية [المقالات والفرق : ص78، فرق الشيعة : ص55-56، والقائل هو : سليمان بن جرير الذي تنسب له طائفة السليمانية من الزيدية.].
وتنقل كتب الشيعة أن الإمام في مجلس واحد وفي مسألة واحدة يجيب بثلاثة أجوبة مختلفة متباينة، ويحيل ذلك على التقية، أو على حرية الإمام في الفتوى وأن له أن يجيب على الزيادة والنقصان.
وقد ذهب رجل من الشيعة يدعى عمر بن رياح ليسأل إمامه، فلما أفتاه عاد إليه من قابل فسأله عن نفس المسألة فأفتاه بخلاف الجواب الأول فاستنكر ذلك وقال : هذا خلاف ما أجبتني في هذه المسألة العام الماضي، فقال له : (أي الإمام) : إن جوابنا خرج على التقية، فتشكك في أمره وإمامته. ثم خرج من عنده ولقي أحد الشيعة (ويدعى محمد بن قيس) وقص عليه ما حدث وقال له : وقد علم الله أني ما سألته عنها إلا وأنا صحيح العزم على التدين بما يفتيني به وقوله في العمل به، فلا وجه لاتقائه إياي وهذه حالي، فقال له محمد بن قيس : فلعله حضرك من اتقاه؟ فقال : ما حضر مجلسه في واحدة من المسألتين غيري ولكن جوابيه جميعًا خرجا على وجه التبخيت  كذا  ولم يحفظ ما أجاب به في العام الامضي فيجيب بمثله، فرجع عن إمامته وقال : لا يكون إمامًا من يفتي بالباطل [فرق الشيعة : ص59-61.].
وقد روى الكليني عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر  رضي الله عنه  قال (زرارة) : "سألته عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت : يا ابن رسول الله، رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت صاحبيه؟ فقال : يا زرارة إن هذا خير لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم".[412]
وأحيانًا يفتي في تفسير آية من كتاب الله بثلاثة أجوبة مختلفة متباينة، ويزعم أن هذا قد فوض إليه، يقولون فيه ما يشاؤون [انظر : أصول الكافي : 1 /265-266.].
فأنت ترى اختلاف الجواب في مسألة واحدة وفي مجلس واحد، والاختلاف ينفي دعوى العصمة.. هذا بحسب المنطق الشيعي، وإلا فإن شيئًا من ذلك لم يحدث من أبي جعفر محمد الباقر، فدينه وعلمه وورعه ينفي أن يفتي في دين الله بالكذب خوفًا وتقية، ولكن هذه الرواية وأمثالها هي حيلة ممن اخترع عقيدة العصمة والغلو في الأئمة لستر الخلاف والتناقص الحاصل في روايتهم والتي هي في الغالب  أيضًا  من صنع أيديهم، فيحصل فيها من التناقض ما يليق بجهلهم.
ثم إن المعصوم الذي يدعون اتباعه لم يعصمهم من الخلاف في أصل الدين عندهم وأساسه وهو الإمامة؛ فتجدهم مختلفين متنابذين متلاعنين يكفر بعضهم بعضًا لاختلافهم في عدد الأئمة، وفي تحديد أعيانهم، وفي الوقف وانتظار عودة الإمام، أو المضي إلى إمام آخر.. هذا عدا الروايات المختلفة المتناقضة في الكثير من أمور الدين  أصوله وفروعه  فما منعت العصمة المزعومة أهل الطائفة من الاختلاف.. وعدم وجود أثرها يدل على انعدام أصلها.
هذا، وقد يكون مبدأ العصمة ورثته الشيعة عن المذهب المجوسي، ذلك أن المجوس تدعي في منتظرهم الذي ينتظرون وأصحابه أنهم لا يكذبون، ولا يعصون الله، ولا يقع منهم خطيئة صغيرة ولا كبيرة [تثبيت دلائل النبوة : 1 /179.].
 
التقية
     قال ابن حجر : التقية : الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره للغير (فتح الباري : 12 /314)، وهذا يعني الكتمان، وقد يضطر لإظهار خلاف ما في النفس بلسانه، قال ابن عباس : "التقية باللسان، والقلب مطمئن بالإيمان" وقال أبو عالية : التقية باللسان وليس بالعمل (تفسير الطبري : 6 /314-315، تحيق شاكر، فتح الباري : 12 /314).
تعريفها عند الشيعة
يعرف المفيد التقية عندهم بقوله : "التقية كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، وكتمان المخالفين، وترك مظاهرتهم بما يعقب ضررًا في الدين أو الدنيا" [شرح عقائد الصدوق : ص261 (ملحق بكتاب أوائل المقالات).].
فالمفيد يعرف التقية بأنها الكتمان للاعتقاد خشية الضرر من المخالفين  وهم أهل السنة كما هو الغالب في إطلاق هذا اللفظ عندهم  أي هي إظهار مذهب أهل السنة (الذي يرونه باطلاً)، وكتمان مذهب الرافضة الذي يرونه هو الحق، من هنا يرى بعض أهل السنة : أن أصحاب هذه العقيدة هم شر من المنافقين؛ لأن المنافقين يعتقدون أن ما يبطنون من كفر هو باطل، ويتظاهرون بالإسلام خوفًا، وأما هؤلاء فيرون أن ما يبطنون هو الحق، وأن طريقتهم هي منهج الرسل والأئمة [ابن تيمية : رسالة في علم الظاهر والباطن، ضمن مجموعة الرسائل المنيرية : 1 /248.].
والتقية في الإسلام غالبًا إنما هي مع الكفار، قال تعالى : (إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً) [آل عمران، آية : 28.]. قال ابن جرير الطبري : "التقية التي ذكرها الله في هذه الآية إنما هي تقية من الكفار لا من غيرهم" [تفسير الطبري : 6 /316 (تحقيق شاكر).].
ولهذا يرى بعض السلف أنه لا تقية بعد أن أعز الله الإسلام، قال معاذ بن جبل، ومجاهد : كانت التقية في جدة الإسلام قبل قوة المسلمين، أما اليوم فقد أعز الله المسلمين أ يتقوا منهم تقاة [انظر : تفسير القرطبي : 4 /57، فتح القدير للشوكاني : 1 /331.].
ولكن تقية الشيعة هي مع المسلمين ولاسيما أهل السنة حتى إنهم يرون عصر القرون المفضلة عهد تقية كما قرره شيخهم المفيد [مضى نص قوله ص : (43-44).]، وكما تلحظ ذلك في نصوصهم التي ينسبونها للأئمة؛ لأنهم يرون أهل السنة أشد كفرًا من اليهود والنصارى؛ لأن منكر إمامة الاثني عشر أشد من منكر النبوة.
والتقية رخصة في حالة الاضطرار، ولذلك استثناها الله  سبحانه  من مبدأ النهي عن موالاة الكفار فقال  سبحانه - : (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ) [آل عمران، آية : 28.].
فنهى الله  سبحانه  عن موالاة الكفار، وتوعد على ذلك أبلغ الوعيد فقال : (وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ) أي ومن يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله، ثم قال  سبحانه - : (إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً) أي : إلا من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته [تفسير ابن كثير : 1 /371، وراجع في هذا المعنى كتب التفسير عند آيتي : آل عمران، آية : 28، والنحل، آية : 106.].
وأجمع أهل العلم على أن التقية رخصة في حال الضرورة، قال ابن المنذر : "أجمعوا على أن من أكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل فكفر وقلبه مطمئن بالإيمان أنه لا يحكم عليه بالكفر" [فتح الباري : 12 /314.].
ولكن من اختار العزيمة في هذا المقام فهو أفضل، قال ابن بطال : "وأجمعوا على أن من أكره على الكفر واختار القتل أنه أعظم أجرًا عند الله" [فتح الباري : 12 /317.]. ولكن التقية التي عند الشيعة خلاف ذلك، فهي عندهم ليست رخصة بل هي ركن من أركان دينهم كالصلاة أو أعظم، قال ابن بابويه : "اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنزلة من ترك الصلاة" [الاعتقادات : ص114.].
ثم لم يكفهم ذلك فجعلوها هي الدين كله ولا دين لمن لا تقية له، جاء في أصول الكافي وغيره أن جعفر بن محمد قال : "إن تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له".[413]
والتقية في دين الإسلام دين الجهاد والدعوة، لا تمثل نهجًا عامًا في سلوك المسلم، ولا سمة من سمات المجتمع الإسلامي، بل هي  غالبًا  حالة فردية مؤقتة، مقرونة بالاضطرار، مرتبطة بالعجز عن الهجرة، وتزول بزوال حالة الإكراه.
ولكنها في المذهب الشيعي تعد طبيعة ذاتية في بنية المذهب، يقول أبو عبد الله : "إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله"، وقال : ".. أبى الله  عز وجل  لنا ولكم في دينه إلا التقية"[414]
ولأن التقية لا تعني  بهذه الصورة  سوى الكذب والنفاق، وهو مما تكرهه الفطرة السليمة وتمجه النفوس السوية ولا تقبله العقول، حاولت روايات الشيعة أن تحببها للأتباع، وتغريهم بالتزامها؛ فزعموا أنها عبادة لله، بل هي أحب العبادات إليه، روى الكليني : ".. عن هشام الكندي قال : سمعت أبا عبد الله يقول : والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء، فقلت : ما الخبء؟ قال : التقية".[415]
وجاء في الكافي وغيره : ".. عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله  رضي الله عنه  قال : كان أبي  عليه السلام  يقول : وأي شيء أقر لعيني من التقية".[416]
هذه هي معالم التقية عند الشيعة الاثني عشرية، وقد ذكر صاحب الكافي أخبارها في "باب التقية" [أصول الكافي : 2 /217.]، و"باب الكتمان" [أصول الكافي : 2 /221.] و"باب الإذاعة" [أصول الكافي : 2 /369.].
أما سبب هذا الغلو في أمر التقية فيعود إلى عدة أمور منها :
أولاً : أن الشيعة تعد إمامة الخلفاء الثلاثة باطلة، وهم ومن بايعهم في عداد الكفار، مع أن عليًا بايعهم، وصلى خلفهم، وجاهد معهم، وزوجهم وتسرى من جهادهم، ولما ولي الخلافة سار على نهجهم ولم يغير شيئًا مما فعله أبو بكر وعمر، كما تعترف بذلك كتب الشيعة نفسها [انظر : ص422.]، وهذا يبطل مذهب الشيعة من أساسه.. فحاولوا الخروج من هذا التناقض المحيط بهم بالقول بالتقية.
ثانيًا : أنهم قالوا بعصمة الأئمة وأنهم لا يسهون ولا يخطئون ولا ينسون، وهذه الدعوى خلاف ما هو معلوم من حالهم.. حتى إن روايات الشيعة نفسها المنسوبة للأئمة مختلفة متناقضة حتى لا يوجد خبر منها إلا وبإزائه ما يناقضه، كما اعترف بذلك شيخهم الطوسي [انظر : ص360.]. وهذا ينقض مبدأ العصمة من أصله.
فقالوا بالتقية لتبرير هذا التناقض والاختلاف والتستر على كذبهم، روى صاحب الكافي عن منصور بن حازم قال : "قلت لأبي عبد الله  عليه السلام - : ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب، ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟ فقال : إنا نجيب الناس على الزيادة والنقصان..".[417]
قال شارح الكافي : "أي زيادة حكم عند التقية، ونقصانه عند عدمها.. ولم يكن ذلك مستندًا إلى النسيان والجهل بل لعلمهم بأن اختلاف كلمتهم أصلح لهم، وأنفع لبقائهم إذ لو اتفقوا لعرفوا بالتشيع وصار ذلك سببًا لقتلهم، وقتل الأئمة عليهم السلام" [المازندراني / شرح جامع : 2 /397.].
ولذلك رأى سليمان بن جرير الزيدي في مقالة التقية أنها مجرد تستر على الاختلاف والتناقض؛ إذ لما رأوا في أقوال الأئمة في المسألة الواحدة عدة أجوبة مختلفة متضادة، وفي مسائل مختلفة أجوبة متفقة، فلما وقفوا على ذلك منهم، قالت لهم أئمتهم [حسب مقالة شيوخ السوء عنهم.] : إنما أجبنا بهذا للتقية، ولنا أن نجيب بما أجبنا وكيف شئنا، لأن ذلك إلينا، ونحن نعلم بما يصلحكم، وما فيه بقاؤنا وبقاؤكم، وكف عدوكم عنا وعنكم، قال : فمتى يظهر من هؤلاء على كذب، ومتى يعرف لهم حق من باطل؟! [القمي / المقالات والفرق : ص78، النوبختي / فرق الشيعة : ص65-66.].
ثالثًا : تسهيل مهمة الكذابين على الأئمة ومحاولة التعتيم على حقيقة مذهب أهل البيت بحيث يوهمون الأتباع أن ما ينقله (واضعو مبدأ التقية) عن الأئمة هو مذهبهم، وأن ما اشتهر وذاع عنهم، وما يقولونه، ويفعلونه أمام المسلمين لا يمثل مذهبهم وإنما يفعلونه تقية فيسهل عليهم بهذه الحيلة رد أقوالهم، والدس عليهم، وتكذيب ما يروى عنهم من حق، فتجدهم مثلاً يردون كلام الإمام محمد الباقر أو جعفر الصادق الذي قاله أمام ملأ من الناس، أو نقله العدول من المسلمين بحجة أنه حضره بعض أهل السنة فاتقى في كلامه، ويقبلون ما ينفرد بنقله الكذبة أمثال جابر الجعفي بحجة أنه لا يوجد أحد يتقيه في كلامه.
وهذا مبدأ خطير، تطبيقه يخرج بالشيعة من الإسلام رأسًا وينظمهم في سلك الملاحدة والزنادقة، لأنهم جعلوا مخالفة المسلمين هي القاعدة، فتكون النتيجة أنهم يوافقون الكافرين ويخالفون المسلمين، فانظر إلى أي مدى لعب بهم زنادقة القرون البائدة.
وكان من آثار عقيدة التقية ضياع مذهب الأئمة عند الشيعة، حتى إن شيوخهم لا يعلمون في الكثير من أقوالهم أيها تقية وأيها حقيقة [انظر : احتجاج السويدي على علماء الشيعة في هذا النص، وانقطاعهم وعجزهم عن الإجابة (مؤتمر النجف : ص106).]، ووضعوا لهم ميزانًا، أخرج المذهب إلى دائرة الغلو، وهو أن ما خالف العامة فيه الرشاد [انظر : فصل الإجماع.].
وقد اعترف صاحب الحدائق بأنه لم يُعلم من أحكام دينهم إلا القليل بسبب التقية حيث قال : "فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل لامتزاج أخباره بأخبار التقية، كما قد اعترف بذلك ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني في جامعه الكافي، حتى إنه تخطأ العمل بالترجيحات المروية عند تعارض الأخبار والتجأ إلى مجرد الرد والتسليم للأئمة الأبرار" [يوسف البحراني / الحدائق الناضرة : 1 /5.].
أما تطبيق التقية عندهم فإنه خير كاشف بأن تقيتهم غير مرتبطة بحالة الضرورة.
وقد اعترف  أيضًا  صاحب الحدائق بأن الأئمة "يخالفون بين الأحكام وإن لم يحضرهم أحد من أولئك الأنام، فتراهم يجيبون في المسألة الواحدة بأجوبة متعددة، وإن لم يكن بها قائل من المخالفين" [الحدائق الناضرة : 1 /5.].
والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدًا.
روى الكليني "... عن موسى بن أشيم قال : كنت عند أبي عبد الله فسأله رجل عن آية من كتاب الله  عز وجل  فأخبره بها، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبر به الأول، قال : فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي : تركت أبا قتادة بالشام لا يخطئ في الواو وشبهه، وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطأ كله. فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي، فسكنت نفسي فعلمت أن ذلك منه تقية، قال : ثم التفت إليّ فقال لي : يا ابن أشيم إن الله فوض إلى نبيه فقال : (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد فوضه إلينا".[418]
فانظر كيف نسبوا إلى جعفر أنه يضل بتأويل القرآن على غير تأويله؛ بل وإشاعة التأويلات المختلفة المتناقضة بين الأمة، ثم يزعمون أنه قد فوض له أمر الدين، يفعل ما يشاء.. فهذه ليست تقية، هذا إلحاد في كتاب الله وصد عن دينه، ثم هل هناك حاجة للتقية في تفسير القرآن وفي القرون المفضلة ومن عالم أهل البيت في عصره؟!
ويزعمون أن أئمتهم كانوا يفتون بتحريم الحلال وتحليل الحرام بموجب التقية بلا مبرر، ففي الكافي "عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد الله يقول : كان أبي  عليه السلام  يفتي في زمن بني أمية أن ما قتل البازي والصقر فهو حلال، وكان يتقيهم، وأنا لا أتقيهم وهو حرام ما قتل".[419]
ومما يدل صراحة على أن التقية ليست إلا الكذب الصريح بلا مبرر ما رواه شيخهم الكليني عن محمد بن مسلم قال : دخلت على أبي عبد الله  عليه السلام  (جعفر الصادق) وعنده أبو حنيفة فقلت له : جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة، فقال لي : يا ابن مسلم هاتها إن العالم بها جالس، وأومأ بيده إلى أبي حنيفة (فعرض الراوي الرؤيا على أبي حنيفة فأجابه أبو حنيفة عليها  كما يزعمون) فقال أبو عبد الله  عليه السلام - : أصبت والله يا أبا حنيفة.
قال (الراوي) : ثم خرج أبو حنيفة من عنده فقلت له : جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب، فقال : يا ابن مسلم لا يسؤك الله فما يواطئ تعبيرهم تعبيرنا، ولا تعبيرنا تعبيرهم وليس التعبير كما عبره، قال : فقلت له : جعلت فداك : فقولك : أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟ قال : نعم حلفت علي أنه أصاب الخطأ.[420]
فهل استعمال التقية في هذا النص له مسوغ؟ هل أبو حنيفة ذو سلطة وقوة حتى يخشى منه ويتقى، وهل من ضرورة لمدحه والقسم على صواب إجابته ثم لما خرج يحكم عليه بالنصب ويخطئ في جوابه، هل لهذا تفسير غير أن الخداع والكذب بلا مسوغ ونحن نبرئ جعفر الصادق من هذا الافتراء ونقول : إن هذا سب وطعن في جعفر ممن يزعم التشيع له ومحبته.
 

 
البداء
من أصول الاثني عشرية القول البداء على الله سبحانه وتعالى حتى بالغوا في أمره، فقالوا : "ما عظم الله عز وجل بمثل البداء".[421]، "ولو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما افتروا من الكلام فيه".[422]، « وما بعث الله نبيًا قط إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء".[423]
ويبدو أن الذي أرسى أسس هذا المعتقد عند الاثني عشريّة هو الكليني حيث وضع هذا المعتقد في قسم الأصول من الكافي، وجعله ضمن كتاب التوحيد، وخصّص له بابًا بعنوان "باب البداء" وذكر فيه ستّة عشر حديثًا من الأحاديث المنسوبة للأئمة.
     ولعل القارئ المسلم يعجب من أمر هذه العقيدة، التي لا يعرفها المسلمون، وليس له ذكر في كتاب الله سبحانه، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مع أنها من أعظم ما عبد الله به، ومن أصول رسالات الرسل، وفيها من الأجر ما لو علم به المسلم لأصبحت تجري على لسانه دائمًا كشهادة التوحيد (كما يزعمون).
     إذا رجعت إلى اللغة العربية لتعرف معنى البداء تجد أن القاموس يقول : بدا بدوًا وبدوًا وبداءة : ظهر. وبدا له في الأمر بدوًا وبداء وبداة : نشأ له فيه رأي [القاموس المحيط، مادة : بدو (4 /302).]. فالبداء في اللغة  كما ترى  له معنيان :
الأول : الظهور بعد الخفاء. تقول : بدا سور المدينة أي : ظهر.
والثاني : نشأة الراي الجديد. قال الفراء : بدا لي بداء أي : ظهر لي رأي آخر، وقال الجوهري : بدا له في الأمر بداء أي : نشأ له فيه رأي [الصحاح (6 /2278)، ولسان العرب (14 /66)، وانظر هذا المعنى في كتب الشيعة مثل : مجمع البحرين للطريحي : 1 /45.].
وكلا المعنيين وردا في القرآن، فمن الأول قوله تعالى : (وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ) [البقرة، آية : 284.]. ومن الثاني قوله : (ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) [يوسف، آية : 35.].
وواضح أن البداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم وكلاهما محال على الله سبحانه. ونسبته إلى الله سبحانه من أعظم الكفر، فكيف تجعل الشيعة الاثنا عشرية هذا من أعظم العبادات، وتدعي أنه ما عظم الله عز وجل بمثل البداء؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.
وهذا المعنى المنكر يوجد في كتب اليهود، فقد جاء في التوراة التي حرفها اليهود وفق ما شاءت أهواؤهم نصوص صريحة تتضمن نسبة معنى البداء إلى الله سبحانه [جاء في التوراة : "فرأى الرب أنه كثر سوء الناس على الأرض. فندم الرب خلقه الإنسان على الأرض وتنكد بقلبه، وقال الرب : لأمحون الإنسان الذي خلقته عن وجه الأرض.." (سفر التكوين، الفصل السادس، فقرة : 5) ومثل هذا المعنى الباطل وما أشبه يتكرر في توراتهم (انظر : سفر الخروج، الفصل : 32 فقرة : 12، 14، وسفر قضاة، الفصل الثاني، فقرة : 18، وسفر صموئيل الأول، الفصل الخامس عشرة فقرة : 10، 34، وسفر صموئيل الثاني، الفصل : 24، فقرة : 16، وسفر أخبار الأيام الأول، الفصل : 21، فقرة : 1، وسفر أرميا، الفصل : 42، فقرة : 10، وسفر عاموس، الفصل : 7، فقرة : 3، وسفر يونان، الفصل : 3، فقرة : 10 وغيرها).
هذا ما جاء في توراة اليهود، مع أنهم ينكرون النسخ، لأنه بزعمهم يستلزم البداء (انظر : مسائل الإمامة : ص75، مناهل العرفان : 2 /78)، فانظر إلى تناقضهم وردهم للحق وقبولهم بالباطل.].
ويبدو أن ابن سبأ اليهودي قد حاول إشاعة هذه المقالة، التي ارتضعها من «توراته» في المجتمع الإسلامي الذي حاول التأثير فيه باسم التشيع وتحت مظلة الدعوة إلى ولاية علي، ذلك أن فرق السبيئة "كلهم يقولون بالبداء وأن الله تبدو له البداوات" [الملطي / التنبيه والرد : ص19.].
ثم انتقل هذه المقالة إلى فرقة "الكيسانية" أو "المختارية" أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي وهي الفرقة التي اشتهرت بالقول "بالبداء" والاهتمام به، والتزامه عقيدة.
ويذكر أصحاب المقالات أن السبب الذي جوزت لأجله الكيسانية البداء على الله تعالى هو : أن مصعب بن الزبير أرسل جيشًا قويًا لقتال المختار وأتباعه فبعث المختار إلى قتالهم أحمد بن شميط مع ثلاثة آلاف من المقاتلة وقال لهم : أوحي إلي أن الظفر يكون لكم، فهزم ابن شميط [وهو من قواد المختار، وقتل سنة (67ه‍).] فيمن كان معه فعادوا إليه فقالوا : أين الظفر الذي قد وعدتنا؟ فقال المختار : هكذا كان قد وعدني ثم بدا فإنه سبحانه وتعالى قد قال : (يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) [الرعد، آية : 39.] [الإسفراييني / التبصير في الدين : ص20، وانظر : البغدادي / الفرق بين الفرق : ص50-52.].
فالسبب كما ترى أن المختار كان يدعي علم الغيب وما يحدث بالمستقبل، فكان إذا وقع خلاف ما أخبر به قال : قد بدا لربكم.
وتجد هذا المعنى في أخبار الاثني عشرية، فإنهم قد أشاعوا بين أتباعهم أن أئمتهم "يعلمون ما كان وما يكون ولا يخفى عليهم الشيء" [أصول الكافي، باب أن الأئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشيء : 1 /260.]. فإذا نسبوا إلى الأئمة أخبارًا لم تقع قالوا : هذا من باب البداء.
جاء في البحار في باب البداء "عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام : يا أبا حمزة إن حدثناك بأمر أنه يجيء من هاهنا فجاء من هاهنا، فإن الله يصنع ما يشاء، وإن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدًا بخلافه فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت" [بحار الأنوار : 4 /119، تفسير العياشي : 2 /217، البرهان : 2 /299.].
وكان شيوخ الشّيعة يمنون أتباعهم بأنّ الأمر سيعود إليهم، والدّولة ستكون لهم، حتى إنّهم حدّدوا ذلك بسبعين سنة في رواية نسبوها لأبي جعفر، فلمّا مضت السّبعون ولم يتحقّق شيء من تلك الوعود اشتكى الأتباع من ذلك، فحاول مؤسّسو المذهب الخروج من هذا المأزق بالقول بأنّه قد بدا لله سبحانه ما اقتضى تغيير هذا الوعد [انظر : تفسير العياشي : 2 /218، الغيبة للطّوسي : ص263، بحار الأنوار : 4 /214.].
وكانت روايات الشّيعة في حياة جعفر الصّادق تتحدّث بأخبار تنسبها لجعفر أنّ الإمامة ستكون بعد موته لابنه إسماعيل، ولكن وقع ما لم يكن بالحسبان، إذ مات إسماعيل قبل موت أبيه فكانت قاصمة الظّهر لهم، وحدث أكبر انشقاق باق إلى اليوم في المذهب الشّيعي، وهو خروج طائفة كبيرة منهم ثبتت على القول بإمامة إسماعيل وهم الإسماعيليّة، رغم أنّهم فزعوا إلى عقيدة البداء لمعالجة هذه المعضلة فنسبوا روايات لجعفر تقول : "ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني.. إذ اخترمه قبلي ليعلم بذلك أنّه ليس بإمام بعدي" [التّوحيد لابن بابويه : ص336، وانظر مثل هذا المعنى في أصول الكافي 1 /327.].
واستجاب لهذا التّأويل طائفة الاثني عشريّة الذين قالوا بإمامة موسى دون إسماعيل.
ومؤسسو التشيع يدعون في الأئمة أنهم يعلمون الحوادث الماضية والمستقبلة والآجال والأرزاق.. إلخ. ولكن الأتباع وسائر الناس لا يرون فيهم شيئًا من هذه الدعاوى، والأئمة لا يخبرون الناس بشيء من ذلك، لأنهم لا يملكون ذلك أصلاً ولا يدعونه في أنفسهم فلم يجد مؤسسو التشيع تعليلاً يبررون به هذا العجز إلا عقيدة البداء فنقلوا عنهم أنهم لا يخبرون عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيغيره [زعموا  مثلاً  أن علي بن الحسين قال : لولا البداء لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة. (تفسير العياشي : 2 /215، بحار الأنوار : 4 /118).].
وزعموا أن الأئمة يعطون علم "الآجال والأرزاق والبلايا والأعراض والأمراض ويشترط (لهم) فيه البداء" [تفسير القمي : 2 /290، بحار الأنوار : 4 /101.]. وهذه حيلة أخرى منهم ليستروا بها كذبهم إذا أخبروا خلاف الواقع.
وقد أمر الشيعة بمقتضى هذه العقيدة بالتسليم بالتناقض والاختلاف والكذب، ففي رواية طويلة في تفسير القمي تخبر عن نهاية دولة بني العباس، قال فيها إمامهم : "إذا حدثناكم بشيء فكان كما نقول فقولوا : صدق الله ورسوله، وإن كان بخلاف ذلك فقولوا : صدق الله ورسوله تؤجروا مرتين.." [تفسير القمي : 1 /310-311، بحار الأنوار : 4 /99.].
وقد كان لعقيدة البداء في إبان نشأتها أثرها في ظهور بوادر الشك لدى العقلاء من أتباع المذهب، وقد اكتشف بعضهم حقيقة اللعبة، فتخلى عن المذهب الإمامي أصلاً، وقد حفظت لنا بعض كتب الفرق قصة أحد هؤلاء وهو سليمان بن جرير الذي تنسب إليه فرقة السليمانية من الزيدية، فقال  كما تنقل ذلك كتب الفرق عند الشيعة نفسها - : "إن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين، لا يظهرون معهما من أئمتهم على كذب أبدًا وهما القول بالبداء وإجازة التقية" [المقالات والفرق للقمي : ص78، فرق الشيعة للنوبختي : ص64.].
ثم كشف  من خلال حياته في المجتمع الشيعي، ومخالطته لهم  كيف يتخذون من عقيدة البداء وسيلة للتستر على كذبهم في دعوى علم الأئمة للغيب فقال : "إنّ أئمّتهم لمّا أحلّوا أنفسهم من شيعتهم محلّ الأنبياء من رعيّتها في العلم فيما كان ويكون، والإخبار بما يكون في غد، وقالوا لشيعتهم إنّه سيكون غدًا وفي غابر الأيّام كذا وكذا، فإن جاء ذلك الشّيء على ما قالوه، قالوا لهم : ألم نعلّمكم أنّ هذا يكون فنحن نعلم من قبل الله عزّ وجلّ ما علمته الأنبياء، وبيننا وبين الله عزّ وجلّ مثل تلك الأسباب التي علمت بها الأنبياء عن الله ما علمت، وإن لم يكن ذلك الشّيء الذي قالوا إنّه يكون على ما قالوه، قالوا لشيعتهم : بدا لله في ذلك فلم يكوِّنه" [المقالات والفِرَق للقمي : ص78، فرق الشّيعة للنّوبختي : ص64-65، وانظر في هذا المعنى : محصّل أفكار المتقدّمين والمتأخّرين للرّازي : ص249، وسليمان بن جرير ينسب الخداع إلى بعض أهل البيت، والحقّ أنّ ذلك من أولئك الزّنادقة المنتسبين إلى أهل البيت لأكل أموال النّاس بالباطل والتّآمر والتّخريب.].
ثم شرح أيضًا كيف يخدعون أتباعهم بمقتضى عقيدة التقية، فتأثر بقوله طائفة من الشيعة واتبعوه [انظر : المقالات والفرق : ص78، فرق الشيعة : ص65.].
فأنت ترى بعد هذا العرض أنه لو سقطت عقدية البداء لانتقض دين الاثني عشرية من أصله، لأن أخبارهم ووعودهم التي لم يتحقق منها شيء تنفي عنهم صفة الإمامة.
وهذا سر مغالاة شيوخهم بأمر البداء، ودفاعهم عنه، وجعله من أعظم العبادات.
لكن مقالة البداء ارتدت عليهم بأوخم العواقب وهي إضافة سبب جديد لكفرهم وردتهم [انظر : الغزالي / المستصفى : 1 /110.] لأنهم بهذا المعتقد نزهوا المخلوق وهو الإمام عن الخلف في الوعد، والاختلاف في القول، والتغير في الرأي، ونشأة رأي جديد، ونسبوا ذلك إلى عالم الغيب والشهادة. تعالى الله عما يقول الظالمون علوًا كبيرًا [الوشيعة : ص182.].
فنزهوا المخلوق دون الخالق، لأن غلوهم في الإمام  فيما يظهر  لم يجعل للحق جل شأنه في قلوبهم وقارًا، فتاهوا في بيداء هذا الضلال والكفر والإلحاد.
ولقد حاول شيوخ الشيعة أن يجدوا مخلصًا من وصمة هذا العار، ومهربًا من التكفير.
فالنصير الطوسي الذي يلقبه المجلسي بالمحقق (المتوفى سنة 672ه‍) أنكر وجود البداء كعقيدة للاثني عشرية وقال عن طائفته : "إنهم لا يقولون بالبداء، وإنما القول بالبداء ما كان إلا في رواية رووها عن جعفر الصادق أنه جعل إسماعيل القائم مقامه، فظهر من إسماعيل ما لم يرتضه منه، فجعل القائم موسى فسئل عن ذلك فقال : بدا لله في أمر إسماعيل، وهذه رواية، وعندهم أن خبر الواحد لا يوجب علمًا ولا عملاً" [الطوسي / تلخيص المحصل : ص250.].
ولكن هذا  كما ترى  مخالف للواقع؛ إذ إن البداء من عقائدهم المقررة، ورواياتهم وأخبارهم فيه كثيرة، ولذلك قال المجلسي بأن هذا الجواب عجيب من الطوسي، وعزا ذلك « لعدم إحاطته بالأخبار" [بحار الأنوار : 4 /123.].
وصنف من الشيعة يقر بالبداء كعقيدة ويحاول أن يجد له تأويلاً مقبولاً.
فابن بابويه القمي يوجه "أحاديثهم" في البداء توجيهًا «تبدو» عليه ملامح الاضطراب، فهو في البداية يقول : "ليس البداء كما يظنه جهال الناس بأنه بداء ندامة تعالى الله عن ذلك، ولكن يجب علينا أن نقر لله عز وجل بأن له البداء معناه أن له أن يبدأ بشيء من خلقه فيخلقه قبل شيء ثم يعدم ذلك الشيء ويبدأ بخلق غيره" [التوحيد : ص335.].
فأنت ترى أن حديثه هنا خارج الموضوع تمامًا لأنه تكلم عن البدء لا البداء ولا يخالف مسلم في هذا الأمر الذي يقوله، ولو كان هذا مقصودهم بالبداء لما أنكره عليهم أحد، ولما وجدوا فيه مخرجًا لتناقض رواياتهم، وتخلف وعودهم.
فالله سبحانه : (وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنسَانِ مِن طِينٍ) [السجدة، آية : 7.] وهو (يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) [يونس، آية : 4.]، (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ) [القصص، آية : 68.] وليس هذا من البداء.
ولكنه رجع وفسر البداء بالنسخ، فقال بعد الكلام السابق مباشرة : "أو يأمر بأمر ثم ينهى عن مثله، أو ينهى عن شيء ثم يأمر بمثل ما نهى عنه، وذلك مثل نسخ الشرايع، وتحويل القبلة، وعدة المتوفى عنها زوجها" [التوحيد : ص335.].
وهذا جهل أو تجاهل؛ إذ لا بداء في النسخ، والحكم كان مؤقتًا في علم الله، وأجل الحكم، وانتهاء الحكم عند حلول الأجل معلوم لله قبل الحكم. نعم بدا لنا ذلك من الله بعد نزول الناسخ، والبداء لنا في علمنا لا لله [الوشيعة : ص183.].
"من أجل ذلك تنزه الله سبحانه عن أن يوصف بالبداء؛ لأن البداء ينافي إحاطة علم الله بكل شيء، ولم يتنزه عن النسخ؛ لأن النسخ لا يعدو أن يكون بيانًا لمدة الحكم الأول على نحو ما سبق في علم الله تعالى، وإن كان رفعه لهذا الحكم بداء بالنسبة لنا" [مصطفى زيد / النسخ في القرآن : 1 /20.]. "فإن الله سبحانه قدر في علمه الأزلي لكل حكم ميقاتًا وزمانًا معلومًا فإذا انتهى زمانه حل محله حكم آخر بأمره ونهيه سبحانه، فليس فيه تغيير في علمه الأزلي" [محمد أبو زهرة / الإمام الصادق : ص241.]. قال تعالى : (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) [البقرة، آية : 106.].
وقد شنع عبد القاهر البغدادي على الشيعة؛ حيث "جعلت النسخ من قبيل البداء فزعمت أنه إذا أمر سبحانه بشيء ثم نسخه فإنما نسخه لأنه بدا له منه" [الملل والنحل : ص52.].
وقد تمادت الشيعة في هذا الغي، وساق صاحب البحار بعض الروايات المنسوخة واعتبرها من قبيل البداء [بحار الأنوار : 93 /83-84.]، مع أنه لا صلة للنسخ بالبداء [راجع أيضًا في التفريق بين النسخ والبداء والرد على أوهام الرافضة واليهود في عدم التفريق بينهما : الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس : ص44، المعتمد في أصول الفقه لأبي الحسين البصري : 1 /368-369، الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي القيسي : ص98-99، الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم : 4 /68-69، الآمدي / الإحكام في أصول الأحكام : 3 /109-112، دراسات الأحكام والنسخ في القرآن / محمد حمزة : ص59.].
ثم إن ابن بابويه عاد في نهاية توجيهه لعقيدة البداء إلى القول بأن البداء "إنما هو ظهور أمر، يقول العرب : بدا لي شخص في طريقي أي : ظهر. قال الله عز وجل : (وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) [الزمر، آية : 47.] أي : ظهر لهم، ومتى ظهر لله تعالى ذكره من عبد صلة لرحمه زاد في عمره. ومتى ظهر له منه قطيعة لرحمه نقص من عمره" [التوحيد : ص336.].
فهذا عودة منه لتقرير ذلك المنكر في معتقدهم في البداء، بعد تلون وتقلب.
وزيادة عمر من وصل رحمه ليست من باب البداء، وظهور ما لم يكن في علم الله، بل صلة الرحم سبب لطول العمر، والله قدر الأجل وسببه فهو سبحانه "قدر أن هذا يصل رحمه فيعيش بهذا السبب إلى هذه الغاية، ولولا ذلك السبب لم يصل إلى هذه الغاية، ولكن قدر هذا السبب وقضاه، وكذلك قدر أن هذا يقطع رحمه فيعيش إلى كذا" [شرح الطحاوية : ص92.].
ولكن شيخ الطائفة الطوسي يسلك في تأويل البداء طريقًا أسلم من طريق ابن بابويه، حيث يقول : "قوله : بدا لله فيه معناه بدا من الله فيه، وهكذا القول في جميع ما يروي من أنه بدا لله في إسماعيل معناه أنه بدا من الله، فإن الناس كانوا يظنون في إسماعيل بن جعفر أنه الإمام بعد أبيه، فلما مات علموا بطلان ذلك" [الغيبة للطوسي : ص55.].
هذا اعتذار الطوسي، ولا شك بأن البداء إذا كان للخلق بأن يقع لهم ما لم يحتسبوا، فليس فيه ما يمس العقيدة الإسلامية.
وقد تابع الطوسي في الاعتذار نفسه أحد مراجع الشيعة في هذا العصر وهو محمد حسين آل كاشف الغطا فقال : "البداء وإن كان في جوهر معناه هو ظهور الشيء بعد خفائه، ولكن ليس المراد به هنا ظهور الشيء لله جل شأنه وأي ذي حريجة ومسكة يقول بهذه المضلة، بل المراد ظهور الشيء من الله لمن يشاء من خلقه بعد إخفائه عنهم، وقولنا : (بدا لله) أي بدا حكم الله أو شأن الله" [الدين والإسلام : ص173.].
ولكن المطلع على رواياتهم لا يرى أنها تتفق مع هذا التأويل، إذ تدل على نسبة البداء إلى الله لا إلى الخلق، ولذلك اعتذر أئمتهم عن الإخبار بالمغيبات خشية البداء.. ونسبوا إلى نبي الله لوط أنه كان يستحث الملائكة لإنزال العقوبة بقومه خشية أن يبدو لله، ويقول : "تأخذونهم الساعة فإني أخاف أن يبدو لربي فيهم. فقالوا : يا لوط إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب" [فروع الكافي : 5 /546.]. فهل مثل هذا "الإلحاد" يقبل التأويل؟!.
وجاء في الكافي ".. عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد مضي ابنه أبو جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول كأنهما أعني : أبا جعفر وأبا محمد في هذا الوقت كابي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمد عليهم السلام، وإن قصتهما كقصتهما، إذ كان أبو محمد المرجي بعد أبي جعفر عليه السلام، فأقبل علي أبو الحسن قبل أن أنطق فقال : نعم يا أبا هاسم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر عليه السلام ما لم يكن يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون".[424]
فانظر إلى قوله "بدا لله.. ما يكن يعرف له.." تجد أنهم ينسبون "البداء" إلى الله صراحة، فهؤلاء القوم لا يرجون لله وقارًا، وقد اتخذوا من عقيدة البداء وسيلة لإبقاء فرصة الاختيار في أهل البيت، والرجوع عن الاختيار بدون تثريب عليهم من أتباعهم.. ولم يراعوا في هذه الحيلة حق الله جل شأنه، لأن واضعي هذه النصوص قد فرغت نفوسهم من خوف الله ورجائه. ثم إن التأويل للبداء بظهور الأمر للناس من الله لا يسوغ كل هذه المغالاة في البداء وجعله من أعظم الطاعات وأصول الاعتقادات، كما أن لفظ البداء يحمل معنى باطلاً في لغة العرب التي نزل بها القرآن، فكيف يعد أصل في الدين وهو بهذه المثابة، ويلتمس له تأويل ومخرجٌ؟!
 
روايات في كتب الاثني عشرية تنقض عقيدة البداء :
إن نقض الخصم كلامه بنفسه، من أبلغ النقض، لأنه يقضي على نفسه بسلاحه، وإن ظهور تناقضه من أوضح أمارات بطلان معتقده، وأنت تجد في كتب الاثني عشرية روايات عن الأئمة ترمي من قال بالبداء بالخزي، وتناقض ما سلف من روايات.
وهذه الروايات قد تكون روايات وثيقة الصلة بعلماء آل البيت لأنها تعبر عن المعنى الحق وهو ما يليق بأولئك الصفوة، وقد تكون من آثار الشيعة المعتدلة بقيت آثارها في كتب الاثني عشرية، ولا يبعد أن تكون هذه الروايات ستارًا وضعه أولئك الزنادقة على عقيدتهم في البداء.
وعلى أية حال فإن إثبات مثل هذه الروايات تبين مدى تناقض هذه الطائفة في رواياتها، وأن دينها قائم على الأخذ بالجانب الشاذ، والمخالف للجماعة من أخبارهم، لأن ما خالف الجماعة ففيه الرشاد كما هو قانون أولئك الزنادقة، الذي يخرج من أخذ به عن الدين رأسًا.
جاء في كتاب التّوحيد لابن بابويه : ".. عن منصور بن حازم قال : سألت أبا عبد الله  عليه السّلام  هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم الله تعالى بالأمس؟ قال : لا، من قال هذا فأخزاه الله، قلت : أرأيت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله؟ قال : بلى، قبل أن يخلق الخلق".[425]
ولا شك بأن عقيدة البداء بمقتضى معناها اللّغوي، وبموجب روايات الاثني عشريّة، وحسب تأويل بعض شيوخهم تقتضي أن يكون في علم الله اليوم ما لم يكن في الأمس.
وحسب الاثني عشرية عارًا وفضيحة أن تنسب إلى الحق جل شأنه هذه العقيدة، على حين تبرئ أئمتها منها، فإذا وقع الخلف في قول الإمام نسبت ذلك إلى الله لا إلى الإمام.
وإذا رجعت إلى معتقدهم في توحيد الألوهية والربوبية، والأسماء والصفات، وجدت أن الإمام قد حل محل الرب سبحانه في قلوبهم وعقولهم، بتأثير ذلك الركام المظلم من الأخبار.. فعقيدة البداء أثر لغلوهم في الإمام.
 
الطينة
هذه العقيدة من مقالاتهم السرية، وعقائدهم التي يتواصون بكتمانها حتى من عامتهم، لأنه لو اطلع العامي الشيعي على هذه العقيدة "تعمد أفعال الكبار لحصول اللذة الدنيوية، ولعلمه بأن وبالها الأخروي إنما هو على غيره" [انظر : الأنوار النعمنية : 1 /295.].
وكانت هذه المقالة موضع إنكار من بعض عقلاء الشّيعة المتقدّمين كالمرتضى وابن إدريس، لأنّها في نظرهم وإن تسللت أخبارها في كتب الشيعة إلا "أنّها أخبار آحاد مخالفة للكتاب والسّنّة والإجماع فوجب ردّها" [الأنوار النّعمانيّة : 1 /293.].
لكن هذه الأخبار تكاثرت على مر الزمن حتى قال شيخهم نعمة الله الجزائري (ت1112ه‍) : "إنّ أصحابنا قد رووا هذه الأخبار بالأسانيد المتكثّرة في الأصول وغيرها، فلم يبق مجال في إنكارها، والحكم عليها بأنّها أخبار آحاد، بل صارت أخبارًا مستفيضة، بل متواترة" [الأنوار النّعمانيّة : 1 /293.]، قال هذا في الرد على من أنكرها من شيوخهم السابقين.
والذي تولى كبر إرساء هذه العقيدة  فيما يظهر  هو شيخهم الكليني الذي بوّب لها بعنوان "باب طينة المؤمن والكافر"، وضمّن ذلك سبعة أحاديث في أمر الطّينة. وهذه هي الراويات :
     عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال : إن الله عز وجل خلق النبيين من طينة عليين : قلوبهم وأبدانهم وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة و [ جعل ] خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك وخلق الكفار من طينة سجين : قلوبهم وأبدانهم، فخلط بين الطينتين، فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة ومن ههنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه وقلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه.
     عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله عز وجل خلق المؤمن من طينة الجنة وخلق الكافر من طينة النار، وقال : إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا طيب روحه وجسده فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه ولا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره، قال وسمعته يقول : الطينات ثلاث : طينة الأنبياء والمؤمن من تلك الطينة إلا أن الأنبياء هم من صفوتها، هم الأصل ولهم فضلهم والمؤمنون الفرع من طين لازب، كذلك لا يفرق الله عز وجل بينهم وبين شيعتهم، وقال : طينة الناصب من حمأ مسنون وأما المستضعفون فمن تراب، لا يتحول مؤمن عن إيمانه ولا ناصب عن نصبه ولله المشيئة فيهم.
     وعن صالح بن سهل قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : جعلت فداك من أي شئ خلق الله عز وجل طينة المؤمن فقال : من طينة الأنبياء، فلم تنجس أبدا.
وعن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : إن الله عز وجل خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه وخلق أبدانهم من دون ذلك، وقلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه، ثم تلا هذه الآية " كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم يشهده المقربون " وخلق عدونا من سجين وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك، فقلوبهم تهوي إليهم، لأنها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلا هذه الآية : " كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين ".
     وعن عبد الله بن كيسان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك أنا مولاك، عبد الله بن كيسان، قال : أما النسب فأعرفه وأما أنت، فلست أعرفك، قال : قلت له : إني ولدت بالجبل ونشأت في أرض فارس وإنني أخالط الناس في التجارات وغير ذلك، فأخالط الرجل، فأرى له حسن السمت وحسن الخلق و [ كثرة ] أمانة، ثم أفتشه فأتبينه عن عداوتكم وأخالط الرجل فأرى منه سوء الخلق وقلة أمانة وزعارة ثم أفتشه فأتبينه عن ولايتكم، فكيف يكون ذلك؟ فقال لي : أما علمت يا ابن كيسان أن الله عز وجل أخذ طينة من الجنة وطينة من النار، فخلطهما جميعا، ثم نزع هذه من هذه، وهذه من هذه فما رأيت من أولئك من الأمانة وحسن الخلق وحسن السمت فمما مستهم من طينة الجنة وهم يعودون إلى ما خلقوا منه، وما رأيت من هؤلاء من قلة الأمانة وسوء الخلق والزعارة، فمما مستهم من طينة النار وهم يعودن إلى ما خلقوا منه.
     وعن عن صالح بن سهل قال : قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : المؤمنون من طينة الأنبياء؟ قال : نعم.
 
     وعن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله عز وجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة، بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة أخرى من الأرض السابعة العليا إلى الأرض السابعة القصوى فأمر الله عز وجل كلمته فأمسك القبضة الأولى بيمينه والقبضة الأخرى بشماله، ففلق الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا ومن السماوات ذروا فقال للذي بيمينه : منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامته فوجب لهم ما قال كما قال وقال للذي بشماله : منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال، ثم إن الطينتين خلطتا جميعا، وذلك قول الله عز وجل : " إن الله فالق الحب والنوى " فالحب طينة المؤمنين التي ألقى الله عليها محبته والنوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خير وإنما سمي النوى من أجل أنه نأى عن كل خير وتباعد عنه وقال الله عز وجل : " يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي " فالحي : المؤمن الذي تخرج طينته من طينة الكافر والميت الذي يخرج من الحي : هو الكافر الذي يخرج من طينة المؤمن فالحي : المؤمن، والميت : الكافر وذلك قوله عز وجل : " أو من كان ميتا فأحييناه " فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر وكان حياته حين فرق الله عز وجل بينهما بكلمته كذلك يخرج الله عز وجل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور. وذلك قوله عز وجل : " لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ".[426]
     ثمّ ما زالت تكثر هذه الأخبار من بعد الكليني حتى سجّل منها شيخهم المجلسي سبعة وستّين حديثًا في باب عقده بعنوان "باب الطّينة والميثاق" [بحار الأنوار : 5 /225-276.].
     وهذه المقالة تجعل الشيعي يعتقد بأن كل بائقة يرتكبها فذنبها على أهل السنة، وكل عمر صالح يعمله أهل السنة فثوابه للشيعة، ولذلك فإن شيوخ الشيعة يكتمون ذلك عن عوامهم حتى لا يفسدوا عليهم البلاد والعباد.
وملخص ذلك يقول بأنّ الشّيعي خلق من طينة خاصّة والسّنّي خلق من طينة أخرى، وجرى المزج بين الطينتين بوجه معين، فما في الشّيعي من معاصٍ وجرائم هو من تأثّره بطينة السّنّيّ، وما في السّنّيّ من صلاح وأمانة هو بسبب تأثّره بطينة الشّيعي، فإذا كان يوم القيامة فإنّ سيّئات وموبقات الشّيعة تُوضع على أهل السّنّة، وحسنات أهل السّنّة تُعطى للشّيعة.
وعلى هذا المعنى تدور أكثر من ستّين رواية من رواياتهم.
ويمكن أن يستنبط سبب القول بهذه العقيدة من الأسئلة التي وجهت للأئمة، والشكاوى التي رفعت إليهم، فالشيعة يشكون من انغماس قومهم بالموبقات والكبائر، ومن سوء معاملة بعضهم لبعض، ومن الهم والقلق الذي يجدونه ولا يعرفون سببه.
ولكن يعزو إمامهم ذلك كله لتأثر طينة الشيعي بطينة السني في الخلقة الأولى.
نقد هذه العقيدة :
أولاً : إن هذه الرّوايات ناقضت نفسها بنفسها، فالشّيعي كما ترى في عرض الشّكاوى والأسئلة هو أغرق في الجريمة، وأكثر إيغالاً في المعاصي والموبقات، وأسوأ معاملة، وأردأ خلقًا ودينًا، فكيف يكون مَنْ هذه حاله أفضل طينة، وأطهر خلقة؟
ثانيًا : قد خلق الله سبحانه النّاس جميعًا على فطرة الإسلام، قال تعالى : (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) [الرّوم، آية : 30.].
والتّفريق بينهما ممّا شذّت به أساطير الشّيعة.
ثالثًا : ناقضت الشّيعة في أخبار الطّينة مذهبها في أفعال العباد؛ لأنّ مقتضى هذه الأخبار أن يكون العبد مجبورًا على فعله وليس له اختيار له؛ إذ أفعاله بمقتضى الطّينة. مع أنّ مذهبهم أنّ العبد يخلق فعله كمذهب المعتزلة [انظر : ص(638)، وما بعدها.].
رابعًا : تقرر أخبار طينتهم « أن موبقات الشيعة وأوزارها يتحملها أهل السنة، وحسنات المسلمين جميعًا تعطى للشيعة، وهذا مخالف للعدل الرّباني ولا يتفق مع العقل الصريح ولا الفطرة السليمة، فضلاً عن نصوص الشرع وأصول الإسلام، قال تعالى : (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) [الأنعام، آية : 164، فاطر، آية : 18، والزّمر، آية : 7.]، وقال  عز وجل - : (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) [الطور : آية : 21.]. وقال  عز وجل - : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) [الطّور : آية : 21.]، وقال  تعالى - : (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [الزلزلة، الآيتان : 7، 8.]، وقوله  سبحانه - : (الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ الْيَوْمَ) [غافر، آية : 17.] وغيرها كثير.
وهذه المقالة ظاهرة البطلان، يكفي مجرد تصورها لمعرفة فسادها، وهي من فضائح المذهب الاثني عشري وعوراته.

 
بعض تناقضات مرويات كتاب الكافي
 
هل صام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شعبان؟
     عن الحلبي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام هل صام أحد من آبائك شعبان قط؟ قال : صامه خير آبائي رسول الله صلى الله عليه وآله.[427]
     وسئل عليه السلام عنه فقال : ما صامه رسول الله صلى الله عليه وآله ولا أحد من آبائي.[428]
 
هل لصلاة المغرب وقت واحد او وقتين؟
     عن زيد الشحام قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن وقت المغرب فقال : إن جبرئيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله لكل صلاة بوقتين غير صلاة المغرب فإن وقتها واحد.[429]
     وعن زرارة والفضيل قالا : قال أبو جعفر عليه السلام : إن لكل صلاة وقتين غير المغرب فإن وقتها واحد.[430]
     وروي أيضا أن لها وقتين آخر وقتها سقوط الشفق.[431]
 
أي الصدقة أفضل؟
     عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قال : قلت له : أي الصدقة أفضل؟ قال : جهد المقل أما سمعت قول الله عز وجل : "ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" ترى ههنا فضلا.[432]
     عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى.[433]
 
هل يجوز تذوق الطعام في رمضان أثناء الصيام؟    
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه سئل عن المرأة الصائمة تطبخ القدر فتذوق المرقة تنظر إليه؟ فقال : لا بأس. قال : وسئل عن المرأة لها الصبي وهي صائمة فتمضغ الخبز وتطعمه؟ فقال : لا بأس والطير إن كان لها.[434]
     عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا بأس للطباخ والطباخة أن يذوق المرق وهو صائم.[435]
    عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن فاطمة صلوات الله عليها كانت تمضغ للحسن ثم للحسين صلوات الله عليهما وهي صائمة في شهر رمضان.[436]
    عن سعيد الأعرج قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصائم يذوق الشئ ولا يبلعه؟ قال : لا.[437]
 
إذا اجتمعت العدة على قتل رجل واحد، هل يقتلون جميعاً؟
     عن الفضيل بن يسار قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : عشرة قتلوا رجلا فقال : إن شاء أولياؤه قتلوهم جميعا.[438]
     عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا اجتمعت العدة على قتل رجل واحد حكم الوالي أن يقتل أيهم شاؤوا وليس لهم يقتلوا أكثر من واحد.[439]
 
الناس ثلاثة أم أربعة؟
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : الناس ثلاثة : عالم ومتعلم وغثاء.[440]
 
     عن محمد بن مسلم، عن أبي حمزة الثمالي قال : قال لي أبوعبدالله عليه السلام : اغد عالما أو متعلما أو أحب أهل العلم، ولا تكن رابعا فتهلك ببغضهم.[441]
 
من هم العلماء؟
     عن جميل، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول يغدوا الناس على ثلاثة أصناف : عالم ومتعلم وغثاء، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء.[442]
 
     عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : إنما يخشى الله من عباده العلماءقال : يعني بالعلماء من صدق فعله قوله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم.[443]
 
هل العلم مكتوم؟
     عن عبدالله بن سليمان قال : سمعت أبا جفعر عليه السلام يقول وعنده رجل من أهل البصرة يقال له : عثمان الاعمى وهو يقول : إن الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار، فقال أبوجعفر عليه السلام : فهلك إذن مؤمن آل فرعون ! ما زال العلم مكتوما منذ بعث الله نوحا عليه السلام فليذهب الحسن يمينا وشمالا، فوالله ما يوجد العلم إلا ههنا.[444]
     عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام قول الله جل ثناؤه : الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه"؟ قال : هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لا يزيد فيه ولا ينقص منه.[445]
 
هل يجوز رواية الحديث عن غير الذي رواه؟
     عن أبي بصير قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه من أبيك أرويه عنك؟ قال : سواء إلا أنك ترويه عن أبي أحب إلي : وقال أبوعبدالله عليه السلام لجميل : ما سمعت مني فاروه عن أبي.[446]
     عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام إذا حدثتم بحديث فأسندوه إلى الذي حدثكم فإن كان حقا فلكم وإن كان كذبا فعليه.[447]
 
ما هو الحكم عند الإختلاف؟
     عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الايمان وليا من أهل بيتي موكلا به يذب عنه، ينطق بإلهام من الله ويعلن الحق وينوره، ويرد كيد الكائدين، يعبر عن الضعفاء فاعتبروا يا أولي الابصار وتوكلوا على الله.[448]
     أبوجعفر عليه السلام : لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونوا مؤمنين فإن كان سبب ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع إلا ما أثبته القرآن.[449]
     وعن مرازم عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شئ حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبد يقول : لو كان هذا انزل في القرآن؟ إلا وقد أنزله الله فيه.[450]
     وعن عمر بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول : إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الامة إلا أنزله في كتابه وبينه لرسوله صلى الله عليه وآله وجعل لكل شئ حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا.[451]
     وعن حماد، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : ما من شئ إلا وفيه كتاب أو سنة.[452]
 
هل الرجوع عند الإختلاف إلى القرآن أم القرآن والسنة؟
     عن المعلى بن خنيس قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله عزوجل ولكن لا تبلغه عقول الرجال.[453]
     وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : أيها الناس إن الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول صلى الله عليه وآله وأنزل إليه الكتاب بالحق وأنتم اميون عن الكتاب ومن أنزله، وعن الرسول ومن أرسله، على حين فترة من الرسل... فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى، وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل الحلال من ريب الحرام.ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق لكم، اخبركم عنه، إن فيه علم ما مضى، وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة، وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون، فلو سألتموني عنه لعلمتكم.[454]
     وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ونحن نعلمه.[455]
     عن سماعة، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال : قلت له : أكل شئ في كتاب الله وسنة نبيه صلى اليه عليه وآله؟ أو تقولون فيه؟ قال : بل كل شئ في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله.[456]
 
هل الأخذ بما وافق كتاب الله فقط؟
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه.[457]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : خطب النبي صلى الله عليه وآله بمنى فقال : أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.[458]
     عن حسين بن أبي العلاء أنه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لا تثق به؟ قال : إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا فالذي جاء كم به أولى به.[459]
     وعن أيوب بن الحر قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : كل شئ مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.[460]
 
كيف يعرف سخط الله ورضاه؟
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ولا تعرفوا حتى تصدقوا ولا تصدقوا حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلا بآخرها، ضل أصحاب الثلاثة وتاهوا تيها بعيداً إن الله تبارك وتعالى لا يقبل إلا العمل الصالح ولا يقبل الله إلا الوفاء بالشروط والعهود، فمن وفى لله عزوجل بشرطه واستعمل ما وصف في عهده نال ما عنده واستكمل [ما] وعده، إن الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار وأخبرهم كيف يسلكون، فقال : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى" وقال : إنما يتقبل الله من المتقين" فمن اتقى الله فيما أمره لقي الله مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله، هيهات هيهات فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا وظنوا أنهم آمنوا، وأشركوا من حيث لا يعلمون.[461]
     وعن منصور ابن حازم قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل الخلق يعرفون بالله، قال : صدقت، قلت : إن من عرف أن له ربا، فينبغي له أن يعرف أن لذلك الرب رضا وسخطا وأنه لا يعرف رضاه وسخطه إلا بوحي أو رسول، فمن لم يأته الوحي فقد ينبغي له أن يطلب الرسل فإذا لقيهم عرف أنهم الحجة وأن لهم الطاعة المفترضة. [462]
     وعن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقونقال : حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه، وقال : فألهمها فجورها وتقويهاقال : بين لها ما تأتي وما تترك، وقال : إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفوراقال : عرفناه، إما آخذ وإما تارك، وعن قوله : وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى قال : عرفناهم فاستحبوا العمى على الهدى وهم يعرفون؟ وفي رواية : بينا لهم.[463]
     عن مقرن قال، سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا أمير المؤمنين وعلى الاعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم؟ فقال نحن على الاعراف، نعرف أنصارنا بسيماهم، ونحن الاعراف الذي لا يعرف الله عزوجل إلا بسبيل معرفتنا، ونحن الاعراف يعرفنا الله عزوجل يوم القيامة على الصراط، فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه. إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا، فانهم عن الصراط لناكبون، فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض، وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها، لا نفاد لها ولا انقطاع.[464]
     وعن بريد العجلي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : بنا عبدالله، وبنا عرف الله، وبنا وحد الله تبارك وتعالى، ومحمد حجاب الله تبارك وتعالى.[465]
 
معنى كل شيء هالك إلا وجه
     عن الحارث بن المغيرة النصري قال : سئل أبوعبدالله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : كل شئ هالك إلا وجهه" : فقال : ما يقولون فيه؟ قلت : يقولون : يهلك كل شئ إلا وجه الله فقال : سبحان الله لقد قالوا قولا عظيما، إنما عني بذلك وجه الله الذي يؤتى منه.[466]
     عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل : كل شئ هالك إلا وجهه قال : من أتى الله بما امر به من طاعة محمد صلى الله عليه وآله فهو الوجه الذي لا يهلك و كذلك قال : ومن يطع الرسول فقد أطاع الله.[467]
     عن أبي جعفر عليه السلام قال : نحن المثاني الذي أعطاه الله نبينا محمدا صلى الله عليه وآله ونحن وجه الله نتقلب في الارض بين أظهركم ونحن عين الله في خلقه ويده المبسوطة بالرحمة على عباده، عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا وإمامة المتقين.[468]
 
من هو المقصود بالنور؟
     عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث - إلى قوله - واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون قال : النور في هذا الموضع علي أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام.[469]
     وعن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال : سألته عن قول الله تبارك وتعالى : يريدون ليطفؤوا نور الله بأفواههم)قال يريدون ليطفؤوا ولاية أمير المؤمنين عليه السلام بأفواههم، قلت : قوله تعالى : والله متم نوره قال : يقول : والله متم الامامة والامامة هي النور وذلك قوله عزوجل : آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا قال : النور هو الامام.[470]
     وعن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى : الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكوة فاطمة عليهما السلام.[471]
 
هل يعلم الإمام الغيب؟
     عن سدير قال : كنت أنا وأبوبصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبدالله عليه السلام إذ خرج إلينا وهو مغضب، فلما أخذ مجلسه قال : يا عجبا لاقوام يزعمون أنا نعلم الغيب، ما يعلم الغيب إلا الله عزوجل، لقد هممت بضرب جاريتي فلانة، فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي قال سدير : فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وابوبصير وميسر وقلنا له : جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ونحن نعلم أنك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب قال : فقال : يا سدير : ألم تقرء القرآن؟ قلت : بلى، قال : فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل : قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفكقال : قلت : جعلت فداك قد قرأته، قال : فهل عرفت الرجل؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال : قلت : أخبرنى به؟ قال : قدر قطرة من الماء في البحر الاخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب؟ ! قال : قلت جعلت : فداك ما أقل هذا فقال : يا سدير : ما أكثر هذا، أن ينسبه لله عزوجل إلى العلم الذي اخبرك به يا سدير، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عزوجل أيضا : قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب قال : قلت : قد قرأته جعلت فداك قال : أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه؟ قلت : لا، بل من عنده علم الكتاب كله، قال : فأومأ بيده إلى صدره وقال : علم الكتاب والله كله عندنا، علم الكتاب والله كله عندنا.[472]
     عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الامام؟ يعلم الغيب؟ فقال : لا ولكن إذا أراد أن يعلم الشئ أعلمه الله ذلك.[473]
     عن سيف التمار قال كنا مع أبي عبدالله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر فقال : علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا فقلنا : ليس علينا عين فقال : ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لاخبرتهما أني أعلم منهما ولانبئتهما بما ليس في أيديهما، لان موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وراثة.[474]
     وعن عدة من أصحابنا منهم عبدالاعلى وأبوعبيدة وعبدالله ابن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبدالله عليه السلام يقول : إني لاعلم ما في السماوات وما في الارض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون، قال : ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال : علمت ذلك من كتاب الله عزوجل، إن الله عزوجل يقول فيه تبيان كل شئ.[475]
     وعن جماعة بن سعد الخثعمي أنه قال : كان المفضل عند أبي عبدالله عليه السلام فقال له المفضل : جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر السماء؟ قال : لا، الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء.[476]
     عن أبي عبد الله : أي إمام لا يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير، فليس ذلك بحجة لله على خلقه ".[477]
     قال أبو الحسن : إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه الروح، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام".[478]
 
لمن دفع الإمام الحسين رضي الله عنه الوصية؟
     عن أبي جعفر عليه السلام قال : لما حضر الحسين عليه السلام ما حضره، دفع وصيته إلى ابنته فاطمة ظاهرة في كتاب مدرج، فلما أن كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان، دفعت ذلك إلى علي بن الحسين عليهما السلام، قلت له : فما فيه - يرحمك الله -؟ فقال : ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى.[479]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الحسين صلوات الله عليه لما صار إلى العراق استودع ام سلمة رضي الله عنها الكتب والوصية، فلما رجع علي بن الحسين عليه السلام دفعتها إليه.[480]
 
من هو الإمام بعد الرضا رحمه الله؟
     عن أبي يحيى الصنعاني قال : كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فجيئ بابنه أبي جعفر عليه السلام وهو صغير، فقال : هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه.[481]
     عن علي بن عمر النوفلي قال : كنت مع أبي الحسن عليه السلام في صحن داره، فمر بنا محمد ابنه فقلت له : جلعت فداك هذا صاحبنا بعدك؟ فقال : لا، صاحبكم بعدي الحسن.[482]
عنه، عن بشار بن أحمد، عن عبدالله بن محمد الاصفهاني قال : قال أبوالحسن عليه السلام : صاحبكم بعدي الذي يصلي علي، قال : ولم نعرف أبا محمد قبل ذلك، قال : فخرج أبومحمد فصلى عليه.[483]
 
كم تكون الغيبة؟
     عن الاصبغ بن نباتة قال : أتيت أمير المؤمنين عليه السلام فوجدته متفكرا ينكت في الارض، فقلت، يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت في الارض، أرغبة منك فيها؟ فقال : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكني فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي الذي يملا الارض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، تكون له غيبة وحيرة، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت : يا أمير المؤمنينوكم تكون الحيرة والغيبة؟ قال : ستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين.[484]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة، ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة.[485]
 
من يعلم بمكان مهدي الشيعة في الغيبة الصغرى؟
عن أبي عبدالله عليه السلام : للقائم غيبتان : إحداهما قصيرة والاخرى طويلة، الغيبة الاولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والاخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه.[486]
     عن مفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : لصاحب هذا الامر غيبتان : إحداهما يرجع منها إلى أهله والاخرى يقال : هلك، في أي واد سلك.[487]
 
متى تكلم عيسى عليه السلام بالنبوة؟
     عن يزيد الكناسي، قال : سألت أبا جعفر عليه السلام أكان عيسى ابن مريم عليه السلام حين تكلم في المهد حجة لله على أهل زمانه؟ فقال : كان يومئذ نبيا حجة لله غير مرسل أما تسمع لقوله حين قال : إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا و جعلني مباركا أينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياقلت : فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال وهو في المهد؟ فقال : كان عيسى في تلك الحال آية للناس ورحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها وكان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال، ثم صمت فلم يتكلم حتى مضيت له سنتان وكان زكريا الحجة لله عزوجل على الناس بعد صمت عيسى بسنتين ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير، أما تسمع لقوله عزوجل : يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيافلما بلغ عيسى عليه السلام سبع سنين تكلم بالنبوة والرسالة حين أوحى الله تعالى إليه، فكان عيسى الحجة على يحيى وعلى الناس أجمعين.[488]
     عن صفوان بن يحيى قال : قلت للرضا عليه السلام : قد كنا نسألك قبل أن يهب الله لك أبا جعفر عليه السلام فكنت تقول : يهب الله لي غلاما، فقد وهب الله لك فقر عيوننا، فلا أرانا الله يومك، فإن كان كون فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر عليه السلام وهو قائم بين يديه، فقلت : جعلت فداك هذا ابن ثلاث سنين !؟ قال، وما يضره من ذلك شئ، قد قام عيسى عليه السلام بالحجة وهو ابن ثلاث سنين.[489]
 
كم تمكث نطفة الإمام في الرحم؟
     عن يونس بن ظبيان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الله عزوجل إذا أراد أن يخلق الامام من الامام بعث ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش ثم أوقعها أو دفعها إلى الامام فشربها، فيمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام، ثم يسمع الكلام بعد ذلك، فإذا وضعته امه بعث الله إليه ذلك الملك الذي أخذ الشربة، فكتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته فإذا قام بهذا الامر رفع الله له في كل بلدة منارا ينظر به إلى أعمال العباد.[490]
     عن أبي عبدالله عليه السلام : ... إن نطفة الامام مما أخبرتك وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وانشئ فيها الروح بعث الله تبارك وتعالى ملكا يقال له : حيوان فكتب على عضده الأيمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم".[491]
 
أين تكون الكتابة؟ بين كتفي الإمام أو عينيه؟
     عن محمد بن مروان قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الامام ليسمع في بطن امه فإذا ولد خط بين كتفيه وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم فإذا صار الامر إليه جعل الله له عمودا من نور، يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة.[492]
     عن الحسن بن راشد قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن الله تبارك و تعالى إذا أحب أن يخلق الامام أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش، فيسقيها أباه فمن ذلك يخلق الامام، فيمكث أربعين يوما وليلة في بطن امه لا يسمع الصوت ثم يسمع بعد ذلك الكلام، فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه : وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم".[493]
 
كيف يرى الإمام أعمال العباد؟
     عن جميل بن دراج قال روى غير واحد من أصحابنا أنه قال : لا تتكلموا في الامام فإن الامام يسمع الكلام وهو في بطن امه فاذا وضعته كتب الملك بين عينيه "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم" فإذا قام بالامر رفع له في كل بلدة منار ينظر منه إلى أعمال العباد.[494]
     عن يونس قال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقلت له : جعلت فداك قد أكثر الناس في العمود، قال : فقال لي : يا يونس ما تراه، أتراه عمودا من حديد يرفع لصاحبك؟ قال : قلت : ما أدري، قال : لكنه ملك موكل بكل بلدة يرفع الله به أعمال تلك البلدة، قال فقام ابن فضال فقبل رأسه وقال : رحمك الله يا أبا محمد لا تزال تجيئ بالحديث الحق الذي يفرج الله به عنا.[495]
 
هل يولد الإمام قاعداً أو يقع على راحته؟
     عن إسحاق بن جعفر يقول : سمعت أبي يقول : الاوصياء إذا حملت بهم امهاتهم أصابها فترة شبه الغشية... فإذا كانت الليلة التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلا أبوه، فإذا ولدته ولدته قاعدا.[496]
     عن أبي جعفر عليه السلام قال : للامام عشر علامات : يولد مطهرا، مختونا، وإذا وقع على الارض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين.[497]
 
من أي طينة خلق الأئمة؟
     عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : سمعته يقول : إن الله خلقنا من نور عظمته، ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش.[498]
     عن علي بن رئاب رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن لله عشر طينات، خمسة من الجنة وخمسة من الأرض... فإن الله عزوجل خلقنا من العشر طينات.[499]
 
من أي طينة خلق المؤمن والكافر؟

     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل خلق المؤمن من طينة الجنة وخلق الكافر من طينة النار.[500]

     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم عليه السلام بعث جبرئيل عليه السلام في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة، بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوى فأمر الله عز وجل كلمته فأمسك القبضة الأولى بيمينه والقبضة الأخرى بشماله ، ففلق الطين فلقتين فذرا من الأرض ذروا ومن السماوات ذروا فقال للذي بيمينه : منك الرسل والأنبياء والأوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن أريد كرامته فوجب لهم ما قال كما قال وقال للذي بشماله : منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن أريد هوانه وشقوته.[501]

 

كم أثافي الإسلام؟

    عن الصادق عليه السلام قال : قال : أثافي الاسلام ثلاثة : الصلاة والزكاة والولاية، لاتصح واحدة منهن إلا بصاحبتيها.[502]

     عن أبي جعفر عليه السلام قال : بني الاسلام على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية.[503]

كم عدد الصبر؟

     عن أبي جعفر عليه السلام قال : الصبر صبران.[504]
     عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : الصبر ثلاثة.[505]
 
كيف يؤدى شكر النعمة؟
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال لي : ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أوكبرت، فقال : الحمد لله إلا أدى شكرها.[506]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه، فقد أدى شكره.[507]
 
كم عدد حقوق المؤمن؟
     عن معلى بن خنيس قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن حق المؤمن، فقال : سبعون حقا.[508]
 عن معلى بن خنيس، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قلت له : ما حق المسلم على المسلم؟ قال له؟ سبع حقوق.[509]
 

ثواب تنفيس كربة المؤمن

     عن زيد الشحام قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله عزوجل له بذلك ثنتين وسبعين رحمة من الله يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته ويدخر له إحدى وسبعين رحمة لافزاع يوم القيامة وأهواله.[510]

     عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من أعان مؤمنا نفس الله عزوجل عنه ثلاثا وسبعين كربة، واحدة في الدنيا وثنتين وسبعين كربة عند كربه العظمى، قال : حيث يتشاغل الناس بأنفسهم. [511]

ثواب من كسا أحدا من فقراء المسلمين
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من كسا أحدا من فقراء المسلمين ثوبا من عري أو أعانه بشئ مما يقوته من معيشته وكل الله عز وجل به سبعة آلاف ملك من الملائكة، تستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور.[512]
 
  عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من كسا أحدا من فقراء المسلمين ثوبا من عري أو أعانه بشئ مما يقوته من معيشته وكل الله عزوجل به سبعين ألف ملك من الملائكة تستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور.[513]

 
بكم مؤمن يدفع الله البلاء؟
     عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء.[514]
     عن أبي جعفر عليه السلام قال : لا يصيب قرية عذاب وفيها سبعة من المؤمنين. [515]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قيل له في العذاب إذا نزل بقوم يصيب المؤمنين؟ قال : نعم ولكن يخلصون بعده.[516]
 
كم عدد أصول الكفر؟
     عن أبي عبدالله عليه السلام : اصول الكفر ثلاثة.[517]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : أركان الكفر أربعة.[518]
 
كم عدد القلوب؟
     عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن القلوب أربعة.[519]

     عن أبي جعفر عليه السلام قال : القلوب ثلاثة.[520]

كم يتم تأجل الذنب؟

     عن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : إن العبد إذا أذنب ذنبا اجل من غدوة إلى الليل فإن استغفر الله لم يكتب عليه.[521]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال من عمل سيئة اجل فيها سبع ساعات من النهار فإن قال : أستغفر الله الذي لاإله إلا هو الحي القيوم. ثلاث مرات لم تكتب عليه.[522]
 
الإستغفار من الذنب
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : لا خير فيمن يقارف في يوم أكثر من أربعين كبيرة.[523]

     عن أبي عبدالله عليه السلام : لا خير في عبد يذنب في كل يوم سبعمائة ذنب.[524]

كم خصلة رفعت عن أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟

عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : رفع عن أمتي أربع خصال.[525]

     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : وضع عن امتي تسع خصال.[526]

كم عدد الرهط الذي يستجاب لهم؟

     عن أبي عبدالله عليه السلام : ما من رهط أربعين رجلا اجتمعوا فدعوا الله عزو جل في أمر إلا استجاب الله لهم، فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله عزوجل عشر مرات إلا استجاب الله لهم، فإن لم يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة فيستجيب الله العزيز الجبار له.[527]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما اجتمع أربعة رهط قط على أمر واحد فدعوا الله إلا تفرقوا عن إجابة.[528]
 
كم يؤخر الدعاء؟

     عن إسحاق بن عمار قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : يستجاب للرجل الدعاء ثم يؤخر قال : نعم عشرين سنة.[529]

     عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان بين قول الله عزوجل : "قد اجيبت دعوتكما" وبين أخذ فرعون أربعين عاما.[530]

     عن أبي بصير قال : سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول : إن المؤمن ليدعو فيؤخر إجابته إلى يوم الجمعة.[531]

عدد من يستجاب دعائهم

     عن أبي عبدالله عليه السلام يقول : ثلاثة دعوتهم مستجابة : الحاج، فانظروا كيف تخلفونه. والغازي في سبيل الله، فانظروا كيف تخلفونه. والمريض فلا تغيظوه ولا تضجروه.[532]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان أبي عليه السلام يقول : خمس دعوات لا تحجبن عن الرب تبارك وتعالى.[533]
 
عدد من لا يستجاب دعائهم

     عن الوليد بن صبيح قال : سمعته يقول : ثلاثة ترد عليهم دعوتهم.[534]

    عن أبي عبدالله عليه السلام قال : أربعة لا تستجاب لهم دعوة.[535]

متى يقال للداعي : لبيك ما حاجتك؟

     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : من قال عشر مرات : يا رب يارب قيل له : لبيك ما حاجتك.[536]
     عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قال : يا رب يا الله يا رب يا الله حتى ينقطع نفسه قيل له : لبيك ما حاجتك.[537]
 
عدد من يجب عدم مصاحبتهم
     عن أبي عبدالله، عن أبيه عليهما السلام قال : قال لي أبي علي بن الحسين صلوات الله عليهما : يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق.[538]
     عن أبي عبدالله عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ثلاثة مجالستهم تميت القلب : الجلوس مع الانذال  والحديث مع النساء والجلوس مع الاغنياء.[539]

     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام إذا صعد المنبر قال : ينبغي للمسلم أن يتجنب مواخاة ثلاثة.[540]

كم عدد أقسام القرآن؟

     عن الاصبغ بن نباتة قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : نزل القرآن أثلاثا : ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن و أمثال، وثلث فرائض وأحكام.[541]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إن القرآن نزل أربعة أرباع : ربع حلال وربع حرام وربع سنن وأحكام وربع خبر ما كان قبلكم ونباء ما يكون بعدكم وفصل ما بينكم.[542]
 
في كم يقرأ القرآن؟
     عن محمد ابن عبدالله قال : قلت لابي عبدالله عليه السلام : أقرأ القرآن في ليلة؟ قال : لا يعجبني أن تقرأه في أقل من شهر.[543]

     عن علي بن أبي حمزة قال : سأل أبوبصير أبا عبدالله عليه السلام وأنا حاضر فقال له : جعلت فداك أقرأ القرآن في ليلة؟ فقال : لا، فقال في ليلتين؟ فقال : لا حتى بلغ ست ليال فأشار بيده فقال : ها.[544]

هل المزاح جائز أم مكروه؟

     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : إذا أحببت رجلا فلا تمازحه ولا تماره.[545]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : إياكم والمزاح فإنه يجر السخيمة ويورث الضغينة وهو السب الاصغر.[546]
     عن أبي عبدالله عليه السلام قال : ما من مؤمن إلا وفيه دعابة، قلت : وما الدعابة؟ قال : المزاح.[547]
     عن يونس الشيباني قال : قال أبوعبدالله عليه السلام : كيف مداعبة بعضكم بعضا؟ قلت : قليل قال : فلا تفعلوا فإن المداعبة من حسن الخلق وإنك لتدخل بها السرور على أخيك ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يداعب الرجل يريد أن يسره.[548]
 
هل استخلف الله عزوجل الأئمة في الأرض؟
     عن أبي عبد الله في قوله تعالى "ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم" قال : هم الأئمة.[549]
     عن أبي عبد الله قال إن الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وانبيه وجميع الأئمة وخلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق ووعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة والحرم الآمن وأن ينزل لهم البيت المعمور ويظهر لهم السقف المرفوع ويريحهم من عدوهم.[550]
 
هل بلغ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما أنزله؟
     قال أبو جعفر عليه السلام : ولاية الله أسرها إلى جبرائيل عليه السلام وأسرها جبرائيل إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأسرها محمد إلى علي عليه السلام وأسرها علي إلى من شاء الله، ثم أنتم تذيعون ذلك".[551]
 
بماذا تصدق علي رضي الله عنه، بخاتم أم بحلة؟
     عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " قال : إنما يعني أولى بكم أي أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم ، الله ورسوله والذين آمنوا يعني عليا وأولاده الأئمة عليهم السلام إلى يوم القيامة ، ثم وصفهم الله عز وجل فقال : " الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " وكان أمير المؤمنين عليه السلام في صلاة الظهر وقد صلى ركعتين وهو راكع وعليه حلة قيمتها ألف دينار ، وكان النبي صلى الله عليه وآله كساه إياها ، وكان النجاشي أهداها له ، فجاء سائل فقال : السلام عليك يا ولي الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم ، تصدق على مسكين ، فطرح الحلة إليه وأومأ بيده إليه أن احملها : فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية..[552]
 
أيهما أعظم بركة على الشيعة؟
     عن المفضل بن عمر قال : ذكر أبو عبد الله عليه السلام أبا الحسن عليه السلام - وهو يومئذ غلام - فقال : هذا المولود الذي لم يولد فينا مولود أعظم بركة على شيعتنا منه ، ثم قال لي : لا تجفوا إسماعيل.[553]
     عن أبي يحيى الصنعاني قال : كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فجيئ بابنه أبي جعفر عليه السلام وهو صغير ، فقال : هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة على شيعتنا منه.[554]
 
كم حسنة؟ عسر أم ألف ألف؟
 عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال : مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب له عشر حسنات.[555]
     عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من سعى في حاجة أخيه المسلم ، طلب وجه الله كتب الله عز وجل له ألف ألف حسنة.[556]
 
هل الحسن رضي الله عنه يأتي بما يبغض الله؟    
     عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن عليا قال وهو على المنبر : لا تزوجوا الحسن فإنه رجل مطلاق ، فقام رجل من همدان فقال : بلى والله لنزوجنه وهو ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وابن أمير المؤمنين عليه السلام فإن شاء أمسك وإن شاء طلق.[557]
     عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما من شئ مما أحله الله عز وجل أبغض إليه من الطلاق وإن الله يبغض المطلاق الذواق.[558]

 
بعض تناقضات مرويات الكافي مع روايات كتب غيره من علماء الشيعة
 
دم الحيض من الجانب الأيمن أو الأيسر؟
     عن أبان قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : فتاة منا بها قرحة في فرجها والدم سائل لا تدري من دم الحيض أو من دم القرحة؟ فقال : مرها فلتستلق على ظهرها ثم ترفع رجليها ثم تستدخل إصبعها الوسطى فإن خرج الدم من الجانب الأيمن فهو من الحيض وإن خرج من الجانب الأيسر فهو من القرحة.[559]
     عن أبان قال قلت : لأبي عبد الله عليه السلام فتاة منا بها قرحة في جوفها والدم سائل لا تدري من دم الحيض أو من دم القرحة فقال : مرها فلتستلق على ظهرها وترفع رجليها وتستدخل إصبعها الوسطى فان خرج الدم من الجانب الأيسر فهو من الحيض وان خرج من الجانب الأيمن فهو من القرحة.[560]
 
عدد الأئمة
عن أبي الجاورد، عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني واثني عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض يعني أوتادها وجبالها، بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا.[561]
     عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إني وأحد عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض - أعني أوتادها وجبالها – بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا.[562]
 
دعاء غير الله عزوجل في السجود
     عن إسماعيل ابن يسار، عن بعض من رواه قال : قال : إذا أحزنك أمر فقل في آخر سجودك : " يا جبرئيل يا محمد، يا جبرئيل يا محمد - تكرر ذلك - اكفياني ما أنا فيه فإنكما كافيان واحفظاني بإذن الله فإنكما حافظان".[563]
     عن علي عليه السلام أنه قال : في قوله تعالى : وان المساجد لله الآية، ما سجدت به من جوارحك لله تعالى، فلا تدعو مع الله أحدا.[564]
     وعن علي بن موسى عليهم السلام حين سأله المعتصم عن هذه الآية ومعنى " فلا تدعوا مع الله أحدا " فلا تشركوا معه غيره في سجودكم عليها.[565]
 
علم الغيب
     عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق.[566]
     وسأل يحيى بن عبد الله لجعفر الصادق  يقولون : إنهم يزعمون أنك تعلم الغيب، قال : سبحان الله. ضع يدك على رأسي، فوالله ما بقيت شعرة في جسدي إلا قامت. ثم قال : لا والله إلا رواية عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم.[567]
 
القرآن أو العقل؟
     عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة فيخر تحت العرش فيناديه تبارك وتعالى يا حجتي في الأرض وكلامي الصادق الناطق ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع.[568]
     عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إن الله خلق العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه.- إلى أن قال - فخر العقل عند ذلك ساجدا، فكان في سجوده ألف عام، فقال الرب تبارك وتعالى : ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع.[569]
 
هل الأئمة يجنبون؟
    عن أبي جعفر عليه السلام قال : للامام عشر علامات – وذكر منها- ولا يجنب.[570]
     قال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا ينام في مسجدي أحد ولا يجنب فيه أحد وقال : ان الله أوحى إلي ان اتخذ مسجدا طهورا لا يحل لأحد أن يجنب فيه إلا انا وعلي والحسن والحسين عليهم السلام.[571]
 
تفضيل الإمام على النبي
عن الأحول أنه سأل أبا جعفر : جعلت فداك أنتم أفضل أم الأنبياء؟ قال : بل الأنبياء.[572]
     بينما صنف علماء الشيعة كتب في تفضيل الأئمة على الأنبياء.  
     ويقول الخميني : إن للامام عليه السلام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وان من ضروريات مذهبنا أن لائمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل.[573]
 

 
جولة في كتاب الكافي

  • روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إن ذلك الحمار كلم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : بأبي أنت وأمي إن أبي حدثني، عن أبيه، عن جده، عن أبيه أنه كان مع نوح في السفينة فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال : يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار[574].

  • عن أبي جعفر عليه السلام قال : للإمام عشر علامات : يولد مطهرا، مختونا، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين، ولا يجنب، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يتثاءب ولا يتمطى، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه، ونجوه كرائحة المسك والأرض موكلة بستره وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله كانت عليه وفقا وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا، وهو محدث إلى أن تنقضي أيامه[575].

  • عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الحوت الذي يحمل الأرض أسر في نفسه أنه إنما يحمل الأرض بقوته فأرسل الله تعالى إليه حوبا أصغر من شبر وأكبر من فتر فدخلت في خياشيمه فصعق، فمكث بذلك أربعين يوما ثم إن الله عز وجل رؤوف به ورحمه وخرج فإذا أراد الله عز وجل بأرض زلزلة بعث ذلك الحوت إلى ذلك الحوت فإذا رآه اضطرب فتزلزلت الأرض[576].

  • عن سيف التمار قال كنا مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر فقال : علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا فقلنا : ليس علينا عين فقال : ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبئهما بما ليس في أيديهما، لان موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وآله وراثة[577].

  • عن أبي هاشم الجعفري قال : شكوت إلى أبي محمد عليه السلام الحاجة، فحك بسوطه الأرض، قال : وأحسبه غطاه بمنديل وأخرج خمسمائة دينار، فقال : يا أبا هاشم : خذ وأعذرنا[578].

  • عن أبي الربيع الشامي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت : إن عندنا قوما من الأكراد وإنهم لا يزالون يجيئون بالبيع فنخالطهم ونبايعهم؟ فقال : يا أبا الربيع لا تخالطوهم فإن الأكراد حي من أحياء الجن كشف الله عنهم الغطاء فلا تخالطوهم[579].

  • عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول : عن علي عليه السلام قال : يا سلمان هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قلت : لا أدري، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم قال : لست أسألك عن هذا ولكن تدري أول من بايعه حين صعد منبر رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قلت : لا ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه بين عينيه سجاده شديد التشمير صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان، أبسط يدك، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد فقال علي عليه السلام : هل تدري من هو؟ قلت : لا ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت النبي صلى الله عليه وآله، فقال : ذاك إبليس لعنه الله، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله أن أول من يبايعه على منبري إبليس لعنه الله في صورة رجل شيخ مشمر يقول كذا وكذا، ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول : كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله عز وجل وطاعته وما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وآله[580].

  • عن أبي جعفر عليه السلام قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، قال : فدخل ذات يوم الحمام فتنور فلما أن أطبقت النورة على بدنه ألقى المئزر فقال له مولى له : بأبي أنت وأمي إنك لتوصينا بالمئزر ولزومه وقد ألقيته عن نفسك؟ فقال : أما علمت أن النورة قد أطبقت العورة[581].

  • عن عبيد الله الدابقي قال : دخلت حماما بالمدينة فإذا شيخ كبير وهو قيم الحمام فقلت : يا شيخ لمن هذا الحمام؟ فقال : لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام فقلت : كان يدخله؟ قال : نعم، فقلت : كيف كان يصنع؟ قال : كان يدخل فيبدء فيطلي عانته وما يليها ثم يلف على طرف إحليله ويدعوني فاطلي سائر بدنه، فقلت له يوما من الأيام : الذي تكره أن أراه قد رأيته، فقال : كلا إن النورة سترة[582].

  • عن أبي الحسن الماضي عليه السلام قال : العورة عورتان القبل والدبر، فأما الدبر مستور بالأليتين فإذا سترت القضيب والبيضتين فقد سترت العورة. وقال في رواية أخرى : وأما الدبر فقد سترته الأليتان وأما القبل فاستره بيدك[583].

  • عن أبي عبد الله عليه السلام قال : النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل نظرك إلى عورة الحمار[584].

  • عن علي بن سويد قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : إني مبتلي بالنظر إلى المرأة الجميلة فيعجبني النظر إليها، فقال لي : يا علي لا بأس إذا عرف الله من نيتك الصدق وإياك والزنا فإنه يمحق البركة ويهلك الدين[585].

  • عن زياد بن أبي الحلال قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : لا بأس بأن يتمتع بالبكر ما لم يفض إليها مخافة كراهية العيب على أهلها – وفي رواية - لا بأس ما لم يفتضها[586].

  • عن عمر بن يزيد قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده رجل فقال له : جعلت فداك إني أحب الصبيان، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : فتصنع ماذا؟ قال : أحملهم على ظهري فوضع أبو عبد الله عليه السلام يده على جبهته وولى وجهه عنه فبكى الرجل فنظر إليه أبو عبد الله عليه السلام كأنه رحمه فقال : إذا أتيت بلدك فاشتر جزورا سمينا وأعقله عقالا شديدا وخذ السيف فاضرب السنام ضربة تقشر عنه الجلدة واجلس عليه بحرارته، فقال عمر : فقال الرجل : فأتيت بلدي فاشتريت جزورا فعقلته عقالا شديدا وأخذت السيف فضربت به السنام ضربة وقشرت عنه الجلد وجلست عليه بحرارته فسقط مني على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ وسكن ما بي[587].

  • عن الحسن عليه السلام قال : إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب، عليهما سور من حديد وعلى كل واحد منهما ألف ألف مصراع وفيها سبعون ألف ألف لغة، يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبها وأنا أعرف جميع اللغات وما فيهما وما بينهما، وما عليهما حجة غيري وغير الحسين أخي[588].

  • عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : الفيل مسخ كان ملكا زناء، والذئب مسخ كان أعرابيا ديوثا، والأرنب مسخ كانت امرأة تخون زوجها ولا تغتسل من حيضها، والوطواط مسخ كان يسرق تمور الناس، والقردة والخنازير قوم من بني إسرائيل اعتدوا في السبت، والجريث والضب فرقة من بني إسرائيل لم يؤمنوا حيث نزلت المائدة على عيسى ابن مريم عليه السلام فتاهوا فوقعت فرقة في البحر وفرقة في البر، والفارة فهي الفويسقة، والعقرب كان نماما، والدب والزنبور كانت لحاما يسرق في الميزان[589].

  • عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال : سمعته يقول : وذكر مصر فقال : قال النبي صلى الله عليه وآله : لا تأكلوا في فخارها ولا تغسلوا رؤوسكم بطينها فإنه يذهب بالغيرة ويورث الدياثة[590].

  • عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه وآله فقال له : يا محمد إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة، تقتله أمتك من بعدك، فقال : يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود يولد من فاطمة، تقتله أمتي من بعدي، فعرج ثم هبط عليه السلام فقال له مثل ذلك، فقال : يا جبرئيل وعلى ربي السلام لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي، فعرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء ثم هبط فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية، فقال : قد رضيت ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرني بمولود يولد لك، تقتله أمتي من بعدي فأرسلت إليه لا حاجة لي في مولود مني، تقتله أمتك من بعدك، فأرسل إليها أن الله قد جعل في ذريته الإمامة والولاية والوصية فأرسلت إليه إن قد رضيت، ف‍ " حملته كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي " فلولا أنه قال : أصلح لي في ذريتي لكانت ذريته كلهم أئمة. ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى، كان يؤتى به النبي فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيها اليومين والثلاث، فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله ودمه[591].

  • عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث أياما ليس له لبن، فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه، فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها[592].

  • عن يونس بن أبي وهب القصري قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبد الله عليه السلام فقلت : جعلت فداك أتيتك ولم أزر أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال : بئس ما صنعت لولا أنك من شيعتنا ما نظرت إليك ألا تزور من يزوره الله مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون؟[593].

  • عن محمد بن سليمان، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال : لا، اقرؤوا كما تعلمتم فسيجيئكم من يعلمكم – أي المهدي - [594].

  • عن سالم بن سلمة قال : قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال أبو عبد الله عليه السلام : كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم فإذا قام القائم عليه السلام قرأ كتاب الله عز وجل على حده وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام وقال : أخرجه علي عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم : هذا كتاب الله عز وجل كما أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآله وقد جمعته من اللوحين فقالوا : هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال أما والله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا، إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرؤوه[595].

  • عن جابر قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام والأئمة من بعده عليهم السلام[596].

  • عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : " ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده فقد فاز فوزا عظيما " هكذا نزلت[597].

  • عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن القرآن الذي جاء به جبرئيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية[598].

  • عن أبي عبد الله : (أن الحوت الذي يحمل الأرض أسر في نفسه أنه إنما يحمل الأرض بقوته، فأرسل الله إليه حوتاً أصغر من شبر وأكبر من فتر فدخلت هذه الحوت – أي السمكة الصغيرة – في خياشيمه فصعق فمكث بذلك – أي الحوت الكبير الذي يحمل الأرض – أربعين يوماً ثم إن الله عز وجل رأف به ورحمه وأخرج ذلك الحوت الصغير، فإذا أراد الله عز وجل بأرض زلزلة بعث ذلك الحوت الصغير إلى الحوت الكبير الذي يحمل الأرض، فإذا رآه أضطرب فتزلزلت الأرض).[599]

  • عن أبي جعفر محمد الباقر أنه قال : (والله يا أبا حمزة إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا) [600]

  • روى الكليني عن عمر بن يزيد قال : كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام و عنده رجلٌ فقال له جعلت فداك إنّي أحبّ الصّبيان فقال له أبو عبد اللّه عليه السلام فتصنع ما ذا قال أحملهم على ظهري فوضع أبو عبد اللّه عليه السلام يده على جبهته و ولّى وجهه عنه فبكى الرّجل فنظر إليه أبو عبد اللّه عليه السلام كأنّه رحمه فقال إذا أتيت بلدك فاشتر جزوراً سميناً و اعقله عقالًا شديداً و خذ السّيف فاضرب السّنام ضربةً تقشر عنه الجلدة و اجلس عليه بحرارته. فقال عمر فقال الرّجل فأتيت بلدي فاشتريت جزوراً فعقلته عقالًا شديداً و أخذت السّيف فضربت به السّنام ضربةً و قشرت عنه الجلد و جلست عليه بحرارته فسقط منّي على ظهر البعير شبه الوزغ أصغر من الوزغ و سكن ما بي [601].

  • عن أبي الرّبيع الشّاميّ قال سألت أبا عبد اللّه عليه السلام فقلت : إنّ عندنا قوماً من الأكراد و إنّهم لا يزالون يجيئون بالبيع فنخالطهم و نبايعهم فقال : (يا أبا الرّبيع لا تخالطوهم فإنّ الأكراد حيٌّ من أحياء الجنّ كشف اللّه عنهم الغطاء فلا تخالطوهم) [602].

  • عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال المرأة الجميلة تقطع البلغم و المرأة السّوداء تهيّج المرّة السّوداء [603].

  • عن محمّد بن مسلمٍ عن أبي جعفرٍ عليه السلام قال كنت عنده يوماً إذ وقع زوج ورشان على الحائط و هدلا هديلهما فردّ أبو جعفرٍ عليه السلام عليهما كلامهما ساعةً ثمّ نهضا فلمّا طارا على الحائط هدل الذّكر على الأنثى ساعةً ثمّ نهضا فقلت جعلت فداك ما هذا الطّير قال يا ابن مسلمٍ كلّ شي‏ءٍ خلقه اللّه من طيرٍ أو بهيمةٍ أو شي‏ءٍ فيه روحٌ فهو أسمع لنا و أطوع من ابن آدم إنّ هذا الورشان ظنّ بامرأته فحلفت له ما فعلت فقالت ترضى بمحمّد بن عليٍّ فرضيا بي فأخبرته أنّه لها ظالمٌ فصدّقها [604].

  • عن موسى الكاظم قال : (الناس ثلاثة عربي ومولى وعلج فنحن العرب وشيعتنا الموالي ومن لم يكن على مثل ما نحن عليه فهو علج، فقال له رجل من قريش : تقول هذا يا أبا الحسن فأين أفخاذ قريش والعرب؟، قال أبو الحسن : هو ما قلت لك) [605].

  • وعن سدير الصيرفي أن أبا عبد الله قال له : (و اللّه يا سدير لو كان لي شيعةٌ بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود و نزلنا و صلّينا فلمّا فرغنا من الصّلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر) [606].

  • قال علي لسلمان الفارسي رضي الله عنهما : يا سلمان هل تدري أول من بايع أبا بكر على منبر سول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟، قلت : لا أدري، إلا إني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم، قال : لست أسألك عن هذا، ولكن أتدري أول من بايعه حين صعد على منبر سول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قلت : لا، ولكني رأيت شيخا كبيراً متوكئا على عصاه بين عينيه سجادة شديد التشمير صعد إليه أول من صعد وهو يبكي و يقول : الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان أبسط يدك، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد، فقال علي عليه السلام : هل تدري من هو؟، قلت : لا، ولقد ساءتني مقالته كأنه شامت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) [607]. يعني أنه إبليس.

  • عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله (لا تغسلوا رءوسكم بطين مصر فإنّه يذهب بالغيرة و يورث الدّياثة) [608].

  • عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : (الدّيك الأبيض صديقي و صديق كلّ مؤمنٍ) [609].

  • عن الرّضا عليه السلام قال : (ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغير شيعتنا) [610].

  • عن يونس القصريّ قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبد اللّه عليه السلام فقلت : جعلت فداك أتيتك و لم أزر أمير المؤمنين عليه السلام قال : (بئس ما صنعت لو لا أنّك من شيعتنا ما نظرت إليك أ لا تزور من يزوره اللّه مع الملائكة و يزوره الأنبياء و يزوره المؤمنون) [611].

  • عن خالد القلانسي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ألقى الذمي فيصافحني ماذا أصنع قال : امسحها بالتراب وبالحائط قلت فالناصب قال : أغسلها.

  • وعن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه كره سؤر ولد الزّنا و سؤر اليهوديّ و النّصرانيّ و المشرك و كلّ ما خالف الإسلام و كان أشدّ ذلك عنده سؤر النّاصب [612].

  • وعن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : (لا تغتسل من البئر الّتي تجتمع فيها غسالة الحمّام فإنّ فيها غسالة ولد الزّنا و هو لا يطهر إلى سبعة آباءٍ و فيها غسالة النّاصب و هو شرّهما إنّ اللّه لم يخلق خلقاً شرّاً من الكلب و إنّ النّاصب أهون على اللّه من الكلب..) [613].

  • عن عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : (لله قباب كثيرة ألا إن خلف مغربكم هذا تسعة وثلاثون مغرباً أرضا بيضاء مملوءة خلقاً يستضيئون بنوره لم يعصوا الله طرفة عين ما يدرون خلق آدم أو لم يخلق يبرءون من فلان وفلان) [614]. يعنون أبا بكر وعمر.

  • "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها" قال أبو عبد الله " نحن واللهِ الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا.. بنا أثمرت الأشجار وجرت الأنهار، وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض، وبعبادتنا عُبِدَ الله، ولولا نحن ما عُبِد".[615]

  • عن أبي جعفر عليه السلام قال : للامام عشر علامات : يولد مطهرا ، مختونا ، وإذا وقع على الأرض وقع على راحته رافعا صوته بالشهادتين ، ولا يجنب ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، ولا يتثاءب ولا يتمطى ، ويرى من خلفه كما يرى من أمامه ، ونجوه كرائحة المسك والأرض موكلة بستره وابتلاعه ، وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله كانت عليه وفقا وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا ، وهو محدث إلى أن تنقضي أيامه.[616]

  • عن أبي عبد الله عليه السلام : قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي عليه السلام : إذا أنا مت فاستق ست قرب من ماء بئر غرس فغسلني وكفني وحنطني ، فإذا فرغت من غسلي وكفني فخذ بجوامع كفني وأجلسني ثم سلني عما شئت ، فوالله لا تسألني عن شئ إلا أجبتك فيه، وفي رواية : لما حضر رسول الله صلى الله عليه وآله الموت دخل عليه علي عليه السلام فأدخل رأسه ثم قال :

يا علي إذا أنا مت فغسلني وكفني ثم أقعدني وسلني واكتب.[617]

  •  عن علي بن جعفر قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : بينا رسول الله صلى الله عليه وآله جالس إذ دخل عليه ملك له أربعة وعشرون وجها فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله حبيبي جبرئيل لم أرك في مثل هذه الصورة ، قال الملك : لست بجبرئيل يا محمد بعثني الله عز وجل أن أزوج النور من النور ، قال : من ممن ؟ قال : فاطمة من علي ، قال : فلما ولى الملك إذا بين كتفيه محمد رسول الله ، علي وصيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : منذ كم كتب هذا بين كتفيك ؟ فقال : من قبل أن يخلق الله آدم باثنين وعشرين ألف عام.[618]

  • عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من عطس ثم وضع يده على قصبة أنفه ثم قال : " الحمد لله رب العالمين [ الحمد لله ] حمدا كثيرا كما هو أهله وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم " خرج من منخره الأيسر طائر أصغر من الجراد وأكبر من الذباب حتى يسير تحت العرض يستغفر الله له إلى يوم القيامة.[619]

  • عن أبي عبد الله عليه السلام قال : النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل نظرك إلى عورة الحمار.[620]

  • عن يعقوب بن سالم رفعه قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام : لا تعلموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرؤوهن إياها فإن فيها الفتن وعلموهن سورة النور فإن فيها المواعظ.[621]

  • عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : إذا زوج الرجل عبده أمته ثم اشتهاها ، قال له : اعتزلها فإذا طمثت وطئها ثم يردها عليه إذا شاء.[622]

 
 
من أبواب الكافي :

  • باب عرض الأعمال على النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام.

  • باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم.

  • باب أن الأئمة  السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عزوجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها.

  • باب أنه لم يجمع القرآن كله إلا الأئمة عليهم السلام وأنهم يعلمون علمه كله.

  • باب ما أعطي الأئمة عليهم السلام من اسم الله الأعظم.

  • باب ما عند الأئمة من آيات الأنبياء عليهم السلام.

  • باب فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة عليها السلام.

  • باب في أن الأئمة عليهم السلام يزدادون في ليلة الجمعة.

  • باب لولا أن الأئمة عليهم السلام يزدادون لنفد ما عندهم.

  • باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل.

  • باب أن الأئمة عليهم السلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا.

  • باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيارٍ منهم.

  • باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم الشي‏ء.

  • باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه كان شريكه في العلم.

  • باب أن الأئمة عليهم السلام لوستر عليهم لأخبروا كل امرئٍ بما له وعليه.

  • باب التفويض إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وإلى الأئمة عليهم السلام في أمر الدين.


 
فهرس الكتاب
 
ترجمة المؤلف
من أساتذته
من تلامذته
من أقوال علماء الشيعة فيه
من أقوال علماء أهل السنه فيه
مؤلفاته
وفاته
الكلام في ذكر ابن الأثير للكليني من مجددي القرن الثالث الهجري
الكلام في ذكر الذهبي له في سير أعلام النبلاء
الكلام في كتاب الكافي (أقسامه، شروحه، حواشيه، ترجمته، اختصاراته، تحقيقاته، فهارسه، نسخه الخطية، مراجع تصحيحه، طبعاته
منزلة الكافي عند الشيعة
وقفات مع كتاب الكافي
من هو راوي كتاب الكافي؟
هل كتاب الروضة للكليني؟
عدد كتب الكافي
عدد روايات الكافي ومراتبها
عدّة الكليني
هل ذكرت بعض روايات الكافي في غير أبوابها المناسبة؟
هل جميع روايات الكافي صحيحة عند الشيعة؟
هل عرض الكافي على مهدي الشيعة؟
من روى عن كتاب “الكافي" قبل القرن الثامن الهجري؟
القول أن "الكافي" لم يكن معروفاً عند العلامة الحلي، ولذلك لم ينقل شيئاً منه في كتبه!
نماذج من اقوال علماء الشيعة في القديم والحديث
المجلسي يقول بصحة جميع روايات الكافي
رواية الكليني عن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين من أهل السنة
بعض روايات الكافي التي توافق الكتاب والسنة ولها نظائر في مصادر أهل السنة
بعض ما جاء في الكافي مما انفردت به الإمامية من عقائد والرد عليها
القرآن لا يكون حجة إلا بقيم وأن عليا عليه السلام كان قيم القرآن
اعتقادهم في تأويل القرآن
قولهم بأن جل القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم
تحريف القرآن
اعتقادهم في السنة
عقيدتهم في توحيد الألوهية
الإمامة
الصحابة رضوان الله عليهم
تكفيرهم خلفاء المسلمين وحكوماتهم
الحكم على الأمصار الإسلامية بأنها دار كفر
قضاة المسلمين
أئمة المسلمين وعلماؤهم
الفرق الإسلامية
عصمة الإمام
التقية
البداء
الطينة
بعض تناقضات مرويات كتاب الكافي
بعض تناقضات مرويات الكافي مع روايات كتب غيره من علماء الشيعة
جولة في كتاب الكافي


[1] فهرست اسماء مصنفي الشيعة (رجال النجاشي)، للنجاشي، 377

[2] رجال الطوسي، للطوسي، 440

[3] الفهرست، للطوسي، 210

[4] فرج المهموم، لرضي الدين بن طاووس، 85

[5] وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، لحسين بن عبد الصمد العاملي، 85

[6] مرآة العقول، للمجلسي، 1 /3

[7] رياض العلماء، لعبدالله لأصفهاني، 224

[8] الفوائد الرجالية، لمهدي بحر العلوم، 3 /325

[9] كشف الحجب والأستار، لإعجاز حسين النيسابوري الكنتوري، 418

[10] روضات الجنات، لمحمد باقر الخونساري، 552

[11] الكنى والألقاب، لعباس القمي، 3 /120

[12] الإكمال، للحافظ ابن ماكولا، 7 / 186

[13] تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر، 56 /297

[14] جامع الأصول في أحاديث الرسول، لمجد الدين أبو السعادات الجزري ابن الأثير، 13 /895 الترجمة رقم [2543]

[15] الكامل في التاريخ، لعز الدين أبي الحسن ابن الأثير8 /364

[16] تاريخ الإسلام، للذهبي، 24 /250

[17] سير أعلام النبلاء، للذهبي، 15 /280

[18] الوافي بالوفيات، للصفدي، 5 /147

[19] لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني، 5 /433

[20] تاج العروس، لمحب الدين الزبيدي، 14 /356، 18 /482

[21] جامع الأصول في أحاديث الرسول، لمجد الدين أبي السعادات ابن الأثير الجزري، 11 /320

[22] عون المعبود شرح سنن أبي داود، لأبي الطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي، 11 /264

[23] وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لابن خلكان، 4 /141

[24] سير أعلام النبلاء، للذهبي، 14 /59

[25] أنظر الكافي، للكليني، مقدمة المحقق، 44

[26] الفهرس الشامل للتراث العربي الإسلامي المخطوط، قسم الحديث الشريف وعلومه ورجاله، 2 /1261

[27] والكلام في نسخ الكافي وطرقه طويل، وهناك بحث رائع بعنوان "النقد الوافي لطرق ونسخ كتاب الكافي" لأبي حسان، حافظ أسدرم حفظه الله. أسأل الله عزوجل أن يرى النور.

[28] نقلاً عن : الكليني والكافي، للكليني، المؤلف : الشيخ عبد الرسول الغفار.

[29] تصحيح اعتقادات الإمامية، للمفيد، 70

[30] بحار الأنوار، للمجلسي، 104 /190

[31] بحار الأنوار، للمجلسي، 105 /75

[32] بحار الأنوار، للمجلسي، 105 /113

[33] الفوائد المدنية والشواهد المكية، لمحمد أمين الإسترآبادي، 520

[34] بحار الأنوار، للمجلسي، 107 /70

[35] كشف الحجب والأستار، لإعجاز حسين، 419

[36] الوافي، للفيض الكاشاني، 1 /5

[37] الذريعة، لآقا بزرك الطهراني، 17 /245

[38] مرآة العقول، للمجلسي، 1 /3

[39] الفوائد الرجالية، لمهدي بحر العلوم، 3 /330

[40] خاتمة المستدرك، للنوري الطبرسي، 3 /463

[41] نهاية الدراية، لحسن الصدر، 539

[42] معجم رجال الحديث، للخوئي، 1 /81

[43] الكنى والألقاب، لعباس القمي، 3 /120

[44] المراجعات، لعبدالحسين شرف الدين الموسوي، 419 (المراجعة رقم 110)

[45] مستمسك العروة الوثقى، لمحسن الحكيم، 5، فهرست رموز الكتاب لكتاب الكافي

[46] الكافي، للكليني، 1 /26 (مقدمة المحقق)

[47] مرآة العقول، للمجلسي، 1 /25

[48] رياض العلماء، لعبدالله الأفندي، 2 /261، خاتمة المستدرك، للنوري الطبرسي، 3 /536

[49] الكافي، للكليني، 7 /464

[50] رجال النجاشي، 377

[51] الفهرست، للطوسي، 210. للمزيد أنظر : الكليني والكافي، لعبد الرسول الغفار، 408. ويوجد رد على القزويني والشهيد في فهرس مكتبة جامعة طهران 3 / 1459 1483.

[52] الفهرست الشيخ الطوسي 210

[53] معالم العلماء، لابن شهر آشوب، 134

[54] أنظر : أجوبة المسائل المهنائية العلامة الحلي 116، رسائل الشهيد الثاني (ط.ج) الشهيد الثاني، 2 /1127، روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه محمد تقي المجلسي (الأول)، 1 /24، بحار الأنوار العلامة المجلسي، 104 /146، 105 /26، 159، 107 /90، الكليني والكافي الشيخ عبد الرسول الغفار 403(ه‍)، تفسير المحيط الأعظم والبحر الخظم في تأويل كتاب الله العزيز المحكم السيد حيدر الآملي، 1 /533، الفوائد الرجالية السيد مهدى بحر العلوم، 3 /332، حقائق الإيمان الشهيد الثاني 255

[55] الفوائد الرجالية، لمهدي بحر العلوم، 3 /332

[56] الكليني والكافي، لعبد الرسول الغفار، 403 (الحاشية)

[57] تنزيه الشيعة الإثني عشرية عن الشبهات الواهية، لإبي طالب التجليل التبريزي، 1 /211

[58] سلامة القرآن من التحريف، لفتح الله المحمدي (نجارزادگان)، 595

[59] كشف الحقائق، لعلي آل محسن، 23

[60] لؤلؤة البحرين، ليوسف البحراني، 395

[61] الفوائد الرجالية، لمهدى بحر العلوم، 3 /331

[62] المراجعات، لعبدالحسين شرف الدين الموسوي، 419 (المراجعة رقم 110)

[63] موسوعة طبقات الفقهاء (المقدمة)، لجعفر السبحاني، 1 /360

[64] الكليني والكافي، لعبد الرسول الغفار، 402

[65] معالم المدرستين، لمرتضى العسكري، 3 /282

[66] الكليني والكافي، لعبد الرسول الغفار، 397

[67] راجع : الشيخ الكليني البغدادي وكتابه الكافي "الفروع" لثامر هاشم حبيب، 348

[68] الكافي، للكليني، 1 /565

[69] الكافي، للكليني، 1 /562

[70] كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء، لجعفر كاشف الغطاء، 1 /220

[71] شرح أصول الكافي، للكليني، لمحمد صالح المازندراني، 1 /10

[72] الموضوعات في الآثار والأخبار، لهاشم معروف الحسين، 253

[73] معالم المدرستين، لمرتضى العسكري، 3 /261

[74] أنظرمثلاً : نهاية الدراية، لحسن الصدر 540، أهمية الحديث عند الشيعة، لقا مجتبي العراقى 8، رسائل في دراية الحديث، لأبي الفضل حافظيان البابلي، 2 /466، منتهى المقال في احوال الرجال، لمحمد بن إسماعيل المازندراني، 6 /237، طرائف المقال، لعلي البروجردي، 2 /523، رجال الخاقاني، لعلي الخاقاني 17، عصر الشيعة، لعلي الكوراني العاملي 132، مستدرك سفينة البحار، لعلي النمازي الشاهرودي، 9 /182، الكليني والكافي، لعبد الرسول الغفار 392، دراسات في الحديث والمحدثين، لهاشم معروف الحسني 127، بحوث في مباني علم الرجال، محاضرات محمد السند، لمحمد صالح التبريزي، كاف لشيعتنا صفحة 44، فهرس التراث، لمحمد حسين الحسيني الجلالي، 1 /373

[75] معالم المدرستين، لمرتضى العسكري، 3 /283

[76] خاتمة المستدرك ميرزا حسين النوري الطبرسي، 3 /470

[77] الكليني والكافي الشيخ عبد الرسول الغفار 397

[78] معاني الأخبار، للصدوق 28

[79] البرهان في وجوه البيان، لابن وهب الكاتب، 325

[80] كامل الزيارات، لجعفر بن محمد بن قولويه، ٥٥

[81] رسالة في آل أعين، لأبي غالب الزراري، ٧٧

[82] مشيخة الفقيه، للصدوق /١٢٢، من لا يحضره الفقيه، للصدوق، 4 /393

[83] تصحيح اعتقادات الإمامية، للمفيد، ٧٠

[84] تحريم ذبائح أهل الكتاب، للمفيد، ٢٧

[85] رسائل الشريف المرتضى، 1 / 408

[86] الاستبصار، للطوسي، 4 / 305

[87] فقه القرآن، للراوندي، 2 / 286

[88] المعتبر، للمحقق الحلي، 1 / 33

[89] خلاصة الأقوال، للعلامة الحلي، ٢٤٥

[90] خلاصة الأقوال، للعلامة الحلي، ٤٣٥

[91] مختلف الشيعة، للعلامة الحلي، 2 /355

[92] مختلف الشيعة، للعلامة الحلي، 3 /107

[93] منتهى المطلب، للعلامة الحلي، ٥ /١٩٩

[94] من لا يحضره الفقيه، للصدوق، 4 /203

[95] من لا يحضره الفقيه، للصدوق، 4 /222

[96] الكافي، للكليني، ٧ /٦٩ (الحاشية)

[97] مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، للمجلسي، 1 /22

[98] الكافي، للكليني، 6 /170

[99] الكافي، للكليني، 6 /243

[100] الكافي، للكليني، 3 /233

[101] الكافي، للكليني، 7 /113

[102] الكافي، للكليني، 6 /136

[103] الكافي، للكليني، 5 /421

[104] الكافي، للكليني، 5 /35

[105] الكافي، للكليني، 5 /562

[106] الكافي، للكليني، 2 /130

[107] الكافي، للكليني، 2 /148، 2 /320

[108] الكافي، للكليني، 2 /307

[109] الكافي، للكليني، 2 /343

[110] الكافي، للكليني، 2 /602

[111] الكافي، للكليني، 2 /16

[112] الكافي، للكليني، 2 /519

[113] الكافي، للكليني، 6 /23

[114] الكافي، للكليني، ١ /٣٠

[115] سنن ابن ماجة، ١ /٨١

[116] الكافي، للكليني، ١ /٣٤

[117] سنن أبي داود، ٢ /١٧٥

[118] الكافي، للكليني، ١ /٤٦

[119] سنن الدارمي، ١، عبد الله بن الرحمن الدارمي /٩٦

[120] الكافي، للكليني، ١ /٥٦

[121] السنن الكبرى، للنسائي، ١ /٥٥٠

[122] الكافي، للكليني، ١ /٦٩

[123] صحيح البخاري، ١ص ١٩

[124] الكافي : الكافي، للكليني، ١ /٣٢

[125] سنن ابن ماجة، ١ /٢١

[126] الكافي، للكليني، ٢ /٤٩٧

[127] سنن الترمذي، ٥ /١٢٩

[128] الكافي، للكليني، ٢ /٥١٠

[129] الأدب المفردص ١٨

[130] الكافي، للكليني، ٢ /٥٧٧

[131] سنن الترمذي، ٥ /٢٢٣

[132] الكافي، للكليني، ٢ /٥١٠

[133] سنن الترمذي، ٣ /٢٣٧

[134] الكافي، للكليني، ٢ /٦٠١

[135] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ٤ /١٠٧

[136] الكافي، للكليني، ٢ /٦٠٦

[137] طبقات المحدثين بأصبهان، ٣، عبد الله بن حبان (أبي الشيخ الأصبهاني) /٥٩٥

[138] الكافي، للكليني، ٢ /٦١٢

[139] الكامل، ٢، عبد الله بن عدي الجرجاني /٣٨٧

[140] الكافي، للكليني، ٢ /٦٢١

[141] سنن الدارمي، ٢، عبد الله بن الرحمن الدارمي /٤٤٨

[142] الكافي، للكليني، ٢ /٣٧٥

[143] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ٢ /٣٠٣

[144] الكافي، للكليني، ٢ /٦٤٤

[145] سنن أبي داود، ٢ /٥١٨

[146] الكافي، للكليني، ٢ /٦٥٩

[147] المصنف، لابن أبي شيبة، ٦ /١٢٠

[148] الكافي، للكليني، ٢ /٦٦٠

[149] سنن أبي داود، ٢ /٤٤٩

[150] الكافي، للكليني، ٢ /٦٦٧

[151] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ٦ /١٥٩

[152] الكافي، للكليني، ٢ /٦٦٩

[153] الأدب المفردص ٣٦

[154] الكافي، للكليني، ٣ /٢٣

[155] سنن ابن ماجة، ١ /١٠٦

[156] الكافي، للكليني، ٣ /٦٩

[157] المدونة الكبرى، ١ /٦٣

[158] الكافي، للكليني، ٥ /٥٠٧

[159] المصنف، لابن أبي شيبة، ١ /٤٤٥

[160] الكافي، للكليني، ٣ /١٢١

[161] سنن ابن ماجة، ١ /٤٦٤

[162] الكافي، للكليني، ٣ /١٤٨

[163] المعجم الأوسط، للطبراني، ٤ /٧

[164] الكافي، للكليني، ٢ /٤٤٠

[165] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ٢ /٢٠٦

[166] الكافي، للكليني، ٣ /١٧٦

[167] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ٣ /٣

[168] الكافي، للكليني، ٣ /٢٠٥

[169] سنن ابن ماجة، ١ /٥١١

[170] الكافي، للكليني، ٣ /٢١٨

[171] سنن الترمذي، ٢ /٢٤٣

[172] الكافي، للكليني، ٣ /٢٦٢

[173] المصنف، لابن أبي شيبة، ٣ /٢٦٦

[174] الكافي، للكليني، ٣ /٢٥٧

[175] سنن ابن ماجة، ٢ /١٤٢٣

[176] الكافي، للكليني، ٣ /٢٥٣

[177] المصنف، لعبد الرزاق الصنعاني، ٣ /٤٤٣

[178] الكافي، للكليني، ٣ /٢٨١

[179] صحيح ابن حبان، ٤ /٤٠٦

[180] الكافي، للكليني، ٣ /٣٥٤

[181] سنن أبي داود، ١ /٢٣١

[182] الكافي، للكليني، ٣ /٣٩٣

[183] صحيح البخاري، ٤ /٨٢

[184] الكافي، للكليني، ٣ /٤١٤

[185] المصنف، لابن أبي شيبة، ٢ /٥٨

[186] الكافي، للكليني، ٤ /٢

[187] سنن الترمذي، ٢ /٨٦

[188] الكافي، للكليني، ٤ /٤

[189] التاريخ الكبير، للبخاري، ١ /١٠٥

[190] الكافي، للكليني، ٤ /٢٠

[191] سنن أبي داود، ١ /٣٧٢

[192] الكافي، للكليني، ٤ /٢٦

[193] الأدب المفرد، للبخاري، ٥٧

[194] الكافي، للكليني، ٤ /٣٣

[195] السنن الكبرى، للنسائي، ٦، أحمد بن الحسين البيهقي، ١٨٢

[196] الكافي، للكليني، ٤ /٢٦

[197] السنن الكبرى، للنسائي، ٢ /٣٣

[198] الكافي، للكليني، ٤ /٥٠

[199] مسند ابن راهويه، ١ /١٨٤

[200] الكافي، للكليني، ٤ /٥٨

[201] موطأ الإمام مالك، ٥ /١٤٥٧

[202] الكافي، للكليني، ٤ /٨٦

[203] سنن الترمذي، ٢ /١٤٢

[204] الكافي، للكليني، ٤ /٦٣

[205] صحيح البخاري، ٨ /١٩٧

[206] الكافي، للكليني، ٤ /٢٥٣

[207] المصنف، لعبد الرزاق الصنعاني، ٥ /٤

[208] الكافي، للكليني، ٤ /٢٥٣

[209] صحيح البخاري، ٢ /١٤٠

[210] الكافي، للكليني، ٤ /٦٧

[211] صحيح مسلم، ٣ /١٢١

[212] الكافي، للكليني، ٤ /٦٥

[213] السنن الكبرى، للنسائي، ٢ /٩٠

[214] الكافي، للكليني، ٤ /٦٣

[215] سنن ابن ماجة، ٣ /٢٢٢

[216] الكافي، للكليني، ٢ /٩٤

[217] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ٢ /٢٨٩

[218] الكافي، للكليني، ٤ /٧٦

[219] الموطأ، للإمام مالك، ١ /٢٨٦

[220] الكافي، للكليني، ٤ /١١٣

[221] سنن الترمذي، ٢ /١٤٧

[222] الكافي، للكليني، ٤ /١٥٣

[223] مسند أبي داود الطيالسي، ١٦٣

[224] الكافي، للكليني، ٤ /٢٥٥

[225] السنن الكبرى، للنسائي، ٢ /٣٢٢

[226] الكافي، للكليني، ٤ /٢٥٩

[227] المصنف، لابن أبي شيبة، ٤ /١٩١

[228] الكافي، للكليني، ٤ /٥٥٤

[229] صحيح البخاري، ٢ /٥٧

[230] الكافي، للكليني، ٤ /٥٦٥

[231] السنن الكبرى، للنسائي، ٢ /٤٨٦

[232] الكافي، للكليني، ٤ /٤٩١

[233] سنن الترمذي، ٣ /٢٧

[234] الكافي، للكليني، ٥ /٩

[235] المصنف، لابن أبي شيبة، ٣ /٣

[236] الكافي، للكليني، ٥ /٤٨

[237] التاريخ الكبير، للبخاري، ٢ /٢٢٤

[238] الكافي، للكليني، ٥ /٥٢

[239] السنن الكبرى، للنسائي، ٢ /٣١٠

[240] الكافي، للكليني، ٥ /٣٢١

[241] الطبقات الكبرى، لابن سعد، ١ /٣٩٨

[242] الكافي، للكليني، ٥ /٣٢٢

[243] صحيح البخاري، ١ /٧٨

[244] الكافي، للكليني، ٥ /٣٤٧

[245] سنن ابن ماجة، ١ /٦٣٢

[246] الكافي، للكليني، ٥ /٥٥٢

[247] سنن الترمذي، ٤ /١٩٤

[248] الكافي، للكليني، ٥ /٥٥٩

[249] السنن الكبرى، للنسائي، ٥ /٤٢٤

[250] الكافي، للكليني، ٥ /٤٣٧

[251] صحيح البخاري، ٣ /١٤٩

[252] الكافي، للكليني، ٥ /١٢٣

[253] صحيح البخاري، ٣ /١٠٧

[254] الكافي، للكليني، ٦ /٦

[255] المصنف، لابن أبي شيبة، ٦ /١٠٣

[256] الكافي، للكليني، ٦ /١٧٩

[257] المصنف، لابن أبي شيبة، ٤ /١٤

[258] الكافي، للكليني، ٦ /٢٤٥

[259] التاريخ الكبير، للبخاري، ٨ /١٦٦

[260] الكافي، للكليني، ٦ /٣٩٢

[261] السنن الكبرى، للنسائي، ٣ /٢١١

[262] الكافي، للكليني، ٦ /٤٠١

[263] المصنف، لعبد الرزاق الصنعاني، ٩ /٢٣٥

[264] الكافي، للكليني، ٦ /٤٠٢

[265] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ٥ /٢٣٨

[266] الكافي، للكليني، ٦ /٤٠٤

[267] سنن ابن ماجة، ٢ /١١٢٠

[268] الكافي، للكليني، ٦ /٤٠٨

[269] صحيح مسلم، ٦ /١٠٠

[270] الكافي، للكليني، ٦ /٣٢٩

[271] السنن الكبرى، للنسائي، ٤ /١٦٠

[272] الكافي، للكليني، ٦ /٤٦٨

[273] السنن الكبرى، للنسائي، ٥ /٤٤٥

[274] الكافي، للكليني، ٦ /٤٧٩

[275] المصنف، لابن أبي شيبة، ٦ /١١٩

[276] الكافي، للكليني، ٦ /٤٨٧

[277] موطأ الإمام مالك، ٥ /١٣٤٩

[278] الكافي، للكليني، ٦ /٥١٢

[279] المصنف، لعبد الرزاق الصنعاني، ٤ /٣٢١

[280] الكافي، للكليني، ٦ /٥٢٦

[281] الكافي، للكليني، ٦ /٥٣٦

[282] الأدب المفرد، للبخاري، ٣٦

[283] الكافي، للكليني، ٦ /٥٤٢

[284] السنن الكبرى، للنسائي، ٦ /١٣٠

[285] الكافي، للكليني، ٦ /٥٤١

[286] السنن الكبرى، للنسائي، ٥ /٤٤١

[287] الكافي، للكليني، ٨ /٨١

[288] المصنف، لعبد الرزاق الصنعاني، ١١ /١١٦

[289] الكافي، للكليني، ٢ /١٤٠

[290] الزهد، لإبن حنبل، ١٩

[291] الكافي، للكليني، ٧ /٣٦١

[292] سنن الترمذي، ٢ /٣٩٩

[293] الكافي، للكليني، ٣ /٢٠٢

[294] السنن الكبرى، للنسائي، ١ /٦٥٢

[295] الكافي، للكليني، ٣ /٢٠٠

[296] المسند، الإمام الشافعي، ٣٦٠

[297] الكافي، للكليني، ٣ /٢٢٩

[298] صحيح مسلم، ٣ /٦٤

[299] الكافي، للكليني، ٦ /٣٨٦

[300] المعجم الأوسط، للطبراني، ٤ /١٧٩

[301] الكافي، للكليني، ٤ /٢٢٦

[302] صحيح البخاري، ٥ /٩٨

[303] الكافي، للكليني، ٤ /٥٢٦

[304] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ٣ /٣٤٣

[305] الكافي، للكليني، ٦ /٣٤٩

[306] صحيح البخاري، ٦ /٢١٢

[307] الكافي، للكليني، ٣ /٣٧١

[308] صحيح البخاري، ١ /١٥٨

[309] الكافي، للكليني، ٢ /٤٧٨

[310] صحيح مسلم، ٢ /١٧٥

[311] الكافي، للكليني، ٣ /٤١٣

[312] صحيح مسلم، ٣ /٦

[313] الكافي، للكليني، ٣ /٤١٤

[314] المصنف، لابن أبي شيبة، ٢ /٥١

[315] الكافي، للكليني، ٥ /٥٢٦

[316] المصنف، لابن أبي شيبة، ٣ /٢٦٤

[317] الكافي، للكليني، ٢ /٢٥٢

[318] الطبقات الكبرى، لابن سعد، ٢ /٢٠٩

[319] الكافي، للكليني، ٢ /٥٨

[320] سنن الترمذي، ٣ /٣٠٦

[321] الكافي، للكليني، ٢ /٣٧٢

[322] الزهد، لابن حنبل، ١٣٦

[323] الكافي، للكليني، ٢ /٤٦٧

[324] المصنف، لابن أبي شيبة، ٧ /٢٣

[325] الكافي، للكليني، ٢ /٥٥٦

[326] التاريخ الكبير، للبخاري، ٤ /٣٢٩

[327] الكافي، للكليني، ٢ /٥٥٦

[328] السنن الكبرى، للنسائي، ١ /٣٨٦

[329] الكافي، للكليني، ٢ /٤٨٣

[330] الزهد، احمد بن حنبل، ١٦٠

[331] الكافي، للكليني، ٥ /٥٠٧

[332] السنن الكبرى، للنسائي، ٥ /٣٦٣

[333] الكافي، للكليني، ٢ /١٥٦

[334] صحيح البخاري، ٧ /٧٢

[335] الكافي، للكليني، ٢ /٦٦٧

[336] المصنف، لعبد الرزاق الصنعاني، ١١ /٧

[337] الكافي، للكليني، ٢ /٦٦٩

[338] مسند أبي يعلى، ١٠ /٣٨٥

[339] الكافي، للكليني، ٢ /٦٦٦

[340] المصنف، لابن أبي شيبة، ٦ /١٠٢

[341] الكافي، للكليني، ٢ /٦٦٨

[342] سنن أبي داود، ٢ /٥٠٩

[343] الكافي، للكليني، ٢ /٦٦٨

[344] مسند ابن المبارك، لعبد الله بن المبارك، ١٧٩

[345] الكافي، للكليني، ٢ /٦٤٦

[346] صحيح البخاري، ٧ /١٢٧

[347] الكافي، للكليني، ٢ /٣٦٠

[348] سنن أبي داود، ٢ /٤٥٧

[349] الكافي، للكليني، ٢ /٣٥٤

[350] المصنف، لعبد الرزاق الصنعاني، ١١ /١٧٦

[351] الكافي، للكليني، ١ /٤٠٤

[352] سنن أبي داود، ٢ /٤٢٦

[353] الكافي، للكليني، ٢ /٣٣٧

[354] سنن الترمذي، ٣ /٢٢٣

[355] الكافي، للكليني، ٢ /٦٦٠

[356] المصنف، لابن أبي شيبة، ٦ /١١٧

[357] الكافي، للكليني، ٦ /٤٩٣

[358] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ١ /٣٥٤

[359] الكافي، للكليني، ٦ /٣٦١

[360] الشمائل المحمدية /١٠٩

[361] الكافي، للكليني، ٣ /٣٥٧

[362] صحيح البخاري، ١ /١٧٥

[363] الكافي، للكليني، ٧ /٤١٤

[364] السنن الكبرى، للنسائي، ٣ /٤٨٢

[365] الكافي، للكليني، ٢ /١٠٨

[366] سنن أبي داود، ٢ /٣٦٩

[367] الكافي، للكليني، ١ /٤٠٦

[368] صحيح البخاري، ٣ /٨٥

[369] الكافي، للكليني، ٨ /١٣١

[370] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ٥ /٢٥٤

[371] الكافي، للكليني، ٢ /٢٣٥

[372] صحيح البخاري، ٧ /١٨٦

[373] الكافي، للكليني، ١ /١٦٨

[374] جميع ردود هذا الفصل منقول من كتاب "أصول مذهب الشيعة" للدكتور ناصر القفاري

[375] الكافي، للكليني، 1 /61

[376] الكافي، للكليني، 1 /250

[377] الكافي، للكافي، 1 /25

[378] انظر الكافي، للكليني، 1 /192، 210، 212، 213

[379] انظر : الخوئي / البيان : /263 وما بعدها، البروجردي / تفسير الصراط المستقيم : 2 /175 وما بعدها، المظفر / أصول الفقه : 3 /130، الحكيم / الأصول العامة للفقه المقارن : /102 105، الميثمي / قوامع الفضول : /298.].

[380] منهاج السنة، لشيخ الإسلام ابن تيمية، 4 /155

[381] انظر : تفسير الطبري، 1 /82

[382] الشيعة والرجعة، لمحمد رضا النجفي، 19

[383] الكافي، للكليني، 1 ص374

[384] الكافي، للكليني، 2 /627

[385] الكافي، للكليني، 2 /627

[386] الكافي، للكليني، ج2 /627

[387] انظر : الكافي، للكليني، 1 /1 /401 402

[388] أنظر هذه الروايات في الكافي، للكليني، الجزء الأول "باب فيه نكت ونتف في التنزيل في الولاية"، الجزء الثاني "باب "نوادر القرآن"

[389] الكافي، للكليني، 1 /53

[390]الكافي، للكليني، 1 /427 رقم (76)

[391] أنظر : أصول الكافي : 1 /421

[392]الكافي، للكليني، 1 /437 رقم (3).]

[393] أصول الكافي : 1 /418، 419

[394]الكافي، للكليني، 1 / 437.]

[395]الكافي، للكليني، 1 /227.]

[396] [أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الإسلام : 2 /18

[397] [أصول الكافي، كتاب الإيمان والكفر، باب دعائم الإسلام : 2 /18

[398] [الكليني / الكافي : 2 /244.]

[399] علّق هنا شيخهم المعاصر "علي أكبر الغفاري" فقال : "يعني أشار عليه السّلام بثلاث من أصابع يده. والمراد بالثّلاثة سلمان وأبو ذرّ والمقداد". (الكافي : 2 /244  الهامش)

[400] انظر في الكافي : باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية : 1 /412 436، وفيه (92) رواية.

[401] أصول الكافي : 1 /373، 374

[402] أصول الكافي : 1 /429

[403] فروع الكافي : 1 /95

[404] أصول الكافي : 2 /409

[405] أصول الكافي : 2 /410

[406] أصول الكافي : 1 /67

[407] أصول الكافي : 1 /392 393

[408] أصول الكافي : 2 /387، 409 ويعنون بالمرجئة أهل السنة، ولهذا تجد شيخهم المجلسي يشرح حديثهم الذي يقول : "اللهم العن المرجئة فهم أعداؤنا في الدنيا والآخرة" [فروع الكافي (مع شرحه مرآة العقول : 4 /371).]. ويرجح أن المراد بالإرجاء في هذا النص تأخير عليّ عن الدرجة الأولى إلى الدرجة الرابعة [مرآة العقول : 4 /371.]

[409] الكافي، 8 /235

[410] أصول الكافي : 1 /198

[411] أصول الكافي : 1 /197

[412] أصول الكافي : 1 /65

[413] أصول الكافي : 2 /217

[414] الكافي : 1 /222، 2 /218

[415] أصول الكافي : 2 /219

[416] أصول الكافي : 2 /220

[417] أصول الكافي : 1 /65

[418] أصول الكافي : 1 /265 266

[419] فروع الكافي، باب صيد البزاة والصقور : 6 /208

[420] الكافي، للكليني، 8 /292

[421] أصول الكافي : 1 /146

[422] أصول الكافي : 1 /148

[423] أصول الكافي : 1 /148

[424] أصول الكافي : 1 /327

[425] أصول الكافي : 1 /148، وانظر قريبًا من هذا المعنى رواية أخرى في الكافي : 1 /148

[426] أصول الكافي : 2 / 2 وما بعدها

[427] الكافي، للكليني، ج4 /91

[428] الكافي، للكليني، ج4 /91

[429] الكافي، للكليني، ج3 /280

[430] الكافي، للكليني، ج3 /280

[431] الكافي، للكليني، ج3 /280

[432] الكافي، للكليني، ج4 /18

[433] الكافي، للكليني، ج4 /26

[434] الكافي، للكليني، ج4 /114

[435] الكافي، للكليني، ج4 /114

[436] الكافي، للكليني، ج4 /114

[437] الكافي، للكليني، ج4 /115

[438] الكافي، للكليني، ج7 /283

[439] الكافي، للكليني، ج4 /285

[440] الكافي، للكليني، 1 /34

[441] الكافي، للكليني، 1 /34

[442] الكافي، للكليني، 1 /34

[443] الكافي، للكليني، ج1 /36
 

[444] الكافي، للكليني، 1 /51

[445] الكافي، للكليني، ج1 /51

[446] الكافي، للكليني، ج1 /51

[447] الكافي، للكليني، ج1 /52

[448] الكافي، للكليني، ج1 /54

[449] الكافي، للكليني، ج1 /59

[450] الكافي، للكليني، ج1 /59

[451] الكافي، للكليني، ج1 /59

[452] الكافي، للكليني، ج1 /59

[453] الكافي، للكليني، ج1 /60

[454] الكافي، للكليني، ج1 /61

[455] الكافي، للكليني، ج1 /61

[456] الكافي، للكليني، ج1 /62

[457] الكافي، للكليني، ج1 /69

[458] الكافي، للكليني، ج1 /69

[459] الكافي، للكليني، ج1 /69

[460] الكافي، للكليني، ج1 /69

[461] الكافي، للكليني، ج1 /182

[462] الكافي، للكليني، ج1 /168

[463] الكافي، للكليني، ج1 /163

[464] الكافي، للكليني، ج1 /184

[465] الكافي، للكليني، ج1 /145

[466] الكافي، للكليني، ج1 /143

[467] الكافي، للكليني، ج1 /143

[468] الكافي، للكليني، ج1 /143

[469] الكافي، للكليني، ج1 /194

[470] الكافي، للكليني، ج1 /196

[471] الكافي، للكليني، ج1 /195

[472] الكافي، للكليني، ج1 /257

[473] الكافي، للكليني، ج1 /257

[474] الكافي، للكليني، ج1 /261

[475] الكافي، للكليني، ج1 /261

[476] الكافي، للكليني، ج1 /261

[477] الكافي، للكليني، ج1 /258

[478] الكافي، للكليني، ج1 /285

[479] الكافي، للكليني، ج1 /304

[480] الكافي، للكليني، ج1 /304

[481] الكافي، للكليني، ج1 /321

[482] الكافي، للكليني، ج1 /326

[483] الكافي، للكليني، ج1 /326

[484] الكافي، للكليني، ج1 /338

[485] الكافي، للكليني، ج1 /340 (وذهب البعض إلى أن المقصود 30 شخصاً)

[486] الكافي، للكليني، ج1 /340

[487] الكافي، للكليني، ج1 /340

[488] الكافي، للكليني، 1 /382

[489] الكافي، للكليني، 1 /321

[490] الكافي، للكليني، 1 /387

[491] الكافي، للكليني، 1 /386

[492] الكافي، للكليني، 1 /378

[493] الكافي، للكليني، 1 ص387

[494] لكافي، للكليني، 1 /388

[495] الكافي، للكليني، 1 /388

[496] الكافي، للكليني، 1 /388

[497] الكافي، للكليني، 1 /388

[498] الكافي، للكليني، 1 /389

[499] الكافي، للكليني، 1 /389

[500] الكافي، للكليني، 2 /3

[501] الكافي، للكليني، 2 /5

[502] الكافي، للكليني، 2 /18

[503] الكافي، للكليني، 2 /18

[504] الكافي، للكليني، 2 /90

[505] الكافي، للكليني، 2 /91

[506] الكافي، للكليني، 2 /96

[507] الكافي، للكليني، 2 /96

[508] الكافي، للكليني، 2 ص169

[509] الكافي، للكليني، 2 /174

[510] الكافي، للكليني، 2 /199

[511] الكافي، للكليني، 2 /199

[512] الكافي، للكليني، 2 /205

[513] الكافي، للكليني، 2 /205

[514] الكافي، للكليني، 2 /247

[515] الكافي، للكليني، 2 /247

[516] الكافي، للكليني، 2 /247

[517] الكافي، للكليني، 2 /289

[518] الكافي، للكليني، 2 /289

[519] الكافي، للكليني، 2 /422

[520] الكافي، للكليني، 2 /423

[521] الكافي، للكليني، 2 /437

[522] الكافي، للكليني، 2 /437

[523] الكافي، للكليني، 2 /439

[524] الكافي، للكليني، 2 /439

[525] الكافي، للكليني، 2 /462

[526] الكافي، للكليني، 2 /463

[527] الكافي، للكليني، 2 /487

[528] الكافي، للكليني، 2 /489

[529] الكافي، للكليني، 2 /489

[530] الكافي، للكليني، 2 /490

[531] الكافي، للكليني، 2 /490

[532] الكافي، للكليني، 2 /509

[533] الكافي، للكليني، 2 /509

[534] الكافي، للكليني، 2 /511

[535] الكافي، للكليني، 2 /511

[536] الكافي، للكليني، 2 /520

[537] الكافي، للكليني، 2 /520

[538] الكافي، للكليني، 2 /376

[539] الكافي، للكليني، 2 /641

[540] الكافي، للكليني، 2 /639

[541] الكافي، للكليني، 2 /627

[542] الكافي، للكليني، 2 /628
 

[543] الكافي، للكليني، 2 /617

[544] الكافي، للكليني، 2 /618

[545] الكافي، للكليني، 2 /664

[546] الكافي، للكليني، 2 /664

[547] الكافي، للكليني، 2 /663

[548] الكافي، للكليني، 2 /663

[549] الكافي، للكليني، 1 /150

[550] الكافي، للكليني، 1 /375

[551] الكافي، للكليني، 2 /224

[552] الكافي، للكليني، 1 /288

[553] الكافي، للكليني، 1 /321

[554] الكافي، للكليني، 6 /361

[555] الكافي، للكليني، 2 /196

[556] الكافي، للكليني، 2 /197

[557] الكافي، للكليني، 6 /56

[558] الكافي، للكليني، 6 /54

[559] الكافي، للكليني، 3 / 94

[560] تهذيب الأحكام، للطوسي، 1 /385
 

[561] الكافي، للكليني، 1 / 534

[562] الغيبة، للطوسي، 139

[563] الكافي، للكليني، 2 /559

[564] نوادر الراوندي، 164

[565] بحار الأنوار، للمجلسي، 81 /197

[566] الكافي، للكليني، 1 /363

[567] رجال الكشي، 192

[568] الكافي، للكليني، 2 /596

[569] بحار الأنوار، للمجلسي، 1 /107

[570] الكافي، للكليني، 1 /388

[571] تهذيب الأحكام، للطوسي، 6 /15

[572] الكافي، للكليني، 1 /174

[573] الحكومة الإسلامية، للخميني، 52

[574] الكافي، للكليني، 1 /237

[575] الكافي، للكليني، 1 /388

[576] الكافي، للكليني، 8 /255

[577] الكافي، للكليني، 1 /260

[578] الكافي، للكليني، 1 /507

[579] الكافي، للكليني، 5 /158

[580] الكافي، للكليني، 8 /343

[581] الكافي، للكليني، 6 /502

[582] الكافي، للكليني، 6 /497

[583] الكافي، للكليني، 6 /501

[584] الكافي، للكليني، 6 /501

[585] الكافي، للكليني، 5 /542

[586] الكافي، للكليني، 5 /462

[587] الكافي، للكليني، 5 /550

[588] الكافي، للكليني، 1 /462

[589] الكافي، للكليني، 6 /246

[590] الكافي، للكليني، 6 /386

[591] الكافي، للكليني، 1 /464

[592] الكافي، للكليني، 1 /448

[593] الكافي، للكليني، 4 /580

[594] الكافي، للكليني، 2 /619

[595] الكافي، للكليني، 2 /633

[596] الكافي، للكليني، 1 /228

[597] الكافي، للكليني، 1 /414

[598] الكافي، للكليني، 2 /634 (قال المحقق في الحاشية : قد اشتهر اليوم بين الناس أن القرآن ستة آلاف وستمائة وست وستون آية)

[599] الكافي، للكليني، 8 /212

[600] الكافي، للكليني، 8 /239

[601] الكافي، للكليني، 5 /550

[602] الكافي، للكليني، 5 /158

[603] الكافي، للكليني، 5 /336

[604] الكافي، للكليني، 1 /470 471

[605] الكافي، للكليني، 8 /190

[606] الكافي، للكليني، 2 /243

[607] الكافي، للكليني، 8 /284

[608] الكافي، للكليني، 6 /501

[609] الكافي، للكليني، 6 /550

[610] الكافي، للكليني، 1 /223

[611] الكافي، للكليني، 4 /580

[612] الكافي، للكليني، 3 /11

[613] الكافي، للكليني، 3 /14

[614] الكافي، للكليني، 8 /193

[615] الكافي، للكليني، 1 /111

[616] الكافي، للكليني، 1 /388

[617] الكافي، للكليني، 1 /296

[618] الكافي، للكليني، 1 /460

[619] الكافي، للكليني، 2 /657

[620] الكافي، للكليني، 6 /501

[621] الكافي، للكليني، 5 /516

[622] الكافي، للكليني، 5 /481