Difa e Islam | الدفاع عن الإسلام | دفاع الإسلام |
تغيير اللغة:

يا لثارات الحسين

يا لثارات الحسين

     شعار أنصار مهدي الشيعة من الإنس والملائكة. طلباً للثأر من مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه. وقد روي الشيعة في ذلك روايات منها:
     عن الريان بن شبيب قال الرضا عليه السلام : يا بن شبيب ، إن كنت باكيا لشئ ، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام ، فإنه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيه ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل ، فهم عند قبره شعث قبر إلى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره ، وشعارهم : يا لثارات الحسين[1] .
     وعن أبي عبد الله عليه السلام في حديث في أصحاب القائم عليه السلام قال : وهم من خشية الله مشفقون ، يدعون بالشهادة ، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله ، شعارهم : يا لثارات الحسين عليه السلام[2] .
     ومن ادعية الزيارات عند الشيعة : السلام على الامام العالم ، الغائب عن الابصار ، والحاضر في الأمصار ، والغائب عن العيون ، الحاضر في الأفكار ، بقية الأخيار ، الوارث ذا الفقار ، الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار ، وينادي بشعار يا لثارات الحسين ، انا الطالب بالأوتار ، انا قاصم كل جبار ، انا حجة الله على كل كفور ختار ، القائم المنتظر بن الحسن[3].
     وقد ذكرت المصادر التاريخية أن أول من رفع هذا الشعار هو سليمان بن صُرد رضي الله عنه وأصحابة.
     يقول الطبري : بعث سليمان بن صرد إلى وجوه أصحابه حين أراد الشخوص وذلك في سنة 65 فأتوه فلما استهل الهلال هلال شهر ربيع الآخر خرج في وجوه أصحابه وقد كان واعدا أصحابه عامة للخروج في تلك الليلة للمعسكر بالنخيلة فخرج حتى أتى عسكره فدار في الناس ووجوه أصحابه فلم يعجبه عدة الناس فبعث حكيم بن منقذ الكندي في خيل وبعث الوليد بن غضين الكناني في خيل وقال اذهبا حتى تدخلا الكوفة فناديا يا لثأرات الحسين وابلغا المسجد الأعظم فناديا بذلك فخرجا وكانا أول خلق الله دعوا يا لثأرات الحسين[4].
     يقول الذهبي : وقد كان سليمان بن صرد الخزاعي ، والمسيب بن نجبة الفزاري وهما من شيعة علي ومن كبار أصحابه خرجا في ربيع الآخر يطلبون بدم الحسين بظاهر الكوفة في أربعة آلاف ، ونادوا : يا لثارات الحسين[5].
 
     ورغم محاولة البعض أن يضفي شيئاً من الشرعية الظاهرية على هذا الشعار بالقول أن ليس المقصود بثارات الحسين ثارات شخصية أو ثارات انتقامية أو ثارات دموية، وليس الحسين ثأراً شخصياً وليس الحسين ثأراً قبلياً وليس الحسين ثأراً طائفياً، فالمقصود من (يا لثارات الحسين) أي يا لأهداف الحسين، ويا لمبادئ الحسين التي نادى الحسين وضحى وبذل النفس والنفيس من أجلها.
     إلا أن المحسوس والمشاهد هو أن هذا الشعار أتخذ من قبل الشيعة ذريعةً للإنتقام في أهل السنة، ولا اظن أن هذا الأمر يحتاج الآن إلى مزيد من التوضيح. 


[1] الأمالي - الشيخ الصدوق 192  ، عيون أخبار الرضا ( ع ) - الشيخ الصدوق - ج 1 / 268

[2] مستدرك الوسائل - ميرزا حسين النوري الطبرسي - ج 11 / 114 :

[3] المزار، لمحمد بن جعفر المشهدي، 107

[4] تاريخ الطبري، لمحمد بن جرير الطبري، 4/ 451 ، انظر أيضاً : الكامل في التاريخ، لابن الأثير - ج 4 / 175

[5] تاريخ الإسلام، للذهبي، 5/ 46