الكتاب : فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه
المؤلف : محمد بن عبد الله غبان الصبحي
الناشر : عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية
الطبعة : الثانية، 1424هـ/2003م
عدد الأجزاء : 2
مصدر الكتاب : موقع مكتبة المدينة الرقمية http://www.raqamiya.org [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع وهو مذيل بالحواشي]
"اللهم إن كان قتل عثمان خيراً فليس لي منه نصيب، وإن كان قتله شراً فإني منه برئ، والله لئن كان قتله خيراً ليحلبنها لبناً، ولئن كان قتله شراً ليمتصنّ بها دماً"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر.
إسناده حسن: عمرو وأبو الأشهب كلاهما صدوقان، وباقي رجاله ثقات، رجال الشيخين.
وروى نحوه ابن أبي شيبة2 من طريق هشام بن محمد عن حذيفة رضي الله عنه.
وابن عساكر3 من طريق أبي عبد الله النجراني، وفيه زيادات، وأن ذلك كان في مرضه الذي مات فيه.
وذكر نحوه (المحب الطبري)4 وعزاه إلى القزويني الحاكمي.
109- قال ابن سعد: أخبرنا أبو معاوية5 الضرير، قال: أخبرنا الأعمش6 عن أبي صالح7 قال: سمعت عبد الله بن سلام يوم قتل عثمان يقول:
__________
1 الطبقات (3/ 83).
2 المصنف (15/ 224-225).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 488)
4 الرياض النضرة (3/ 80).
5 أبو معاوية هو: محمد بن خازم تقدمت ترجمته.
6 الأعمش هو سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
7 أبو صالح هو: ذكوان السمان الزيات المدني: تقدمت ترجمته.
(1/498)
والله لا تهرقون محجماً من دم، إلا ازددتم به من الله بعداً"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
إسناده صحيح: رجاله ثقات، رجال الشيخين.
ولا يضره ما في أبي معاوية من وهم، لأنه أحفظ الناس لحديث الأعمش، كما في ترجمته في (التقريب).
110- قال ابن أبي شيبة: "وكيع3 عن عمران بن حدير4 عن أبي مجلز5 قال: عابوا على عثمان تمزيق المصاحف، وآمنوا بما كتب لهم"6.
إسناده صحيح: إلى أبي مجلز، رجاله رجال مسلم.
111- قال خليفة: حدثنا خالد بن الحارث7 قال: نا عمران8 بن حدير، قال: أن لا يكن عبد الله بن شقيق9 حدثني أن أول قطرة قطرت من دمه على:
__________
1 الطبقات (3/ 81).
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 490)
3 وكيع بن الجراح بن مليح تقدمت ترجمته.
4 عمران بن حدير السدوسي، تقدمت ترجمته.
5 أبو مجلز لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي، البصري، مشهور بكنيته ثقة، من كبار الثالثة، ت سنة 106? وقيل سنة 109? ع (التقريب/ 7490).
6 المصنف (15/ 210).
7 خالد بن الحارث بن عبيد الهجيني، البصري، تقدمت ترجمته.
8 عمران بن حدير -مصغر -السدوسي البصري، تقدمت ترجمته.
9 عبد الله بن شقيق العقيلي، البصري، تقدمت ترجمته.
(1/499)
{فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} 1فإن أبا حريث ذكر أنه ذهب وسهيل النميري، فأخرجوا إليه المصحف، فإذا القطرة على: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} قال: فإنها في المصحف ما حكت"2.
ورواه ابن عساكر3 من طريقه به مثله، إلا أن فيه المزي بدل النميري.
وإسناده صحيح: إلى ابن شقيق، وقد عاصر الأحداث4.
ويشهد له ما رواه:
112- ابن عساكر قال: أخبرنا أبوبكر5 بن المزرفي، أنا أبو جعفر6 بن المسلمة، أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم7 المعروف بالأدمي، نا أبوبكر عبد الله
__________
1 سورة البقرة، الآية (137).
2 خليفة بن خياط (التاريخ 175).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 420)
4 انظر ملحق الرواية رقم: [59].
5 أبو بكر المزرفي هو: محمد بن الحسين الفرضي الحنبلي، ت سنة 527? ببغداد، وله 88 سنة، سمع أبا جعفر بن المسلمة (الذهبي، العبر 2/ 431)
6 أبو جعفر بن المسلمة، لم أجد له ترجمة.
7 أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم، المعروف بالأدمي، وثقه الخطيب البغدادي (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 11/ 310).
(1/500)
ابن سليمان بن الأشعث1 نا علي بن حرب الطائي2 نا قريش بن أنس3 نا سليمان التيمي4 عن أبي نضرة5 عن أبي سعيد6مولى أبي أسيد قال: لما دخل المصريون على عثمان ضربوه بالسيف على يده، فوقعت على {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} 7 فمد يده، فقال: والله إنها لأول يد خطت المفصل"8.
ورواه أيضاً من طريق أبي العباس بن يعقوب، قال: أنا أبو قلابة، نا قريش بن أنس به، إلا أن فيه اختلافاً.
__________
1 أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ابن أبي داود صاحب السنن، قال عنه الخطيب: "وكان فهماً عالماً حافظاً توفي سنة 316? " (الخطيب، تاريخ بغداد 9/ 464).
2 صدوق فاضل، من صغار العاشرة، ت سنة 265? وقد جاوز التسعين س (التقريب/ 4701).
3 قريش بن أنس الأنصاري، ويقال: الأموي، أبو أنس البصري، صدوق تغير بأخرة، قدر ست سنين، من التاسعة مات سنة 208? خ م د ت س (التقريب/ 5543) ولم يذكر ابن الكيال من روى عنه بعد الاختلاط (ابن الكيال، الكواكب 370)
4 سليمان التيمي هو ابن طرخان، أبو المعتمر البصري، تقدمت ترجمته.
5 أبو نضرة هو: المنذر بن مالك بن قطعة، البصري، تقدمت ترجمته.
6 أبو سعيد مولى أبي أسيد، هو الأنصاري، تقدمت ترجمته.
7 سورة البقرة، الآية (137).
8 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 419)
(1/501)
ففيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، قال: "لما دخل المصريون على عثمان والمصحف بين يديه، فضربوه على يديه، فجرى الدم على: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} .
والأول هو المحفوظ؛ لأن أبا قلابة هذا قال عنه الحافظ: "صدوق، يخطئ تغير حفظه لما سكن بغداد"1.
وسماع أبي العباس بن يعقوب عنه كان بعد اختلاطه2. ويحتمل أن يكون أبو نضرة سمعه من أبي سعيد مولى أبي أسيد مرة، ومن أبي سعيد الخدري أخرى، ولكنه احتمال ضعيف لما ثبت من أنه إسناد ضعيف، لاختلاط أبي قلابة، وإثبات أن سماع أبي العباس كان بعد اختلاطه. والله أعلم.
والإسناد من سليمان التيمي صحيح رجاله رجال الستة، ومن ابن عساكر إليه؛ التوقف فيه أولى لعدم وجود توثيق لبعض رواته.
__________
1 قاله الحافظ ابن حجر وزاد: من الحادية عشرة، مات سنة 267?. وله 86 سنة ت (التقريب/ 4210).
2 ابن الكيال (الكواكب النيرات 313).
(1/502)
113- ورواه ابن عساكر أيضاً: من طرق أخرى بألفاظ مختلفة، فرواه من طريق شعيب بن إبراهيم أنه قال: "نا سيف بن عمر، عن عبد الله بن سعيد بن ثابت، قال: رأيت مصحف عثمان ونضح الدماء فيه على أشياء من الوعد والوعيد فكان ذلك عند الناس من الآيات".
ويشهد لهما ما رواه ابن عساكر 1 أيضاً قال: أخبرنا أبو عبد الله الخلال، أنا أبو طاهر بن محمود، أنا أبوبكر بن المقرئ، قال: سمعت محمد بن الحسن بن قتيبة يقول:"سمعت نوح بن حبيب القومسي، يقول: سمعت معاذ بن معاذ يقول: رأيت في مصحف عثمان رضي الله عنه في موضع {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 137] أثر الدم"2.
114- وقال خليفة: وفي غير حديث أبي سعيد: "ودخل التجيبي فأشعره مشقصاً، فانتضح الدم على قوله: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} فهي في المصحف ما حكت"3.
فبهذه الطرق يرتقي الخبر إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
__________
1 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 420).
2 المصدر نفسه.
3 خليفة بن خياط (التاريخ 175).
(1/503)
115- قال يعقوب بن سفيان الفسوي: حدثنا أبو نعيم1 حدثنا الأعمش2 عن أبي إسحاق3 عن يزيد بن يثيع4 قال:"تجهز ناس من بني عبس إلى عثمان يقاتلونه، فقال حذيفة: ما سعى قوم ليذلوا سلطان الله في الأرض، إلا أذلهم الله في الدنيا قبل أن يموتوا"5.
إسناده صحيح: لا يضره اختلاط السبيعي، فرواية الأعمش عنه في مسلم6 وصححه يعقوب بن سفيان7.
ورواه المحاملي8 عن عمر بن الحسن قال: حدثنا أبي قال: حدثنا حفص عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد قال: "تجهزت بنو عبس إلى عثمان، فبلغ ذلك حذيفة، فقال: اربعوا على أنفسكم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول فرقة
__________
1 أبو نعيم هو الفضل بن دكين، الكوفي، الملائي، مشهور بكنيته ثقة ثبت، من التاسعة، توفي سنة 218?، وكان مولده سنة 130? ع (التقريب/ 5401).
2 الأعمش هو سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
3 أبو إسحاق السبيعي، عمرو بن عبد الله بن عبيد، تقدمت ترجمته.
4 يزيد بن يثيع أو زيد، الهمداني الكوفي، ثقة مخضرم، من الثانية، ت س (التقريب/ 2160).
5 المعرفة والتاريخ (2/ 762).
6 انظر الكواكب النيرات لابن الكيال (354).
7 المعرفة والتاريخ (2/ 768).
8 الأمالي (خ 1 / 135).
(1/504)
تسير إلى سلطان الله في الأرض ليذلوه أذلهم الله يوم القيامة".
ورواه البزار1 مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد قال عنه الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح خلا كثير بن أبي كثير التيمي، وهو ثقة"2.
116- وفي مصنف ابن أبي شيبة: "أبو معاوية3 عن الأعمش4 قال: حدثنا أبو صالح5 قال: قال عبدالله بن سلام:"لما حصر عثمان في الدار، قال: لا تقتلوه، فإنه لم يبق من أجله إلا قليل، والله لئن قتلتموه لا تصلُّوا جميعاً أبداً"6.
إسناده صحيح: ورواه أيضاً عن أبي أسامة عن الأعمش به مثله.
117- روى عبد الرزاق: عن معمر7 عن ابن طاوس8 عن أبيه9 قال: "لما وقعت فتنة عثمان قال رجل لأهله: أوثقوني بالحديد، فإني مجنون، فلما قتل عثمان قال: خلوا عني، فالحمد الله الذي شفاني من
__________
1 كشف الأستار (2/ 234-235).
2 مجمع الزوائد (5/ 216).
3 أبو معاوية هو محمد بن خازم، تقدمت ترجمته.
4 الأعمش هو: سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
5 أبو صالح، هو ذكوان السمان، تقدمت ترجمته.
6 ابن أبي شيبة (المصنف 15/ 204، 227).
7 معمر بن راشد، تقدمت ترجمته.
8 عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني، تقدمت ترجمته.
9 طاوس بن كيسان، تقدمت ترجمته.
(1/505)
الجنون وعافاني من قتل عثمان"1.
ورواه من طريقه ابن2 البناء وابن عساكر3.
وذكره المحب الطبري4 وقال:"وخرّجه خيثمة بن سليمان".
وإسناده صحيح: رجاله رجال الشيخين، وطاوس أدرك زمن عثمان، ولم يسمع منه شيئاً. قال أبو زرعة5. وبذلك يظهر أن الإسناد منقطع.
118- وفي مصنف ابن أبي شيبة: "أبو أسامة6 عن عبد الملك7 بن أبي سليمان قال: سمعت أبا ليلى الكندي8 يقول: رأيت عثمان اطلع على الناس وهو محصور، فقال: أيها الناس لا تقتلوني واستعتبوني، فوالله لئن قتلتموني لا تقاتلون جميعاً أبداً، ولا تجاهدون عدواً أبداً، لتختلفُن حتى تصيروا هكذا - وشبك بين
__________
1 (11/ 450).
2 الراسلة المغنية في السكوت ولزوم البيوت (ص: 46)، وقال محققها «إسناده صحيح" فلم يتنبه لهذا الانقطاع...
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 501).
4 الرياض النضرة (3/ 81).
5 العلائي (حامع التحصيل 244).
6 حماد بن أسامة القرشي، تقدمت ترجمته.
7 عبد الملك بن أبي سليمان، ميسرة العرزمي، تقدمت ترجمته.
8 أبو ليلى الكندي، تقدمت ترجمته.
(1/506)
أصابعه، يا قوم: {لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} ، قال: وأرسل إلى عبد الله بن سلام، فسأله، فقال: الكف الكف فإنه أبلغ لك في الحجة، فدخلوا عليه فقتلوه"1.
إسناده حسن: رجاله ثقات، إلا عبد الملك، وهو صدوق.
وأبو أسامة يدلس، ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين2 وهم الذين احتمل الأئمة تدليسهم، وأخرجوا لهم في الصحيح لإمامتهم، ولقلة تدليسهم في جنب ما رووا3.
وتقدم من رواية ابن سعد بإسناد حسن أيضاً، ففيه عبد الملك وهو صدوق.
119- قال البخاري في (التاريخ الصغير): "وقال شعبة4 عن أبي إسحاق5 عن مصعب بن سعد6: أنه أدرك
__________
1 (15/ 203)
2 (30).
3 ابن حجر (طبقات المدلسين 13).
4 شعبة هو ابن الحجاج بن الورد العتكي، تقدمت ترجمته.
5 أبو إسحاق، هو السبيعي، عمرو بن عبد الله، تقدمت ترجمته.
6 مصعب بن سعد بن أبي وقاص، تقدمت ترجمته.
(1/507)
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حين مشق عثمان المصاحف فأعجبهم"1.
إسناده حسن لغيره: رجاله ثقات رجال الشيخين. ولا يضره اختلاط أبي إسحاق السبيعي، حيث إن رواية شعبة عنه قبل الاختلاط2.
ومما يدل على ذلك، إخراج الشيخين له عنه في صحيحهما3.
إلا أنه منقطع بين البخاري وشعبة، فقد علقه البخاري عنه وروايته عن شعبة بواسطة، فبذلك يكون إسناده ضعيفاً لانقطاعه.
لكن يشهد له ما رواه ابن أبي داود بإسناد صحيح عن علي رضي الله عنه أنه قال:"يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيراً -، أو قولوا له خيراً - في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعاً..." إلى أن قال:"والله لو وليتُ لفعلتُ مثل الذي فعل".
فهذا يدل على إعجاب علي بما فعل عثمان رضي الله عنه بالمصاحف. وإن عثمان فعل ذلك بمشورة الصحابة، وعن ملأ منهم جميعاً.
وما رواه أيضاً بإسناد ضعيف يتقوى بهذه الرواية أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قالوا حينما فرق عثمان رضي الله عنه المصاحف في الناس"قد أحسن".
__________
1 (1/ 94).
2 انظر ترجمته في الكواكب النيرات لابن الكيال (341).
3 الجامع الصحيح للبخاري (الفتح 8/ 28).، الجامع الصحيح لمسلم (1/ 405).
(1/508)
62- وما رواه ابن أبي داود أيضاً قال: "نا عمي1 نا أبو رجاء2 أنا إسرائيل3 عن أبي إسحاق4 عن مصعب بن سعد5 قال: قام عثمان فخطب الناس فقال:"أيها الناس عهدكم بنبيكم صلى الله عليه وسلم منذ ثلاث عشرة، وأنتم تمترون في القرآن، وتقولون:قراءة أُبَيّ، وقراءة عبدالله، يقول الرجل: والله ما تقيم قراءتك، فأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به، فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن حتى جمع من ذلك كثرة، ثم دخل عثمان فدعاهم رجلاً رجلاً فناشدهم:
لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أمله عليك؟ فيقول: نعم. فلما فرغ من ذلك عثمان قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتبُ رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن
__________
1 هو محمد بن الأشعث السجستاني أبو أبي داود، ذكره ابن حبان في الثقات (9/ 146).
2 صوابه ابن رجاء وهو خطأ مطبعي، إذ إنه في المخطوط على الصواب (ابن رجاء) كذا رآه محقق تاريخ دمشق، ترجمة عثمان، انظر (ص:236، حاشية 4) وفي تاريخ دمشق لما رواه ابن عساكر من طريق ابن أبي داود رواه على الصواب. عبد الله بن رجاء الفداني البصري، صدوق، يهم قليلاً من التاسعة، مات سنة 220? خ خد س ق (التقريب/ 3312).
3 إسرائيل بن يونس بن إسحاق السبيعي الكوفي، ثقة تكلم فيه بلا حجة، من السابعة، مات سنة 160? ع (التقريب/ 401).
4 أبو إسحاق هو: عمرو بن عبد الله السبيعي، تقدمت ترجمته.
5 مصعب بن سعد بن أبي وقاص الزهري، أبو زرارة المدني، ثقة، من الثالثة، أرسل عن عكرمة بن أبي جهل، مات سنة 103هت، ع (التقريب/ 6688).
(1/509)
ثابت. قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص. قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد. فكتب زيد، فكتب مصاحف. ففرقها في الناس، فسمعت بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقول: قد أحسن"1.
120- ومن طريقه رواه ابن عساكر2: وقال محققه معلقاً على قوله:"منذ ثلاث عشرة": وقد رأى الخبر في كتاب (المصاحف) من طريق آخر وفيه:"إنما قبض نبيكم منذ خمس عشرة" وذكر ابن الأثير في (الكامل) خبر غزو حذيفة الباب، وأمر المصاحف في حوادث سنة ثلاثين.
رجاله رجال البخاري إلا ابن أبي داود، كما أن عمه مجهول عندي.
أما اختلاط السبيعي فلا يضره حيث إن رواية إسرائيل عنه في صحيحي3 البخاري ومسلم4.
أما ما في الرواية من أن بعض الصحابة قال عن عثمان حينما جمع المصحف (قد أحسن) يحسن برواية البخاري التي في التاريخ الصغير وفيها أن أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام أعجبهم مشق عثمان للمصاحف.
__________
1 المصاحف (23-24 قرطبة) 31 العلمية).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 236)
3 انظر فتح الباري (6/ 24).
4 انظر صحيح البخاري الأحاديث رقم: (498، 778، 1599)، والجامع الصحيح لمسلم (1852).
(1/510)
121- قال ابن شبة: حدثنا هارون بن عمر1 قال: ثنا أسد بن موسى2 قال: حدثنا عبدالرحمن3 بن زياد، عن عاصم بن محمد العمري4 قال: سمعت أبي5 قال: دخل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما على عثمان رضي الله عنه فقال له: ما ترى فيما يسألني هؤلاء القوم؟ قال: أرى أن تعطيهم ما وراء عتبة بابك، ولا تخلع لهم سربال الله الذي سربلك من هذه
__________
1 هارون بن عمر ليس في الرواة الذين في المصادر المشهورة عندي هارون بن عمر، غير هارون بن عمر، أبو عمرو الدمشقي، حدث في بغداد سنة 22? (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 14/ 13). ولم أجده في (تاريخ دمشق لابن عساكر) حيث سقط من المخطوط منه حرف الهاء، عدا ترجمة واحدة فقط.
ولم أجد شيخه أسد بن موسى في الموجود من المخطوط، فقد يكون في المفقود وإلا لدل ذلك على أن ابن عساكر لم يعرف لأحد دخولاً إلى دمشق وبالتالي يبعد احتمال أن يكون هارون الدمشقي هو الراوي عن أسد والله أعلم.
2 أسد بن موسى بن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن مروان، أسد السنة، صدوق، يغرب وفيه نصب، من التاسعة، ت سنة 212? وله ثمانون خت د س (التقريب/399)
3 عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي قاضيها، ضعيف حفظه، من السابعة، ت سنة 156?، وقيل: بعدها، وقيل: جاز المائة ولم يصح, وكان رجلاً صالحاً بخ د ت ق (التقريب/3862)
4 عاصم بن محمد بن زيد بن عي بن عمر بن الخطاب العمري، المدني، ثقة، من السابعة ع (التقريب/3078).
5 محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، المدني، ثقة، من الثالثة، ع (التقريب/ 5892).
(1/511)
الخلافة"1.
ورواه ابن عساكر2 من طريق شبابة3 بن سوار عن عاصم به نحوه؛ وزاد قال: فقال: دونك عطاءك وكان واجداً عليه. قال: ليس هذا يوم ذاك؛ ثم خرج ابن عمر عليهم فقال: إياكم وقتل هذا الشيخ، والله لئن قتلتموه لم تحجوا البيت جميعاً أبداً، ولم تجاهدوا عدوَّكم جميعاً أبداً، ولم تقسموا فيأكم جميعاً أبداً، إلا أن تجتمع الأجساد والأهواء مختلفة، والله لقد رأيتنا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون، نقول أبوبكر، ثم عمر، ثم عثمان.
وإسناد ابن شبة ضعيف: بعبد الرحمن بن زياد فإنه ضعيف، وهارون لم يعرف فيه جرحاً ولا تعديلاً.
كما رواه ابن عساكر من طريق شبابة بن سوار عن عاصم بن محمد العمري عن أبيه، عن ابن عمر: أنه دخل على عثمان - وهو محصور - فكان يستشيره، فقال: ما تقول في هؤلاء القوم؟ فقال: أرى أن تعطيهم ما سألوك من وراء عتبة بابك غير أن لا تخلع لهم سربالك الذي سربلك الله به من الخلافة.
وبعضه يقوى برواية نافع عن ابن عمر السابقة، فيرتقي إلى درجة
__________
1 تاريخ المدينة (4/ 1226).
2 تاريخ دمشق (359).
3 شبابة بن سوار المدائني، تقدمت ترجمته.
(1/512)
الحسن.
122- قال خليفة: حدثني عمر بن أبي خليفة1 قال: حدثتنا أم يوسف بنت ماهك عن أمها2 قالت: دخلت على عثمان وهو محصور، وفي حجره المصحف، وهم يقولون: اعتزلنا، وهو يقول: لا أخلع سربالاً سربلنيه الله"3.
ورواه ابن سعد4 عن موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا عمر بن أبي خليفة به نحوه.
لم أقف على ترجمة لأم يوسف، ولا لأمها. لكن يشهد لطلبهم الخلع ورفضه، وقوله لهم: "لا أخلع سربالاً سربلنيه الله" ما رواه:
123- ابن أبي شيبة قال: حدثنا ابن علية5 عن ابن عون6 عن الحسن7 قال: أنبأني وثاب8
__________
1 عمر بن أبي خليفة: حجاج العبدي، البصري، مقبول، من الثامنة، مات سنة 189? س (التقريب/ 4891)
2 لم أجد لأم يوسف ولا لأمها ترجمة، وأم يوسف هي أخت يوسف بن ماهك، كما في ترجمة عمر في تهذيب الكمال للمزي (1008)
3 خليفة بن خياط (التاريخ 171)
4 ابن سعد (الطبقات 3/66)
5 ابن علية هو : إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي تقدمت ترجمته.
6 ابن عون هو : عبد الله بن عون بن أرطبان، تقدمت ترجمته.
7 الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدمت ترجمته.
8 وثاب مولى عثمان رضي الله عنه روى عنه، وروى عن الحسن البصري، قاله أبو حاتم (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 9/48)
(1/513)
وكان فيمن أدركه عتق أمير المؤمنين عمر، فكان يكون بين يدي عثمان، قال: فرأيت في حلقه طعنتين كأنهما كيتان طعنهما يوم الدار دار عثمان، قال (بعثني) أمير المؤمنين عثمان فقال: ادع الأشتر، فجاء، قال ابن عون: أظنه قال: فطرحت لأمير المؤمنين وسادة، فقال: يا أشتر، ما يريد الناس مني؟ قال: ثلاث ليس من إحداهن بدّ، يخيرونك بين أن تخلع لهم أمرهم، فتقول: هذا أمركم، فاختاروا له من شئتم، وبين أن تقص من نفسك، فإن أبيت هاتين فإن القوم قاتلوك، قال: ما من إحداهن بد؟ (قال: ما من إحداهن بد) فقال: أما أن أخلع لهم أمرهم فما كنت لأخلع لهم سربالاً سربلنيه الله أبداً.
قال ابن عون: وقال غير الحسن: لأن أقدم فتضرب عنقي أحب إليّ من أخلع أمة محمد بعضها على بعض.
وقال ابن عون: وهذه أشبه بكلامه، ولا أن أقص لهم من نفسي، فوالله لقد علمت أن صاحبيّ بين يديّ كانا يقصان من أنفسهما وما يقوم بدني بالقصاص، وأما أن يقتلوني فوالله لئن قتلوني لا يحابون بعدي أبداً، ولا يقاتلون بعدي جميعاً عدواً أبداً، فقام الأشتر فانطلق، فمكثنا فقلنا: لعل الناس، ثم جاء رويجل كأنه ذئب، فاطلع من الباب ثم رجع، ثم جاء محمد بن أبي بكر في ثلاثة عشر رجلاً حتى انتهى إلى عثمان، فأخذ بلحيته، فقال بها حتى سمعت وقع أضراسه، وقال: ما أغنى عنك معاوية،
(1/514)
ما أغنى عنك ابن عامر، ما أغنى عنك كتبك، فقال: أرسل لي لحيتي يا ابن أخي، أرسل لي لحيتي يا ابن أخي، قال: فأنا رأيته استعدى رجلاً من القوم بعينه، فقام إليه بمشقص حتى وجأ به في رأسه فأثبته ثم مرّ، قال: ثم دخلوا عليه والله حتى قتلوه"1.
ورواه ابن سعد2 قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون به مثله.
ورواه مختصراً خليفة3 بن خياط عن ابن علية به.
ورواه من طريقه ابن عساكر مطولاً4.
ورواه الطبري5 قال: حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون به نحوه، وفيه: "وأما أن تقتلوني فوالله لئن قتلتموني...".
إسناده صحيح: إلى وثاب، ولم أجد له ترجمة.
وتقدم لبعضه شاهد في الرواية السابقة. ويشهد لهما ما تقدم من مشورة عثمان لابن عمر، والمغيرة بن الأخنس رضي الله عنهم في
__________
1 ابن أبي شيبة(المصنف 154/ 200-201)
2 الطبقات (3/ 72)
3 التاريخ (170)
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان (409)
5 تاريخ الأمم والملوك (4/371-372)
(1/515)
الخلع1.
124- قال الترمذي: حدثنا أبو زرعة2 حدثنا الحسن بن بشر3 حدثنا الحكم بن عبد الملك4 عن قتادة5 عن أنس بن مالك، قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان، كان عثمان بن عفان رسولَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، قال: فبايع الناس، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله، فضرب بإحدى يديه على الأخرى ، فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم. هذا حديث حسن صحيح غريب"6.
ورواه البيهقي7 من طريق هشام عن الحسن بن بشر، وأبو نعيم من
__________
1 انظر الرواية رقم: [56]
2 أبو زرعة هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ، الرازي، إمام حافظ ثقة حافظ مشهور، الحادية عشرة، ت 264? وله 64 عام م ت س ق (التقريب/ 4316)
3 الحسن بن بشر بن سلم، الهمداني، البجلي، أبو علي الكوفي، صدوق يخطئ، من العاشرة، ت سنة 221? خ ت س (التقريب/ 1214)
4 الحكم بن عبد الملك القرشي البصري، نزل الكوفة، ضعيف من السابعة، بخ ت س ق (التقريب/ 1415)
5 قتادة بن دعانة السدوسي البصري،تقدمت ترجمته.
6 السنن (5/626-227) (تحفة الحوذي 10/194-195)
7 ابن كثير، تفسير القرآن العظيم (4/ 186)
(1/516)
طريق العباس بن محمد عن الحسن بن بشر به1.
ورواه ابن عساكر من2 طريق أحمد بن يوسف عن الحسن بن بشر به مثله. وذكره (المحب الطبري في الرياض )3 وعزاه إلى الترمذي.
إسناده ضعيف: بالحكم؛ وباقي رجاله ثقات، إلا الحسن بن بشر فإن صدوق يخطئ، وتشهد له رواية البخاري4 عن ابن عمر، ورواية ابن أبي شيبة عن سلمة؛ دون قوله: "فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم"5.
125- قال ابن أبي شيبة: حدثنا عبيد الله بن موسى6 عن موسى بن عبيدة7 قال: حدثني إياس بن8 سلمة عن أبيه9 قال: بعثت قريش خارجة بن كرز يطلع عليهم
__________
1 الإمامة (304-305)
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 72)
3 الرياض النضرة (3/23).
4 انظر الملحق الرواية رقم: [22]
5 وهي الرواية الآتية.
6 عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي، الكوفي، أبو محمد، ثقة كان يتشيع، من التاسعة ت سنة 213? ق (التقريب/ 4345)
7 موسى بن عبيدة، ابن نشيط الربذي، أبو عبد العزيز المدني، ضعيف لا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابداً من صغار السادسة، ت سنة 153? ت ق (التقريب/6989).
8 إياس بن سلمة بن الأكوع، الأسلمي، أبو سلمة، ويقال: أبو بكر، المدني ثقة، من الثالثة: ت سنة 119? وهو ابن 97 سنة ع (التقريب/ 588).
9 سلمة بن عمرو بن الأكوع، أبو مسلم وأبو إياس، شهد بيعة الرضوان، ت سنة 74? ع (التقريب/2503).
(1/517)
طليعة، فرجع يحسن الثناء، فقالوا له: إنك أعرابي، قعقعوا لك السلام فطار فؤادك فما دريت ما قيل لك، وما قلت. ثم أرسلوا عروة بن مسعود فجاءه فقال: يا محمد ! ما هذا الحديث؟ تدعو إلى ذات الله، ثم جئت قومك بأوباش الناس، من تعرف ومن لا تعرف، لتقطع أرحامهم، وتستحلّ حرمتهم، ودماءهم، وأموالهم، فقال: إني لم آت قومي إلا لأصل أرحامهم، يبدلهم الله بدين خير من دينهم، معائش خير من معائشهم، فرجع حامداً يحسن الثناء، قال: قال إياس عن أبيه فاشتد البلاء على من كان في يد المشركين من المسلمين، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر، فقال: يا عمر هل أنت مبلغ عني إخوانك من أسارى المسلمين؟ فقال: بلى، يا نبي الله، والله مالي بمكة من عشيرة، غيري أكثر عشيرة مني، فدعا عثمان فأرسله إليهم فخرج عثمان إلى راحلته حتى جاء عسكر المشركين، فعتبوا به، وأساؤوا له القول، ثم أجاره أبان بن سعيد ابن العاص ابن عمه، وحمله على السرج وردفه، فلما قدم قال: يا ابن عمّ ما لي اراك متخشماً أسبل، قال:وكان إزاره إلى نصف ساقيه، فقال له عثمان أزرة صاحبنا، فلم يدع أحداً بمكة من أسارى المسلمين إلا أبلغهم ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال سلمة: فبينما نحن قائلون، نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس البيعةَ البيعةَ، نزل روح القدس، فثرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه، وذلك قول الله {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ
(1/518)
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} 1 قال: فبايع لعثمان إحدى يديه على الأخرى، فقال الناس: هنيئاً لأبي عبد الله، يطوف بالبيت ونحن ههنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف حتى أطوف" 2.
إسناده ضعيف: بموسى وباقي رجاله ثقات، رجال الشيخين.
ورواه الطبراني3 من طريقه، ولكن مختصر.
ورواه الطبري4 مختصراً من طريق محمد بن عمارة عن عبيد الله بن موسى به، وروى بعضه أبو نعيم من طريق أبي بكر عن عبدالله بن موسى به5 والصواب - كما تقدم - عبيد الله بن موسى.
ورواه ابن عساكر6 مختصراً من طريق سعيد بن سلام بن أبي الهيفا الأسدي، نا موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع لعثمان بن عفان بإحدى يديه على الأخرى، وقال: "اللهم إن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك".
__________
1 من الآية (18) من سورة الفتح.
2 المصنف (14/442-443)
3 المعجم الكبير 1/90-91)
4 التفسير (26/86)
5 الإمامة (304)
6 تاريخ دمشق، ترجمة عثمان (71)
(1/519)
126- وذكره (المحب الطبري)1 وقال: "خرجه ابن الضحاك في الآحاد والمثاني"2.
وذكره في موضع آخر وقال: "أخرجه أبو عمرو الغفاري"3.
وذكره الهيثمي وقال:"فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف"4.
ولإرسال عثمان رضي الله عنه إلى أهل مكة قبل بيعة الرضوان، ولبيعة الرضوان، وبيعة النبي صلى الله عليه وسلم بإحدى يديه على الأخرى لعثمان شاهد رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما و الترمذي عن أنس5.
127- وفي تاريخ خليفة: "ابن علية6 عن ابن7 عون، عن محمد8: أن عثمان بعث إليهم علياً ورجلاً آخر، فقال علي: تعطون كتاب الله وتعتبون من كل ما سخطتم؟ فأقبل معه ناس من وجوههم فاصطلحوا على خمس: أن المنفي يقلب، والمحروم يعطى، ويوفر الفيء، ويعدل في القسم، ويستعمل ذو الأمانة
__________
1 الرياض النضرة (3/23-24)
2 وابن الضحاك هو ابن أبي عاصم، وكتابه : الآحاد والمثاني، موجود لدي منه صورة، ولم أتبين الخبر في ترجمة سلمة بن الأكوع رضي الله عنه فيه، ولعله موجو ولم أتنبه لما في ترجمته من طمس.
3 الرياض النضرة (3/23-24)
4 مجمع الزوائد.
5 انظر الملحق الرواية رقم [22] والرواية رقم [148].
6 ابن عليه هو : إبراهيم بن مقسم الأسدي، تقدمت ترجمته.
7 ابن عون هو: عبد الله بن عون ابن أرطبان، تقدمت ترجمته.
8 محمد هو ابن سيرين تقدمت ترجمته.
(1/520)
والقوة، كتبوا في ذلك كتاب، وأن يرد ابن عامر على البصرة، وأبو موسى الأشعري على الكوفة"1.
ورواه ابن عساكر2 من طريق موسى بن زكريا التستري، قال: نا خليفة ثنا ابن علية به.
إسناده صحيح إلى ابن سيرين: لكنه مرسل منه فابن سيرين، ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه3 أي أنه ولد سنة 33? وهذه الحادثة كانت سنة 35? فكانت سنه في ذلك الوقت ما يقارب العامين، وهي سن لا تصلح للتحمّل.
ولكنه يتقوى برواية أبي سعيد مولى أبي أسيد4.
128- روى ابن عساكر من طريق الدارقطني قال: "نا أبو عثمان سعيد بن محمد الحناط، نا محمد بن عمرو بن العباس5 الباهلي، نا ابن أبي عدي6 عن ابن عون7 عن محمد8 قال:
__________
1 خليفة بن خياط (التاريخ 169-170)
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 328)
3 ذكر ولادته هكذا هكذا كل من إسماعيل بن علية والبخاري وابن حبان (المزي، تهذيب الكمال 3/ 1208 خ)
4 انظر الملحق الرواية رقم: [64]
5 محمد بن عمرو بن العباس أبو بكر الباهلي، البصري وثقه عبد الرحمن بن يوسف ت سنة 249 ? في البصرة (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 3/127)
6 ابن أبي عدي هو: محمد بن إبراهيم بن أبي عدي تقدمت ترجمته.
7 ابن عون، هو: عبد الله بن عون، تقدمت ترجمته.
8 محمد هو ابن سيرين، تقدمت ترجمته.
(1/521)
لما كان حيث نزل بابن عفان، جمعهم؛ فاستشارهم في أولئك القوم، يعني الذين حصروه، قال: فأرسل إليهم علياً ومعه رجل آخر، فعرض عليهم كتاب الله، فشادهم وشادوه مرتين أو ثلاثاً، ثم قالوا: ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول أمير المؤمنين، يعرض عليكم كتاب الله.
قال: فقبلوه واشترطوا خمساً، فكتبوهنّ في الكتاب وثنتين لم يكتبوهنا في الكتاب: المنفي يقلب، والمحروم يعطى، ويوفر الفيء، ويعدل في القسم، ويستعمل ذو الأمانة والقوة، ويردّ ابن عامر على أهل البصرة، فإنهم به راضون، ويستعمل الأشعري على الكوفة. قال: فذهبوا"1.
ولبعضه شواهد تقدمت من رواية خليفة بن خياط. بإسناده عن أبي سعيد مولى أبي أسيد2.
129- قال ابن أبي شيبة: "محمد بن بشر3 قال: حدثنا إسمعيل بن أبي خالد4 قال: حدثني حصين رجل5 من بني الحارث، قال: أخبرتني سرية6 زيد بن أرقم، قالت:
__________
1 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 328)
2 انظر الملحق الرواية رقم: [64]
3 محمد بن بشر العبدي، تقدمت ترجمته.
4 إسماعيل بن أبي خالد الأحمسي، تقدمت ترجمته.
5 حصين بن عبد الرحمن الحارثي، كوفي مقبول، من السادسة، مات سنة 139 ? (التقريب/ 1370)
6 لم أجد لها ذكر في ترجمة زيد رضي الله عنه في تهذيب الكمال ولا في مسند زيد في مسند الإمام أحمد.
(1/522)
جاء عليّ يعود زيد بن أرقم، وعنده القوم، فقال للقوم: أنصتوا واسكتوا، فوالله لا تسألوني اليوم عن شيء إلا أخبرتكم به، فقال له زيد: أنشدك الله أنت قتلت عثمان ؟ فأطرق ساعة ثم قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما قتلته، ولا أمرت بقتله، وما سرني"1.
إسناده ضعيف: ورواه الحاكم من طريق2: عبدة بن سليمان، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حصين الحارثي، قال: جاء علي بن أبي طالب إلى زيد بن أرقم به نحوه.
هكذا منقطعاً بين حصين وعليّ، والصواب كما في المصنف أن بينهما سرية زيد. وسرية زيد بن أرقم لم أعرفها.
وحصين تفرد به، وهو مقبول عند الحافظ ابن حجر، ولم يتابع.
ورواه ابن عساكر3 من طريق: يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، عن إسماعيل بمثل إسناد الحاكم.
ورواه أيضاً 4 من طريق: أبي حمزة، عن إسماعيل به بمثل رواية ابن أبي شيبة دون قوله: "وما سرّني".
__________
1 المصنف (15/208-209)
2 المستدرك (3/106)
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 465-466)
4 تقدم.
(1/523)
ويشهد لتبرؤ علي رضي الله عنه من قتله، ومن الأمر به ومن الرضى به ما رواه ابن سعد بإسناد حسن لغيره1.
73- قال ابن شبه: حدثنا أبو داود2 قال: حدثنا الجراح بن مليح3 قال: حدثنا قيس ابن مسلم الجدلي4 عن أم الحجاج5 العوفية قالت: كنت عند عائشة رضي الله عنها فدخل عليها الأشتر - وعثمان رضي الله عنه محصور فقال: "يا أم المؤمنين ما تقولين في قتل هذا الرجل؟ قالت: فتكلمت امرأة بينة اللسان صيته، فقالت:معاذ الله؛ أن آمر بسفك دماء المسلمين، وقتل إمامهم، واستحلال حرمتهم، فقال: الأشتر: كتبتن إلينا حتى إذا كانت الحرب على ساق انسللتن منها. قال أبو وكيع: والذي آمن به المؤمنون، وكفر به الكافرون، ما كتبت إليكم سوداء في بيضاء حتى قعدت مقعدي هذا"6.
__________
1 انظر الملحق الروايات [85-87]
2 أبو داود الطيالسي تقدمت ترجمته.
3 الجراح بن مليح بن عدي الرؤاسي، والد وكيع، صدوق يهم، من السابعة ت سنة 175 ? بخ م د ت ق (التقريب/ 908)
4 قيس بن مسلم الجدلي، أبو عمرو الكوفي، ثقة، رمي بالإرجاء، من السادسة ت سنة 120?
5 لم أجد لها ترجمة.
6 تاريخ المدينة (1224-1225)
(1/524)
إسناده ضعيف: رجاله رجال مسلم، إلا أم الحجاج العوفية، فلم أجد لها ترجمة، وسرية زيد بن أرقم لم أعرفها لإبهامها.
ويشهد لحَلِف عائشة -رضي الله عنها- بعدم كتابة سوداء في بيضاء، ما رواه خليفة بإسناد صحيح1 فيرتقي ذلك إلى الحسن لغيره.
130- قال البخاري في التاريخ الكبير: "قال أبو عاصم2 أخبرنا عمر بن سعيد3: سمع عيسى4 سمع خاله5 خرجت مع ابن عمر رضي الله عنهما في جنازة، فسئل عن علي وعثمان رضي الله عنهما فدفعه ابن عمر، وقال: سألتني عن رجلين، كلاهما أراه خيراً مني. تريد أن أجرح أحدهما بعيب الآخر".
وقال البخاري: "ويقال عن عمر بن سعيد: عن عيسى بن عبيد سمع عبد الله ابن بابيه سمع ابن عمر رضي الله عنهما"6.
__________
1 انظر الملحق الرواية رقم: [112]
2 أبو عاصم هو النبيل: الضحاك بن مخلد بن الضحاك، تقدمت ترجمته.
3 عمر بن سعيد بن أبي حسين النوفلي، المكي، ثقة، من السادسة، خ م مد ت س ق (التقريب/ 4905).
4 عيسى هو: ابن عبيد أو ابن عتبة. ذكره البخاري في التاريخ وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان (الثقات 7/ 231) (التاريخ 6/ 388، الجرح 6/ 282).
5 عبد الله بن باباه المكي، ثقة، من الثالثة، م 4 (التقريب/3220).
6 التاريخ الكبير : 6/ 388.
(1/525)
رجاله ثقات رجال مسلم سوى عيسى وقد وثقه ابن حبان وذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وأخرجه ابن عساكر1 من طريق عيسى عن خاله به، وذكره (المحب)2 وعزاه إلى أبي عمر.
ورواه ابن عساكر من طريق خيثمة بن سليمان عن إسحاق بن يسار، نا أبو عاصم، نا عيسى بن عتبة3.
وعند البخاري في الصحيح أن شخصا سأل ابن عمر عن علي وعثمان4.
131- قال أحمد: "نا أبو سعيد5 مولى بني هاشم، نا عكرمة6 بن إبراهيم الباهلي، نا
__________
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 507-508)
2 المحب الطبري (الرياض النضرة 3/ 50)
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 507، 508).
4 انظر الملحق الرواية رقم: [22].
5 هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبيد البصري، أبو سعيد، مولى بني هاشم، نزيل مكة، لقبه جردمه، صدوق ربما أخطأ، من التاسعة، ت سنة 197?، خ صد س ق (التقريب/3918).
6 عكرمة بن إبراهيم الباهلي، قال عنه ابن معين وأبو داود: «ليس بشيء" وقال النسائي: «ضعيف" وقال يعقوب بن سفيان وأبو حفص محمد بن علي: «منكر الحديث" (تاريخ بغداد للخطيب 12/ 262)، وانظر (التعجيل للحافظ ابن حجر 290).
(1/526)
عبد الله1 بن عبد الرحمن بن أبي ذباب عن أبيه2.
أن عثمان بن عفان صلى بمنى أربع ركعات، فأنكره الناس عليه، فقال: يا أيها الناس إني تأهلت بمكة منذ قدمت، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تأهل في بلد فليصل صلاة المقيم" 3.
إسناده حسن لغيره.
ورواه من طريقه ابن عساكر4كما رواه 5 من طريق حرمي بن عمارة، وأبي عتاب سهل بن حماد، كلاهما عن عكرمة به نحوه.
وهذا الإسناد ضعيف، بضعف عكرمة الباهلي، وعبد الرحمن بن أبي ذباب لم يوثقه غير ابن حبان؛ ويشهد له ما رواه:
132- أبو داود قال: "حدثنا هناد بن السري6 عن أبي الأحوص7 عن
__________
1 عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن أبي ذباب، ثقة من الثالثة، د ت س (التقريب/ 3427).
2 عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ذئاب الدوسي، ذكره ابن حبان في الثقات، وذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه (البخاري، التاريخ الكبير 5/ 300، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 5/ 249، ابن حبان، الثقات 5/ 80).
3 المسند، بتحقيق أحمد شاكر (1/ 351).
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان249-250).
5 المصدر نفسه.
6 هناد بن السري بن مصعب التميمي، أبو السري، الكوفي، ثقة، من العاشرة، ت سنة 243?، وله 91سنة عخ م 4 (التقريب/7320).
7 أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي، مولاهم، الكوفي، ثقة، متقن، صاحب حديث من السابعة، ت سنة 179? ع (التقريب/ 2703).
(1/527)
المغيرة1 عن إبراهيم2 قال: إن عثمان صلى أربعاً، لأنه اتخذها وطناً"3.
إسناده حسن لغيره: فإن رجاله ثقات، رجال الشيخين إلا (هناد) فلم يخرِّج له البخاري وهو ثقة.
وفيه: عنعة المغيرة، وهو مدلس4 لا سيما عن إبراهيم، كما أن فيه إرسال إبراهيم، فإنه ولد ما يقارب سنة 46?، أي بعد موت عثمان رضي الله عنه بإحدى عشرة سنة تقريباً، وبذلك تكون روايته عن عثمان رضي الله عنه منقطعة.
فهذا إسناد ضعيف أيضا لكنه يتقوى بالرواية السابقة ويقويها فيرتقي إلى درجة الحسن لغيره.
وتشهد للروايتين أيضا: روايات الزهري الآتية5.
__________
1 المغيرة بن مقسم الضبي، مولاهم، أبو هشام الكوفي، الأعمى، ثقة، متقن، إلا أنه كان يدلس ولا سيما عن إبراهيم، من السادسة، ت سنة 136? على الصحيح ت (التقريب/ 6851) وكان عثمانياً، يحمل بعض الحمل على عليّ، قاله العجلي (الذهبي، سير أعلام النبلاء 6/ 120).
2 إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي، أبو عمران الكوفي، الفقيه، ثقة، إلا أنه يرسل كثيراً، من الخامسة، ت سنة 96?، وهو ابن 50سنة أو نحوها ع (التقريب/ 270)
3 السنن (2/ 199).
4 ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين (ص: 46).
5 انظر الملحق الروايات رقم: [192-194]
(1/528)
133- وفي مصنف ابن أبي شيبة: "عبد الرحمن بن مهدي1 عن سفيان2 عن أبيه3 عن أبي يعلى4 عن ابن الحنفية قال: قال علي: "لو سيرني عثمان إلى صرار5لسمعت، وأطعت"6.
إسناده صحيح: رجاله ثقات، رجال الشيخين.
ورواه ابن عساكر7 من طريق: يحيى بن سعيد القطان، عن سفيان الثوري به مثله.
ورواه أيضاً8 من طريق: سفيان، عن أبيه، عن منذر الثوري، عن ابن الحنفية به، وذكره (المحب الطبري)9 في (الرياض النضرة).
__________
1 عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري، تقدمت ترجمته.
2 سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، تقدمت ترجمته.
3 سعيد بن مسروق الثوري، ثقة، من السادسة،مات سنة 126?، وقيل بعدها ع (التقريب/ 2393).
4 أبو يعلى هو: المنذر بن يعلى الثوري، تقدمت ترجمته.
5 صرار: قيل موضع على ثلاثة أميال من المدينة، على طريق العراق (ياقوت، معجم البلدان 3/ 398).
6 المصنف (15/ 225).
7 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 363).
8 المصدر نفسه.
9 (3/ 49).
(1/529)
134- قال ابن سعد: أخبرنا أبو معاوية1 قال: أخبرنا الأعمش2 عن أبي صالح3 قال: كان أبو هريرة إذا ذكر ما صُنع بعثمان بكى، قال: فكأني أسمعه يقول: "هاه هاه ينتحب"4.
إسناده صحيح: رجاله ثقات رجال الشيخين ولا تضره عنعنة الأعمش حيث أخرجا له في الصحيحين معنعناً عن أبي صالح5.
وأبوصالح وهو: ذكوان السمان شهد يوم الدار وروى عن أبي هريرة وعدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم6.
وروى هذا الخبر أيضا: سعيد بن منصور7 عن أبي معاوية به دون قوله: "هاه هاه".
135- قال خليفة: حدثنا عبد الأعلى8 بن الهيثم قال: حدثني أبي9 قال: قلت
__________
1 أبو معاوية هو: محمد بن خازم الضرير، تقدمت ترجمته.
2 الأعمش هو: سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
3 أبو صالح هو: ذكوان السمان، تقدمت ترجمته.
4 ابن سعد (الطبقات 3/ 81).
5 انظر التعليق على الرواية رقم : (93).
6 انظر : تهذيب الكمال للمزي : 1/396.
7 السنن (2/ 335)
8 لم أجد له ترجمة.
9 لم أجد له ترجمة.
(1/530)
للحسن1: أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: لا، كانوا أعلاجاً2 من أهل مصر"3.
معناه صحيح: فلم يكن في قتلة عثمان رضي الله عنه أحد من المهاجرين والأنصار، وتقدم بيان ذلك4.
ولكن في الإسناد تصحيف، فليس في شيوخ (خليفة) أحد بهذا الاسم، وليس في الرواة عن الحسن5 أحد بهذا الاسم.
وفي الرواة عن الحسن البصري، عبيد الصيد6 وله ابن يسمى الهيثم7 قال ابن حبان في ترجمة الهيثم: "يروي عن أبيه عن الحسن"8.
فبذلك يكون الإسناد كالتالي: "عبد الأعلى9 عن الهيثم قال: حدثني
__________
1 الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدمت ترجمته.
2 العلج: العَيْر، والحمار، وحمار الوحش، والرجل من كفار العجم (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 1/207)
3 التاريخ (176)
4 انظر : الباب الثاني/الفصل الثاني/المبحث الرابع :(قاتل عثمان).
5 المزي (تهذيب الكمال 256 خ)
6 عبيد بن عبد الرحمن المزني، أبو عبيدة، البصري، الصيرفي، يعرف بالصيد، صدوق، من السادسة، د (التقريب/ 4382)
7 الهيثم بن عبيد الصيد وهو ابن عبيد بن عبد الرحمن روى عن أبيه وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم وذكره ابن حبان في الثقات وقال يروي عن أبيه عن الحسن.
8 الثقات (9/236)
9 عبد الأعلى بن عبد الأعلى البصري السامي، تقدمت ترجمته.
(1/531)
أبي..."، وهذا إسناد ضعيف بالهيثم، فلم يوثقه غير ابن حبان.
لكن يشهد لآخره ما رواه خليفة بإسناد حسن أن قاتل عثمان رضي الله عنه: رجل من أهل مصر1.
وما رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح إلى جندب الخير، أنه قال: "أتينا حذيفة حين سار المصريون إلى عثمان فقلنا: إن هؤلاء قد ساروا إلى هذا الرجل فما تقول؟ قال: يقتلونه 2 والله...
وما رواه أسد بن موسى، بإسناد صحيح لغيره، عن كنانة مولى صفية أنه قال: قتله رجل من أهل مصر، يقال له: جبلة بن الأيهم" 3.
136- قال يعقوب بن سفيان: حدثنا عبيد الله بن موسى4 عن إسرائيل5 عن أبي إسحاق6 عن جارية7 قال: سمعت ابن مسعود يقول حين قدم علينا بيعة عثمان: حمد
__________
1 انظر الوسيط (ص 220-224)
2 المصدر نفسه.
3 انظر الوسيط (ص: 220 _ 224)
4 عبيد الله بن موسى بن باذام العبسي، الكوفي، ثقة، كان يتشيع، من التاسعة، قال أبو حاتم: كان أثبت في إسرئيل من أبي نعيم، واستصغر في سفيان الثوري ت سنة 213 ? على الصحيح، ع (التقريب/ 4345)
5 إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، تقدمت ترجمته.
6 أبو إسحاق السبيعي تقدمت ترجمته.
7 جارية بن قدامة التميمي السعدي، صحابي على الصحيح، مات في ولاية يزيد، ابن عساكر (التقريب/ 885)
(1/532)
الله وأثنى عليه ثم قال: ما ألونا عن أعلى هذي فوق أن بايعناه"1.
ومن طريقه رواه ابن عساكر2 وفيه تصحّف جارية إلى "جارٍ له" والصواب جارية.
إسناده صحيح: أما عن تشيع عبيد الله فإن الرواية لا تدعو إلى تشيعه بل تخالف مذهب التشيع في عثمان رضي الله عنه، واختلاط أبي إسحاق لا يضر، حيث إن رواية إسرائيل عنه في الصحيحين"3.
137- قال ابن سعد: أخبرنا أبو معاوية4 قال: أخبرنا الأعمش5 عن عبد الله بن سنان6 الأسدي، قال: قال: عبد الله7 حين استخلف عثمان: ما ألونا عن أعلى ذي فوق"8.
__________
1 المعرفة والتاريخ (2/761)
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 209)
3 البخاري مع الفتح (6/24)، صحيح مسلم (1852)
4 أبو معاوية الضرير: هو محمد بن خازم،تقدمت ترجمته.
5 الأعمش هو : سليمان بن مهران الأسدي، تقدمت ترجمته.
6 عبد الله بن سنان الأسدي، وثقه ابن سعد وابن حبان ويحيى بن معين (الطبقات 6/ 178، تعجيل المنفعة 28، الجرح والتعديل 5/ 68).
7 عبد الله هو ابن مسعود رضي الله عنه.
8 الطبقات (3/ 62-63).
(1/533)
وأخرجه يعقوب بن سفيان1 عن أبي نعيم الفضل بن دكين، ثنا الأعمش به.
إسناده صحيح: وأخرج نحوه من طرق متعددة عن ابن مسعود كل من: يعقوبُ بن سفيان، وابنُ سعد، وابن عساكر2
138- قال أحمد: ثنا يحيى بن سعيد3 القطان، عن حماد بن سلمة4 حدثني عبدالملك ابن عمير5عن رفاعة بن شداد6.
قال: كنت أقوم على رأس (المختار) فلما عرفت كذبه هممت أن أسل سيفي فأضرب عنقه، فذكرت حديثاً حدثناه عمرو بن الحمق قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(من أمنّ رجلاً على نفسه فقتله، أعطي لواء الغدر يوم القيامة) ".
__________
1 المعرفة والتاريخ (2/ 760).
2 يعقوب بن سفيان (المعرفة والتاريخ 2/ 760-761) وابن سعد (الطبقات 3/ 63)، وابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 206-209).
3 يحيى بن سعيد بن فروخ التميمي، تقدمت ترجمته.
4 حماد بن سلمة تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 رفاعة بن شداد بن عبد الله بن قيس القتباني، أبو عاصم،الكوفي، ثقة، من كبار الثالثة، س ق (التقريب/ 1947).
(1/534)
وروى أحمد أيضاً1 عن بهز بن أسد، عن حماد به نحوه وفيه: "فلما بيّنت كَذَابَته"2.
وروى أحمد 3 أيضاً عن ابن نمير4 ثنا عيسى5 القارئ أبو عمر بن عمر، ثنا السدي6 عن رفاعة القتباني قال: "دخلت على (المختار)، فألقى لي وسادة وقال: لولا أن أخي جبريل قام عن هذه لألقيتها لك: فأردت أن أضرب عنقه، فذكرت حديثاً حدثنيه أخي عمرو بن الحمق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما مؤمناً أمنّ مؤمناً على دمه فقتله، فأنا من القاتل بريء" .
ورواه ابن عساكر7 من طريق علي بن الجعد عن حماد به مثله.
كما رواه8 أيضاً من طريق الحارث بن حصين الثقفي، عن السدي به، وفيه: "رفاعة بن عاصم القتباني".
__________
1 المسند (5/ 223-2234، 436-437).
2 المسند (5/ 223-224، 436-437).
3 المصدر نفسه.
4 هو عبد الله بن نمير، تقدمت ترجمته.
5 عيسى بن عمر الأسدي الهمداني، أبو عمر، الكوفي، القارئ، ثقة من السابعة، مات سنة 156? ت س (التقريب/ 5314).
6 السدي هو: إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة، السدي، أبو محمد الكوفي، صدوق يهم، رمي بالتشيع، من الرابعة، مات سنة 127? م 4 (التقريب/ 463).
7 تاريخ دمشق (13/ 431-432)
8 المصدر نفسه.
(1/535)
ورواه ابن أبي عاصم1 من طريق يزيد بن هارون عن حماد به نحوه.
ورجال طريق أحمد الأولى ثقات، رجال مسلم غير رفاعة، وهو ثقة، وفيه تدليس عبد الملك، وهو من المرتبة الثالثة2 فيضعف الإسناد به، لكن يقويه الإسناد الثالث لأحمد الذي من طريق السدي، فإن رجاله ثقات، رجال مسلم أيضاً سوى عيسى القارئ وهو ثقة. والسدي صدوق يهم، رمي بالتشيع.
ورواه ابن ماجه3 من طريق عبدالملك بن عمير وصححه4 البوصيري، والألباني5 وذكره الذهبي في (السير)6.
ورواه البخاري في التاريخ7 الكبير، والنسائي8 والطحاوي9 والخرائطي10 كلهم من طريق: عبد الملك بن عمير به.
قال الألباني: "وهذا سند صحيح"11.
__________
1 الآحاد والمثاني (خ 254).
2 ابن حجر (طبقات المدلسين، 41).
3 السنن (2/ 896).
4 مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه (2/ 355).
5 صحيح سنن ابن ماجه (2/ 107).
6 (3/ 539).
7 (3/ 323).
8 السنن الكبرى (كما في السلسلة 1/ 725).
9 المشكل (1/ 77).
10 مكارم الأخلاق (29).
11 السلسة الصحيحة (1/ 725).
(1/536)
وفي رواية النسائي "إذا اطمأن الرجل إلى الرجل ثم قتله، رفع له لواء...".
وفي رواية البخاري في التاريخ1 والطحاوي2 والخرائطي3 والطبراني4 وأبي نعيم من طريق السدي عن رفاعة: "من أمَّن رجلاً على دمه فقتله، فأنا بريء من القاتل، وإن كان المقتول كافراً".
وأخرجه الطيالسي5 ثنا محمد بن أبان عن السدي، بلفظ: "إذا أمن الرجل على نفسه".
ورواه ابن حبان في صحيحه6 بلفظ: "أيما رجل أمّن رجلاً" ويشكل أن رفاعة يسمع من يدعي أن جبريل ينزل إليه، ثم يعده في عداد المؤمنين، ولعل ذلك زيادة من التورع منه، حيث إنه لا يعلم: هل قامت عليه الحجة الكافية أم لا؟.
ويلاحظ أن رواية واحدة فقط هي التي فيها تخصيص هذا الأمر في المؤمن، أما باقي الروايات فتعمم، وهي أصح من الروايات المخصصة.
__________
1 (2/ 322).
2 المشكل (1/ 78).
3 المعجم الصغير (19، 121)
4 السلسة الصحيحة (1/ 725)
5 المسند (181).
6 صحيح ابن حبان (1682).
(1/537)
139- وفي مصنف عبد الرزاق: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر1 عن قتادة2 قال: قال ابن سلام: "لئن كان قتل عثمان هدى لتحلبن لبناً، ولئن كان قتل عثمان ضلالة لتحلبن دماً".
قال: وقال حذيفة: طارت القلوب مطارها، ثَكِلَتْ كلَّ شجاع بطل من العرب أمّه اليوم، والله لا يأتيكم بعد بعده هذه إلا أصغر، أبتر، الآخر شر"3.
إسناده ضعيف: رجاله ثقات، رجال الشيخين، إلا أن قتادة مشهور بالتدليس4 ولم يصرح هنا بالسماع فالرواية معلولة به.
وفي بعض رواياته بينه وبين ابن سلام رضي الله عنه، أبو المليح وقد روي نحو هذا الخبر من قول الحسن5.
وللفقرة الأولى شاهد من رواية ابن سيرين عن ابن سلام6.
140- قال عبد الله بن أحمد: حدثني محمد بن أبي بكر بن علي7 المقدمي، حدثنا محمد ابن
__________
1 معمر هو: ابن راشد، تقدمت ترجمته.
2 قتادة هو ابن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته.
3 عبد الرزاق الصنعاني (المصنف 11/ 446).
4 ابن حجر (طبقات المدلسين 43 عاصم) والسير للذهبي (5/ 270).
5 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 500)
6 رواه ابن سعد وغيره بإسناد حسن.
7 محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، الثقفي، مولاهم البصري، ثقة من العاشرة، ت سنة 234? خ م س (التقريب/ 5761).
(1/538)
عبد الله1 الأنصاري، حدثنا هلال بن حق الجريري2 عن ثمامة بن حزن القشيري3 قال: شهدت الدار يوم أصيب عثمان فاطلع عليهم اطلاعه، فقال: ادعوا لي صاحبيكم اللذين ألّباكم عليّ، فدعيا له، فقال: نشدتكما الله، أتعلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ضاق المسجد بأهله، فقال: من يشتري هذه البقعة من خلص ماله فيكون فيها كالمسلمين، وله خير منها في الجنة؟ فاشتريتها من خالص مالي فجعلتها بين المسلمين، وأنتم تمنعوني أن أصلي فيه ركعتين.
ثم قال: أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم يكن فيها بئر يستعذب منه إلا رومة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يشتريها من خالص ماله، فيكون دلوه فيها كدلي المسلمين، وله خير منها في الجنة؟ فاشتريتها من خالص مالي، فأنتم تمنعوني أن أشرب منها؟ ثم قال: هل
__________
1 محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله الأنصاري، البصري، ثقة من التاسعة، مات سنة 215? ع (التقريب/ 6046) وذكره ابن الكيال في المختلطين (ص: 394)، ولم يذكر من روى عنه قال: أخبرنا الاختلاط ولا من روى عنه بعده.
2 هلال بن حق ذكره البخاري في التاريخ الكبير وسكت عنه، وذكره أيضاً ابن حبان في الثقات (التاريخ الكبير 8/ 210، والثقات 7/ 576).
3 ثمامة بن حزن القشيري، البصري، والد أبي الورد، ثقة، من الثانية مخضرم، وفد على عمر بن الخطاب، وله 35 سنة، بخ م ت س (التقريب/ 850).
(1/539)
تعلمون أني صاحب جيش العسرة؟ قالوا: اللهم نعم"1.
ومن طريقه رواه ابن عساكر2 ورواه أيضاً من طريق: عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ثمامة بن أنس، نا محمد بن عبدالله الأنصاري به نحوه.
وصحح إسناده (أحمد شاكر) وليس كما قال، بل إسناده ضعيف بهلال، فهو مجهول الحال، لم يوثقه غير ابن حبان، كما أن محمد بن عبدالله قد اختلط ولم أتبين الراوي عنه، هل روى عنه قبل اختلاطه أم بعده؟.
وله عدة شواهد3.
141- قال أحمد: حدثنا بهز، حدثنا أبو عوانة، حدثنا حصين عن عمرو بن جاوان، قال: قال الأحنف: انطلقنا حجاجاً فمررنا بالمدينة، فبينما نحن في منزلنا إذ جاءنا آتٍ، فقال: الناس من فزع في المسجد، فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في المسجد، قال: فتخللتهم حتى قمت عليهم، فإذا علي بن أبي طالب، والزبير، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، قال: فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء عثمان يمشي، فقال: أههنا علي؟ قالوا: نعم، قال: أههنا الزبير؟ قالوا: نعم، قال: أههنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: أههنا سعد؟ قالوا: نعم. قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو
__________
1 أحمد (المسند بتحقيق أحمد شاكر 2/ 13 -14).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 339-340)
3 انظر الملحق الروايات رقم: [66، 67، 165، 198]
(1/540)
أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له فابتعته، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعته، فقال: اجعله في مسجدنا وأجره لك؟ قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع بئر رومة فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعتها، يعني بئر رومة، فقال:
اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك؟ قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة، فقال:
من يجهّز هؤلاء غفر الله له، فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: اللهم اشهد، اللهم اشهد ثم انصرف"1.
ورواه ابن عساكر من طريق: يحيى بن حماد، نا أبو عوانة: ومن طريق جريد: كلاهما عن حصين به نحوه.
وصحح إسناده أحمد شاكر، لكن في تصحيحه نظراً، فإن عمراً لم يوثقه غير ابن حبان، لبعضه عدة شواهد2.
__________
1 المسند (ت أحمد شاكر 1/ 380-381).
2 انظر الملحق الروايات رقم: [43، 66، 76، 164، 198]
(1/541)
142- قال ابن سعد: أخبرنا عمرو1 بن عاصم قال: أخبرنا همام2 قال: حدثني قتادة3 عن أبي المليح4 عن عبد الله بن سلام قال: "ما قتل نبي قطّ إلا قتل به سبعون ألفاً من أمته، ولا قتل خليفة قط إلا قتل به خمسة وثلاثون ألفاً"5.
إسناده حسن: رجاله ثقات، رجال الشيخين.
وعمرو بن عاصم قال عنه أبو داود: "لا أنشظ لحديثه" لكن وثقه ابن معين، والنسائي6 واحتج به الشيخان، فهو صحيح الحديث إن شاء الله تعالى.
غير أن قتادة مشهور بالتدليس7من الثالثة، وقد عنعن فيضعف الخبر به. لكن يشهد له ما رواه عبد الرزاق8فيصبح حسناً لغيره.
__________
1 عمرو بن عاصم بن عبيد الله الكلابي، تقدمت ترجمته.
2 همام بن يحيى بن دينار العوذي، البصري، ثقة ربما وهم، من السابعة مات سنة 164?، ع (التقريب/ 7319).
3 قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته.
4 أبو المليح بن أسامة بن عمير، تقدمت ترجمته.
5 ابن سعد (الطبقات 3/ 83).
6 ابن حجر (هدي الساري 431).
7 ابن حجر (طبقات المدلسين 43، عاصم) والسير للذهبي (5/ 270).
8 انظر الملحق الرواية رقم: [72].
(1/542)
143- قال البخاري في التاريخ الصغير: حدثنا محمد بن يوسف1 ثنا سفيان2 عن أسلم المنقري3 عن عبدالله4 بن عبدالرحمن بن أبزى عن أبيه5 رضي الله عنه قال: قلت لأبيّ بن كعب - لما وقع الناس في أمر عثمان -: أبا المنذر ما المخرج؟ قال: كتاب الله، ما استبان لك فاعمل به، وما اشتبه عليك فكله إلى عالمه"6.
إسناده حسن.
__________
1 محمد بن يوسف بن واقد بن عثمان الضبي الزيدان، مولاهم ثقة، فاضل، يقال: أخطأ في شيء من حديث سفيان وهو مقدم فيه / مع ذلك / عندهم على عبد الرزاق،من التاسعة، ت سنة 212? ع (التقريب/ 6415).
2 سفيان هو: ابن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، ثقة، حافظ، فقيه، عابد، إمام حجة، من رؤوس الطبقة السابعة، وكان ربما دلس مات سنة 161? وله أربع وستون ع (التقريب/ 2445).
3 أسلم المنقري، سكنى أبا سعد، ثقة، ت سنة 142?، من السادسة د (التقريب/407)
4 عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي، مولاهم الكوفي، مقبول من الخامسة خت د س (التقريب/ 3423) وقال الذهبي في الكاشف: «وثق" (2/ 92) ولم يذكره في الميزان، ولا الحافظ في اللسان. وقال الحافظ في التهذيب «وثقه ابن حبان" وقال الأثرم: «قلت لأحمد: سعيد وعبد الله أخوان؟ قال: نعم، قلت: فأيهما أحب إليك؟ قال: كلاهما عندي حسن الحديث".
(ابن حجر تهذيب التهذيب 5/ 290)، والأثرم هو صاحب الإمام أحمد (الذهبي، التذكرة 2/ 571).
5 عبد الرحمن بن أبزى، الخزاعي مولاهم، صحابي صغير، وكان في عهد عمر رجلاً، وكان على خراسان لعلي. ع (التقريب/ 3794).
6 البخاري (التاريخ الصغير، 1/ 89).
(1/543)
ورواه ابن أبي شيبة1 عن أبي أسامة2 قال: حدثنا الثوري، قال: حدثنا سالم المنقري به مثله وفيه: "فآمن به وكله إلى عالمه".
وفيه "سالم" بدل "أسلم" وهو تصحيف.
ورواه يعقوب بن سفيان3 عن عبد الله4 بن عثمان، قال: حدثنا عبدالله5 قال: حدثنا سفيان به إلى قوله: "لقيت أبيّ بن كعب" فقط.
وإسناد البخاري حسن، وقد صرح سفيان بالسماع في رواية ابن أبي شيبة، وقد تابع محمد بن يوسف، أبو أسامة عن الثوري: مما زاده قوة إلى قوته، خاصة وإن احتمال خطأ الفريابي في رواية الثوري قليل.
وإسناد ابن أبي شيبة حسن أيضاً، كما تابعهما أيضاً ابن المبارك والإسناد إليه صحيح.
144- وفي مصنف عبد الرزاق: "عن معمر6 عن أيوب7 عن أبي قلابة8: أن رجلاً من حمص يقال
__________
1 ابن أبي شيبة (المصنف 15/ 211).
2 أبو أسامة هو: حماد بن أسامة القرشي، تقدمت ترجمته.
3 يعقوب بن سفيان (المعرفة والتاريخ 1/ 220).
4 عبد الله بن عثمان بن جلة بن أبي رواد، العتكي، أبو عبد الرحمن المروزي، ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة إحدى وعشرين خ م د ت س (التقريب/ 3465).
5 عبد الله هو: ابن المبارك المروزي مولى بني حنظلة، ثقة، ثبت، فقيه علم، جواد مجاهد، جمعت فيه خصال الخير، من الثامنة، ت سنة 181? وله 63 سنة ع (التقريب/ 3570).
6 معمر بن راشد، تقدمت ترجمته.
7 أيوب السختياني، تقدمت ترجمته.
8 أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي، تقدمت ترجمته.
(1/544)
له كريب بن سيف - أو سيف بن كريب - جاء إلى عثمان فقال: ما جاء بك؟ أبإذن جئت أم عاص؟ قال: بل نصيحة أمير المؤمنين، قال: وما نصيحتك؟ قال: لا تكل المؤمن إلى إيمانه، حتى تعطيه من المال ما يصلحه - أو قال: ما يعيِّشه - ولا تكل ذا الأمانة إلى أمانته، حتى تطالعه في عملك، ولا ترسل السقيم إلى البريء ليبرئه، فإن الله يبرئ السقيم، وقد يسقمُ السقيمُ البريء، قال: ما أردت إلا الخير، قال: فردهم، وهم زيد بن صوحان وأصحابه"1.
إسناده إلى أبي قلابة صحيح؛ رجاله رجال الشيخين.
وأبو قلابة، ت سنة 104?، كثير الإرسال، قال العجلي: "فيه نصب يسير".
145- قال أحمد: حدثنا إسماعيل2 بن أبان الوراق، حدثنا يعقوب3 عن جعفر4 بن أبي المغيرة، عن ابن أبزى5 عن عثمان بن عفان، قال: قال له عبد الله بن الزبير حين حُصر: إن عندي نجائب قد أعددتها لك، فهل لك أن تحول إلى
__________
1 (11/ 334).
2 إسماعيل بن أبان الوراق الأزدي، أبو إسحاق أو أبو إبراهيم كوفي ثقة، تكلم فيه للتشيع، مات سنة 216?، من التاسعة، خ صد ت (التقريب/ 410).
3 يعقوب بن عبد الله بن سعد الأشعري، أبو الحسن القمي، صدوق يهم، من الثامنة، مات سنة 174? خت 4 (التقريب/ 7822).
4 ترجم له.
5 سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، ترجم له.
(1/545)
مكة، فيأتيك من أراد أن يأتيك؟ قال:لا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله عليه مثل نصف أوزار الناس"1.
وروى المرفوع منه فقط البزار2 عن محمد بن موسى القطان، عن إسماعيل به وقال:
"وأنا أظن إنما هو:عن يعقوب، عن جعفر بن حميد، عن ابن أبزى، وأخاف أن يكون خطأ".
إسناده ضعيف: فابن أبزى لم يدرك عثمان.
قال أبو زرعة:"سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن عثمان مرسل"3.
كما أن إسماعيل فيه تشيع، وفي الرواية ما يدعو إلى التشيع، وقد تكلم فيه للتشيع4.
وقال أحمد شاكر: "إسناده ضعيف لانقطاعه". وعلله بعدم سماع ابن أبزى من عثمان رضي الله عنه لكن لبعضه شاهد رواه:
146- أحمد أيضاً قال: حدثنا علي بن عياش5 نا الوليد بن مسلم6- قال: وأخبرني
__________
1 المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 361).
2 كشف الأستار (2/ 48).
3 العلائي (جامع التحصيل 220).
4 كما تقدم في ترجمته.
5 علي بن عياش الألهاني، الحمصي، ثقة، ثبت، من التاسعة، مات سنة 219? خ 4 (التقريب/ 4779).
6 الوليدبن مسلم القرشي، مولاهم، أبو العباس الدمشقي، ثقة لكنه كثير التدليس، والتسوية، من الثامنة، ت سنة 195? 4 (التقريب/ 7456).
(1/546)
الأوزاعي1 عن محمد بن عبد الملك بن مروان2 أنه حدثه عن المغيرة بن شعبة أنه دخل على عثمان وهو محصور، فقال: إنك إمام العامة، وقد نزل بك ما ترى، وإني أعرض عليك خصالاً ثلاثاً اختر إحداهن: إما أن تخرج فتقاتلهم، فإن معك عدداً وقوة، وأنت على الحق وهم على الباطل، وإما أن نخرق لك باباً سوى الباب الذي هم عليه، فتقعد على رواحلك فتلحق بمكة، فإنهم لن يستحلوك وأنت بها. وإما أن تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية.
فقال عثمان: أما أن أخرج فأقاتل، فلن أكون أول من خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته بسفك الدماء، وأما أن أخرج إلى مكة فإنهم لن يستحلوني بها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يلحد رجل من قريش بمكة يكون عليه نصف عذاب العالم، فلن أكون أنا إياه، وأما أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية، فلن أفارق دار هجرتي، ومجاورة رسول الله صلى الله عليه وسلم " 3.
إسناده ضعيف.
ورواه من طريقه ابن عساكر4.
__________
1 الأوزاعي هو: عبد الرحمن بن عمرو، تقدمت ترجمته.
2 محمد بن عبد الملك بن مروان الأموي، وثقه علي بن الحسن بن الجنيد، وذكره ابن حبان في الثقات، قتل سنة 132? (ابن أبي حاتم الجرح 8/ 4، ابن حجر، التعجيل 370-371).
3 المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 369).
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 387-388)
(1/547)
ورواه الخطيب البغدادي1 من طريق يعقوب بن القاسم الطلحي، عن الوليد به نحوه.
ومن طريقه ابن عساكر 2 وذكره (المحب الطبري في الرياض النضرة)3.
وفيه: "وإن شئت خرجت بمن معك فقاتلناهم...". قال ابن أبي حاتم:"محمد بن عبدالملك بن مروان روى عن المغيرة بن شعبة مرسلاً" 4.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد وقال: "رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن محمد بن عبد الملك بن مروان لم أجد له سماعاً من المغيرة"5.
وقال أحمد شاكر: "في إسناده نظر" ثم نقل عن الحافظ ابن حجر أنه قال في محمد بن عبد الملك "ما أظن روايته عن المغيرة إلا مرسلة".
ثم قال أحمد شاكر: "وأنا أرجح هذا؛ لأن المغيرة بن شعبة مات سنة 50? فيبعد أن يسمع منه ثم يعيش بعده 82سنة، ولو كان لذكر في المعمرين من الرواة؛ ولذلك أرجح أن الحديث ضعيف؛ لانقطاعه"6.
قلت: وفيه الوليد بن مسلم كثير التدليس والتسوية، ولم يصرح شيخه بالسماع.
فالإسناد ضعيف بهاتين العلتين.
__________
1 تاريخ بغداد (14/ 272).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 387-388)
3 (3/ 70).
4 الجرح (8/ 4).
5 (7/ 329).
6 مسند أحمد (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 369).
(1/548)
وبعضه يقوي ويتقوى بما قبله. فينتج من هاتين الروايتين: أنه عرض على عثمان رضي الله عنه الخروج إلى مكة للهرب من الخارجين عليه، وأنه رفض ذلك مبيناً سبب رفضه هذا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يلحد رجل من قريش بمكة" فهذا الذي اتفقت عليه الروايتان حسن لغيره، والباقي ضعيف.
147- قال أبوبكر ابن أبي الدنيا: نا بشار بن موسى1 أنا عبدالله بن المبارك2 حدثني يونس بن يزيد3 عن الزهري4 عن أبي سلمة5 عن أبي قتادة6 قال: دخلت على عثمان وهو محصور، أنا ورجل من قومي نستأذنه في الحج، فأذن لنا، فلما خرجت استقبلني الحسن بن علي بالباب، فدخل وعليه سلاحه، فرجعت معه، فدخل فوقف بين يدي عثمان. قال: يا أمير المؤمنين ها أنا ذا بين يديك فمرني بأمرك. فقال له عثمان: يا ابن أخي وصلتك رحم أن القوم ما يريدون غيري، ووالله لا أتوقى بالمؤمنين، ولكن أوقي المؤمنين بنفسي، فلما سمعت ذلك منه قلت: يا أمير المؤمنين، إن كان من أمرك كون، فما تأمر، قال: انظر ما اجتمعت عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم
__________
1 بشار بن موسى الخفاف شيباني عجلي، بصري، نزل بغداد، ضعيف كثير الغلط، كثير الحديث، من العاشرة، فق (التقريب/ 674).
2 عبد الله بن المبارك الخراساني، تقدمت ترجمته.
3 يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، تقدمت ترجمته.
4 محمد بن مسلم الزهري، تقدمت ترجمته.
5 أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، تقدمت ترجمته.
6 أبو قتادة الأنصاري، ترجم له.
(1/549)
فإن الله لا يجمعهم على ضلالة، كونوا مع الجماعة حيث كانت.
قال بشار: فحدثت به حماد بن زيد، فرقّ ودمعت عيناه وقال: رحم الله أمير المؤمنين، حوصر نيفاً وأربعين ليلة، لم تبد منه كلمة يكون لمبتدع فيها حجة"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
إسناده ضعيف: بشار ضعيف كثير الغلط، ويونس في روايته عن الزهري وهم قليل.
ولعرض الحسن على عثمان رضي الله عنهما القتال دونه شواهد3 فيتقوى بها إلى درجة الحسن لغيره.
ولقوله: "أقي المؤمنين بنفسي" شاهد، رواه سعيد بن منصور4 عن أبي معشر5 عن سعيد بن أبي سعيد6 عن أبي هريرة.
__________
1 المحتضرين (خ ق 12 ب حديث: 343، كما في حاشية تاريخ دمشق (ترجمة عثمان ص: 405).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان، ص 405)
3 انظر الملحق الرواية رقم: [55]
4 السنن (2/334)
5 تقدمت ترجمته.
6 سعيد بن أبي سعيد؛ كيسان المقبري، أبو سعد المدني، ثقة من الثالثة تغير قبل موته بأربع سنين. . مات في حدود العشرين، وقيل قبلها، وقيل بعدها، ع (التقريب/ 2321) (تهذيب الكمال 1/490)
(1/550)
وذكره (المحب الطبري في الرياض النضرة)1.
148- قال ابن أبي داود: نا محمد بن عمر بن هياج، نا يحيى بن عبدالرحمن2- يعني
الأرحبي - حدثني عبد الله بن عبد الملك3 بن الحر، عن إياد بن لقيط4 عن يزيد بن معاوية5 قال: إني لفي المسجدزمن الوليد بن عقبة، في حلقة فيها حذيفة، وليس إذ ذاك حجزة ولا جلاوزة، إذ هتف هاتف: من كان يقرأ على قراءة أبي موسى فليأت الزاوية التي عند أبواب كندة، ومن كان يقرأ على قراءة عبدالله بن مسعود فليأت هذه الزاوية التي عند دار عبد الله. فاختلفا في آية من سورة البقرة، قرأ هذا {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} ، وقرأ هذا: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّوَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} فغضب حذيفة واحمرت عيناه ثم قام فغرز قميصه في حجرته وهو في المسجد - وذلك في زمن عثمان
__________
1 (3/ 45)
2 يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، الكوفي، صدوق من الحادية عشرة، ت سنة 255 ?، ت س ق (التقريب/ 6174)
3 عبد الملك بن سعيد بن حيان، ابن أبجر، الكوفي، ثقة عابد، من السادسة م د ت س (التقريب/ 4181)
4 أياد بن لقيط السدوسي، ثقة من الرابعة، بخ م د ت س (التقريب/ 582)
5 يزيد بن معاوية العامري، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات (التاريخ الكبير 8/355، الجرح والتعديل 9/286، ابن حبان، الثقات 5/ 544)
(1/551)
فقال: إما أن تركب إلى أمير المؤمنين وإما أن أركب، فهكذا كان من قبلكم، ثم أقبل فجلس، فقال: إن الله بعث محمداً صلى الله عليه وسلم فقاتل بمن أقبل من أدبر حتى أظهر الله دينه، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف أبا بكر فكان ما شاء الله، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عمر، فنزل وسط الإسلام، ثم إن الله قبضه فطعن الناس في الإسلام طعنة جواد، ثم إن الله استخلف عثمان. وأيم الله ليوشكن أن تطعنوا فيه طعنة تحلقونه كله"1.
إسناده ضعيف: يزيد لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، إلا محمد بن عمرو ويحيى فهما صدوقان.
ومن طريق ابن أبي داود رواه ابن عساكر2.
ولغضب حذيفة من اختلافهم في القرآن شاهد رواه البخاري3 فيرتقي إلى درجة الحسن لغيره.
149- قال البخاري في صحيحه: حدثنا عليّ سمع هشيماً، أخبرنا حصين عن زيد بن وهب، قال: "مررت بالربذة، فإذا أبا ذر رضي الله عنه، فقلت له: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال:
كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} قال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، فقلت: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذاك،
__________
1 المصاحف (18 العلمية)
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 233-234)
3 انظر الملحق الرواية رقم: [30].
(1/552)
وكتب إلى عثمان رضي الله عنه يشكوني، فكتب إليّ عثمان أن أقدم المدينة، فقدمتها فكثر عليّ الناس حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرت ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريباً، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمرّوا عليّ حبشياً لسمعت وأطعت"1.
150- قال ابن سعد: أخبرنا هشيم2 قال: أخبرنا حصين3 عن زيد بن وهب4 قال: مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر، قال: فقلت: ما أنزلك منزلك هذا؟ قال: كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} وقال معاوية: نزلت في أهل الكتاب، قال: فقلت: نزلت فينا وفيهم. قال فكان بيني وبينه في ذلك كلام، فكتب يشكوني إلى عثمان، قال: فكتب إليّ عثمان أن اقدم المدينة، فقدمت المدينة وكثر الناس عليّ كأنهم لم يروني قبل ذلك. قال: فذكر ذلك لعثمان فقال لي: إن شئت تنحيت فكنت قريباً. فذاك أنزلني هذا المنزل، ولو أمَّر عليّ حبشياً لسمعت وأطعت"5.
إسناده صحيح: ولا يعلّه ما في هشيم من كثرة التدليس، لأنه صرحض
__________
1 الجامع الصحيح (فتح الباري 3/ 271).
2 هشيم بن بشير السلمي، تقدمت ترجمته.
3 حصين بن عبد الرحمن السلمي، تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 الطبقات (4/ 226).
(1/553)
بالسماع، وقد قال ابن سعد: "... كان ثقة، كثير الحديث، ثبتاً، يدلس كثيراً؛ فما قال في حديثه أخبرنا فهو حجة؛ وما لم يقل فيه أخبرنا فليس بشيء"1.
ولا يعلل أيضاً باختلاط حصين لأن حديث هشيم عنه ليس مما كان بعد الاختلاط، ولذلك قال أحمد: "ليس أحد أصح حديثاً عن حصين من هشيم"2.
ورواه ابن شبة3 من طريق أحمد بن معاوية عن هشيم به، ولم يصرح فيه هشيم بالسماع، وفيه: "لو أمَّروا" وفيه أيضاً: "وأطعت".
ويلاحظ أن رواية البخاري المتقدمة فيها: "فذكرت ذلك" بدل "فذكر ذلك".
151- قال ابن سعد: أخبرنا عفان بن مسلم4 وعمرو بن عاصم الكلابي 5 قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة6 عن حميد بن هلال7 قال:حدثنا عبدالله بن الصامت8 قال: "دخلت مع أبي ذر في رهط من غفار على عثمان بن
__________
1 الطبقات (7/ 313)، وتهذيب التهذيب لابن جحر (11/ 61).
2 ابن حجر تهذيب التهذيب (11/ 61).
3 تاريخ المدينة (ص: 1037-1038).
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 سليمان بن المغيرة القيسي، مولاهم، البصري، أبو سعيد، ثقة ثقة قاله يحيى بن معين، من السابعة، أخرج له البخاري مقروناً وتعليقاً، مات سنة 165? ع (التقريب/ 2612).
7 تقدمت ترجمته.
8 عبد الله بن الصامت الغفاري، البصري، ثقة، من الثالثة، توفي بعد السبعين، خت م 4 (التقريب/ 3391).
(1/554)
عفان من الباب الذي لا يدخل عليه منه، قال: وتخوفنا عثمان عليه، قال: فانتهى إليه فسلم عليه، قال: ثم ما بدأه بشيء إلا أن قال: أحسبتني منهم يا أمير المؤمنين؟ والله ما أنا منهم ولا أدركهم، لو أمرتني أن آخذ بعرقوتي قتب لأخذت بهما حتى أموت، قال: ثم استأذنه إلى الربذة، قال: فقال: نعم، نأذن لك ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة، فتصيب من رسلها. فقال: فنادى أبو ذر: دونكم معاشر قريش دنياكم فاعذموها لا حاجة لنا فيها. قال: فما نراه بشيء، قال: فانطلق وانطلقت معه حتى قدمنا الربذة، قال: فصادفنا مولى لعثمان غلاماً حبشياً يؤمهم، فنودي بالصلاة فتقدم فلما رأى أبا ذر نكص، فأومأ إليه أبو ذر: تقدم فصل. فصلى خلفه أبو ذر"1.
إسناده صحيح.
ورواه ابن شبة من طريق: عمرو بن عاصم به نحوه2.
ومن طريق عبد الوارث عن حميد به ولفظه: أرسل عثمان رضي الله عنه إلى أبي ذر، فقال: لست منهم، لو أمرتني أن أتعلق بعرقوة قتب لتعلقت به حتى أموت3.
152- قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر4 عن أيوب5- أو غيره - عن حميد بن هلال6 عن
__________
1 الطبقات (4/ 232).
2 تاريخ المدينة (1035-1036) وانظر مجلة العرب جزء 7، 8 سنة 2، محرم صفر 1406 ? ص 475)
3 تاريخ المدينة (1041).
4 معمر هو ابن راشد، تقدمت ترجمته.
5 أيوب السختياني، تقدمت ترجمته.
6 حميد بن هلال تقدمت ترجمته.
(1/555)
عبد الله بن الصامت1 قال: "لما قدم أبو ذر على عثمان قال: أخفتني، فوالله لو أمرتني أن أتعلق بعروة قتب حتى أموت لفعلت"2.
إسناده صحيح.
ورواه ابن أبي شيبة3 عن ابن علية4 عن أيوب عن حميد عن أبي ذر به نحوه.
وإسناد عبد الرزاق صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا عبد الله فلم يخرج له البخاري وهو ثقة.
وإسناد ابن أبي شيبة مثله، وفيه علو، حيث رواه حميد عن أبي ذر دون واسطة، وحميد لم يوصف بالتدليس5.
فلعل رواية عبد الرزاق من المزيد في متصل الأسانيد.
وروى عبد الله بن سيدان عن أبي ذر قال: "لو أمرني عثمان أن أمشي على رأسي لمشيت6".
وعبد الله بن سيدان هو المطرودي، مختلف في صحبته، وقال عنه البخاري:
"لا يتابع في حديثه"7.
__________
1 عبد الله بن الصامت الغفار، تقدمت ترجمته.
2 المصنف (11/332).
3 المصنف (15/225)
4 إسماعيل بن علية، تقدمت ترجمته.
5 لم أجده في التبيين لأسماء المدلسين، لسبط بن العجمي، ولا في طبقات المدلسين للحافظ ابن حجر.
6 رواه ابن أبي شيبة إلى عبد الله بإسناد رجاله رجال مسلم، وفيه عنعنة الأعمش. (المصنف 15/225)
7 انظر طبقات ابن سعد (7/438، والتاريخ الكبير للبخاري (15/110).
(1/556)
153- قال ابن شبة: حدثنا هارون بن معروف1 قال: حدثنا ضمرة بن ربيعة2 قال ابن شوذب3 حدثنا عن مطرف4 عن حميد بن هلال5 عن عبد الله بن الصامت 6 قال: دخلت مع أبي ذر رضي الله عنه على عثمان رضي الله عنه قال: وعلى أبي ذر عمامة، فرفع العمامة عن رأسه وقال: إني والله يا أمير المؤمنين ما أنا منهم - قال ابن شوذب: يعني من الخوارج - ولو أمرتني أن أعض على عرقوبي قتب لعضضت عليهما حتى يأتيني الموت وأنا عاض عليهما. قال: صدقت يا أبا ذر إنا إنما أرسلنا إليك لخير، لتجاورنا بالمدينة. قال: لا حاجة لي في ذاك، ايذن لي في الربذة.
قال: نعم، ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة، تغدو عليك وتروح. قال: لا حاجة لنا في ذاك. يكفي أبا ذر صرمته. قال: ثم خرج، فلما بلغ
__________
1 ترجم له.
2 تقدمت ترجمته.
3 عبد الله بن شوذب الخراساني، أبو عبد الرحمن، سكن البصرة، ثم الشام، صدوق عابد، من السابعة، مات سنة 56 أو 57? بخ 4 (التقريب/ 3387).
4 هكذا في المطبوعة، وهو تصحيف إما من الناسخ أو من المحقق، وصوابه مطر، وهو: ابن طهمان الوراق، أبو رجاء السلمي، مولاهم الخراساني، سكن البصرة، صدوق كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف، من السادسة، مات سنة 125? ويقال سنة 129? خت م 4 (التقريب/ 6699).
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
(1/557)
الباب التفت إليهم فقال: يا معاشر قريش اعذموها ودعونا وديننا.
قال: ودخل عليه وهو يقسم مال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وعنده كعب، فأقبل عثمان رضي الله عنه فقال: يا أبا إسحاق ما تقول في رجل جمع هذا المال فكان يتصدق منه، ويحمل في السبيل ويصل الرحم؟ فقال: إني لأرجو له (خيراً) فغضب أبو ذر ورفع عليه العصا وقال: ما يدريك يا ابن اليهودية ليودن صاحب هذا المال يوم القيامة أن لو كان عقارب تلسع السويداء من قلبه"1.
إسناده حسن: فإن رجاله ثقات إلا ضمرة وابن شوذب ومطر، وهم صدوقون. ويشهد لأكثره ما قبله.
قال ابن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون2 قال: أخبرنا هشام بن حسان3 عن محمد ابن سيرين4 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: إذا بلغ البناء5 سلعاً فاخرج منها. ونحا بيده نحو الشام، ولا أرى أمراءك يدعونك. قال يا رسول الله أفلا أقتل من يحول بيني وبين أمرك؟ قال: لا، قال: فما تأمرني؟ قال: اسمع وأطع ولو لعبد حبشي.
قال: فلما كان ذلك خرج إلى الشام فكتب معاوية إلى عثمان: إن
__________
1 تاريخ المدينة (1036-1037).
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 في الأصل: النبأ وهو تحريف.
(1/558)
أبا ذر أفسد الناس بالشام، فبعث إليه عثمان فقدم عليه، ثم بعثوا أهله من بعده، فوجدوا عنده كيساً أو شيئاً فظنوا أنها دراهم، فقالوا: ما شاء الله فإذا هي فلوس. فلما قدم المدينة، قال له عثمان: كن عندي تغدو عليك وتروح اللقاح، قال: لا حاجة لي في دنياكم، ثم قال: ائذن لي حتى أخرج إلى الربذة، فأذن له فخرج إلى الربذة وقد أقيمت الصلاة وعليها عبد لعثمان حبشي، فتأخر، فقال أبو ذر: تقدم، فصل، فقد أمرت أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي، فأنت عبد حبشي"1.
إسناده صحيح: إلى ابن سيرين، وابن سيرين ولد سنة 33? فروايته هذه مرسلة.
ورواه ابن شبة2من طريق: قرة عن ابن سيرين به مختصراً، وفي آخره: "فكان محمد إذا ذكر له أن عثمان رضي الله عنه سيّره أخذه أمر عظيم، ويقول: "هو خرج من قبل نفسه ولم يسيره عثمان".
وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: "إذا بلغ البناء سلعاً فاخرج منها" رواه غير ابن سيرين، فقد رواه كل من:
1- أم ذر، وذلك فيما ذكره الذهبي في السير عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أم ذر.
2- زيد بن خالد الجهني، وذلك فيما ذكره الذهبي أيضاً عن عاصم ابن كليب، عن أبي الجويرية، عن زيد بن خالد الجهني، قال: كنت عند عثمان إذ جاء أبو ذر، فلما رآه عثمان قال: مرحباً وأهلاً بأخي، فقال أبو
__________
1 الطبقات (4/ 226-227).
2 تاريخ المدينة (1037).
(1/559)
ذر: مرحباً وأهلاً بأخي، لقد أغلظت علينا في العزيمة، والله لو عزمت عليّ أن أحبو لحبوت، ما استطعت، إني خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو حائط بني فلان، فقال لي: "ويحك بعدي" فبكيت، فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإني لباقٍ بعدك؟ قال: "نعم، فإذا رأيت البناء على سلع، فالحق بالمغرب، أرض قضاعة".
قال عثمان: أحببت أن أجعلك مع أصحابك، وخفت عليك جهال الناس.
3- ما رواه الحاكم عن أحمد بن كامل بن خلف القاضي، ثنا أبو قلابة ابن الرقاشي ثنا سعيد بن عامر ثنا أبو عامر - وهو صالح بن رستم الخزاز - عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت قال: قالت أم ذر: والله ما سير عثمان أبا ذر، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا بلغ البنيان سلعاً فاخرج منها". قال أبو ذر: فلما بلغ البنيان سلعاً وجاوز، خرج أبو ذر إلى الشام.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
(1/560)
المجلد الثاني الباب الثالث: الملاحق (تابع) القسم الرابع: الروايات التاريخية الضعيفة
...
القسم الرابع: الروايات التاريخية الضعيفة:
1- قال ابن شبة: حدثنا الحكم بن موسى1 وهارون2 قالا: حدثنا ضمرة3 بن ربيعة، عن غالب القطان4 قال: قلت للحسن5: عثمان أخرج أبا ذر؟ قال: لا، معاذ الله"6.
مرسل: إسناده صحيح إلى الحسن البصري، مرسل منه؛ فقد ولد -رحمه الله- سنة إحدى وثلاثين من الهجرة7 تقريباً؛ وبذلك يكون عمره أثناء فتنة مقتل عثمان –رضي الله عنه- قرابة الأربع سنوات.
__________
1 الحكم بن موسى بن أبي زهير البغدادي، أبو صالح، القنطري، صدوق، من العاشرة، مات سنة 232?، خت م مدس ق (التقريب/ 1462).
2 هارون بن معروف المروزي، أبو علي الخزاز الضرير، نزيل بغداد، ثقة، من العاشرة، مات سنة 231?، وله 74 سنة، خ م د (التقريب/ 7242).
3 الفلسطيني أصله دمشقي، صدوق يهم قليلاً، من التاسعة، مات سنة 202?، بخ 4 (التقريب/ 2988).
4 غالب بن غُطَّاف، وهو ابن غيلان القطان، أبو سليمان البصري، صدوق، من السادسة، ع (التقريب/ 5 346).
5 الحسن بن أبي الحسن البصري، تقدمت ترجمته.
6 تاريخ المدينة (1037).
7 قال العلائي: "حضر يوم الدار وهو ابن أربع عشرة سنة" (جامع التحصيل 195).
وقال أبو زرعة: "وكان الحسن البصري، يوم بويع لعلي رضي الله عنه ابن أربع عشرة" (المراسيل لابن أبي حاتم 36-37) ويوم الدار كان سنة 35هجرية، وبطرح 14 من 35 ينتج 21، فهي السنة التي تتوقع ولادة الحسن فيها.
(2/569)
2- وفي مصنف عبد الرزاق: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر1 عمن سمع ابن سيرين2 يقول: بعث عثمان سليط بن سليط، وعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، فقال: اذهبا إلى ابن سلام فتنكرا له كأنكما أتاويان، فقولا له: إنه كان من أمر الناس ما قد ترى، فبم تأمرنا؟ فأتيا ابن سلام فقالا له نحو مقالته، فقال لأحدهما: أنت فلان بن فلان، وقال للآخر: أنت فلان بن فلان، بعثكما أمير المؤمنين فاقرءا عليه السلام، وأخبراه أنه مقتول فليكف فإنه أقوى لحجته يوم القيامة عند الله، فأتياه فأخبراه، فقال عثمان: عزمت عليكم لا يقاتل معي منكم أحد، فقال مروان: وأنا أعزم على نفسي لأقاتلن، فقاتل فضرب على عنقه، فلم يزل ملقياً ذقنه على صدره حتى مات"3.
إسناده ضعيف: رجاله ثقات رجال الشيخين؛ إلا أنه منقطع في موضعين:
الموضع الأول: بين معمر وابن سيرين كما هو ظاهر.
الموضع الثاني: ببن ابن سيرين والقصة، لأن ابن سيرين ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه فكان عمره وقت هذه القصة عامين فقط.
__________
1 معمر هو: ابن راشد، تقدمت ترجمته.
2 ابن سيرين هو: محمد بن سيرين، تقدمت ترجمته.
3 عبد الرزاق الصنعاني (المصنف 11/ 445).
(2/570)
ويشهد لأمر ابن سلام عثمان بالكف ما رواه ابن سعد بإسناد حسن. كما يشهد لعزم عثمان على الناس بالكف عدة شواهد1.
3- قال ابن أبي داود: نا عثمان بن هشام2 بن دلهم، نا إسماعيل بن الخليل3 عن علي بن مسهر4 عن إسماعيل5 بن أبي خالد قال: لما نزل أهل مصر الجحفة يعاتبون عثمان رضي الله عنه صعد عثمان المنبر فقال: جزاكم الله يا أصحاب محمد عني شراً، أذعتم السيئة وكتمتم الحسنة، وأغريتم بي سفهاء الناس، أيكم يأتي هؤلاء القوم فيسألهم ما الذي نقموا وما الذي يريدون ثلاث مرات لا يجيبه أحد، فقام علي رضي الله عنه فقال: أنا. فقال عثمان: أنت أقربهم رحماً، وأحفهم بذلك، فأتاهم فرحبوا وقالوا: ما كان يأتينا أحد أحب إلينا منك، فقال: ما الذي نقمتم؟ قالوا: نقمنا أنه محا كتاب الله، وحمى الحمى، واستعمل أقرباءه، وأعطى مروان مائتي ألف، وتناول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليهم عثمان رضي الله عنه: أما القرآن فمن عند الله، إنما نهيتكم لأني خفت عليكم الاختلاف
__________
1 انظر الباب الثاني، الفصل الأول، المبحث الرابع.
2 لم أجد له ترجمة، قال عنه الهيثمي: لم أعرفه (مجمع الزوائد 9/ 133).
3 إسماعيل بن الخليل الخزاز، أبو عبد الله الكوفي، ثقة، من العاشرة، ت سنة 225? خ م مد (التقريب/ 441).
4 علي بن مسهر القرشي، الكوفي، قاضي الموصل، ثقة له غرائب بعد أن أضرّ، من الثامنة، ت سنة 189? ع (التقريب/ 4800).
5 إسماعيل بن أبي خالد تقدمت ترجمته.
(2/571)
فاقرؤوا على أي حرف شئتم، وأما الحمى فوالله ما حميته لإبلي ولا غنمي وإنما حميته لإبل الصدقة لتسمن، وتصلح، وتكون أكثر ثمناً للمسلمين، وأما قولكم: إني أعطيت مروان مائتي ألف، فهذا بيت مالهم فليستعملوا عليه من أحبوا، وأما قولهم: تناول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإنما أنا بشر أغضب وأرضى فمن ادعى قِبَلي حقاً أو مظلمة فهذا أنا، فإن شاء قود، وإن شاء عفو، وإن شاء أرضي، فرضي الناس، واصطلحوا، ودخلوا المدينة، وكتب بذلك إلى أهل البصرة، وأهل الكوفة، فمن لم يستطع أن يجيء فليوكل وكيلاً"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2 وفيه: "مائة ألف".
إسناده ضعيف: رجاله رجال الشيخين إلا عثمان وهو مجهول، وإسماعيل بن أبي خالد (ت سنة 146?) فروايته عن الفتنة منقطعة.
4- قال ابن سعد: أخبرنا حجاج3 بن نصير، قال: أخبرنا أبو خلدة4 عن المسيب5 بن
__________
1 المصاحف (45-46 العلمية).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان242-243).
3 حجاج بن نصير، الفساطيطي، القيسي، أبو محمد البصري، ضعيف كان يقبل التلقين، من التاسعة، مات سنة 213? ت (التقريب/ 1139).
4 أبو خلدة، خالد بن دينار التميمي السعدي مشهور بكنيته، البصري، الخياط، صدوق، من الخامسة، خ د تس (التقريب/ 1627).
5 المسيب بن دارم، بصري روى عنه أبو خلدة، روى عن عمر وأبي هريرة، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (التاريخ الكبير 7/ 407، الجرح والتعديل 8/ 294، الثقات 5/ 437).
(2/572)
دارم، قال: إن الذي قتل عثمان قام في قتال العدو سبع عشرة كرة، يقتل من حوله لا يصيبه شيء حتى مات على فراشه"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر وفيه أبو وحيدة، وهو تصحيف.
إسناده ضعيف: حجاج ضعيف،والمسيب لم يوثقه غير ابن حبان.
ويخالف الذهبي ما جاء في هذه الرواية، بقوله: "عامة من سعى في دم عثمان قتلوا، عسى القتل خيراً لهم وتمحيصاً"2.
5- قال ابن سعد: أخبرنا أبوبكر3 بن عبد بن أبي أويس المدني، قال: حدثني عم4 جدتي الربيع بن مالك بن أبي عامر عن أبيه5 قال: كنت أحد حملة عثمان بن عفان حين توفي، حملناه على باب، وإن رأسه ليقرع الباب لإسراعنا به، وإن بنا من الخوف لأمراً عظيماً، حتى واريناه في قبره في حش كوكب"6.
__________
1 الطبقات (3/ 83).
2 سير أعلام النبلاء (3/ 481).
3 عبد الحميد بن عبد الله بن أويس، تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 مالك بن أبي عامر، تقدمت ترجمته.
6 الطبقات (3/ 79).
(2/573)
ورواه من طريقه الطبري1 وابن عساكر2.
إسناده ضعيف: رجاله ثقات، رجال الشيخين، إلا الربيع فلم يوثقه غير ابن حبان.
وروى ابن عساكر3 من طريق: مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل، عن أبيه قال: "كنت فيمن دفن عثمان بن عفان، دفناه ليلاً ثم تفرقنا في السكك، وكنت سادس سنة"4.
6- قال ابن سعد: أخبرنا مسلم بن إبراهيم5 قال: أخبرنا سلام بن6 مسكين، قال: أخبرنا مالك بن دينار7: أخبرني من سمع عبد الله بن سلام يقول يوم قتل عثمان: اليوم هلكت العرب"8.
ورواه من طريقه ابن عساكر9.
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 414).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان542).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 539).
4 كذا، والصواب أنها: "ستة".
5 مسلم بن إبراهيم الأزدي، تقدمت ترجمته.
6 سلام بن مسكين بن ربيعة الأزدي، تقدمت ترجمته.
7 مالك بن دينار البصري، صدوق عابد، من الخامسة، مات سنة 130? خت 4 (التقريب/ 6435).
8 ابن سعد (الطبقات 3/ 81).
9 ابن عساكر، تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 409)
(2/574)
ورواه ابن أبي شيبة1 عن يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سلام بن مسكين به مثله.
إسناده ضعيف: رجاله ثقات غير مالك فإنه صدوق، ولكن فيه مبهماً بين مالك وابن سلام رضي الله عنه كما هو ظاهر.
7- وفي مصنف ابن أبي شيبة: أبو أسامة2 عن صدقة بن أبي عمران3 قال: حدثنا أبو اليعفور4 عن أبي سعيد5 مولى ابن مسعود، قال: قال عبد الله: لئن قتلوا عثمان لا يصيبوا منه خلفاً"6.
ورواه ابن عساكر7 من طريق: محمد بن كثير، أنا إسرائيل، ثنا أبو يعفور العبدي، عن مسلم أبي سعيد قال: ما سمعت ابن مسعود يذكر عثمان بسبَّة قط، ولقد سمعته يقول: لئن قتلتموه لا تستخلفون بعده مثله".
ورواه أيضاً من طريق: قبيصة، نا إسرائيل بالإسناد الذي قبله
__________
1 ابن أبي شيبة (المصنف 15/ 212).
2 أبو أسامة هو: حماد بن أسامة القرشي، تقدمت ترجمته.
3 صدقة بن أبي عمران الكوفي، قاضي الأهواز، صدوق، من السابعة، خت م ق (التقريب/ 2916).
4 أبو يعفور، وقدان العبدي، تقدمت ترجمته.
5 أبو سعيد مولى ابن مسعود صوابه: أبو سعيد مسلم بن سعيد، تقدمت ترجمته.
6 (15/ 204-205)، وابن عساكر، تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 358).
7 (15/ 204-205)، وابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 358)
(2/575)
ولفظه: ما سمعت عبد الله بن مسعود قائلاً في عثمان سبَّة قط، ولقد سمعته يقول: لئن قتلتموه، لا يستخلفون بعده مثله.
ومدار هذه الروايات على أبي سعيد، ولم يوثقه غير ابن حبان، وهو معروف بتساهله الذي أداه إلى توثيق المجاهيل، فضلاً عن الضعفاء كما بيّن العلماء ذلك1.
7- وفي مصنف ابن أبي شيبة: "أبو معاوية2 عن الأعمش3 عن ثابت4 بن عبيد، عن أبي جعفر5 الأنصاري، قال: دخلت مع المصريين على عثمان، فلما ضربوه خرجت أشتد قد ملأت فروجي عدواً، حتى دخلت المسجد فإذا رجل جالس في نحو من عشرة عليه عمامة سوداء، فقال: ويحك ما وراءك؟ قال: قلت: قد والله فرغ من الرجل قال: فقال: تباً لكم آخر الدهر، قال: فنظرت فإذا هو عليّ"6.
__________
1 انظر ما نقله المعلمي في التنكيل (ص: 54،57،256،258،665) وسليم الهلالي، وعلي ابن حسن عبد الحميد في الرد العلمي (2/154-170) فقد نقلوا ذلك عن عدد من العلماء.
2 أبو معاوية هو محمد بن خازم، تقدمت ترجمته.
3 الأعمش هو سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
4 ثابت بن عبيد الأنصاري، مولى زيد بن ثابت، كوفي، ثقة، من الثالثة، بخ م 4 (التقريب/ 821).
5 أبو جعفر الأنصاري، أدرك أبا بكر، مقبول، روى عنه ثابت بن عبيد، من الثانية، تمييز (التقريب/ 8081).
6 (15/ 209-210).
(2/576)
ورواه ابن عساكر1 من طريق: وكيع، وأبي نعيم، كلاهما عن الأعمش به، وذكره المحب الطبري، في الرياض النضرة2.
ورواه سعيد في السنن من طريق أبي معاوية3.
وإسناده ضعيف: لتفرد أبي جعفر الأنصاري، وهو مقبول عند الحافظ كما أن فيه عنعنة الأعمش.
8- قال ابن سعد: أخبرنا سليمان بن حرب4 وعارم بن الفضل5 قالا: أخبرنا حماد بن زيد6 قال: أخبرنا يحيى بن سعيد7 قال: أبو حميد الساعدي، لما قتل عثمان، وكان ممن شهد بدراً: اللهم إن لك عليّ ألا أفعل كذا، ولا أفعل كذا، ولا أضحك حتى ألقاك"8.
ورواه من طريقه ابن عساكر9.
__________
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 460).
2 (3/77).
3 (2/ 335).
4 سليمان بن حرب الأزدي، تقدمت ترجمته.
5 عارم بن الفضل هو محمد بن الفضل، تقدمت ترجمته.
6 حماد بن زيد، تقدمت ترجمته.
7 يحيى بن سعيد هو الأنصاري، تقدمت ترجمته.
8 ابن سعد (الطبقات 3/81).
9 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 491)
(2/577)
ورواه ابن الأعرابي1 من طريق الأسود بن عامر، نا حماد بن زيد به نحوه، ومن طريقه ابن عساكر 2.
إسناده ضعيف: رجاله ثقات، رجال الشيخين، إلا أنه منقطع بين يحيى بن سعيد،وأبي حميد الساعدي، حيث إن يحيى من الرابعة (ت 144?) وأبو حميد الساعدي رضي الله عنه (ت سنة 60?) ولم يذكر أحد أن يحيى بن سعيد عمّر طويلاً3.
ويحيى مدلس ذكره الحافظ في المرتبة الأولى4.
9- قال يحيى بن معين: قال رجل لطاوس5: ما رأيت أجرأ على الله من فلان؟ قال: لم تر قاتل عثمان"6.
ورواه عن يحيى ابنُ عساكر7 كما رواه8 عن سلمة بن وهرام، عن
__________
1 ابن الأعرابي (المعجم ق 10 أ).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 491)
3 خليفة (الطبقات 270)، ابن سعد (الطبقات 335 ط/ الجامعة)، البخاري (التاريخ الكبير 8/ 275)، ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل 9/ 147)، الذهبي (التذكرة 1/ 137) المزي (تهذيب الكمال 1500).
4 ابن حجر (طبقات المدلسين 27 عاصم).
5 طاوس بن كيسان تقدمت ترجمته.
6 التاريخ (2/ 276).
7 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 456-457).
8 (3/ 81)
(2/578)
طاوس، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة، وعزاه إلى البغوي.
10- قال البخاري في التاريخ الكبير: قال لي علي؛وبشر بن يوسف،حدثنا محمد بن إبراهيم اليشكري، قال: حدثتني أم كلثوم بنت ثمامة. أنها أرادت الحج فقال أخوها: أقرئي أم المؤمنين عائشة السلام، وسليها عن عثمان، حين قتل، قالت: "من سب عثمان فعليه لعنة الله".
وقال لنا أبو النعمان: "حدثنا حماد بن إبراهيم"1.
ورواه بنحوه الإمام أحمد2؛ من طريق: فاطمة بنت عبد الرحمن، عن أمها به، وفيه زيادة. ورواه ابن عساكر3 وفي بعض4 طرقه أن اسمها أم كلثوم بنت ثمامة الحبطي، وأن أخاها اسمه: المخارق بن ثمامة، وأن زوجها اسمه عمر بن إبراهيم اليشكري، وكل طرق ابن عساكر من طريقها، وذكره المحب5 والهيثمي، وقال الهيثمي: "أم كلثوم لم أعرفها".
قلت: قال الحافظ عنها: "مقبولة".
ولم أجد له في ذلك مستنداً، فلم يذكر من وثقها ولا من جرحها، ولم أجد عنده غير ذلك.
__________
1 (1/ 26).
2 المسند (6/ 250، 261).
3 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 91-93، 497).
4 (ص: 93) من المصدر السابق.
5 الرياض النضرة (3/ 26).
(2/579)
فالإسناد ضعيف بها.
11- وفي تاريخ خليفة بن خياط: أبوبكر الكلبي1 قال: نا مسعر2 عن عبد الملك3 بن ميسرة، عن النزال4 بن سبرة، قال: سمعت عثمان يقول: "أستغفر الله إن كنت ظَلَمْتُ، وقد عفوت إن كنت ظُلِمْتُ"5.
ورواه من طريقه ابن عساكر6 وفيه أن خليفة قال: وثنا رجل، نا مسعر. رجاله ثقات، رجال البخاري، غير أبي بكر الكلبي، فلم أجد له ترجمة، ولبعض شيوخ خليفة شيخ يقارب اسمُه اسمَ أبي بكر هذا، فإن كان هو فلم يصرح خليفة بالسماع فيُحتمل السقط. وإن لم يكن هو ذاك ففي الإسناد مجهول؛ وبذلك يكون: إسناده ضعيفاً: لجهالة، أبي بكر أو لانقطاعه بين خليفة، وأبي
__________
1 أبو بكر الكلبي، لم أجد له ترجمة، ولحجاج بن المنهال وأبي داود الطيالسي -شيخي خليفة - شيخ اسمه أبو بكر الكليبي - بزيادة ياء على نسب الأول، قال عنه أبو حاتم: شيخ ليس بمعروف (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل9/ 345، والسمعاني، الأنساب 11/142)
2 مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي، تقدمت ترجمته.
3 عبد الملك بن ميسرة الهلالي، الكوفي، الزراّد، ثقة، من الرابعة، ع (التقريب/4221)
4 النزال بن سبرة الهلالي، الكوفي، ثقة، من الثانية، وقيل إن له صحبة، خ د تم س ق (التقريب/ 7105).
5 خليفة بن خياط (التاريخ 171).
6 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 360)
(2/580)
بكر والله أعلم.
12- قال خليفة: حدثنا غندر1 قال: نا شعبة2 عن سماك3 بن حرب قال: سمعت حنظلة4 ابن قنان: أشرف علينا عثمان فقال: أفيكم ابنا محدوج؟ فقال: أنشدكما الله ألستما تعلمان أن عمر قال: إن ربيعة فاجر، أو غادر، وإني والله لا أجعل فرائضهم وفرائض قوم جاؤوا من مسيرة شهر، وإنما مهر أحدهم عند طنبه، إني زدتهم في غداة واحدة خمس مائة حتى ألحقتهم بهم؟ قالوا: بلى. قال: أذكركما الله ألستما تعلمان أنكما أتيتماني فقلتما: إن كندة أكلة رأس، وإن ربيعة هي الرأس، وإن الأشعث بن قيس قد أكلهم فنزعته واستعملتكما؟ قالوا: بلى. قال: اللهم إن كانوا كفروا معروفي، وبدلوا نعمتي فلا ترضهم عن إمامهم، ولا ترضي إماماً عنهم"5.
ورواه ابن عساكر من طريقه6 ورواه ابن أبي شيبة عن غندر به نحوه.
__________
1 غندر هو: محمد بن جعفر، تقدمت ترجمته.
2 شعبة بن الحجاج، تقدمت ترجمته.
3 سماك بن حرب، تقدمت ترجمته.
4 حنظلة بن قنان، أبو قنان، ويقال: أبو محمد، روى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه روى عنه سماك بن حرب، قاله أبو حاتم وسكت عنه (الجرح والتعديل 3/ 240).
5 خليفة بن خياط (التاريخ 171-172).
6 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 350)
(2/581)
وإسناده إلى حنظلة حسن، وحنظلة سكت عنه أبو حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات1
فالإسناد ضعيف.
ولا يضره اختلاط سماك؛ لأن رواية شعبة عنه كانت قبل اختلاطه2.
13- قال أبو داود: حدثنا محمد بن العلاء3 أخبرنا ابن المبارك4 عن معمر5 عن الزهري6 أن عثمان إنما صلى بمنى أربعاً؛ لأنه أجمع على الإقامة بعد الحج"7.
إسناده صحيح: إلى الزهري، لكنه من مرسلاته، فإنه لم يدرك عثمان رضي الله عنه.
__________
1 ابن حبان (الثقات 4/ 167).
2 ابن الكيال (الكواكب النيرات 238).
3 محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، أبو كريب الكوفي، مشهور بكنيته،ثقة، حافظ، من العاشرة، ت سنة 247?، وهو ابن 87 سنة، ع (التقريب/ 6204).
4 عبد الله بن المبارك المروزي، تقدمت ترجمته.
5 معمر بن راشد الأزدي، تقدمت ترجمته.
6 محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب بن عبد الله الزهري، تقدمت ترجمته.
7 السنن (2/ 199).
(2/582)
قال المنذري: "هذا منقطع، الزهري لم يدرك عثمان"1.
ويتقوى بعضه بروايتي: إبراهيم النخعي2 وابن أبي ذباب3.
14- قال أبو داود: حدثنا محمد بن العلاء4 أخبرنا ابن المبارك5 عن يونس6 عن الزهري7 قال: لما اتخذ عثمان الأموال بالطائف وأراد أن يقيم بها صلى أربعاً. قال: ثم أخذ به الأئمة بعده"8.
رجاله ثقات، رجال الشيخين.
وفي رواية يونس عن الزهري وهم قليل، والزهري يدلس ويرسل، وروايته هذه مرسلة. قال المنذري: "الزهري لم يدرك عثمان"9.
فالإسناد ضعيف: لانقطاعه، وصحيح إلى الزهري.
__________
1 مختصر سنن أبي داود (2/ 412-413).
2 انظر الرواية رقم: [156].
3 انظر الرواية رقم: [155].
4 محمد بن العلاء بن كريب الهمداني، تقدمت ترجمته.
5 عبد الله بن المبارك، تقدمت ترجمته.
6 يونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي، تقدمت ترجمته.
7 محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، تقدمت ترجمته.
8 السنن (2/ 199).
9 مختصر سنن أبي داود (2/ 413).
(2/583)
15- قال أبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل1 ثنا حماد2 عن أيوب3 عن الزهري4 أن عثمان بن عفان أتم الصلاة بمنى من أجل الأعراب، لأنهم كثروا عامئذ، فصلى بالناس أربعاً ليعلمهم أن الصلاة أربع"5.
ورواه من طريقه البيهقي6 وابن عساكر7.
إسناده ضعيف.
رجاله ثقات إلا أنه منقطع، الزهري لم يدرك هذه الواقعة؛ لأنه لم يدر عثمان رضي الله عنه كما تقدم.
16- قال أحمد: ثنا يزيد8؛ ومحمد بن زيد9 قالا: ثنا العوام10 قال محمد، عن
__________
1 موسى بن إسماعيل النقري، أبو سلمة التبوذكي، تقدمت ترجمته.
2 حماد بن زيد بن درهم الأزدي، تقدمت ترجمته.
3 أيوب بن أبي تميمة السختياني، تقدمت ترجمته.
4 محمد بن مسلم بن شهاب الزهري، تقدمت ترجمته.
5 السنن (2/ 199-200)، وعون المعبود (5/ 442).
6 السنن الكبرى (3/ 144).
7 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 249).
8 تقدمت ترجمته.
9 محمد بن يزيد الكلاعي الواسطي، تقدمت ترجمته.
10 العاوم بن حوشب بن يزيد الشيباني، تقدمت ترجمته.
(2/584)
القاسم، وقال يزيد في حديثه، حدثني القاسم بن عوف الشيباني1 عن رجل قال: كنا قد حملنا لأبي ذر شيئاً نريد أن نعطيه إياه، فأتينا الربذة فسألنا عنه، فلم نجده، قيل: استأذن في الحج، فأذن له، فأتيناه بالبلدة وهي منى، فبينا نحن عنده إذ قيل له: إن عثمان صلى أربعاً، فاشتدّ ذلك على أبي ذر، وقال قولاً شديداً، وقال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى ركعتين، وصليت مع أبي بكر وعمر2 ثم قام أبو ذر فصلى أربعاً فقيل له: عبت على أمير المؤمنين شيئاً ثم صنعت. قال: الخلاف أشدّ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فقال: إنه كائن بعدي سلطان فلا تذلوه فمن أراد أن يذلّه فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وليس بمقبول منه توبة حتى يسد ثلمته التي ثلم وليس بفاعل، ثم يعود فيكون فيمن يعزه، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا يغلبونا على ثلاث: أن نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونعلم الناس السنن"3.
إسناده ضعيف: ففيه راوٍ مبهم، والقاسم عن أبي ذر4مرسل.
__________
1 القاسم بن عوف الشيباني الكوفي، صدوق، يغرب، من الثالثة، م س ق (التقريب/ 5474).
2 في الأصل: "وعم"، وهو تحريف ظاهر.
3 المسند (5/ 165).
4 ابن حجر،تهذيب التهذيب (8/ 326).
(2/585)
17- قال البيهقي: أنا علي بن أحمد1 بن عبدان، أبنا أحمد بن عبيد الصفار2 ثنا موسى بن إسحاق3 القاضي، نا يعقوب بن حميد4 بن كاسب، نا سليمان ابن5 سالم مولى عبد الرحمن بن حميد، عن عبد الرحمن6 بن حميد، عن أبيه7 عن عثمان بن عفان.
أنه أتم الصلاة بمنى ثم خطب الناس فقال: "يا أيها الناس: إن السنة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة صاحبيه، ولكنه حدث العام من الناس فخفت
__________
1 علي بن أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج، أبو الحسن الأهوازي، وأصله شيرازي، وثقه الخطيب البغدادي، ت سنة 415? (تاريخ بغداد 11/ 329).
2 أحمد بن عبيد بن أحمد ت سنة 352? (الذهبي، السير 15/ 441).
3 موسى بن إسحاق الخطمي القاضي، ت سنة 297?، أبو بكر، أبوه مديني، قال ابن أبي حاتم: "كتبت عنه وهو ثقة صدوق" (تاريخ بغداد 13/ 52-53) (الذهبي، العبر 1/ 434).
4 يعقوب بن حميد بن كاسب المدني، نزيل مكة، وقد ينسب لجده، صدوق ربما وهم، من العاشرة، مات سنة 240?، عخ ق (التقريب/ 7815).
5 سليمان بن سالم المديني، أبو الربيع، مولى عبد الرحمن بن حميد بن عوف، قال عنه أبو حاتم: "شيخ" (الجرح والتعديل 4/ 119- 120)، وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 273)
6 عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني، ثقة، من السادسة، مات سنة 137? ع (التقريب/ 3847).
7 حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، المدني، ثقة، من الثانية، مات سنة 105?، وقيل إن روايته عن عمر مرسلة ع (التقريب/ 1552).
(2/586)
أن يستنوا"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر.
ورجاله مقبولون إلا أحمد بن عبيد الصفار، فلم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
18- قال ابن سعد: أنا عبد الله بن مسلمة2 بن قعنب؛ وخالد بن مخلد3 قالا: نا محمد ابن هلال4 عن جدته5. وكانت تدخل على عثمان وهو محصور، فولدت هلالاً ففقدها يوماً، فقيل لعثمان بن عفان: إنها قد ولدت هذه الليلة غلاماً، قالت: فأرسل إليّ بخمسين درهماً، وشقيقة سنبلانِّية، وقال: هذا
__________
1 السنن (3/ 144).
2 عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي الحارثي، أبو عبد الرحمن البصري، أصله من المدينة، وسكنها مدة، ثة عابد، كان ابن معين وابن المديني لا يقدمان عليه في الموطأ أحداً، من صغار التاسعة، ت في سنة 221? بمكة، خ م د ت س (التقريب/ 3620)
3 خالد بن مخلد القطواني، أبو الهيثم، البجلي، مولاهم، الكوفي، صدوق يتشيع، وله أفراد من كبار العاشرة، مات سنة 213?، وقيل بعدها، خ م كد ت س ق (التقريب/ 1677).
4 محمد بن هلال بن أبي هلال المدني، مولى بني كعب، صدوق، من السادسة، مات سنة 162? بخ د س ق (التقريب/ 6366).
5 لم أجد في الروايات من تتسمى بهذا الاسم غير أم هلال بنت وكيع عن نائلة بنت الفرافصة وعنها زياد بن عبد الله، لا تعرف، وأم هلال عن عائشة -رضي الله عنها -وعنها عمرو بن عبد الرحمن لا تعرف. (ابن حجر، التعجيل 564).
(2/587)
عطاء ابنك وكسوته، فإذا مرت به سنة رفعناه إلى مائة"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
إسناده ضعيف: أم هلال مجهولة.
19- قال الدارقطني: نا ابن صاعد3 نا بشر بن آدم4 ابن بنت أزهر السّمّان، نا جدي5 أزهر بن سعد، عن ابن عون6 حدثني عمر بن7 عبيد الله، حدثني موسى8 ابن حكيم قال:
كتب ابن عامر إلى عثمان كتاباً، فقدمت عليه وقد نزل به أولئك،
__________
1 الطبقات (القسم المتمم لتابعي أهل المدينة... (ط الجامعة 447-448).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 222).
3 يحيى بن محمد بن صاعد بن كاتب، أبو محمد، مولى أبي جعفر المنصور، كان أحد حفاظ الحديث، وممن عني به، ورحل في طلبه، روى عنه الدارقطني، ولد سنة 228?، وتوفي سنة 318?، قال إبراهيم الحربي: "بنو صاعد: ثلاث أوثقهم يحيى، وقَدَّمه أبو علي الحافظ على أبي القاسم بن منيع، وأبي بكر بن أبي داود في الفهم والحفظ" وقال ابن عبدان: "ابن صاعد أكثر حديثاً ولا يتقدمه أحد في الدراية"... الخطيب، تاريخ بغداد (14/ 231).
4 ترجم له.
5 أزهر بن سعد السمان، أبو بكر الباهلي، بصري، ثقة، من التاسعة، مات سنة 203? وهو ابن 94 خ م د ت س (التقريب/ 307).
6 عبد الله بن عون، تقدمت ترجمته.
7 عمر بن عبيد الله بن معمر القرشي، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (التاريخ الكبير 6/ 176، الجرح والتعديل 6/120، الثقات 7/ 177)
8 ذكره ابن حبان في الثقات (5/ 402).
(2/588)
فعمدت إلى الكتب فخيطتها فجعلتها في قبائي - ثم لبست لباس المرأة، فلم أزل حتى دخلت عليه فجلست بين يديه، فجعلت أفتق قبائي وهو ينظر فدفعتها إليه، فقرأها. ثم أشرف على المسجد، فإذا طلحة جالس في المسجد في المشرق؛ فقال: يا طلحة، قال: لبيك، قال: نشدتك الله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يشتري قطعة فيزيدها في المسجد وله بها كذا وكذا؟" فاشتريتها من مالي؟ فقال: طلحة: اللهم نعم، فقال: أنتم فيه آمنون وأنا فيه خائف! ثم قال: يا طلحة، قال: يا لبيك، قال: أنشدتك بالله هل تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يشتري بئر ومة - يعني بكذا - فيجعلها للمسملمين وله بها كذا وكذا؟" فاشتريتها من مالي، فقال: طلحة: اللهم نعم. فقال: يا طلحة، قال: يا لبيك! قال: نشدتك بالله هل تعلمني حملت في جيش العسرة على مائة؟ قال: طلحة: اللهم نعم، ثم قال: طلحة: اللهم لا أعلم عثمان إلا مظلوماً"1.
ورواه ابن عساكر2 من طريقه كما رواه من طريق: محمد بن عبد العزيز بن محمد، عن أبي محمد بن شريح، عن يحيى بن محمد بن صاعد به، وذكره المحب3 في الرياض النضرة، وعزاه للدارقطني.
إسناده ضعيف: عمر وموسى لم يوثقهما غير ابن حبان، وبشر
__________
1 السنن (4/ 197-198).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 343-344).
3 (3/ 57).
(2/589)
صدوق، وباقي رجاله ثقات.
ولمناشدة عثمان رضي الله عنه عدة شواهد صحيحة، ليس في شيء منها تخصيص طلحة رضي الله عنه بالمناشدة.
20- قال أبو عرب: وحدثني سعيد بن محمد بن محمد القيسي، قال: وحدثنا سعيد بن عبد الله الأنباري، وحدثنا بد الله بن خالد بن يزيد اللؤلؤي قال: حدثنا أبي، عن حماد بن زيد، عن أيوب قال: لما كان يوم الدار أخذ عثمان الحربة، فنودي من السماء: مهلاً يا عثمان فرمى بها"1.
سناده ضعيف: لانقطاعه.
أيوب2 السختياني ولد ما يقارب سنة 66?3 أي بعد الفتنة بإحدى وثلاثين سنة.
21- قال ابن أبي الدنيا: حدثني هارون بن أبي يحيى4 السلمي، عن شيخ من ضبَّة، أن عثمان جعل يقول حين ضرب والدماء تسايل على لحيته: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. اللهم إني أستعديك عليهم، وأستعينك
__________
1 المحن (63).
2 تقدمت ترجمته.
3 قارن بين سنة وفاته؛ وسنه عند الوفاة.
4 لم أجد له ترجمة.
(2/590)
على جميع أموري، وأسألك الصبر على ما ابتليتني"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2 وذكره المحب الطبري3 ولم يعزه إلى أحد.
إسناده ضعيف: شيخ هارون لم يسم، وهارون لم أجد له ترجمة.
22- روى ابن عساكر من طريق البخاري4 أنه قال: نا موسى بن إسماعيل5 عن عيسى بن منهال6 نا غالب7 عن محمد بن سيرين8 قال: كنت أطوف بالكعبة فإذا رجل يقول: اللهم اغفر لي، وما أظن أن تُغفر لي، قلت: يا عبد الله ما سمعت أحداً يقول ما تقول. قال: كنت أعطيت الله عهداً إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلا لطمته، فلما قتل،
__________
1 المحتضرين (ق12، كما في حاشية تاريخ دمشق، لابن عساكر، ترجمة عثمان 406)
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 406).
3 الرياض النضرة (3/ 72-73).
4 هو محمد بن إسماعيل صاحب الصحيح؛ لم أجد هذا الخبر في التاريخ الكبير ولا الصغير.
5 المنقري، تقدمت ترجمته.
6 عيسى بن منهال البصري، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (التاريخ الكبير 6/ 399، الجرح والتعديل 6/ 288، الثقات 7/237).
7 غالب بن خُطاف، وهو ابن أبي غيلان القطان، أبو سليمان البصري، صدوق، من السادسة، ع (التقريب/ 5346).
8 تقدمت ترجمته.
(2/591)
وضع على سريره في البيت والناس يجيئون فيصلون عليه، فدخلت كأني أصلي عليه فوجدت خلوة فرفعت الثوب عن وجهه فلطمت وجهه وسجيته، وقد يبست يميني. رأيتها يابسة كأنها عود"1.
إسناده ضعيف: بعيسى بن منهال فلم يوثقه غير ابن حبان، وهو متساهل بالتوثيق وكثيراً ما يوثق المجاهيل.
ووردت رواية عند ابن عرب2 تبين أن اسم هذا الأثيم كميل3 وأن الحجاج انتقم منه فأمر يزيد بن هبيرة بقتله، فقتله.
23- قال أبو زرعة الدمشقي: حدثنا عبد الأعلى4 بن مسهر، نا سعيد بن عبد العزيز5 عن عبد الله بن أبي عبد الله العبسي6 قال: قتله سودان بن رومان المرادي"7.
ورواه من طريقه ابن عساكر8.
إسناده ضعيف.
__________
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 458، وقسم النساء 411).
2 المحن (204-205).
3 كميل بن زياد بن نهيك النخعي.
4 عبد الأعلى بن مسهر الغسائي، أبو مسهر الدمشقي، ثقة فاضل، من كبار العاشرة، ت سنة 218? وله ثمان وسبعون سنة (التقريب/ 3738).
5 سعيد بن عبد العزيز التنوخي، تقدمت ترجمته.
6 عبد الله بن أبي عبد الله العبسي، لم أجد له ترجمة.
7 التاريخ (187).
8 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 417).
(2/592)
لجهالة عبد الله بن أبي عبد الله.
24- قال ابن أبي الدنيا: نا شجاع بن الأشرس1 بن ميمون السرخسي، نا الليث ابن سعد2 عن عبيد الله بن المغيرة3 وعبد الكريم4 بن الحارث الحضرمي أن عبد الله بن سلام قال لمن حضر تشحط عثمان في الموت حين ضربه أبو رومان الأصبحي: ماذا كان قول عثمان وهو يتشحط؟ قالوا: سمعناه يقول: اللهم اجمع أمة محمد؛ ثلاثاً.
قال: والذي نفسي بيده لو دعا الله على تلك الحال ألا يجتمعوا أبداً ما اجتمعوا إلى يوم القيامة"5.
ورواه من طريقه ابن عساكر.
__________
1 شجاع بن أشرس روى عن الليث بن سعد. قال عنه أبو زرعة: ثقة (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 4/ 379). روى عنه ابن أبي الدنيا،وقال عنه يحيى بن معين ليسبه بأس، ثقة (الخطيب، تاريخ بغداد 9/ 250-251).
2 الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفهمي، تقدمت ترجمته.
3 عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب، أبو المغيرة السبي، المصري، صدوق، من الرابعة، مات سنة 131?، ت ق (التقريب/ 4343) تهذيب التهذيب (3/ 49-50).
4 عبد الكريم بن الحارث الحضرمي، المصري، ثقة،عابد، من السادسة،وروايته عن المستورد (م) منقطعة م س (التقريب/ 4148) ت سنة 136? (تهذيب التهذيب 6/ 371-372).
5 ابن أبي الدنيا (المحتضرين ق 12، كما في حاشية تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة عثمان بن عفان 406)
(2/593)
وهذا الإسناد ضعيف: لانقطاعه، فإن عبيد الله بن المغيرة، وعبدا لكريم بن الحارث لم يدركا قتل عثمان، لتأخر وفاتيهما. ولا يتوقع لقيهما لعبد الله بن سلام رضي الله عنه لتقدم وفاته حيث توفي سنة 42?1. وإلا لكانا معمرين فوق المائة، ولم يُذكر ذلك في ترجمتيهما.
وفيه علة أخرى أيضاً وهي: أن الشخص الذي سأله عبد الله بن سلام مبهم لم يبين اسمه. وهذه علة قادحة في الخبر، إذ أنه قد لا يكون صحابياً وإلا لم يعل الخبر به. والله أعلم.
25- قال أبو زرعة الدمشقي: فأخبرني عبد الأعلى2 أنه سمع سعيد بن عبد العزيز3 يقول: صلى جبير بن مطعم على عثمان في ثمانية"4.
ورواه من طريقه ابن عساكر5.
رجاله ثقات، إلا أنه منقطع، إن لم يكن معضلاً؛ فإن سعيد بن عبدالعزيز: ولد ما يقارب سنة 79?.
__________
1 الذهبي (سير أعلام النبلاء 2/ 424)
2 عبد الأعلى بن مسهر الغساني، تقدمت ترجمته.
3 سعيد بن عبد العزيز التنوخي، تقدمت ترجمته.
4 التاريخ (187).
5 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 541).
(2/594)
26- ذكر ابن إسحاق: أن عثمان رضي الله عنه قتل بوم الأربعاء، ودفن بالبقيع، وصلى عليه جبير بن مطعم. وكانت ولايته اثنتي عشرة سنة إلا اثنتي عشرة ليلة1.
وابن إسحاق هو: محمد بن إسحاق بن يسار2 (ت سنة 150?)، فروايته هذه منقطعة.
فالإسناد ضعيف: لانقطاعه.
27- قال أحمد: حدثنا عبد الرزاق3حدثنا معمر4 عن قتادة5 قال: صلى الزبير على عثمان ودفنه، وكان أوصى إليه"6.
رجاله ثقات، رجال الشيخين، إلا أن فيه انقطاعاً.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد7 بعد أن ذكر هذا الخبر:( رجاله رجال الصحيح، إلا أن قتادة لم يدرك القصة ).
__________
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 533).
2 ترجم له.
3 عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم، أبو بكر الصنعاني، ثقة، حافظ، مصنف شهير، عمي في آخر عمره فتغير، وكان يتشيع، من التاسعة، مات سنة 211?، واه 85سنة ع (التقريب/ 4064).
4 معمر بن راشد الأزدي، تقدمت ترجمته.
5 قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته.
6 المسند (بتحقيق أحمد شاكر 2/ 11).
7 (7/ 233).
(2/595)
وقتادة لم يدرك من الصحابة إلا أنس رضي الله تعالى عنهم.
ومعروف بالتدليس، والإرسال1.
فالإسناد ضعيف: لانقطاعه.
28- قال ابن سعد: أخبرنا أبوبكر2 بن عبد الله بن أبي أويس، قال: حدثني عم جدتي الربيع بن مالك3 بن أبي عامر عن أبيه4 قال: كان الناس يتوقون أن يدفنوا موتاهم في حش كوكب، فكان عثمان بن عفان يقول: يوشك أن يهلك رجل صالح فيدفن هناك فيتأسى الناس به، قال مالك بن أبي عامر، فكان عثمان بن عفان أول من دفن هناك.
__________
1 انظر: المراسيل لابن أبي حاتم (142)، وجامع التحصيل للعلائي (312)، وطبقات المدلسين لابن جحر (43)، والسير للذهبي (5/ 270).
2 عبد الحميد بن عبد الله بن عبد الله بن أويس الأصبحي، أبو بكر بن أبي أويس، مشهور بكنيته، كأبيه، ثقة، من التاسعة، ووقع عند الأزدي: "أبو بكر الأعشى" في إسناد حديث، فنسبه إلى الوضع فلم يصب، مات سنة 202? خ م د ت س (التقريب/ 3767).
3 الربيع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي المديني، عم مالك بن أنس. قال ابن أبي أويس "مات بعد سنة 160?،وقد جالسته" قال أبو حاتم: "لم يُرو عنه العلم" وذكره ابن حبان في الثقات (البخاري، التاريخ الكبير 3/ 273، ابن أبي حاتم، الجرح 3/ 468، ابن حبان، الثقات 6/ 296).
4 مالك بن أبي عامر الأصبحي، سمع عمر، ثقة، من الثانية، مات سنة 74? على الصحيح ع (التقريب/ 6443).
(2/596)
قال محمد بن سعد: "فذكرت الحديث لمحمد بن عمر فعرفه"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة، وقال: "خرجه القلعي"3 رجاله ثقات، رجال الشيخين،إلا الربيع ولم يوثقه غير ابن حبان.
فالإسناد ضعيف به.
29- قال البزار: حدثنا أبو سعيد عبيد الله4 بن سعيد، ثنا حبيب بن خالد5 الأنصاري، ثنا الأعمش6 عن زيد بن وهب7 قال: أنكر الناس من أمير في زمن حذيفة شيئاً، فأقبل رجل في المسجد، مسجد الأعظم يتخلل الناس، حتى انتهى إلى حذيفة. وهو قاعد في حلقة، فقام على رأسه فقال يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تأمر بالمعروف، وتنهى
__________
1 الطبقات (3/ 77).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 543).
3 (3/ 41).
4 لم أجد له ترجمة.
5 قال عنه أبو حاتم: "ليس بالقوي" وذكره ابن حبان في الثقات. ابن حجر، لسان الميزان (2/ 170)، ابن حبان، لاثقات (6/ 181).
6 هو سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
7 تقدمت ترجمته.
(2/597)
عن المنكر؟ فرفع حذيفة رأسه فعرف ما أراد، فقال له حذيفة: إن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر لحسن، وليس من السُّنَّة أن تشهر السلاح على أميرك".
قال البزار: "لا نعلم رواه عن الأعمش إلا حبيب"1.
وقال الهيثمي: "حبيب بن خالد وثقه ابن حبان. وقال أبو حاتم ليس بالقوي"2.
كما أن أبا سعيد مجهول، فلم أجد له ترجمة.
30- قال البخاري في التاريخ الصغير: حدثنا إسماعيل3 حدثني مالك4 عن يحيى بن سعيد5 سمع عبد الله بن عامر بن ربيعة6 قال: قام عامر بن ربيعة يصلي من الليل، وذلك حين بدأ الناس في الطعن على عثمان، فأتى فقيل له: قم فاسأل الله أن يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها صالحي عباده، فقام فصلى. ثم اشتكى فما خرج
__________
1 الهيثمي (كشف الأستار 2/ 251).
2 الهيثمي (مجمع الزوائد 5/ 224).
3 إسماعيل بن أبي أويس تقدمت ترجمته.
4 مالك هو ابن أنس بن مالك الأصبحي، المدني، فقيه، إمام دار الهجرة رأس المتقنين، وكبير المتثبتين، من السابعة، مات سنة 179?، وكان مولده سنة 93? وقال الواقدي: بلغ 90 سنة. (التقريب/ 6425).
5 يحيى بن سعيد هو الأنصاري، تقدمت ترجمته.
6 عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزني، تقدمت ترجمته.
(2/598)
قط إلا بجنازته"1.
وقال ابن الأثير2: "روى مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، وذكره بنحوه وفيه: (ثمّ نام فأتي في المنام فقيل له: قم فاسأل الله أن...) ".
ورجال هذا الإسناد رجال الشيخين؛ إلا أنه: إسناد ضعيف: بإسماعيل بن أبي أويس. قال عنه الحافظ: "لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره، إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر به".
وأما أحاديثه التي في الصحيحين فهي قليلة منقاة من أصوله.
قال الحافظ: "احتج بن الشيخان إلا أنهما لم يكثرا من تخريج حديثه، ولا أخرج له البخاري مما تفرد به سوى حديثين، وأما مسلم فأخرج له أقل مما أخرج له البخاري".
وقال أيضاً: "روينا في مناقب البخاري بسند صحيح، أن إسماعيل أخرج له أصوله، وأذن له أن ينتقي منه، وأن يعلم على ما يحدث به ليحدث به، ويعرض عما سواه وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه، لأنه كتب من أصوله"3.
__________
1 البخاري (التاريخ الصغير 1/ 89).
2 ابن الأثير (أسد الغابة 3/ 18).
3 ابن حجر (هدي الساري 391).
(2/599)
ويظهر أنه تفرد بهذه الرواية، فلم أقف على متابع له فيها.
وحكى ابن الأثير قولاً يخالف هذه الرواية، قال: "وقيل: توفي بعد قتل عثمان رضي الله عنه بأيام"1 ولم يسنده ولم يعزه.
31- روى ابن عساكر: من طريق معمر2 بن عقيل، قال: حدثني شيخ من أهل الشام أبو جناب3 حدثتني ريطة4 مولاة أسامة بن زيد قالت: "بعثني أسامة إلى عثمان بن عفان وهو محصور، فقال: انطلقي، فإن النساء ألطف بهذا الأمر من الرجال، فأته فقولي له: إن ابن أخيك أسامة يقرئك السلام، ويقول: إن عندي بني عم لي أدنى، وعندي ركائب، فإن شئت نقبت عليك ناحية الدار فخرجت حتى تأتي مكة قوماً تأمن فيهم، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك إذ خاف قومه. قالت: فأتيته فأخبرته بذلك. فقال: أقرئيه السلام ورحمة الله وقولي له: جزاك الله من ابن أخ خيراً، ما كنت أدع مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبره ومسجده مخافة الموت. فأتيته، فأخبرته، فمكث أياماً فقال: ويحك فارجعي فإني لا أراه إلا مقتولاً، فوافق دخولي عليه دخول القوم. فجاء محمد بن أبي بكر الصديق، وعليه ثوب قطن مصبوغ، فأخذ بلحية عثمان
__________
1 أسد الغابة (3/ 18).
2 قال الأزدي: "لا يصح حديثه" (ابن حجر، لسان الميزان 6/ 68).
3 لم أجد له ترجمة.
4 لم أجد لها ترجمة.
(2/600)
فهزها حتى سمع صرير أضراسه بعضها على بعض، فقال: يا ابن أخ دع لحيتي، فإنك لتجذب ما يعز على أبيك أن يؤذيها. فرأيته كأنه استحيا، فقام فجعل بطرف ثوبه هكذا: ألا ارجعوا، ألا ارجعوا. قالت: وجاء رجل من خلف عثمان بسعفة رطبة فضرب بها جبهته، فرأيت الدم وهو يسيل، وهو يمسحه بأصبعه ويقول: اللهم لا يطلب بدمي غيرك. قالت: وجاء آخر فضرب بالسيف على صدره فأقعصه، وتعاوروه بأسيافهم. قالت ريطة: فرأيتهم ينتهبون بيته، فهذا يأخذ الثوب وهذا يأخذ المرآة، وهذا يأخذ الشيء"1.
إسناده ضعيف: بمعمر كما أن ريطة مجهولة، ومثلها أبو جناب.
32- قال أبو يعلى: نا سفيان بن وكيع2 نا جميع بن عمر بن عبد الرحمن3 العجلي، عن مجالد4 عن طحرب5 العجلي، عن الحسن بن علي، قال:
__________
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 411-412).
2 سفيان بن وكيع بن الجراح، أبو محمد الرؤاسي، الكوفي، كان صدوقاً إلا أنه ابتلي بوراقة فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فَنُصِح فلم يقبل فسقط حديثه، من العاشرة، ت ق (التقريب/ 2456).
3 جميع بن عمير (بن عبد الرحمن) العجلي، أبو بكر الكوفين ضعيف، رافضي، من الثامنة، تم (التقريب/ 966).
4 مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، أبو عمرو الكوفي، ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره، من صغار السادسة، ت سنة 144? م 4 (التقريب/ 6478).
5 طحرب العجلي: مولى الحسن بن علي -رضي الله عنهما -قال الأزدي: "لا يقوم إسناد حديثه" أ. ?. وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يروي عن الحسن بن علي، روى عنه مجالد (ابن حجر، لسان الميزان 3/ 208) (ابن حبان، الثقات 4/ 399).
(2/601)
لا أقاتل بعد رؤيا رأيتها، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعاً يده على العرش، ورأيت أبا بكر واضعاً يده على النبي صلى الله عليه وسلم، ورأيت عمر واضعاً يده على أبي بكر، ورأيت عثمان واضعاً يده على عمر، ورأيت دماً دونهم فقلت: ما هذه الدماء؟ قيل: دم عثمان يطلب به. وقال ابن حمدان: يطلب الله به"1.
إسناده ضعيف: مسلسل بالضعفاء.
ورواه ابن عدي2 عن عمر بن سنان، عن سفيان به مثله إلا أنه قال: "ما هذا الدم". وفيه جميع بن عبد الرحمن بإسقاط عمر، وقد ورد بالحالين في كتب التراجم.
ورواه ابن عساكر3 من هذين الطريقين، ومن طريق: أبي يحيى البزار زكريا بن يحيى، عن سفيان: به مثله.
ومن طريق: حبان بن علي العنزي، عن مجالد بن سعيد، وشك
__________
1 أبو يعلى (المسند 4/ 1598) -كما في حاشية تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 493-494).
2 ابن عدي (الكامل في الضعفاء 2/ 589) في ترجمة جميع.
3 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 493-493).
(2/602)
الراوي في إدخال الشعبي بينه وبين طحرب: به مثله 1.
وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة2. وعزاه إلى كتاب المنتقى للديلمي.
33- وفي مصنف ابن أبي شيبة: ابن المبارك3 عن ابن لهيعة4 عن يزيد بن أبي حبيب5 قال: قال كعب: كأني أنظر إلى هذا، وفي يديه شهابان من نار - يعني قاتل عثمان - فقتله"6.
إسناده ضعيف: لانقطاعه بين يزيد وكعب رضي الله عنه.
يزيد بن أبي حبيب ولد ما يقارب سنة 48?، وكعب بن مالك رضي الله عنه توفي في خلافة علي رضي الله عنه؛ أي قبل سنة 40?7.
فيه عنعنة ابن لهيعة وهو يدلس عن الضعفاء كما قال ابن حبان8.
__________
1 ابن عدي (الكامل في الضعفاء 2/ 589) في ترجمة جميع.
2 المحب الطبري (الرياض النضرة 3/ 77).
3 عبد الله بن المبارك، تقدمت ترجمته.
4 عبد الله بن لهيعة، تقدمت ترجمته.
5 يزيد بن أبي حبيب، تقدمت ترجمته.
6 (12/ 44، 15/ 215).
7 انظر ترجمتي يزيد وكعب -رضي الله عنهما -في (التقريب/ 7701-5649)
8 المجروحين (2/11).
(2/603)
34- روى الطبري: بإسناده إلى يزيد بن أبي حبيب1 قال: "ولي قتل عثمان نهران الأصبحي، وكان قاتل عبد الله بن بسرة، وهو رجل من بني عبد الدار"2.
وهذا إسناد ضعيف منقطع.
يزيد بن أبي حبيب لم يدرك الفتنة؛ لأنه ولد ما يقارب سنة ثمان وأربعين، أي: بعد فتنة قتل عثمان بثلاث عشرة سنة. وقد وصف بأنه يرسل3.
35- وفي مسند أحمد: قال عبد الله بن أحمد4. حدثني سريج بن يونس5 حدثنا
محبوب6 بن محرز، عن إبراهيم7 بن عبد الله بن فروخ،
__________
1 يزيد بن أبي حبيب المصري، تقدمت ترجمته.
2 الطبري (تاريخ الأمم والملوك 4/ 394).
3 وصفه بذلك الحافظ ابن حجر (التقريب/ 7701).
4 عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني، أبو عبد الرحمن، ولد الإمام، ثقة، من الثانية عشرة، مات سنة 248? ت س (التقريب/ 3205).
5 سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي، أبو الحارث، مروزي الأصل، ثقةن عابد، من العاشرة، مات سنة 235? خ م ست (التقريب/ 2219).
6 محبوب بن محرز التميمي، القواريري، العطار، أبو محرز الكوفي، لين الحديث، من التاسعة، بخ ت (التقريب/ 6494).
7 إبراهيم بن عبد الله بن فروخ، ترجح له الحافظ ابن حجر في التعجيل ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقال: "ذكره الذهبي في الميزان فقال: "...وترك الموضع بياضاً فلم يكتب فيه شيئاً ولم أجده في الميزان ولا غيره من المصادر التي وقفت عليها".
(2/604)
عن أبيه1 قال: شهدت عثمان بن عفان، دفن في ثيابه بدمائه ولم يغسل"2.
ورواه من طريقه ابن عساكر3. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد4وسكت عنه.
إسناده ضعيف: بجهالة إبراهيم بن عبد الله بن فروخ.
محبوب بن محرز قال عنه الحافظ في التقريب: "لين الحديث" وفي التعجيل: "كوفي ثقة"5 وإبراهيم لم أجد فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وعبد الله بن فروخ: صدوق. وباقي رجاله ثقات.
قال الحافظ ابن كثير: "... حملوه على باب بعد ما غسلوه وكفنوه، وزعم بعضهم أنه لم يغسل ولم يكفن، والصحيح الأول"6.
__________
1 عبد الله بن فروخ التيمي، مولى آل طلحة، بصري، صدوق، من الثالثة، س (التقريب/ 3530).
2 (بتحقيق أحمد شاكر 2/ 4).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 538-539).
4 (7/ 233).
5 (ص: 19)
6 البداية والنهاية (7/ 199).
(2/605)
36- قال خليفة: حدثنا أبو الحسن1 عن أبي زكريا العجلاني2 عن نافع3 عن ابن عمر قال: ضربه ابن أبي بكر بمشاقص في أوداجه، وبَعَجَع سودان بن حمران بحربة"4.
ورواه من طريقه ابن عساكر5. إسناده ضعيف: لجهالة أبي زكريا العجلاني، ومتنه شاذ لمخالفته
__________
1 أبو الحسن هو: علي بن محمد المدائني، ت سنة 225? قال ابن معين: ثقة ثقة ثقة، وقال الذهبي: "صدوق" قال الحافظ: "لم أره في ثقات ابن حبان وهو على شرطه" وضعفه ابن عدي فقال: "ليس بالقوي في الحديث وهو صاحب أخبار قلّ ماله من الروايات المسندة" (ابن عدي، الكامل 5/ 1855، الذهبي/ المغني في الضعفاء 2/ 454، ابن حجر، لسان الميزان 4/ 253). وتوثيق يعض عليه بالنواجذ، كما أوصى الذهبي (ذكر من يعتمد قوله في الجرح والتعديل خ ص 1).
ونظراً لإنصاف تبن عدي في توثيق الرجال فإنه يجب الالتفات إلى تضعيفه هذا، فينزل برتية حديث المدتئني إلى الحسن لهذا الاختلاف المعتبر فيه.
2 أبو زكريا العجلاني، لم أجد له ترجمة، ويشبه أن يكون يحيى بن اليمان العجلي، أبو زكريا، ت سنة 189? الكوفي قال عنه الحافظ: "صدوق عابد يخطئ كثيراً وقد تغير من كبار التاسعة" بخ م 4 وليس في الأنساب للسمعاني، هذه النسبة وفيه: العِجْلي والعَجْلي (9/ 238-239).
(خليفة بن خياط، الطبقات 172، المزي، تهذيب الكمال خ 1572، الذهبي، السير 8/ 356، ابن حجر، التقريب7679، ابن الكيال، الكواكب النيرات 436).
3 نافع أبو عبد الله المدني، مولى ابن عمر، تقدمت ترجمته.
4 خليفة بن خياط (التاريخ 175).
5 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 418).
(2/606)
الرواية الصحيحة التي فيها أن محمد بن أبي بكر خرج من عند عثمان بعد ما وعظه"1.
37- قال ابن عساكر: حدثنا الحسين بن القاسم الكوكبي2 نا عبد الرحمن بن منصور3 نا العتبي4 عن أبيه5 قال: بعث عثمان بن عفان إلى ابن عباس وهو محصور فأتاه، وعنده مروان بن الحكم، فقال عثمان: يا ابن عباس، أما ترى إلى ابن عمك، كان هذا الأمر في بني تيم وعدي فرضي وسلم، حتى إذا صار الأمر إلى ابن عمه بغاه الغوائل؟ قال ابن عباس: فقلت له: إن ابن عمك والله، ما زال عن الحق ولا يزول، ولو أن حسناً وحسيناً بغيا في دين الله الغوائل لجاهدهما في الله حق جهاده، ولو كنت كأبي بكر، وعمر لكان لك كما كان لهما، بل كان لك أفضل لقرابتك، ورحمك وسنك، ولكنك ركبت الأمر وهاباه. قال ابن عباس: فاعترضني مروان، فقال: دعنا من تخطئتك يا ابن عباس، فأنت كما قال الشاعر (من الوافر).
دعوتك للغياث ولست أدري ... أمن خلفي المنية أم أمامي
__________
1 انظر (ص: ).
2 الحسين بن القاسم بن جعفر بن محمد أبو علي الكوكبي، الكاتب صاحب أخبار وآداب ت سنة 327? (تاريخ بغداد 8/ 86-87) قال الحافظ: أخباري مشهور، رأيت في أخباره مناكير كثيرة بأسانيد جياد (اللسان 2/ 309).
3 لم أجد له ترجمة.
4 لم أجد له ترجمة.
5 لم أجد له ترجمة.
(2/607)
فشققت الكلام رخي بال ... وقد جل الفعال عن الكلام
إن يكن عندك لهذا الرجل غياث فأغثه، وإلا فما أشغله عن التفعهم لكلامك والفكر في جوابك. قال ابن عباس: فقلت له: هو والله كان عنك وعن أهل بيتك أشغل، إذ أوردتموه ولم تصدروه، ثم أقبلت على عثمان فقلت له: (من الوافر):
جعلت شعار جلدك قوم سوء ... وقد يجزئ المقارن بالقرين
فما نظروا لدنيا أنت فيها ... بإصلاح، ولا نظروا لدين
ثم قلت له: إن القوم والله غير قابلين إلا قتلك أو خلعك، فإن قتلت قتلت على ما قد عملت وعلمت، وإن تركت فإن باب التوبة مفتوح.
قال القاضي أبوالفرج: فقد أنبأ هذا الخبر: أن أصح التأويلين فيما قاله علي لعثمان في الخبر المتقدم هو ما وصفنا"1.
إسناده ضعيف: الحسين ذكر فيه الحافظ ابن حجر ما يقتضي تضعيفه، وباقي رجاله مجهولون.
38- روى ابن عساكر: من طريق أبي بكر بن أبي الدنيا عن زياد بن حسان2 البصري ببعض
__________
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 367-368).
2 زياد بن يحيى بن زياد بن حسان الحساني، تقدمت ترجمته.
(2/608)
هذا الحديث، حدثني الهيثم بن الربيع1 وأخبرني عمر بن بكير، ومحمد بن صالح بسائره، عن علي بن محمد القرشي، عن عبد الله بن عبد الرحمن الهمداني قال: "دخل أبو الطفيل عامر بن واثلة الكناني على معاوية، فقال له معاوية: أبو الطفيل؟ قال: نعم، قال: أنت من قتلة عثمان؟ قال: لا ولكن ممن حضره فلم ينصره، قال: ما منعك من نصهر؟ قال: لم ينصره المهاجرون، والأنصار، ولم تنصره أنت، قال معاوية: أما طلبي بدمه نصرة له؟ فضحك أبو الطفيل وقال: أنت وعثمان كما قال الشاعر:
لا ألفينك بعد الموت تندبني ... وفي حياتي ما زودتني زادي
قال معاوية: يا أبا الطفيل، ما أبقى لك الدهر من ثكلك علي بن أبي طالب؟ قال: ثكل العجوز المقلات، والشيخ الرقوب، قال: فكيف حبك له؟ قال: حب أم موسى لموسى، وأشكو إلى الله التقصير.
تفسيره: قال المقلات التي لا يعيش لها ولد، والرقوب: الرجل الذي قد يئس أن يولد له"2.
وهذا إسناد ضعيف: بالهيثم بن الربيع العقيلي، فإنه ضعيف؛ كما
__________
1 الهيثم بن الربيع العقيلي، أبو المثنى البصري، أو الواسطي، ضعيف من السابعة ت (التقريب/ 7373) روى عنه زياد بن يحيى الحساني (ابن حجر، تهذيب التهذيب 11/ 97) وذكره العقيلي في الضعفاء (4/ 353).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، مجلد عاصم -عائذ ص: 461)
(2/609)
أن في متنه شذوذاً، فقد صح بأسانيد كثيرة، نصرة المهاجرين، والأنصار لعثمان يوم الدار1.
39- وفي مصنف ابن أبي شيبة: قال وحدثنا أبوبكر قال: حدثنا عثمان2 قال: حدثنا أبو محصن3 أخو حماد بن نمير - رجل من أهل واسط - قال: حدثنا حصين4 بن عبد الرحمن قال: حدثني جهم5 رجل من بني فهر، قال: أنا شاهد هذا الأمر، قال: جاء سعد وعمار فأرسلوا إلى عثمان أن أتينا، فإنا نريد أن نذكر لك أشياء أحدثتها أو أشياء فعلتها، قال: فأرسل إليهم أن انصرفوا اليوم فإني مشتغل، وميعادكم يوم كذا وكذا حتى أشرن، قال أبو محصن مرتين: أشرن أستعد لخصومتكم، قال: فانصرف سعد وأبى عمار أن ينصرف، قالها أبو محصن مرتين، قال: فتناوله رسول
__________
1 انظر: ما يتعلق بدفاع الصحابة عن عثمان -رضي الله عنهم -(ص: )
2 عفان بن مسلم الباهلي، تقدمت ترجمته.
3 حصين بن نمير الواسطي، أبو محصن الضرير الكوفي، الأصل، لا بأس به، رمي بالنصب، من الثامنة، خ د ت س (التقريب/ 1389).
4 حصين بن عبد الرحمن السلمي، تقدمت ترجمته.
5 جهيم الفهري، ويقال: جهم، سمع عثمان وسعداً وعماراً، وروى عنه حصين بن عبد الرحمن، وسكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (البخاري،التاريخ الكبير 2/ 251، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 2/ 540، ابن حبان، الثقات 4/ 119).
(2/610)
عثمان فضربه، قال: فلما اجتمعوا للميعاد ومن معهم قال لهم عثمان ما تنقمون مني؟ قالوا: ننقم عليك ضربك عماراً قال: قال عثمان: جاء سعد، وعمار فأرسلت إليهما، فانصرف سعد وأبى عمار أن ينصرف، فتناوله رسولي من غير أمري، فوالله ما أمرت ولا رضيت، فهذه يدي لعمار فيصطبر، قال أبو محصن: يعني: يقتص، قالوا: ننقم عليك أنك جعلت الحروف حرفاً واحداً، قال: جاءني حذيفة فقال: ما كنت صانعاً إذا قيل: قراءة فلان، وقراءة فلان، وقراءة فلان، كما اختلف أهل الكتاب فإن يك صواباً فمن الله، وإن يك خطأ فمن حذيفة، قالوا: ننقم عليكم أنك حميت الحمى، قال: جاءتني قريش فقالت: إنه ليس من العرب قوم إلا لهم حمى يرعون فيه غيرها، فقلت ذلك لهم، فإن رضيتم فأقروا، وإن كرهتم، فغيروا، أو قال لا تقروا - شك أبو محصن، قالوا:
وتنقم1 عليك أنك استعملت السفهاء أقاربك2 فليقم أهل كل مصر يسألوني صاحبهم الذي يحبونه فأستعمله عليهم، وأعزل عنهم الذي يكرهون، قال: فقال أهل البصرة: رضينا بعبد الله بن عامر، فأقره علينا، وقال أهل الكوفة: اعزل سعيداً، وقال الوليد - شك أبو محصن: واستعمل
__________
1 هكذا، والصواب: [وننقم].
2 في الرواية سقط ظاهر؛ وهو هكذا في المصنف ولم يشر المحقق إليه.
(2/611)
علينا أبا موسى ففعل، قال: وقال أهل الشام: قد رضينا بمعاوية فأقره علينا، وقال أهل مصر: أعزل عنا ابن أبي السرح، واستعمل علينا عمرو بن العاص، ففعل، قال: فما جاؤوا بشيء إلا خرج منه. قال: فانصرفوا راضين، فبينما بعضهم في بعض الطريق، إذا مر بهم راكب فاتهموه ففتشوه فأصابوا معه كتاباً في أدواة إلى عاملهم أن خذ فلاناً، وفلاناً فاضرب أعناقهم، قال: فرجعوا قبدؤوا بعلي فجاء معهم إلى عثمان، فقالوا:
هذا كتابك، وهذا خاتمك، فقال عثمان: والله ما كتبت ولا علمت ولا أمرت، قال: فما تظن، قال أبو محصن: تتهم، قال: أظن كاتبي غدر وأظنك به يا علي، قال: فقال له علي: ولم تظنني بذاك؟ قال: لأنك مطاع عند القوم، قال: ثم لم تردهم علي. قال: فأبى القوم وألحوا عليه حتى حصروه، قال: فأشرف عليهم وقال: بم تستحلون دمي؟ فو الله ما حل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: مرتد عن الإسلام، أو ثيب زان، أو قاتل نفس، فو الله ما عملت شيئاً منهن منذ أسلمت قال: فألح القوم عليه، قال: وناشد عثمان الناس أن لا تراق فيه محجمة من دم.
فلقد رأيت ابن الزبير يخرج عليهم في كتيبة حتى يهزمهم، لو شاؤوا أن يقتلوا منهم لقتلوا، قال: ورأيت سعيد بن الأسود البختري وإنه ليضرب رجلاً بعرض السيف لو شاء أن يقتله لقتله، ولكن عثمان عزم
(2/612)
على الناس فأمسكوا1.
قال: فدخل عليه أبو عمرو بن بديل الخزاعي التجيبي، قال: فطعنه أحدهما بمشقص في أوداجه وعلاه الآخر بالسيف فقتلوه، ثم انطلقوا هراباً يسيرون بالليل ويكمنون بالنهار حتى أتوا بلداً بين مصر والشام، قال فكمنوا في غار، قال: فجاء نبطي من تلك البلاد معه حمار، قال: فدخل ذباب في منخر الحمار، قال: فنفر حتى دخل عليهم الغار، طلبه صاحبه فرآهم: فانطلق إلى عامل معاوية قال: فأخبره بهم، قال: فأخذهم معاوية فضرب أعناقهم"2.
إسناده ضعيف: رجاله رجال البخاري، إلا جهيم الفهري، فلم يوثّقه غير ابن حبان، وفي حصين بن نمير نصب؛ فما كان في هذه الرواية من لمز أو غمز في أحد من الصحابة فإنّه ضعيف، بحصين بن نمير.
وحصين بن عبد الرحمن اختلط، ورواية حصين بن نمير عنه بعد الاختلاط3وأما ما أخرج له البخاري عن حصين بن عبد الرحمن فإنه حديث واحد تابعه عليه عند هشيم ومحمد بن فضيل4.
__________
1 في الأصل: (فامكسوا) وهو تحريف.
2 (15/ 220-222).
3 السخاوي (فتح المغيث 3/ 374).
4 ابن حجر (هدي الساري ص: 398).
(2/613)
40- قال يعقوب بن سفيان: حدثني سعيد بن أسد1 حدثنا ضمرة2 عن رجاء بن أبي سلمة3عن مطرف4بن الشخير قال:
لما دخل علي البصرة يوم الجمل جلست إلى عمار بن ياسر، فجعل يقطع في عثمان فقلت له: إنكم أصحاب محمد سبقتمونا صحبة ثم أدركناكم فأعلمتمونا ألاّ ذنب في الإسلام أعظم من الذم، ثم أنتم اليوم تحلونه. قال: فجاء رسول علي فقال: أجب يا أبا اليقظان أمير المؤمنين فهو يقول: إنه بدّل -يعني عثمان-"5.
إسناده ضعيف.
سعيد بن أسد لم يوثقه غير ابن حبان، وفي الإسناد انقطاع رجاء بن أبي سلمة ولد سنة (91?)، ومطرف ت (سنة 95?).
فيبعد أن يحمله عنه وعمره أربع سنوات. وبذلك يتبين أن الراوي عن مطرف ساقط، فيحتمل أن يكون قنافة، الذي تقدم في الرواية
__________
1 سعيد بن أسد بن موسى المصري، سكت عنه ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (الجرح والتعديل 4/ 5، الثقات 8/ 271).
2 ضمرة بن ربيعة الفلسطيني، أبو عبد الله، أصله دمشقي، صدوق يهم قليلاً، من التاسعة، مات سنة 202? بخ 4 (التقريب/ 2988).
3 رجاء بن أبي سلمة: مهران أبو المقدام الفلسطيني، أصله من البصرة، ثقة فاضل، من السابعة، مات سنة 161? وله 70 سنة، مد س ق (التقريب/ 1924).
4 تقدمت ترجمته.
5 المعرفة والتاريخ (2/ 92).
(2/614)
السابقة.
ولورود هذا الاحتمال لا يتقوّى هذا الخبر بالذي قبله كما لا يتقوّى الذي قبله به.
41- قال أبو عرب: وحدثني غير واحد عن أسد بن الفرات، عن زياد بن عبد الله قال: حدثنا مجالد قال: حدثنا أبو حرب قال: قال لي عثمان ولرجل من الأنصار: قوما فاجلسا على بيت المال، قال: فقمنا وجلسنا عليه وفيه غرارتان مملوءتان دراهم، وقد بلغت عراهما سقف البيت، قال: ثم رموا شيئاً على الباب فدفعوه فوقع، فدخل على عثمان وقد فتح المصحف وافتتح سورة البقرة، فلما رآهم قال: بيني وبينكم كتاب الله، قالوا: أي عدو الله، مالك ولكتاب الله؟ قال: وشتموه, ودخل على عثمان محمد بن أبي بكر وهو جالس يقرأ في المصحف، فأخذ بلحيته، فقال: لو كان أبوك لم يقبض على ما قبضت، ثم وجأ في لبته بسهم، فقطرت من دمه قطرة على المصحف, ودخل عليه المصري، رجل من تجيب من كندة سالاً السيف، فخرجت امرأة من كلب يقال لها: نائلة بنت الفرافصة بن الأحوص بن عمرو الكلبية زوجة عثمان، فقبضت على السيف فقطع يدها، وضربه
(2/615)
بالسيف حتى مات. ونادى منادٍ: أن الرجل قد قتل"1.
إسناده ضعيف: لجهالة شيوخ أبي عرب، كما هو ظاهر.
42- روى عبد الرزاق في المصنف عن معمر2 عن الأعمش3 قال : قال عثمان لحذيفة ولقيه: والله ما يدعني ما يبلغني عنك بظهر الغيب، ثم ولّى حذيفة، فلما أجاز4 قال: ردوه. قال له عثمان أيضاً مثل قوله الأول، فقال له حذيفة: والله لتخرجنّ كما يخرج الثور، ولتسخطن كما يسخط الجمل"5.
وإسناده ضعيف لما فيه من انقطاع ظاهر، الأعمش ولد (سنة 61?) وعثمان رضي الله عنه توفي (سنة 35?)، فبذلك يكون توفي قبل ولادة الأعمش بستة وعشرين عاماً.
ورواه ابن أبي شيبة6 مطولاً من طريق: شيبان، عن الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن صخر بن الوليد، عن جزء بن بكير العبسي، قال: "جاء حذيفة...".
وجزي بن بكير العبسي قال فيه البخاري7: "منكر الحديث".
__________
1 أبو عرب (المحن: 65).
2 معمر بن راشد الأزدي، تقدمت ترجمته.
3 الأعمش هو: سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
4 أجاز الموضع الذي فيه عثمان أي: تركه خلفه (اللسان 5/ 326).
5 المصنف (11/ 450).
6 المصنف (15/ 211-212).
7 التاريخ الكبير (2/ 251).
(2/616)
فهذا الإسناد ضعيف جداً به.
43- قال أحمد: حدثنا عبد الصمد1 حدثنا القاسم2 - يعني ابن الفضل -، حدثنا عمرو3 بن مرة عن سالم4 بن أبي الجعد قال: دعا عثمان ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر، فقال: إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني، نشدتكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشاً على سائر الناس، ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ فسكت اقوم فقال عثمان: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم، فبعث إلى طلحة والزبير، فقال عثمان: ألا أحدثكما عنه، يعني عماراً، أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذاً بيدي نتمشى في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعليه يعذبون: فقال أبو عمار: يا رسول الله، الدهر هكذا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اصبر ثم قال: اللهم اغفر لآل ياسر، وقد
__________
1 عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد العنبري، تقدمت ترجمته.
2 القاسم بن الفضل بن معدان الحُدَّائي، أبو المغيرة البصري، ثقة، من السابعة، رمي بالإرجاء، مات سنة 167?، بخ م 4 (التقريب/ 5482).
3 عمرو بن مرة الجملي، المرادي، أبو عبد الله الكوفي، الأعمى، ثقة عابد، كان لا يدلس ورمي بالإرجاء، من الخامسة، مات سنة 118?، وقيل قبلها ع (التقريب/ 5112).
4 سالم بن أبي الجعد: رافع الغطفاني، الأشجعي، مولاهم، الكوفي، ثقة، وكان يرسل كثيراً، من الثالثة، ت سنة 97? وقيل سنة 100? ولم يثبت أنه جاوز المائة ع (التقريب/ 2170).
(2/617)
فعلت" 1.
ورواه من طريقه ابن الأثير2 وابن عساكر3 وفي رواية ابن عساكر اختصار.وروى أبو نعيم4 المرفوع منه فقط، من طريق: عبد العزيز بن أبان عن القاسم به.
إسناده ضعيف: ورجاله رجال مسلم، إلا أنه منقطع.
سالم بن أبي الجعد لم يدرك عثمان، ولا من قبل عثمان من الصحابة رضي الله عنهم جزم بذلك أبو حاتم الرازي5. وقال العلائي: "كثير الإرسال عن كبار الصحابة...".
ثم نقل قول أبي حاتم ونسبه إلى أبي زرعة الرازي6.
وضعف هذا الخبر: أحمد شاكر7- رحمه الله تعالى - بالعلة نفسها.
44- ورواه ابن عساكر: من طريق أبي يعلى، عن عبد الله بن بكار عن القاسم، عن عمرو
__________
1 المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 349).
2 أسد الغابة (3/ 487).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 246).
4 حلية الأولياء (1/ 140).
5 ذكره عنه الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 120)، ولم أجده في الجرح والتعديل في ترجمة سالم (4/ 181).
6 جامع التحصيل (217).
7 المسند (بتحقيق أحمد شاكر 1/ 349).
(2/618)
بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عثمان قال: "ذكر عثمان بني أمية فقال: والله لو أن مفاتيح الجنة بيدي لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا الجنة من عند آخرهم، ولاستعملتهم على رغم من رغم، قال: فقال عمار: فإن ذلك يرغم بأنفي، قال: أرغم الله بأنفك. قال: بأنف أبي بكر وعمر. قال: فغضب، فقام إليه فوطئه فأجفله الناس عنه.
قال: فبعث إلى طلحة والزبير فقال: ائتيا هذا الرجل فخيِّراه بين ثلاث: بين أن يقتص أو يأخذ أرشاً أو يعفو. فأتياه فقالا: إن هذا الرجل قد أنصف فخيّّرك بين أن تقتص أو تأخذ أرشاً أو تعفو.
قال: والله لا أقبل منهن واحدة حتى ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشكو إليه. قال: وجمع عثمان بني أمية فقال: يا ذبان الطمع، والله ما زلتم بي على هذا الرجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خشيت أن أكون قد أهلكته وهلكت.
قال عثمان: أما إنه لا يمنعني أن أحدث ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نتماشى بالبطحاء، فإذا أنا بعمار وأبي عمار وأم عمار يعذبون في الشمس. فقال ياسر: يا رسول الله الدهر هكذا؟ فقال: "اصبر. اللهم اغفر لآل ياسر" 1.
إسناده ضعيف: لانقطاعه، فسالم لم يدرك عثمان كما سيأتي في
__________
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 246).
(2/619)
الروايه التالية، ولجهالة عبد الله بن بكار، وقد رواه عن القاسم، عبد الصمد، شيخ أحمد كما سيأتي، لكن في رواية عبد الله بن بكار زيادة تفرد بها عن القاسم، وابن بكار هذا لم يترجم له سوى ابن حبان1 الذي يوثق المجاهيل، فلا يعتد بتوثيقه هذا، ويبقى ابن بكار على جهالته عيناً وحالاً.
45- قال البزار: حدثنا بشر بن آدم2 أبنا زيد بن الحباب3 ثنا ابن لهيعة4 حدثني يزيد بن عمرو المعافري5 قال: سمعت أبا ثور6 الفهمي يقول: قدم عبد
__________
1 الثقات (7/ 62).
2 بشر بن آدم السمان، صدوق فيه لين، من العاشرة، ت سنة 254? د ت ابن عساكر ق (التقريب/ 675).
3 زيد بن الحباب العكلي، أصله من خراسان، وكان بالكوفة، ورحل في الحديث فأكثر منه، وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري، من التاسعة، ت سنة 230? ر م 4 (التقريب/ 2124).
4 ابن لهيعة هو: عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي، المصري القاضي، صدوق من السابعة، خلط بعد احتراق كتبه، وله في مسلم بعض شيء مقرون، ت سنة 174?، وقد ناف على الثمانبن (التقريب/ 3563).
5 يزيد بن عمرو المعافري، المصري، صدوق، من الرابعة د ت ق (التقريب/ 7758)
6 أبو ثور الفهمي، قال أبو زرعة الرازي: له صحبة ولا أعرف اسمه، وقال البغوي: سكن مصر. وذكره الحافظ ابن حجر في القسم الثاني من الإصابة (ابن حجر، الإصابة 4/30). (الدولابي، الكنى 21).
(2/620)
الرحمن بن عديس البلوي - وكان ممن بايع تحت الشجرة - فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وذكر عثمان، فقال أبو ثور: دخلت على عثمان، فقال: زوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته ثم ابنته، ثم بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي - يعني اليمين - فما مسست بها ذكري، ولا تغنيت ولا تمنيت، ولا شربت خمراً في جاهلية ولا إسلام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يشتري هذه الزنقة ويزيدها في المسجد وله بيت في الجنة" فاشتريتها وزدتها في المسجد.
قال البزار: لم أره بتمامه"1.
ورواه يعقوب2 بن سفيان، وابن عساكر، وابن الجوزي، كلهم من طرق: عن ابن لهيعة، وفيها زيادات منكرة.
وإسناده ضعيف.
عبد الله بن لهيعة، ضعيف فلا يحتج بحديثه3. قال علي بن المديني: "سمعت عبد الرحمن بن مهدي وقيل له: تحمل على عبد الله بن يزيد القصير عن ابن لهيعة؟ قال عبد الرحمن، لا أحمل عن ابن لهيعة قليلاً ولا
__________
1 الهيثمي، كشف الأستار في زاوئد البزار (3/ 177-178)، وهو أحمد بن عمرو البزار ت سنة 292?.
2 المعرفة والتاريخ (2/ 488-489).
3 انظر ترجمته في المجروحين لابن حبان (2/ 11-14)، والكامل في الضعفاء، لابن عدي (4/ 1462-1472)، والمغني في الضعفاء (1/ 352)، وميزان الاعتدال (2/ 475-483) كلاهما للذهبي.
(2/621)
كثيراً، ثم قال عبد الرحمن: كتب إليَّ ابن لهيعة كتاباً فيه: ثنا عمرو بن شعيب، قال عبد الرحمن: فقرأته على ابن المبارك، فأخرج إلى ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة فإذا: حدثني إسحاق بن أبي فروة، عن عمرو بن شعيب".
وقال يحيى بن معين: "أنكر أهل مصر احتراق كتب ابن لهيعة، والسماع عنه واحد. القديم والحديث" وقال أيضاً "ضعيف لا يحتج به".
وذكر عند يحيى احتراق كتب ابن لهيعة، فقال: "هو ضعيف قبل أن تحترق، وبعد ما احترقت".
وقال السعدي: "ابن لهيعة لا يوقف على حديثه، ولا ينبغي أن يحتج بروايته، أو يعتد بروايته".
وقال الحميري، عن يحيى بن سعيد، أنه كان لا يراه شيئاً.
وقال أبو زرعة: "سماع الأوائل، والأواخر منه سواء، إلا أن ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله، وليس ممن يحتج به".
وقال ابن حبان: "قد سبرت أخبار ابن لهيعة من رواية المتقدمين، والمتأخرين عنه، فرأيت التخليط في رواية المتأخرين عنه موجوداً، وما لا أصل له في رواية المتقدمين كثيراً، فرجعت إلى الاعتبار، فرأيته كان يدلس عن أقوام ضعفى عن أقوام رآهم ابن لهيعة ثقات، فالتزقت تلك الموضوعات به".
وهو راوي الحديث الذي فيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: "ادعوا لي أخي، فدعي له أبوبكر، فأعرض عنه، ثم قال: ادعوا لي أخي، فدعي له عثمان، فأعرض عنه، ثم دعي علي فستره بثوبه، وأكب عليه
(2/622)
فلما خرج من عنده قيل له: ما قال لك؟ قال: علمني ألف باب كل باب يفتح ألف باب".
وذكره البخاري في كتابه الضعفاء الصغير، وساق إسناده إلى يحيى بن سعيد: "أنه كان لا يراه شيئاً".
قال الذهبي: "وقال ابن عدي: لعل البلاء فيه من ابن لهيعة، فإنه مفرط في التّشيّع".
كما له مناكير أخرى ذكرها له ابن عدي والذهبي.
وخلاصة القول فيه ما قاله أبو حاتم بن حبان:
"وأما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه، ففيها مناكير كثيرة، وذاك أنه كان لا يبالي ما دفع إليه قراءة، سواء كان ذلك من حديثه أو غير حديثه، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه، لما فيها من الأخبار المدلسة عن الضعفاء والمتروكين.
ووجب ترك الاحتجاج برواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه، لما فيه مما ليس من حديثه".
وقال الجوزجاني: "لا نور على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به".
46- قال الطبري: حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم1 قال: حدثنا عبد الرحمن2 بن
__________
1 أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي، أبو عبد الله الكوفي، ثقة، من الحادية عشرة، مات سنة 261 ?، خ، م، س ق (التقريب/ 79).
2 عبد الرحمن بن شريك بن عبد الله النخعي، الكوفي، صدوق يخطئ من العاشرة، مات سنة 227? بخ (التقريب/ 3893).
(2/623)
شريك، قال: حدثني أبي1 عن محمد بن إسحاق2 عن يعقوب3 بن عتبة بن الأخنس، عن ابن الحارث4 بن أبي بكر، عن أبيه أبي بكر بن الحارث5 بن هشام قال: كأني أنظر إلى عبد الرحمن بن عديس البلوي وهو مسند ظهره إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان بن عفان رضي الله عنه محصور، فخرج مروان بن الحكم، فقال: من يبارز؟ فقال عبد الرحمن بن عديس لفلان بن عروة: قم إلى هذا الرجل، فقام إليه غلام شاب طوال فأخذ رفرف الدرع فغرزه في منطقته فأعور له عن ساقه، فأهوى له مروان وضربه ابن عروة على عنقه، فكأني أنظر إليه حين استدار وقام إليه عبيد بن رفاعة الزرقي ليدفف عنه، قال: فوثبت عليه فاطمة بنت أوس
__________
1 شريك بن عبد الله النخعي، تقدمت ترجمته.
2 محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي، المدني، إمام المغازي، صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر، من صغار الخامسة، ت سنة 150? خت م 4 (التقريب/ 5725).
3 يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس الثقفي، ثقة، من السادسة، مات سنة 128? د س ق (التقريب/ 7825).
4 الصواب والله أعلم الحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي، المدني، وثقه ابن حبان وسكت عنه كل من ابن سعد والبخاري وابن أبي حاتم (ابن سعد، الطبقات ط الجامعة 207، البخاري، التاريخ الكبير 2/ 265، ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 3/ 70، ابن حبان، الثقات 6/ 171، السخاوي، التحفة اللطيفة 1/ 44).
5 أبو بكر بن الحارث بن هشام بن المغيرة، ولد في خلافة عمر وتوفي (سنة 94? ) بالمدينة؛ وثقه ابن سعد وقال: كان كثير الحديث... (ابن سعد، الطبقات 5/ 207).
(2/624)
جدة إبراهيم بن عدي - قال: وكانت أرضعت مروان وأرضعت له - فقالت: إن كنت إنما تريد قتل الرجل فقد قتل، وإن كنت تريد أن تعلب بلحمه فهذا قبيح. قال: فكف عنه، فما زالوا يشكرونها لها، فاستعملوا ابنها إبراهيم بعد"1.
إسناده ضعيف.
فيه عبد الرحمن بن شريك، صدوق يخطئ، وشريك مثله ويخطئ كثيراً، وتغير حفظه، ومحمد بن إسحاق، مدلس وقد عنعن، كما أنه رمي بالتشيع، وفي هذه الرواية ما يقوي بدعة التشيع، حيث احتوت على إثبات اشتراك ابن عديس، في الخروج على عثمان رضي الله عنه.
والحارث بن أبي بكر لم يوثقه غير ابن حبان، وابن حبان متساهل في التوثيق، يوثق المجاهيل فلا يعتد أهل العلم بتوثيقه إذا انفرد.
فهذه عِدّة علل تقدح في صحة الرواية، فلا يعتمد عليها في إثبات تلك التهمة التي رمي بها هذا الصحابي الذي بايع تحت الشجرة.
47- قال خليفة: قال أبو الحسن2: قدم أهل مصر عليهم عبد الرحمن بن عديس البلوي، وأهل البصرة عليهم حكيم بن جبلة العبدي، وأهل الكوفة فيهم الأشتر مالك بن الحارث النخعي المدينة في أمر عثمان، فكان مقدم
__________
1 الطبري (التريخ 4/ 381).
2 أبو الحسن هو علي بن محمد المدائني، تقدمت ترجمته.
(2/625)
المصريين ليلة الأربعاء هلال ذي القعدة"1.
ومن طريقه رواه ابن عساكر2.
وهذا ضعيف: لأن أبا الحسن المدائني ساقه دون إسناد، والراجح أيضاً أن خليفة نقله من كتاب المدائني وجادة، حيث لم يصرح بالسماع عنه.
48- قال الطبراني: نا أحمد بن محمد3 بن صدقة البغدادي، وإسحاق بن داود4 الصواف التستري قالا: نا محمد بن خالد5 بن خداش، ثنا مسلم بن قتيبة6 نا مبارك7 عن الحسن8 قال: حدثني سياف عثمان9.
__________
1 خليفة بن خياط (التاريخ 168).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 320).
3 أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، ت سنة 293?، قال الذهبي: إمام حافظ متقن فقيه (تاريخ بغداد 5/ 40-41، تذكرة الحفاظ 4/ 83، السير 4/ 84، طبقات القراء 1/ 119).
4 لم أجد له ترجمة.
5 محمد بن خالد بن خداش المهبلي، أبو بكر البصري، نزيل بغداد الضرير، صدوق يغرب، من صغار العاشرة ق (التقريب/ 5843).
6 تقدمت ترجمته.
7 مبارك بن فضالة، أبو فضالة البصري؛ صدوق يدلس ويسوي، من السادسة، (ت سنة 166? ) على الصحيح، خت د ت ق (التقريب/ 6464).
8 تقدمت ترجمته.
9 لم أجد له ترجمة.
(2/626)
أن رجلاً من الأنصار دخل على عثمان، فقال: ارجع ابن أخي فلست بقاتلي، قال: وكيف علمت ذاك؟ قال: لأنه أتي بك النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعك، فحنكك ودعا لك بالبركة، ثم دخل عليه رجل آخر من الأنصار فقال: ارجع ابن أخي، فلست بقاتلي، قال: بم تدري؟ قال: لأنه أتي بك النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعك فحنكك ودعا لك بالبركة...
قال: ثم دخل عليه محمد بن أبي بكر، فقال: أنت قاتلي، قال: وما يدريك يا نعثل؟ قال: لأنه أتي بك النبي صلى الله عليه وسلم يوم سابعك يحنكك ويدعو لك بالبركة فخريت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فوثب على صدره وقبض على لحيته، فقال: إن تفعل كان يعز على أبيك، أو يسؤه. قال: فوجاه في نحره بمشاقص كانت في يده"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
وذكره ابن كثير ثم قال: "هذا غريب جداً وفيه نكارة"3.
إسناده ضعيف: مبارك يدلس ويسوي وقد عنعن، ذكره الحافظ في المرتبة الثالثة من طبقاته4.
رجاله مقبولون.
__________
1 المعجم الكبير (1/ 83).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 414-415).
3 البداية والنهاية (7/ 194).
4 (43).
(2/627)
49- روى الخطيب البغدادي وابن عساكر: من طريق: الربيع بن صبيح1 عن علي بن زيد2 بن جدعان، عن الحسن قال: لما كانت تلك الفتن جعل رجل يسأل عن أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أنسهم، لا يسأل أحداً إلا قالوا له: سعد بن مالك: قال: وقد قيل له إن سعداً رجل إن أنت رفقت به كنت قمناً أن تصيب منه حاجتك، وإن أنت خرقت به كنت قمناً ألا تصيب منه شيئاً. قال: فجلس إليه أياماً لا يسأله عن شيء حتى عرف مجلسه، واستأنس إليه ثم قال: "أعوذ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاّعِنُونَ}.
قال: فقال سعد: مه لئن قلت لا جرم، لا تسألني عن شيء أعلمه إلا أخبرتك به. قال: فقال له: ما تقول في عثمان؟ قال: كان إذا كنا مع
__________
1 الربيع بن صبيح، السعدي، البصري، صدوق سيء الحفظ، وكان عابداً مجاهداً، قال الرمهرمزي هو أول من صنف الكتب بالبصرة من السابعة، مات سنة ستين. خت ت ق (التقريب/ 1895).
2 علي بن زيد بن جدعان هو: علي بن زيد بن عبد الله بن زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي، البصري، أصله حجازي، ينسب أبوه إلى جد جده، ضعيف، من الرابعة مات سنة 131? بخ م 4 (التقريب/ 4734).
(2/628)
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسننا وضوءاً، وأطولنا صلاة، وأعظمه نفقة في سبيل الله عز وجل، ثم ولي المسلمين زماناً لا ينكرون منه شيئاً، ثم أنكروا منه أشياء، فما أتوا إليه أعظم مما أتى إليهم.
فقلت له: هذا علي يدعو الناس، وهذا معاوية يدعو الناس، وقد جلس عنهما عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال سعد: أما إني لا أحدثك ما سمعت من وراء وراء، ما أحدثك إلا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن استطعت أن تكون عبد الله المقتول ولا تقتل أحداً من أهل القبلة فافعل" 1.
إسناده ضعيف: علي بن زيد بن جدعان: ضعيف، ورواية مسلم له مقرونة بغيره2.
50- وفي مصنف ابن أبي شيبة: أبو أسامة3 عن ابن أبي عروبة4 عن قتادة5 قال: أخذ علي بيد
__________
1 الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 3/ 447-448)، و ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان ص: 232، 484-485).
2 مسلم (الجامع الصحيح بشرح النووي 12/ 146)، ابن منجويه (رجال صحيح مسلم، 2/ 56).
3 أبو أسامة هو: حماد بن أسامة القرشي، تقدمت ترجمته.
4 ابن أبي عروبة هو: سعيد، تقدمت ترجمته.
5 قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته.
(2/629)
الأشتر ثم انطلق به حتى أتى طلحة فقال: إن هؤلاء - يعني أهل مصر - يسمعون منك ويطيعونك، فانههم عن قتل عثمان، فقال: ما أستطيع دفع دم أراد الله إهراقه، فأخذ علي بيد الأشتر، ثم انصرف وهو يقول: بئس ما ظن ابن الحضرمية أن يقتل ابن عمي، ويغلبني على ملكي بئس ما أرى"1.
رجاله ثقات رجال الشيخين. ولكنه معلول بعدة علل:
1- حماد بن أسامة يدلس، ذكره الحافظ في المرتبة الثانية، وقد عنعن في هذا الخبر.
2- وسعيد كثير التدليس، وقد عنعن.
3- وقتادة أيضاً مدلس من المرتبة الثالثة عند ابن حجر، وقد توفي (سنة 110?).
فالإسناد ضعيف: مسلسل بالمدلّسين، ولم يصرّح أحد منهم بالسماع.
51- قال الطبري: حدثني عبد الله2 بن أحمد بن شبويه، قال: حدثني3 أبي، قال:
__________
1 (15/ 229).
2 عبد الله بن أحمد بن محمد بن شَبُّويَهْ، المروزي، الخزاعي،سكت عنه ابن أبي حاتم/ وذكره ابن حبان في الثقات وقال: "مستقيم الحديث" (الجرح والتعديل 5/ 6، الثقات 8/ 366).
3 أحمد بن محمد بن ثابت بن عثمان الخزاعي، أبو الحسن بن سنبوبه ثقة، من العاشرة، مات سنة 230? د (التقريب/ 94).
(2/630)
حدثني عبد الله1 عن إسحاق بن يحيى2 عن موسى بن طلحة3 قال: أرسل عثمان إلى طلحة يدعوه فخرجت معه حتى دخل على عثمان، وإذ علي، وسعد، والزبير، وعثمان ومعاوية، فحمد الله معاوية وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخيرته في الأرض، وولاة أمر هذه الأمة، لا يطمع في ذلك أحد غيركم، اخترتم صاحبكم من غير غلبة ولا طمع، وقد كبرت سنه وولى عمره، ولو انتظرتم به الهرم كان قريباً، مع أني أرجو أن يكون أكرم على الله أن يبلغ به ذلك، وقد فشت قالة خفتها عليكم، فما عتبتم فيه من شيء فهذه يدي لكم به، ولا تطمعوا الناس في أمركم، فوالله لئن طمعوا في ذلك لا رأيتم فيها أبداً إلا أدباراً. قال عليّ: وما لك وذلك وما أدراك لا أم لك؟ قال: دع أمي مكانها، ليست بشر أمهاتكم، قد أسلمت وبايعت النبي صلى الله عليه وسلم وأجبني فيما أقول لك. فقال عثمان: صدق ابن أخي، إني أخبركم عني وعما وليت، إن صاحبيَّ اللذين كانا قبلي ظلما أنفسهما ومن كان منهما بسبيل احتساباً، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطي قرابته، وأنا في رهط أهل
__________
1 عبد الله بن المبارك الخراساني، تقدمت ترجمته.
2 إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي، ضعيف، من الخامسة، ت ق (التقريب/ 390).
3 موسى بن طلحة بن عبيد الله، تقدمت ترجمته.
(2/631)
عيلة وقلة معاش، فبسطت يدي في شيء من ذلك المال، لمكان ما أقوم فيه، ورأيت أن ذلك لي، فإن رأيتم ذلك خطأ فردوه، فأمري لأمركم تبع. قالوا: أصبت وأحسنت، قالوا: أعطيت عبد الله بن خالد بن أسيد ومروان - وكانوا يزعمون أنع أعطى مروان خمسة عشر ألفاً، وابن أسيد خمسين ألفاً - فردوا منهما ذلك، فرضوا وقبلوا وخرجوا راضين"1.
إسناده ضعيف: إسحاق ضعيف، وعبد الله بن أحمد. وباقي رجاله ثقات.
52- قال عبد الرزاق: أنا معمر2 عن الزهري3 عن كثير4 بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري، عن أبيه5 قال: كان ابن سلام يدخل على رؤوس قريش قبل أن يأتي أهل مصر، فيقول لهم: لا تقتلوا هذا الرجل -يعني عثمان- فيقولون: والله ما نريد قتله. قال أفلح: فيخرج وهو متكئ على يدي فيقول: والله ليقتله.
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 344-345).
2 معمر هو: ابن راشد الأزدين، تقدمت ترجمته.
3 الزهري هو: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب تقدمت ترجمته.
4 كثير بن أفلح المدني، مولى أبو أيوب الأنصاري، ثقة، من الثانية، س (التقريب/ 5606).
5 أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري مخضرم، ثقة، من الثانية، مات (سنة 63? ) م (التقريب/ 549).
(2/632)
قال: وقال ابن سلام حين حوصر: اتركوا هذا الرجل أربعين ليلة، فوالله لئن تركتموه فليموتن إليها. فأبوا. ثم خرج إليهم بعد ذلك بأيام فقال: اتركوه خمس عشرة ليلة، فوالله لئن تركتموه ليموتن إليها"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
ورواه يعقوب بن سفيان3من طريق: ابن ثور عن معمر به، بإسقاط أفلح من الإسناد، ونبه على وجوده في رواية عبد الرزاق، وفيه: "حضر" بدل "حوصر"، والسياق يقتضي: "حوصر".
ومن طريق يعقوب 4 رواه ابن عساكر وفيه "لتقتلنه".
إسناده ضعيف: "رواه إسحاق بإسناد حسن" وتبعه في تحسينه ابن حجر فقال: "إسناده إسناد حسن"5.
ورجاله ثقات، لكن الزهري يرسل، ويدلس، ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة6 ولم يصرح هنا بالسماع فالخبر معل به.
__________
1 عبد الرزاق الصنعاني (المصنف 11/ 444).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 353-354).
3 يعقوب بن سفيان (المعرفة والتاريخ 1/ 418).
4 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 353 _ 354).
5 المطالب العالية (4/ 286-287).
6 ابن حجر (طبقات المدلسين 45 عاصم). العلائي (جامع التحصيل 331).
(2/633)
53- روى ابن عساكر: من طريق يحيى الحماني وعنبسة بن سعيد، وأبي كريب؛ كلهم عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب قال: "بلغني أن الركب الذين ساروا إلى عثمان عامتهم جنوا".
وزاد عنبسة قال ابن المبارك: (أيسره)، وفي رواية الحماني أنه قال: (الجنون لهم قليل)"1.
إسناده ضعيف: لجهالة من أبلغ يزيد، ولما في ابن لهيعة من ضعف2.
54- روى ابن عساكر من طريق أبي عوانة قال: كان القواد الذين ولوا قتله ستة: علقمة بن عبس، وكنانة بن بشر، وحكيم بن جبلة، والأشتر، وعبد الله بن بديل، وحمران بن فلان، أو فلان بن حمران: وقال مرة أخرى: قتله كنانة بن بشر، وقتل مكانه"3.
وأبو عوانة (ت سنة 175?) فهو منقطع أو معضل.
55- قال خليفة بن خياط: حدثنا كهمس4 عن ابن أبي عروبة5 عن قتادة6 قال: الذي ولي
__________
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 458).
2 انظر التعليق على الرواية رقم: [224].
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 448-449).
4 كهمس بن المنهال تقدمت ترجمته.
5 سعيد بن أبي عروبة تقدمت ترجمته.
6 قتادة بن دعامة السدوسي، تقدمت ترجمته.
(2/634)
قتل عثمان رومان - رجل من بني أسد بن خزيمة - أخذ ابن أبي بكر بلحيته وذبحه رومان بمشاقص كانت معه"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
إسناده ضعيف: لانقطاعه ورجاله رجال البخاري، فإن قتادة ولد (سنة 60 ?) أي بعد قتل عثمان رضي الله عنه بخمس وعشرين سنة.
وقد ذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثالثة من طبقات المدلسين3 وقال الذهبي عنه: "هو حجة بالإجماع، إذا بين السماع فإنه مدلس معروف بذلك"4.
ومتن هذه الرواية شاذ، لما فيه من مخالفة للرواية الصحيحة التي فيها أن محمد بن أبي بكر خرج ولم يند من دم عثمان بشيء5.
56- قال ابن سعد: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي6 من عامر بن لؤي، قال:
__________
1 التاريخ (175).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 418).
3 (ص: 43).
4 الذهبي، (سير أعلام النبلاء 5/ 270).
5 انظر الملحق الروايات رقم: [122، 123، 124].
6 عبد العزيز بن عبد الله بن يحيى بن عمرو بن أويس، ابن سعد بن أبي سرح، الأويسي، أبو القاسم المدني، ثقة، من كبار العاشرة، خ د ت كن ق (التقريب/4106)
(2/635)
أخبرنا إبراهيم بن سعد1 عن أبيه2 عن عمرو بن العاص أنه قال لعثمان: إنك ركبت بنا نهابير وركبناها معك، فتب يتب الناس معك، فرفع عثمان يديه فقال: اللهم إني أتوب إليك"3.
إسناده ضعيف.
رجاله رجال البخاري، ولكنه منقطع، فسعد بن إبراهيم ولد (سنة 53?) فلم يدرك قتل عثمان رضي الله عنه.
57- قال ابن سعد: أخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب4 قال: حدثنا إبراهيم5 بن سعد، عن محمد بن إسحاق6 قال: حدثني بريدة بن سفيان7 الأسلمي، عن محمد بن
__________
1 إبراهيم بن سعد بن إبراهيم الزهري، تقدمت ترجمته.
2 سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، تقدمت ترجمته.
3 الطبقات (3/ 69).
4 أحمد بن محمد بن أيوب، صاحب المغازي، يكنى أبا جعفر، صدوق، كانت فيه غفلة، لم يدفع بحجة، قاله أحمد، من العاشرة، مات (سنة 228? ) د (التقريب/93)
5 إبراهيم بن سعد بن إبراهيم تقدمت ترجمته.
6 محمد بن إسحاق بن يسار المطربي، تقدمت ترجمته.
7 بريدة بن سفيان الأسلمي، المدني، ليس بالقوي، وفيه رفض، من السادسة س (التقريب/ 661).
(2/636)
كعب القرظي1 عن عبد الله بن مسعود2 قال: لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة وأصابه بها قدره، ولم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه، فأوصاهما أن اغسلاني، وكفناني، وضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمر بكم فقولوا: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعينونا على دفنه، فلما مات فعلا ذلك به، ثم وضعاه على قارعة الطريق، وأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عماراً فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل أن تطأها، فقام إليه الغلام فقال: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعينونا على دفنه، فاستهل عبد الله يبكي ويقول: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك... ثم نزل هو وأصحابه فواروه، ثم حدثهم عبد الله بن مسعود وما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره إلى تبوك"3.
كعب القرظي1 عن عبد الله بن مسعود2 قال: لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة وأصابه بها قدره، ولم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه، فأوصاهما أن اغسلاني، وكفناني، وضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمر بكم فقولوا: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعينونا على دفنه، فلما مات فعلا ذلك به، ثم وضعاه على قارعة الطريق، وأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عماراً فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل أن تطأها، فقام إليه الغلام فقال: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعينونا على دفنه، فاستهل عبد الله يبكي ويقول: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك... ثم نزل هو وأصحابه فواروه، ثم حدثهم عبد الله بن مسعود وما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره إلى تبوك"3.
إسناده ضعيف.
بريدة ليس بالقوي، وفيه رفض، وفي هذه الرواية ما يشيد بدعته، فترد روايته لذلك، ولما فيه من ضعف.
__________
1 محمد بن كعب بن سليم بن أسد،أبو حمزة القرظي، المدني، وكان قد نزل الكوفة مدة، ثقة، عالم من الثالثة، ولد سنة 40 على الصحيح، ووهم من قال ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال البخاري: إن أباه ممن لم ينبت من سبي قريظة، مات محمد سنة 120? وقيل قبل ذلك ع (التقريب/ 6257).
2 عبد الله بن مسعود الصحابي.
3 الطبقات (4/ 234-235)..
(2/637)
وتكلم في سماع محمد بن كعب من ابن مسعود رضي الله عنه1.
58- قال ابن شبة: حدثني يزيد بن هارون2 قال: أنبأنا محمد بن عمرو3 عن أبي عمرو بن خماش4 عن مالك بن أنس5 بن الحدثان قال: كنت أسمع بأبي ذر فلم يكن أحداً أحب إليّ أن أراه أو ألقاه منه، فكتب معاوية إلى عثمان: إن كان لك في الشام حاجة فأخرج أبا ذر منه، فإنه قد نغل6 الناس عندي، فكتب إليه عثمان رضي الله عنه يأمره
__________
1 انظر تهذيب التهذيب لابن جحر (9/ 420-421) وحامع التحصيل (329).
2 يزيد بن هارون تقدمت ترجمته.
3 محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، المدني، صدوق له أوهام، من السادسة، مات سنة 145? على الصحيح، ع (التقريب/ 6188).
4 أبو عمرو بن حِمَاس بكسر المهملة والتخفيف، الليثي، مقبول، من السادسة، مات سنة 139? د (التقريب/ 8270). روى عن مالك بن أوس بن الدحثان، وعنه محمد بن عمرو بن علقمة (المزي، تهذيب الكمال 3/ 1298، 1630).
5 مالك بن أوس بن الحدثان النصري، أبو سعيد المدني، له رؤية، مات سنة 92? وقيل 91? ع (التقريب/ 6426).
(ويلاحظ أن في مطبوعة تاريخ المدينة: مالك بن أنس، وكذلك أبو عمرو بن خماش، وهو تصحيف نبه عليه حمد الجاسر في مقالاته التي نبه فيها على أخطاء محقق تاريخ المدينة في قراءة المخطوطة، ويلاحظ أن مالك بن أوس كتب في المخطوطة مالك بن أنس وهو خطأ من الناسخ وليس من المحقق (انظر مجلة العرب جزء 7، 8 سنة 2، صفر 1406? ص: 475).
6 أي: أفسد (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 4/ 60).
(2/638)
بالقدوم، فلما قدم تصايح الناس: هذا أبو ذر، فخرجت أنظر إليه فيمن ينظر، فدخل المسجد فصلى ركعتين، ثم أتى عثمان رضي الله عنه حتى وقف عليه، فما سبه ولا أنبه، فقال له عثمان رضي الله عنه: أين كنت حين أغير على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت على البئر أستقي، ثم رفع أبو ذر بصوته الأشد: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سبِيلِ اللَّهِ} 1 إلى آخر الآية. فأمره عثمان رضي الله عنه أن يخرج إلى الربذة فخرج"2.
إسناده ضعيف . بأبي عمرو فإنه مقبول عند الحافظ ابن حجر ولم يتابع فهو لين الحديث.
59- قال ابن شبة: حدثنا أحمد بن عيسى3 قال: حدثنا عبد الله بن وهب4 قال: أخبرني هشام بن سعد5 عن زيد بن أسلم6:
__________
1 سورة التوبة، الآية (34).
2 تاريخ المدينة (1034-1035).
3 أحمد بن عيسى بن حسان المصري، يعرف بابن التستري صدوق تكلم في بعض سماعاته قال الخطيب: بلا حجة، من العاشرة مات سنة 243? خ م س ق (التقريب/86)
4 تقدمت ترجمته.
5 هشام بن سعد المدني، أبو عباد، أو أبو سعيد، صدوق له أوهام رمي بالتشيع، من كبار السابعة، مات سنة 160? أو قبلها. خت م 4 (التقريب/ 7294).
6 زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر المدني، ثقة، عالم، وكان يرسل من الثالثة (مات سنة 136? ) ع (التقريب/ 2117).
(2/639)
أن عثمان رضي الله عنه أرسل إلى أبي ذر وهو بالشام، فلما أتاه قال: ايذن لي يا أمير المؤمنين أتكلم، قال: اجلس، ثم أعادها عليه، فقال له: اجلس، ثم أعادها الثالثة، فقال: يا أمير المؤمنين ايذن لي فوالله لا أقول إلا خيراً. قال: تكلم. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كيف بك يا أبا ذر إذا أخرجت؟ فبكيت فقلت: فأين تأمرني يا رسول الله؟ ههنا وأشار نحو الشام، وإن أمر عليك عبد أسود مجدع فاسمع له وأطع" 1.
إسناده ضعيف.
فإن زيد بن أسلم يرسل، وهذا الخبر من مرسلاته، فقد نص ابن معين، وعلي بن الحسين بن الجنيد على أن روايته عن أبي هريرة مرسلة، وزاد ابن الجنيد روايته عن جابر ورافع بن خديج وعائشة كذلك2.
فكيف بروايته عن أبي ذر وعثمان اللذين توفيا قبل هؤلاء بسنين كثيرة.
60- قال ابن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون3 قال: أخبرنا العوام بن حوشب4 قال:
__________
1 تاريخ المدينة (1039).
2 انظر المراسيل لابن أبي حاتم (ص: 59)، وجامع التحصيل للعلائي (ص: 216).
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
(2/640)
حدثني رجل من أصحاب الآجري عن شيخين من بني ثعلية رجل وامرأته قالا: نزلنا الربذة فمر بنا شيخ أشعث أبيض الرأس واللحية، فقالوا: هذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (فاستأذناه أن نغسل رأسه فأذن لنا واستأنس بنا، فبينا نحن كذلك إذ أتاه نفر من أهل العراق، حسبته قال من أهل الكوفة، فقالوا: يا أبا ذر ما فعل بك هذا الرجل وفعل، فهل أنت ناصب لنا راية؟ فلنكمل برجال ما شئت.
فقال: يا أهل الإسلام لا تعرضوا علي ذاكم، ولا تذلوا السلطان، فإنه من أذل السلطان فلا توبة له، والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة أو أطول جبل لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت أن ذلك خير لي، ولو سيرني ما بين الأفق إلى الأفق أو قال: ما بين المشرق والمغرب لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت أن ذلك خير لي، [ولو ردني إلى منزلي لسمعت، وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت أن ذلك خير لي] "1.
إسناده ضعيف.
فإن شيخ العوام مبهم ومثله شيخاه اللذان يرويان القصة.
ورواه ابن شبة2 عن يزيد به نحوه. وفيه: "رجل من أصحاب الأخرس من بني ثعلبة...". وسقط من روايته ما بين المعكوفتين.
__________
1 الطبقات (4/ 227).
2 المصنف (15/ 226).
(2/641)
61- قال ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين1 قال: حدثنا جعفر بن برقان2 عن ثابت3 بن الحجاج عن عبد الله بن سيدان السلمي4 قال: تناجى أبو ذر وعثمان حتى ارتفعت أصواتهما، ثم انصرف أبو ذر متبسماً فقال له الناس: ما لك ولأمير المؤمنين؟ قال: سامع مطيع، ولو أمرني أن آتي صنعاء أو عدن، ثم استطعت أن أفعل لفعلت. وأمره عثمان أن يخرج إلى الربذة"5.
__________
1 تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 ثابت بن الحجاج الكلابي، الرقي، ثقة، من الثالثة، د (التقريب/ 812).
4 عبد الله بن سيدان المطرودي، من بني مطرود، فخذ من بني سليم، قيل: له صحبة (ابن سعد، الطبقات 7/ 438، وابن حبان، الثقات 3/ 247)
وقال البخاري: "لا يتابع في حديثه". قال الحافظ: "يعني في حديثه عن أبي بكر في صلاة الجمعة قبل نصف النهار" (البخاري، التاريخ الكبير 5/ 110، وابن حجر، الإصابة 2/ 323).
وقال اللالكائي: "مجهول لا حجة فيه" (الذهبي، الميزان 2، 437).
وقال ابن عدي: "لا يتابع في حديثه... وهو شبه المجهول". (الكامل في الضعفاء 4/ 1537). وذكر ابن حبان أنه يقال له صحبة، نزل الربذة.
وانظر الإصابة لابن حجر (القسم الأول 2/ 323). والأنساب للسمعاني (2/ 313-314). والجرح والتعديل لابن أبي حاتم (5/ 68) وفيه الرقي مولى بني سليم.
5 الطبقات (4/ 227).
(2/642)
ورواه ابن شبة1 عن كثير بن هشام عن جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران وثابت بن الحجاج، وغيرهما أن أبا ذر وذكره بنحوه؛ وليس في آخره: "وأمره عثمان أن يخرج إلى الربذة".
إسناده ضعيف.
عبد الله بن سيدان مجهول الحال والعين.
كما أن متنه يخالف الروايات الصحيحة التي تثبت أن أبا ذر رضي الله عنه استأذن عثمان رضي الله عنه بالخروج إلى الربذة فأذن له2.
__________
1 تاريخ المدينة (ص: 1039).
2 انظر الملحق الروايات رقم: [173-179].
(2/643)
القسم الخامس: الروايات التاريخية الضعيفة جداً
1- قال البخاري في التاريخ الصغير: "حدثني إبراهيم بن المنذر1 حدثني عباس بن أبي شملة2 حدثني موسى بن يعقوب3 عن عباد بن إسحاق4 عن حبيب5 مولى أسيد ابن الأخنس قال: بعثني عثمان بن عفان إلى محمد بن عمرو بن حزم: إنّا نرمي من قبلك بالليل، فقال: ما نرميه ولكن الله يرميه: فأخبرت، فقال: كذب لو رماني الله ما أخطأني"6.
إسناده ضعيف جداً: بعباس كما أن حبيب مجهول.
__________
1 إبراهيم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر الحزامي، صدوق تكلم فيه أحمد لأجل القرآن، من العاشرة، (ت سنة 236? ) خ ت س ق (التقريب/ 253).
2 عباس بن أبي شملة، أبو الفضل، مولى بني تيم، شبه أبو حاتم حديثه بحديث الواقدي وذكره ابن أبي حاتم والبخاري وسكتا عنه (الجرح والتعديل 6/ 217) و(التاريخ الكبير 7/ 8).
3 موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب الزمعي، أبو محمد المدني، صدوق سيء الحفظ، من السابعة، مات بعد الأربعين -أي ومائة -بخ 4 (التقريب/ 7026). وذكره ابن شاهين في الثقات (ص: 222).
4 عباد بن إسحاق هو: عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد الله بن الحارث المدني، نزيل البصرة، ويقال له عباد، صدوق، رمي بالقدر، من السادسة، بخ م 4 (التقريب/ 3800).
5 حبيب مولى أسيد بن الأخنس، قال أبو حاتم: لا أعرفه (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 3/ 111) وذكره ابن حبان في الثقات (4/ 139).
6 البخاري (التاريخ الصغير 1/ 94).
(2/647)
2- وفي مصنف عبد الرزاق: عن معمر1 عن أبان2 قال: أخبرني سلام3 عن عبد الله4 بن رباح قال: دخلت أنا وأبو قتادة5 على عثمان وهو محصور، فاستأذناه في الحج فأذن لنا، فقلنا: يا أمير المؤمنين قد حضر من أمر هؤلاء ما قد ترى، فماذا تأمرنا؟ قال: عليكم بالجماعة، قلنا: فإنا نخاف أن تكون الجماعة مع هؤلاء الذين يخالفون، قال: الزموا الجماعة حيث كانت.
قال: فخرجنا من عنده، فلقيت الحسن بن علي داخلاً عليه، فرجعنا معه لنسمع ما يقول، قال: أنا هذا يا أمير المؤمنين فأمرني بأمرك، قال: اجلس يا ابن أخي حتى يأتي الله بأمره، فإنه لا حاجة لي في الدنيا -أو قال: في القتال- "6.
__________
1 معمر بن راشد الأزدي، تقدمت ترجمته.
2 أبان بن أبي عياش: فيروز البصري، أبو إسماعيل العبدي، متروك من الخامسة، مات في حدود الأربعين، د (التقريب/ 142).
3 سلام هو سالم المكي، كما في رواية ابن عساكر سالم بن شوال، بلفظ الشهر، المكي، مولى أم حبيبة، ثقة، من الثالثة، م س (التقريب/ 2175).
4 عبد الله بن رباح الأنصاري، تقدمت ترجمته.
5 أبو قتادة الأنصاري، هو الحارث السلمي، المدني، شهد أحداً وما بعدها، ولم يصح شهوده بدراً، مات سنة 54? وقيل: 38? والأول أصح وأشهر، ع (التقريب/ 8311).
6 (11/ 446).
(2/648)
3- ورواه ابن عساكر: من طريق علي بن سليم، عن أبان بن أبي عياش، عن سالم المكي، عن عبد الله بن رباح أنه قال: "انطلقت أنا وأبو قتادة إلى عثمان حين حصره القوم، فلما خرجنا من عنده استقبلت الحسن بن علي بن أبي طالب داخلاً عليه، فرجعت معه لننظر ما يقول له الحسن فقال: يا أمير المؤمنين مرني بأمرك فإني طوع يديك، فمرني بما شئت، فقال له عثمان: ابن أخي ارجع فاجلس في بيتك حتى يأتي الله بأمره، فلا حاجة لنا في إهراق الدماء"1.
إسناده ضعيف جداً: بأبان فإنه متروك.
4- قال البزار: حدثني عبد الله بن شبيب2 ثنا يعقوب بن محمد3حدثني عبد الله
__________
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 396).
2 عبد الله بن شبيب أبو سعيد الربعي، أخباري علامة، لكنه واهٍ، قال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، (ابن حجر، لسان الميزان 3/ 298).
3 يعقوب بن محمد الزهري المدني، نزيل بغداد، صدوق كثير الوهم، والرواية عن الضعفاء، من كبار العاشرة، (ت سنة 213? ) خت ق (التقريب/ 7834).
(2/649)
بن يحيى بن عروة1 حدثني عبد الله بن عمر2عن نافع3 عن ابن عمر أن عثمان قال: خلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بدر وضرب لي بسهم، وقال عثمان في بيعة الرضوان: فضرب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم بيمينه على شماله، وشمال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من يميني "4.
ورواه ابن عساكر5 من طريق خيثمة بن سليمان نا خلف بن محمد كردوس الواسطي، نا يعقوب بن محمد الزهري به نحوه؛ دون ذكر بدر وما يتعلق بها.
وزاد في آخره: "قال القوم في حديثهم فبينما النبي صلى الله عليه وسلم في البيعة إذ قيل: هذا عثمان قد جاء، فقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيعة".
وذكره المحب الطبري وعزاه إلى خيثمة بن سليمان بمثل رواية ابن عساكر.
__________
1 عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، كأنه نسب في هذا الخبر إلى جده، وهو الذي يروي عنه يعقوب الزهري، قال عنه أبو حاتم: متروك الحديث ضعيف جداً (الجرح والتعديل 5/ 158).
2 عبد الله بن عمر بن حفص العمري، المدني، ضعيف، عابد، من السابعة، ت سنة 171? وقيل بعدها، م 4 (التقريب/ 3489).
3 نافع مولى ابن عمر تقدمت ترجمته.
4 الهيثمي (كشف الأستار 3/ 177).
5 مجمع الزوائد (9/ 84).
(2/650)
وذكره الهيثمي1 في المجمع وقال: رواه البزار عن شيخه عبد الله ابن شبيب وهو ضعيف".
وهو كما قال، ويعقوب صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء، وعبد الله بن محمد بن يحيى عن عروة متروك الحديث، وعبد الله العمري ضعيف.
فإسناده ضعيف جداً . وتقدم ما يشهد له.
5- قال العقيلي: نا محمد بن إسماعيل الصائغ، عن شبابة بن سوار قال: أنا أبو العطوف، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: إنما كانت بيعة الرضوان بيعة الشجرة في عثمان بن عفان خاصة، لما احتبس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قتلوه لا أنا بذنبهم" قال: فبايعناه ولم يبايعه على الموت، ولكن بايعناه على ألا نفر، ونحن ألف وثلاثمائة"2.
ذكره العقيلي في ترجمة أبي العطوف ثم قال: "لا يتابع عليه".
ورواه من طريقه ابن عساكر3. إسناده ضعيف جداً.
أبو العطوف قال عنه البخاري: "منكر الحديث"4.
__________
1 مجمع الزوائد (9/ 184).
2 الضعفاء (1/ 201).
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 71-72).
4 الضعفاء (1/ 201).
(2/651)
6- قال ابن ماجه: حدثنا علي بن محمد1ثنا وكيع2ثنا الصلت بن دينار3عن عقبة بن صهبان4قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: ما تغنيت ولا تمنيت، ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بها رسول الله صلى الله عليه وسلم"5.
إسناده ضعيف جداً، الصلت بن دينار متروك.
ورواه أبو نعيم6 من طريق سفيان الثوري7 عن الصلت به مقتصراً على قوله: "ما أخذته بيميني منذ أسلمت".
ورواه ابن عساكر8 من طريق إسحاق بن إسماعيل قال: نا وكيع به؛ وفيه: ما تمنيت ولا تغنيت؛ كما رواه منقطعاً وأشار إلى انقطاعه إلى
__________
1 علي بن محمد بن إسحاق الطنافسي، تقدمت ترجمته.
2 وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، تقدمت ترجمته.
3 الصلت بن دينار الأزدي، البصري، أبو شعيب المجنون، مشهور بكنيته،متروك ناصبي، من السادسة، د ت (التقريب/ 2947).
4 عقبة بن صهبان الأزدي، ثقة، من الثالثة، مات بعد السبعين خ م ق (التقريب/ 4640).
5 ابن ماجه (السنن 1/ 113).
6 أبو نعيم (حلية الأولياء 1/ 61).
7 سفيان الثوري، تقدمت ترجمته.
8 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 218).
(2/652)
أنه روي موصولاً من وجه آخر.
وكل هذه الطرق مدارها على الصلت، فالخبر ضعيف جداً به، كما ضعفه جداً الألباني1.
7- قال البزار: حدثنا محمد بن عبد الرحيم2صاعقة، ثنا شبابة بن سوار3 ثنا خارجة بن مصعب4 عن عبد الله بن عبيد الحميري5 عن أبيه6 قال: كنت عند عثمان - رحمه الله - حين حوصر، فقال: هاهنا طلحة؟ فقال طلحة - رحمه الله -: نعم، فقال: نشدتك الله أما علمت أنا كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ليأخذ كل رجل منكم بيد جليسه، فأخذت بيد فلان، وأخذ فلان بيد فلان، حتى أخذ كل رجل بيد صاحبه وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
1 ضعيف سنن ابن ماجه (26).
2 محمد بن عبد الرحيم بن أبي زهير البغدادي البزاز أبو يحيى المعروف بصاعقة ثقة حافظ، من الحادية عشرة، (ت سنة 255? ) وله 70 خ د ت س (التقريب/6091).
3 شبابة بن سوار المدائني، تقدمت ترجمته.
4 خارجة بن مصعب بن خارجة أبو الحجاج السرخسي متروك، وكان يدلس عن الكذابين، ويقال إن ابن معين كذبه، من الثامنة، ت سنة 168?، ت ق (التقريب/ 1612).
5 عبد الله بن عبيد الحميري، البصري المؤدب، ثقة من السابعة، ت س ت (التقريب/3457)
6 ذكره ابن حبان في الثقات وقال: شيخ من أهل الحجاز يروي عن عثمان بن عفان (الثقات 5/ 138).
(2/653)
بيدي، وقال: هذا جليسي في الدنيا، وولي في الآخرة، فقال: اللهم نعم".
قال البزار: لا نعلمه يُروى عن عثمان، ولا عن طلحة إلا بهذا الإسناد"1.
قلت: ورواه ابن عساكر2 من طريق أبي الفضل عباس بن محمد قال: ثنا شبابة به نحوه وفيه: "كنت فيمن حصر عثمان، فأشرف ذات يوم فقال:..." وزاد في آخره "فقال الحميري: كيف نقاتل رجلاً قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا فيه؟ قال: فرجع في سبعمائة من قومه".
ورواه أيضاً3 من طريق الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، نا شبابة به بمثل رواية أبي الفضل، وفيها زيادة "فسلم عليهم فلم يردوا عليه".
إسناده ضعيف جداً بخارجة فإنه متروك، وعبيد لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات.
8- قال عبد الله بن أحمد: حدثني عبيد الله بن عمر القواريري4 حدثني القاسم بن الحكم بن
__________
1 كشف الأستار (3/ 180).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 346-347).
3 المصدر نفسه.
4 عبيد الله بن عمر بن ميسرة القواريري، أبو سعيد البصري، نزيل بغداد، ثقة ثبت، من العاشرة، مات (سنة 235? ) على الأصح وله 85 سنة خ م د س (التقريب/ 4325).
(2/654)
أوس الأنصاري1 حدثني أبو عبادة الزرقي2 الأنصاري، من أهل المدينة عن زيد بن أسلم3 عن أبيه4 قال: شهدت عثمان يوم حوصر في موضع الجنائز، ولو ألقي حجر لما وقع إلا على رأس رجل، فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل فقال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا. ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فسكتوا. ثم قال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فقام طلحة بن عبيد الله، فقال له عثمان ألا أراك هاهنا. ما كنت أرى أنك تكون في جماعة تسمع ندائي آخر ثلاث مرات ثم لا تجيبني؟ أنشدك الله يا طلحة، تذكر يوم كنت أنا وأنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا، ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك؟ فقال: نعم. فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا طلحة إنه ليس من نبي إلا ومعه من أصحابه رفيق من أمته في الجنة، وإن عثمان بن عفان هذا - يعنيني - رفيقي معي في الجنة؟ قال طلحة: اللهم
__________
1 القاسم بن الحكم بن أوس الأنصاري، أبو محمد البصري، لين، من التاسعة، تمييز (التقريب/ 5456).
2 عيسى بن عبد الرحمن بن فروة، وقيل ابن سبرة، الأنصاري، أبو عبادة الزرقي، متروك من السابعة ت (التقريب/ 5306).
3 زيد بن أسلم العدوي، مولى عمر، أبو عبد الله، وأبو أسامة، المدني، ثقة عالم، وكان يرسل، من الثالثة، مات سنة 136? ع (التقريب/ 2117).
4 أسلم العدوي مولى عمر، ثقة، مخضرم، (مات سنة 80? ) وقيل بعد (سنة 60? )، وهو ابن 114سنة ع (التقريب/ 406).
(2/655)
نعم. ثم انصرف" 1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
ورواه البزار3 من طريق محمد بن المثنى عن القاسم بن الحكم به نحوه.
وقال: "رواه طلحة بن عبيد الله وعثمان، ولا نعلم روى أسلم عن عثمان غير هذا الحديث".
وذكره الهيثمي4 وقال: "روى النسائي بعضه بإسناد منقطع، رواه عبد الله وأبو يعلى في الكبير والبزار، وفي إسناد عبد الله والبزار أبو عبادة الزرقي، وهو متروك، وأسقطه أبو يعلى من السند، والله أعلم.
قلت ورواية أبي يعلى في المقصد العلي5 كما قال الهيثمي، مُسْقَطٌ منها أبو عبادة، لكن رواه ابن عساكر6 من طريقه بإثبات أبي عبادة.
وذكره المحب الطبري7 وعزاه إلى أحمد.
إسناده ضعيف جداً بأبي عبادة الأنصاري الزرقي، والقاسم لين.
__________
1 المسند (بتحقيق أحمد شاكر 2/ 12-13).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 346).
3 كشف الأستار (3/ 179-180).
4 مجمع الزوائد (9/ 91).
5 (خ 163).
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 345-346).
7 الرياض النضرة (3/ 26-27).
(2/656)
وباقي رجاله ثقات رجال الشيخين.
كما ضعف إسناده أحمد شاكر بأبي عبادة.
9- قال ابن سعد: أخبرنا يزيد بن هارون1 قال: أخبرنا أبو مالك2 عبد الملك ابن
حسين النخعي، عن عمران بن مسلم بن3 رباح، عن عبد الله البهي4 أن جبير بن مطعم صلى على عثمان في ستة عشر رجلاً بجبير سبعة عشر.
قال ابن سعد: الحديث الأول، صلى عليه أربعة أثبت"5.
ورواه من طريقه ابن عساكر6.
إسناده ضعيف جداً، أبو مالك متروك، وعمران قال عنه الحافظ: "مقبول".
__________
1 تقدمت ترجمته.
2 أبو مالك النخعي الواسطي، اسمه عبد الملك، وقيل عبادة بن الحسين، وقيل: ابن أبي الحسين، ويقال له: ابن ذر، متروك، من السابعة، ق (التقريب/ 8337).
3 عمران بن مسلم بن رباح الثقفي، الكوفي، وقد ينسب لجده، مقبول من السادسة، بخ (التقريب/ 5167).
4 عبد الله البهي، مولى مصعب بن الزبير، يقال: اسم أبيه يسار، صدوق يخطئ، من الثالثة، بخ م 4 (التقريب/ 3723).
5 الطبقات (3/ 79).
6 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 541).
(2/657)
10- قال يعقوب بن سفيان: حدثني ابن نمير1 حدثنا أبي2 ثنا الأعمش3 عن إسماعيل4 بن رجاء الزبيدي، عن الوليد بن صخر الفزاري5 عن جزي6 بن بكير العبسي، قال: لما قتل عثمان أتينا حذيفة فدخلنا صفة له. قال: والله ما أدري ما بال عثمان، والله ما أدري ما حال من قتل عثمان، إن هو إلا كافر قتل الآخر، أو مؤمن خاض إليه الفتنة، حتى قتله، فهو أكمل الناس إيماناً"7.
ورواه أيضاً8 عن محفوظ بن أبي ثوبة حدثني أبو نعيم، حدثنا الأعمش به نحوه. وفيه صخر بن الوليد وهو الصواب، لعدم وجود الاسم الأول في المصادر التي بين يدي، فهو قلب صوبته الرواية الثانية هذه.
وفيه: "فزعنا" بدل "أتينا" وفيه: "ما أدري كافراً أو مؤمناً خاض
__________
1 ابن نمير هو: محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني، تقدمت ترجمته.
2 عبد الله بن نمير، تقدمت ترجمته.
3 الأعمش هو سليمان بن مهران، تقدمت ترجمته.
4 إسماعيل بن رجاء الزبيدي، أبو إسحاق الكوفي، ثقة تكلم فيه الأزدي بلا حجة، من الخامسة، م 4 (التقريب/ 443).
5 الوليد بن صخر صوابه صخر بن الوليد، الفزاري، ذكره البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه (التاريخ الكبير 4/ 311-314، الجرح والتعديل 4/ 426).
6 جزي بن بكير العبسي قال عنه البخاري منكر الحديث (التاريخ الكبير 2/ 251)
7 المعرفة والتاريخ (2/ 763)، والضعفاء للعقيلي (1/ 201).
8 المعرفة والتاريخ (2/ 763)، والضعفاء للعقيلي (1/ 201).
(2/658)
الفتنة إلى كافر يقتله". ورواه العقيلي1 من طريق أبي نعيم به.
إسناده ضعيف جداً بجزي بن بكير العبسي، قال البخاري: منكر الحديث. ويدل على نكارة متنه ما تقدم عن حذيفة من جزمه بأن عثمان في الجنة، وبأن قتلته في النار2. واستعظامه قتله3 وعيبه من خرج من أهل الأمصار إلى عثمان رضي الله عنه4.
11- قال البخاري في التاريخ الصغير: حدثني محمد بن أبي بكر5المقدمي، ثنا حصين بن نمير6ثنا حصين7بن عبد الرحمن8حدثني جهيم9الفهري، قال: أنا شاهد الأمر كله، فقال عثمان: ليقم أهل كل مصر كرهوا
__________
1 المرجع السابق.
2 انظر الملحق الرواية رقم: [114].
3 انظر الملحق الرواية رقم: [115].
4 انظر الملحق الرواية رقم: [ 138].
5 محمد بن أبي بكر المقدمي، تقدمت ترجمته.
6 حصين بن نمير الواسطي، تقدمت ترجمته.
7 في التاريخ الصغير بدل "حصين بن عبد الرحمن"، "جبير" وفي تاريخ ابن عساكر نا حصين بن نمير حدثني جهيم، دون ذكر لهما. وبعد الخبر قال ابن عساكر: ثقال البخاري: هذا خطأ هو عن حصين بن نمير، عن حصين بن عبد الرحمن، عن جهيم، ولعل ذلك في نسخة ابن عساكر للتاريخ الصغير حيث لم أجده في المطبوعة.
8 حصين بن عبد الرحمن السلمي، تقدمت ترجمته.
9 جهيم الفهري، تقدمت ترجمته.
(2/659)
صاحبهم، حتى أعزله عنهم، وأستعمل الذين يحبون. فقال أهل البصرة: رضينا بعبد الله بن عامر، فأقره. قال أهل الكوفة: اعزل عنا سعيد بن العاص، واستعمل أبا موسى ففعل. وقال أهل الشام: قد رضينا بمعاوية فأقره. وقال أهل مصر: اعزل عنا ابن أبي سرح واستعمل علينا عمرو بن العاص، ففعل. فدخل علينا أبو عمرو بن بديل الخزاعي والبحري أو التنوخي، فطعنه أبو عمرو في ودجه وعلاه الآخر بالسيف فقتلاه، فأخذهما معاوية فضرب أعناقهم"1.
ورواه من طريقه ابن عساكر2.
إسناده ضعيف جداً.
فيه حصين بن نمير، فيه ضعف، ورمي بالنصب، لم يخرج له إلا البخاري حديثاً واحداً تابعه عليه عنده هشيم، ومحمد بن فضيل3.
وحصين بن عبد الرحمن اختلط في آخره، ورواية حصين بن عبد الرحمن عنه بعد اختلاطه4.
وجهيم مجهول الحال لم يوثقه غير ابن حبان، وابن حبان لا يعتد بتوثيقه إلا في حالات ليس هذه منها.
فتبين أن إسناد هذا الخبر ضعيف لعلل، لو لم يكن فيه إلا واحدة
__________
1 البخاري (التاريخ الصغير 1/ 109-110).
2 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 404)
3 ابن حجر (هدي الساري 398).
4 السخاوي (فتح المغيث 3/ 374).
(2/660)
لضعف بها، فكيف بها إذا اجتمعت.
12- قال البزار: حدثنا يوسف بن موسى القطان الواسطي1ثنا عثمان بن مخلد2 ثنا سلام أبو المنذر3 عن علي بن زيد4 عن سعيد بن المسيب5 قال: رفع عثمان صوته على عبد الرحمن بن عوف، فقال له: لأي شيء ترفع صوتك؟ وقد شهدت بدراً، ولم تشهد، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تبايع، وفررت يوم أحد ولم أفر، فقال عثمان: أما قولك إنك شهدت بدراً ولم أشهد، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفني على ابنته وضرب لي بسهم، وأعطاني أجري. وأما قولك: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أبايع، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى أناس من المشركين وقد علمت ذلك، فلما احتبست ضرب بيمينه على شماله فقال: - هذه لعثمان بن عفان - فشمال رسول
__________
1 يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب الكوفي، نزيل الري، ثم بغداد، صدوق من العاشرة، (ت سنة 253? )، خ د ت عس ق (التقريب/ 7887).
2 عثمان بن مخلد الواسطي ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، (الجرح 2/ 268).
3 سلام بن سليمان المزني، أبو المنذر القارئ النحوي، البصري، نزيل الكوفة، صدوق، يهم، قرأ على عاصم، من السابعة، توفي سنة 171? ت س (التقريب/ 2705).
4 علي بن زيد بن عبد الله بن جدعان، تقدمت ترجمته.
5 سعيد بن المسيب القرشي المخزومي، أحد العلماء الأثبات، الفقهاء الكبار، من كبار الثانية، اتفقوا على أن مرسلاته من أصح المراسيل. وقال ابن المديني: "لا أعلم أحداً في التابعين أوسع علماً منه" ت سنة 90? وقد ناهز الثمانين ع (التقريب/ 2396).
(2/661)
الله صلى الله عليه وسلم خير من يميني، وأما قولك فررت يوم أحد ولم أفر، فإن الله تبارك وتعالى قال: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ} فلم تعيرني بذنب قد عفا الله عنه.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن سعيد عن عثمان إلا من هذا الوجه ولا رواه عن زيد إلا سلام"1.
ورواه ابن عساكر2 من طريق علي بن الحكم عن سلام به نحوه؛ وزاد "وهو خليفة" قبل "فقال له"، وزاد يعني بيعة الرضوان، ولم يذكر الآية.
إسناده ضعيف جداً , عثمان لم يوثقه ولم يجرحه أحد، وسلام فيه وهم، وعلي بن زيد قال عنه الحافظ: ضعيف.
وقال أبو حاتم: ليس بقوي يكتب حديثه ولا يحتج به... وكان يتشيع3. وقال ابن عدي: وكان يغلو في التّشيع4.
__________
1 كشف الأستار (3/ 178-179).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 253).
3 ابن أبي حاتم (الجرح والتعديل 6/ 187).
4 الكامل (5/ 1840).
(2/662)
وقال يزيد بن زريع: رأيته ولم أحمل عنه لأنه كان رافضياً1.
وأنكر ما روى، ما حدّث به حماد بن سلمة عنه، عن أبي نضرة عن أبي سعيد رفعه. "إذا رأيتم معاوية على هذه الأعواد فاقتلوه"... وفي لفظ (فارجموه)2.
قلت: وروايته هذه التي بين أيدينا تتضمن منازعة بين صحابيين جليلين هما: عثمان، وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنهما، ومذهب الرفض يدعو إلى إظهار الصحابة بهذا المظهر، فلا تقبل هذه الرواية وتضعف بعلي لأنه كان رافضياً والله أعلم.
وبذلك يتبين عدم صحة قول الهيثمي عن هذا الخبر: إسناده حسن3.
13- روى الخطيب وابن عساكر من طريق:
عكرمة بن إبراهيم الأزدي، عن عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة قال: "ما رأيت أحداً أخطب من عائشة ولا أعرب لقد رأيتها يوم الجمل، وثار إليها الناس، فقالوا: يا أم المؤمنين، حدثينا عن عثمان وقتله، قال: فاستجلست الناس، ثم حمدت الله وأثنت عليه، ثم قالت: إنما نقمنا على عثمان خصالاً ثلاثاً: إمرة الفتى، وضربة السوط، وموقع الغمامة
__________
1 ابن حجر (تهذيب التهذيب 7/ 284 ج).
2 ابن حجر (تهذيب التهذيب 7/ 284 ج).
3 مجمع الزوائد (9/ 85).
(2/663)
المحماة، فلما أعتبنا مصتموه موص الثوب بالصابون، عدوتم به الفقر الثلاث: عدوتم به الشهر الرحام، والبلد الحرام، وحرمة الخلافة، والله لعثمان كان أتقانا للرب، وأوصلكم للرحم، وأحصنكم فرجاً؛ أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
قال القاضي الذهلي: قال أبي سألت أحمد بن يحيى عن قول عائشة في عثمان: مصتموه موص الثوب ثم عدوتم به الفقر الثلاث. قال: الموص والغسل واحد، وأما الفقر الثلاث فإنه مأخوذ من أن البعير يفقر ثلاث فقر، يحز حزات، فإذا كان مُعْيياً جعل يجر على الفقرة الأولى مع الزمام، فيشتد عليه. فإذا لان أنزلوها إلى الثانية، ثم إلى الثالثة. فيقول: صنعتم به هذا ثم جزتموه إلى أكثر منه. قال: ومعناه أنكم أذللتموه. قال: ويقال: فقرة وفقر"1.
وهذا إسناد ضعيف جداً، فقد اتفق يحيى بن معين، وأبو داود على أن عكرمة هذا: ليس بشيء.
وقال عنه النسائي: "ضعيف" وقال يعقوب بن سفيان: "منكر الحديث".
وقال عمرو بن علي: "ضعيف منكر الحديث"2.
__________
1 تاريخ بغداد (12/ 262)، وتاريخ دمشق (ترجمة عثمان 497-499).
2 تاريخ بغداد (12/ 262)، وانظر تعجيب المنفعة لابن جحر (290).
(2/664)
14- روى ابن عساكر: من طريق يعقوب بن شيبة1 نا يحيى بن عبد الحميد عن ابن أبزى2 قال: لما حصر عثمان قال علي للحسن: ائت ابن عمك، فأتاه الحسن بن علي، فقال له عثمان: ما جاء بك يا ابن أخي؟ قال: جئت لأفي بيعتك، قال: يا ابن أخي أنت منها في حِلّ"3.
وإسناده ضعيف جداً؛ فيه يحيى بن عبد الحميد الحماني، قال عنه الذهبي: "حافظ منكر الحديث" وقد وثقه ابن معين وغيره، وقال أحمد بن حنبل: "كان يكذب جهاراً" وقال النسائي: "ضعيف"4.
وقال البخاري: "كان أحمد وعلي يتكلمان فيه" وقال محمد بن عبد الله بن نمير: "ابن الحماني كذّاب"،وقال مرّة "ثقة".
وقال ابن عدي: "ولم أر في مسنده وأحاديثه أحاديث مناكير، وأرجو أنه لا بأس به".
قلت: ولذا قال: "ليحيى الحماني سند صالح".
قال الذهبي: "قلت: إلا أنه شيعي بغيض. قال: زياد بن أيوب،
__________
1 يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور، تقدمت ترجمته.
2 ابن أبزى هو: عبد الرحمن بن أبروى الخزاعي، تقدمت ترجمته.
3 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 396-397).
4 الذهبي (المغني 2/739).
(2/665)
سمعت يحيى الحماني، يقول: كان معاوية على غير ملة الإسلام. قال زياد: كذب عدوُ الله"1.
15- قال الطبراني: نا أبو خليفة2 نا أبو عمر3 حفص بن عمر الحوضي، نا الحسن بن4 أبي جعفر، نا مجالد5 عن الشعبي6 قال: لقي مسروق7 الأشتر8 فقال
__________
1 ابن سعد (الطبقات 6/411)، والبخاري (التاريخ الكبير 8/291) وابن أبي حاتم (الجرح والتعديل 9/168) والذهبي (ميزان الاعتدال 4/ 392).
2 الفضل بن الحباب الجمحي، أبو خليفة، واسم أبيه عمرون وزالحباب لقبه، (ت سنة 305 ? ) وكان مولده (سنة 207 ? ) قال الذهبي: "وكان ثقة عالماً، ما علمت عليه ليناً إلا ما قال: السليماني إنه من الرافضة، فهذا لم يصحّ عن أبي خليفة. (الذهبي، الميزان 3/350، السير، 14/ 7، التذكرة 2/ 670، البغدادي، الموضح 2/323، ابن حبان، الثقات 9/8، ابن حجر، اللسان 4/438).
3 حفص بن عمر بن الحارث بن سخبرة، الأزدي، النمري، أبو عمرو الحوضي، وهو بها أشهر، ثقة ثبت، عيب بأخذ الأجرة على الحديث، من كبار العاشرة، ت سنة225 ? ) خ د س (التقريب/ 1412)
4 الحسن بن أبي جعفر الجفري، البصري، ضعيف الحديث مع عبادته، وفضله، مات سنة (167? ) ق (التقريب/ 1222)
5 مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، تقدمت ترجمته.
6 عامر بن شراحيل الشعبي، تقدمت ترجمته.
7 مسروق بن الأجدع الهمداني، تقدمت ترجمته.
8 مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن سلمة النخعي، الملقب بالأشتر مخضرم، نزل الكوفة بعد أن شهد اليرموك وغيرها، وولاه علي مصر، فمات قبل أن يدخلها (سنة 37 ? ) س (التقريب/ 6429)
(2/666)
مسروق للأشتر: قتلتم عثمان ؟ قال: نعم، قال: أما والله لقد قتلتموه صوّاماً قوّاماً. قال: فانطلق الأشتر فأخبر عماراً، فأتى عمار مسروقاً، فقال: والله ليجلدن عماراً، وليسيرن أبا ذرّ، وليحمينّ الحمى، وتقول: قتلتموه صواماً قواماً؟ فقال له مسروق: فوالله ما فعلتم واحدة من ثنتين: ما عاقبتم بمثل ما عوقبتم به، وما صبرتم فهو خير للصابرين، قال: فكأنما ألقمه حجراً. وقال الشعبي: وما ولدت همدانية مثل مسروق"1.
إسناده ضعيف جداً: ورواه عن الطبراني أبو نعيم2 كما رواه عن أبي أحمد الغطريفي، عن أبي خليفة به.
ورواه من طريق الطبراني ابن عساكر3.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد4 وقال: فيه الحسن بن أبي جعفر الجفري، وهو ضعيف لغفلته.
قلت: وهو كما قال؛ وفيه علل أخرى؛ الفضل بن الحباب اتهم بالرفض، وفي الخبر طعن في بعض الصحابة.
وفي الخبر مخالفة للغة العرب، ففي قوله: "وليحمين الحمى"حكاية
__________
1 المعجم الكبير (1/81)
2 حلية الأولياء (1/57)
3 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 502-503)
4 (9/95)
(2/667)
للماضي ولا تصح في هذه الأفعال، لأنها خلصت للاستقبال بعد أن وقعت جواباً للقسم، مقترنة بلامه1.
16- قال الطبري: "حدثني جعفر2 قال: حدثنا عمرو3 وعلي4 قالا: حدثنا حسين5 أبيه6 عن محمد بن السائب7 الكلبي، قال: إنما ردَّ أهلَ مصر إلى عثمان بعد انصرافهم عنه أنه أدركهم غلام لعثمان على جمل له، بصحيفة إلى أمير مصر أن يقتل بعضهم، وأن يصلب
__________
1 ذكر ذلك محقق تاريخ دمشق، ترجمة عثمان، (ص: 502) حاشية (9).
2 حعفر، هو: جعفر بن عبد الله المحمدي، هكذا جاء اسمه مصرحاً به في غيرما موضع من تاريخ الطبري (4/ 333-335، 367-369، 381، 412، 416، 427).
ولم أجد له ترجمة، ولم ينقل عن الطبري إلا في ثلاثة عشر موضعاً كلها في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه وشيوخه فيها هم عمرو وعلي.
3 عمرو، هو: عمرو بن حماد بن طلحة القناد، الكوفي، وقد ينسب إلى جده، صدوق رمي بالرفض، من العاشرة، ت سنة 220 ?، بخ م د س فق (التقريب/ 5014).
4 علي، هو: علي بن حسين بن عيسى بن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم أجد له ترجمة.
5 حسين بن عيسى بن زيد بن علي بن حسين بن أبي طالب رضي الله عنه سكت عنه ابن أبي حاتم (الجرح 3/60).
6 عيسى بن زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه سكت عنه ابن أبي حاتم (الجرح 6/276).
7 محمد بن السائب بن بشر الكلبي، الكوفي النسابة، المفسر، متهم بالكذب، ورمي بالرفض، من السادسة، مات سنة ست وأربعين، ت فق (ت سنة 146 ? ) (التقريب/ 5901).
(2/668)
بعضهم، فلما أتوا عثمان، قالوا: هذا غلامك، قال: غلامي انطلق بغير علمي، قالوا: جملك، قال: أخذه من الدار بغير أمري، قالوا: خاتمك، قال: نقش عليه، فقال عبد الرحمن بن عديس التجيبيّ حين أقبل أهل مصر:
أقبلن من بلبيس والصعيد ... خوصاً كأمثال القسي قود
مستحقبات حلق الحديد ... يطلبن حق الله في الوليد
عند عثمان وفي سعيد ... يا رب فارجعنا بما نريد
فلما رأى عثمان ما قد نزل به، وما قد انبعث عليه من الناس، كتب إلى معاوية بن أبي سفيان وهو بالشام: "بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد: فإن أهل المدينة قد كفروا وأخلفوا الطاعة، ونكثوا البيعة، فابعث إلى من قبلك من مقاتلة أهل الشام على كل صعب وذلول".
فلما جاء معاوية الكتاب تربص به، وكره إظهار مخالفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علم اجتماعهم، فلما أبطأ أمره على عثمان كتب إلى يزيد بن أسد ابن كرز، وإلى أهل الشام يستنفرهم ويعظم حقه عليهم، ويذكر الخلفاء وما أمر الله عز وجل به من طاعتهم، ومناصحتهم، ووعدهم أن ينجدهم جند أو بطانة دون الناس، وذكرهم بلاءه عندهم، وصنيعه إليهم، فإن كان عندكم غياث فالعجل العجل، فإن القوم معاجلي.
فلما قرئ كتابه قام يزيد بن أسد بن كرز البجلي ثم القسري،
(2/669)
فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر عثمان، فعظم حقه، وحضهم على نصره، وأمرهم بالمسير إليه، فتابعه ناس كثير، وساروا معه حتى إذا كانوا بوادي القرى، بلغهم قتل عثمان رضي الله عنه فرجعوا.
وكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر، أن اندب إلى أهل البصرة، نسخة كتاب إلى أهل الشام.
فجمع عبد الله بن عامر الناس، فقرأ كتابه عليهم، فقامت خطباء من أهل البصرة يحضونه على نصر عثمان والمسير إليه، فيهم مجاشع بن مسعود السلمي، وكان أول من تكلم، وهو يومئذ سيد قيس بالبصرة. وقام أيضاً قيس بن الهيثم السلمي فخطب، وحضّ النّاس على نصر عثمان، فسارع الناس إلى ذلك، فاستعمل عليهم عبد الله بن عامر مجاشع بن مسعود، فسار بهم حتى إذا نزل الناس الربذة ونزلت مقدمته عند صرار - ناحية من المدينة - أتاهم قتل عثمان"1.
وروى الطبري البيتين معلقة عن ابن إسحاق مرسلة من ابن إسحاق2 وفيها تغير.
إسناده ضعيف جداً، فإن فيه هذه العلل:
1- جعفر شيخ الطبري لم أجد له ترجمة.
2- عمرو بن حماد رافضي.
__________
1 الطبري (تاريخ الأمم والملوك 4/368-369)
2 الطبري (التاريخ 4/ 381).
(2/670)
3- حسين لم أجد له ترجمة.
عيسى بن موسى والد حسين ربما دلَّس، وقد عنعن في روايته هذه.
محمد بن السائب الكلبي متهم بالكذب، ورمي بالرفض.
محمد بن السائب الكلبي (ت سنة 146?) فلم يدرك الحادثة فهو منقطع أيضاً.
فإسناده فيه هذه العلل لا يعتمد عليه في شيء، ويكفيه علة واحدة من هذه العلل الست.
17- قال الطبري: حدثني جعفر بن عبد الله المحمدي1 قال: حدثنا عمرو بن حماد، وعلي بن الحسين، قالا: حدثنا حسين بن عيسى، عن أبيه، عن أبي ميمونة2 عن أبي بشير3 العابدي قال: نبذ عثمان رضي الله عنه ثلاثة أيام لا يدفن، ثم إن حكيم بن حزام القرشي، ثم أحد بني أسد بن عبد العزى، وجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، كلَّما علياً في دفنه، وطلبا إليه أن يأذن لأهله في ذلك، ففعل وأذن لهم علي، فلما سمع بذلك قعدوا له في الطريق بالحجارة وخرج به نا س يسير من أهله، وهم يريدون
__________
1 تقدمت ترجمته.
2 أبو ميمونة الفارسي، المدني الأبار، قيل اسمه سليم أو سليمان أو سلمى، وقيل أسامة، ثقة من الثالثة، ومنهم من فرق بين الفارسي والأبار وكل منهما مدني، يروي عن أبي هريرة، فالله أعلم 4 (التقريب/ 8408).
3 لم أجد له ترجمة.
(2/671)
به حائطاً بالمدينة يقال له: حش كوكب، كانت اليهود تدفن فيه موتاهم، فلما خرج به على الناس رجموا سريره وهموا بطرحه، فبلغ ذلك علياً، فأرسل إليهم يعزم عليهم ليكفن عنه ففعلوا، فانطلق حتى دفن رضي الله عنه في حش كوكب، فلما ظهر معاوية بن أبي سفيان على الناس أمر بهدم ذلك الحائط حتى أفضى به إلى البقيع، فأمر الناس أن يدفنوا موتاهم حول قبره حتى اتصل ذلك بمقابر المسلمين"1.
إسناده ضعيف بما فيه من مجاهيل2.
18- قال الطبري: وحدثني جعفر3 قال: حدثنا عمر4 وعلي5 قالا: حدثنا حسين6 عن أبيه7 عن المجالد بن سعيد الهمداني8 عن يسار بن أبي
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 412).
2 انظر التعليق على الرواية رقم: (256).
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 تقدمت ترجمته.
8 تقدمت ترجمته.
(2/672)
كرب1 عن أبيه2 - وكان أبو كرب عاملاً على بيت مال عثمان - قال: دفن عثمان رضي الله عنه بين المغرب، والعتمة، ولم يشهد جنازته إلا مروان بن الحكم، وثلاثة من مواليه، وابنته الخامسة، فناحت ابنته، ورفعت صوتها تندب، وأخذ الناس الحجارة وقالوا: نعثل نعثل وكادت ترجم، فقالوا: الحائط الحائط، فدفن في حائط خارجاً"3.
إسناده ضعيف بما في من مجاهيل4.
وتشابه هذه الرواية عبارات أبي عرب في المحن5.
19- قال الطبري: "حدثني جعفر بن عبد الله6 المحمدي، قال: حدثنا عمرو بن حماد7 بن طلحة، وعلي بن الحسين8 بن عيسى. قالا: حدثنا حسين 9
__________
1 يسار بن أبي كرب، سكت عنه البخاري، وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبان في الثقات (التاريخ الكبير 8/ 421، الجرح والتعديل 9/ 307، الثقات 7/ 654).
2 لم أجد له ترجمة.
3 تاريخ الأمم والملوك (4/ 412).
4 انظر التعليق على الرواية رقم: (256).
5 أبو عرب، المحن (65).
6 لم أجد له ترجمة.
7 عمرو بن حماد بن طلحة القناد، تقدمت ترجمته.
8 تقدمت ترجمته.
9 تقدمت ترجمته.
(2/673)
ابن عيسى1 عن أبيه2. عن هارون بن سعد3 عن العلاء بن عبد الله4 بن زيد العنبري، أنه قال: اجتمع ناس من المسلمين. فتذاكروا أعمال عثمان، وما صنع، فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا إليه رجلاً يكلمه، ويخبره بإحداثه، فأرسلوا إليه عامر بن عبد الله التميمي ثم العنبري - وهو الذي يدعى عامر بن عبد قيس - فأتاه فدخل عليه.
فقال له: إن ناساً من المسلمين اجتمعوا فنظروا في أعمالك، فوجدوك قد كتبت أموراً عظاماً، فاتق الله عز وجل، وتب إليه، وانزع عنها. قال له عثمان: انظر إلى هذا. فإن الناس يزعمون أنه قارئ ثم هو يجيء فيكلمني في المحقرات، فوالله ما يدري أين الله، قال عامر: أنا لا أدري أين الله؟ قال: نعم. والله ما تدري أين الله، قال عالمر: بل والله إني لأدري إن الله بالمرصاد لك.
فأرسل عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان، وغلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وإلى سعيد بن العاص، وإلى عمرو بن العاص بن وائل السهمي، وإلى عبد الله بن عامر، فجمعهم ليشاورهم في أمره، وما طلب
__________
1 تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 ليس في الرواة فيما اطلعت عليه من مصادر أحد بهذا الاسم، وفي الرواة العلاء بن عبد الله بن بدر البصري (العنزي)، (الغنوي) قد ينسب إلى جده ثقة، من السادسة قد (التقريب/ 5244).
(2/674)
إليه، وما بلغه عنهم. فلما اجتمعوا عنده قال لهم: إن لكل امرئ وزراء، ونصحاء، وإنكم وزرائي، ونصحائي، وأهل ثقتي. وقد صنع الناس ما قد رأيتم، وطلبوا إليّ أن أعزل عمالي، وأن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى ما يحبون، فاجتهدوا رأيكم، وأشيروا عليّ، فقال له عبد الله بن عامر: رأيي لك يا أمير المؤمنين أن تأمرهم بجهاد يشغلهم عنك، وأن تجمرهم في المغازي حتى يذلوا لك فلا يكون همّة أحدهم إلا نفسه، وما هو فيه من دبرة دابته، وقمل فروه. ثم أقبل عثمان على سعيد بن العاص فقال له: ما رأيك؟ قال: يا أمير المؤمنين،إن كنت ترى رأينا فاحسم عنك الداء، واقطع عنك الذي تخاف، واعمل برأيي تصب، قال: وما هو؟ قال: إن لكل قوم قادة متى تهلك يتفرقوا، ولا يجتمع لهم أمر.
فقال عثمان: إن هذا الرأي لولا ما فيه. ثم أقبل معاوية فقال: ما رأيك؟ قال: أرى لك يا أمير المؤمنين أن ترد عمالك على الكفاية لما قبلهم، وأن ضامن لك قبلي.
ثم أقبل على عبد الله بن سعد، فقال: ما رأيك؟ قال: أرى يا أمير المؤمنين أن الناس أهل طمع، فأعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم.
ثم أقبل على عمرو بن العاص فقال له: ما رأيك؟ قال: ارى أنك قد ركبت الناس بما يكرهون، فاعتزم أن تعتدل، فإن أبيت فاعتزم أن تعتزل، فإن أبيت فاعتزم عزماً، وامض قدماً.
فقال عثمان: مالك قمل فروك؟ أهذا لجد منك؟ فأسكت عنه دهراً، حتى إذا تفرق القوم قال عمرو: لا والله يا أمير المؤمنين، لأنت أعز
(2/675)
عليّ من ذلك، ولكن علمت أن سيبلغ الناس قول كل رجل منا، فأردت أن يبلغهم قولي فيثقوا بي، فأقود إليك خيراً، أو أدفع عنك شراً"1.
إسناده ضعيف بما فيه من مجاهيل وبعمرو بن حماد، فإنه رمي بالفرض؛ وفي هذا الخبر ما يدعو إلى هذه البدعة2.
20- قال الطبري: حدثني جعفر3 قال: حدثنا عمرو بن حماد4 وعلي بن الحسين5 قالا: حدثنا حسين6 عن أبيه7 عن عمرو بن أبي المقدام8 عن عبد الملك بن عمير الزهري9 أنه قال: جمع عثمان أمراء الأجناد: معاوية بن أبي سفيان، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن عامر، وعبد الله بن سعد بن
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 333-334).
2 انظر التعليق على الرواية رقم: (256).
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 تقدمت ترجمته.
8 عمرو بن أبي المقدام، عمرو بن ثابت، الكوفي، مولى بكر بن وائل، ضعيف رمي بالرفض، من الثامنة (ت سنة 172? ) دفق (التقريب/ 4995).
9 ليس في الرواة الذين في المصادر التي اطلعت عليها راو بهذا الاسم، وفيهم عبد الملك ابن عمير بن سويد اللخمي، تقدمت ترجمته.
(2/676)
أبي سرح، وعمرو بن العاص، فقال: أشيروا علي، فإن الناس قد تنمروا لي، فقال له معاوية: أشير عليك أن تأمر أمراء أجنادك فيكفيك كل رجل منهم ما قبله، وأكفيك أنا أهل الشام، فقال له عبد الله بن عامر: أرى لك أن تجمرهم في هذه البعوث حتى يَهُمّ كل رجل منهم دبر دابته، وتشغلهم عن الإرجاف بك، فقال عبد الله بن سعد: أشير عليك أن تنظر ما أسخطهم فترضيهم، ثم تخرج لهم هذا المال فيقسم بينهم.
ثم قام عمرو بن العاص فقال: يا عثمان إنك قد ركبت الناس بمثل بني أمية، فقلت: وقالوا: وزغت، وزاغوا، فاعتدل أو اعتزل، فإن أبيت فاعتزم عزماً، وامض قدماً، فقال له عثمان: مالك قمل فروك أهذا الجد منك؟ فأسكت عمرو حتى إذا تفرقوا قال: لا والله يا أمير المؤمنين، لأنت أكرم عليَّ من ذلك، ولكني قد علمت أن بالباب قوماً قد علموا أنك جمعتنا لنشير عليك، فأحببت أن يبلغهم قولي فأقود لك خيراً، أو أدفع عنك شراً، فرد عثمان عماله على أعمالهم، وأمرهم بالتضييق على من قِبَلهم، وأمرهم بتجمير الناس في البعوث، وعزم على تحريم أعطياتهم ليطيعوه ويحتاجوا إليه، وردّ سعيد بن العاص أميراً على الكوفة، فخرج أهل الكوفة عليه بالسّلاح فتلقّوه فردوه، وقالوا: لا والله لا يلي علينا حكماً ما حملنا سيوفنا"1.
إسناده ضعيف بما فيه من مجاهيل، وبعمرو بن أبي المقدام؛ فهو ضعيف رمي بالرفض، وفي الخبر ما يدعو إلى بدعة الرفض، ومثله عمرو
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 334-335).
(2/677)
بن حماد1.
21- قال الطبري: حدثني جعفر بن عبد الله2 المحمدي3 قال: حدثنا عمرو4 عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني5 عن عمه عبد الرحمن بن يسار6 أنه قال: لما رأى الناس ما صنع عثمان، كتب من بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى من بالآفاق منهم - وكانوا قد تفرقوا في الثغور -: إنكم إنما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عز وجل، تطلبون دين محمد صلى الله عليه وسلم فإن دين محمد قد أفسد من خلفكم وترك، فهلموا فأقيموا دين محمد صلى الله عليه وسلم فأقبلوا من كل أفق حتى قتلوه. وكتب عثمان إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح عامله على مصر حين تراجع الناس عنه وزعم أنه تائب - بكتاب في الذين شخصوا من مصر، وكانوا أشد أهل الأمصار عليه: أما بعد؛ فانظر فلاناً وفلاناً فاضرب أعناقهم إذا قدموا عليك، فانظر فلاناً وفلاناً، فعاقبهم بكذا وكذا - منهم نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم قوم من التابعين - فكان رسوله في ذلك أبو الأعور بن سفيان السلمي، حمله
__________
1 انظر التعليق على الرواية رقم: (256).
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 عبد الرحمن بن يسار، أبو مزرد والد معاوية، مقبول، من الثالثة، بخ (التقريب/ 8363).
(2/678)
عثمان على جمل له، ثم أمره أن يقبل حتى يدخل مصر قبل أن يدخلها القوم، فلحقهم أبو الأعور ببعض الطريق، فسألوه أين يريد؟ قال: أريد مصر، ومعه رجل من أهل الشام من خولان، فلما رأوه على جمل عثمان، قالوا له: هل معك كتاب؟ قال: لا، قالوا: فبم أرسلت؟ قال: لا علم لي، قالوا: ليس معك كتاب، ولا علم لك بما أرسلت، إن أمرك لمريب، ففتشوه فوجدوا معه كتاباً في أداوة يابسة، فنظروا في الكتاب فإذا فيه قتل بعضهم، وعقوبة بعضهم في أنفسهم وأموالهم. فلما رأوا ذلك رجعوا إلى المدينة، فبلغ الناس رجوعهم والذي كان من أمرهم، فتراجعوا من الآفاق كلها، وثار أهل المدينة"1.
إسناده ضعيف، فيه عنعنة ابن إسحاق، وجعفر مجهول، وعمرو صدوق رمي بالرفض2 وعبد الرحمن لم يتابع.
22- قال الطبري: حدثني جعفر بن عبد الله المحمدي3 قال: حدثنا عمرو بن حماد4 وعلي بن حسين5 قالا: حدثنا حسين6 بن عيسى عن أبيه7 قال: لما
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 367).
2 انظر التعليق على الرواية رقم: (256).
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 تقدمت ترجمته.
(2/679)
مضت أيام التشريق أطافوا بدار عثمان رضي الله عنه وأبى إلا الإقامة على أمره، وأرسل إلى حشمه وخاصته فجمعهم، فقام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له نيار بن عياض - وكان شيخاً كبيراً - فنادى: يا عثمان، فأشرف عليه من أعلى داره، فناشده الله، وذكره الله لما اعتزلهم، فبينا هو يراجعه الكلام إذ رماه رجل من أصحاب عثمان فقتله بسهم، وزعماو أن الذي رماه كثير بن الصلت الكندي، فقالوا لعثمان عند ذلك ادفع إلينا قاتل نيار بن عياض، فلنقتله به، فقال: لم أكن لأقتل رجلاً نصرني، وأنتم تريدون قتلي، فلما رأوا ذلك ثاروا إلى بابه فأحرقوه، وخرج عليهم مروان بن الحكم من دار عثمان في عصابة، وخرج سعيد بن العاص في عصابة، وخرج المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة في عصابة، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وكان الذي حداهم على القتال أنه بلغهم أن مدداً من أهل البصرة قد نزلوا صراراً - وهي من المدينة على ليلة - وأن أهل الشام قد توجهوا مقبلين، فقاتلوهم قتالاً شديداً على باب الدار، فحمل المغيرة بن الأخنس الثقفي على القوم وهو يقول مرتجزاً:
قد علمت جارية عطبول ... ... لها وشاح ولها حجول
... أني بنصل السيف خنشليل ...
فحمل عليه عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وهو يقول:
إن تك بالسيف كما تقول ... ... فاثبت لقرن ماجد يصول
... بمشرقي حده مصقول ...
فضرب عبد الله فقتله، وحمل رفاعة بن رافع الأنصاري ثم الزرقي
(2/680)
على مروان بن الحكم، فضربه فصرعه، فنزل عنه وهو يرى أنه قتله، وجرح عبد الله بن الزبير جراحات وانهزم القوم حتى لجأوا إلى القصر، فاعتصموا ببابه، فاقتتلوا عليد قتالاً شديداً، فقتل في المعركة على الباب زياد بن نعيم الفهري،في ناس من أصحاب عثمان، فلم يزل الناس يقتتلون حتى فتح عمرو بن حزم الأنصاري باب داره وهو إلى جنب دار عثمان بن عفان ثم نادى الناس فأقبلوا عليه من داره فقاتلوهم في جوف الدار حتى انهزموا وخلي لهم عن باب الدار، فخرجوا هراباً في طرق المدينة، وبقي عثمان في أناس من أهل بيته، وأصحابه فقتلوا معه، وقتل عثمان رضي الله عنه"1.
إسناده ضعيف بما فيه من مجاهيل2 وعيسى الذي يظهر أنه لم يدرك الحادثة لأنه يروي عن أبيه زيد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب3.
قال الطبري: "حدثني جعفر4 قال: حدثنا عمرو5 وعلي6 قالا: حدثنا حسين7
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 381-383).
2 انظر التعليق على الرواية رقم: (256).
3 انظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (6/ 276).
4 جعفر بن عبد الله المحمدي تقدمت ترجمته.
5 عمرو بن حماد بن طلحة القناد تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 تقدمت ترجمته.
(2/681)
عن أبيه1 عن محمد بن إسحاق بن يسار2 المدني، عن يحيى بن عباد3 بن عبد الله بن الزبير عن أبيه4 قال: كتب أهل مصر بالسقيا - أو بذي خشب - إلى عثمان بكتاب، فجاء به رجل منهم حتى دخل به عليه، فلم يرد عليه شيئاً، فأمر به فأخرج من الدار، وكان من أهل مصر الذين ساروا إلى عثمان ستمائة رجل على أربعة ألوية، لها رؤوس أربعة، مع كل رجل منهم لواء، وكان جماع أمرهم جميعاً إلى عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - وإلى عبد الرحمن بن عديس التجيبي فكان فيما كتبوا إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فاعلم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فالله الله ثم الله الله، فإنك على دنيا فاستتم إليها معها آخره، ولا تلبس نصيبك من الآخرة، فلا تسوغ لك الدنيا. واعلم أنا والله لله نغضب، وفي الله نرضى، وأنا لن نضع سيوفنا عن عواتقنا حتى تأتينا منك توبة مصرحة، أو ضلالة مجلحة مبلجة، فهذه مقالتنا لك، وقضيتنا إليك، والله عذيرنا منك.
__________
1 تقدمت ترجمته.
2 تقدمت ترجمته.
3 يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام المدني، ثقة، من الخامسة (مات بعد المائة وله 36 سنة) 4 (التقريب/ 7575).
4 عباد بن عبد الله بن الزبير بن العوام، كان قاضي مكة زمن أبيه، وخليفته إذا حج، ثقة من الثالثة، ع (التقريب/ 3135).
(2/682)
والسلام.
وكتب أهل المدينة إلى عثمان يدعونه إلى التوبة، ويحتجون، ويقسمون له بالله لا يمسكون عنه أبداً حتى يقتلوه، أو يعطيهم ما يلزمه من حق الله.
فلما خاف القتل شاور نصحاءه وأهل بيته، فقال لهم: قد صنع القوم ما قد رأيتم، فما المخرج؟ فأشاروا عليه إن يرسل إلى علي بن أبي طالب فيطلب إليه أن يردهم عنه، ويعطيهم ما يرضيهم، ليطاولهم حتى يأتيه أمداد. فقال: إن القوم لن يقبلوا التعليل، وهم محمليَّ عهداً، وقد كان مني في قدمتهم الأولى ما كان، فمتى أعطهم ذلك يسألوني الوفاء به، فقال مروان بن الحكم: يا أمير المؤمنين مقاربتهم حتى تقوى أمثل من مكاثرتهم على القرب فأعطهم ما سألوك، وطاولهم ما طاولوك، فإن هم بغوا عليك فلا عهد لهم.
فأرسل إلى علي فدعاه، فلما جاءه قال: يا أبا حسن، إنه قد كان من الناس ما قد رأيت، وكان مني ما قد علمت، ولست آمنهم على قتلي، فارددهم عني، فإن لهم الله عز وجل أن أعتبهم من كل ما يكرهون، وأن أعطيهم الحق من نفسي ومن غيري، وإن كان في ذلك سفك دمي، فقال له علي: الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلك، وإني لأرى قوماً لا يرضون إلا بالرضا، وقد كنت أعطيهم في قدمتهم الأولى عهداً من الله لترجعن عن جميع ما نقموا، فرردتهم عنك ثم لم تفِ لهم بشيء من ذلك، فلا تغرني هذه المرة من شيء، فإني معطيهم عليك الحق،
(2/683)
قال: نعم، فأعطهم فوالله لأفين لهم، فخرج علي إلى الناس، فقال: أيها الناس إنكم إنما طلبتم الحق فقد أعطيتموه، إن عثمان قد زعم أنه منصفكم من نفسه، ومن غيره، وراجع عن جميع ما تكرهون. فاقبلوا منه، ووكدوا عليه. قال الناس: قد قبلنا فاستوثق منه لنا، فإنا والله لا نرضى بقول دون فعل. فقال لهم علي: ذلك لكم. ثم دخل عليه فأخبره الخبر. فقال عثمان: اضرب بيني وبينهم، أجلاً يكون لي فيه مهلة، فإني لا أقدر على رد ما كرهوا في يوم واحد. قال له علي: ما حضر بالمدينة فلا أجل فيه، وما غاب فأجله وصول أمرك قال: نعم، ولكن أجلني فيما بالمدينة ثلاثة أيام. قال علي: نعم، فخرج إلى الناس فأخبرهم بذلك، وكتب بينهم وبين عثمان كتاباً أجله فيه ثلاثاً، على أن يرد كل مظلمة ويعزل كل عامل كرهوه، ثم أخذ عليه في الكتاب أعظم ما أخذ الله على أحد من خلقه من عهد وميثاق، وأشهد عليه ناساً من وجوه المهاجرين والأنصار، فكف المسلمون عنه، ورجعوا إلى أن يفي لهم بما أعطاهم من نفسه، فجعل يتأهب للقتال، ويستعد بالسلاح - وقد كان اتخذ جنداً عظيماً من رقيق الخمس - فلما مضت الأيام الثلاثة وهو على حاله لم يغير شيئاً مما كرهوه، ولم يعزل عاملاً - ثار به الناس. وخرج عمرو بن حزم الأنصاري حتى أتى المصريين؛ وهم بذي خشب فأخبرهم الخبر، وسار معهم حتى قدموا المدينة فأرسلوا إلى عثمان: ألم نفارقك على أنك زعمت أنك تائب من إحداثك، وراجع عما كرهنا منك؟ وأعطينا على ذلك عهد الله وميثاقه؟
(2/684)
قال: بلى أنا على ذلك، قالوا: فما هذا الكتاب الذي وجدنا مع رسولك وكتبت به إلى عاملك؟ قال: ما فعلت، ولا لي علم بما تقولون. قالوا: بريدك على جملك، وكتاب كاتبك عليه خاتمك.
قال: أما الجمل فمسروق، وقد يشبه الخط الخط، وأما الخاتم فانتقش عليه. قالوا: فإنا لا نعجل عليك، وإن كنا قد اتهمناك، اعزل عنا عمالك الفساق، واستعمل علينا من لا يتهم على دمائنا وأموالنا، واردد علينا مظالمنا.
قال عثمان: ما أراني إذاً في شيء إن كنت أستعمل من هويتم وأعزل من كرهتم، الأمر إذاً أمركم. قالوا: والله لتفعلن أو لتعزلن أو لتقتلن. فانظر لنفسك أو دع، فأبى عليهم، وقال: لم أكن لخلع سربالاً سربلنيه الله، فحصروه أربعين ليلة، وطلحة يصلي بالناس"1.
إسناده ضعيف: بما فيه من مجاهيل2.
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 369-371).
2 انظر التعليق على الرواية رقم: (256).
(2/685)
القسم السادس: الروايات التاريخية التي رويت بأسانيد واهية جداً
1- قال ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم1 علي بن إبراهيم، أبنا رشا2 بن نظيف، أنا الحسن3 بن إسماعيل، نا أحمد4 بن مروان، نا إبراهيم5 بن إسحاق الحربي، نا عفان بن مسلم6 الصفار، نا عبد الواحد7 بن زياد، ثنا عثمان8 بن حكيم، عن أبي صالح9 عن أبي هريرة قال: "أتيت عثمان بن عفان يوم الدار. فقلت: جئت أقاتل معك. قال: أيسرك أن تقتل الناس كلهم؟ قلت: لا، قال: فإنك إن قتلت نفساً واحدة
__________
1 علي بن إبراهيم النسيب، تقدمت ترجمته.
2 رشا بن نظيف بن ما شاء الله، ترجم له.
3 الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، أبو محمد المصري، ضعفه الدارقطني (ابن حجر، لسان الميزان 2/ 197، 248).
4 أحمد بن مروان الدينوري، ترجم له.
5 إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت سنة 285? )، من جلة أصحاب الإمام أحمد، وثقه الدارقطني وقال: كان إماماً وكان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه، وقال محمد بن صالح القاضي: لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الفقه والحديث والأدب والزهد (الخطيب، التاريخ 6/ 27-40، الذهبي، التذكرة 2/ 584-586).
6 عفان بن مسلم الباهلي، تقدمت ترجمته.
7 عبد الواحد بن زياد العبدي، البصري، ثقة، في حديثه عن الأعمش وحده مقال، من الثامنة، (ت سنة 176? )، وقيل بعدها ع (التقريب/ 4240).
8 عثمان بن حكيم بن عباد الأنصاري الأوسي، المدني ثم الكوفي، ثقة،من الخامسة، مات قبل الأربعين خت م 4 (التقريب/ 4461).
9 أبو صالح ذكوان السمان، تقدمت ترجمته.
(2/689)
كأنك قتلت الناس كلهم، فقال: انصرف مأذوناً غير مأزور. قال: ثم جاء الحسن بن علي بن أبي طالب، فقال: جئت يا أمير المؤمنين أقاتل معك فأمرني بأمرك، فالتفت عثمان إليه فقال: انصرف مأذوناً لك، مأجوراً غير مأزور، جزاكم الله من أهل بيت خيراً"1.
إسناده موضوع؛ أحمد بن مروان صرح الدارقطني بأنه يضع الحديث.
وروى ما يتعلق بموقف أبي هريرة دون الزيادة التي تتعلق بموقف الحسن كل من: خليفة بن خياط، وابن عساكر بإسناد صحيح، فما تفردت به هذه الرواية مردود، وما توبعت فيه فمقبول بذاك الإسناد لا بهذا.
2- قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم2 العلوي، أن رشا بن نظيف3 أنا الحسن بن إسماعيل4 أنا أحمد بن مروان5 نا زيد بن إسماعيل6. حدثنا شبابة7 بن
__________
1 تاريخ دمشق (401-402).
2 أبو القاسم العلوي هو علي بن إبراهيم بن العباس، قال عنه الذهبي: وكان ثقة نبيلاً محتشماً مهيباً سديداً شريفاً، صاحب حديث وسنة (العبر 2/ 392).
3 ترجم له.
4 الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، تقدم في الذي قبله
5 أحمد بن مروان الدينوري المالكي، ترجم له.
6 لم أجد له ترجمة.
7 شبابة بن سوار المدائني، تقدمت ترجمته.
(2/690)
سوار، نا حفص بن مورق1 الباهلي، عن حجاج2 بن أبي عثمان الصواف، عن زيد بن وهب3 عن حذيفة قال:
أول الفتن قتل عثمان بن عفان، وآخر الفتن خروج الدجال. والذي نفسي بيده لا يموت رجل وفي قلبه مثقال حبة من حُب قتل عثمان إلا تبع الدجال إن أدركه، وإن لم يدركه آمن به في قبره"4.
وذكره المحب الطبري5 وعزاه إلى السلفي الحافظ.
وهذا الإسناد موضوع والمتهم به أحمد بن مروان، صرح الدارقطني بأنه يضع الحديث. لكن متنه ورد بإسناد مقبول6.
3- قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس7 أبنا رشا بن
__________
1 حفص بن مورق الباهلي، وفي مخطوطة ابن عساكر "بن مروان" بدل "بن مورق" ولم أجد له ترجمة بهذا الاسم، وفي الرواة حفص بن قيس أبو سهل يروي عن شبابة، تقدمت ترجمته.
2 حجاج بن أبي عثمان، الصواف، أبو الصلت الكندي، مولاهم، البصري، تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 459).
5 الرياض النضرة (3/ 81).
6 انظر الملحق الرواية رقم: [70].
7 علي بن إبراهيم بن العباس، ترجم له.
(2/691)
نظيف1 أبنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل2 أنا أحمد بن مروان3 نا أبو إسماعيل4 نا نعيم بن حماد5 نا عيسى بن عبيد6 عن عمه7 قال: الذي قتل عثمان بن عفان رجل من مراد من أهل مصر أزرق أشقر"8.
إسناده موضوع: أحمد بن مروان صرح الدارقطني9 بأنه يضع الحديث.
__________
1 رشا بن نظيف، قال أبو القاسم العلوي: "كان رشا ثقة" (ت سنة 444? )، ووثقه أيضاً الكتاني (ابن عساكر، تاريخ دمشق 6/ 255).
2 الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب المصري، ترجم له.
3 أحمد بن مروان الدينوري المالكي، اتهمه الدارقطني ومشاه غيره (الذهبي، الميزان 1/156)
4 الترمذي محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، نزيل بغداد، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، لم يتضح كلام أبي حاتم فيه، من الحادية عشرة (ت سنة 280? ) ت س (التقريب/ 5738).
5 نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي، نزيل مصر، صدوق يخطئ كثيراً، من العاشرة، (ت سنة 228? ) وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال: باقي حديثه مستقيم. خ مق د ت ق (التقريب/ 7166).
6 عيسى بن عبيد بن مالك الكندي، أبو المنيب، صدوق من الثامنة د ت س (التقريب/ 5309) روى عن عميه: معبد وعمرو ابني مالك (المزي، تهذيب الكمال 1081، ابن حجر، تهذيب التهذيب 220).
7 إما معبد أو عمرو. أما عمرو فلم أجد له ترجمة. والغالب أنه معبد لأن ابن حبان ذكره في الثقات وقال: "روى عنه ابن أخيه عيسى بن عبيد بن مالك الكندي" (ابن حبان، الثقات 5/ 433) والله أعلم.
8 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 418).
9 أحمد بن مروان الدينوري المالكي، اتهمه الدارقطني ومشاه غيره (الذهبي، الميزان 1/ 156).
(2/692)
4- قال الطبراني: حدثنا عمرو بن أبي الطاهر1 المصري، نا عبد المنعم2 بن بشير الأنصاري، نا علي بن غراب المحاربي3 عن عبد الله4 بن سعيد عن أبيه5 قال: كنا جلوساً عند علي بن أبي طالب، وعن يمينه عمار بن ياسر، وعن يساره محمد بن أبي بكر إذ جاء غراب6 بن فلان الذيدني، فقال: يا أمير المؤمنين ما تقول في عثمان؟ فبدره الرجلان فقالا: عم تسأل عن رجل كفر بالله من بعد إيمانه، ونافق؟ فقال الرجل لهما: لست إياكما أسأل، ولا إليكما جئت. فقال له علي: لست أقول ما قالا: فقالا له جميعاً: فلم قتلناه إذاً؟ قال: ولي عليكم فأساء الولاية في آخر أيامه، وجزعتم فأسأتم الجزع، والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان كما قال الله عز وجل:
__________
1 لم أجد له ترجمة.
2 عبد المنعم بن بشير الأنصاري أبو الخير المصري، سيأتي عند الحكم على الخبر.
3 علي بن غراب، باسم الطائر، الفزاري، مولاهم الكوفي، القاضي، قال الفلكي: غراب لقب، وهو عبد العزيز سماه مروان بن معاوية، وقال مرة: علي بن أبي الوليد، صدوق، وكان يدلس ويتشيع،وأفرط ابن حبان في تضعيفه، من الثامنة، مات (سنة 184? ) س ق (التقريب/ 4783).
4 عبد الله بن سعيد بن أبي هند، الفزاري، مولاهم، أبو بكر المدني، صدوق ربما وهم، من السادسة، مات سنة بضع وأربعين ع (التقريب/ 3358).
5 سعيد بن أبي هند الفزاري، مولاهم، ثقة،من الثالثة، أرسل عن أبي موسى (مات سنة 116? )، وقيل بعدها ع (التقريب/ 2409).
6 لم أجد له ترجمة، ولم يذكر السمعاني نسبته في كتابه الأنساب.
(2/693)
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} "1.
موضوع: والمتهم به عبد المنعم.
ورواه من طريقه ابن عساكر2 وفيه "الصيلافي" بدل "الصيدفي".
وذكره الهيثمي3 في مجمع الزوائد وقال: "وفيه عبد المنعم بن بشير ولا يحل الاحتجاج به".
قلت: هذا الخبر باطل بعدة علل لو لم يكن فيه إلا واحدة منها لضُعِّف بها.
أولاً: سعيد بن أبي هند عن علي رضي الله عنه، قال أبو زرعة: "هو مرسل"4.
وهذه علة لو لم يكن في الخبر غيرها لضعف بها.
ثانياً: علي بن غراب مدلس، ذكره الحافظ في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين5 وهم الذين لا تقبل روايتهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع.
__________
1 المعجم الكبير (1/ 79-80).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 474).
3 (9/ 97).
4 العلائي (جامع التحصيل ص: 224).
5 طبقات المدلسين (ص: 42).
(2/694)
ثالثاً: علي بن غراب قال عنه ابن حبان: "كان غالياً في التّشيع"1.
وروايته هنا فيها اتهام لبعض الصحابة رضي الله عنهم بقتل عثمان رضي الله عنه فترد به.
رابعاً: عبد المنعم بن بشير، جرحه يحيى بن معين، واتهمه وقال2: ابن حبان: "منكر الحديث جداً، يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال"3.
وقال الخليلي: "وضّاع على الأئمة" وقال أحمد: "كذّاب"4.
خامساً: شيخ الطبراني عمرو بن أبي الطاهر لم أجد له ترجمة فهو مجهول عندي.
__________
1 المجروحين (2/ 105).
2 ابن حجر (لسان الميزان 4/ 74-75).
3 المجروحين (2/ 158).
4 ابن حجر (لسان الميزان 4/ 74-75).
(2/695)
القسم السابع: مرويات سيف بن عمر التميمي عن الفتنة
تمهيد:
في هذا القسم مرويات سيف بن عمر التميمي عن فتنة مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، اجتمعت لديَّ أثناء جردي للمصادر لاستخراج مرويات الفتنة، أورد هذه الروايات مع تراجم لرجال أسانيدها، وهي ضعيفة لأنها من طريق سيف وهو ضعيف1 وبعضها ضعيف جداً لوجود رواة آخرين متروكين، كشعيب بن إبراهيم الكوفي الذي ينقل سيف من طريقه عدداً من هذه المرويات.
ويغلب على روايات سيف أنها تدافع أحياناً عن بعض الصحابة رضي الله عنهم بينما نجدها في أحايين أخرى تشوه لنا صوراً لآخرين من الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم وتغنينا عن سيف ومروياته في فتنة مقتل عثمان رضي الله عنه المرويات المسندة الصحيحة، والحسنة التي رسمت لنا صورة جميلة مشرقة لمواقف الصحابة رضي الله عنهم في هذه الحادثة الأليمة من تاريخ الإسلام.
يلمح من خلال مقابلة عدد من مرويات سيف هذه بالروايات المسندة الأخرى أن روايات سيف تجمع عدداً من تلك الروايات، وتسوقها بإسناد واحد، وهي ملحوظة تحتاج إلى دقة في المقابلة قد تخرج لنا نتيجة مهمة في سيف ورواياته.
جل هذه الروايات يرويها لنا الطبري بسنده إلى سيف، وقلة منها التي يرويها ابن عساكر.
__________
1 وأكتفي بهذه الإشارة عن تكرار الحكم عليها عند كل رواية تفادياً للتكرار.
(2/699)
وقد ترجمت لسيف في أول رواية منها، ولشيوخه وشيوخهم عند أول ورود لهم، وتركت الإشارة في الحاشية إلى تقدم تراجمهم عند تكرار ورودهم في الأسانيد؛ تفادياً للتكرار.
(2/700)
1- قال الطبري: "كتب إليّ السري1 عن شعيب2 عن سيف3 عن محمد4 وطلحة5 وأبي حارثة6 وأبي عثمان7 قالوا: صلى عثمان بالناس بعدما نزلوا به في المسجد ثلاثين يوماً، ثم إنهم منعوه الصلاة، فصلى بالناس أميرهم الغافقي، دان له المصريون، والكوفيون، والبصريون، وتفرق
__________
1 السري بن يحيى بن السري التميمي، كوفي، أبو عبيدة، ابن أخي هناد بن السري، قال أبو حاتم: "كان صدوقاً" (ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 4/ 285).
2 شعيب بن إبراهيم الرفاعي، الكوفي، قال الذهبي: "راوية كتب سيف فيه جهالة" وذكر الخطيب البغدادي أنه يقال له أيضاً: شعيب بن أبي طلحة قال عنه ابن عدي: "له أحاديث وأخبار وهو ليس بذلك المعروف، ومقدار ما يروي من الحديث والأخبار ليست بالكثيرة، وفيه بعض النكرة، لأن في أخباره وأحاديثه ما فيه تحامل على السلف (المغني في الضعفاء للذهبي
1/ 298، والموضح لأوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/ 1319، وفي الضعفاء لابن عدي 4/ 1319، والعقيلي 1/ 298).
3 سيف بن عمر التميمي، صاحب كتاب الردة ويقال الضبي، الكوفي، ضعيف الحديث، عمدة في التاريخ أفحش بخ القول فيه، من الثامنة، مات زمن الرشيد ت (التقريب/ 2724).
4 محمد بن عبد الله بن سواد بن نويرة لم أجد له ترجمة.
5 طلحة بن الأعلم أبو لاهيثم، الحنفي، كوفي، قال عنه أبو حاتم "شيخ" "ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل 4/ 482" وذكره ابن حبان في الثقات (6/ 488).
6 لم أجد له ترجمة.
7 يزيد بن أسيد الغساني، لم أجد له ترجمة.
(2/701)
أهل المدينة في حيطانهم1 ولزموا بيوتهم، لا يخرج أحد ولا يجلس إلا وعليه سيفه يمتنع به من رهق القوم، وكان الحصار أربعين يوماً، وفيهن كان القتل، ومن تعرض لهم وضعوا فيه السلاح، وكانوا قبل ذلك ثلاثين يوماً يكفون"2.
2- قال الطبري: وكتب إليّ السري عن شعيب عن سيف عن أبي حارثة3 وأبي عثمان4 ومحمد5 وطلحة6 قالوا: قتل عثمان رضي الله عنه ثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة يوم الجمعة في آخر ساعة"7.
3- قال الطبري: كتب إليّ السري عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وأبي حارثة وأبي عثمان8 قالوا: فلما بويع الناس، جاء السابق فقدم بالسلامة، فأخبرهم من الموسم
__________
1 أي في بساتينهم (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 2/ 368).
2 تاريخ الأمم والملوك (4/ 353-354).
3 لم أجد له ترجمة.
4 يزيد بن أسيد الغساني، لم أجد له ترجمة.
5 محمد بن عبد الله بن سواد بن نويرة لم أجد له ترجمة.
6 طلحة بن الأعلم، تقدمت ترجمته.
7 تاريخ الأمم والملوك (4/ 416).
8 يزيد بن أسيد الغساني، لم أجد له ترجمة.
(2/702)
أنهم يريدون جميعاً المصريين وأشياعهم، وأنهم يريدون أن يجمعوا ذلك إلى حجتهم؛ فلما أتاهم ذلك مع ما بلغهم من نفور أهل الأمصار أعلقهم الشيطان، وقالوا: لا يخرجنا مما وقعنا فيه إلا قتل هذا الرجل فيشتغل بذلك الناس عنا، ولم يبق خصلة1 يرجون بها النجاة إلا قتله فراموا2 الباب، فمنعهم من ذلك الحسن، وابن الزبير، ومحمد بن طلحة، ومروان بن الحكم وسعيد بن العاص، ومن كان من أبناء الصحابة أقام معهم واجتلدوا3 فناداهم عثمان: الله الله أنتم في حل من نصرتي فأبوا، ففتح الباب، وخرج ومعه الترس4 والسيف ليَنَهِنْهَهُم5 فلما رأوه أدبر المصريون وركبهم هؤلاء، ونَهْنَهَهُم6 فتراجعوا وعظم على الفريقين، وأقسم على الصحابة ليدخلن، فأبوا أن ينصرفوا فدخلوا فأغلق الباب دون المصريين - وقد كان المغيرة بن الأخنس بن شريق7 فيمن حج، ثم تعجل8 في نفر
__________
1 الخصلة هي: الخلة والفضيلة والرذيلة أو قد غلب على الفضيلة (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 3/ 379).
2 الروم: الطلب: أي طلبوا الباب واتجهوا إليه (القاموس المحيط 4/ 124).
3 جالدوا بالسيوف أي: تضاربوا (القاموس 1/ 294).
4 الترس: من السلاح المتوقي بها (ابن منظور، لسان العرب 6/ 32).
5 النهنهة: الكف تقول: نهنهت فلاناً إذا زجرته فتنهنه أي كففته فكف (لسان العرب 13/ 550).
6 انظر الحاشية السابقة.
7 المُغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي، قيل إنه قتل يوم الدار مع عثمان ذكره الحافظ ابن حجر في القسم الأول من الإصابة (3/ 452).
8 التعجيل في الحج هو المكوث في منى يومين بعد العيد، وذلك كما في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} (سورة البقرة، الآية: 203).
(2/703)
حجوا معه، فأدرك عثمان قبل أن يقتل وشهد المناوشة1 ودخل الدار فيمن دخل وجلس على الباب من داخل وقال: ما عذرنا عند الله إن تركناك ونحن نستطيع ألا ندعهم حتى نموت، فاتخذ عثمان تلك الأيام القرآن نحبا2 يصلي وعنده المصحف، فإذا أعيا3 جلس فقرأ فيه - وكانوا يرون القراءة في المصحف من العبادة - وكان القوم الذين كفكفهم4 بينه وبين الباب، فلما بقي المصريون لا يمنعهم أحد من الباب ولا يقدرون على الدخول جاءوا بنار، فأحرقوا الباب والسقيفة5 فتأجج الباب والسقيفة، حتى إذا احترق الخشب خرت السقيفة على الباب، فثار أهل الدار وعثمان يصلي، حتى منعوهم الدخول وكان أول من برز لهم المغيرة بن الأخنس وهو يرتجز:
قد علمت جارية عطبول6 ... ذات وشاح7 ولها جديل8
__________
1 المناوشة هي: المناولة في القتال (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 3/ 302).
2 النحب: رفع الصوت بالبكاء (ابن منظور، لسان العرب 1/ 749).
3 الإعياء هو: العجز عن الشيء وعدم إطاقة إحكامه (القاموس المحيط 15/ 111).
4 كفكفهم أي ردهم (ابن منظور، لسان العرب 9/ 303).
5 السقيفة: السقف غماء البيت (لسان العرب 9/ 155).
6 العطبول: الحسنة التامة، الجميلة الفتية الممتلئة، طويلة العنق (لسان العرب 11/ 456).
7 الوشاح: كرسان من لؤلؤ وجوهر منظومان يخالف بينهما معطوف أحدهما على الآخر، وأديم عريض يرصع بالجوهر، فتشده المرأة بين عاتقيها وكشحيها (القاموس المحيط 1/ 264).
8 الجديل: الزمام المجدول من أدم، وجعل من أدم أو شعر في عنق البعير والوشاح (القاموس المحيط 3/ 357).
(2/704)
أني بنصل1 السيف خنشليل2 ... لأمنن منكم خليلي
بصارم3 ليس بذي فلول4.
وخرج الحسن بن علي وهو يقول:
لا دينهم ديني ولا أنا منهم ... حتى أسير إلى طمار5 شمام6
وخرج محمد بن طلحة وهو يقول:
أنا ابن من حامى عليه بأحد ... ورد أحزابا على رغم معد
وخرج سعيد بن العاص وهو يقول:
صبرنا غداة الدار والموت واقب7 ... بأسافنا دون ابن أروى نضارب
وكنا غداة الروع في الدار نصة ... نشافههم بالضرب والموت ثاقب8
فكان آخر من خرج عبد الله بن الزبير، وأمره عثمان أن يصير إلى أبيه في وصية بما أراد، وأمره أن يأتي أهل الدار فيأمرهم بالانصراف إلى
__________
1 النصل: حديدة السهم والرمح والسيف ما لم يكن له مقبض (القاموس 4/ 58).
2 الخنشليل: البعير السريع والضخم الشديد (القاموس 3/ 392).
3 الصارم: السيف القاطع كالصروم (القاموس المحيط 4/ 140).
4 سيف فلول: أي منثلم (القاموس 4/ 33).
5 طمار: اسم للمكان المرتفع (لسان العرب 4/ 502).
6 شمام: مشتق من الشمم وهو العلو، وجبل أشم طويل الرأس؛ وهو اسم جبل لباهلة (ياقوت/ معجم البلدان 3/ 361) (لسان العرب 12/ 327).
7 الثاقب:المضيء والواضح (لسان العرب 1/ 240).
8 الوقوب: الدخول في الشيء (القاموس المحيط 1/ 143، لسان العرب 1/ 801).
(2/705)
منازلهم، فخرج عبد الله بن الزبير آخرهم، فما زال يدعى بها ويحدث الناس عن عثمان بآخر ما مات عليه"1.
4- قال الطبري: كتب إليّ السري2 عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وأبي حارثة وأبي عثمان قالوا: لما قضى عثمان في ذلك المجلس حاجاته وعزم، وعزم له المسلمون على الصبر، والامتناع عليهم بسلطان الله, قال: اخرجوا رحمكم الله فكونوا بالباب، وليجامعكم هؤلاء الذين حبسوا عني، وأرسل إلى طلحة والزبير وعلي وعدة: أن ادنوا. فاجتمعوا فأشرف عليهم فقال: يا أيها الناس، اجلسوا، فجلسوا جميعاً، المحارب الطارئ، والمسالم المقيم. فقال: يا أهل المدينة إني أستودعكم الله، وأسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي، وإني والله لا أدخل على أحد بعد يومي هذا حتى يقضي الله في قضاءه، ولأدعن هؤلاء وما وراء بابي غير معطيهم شيئاً يتخذونه عليكم دخلاً في دين الله أو دنيا حتى يكون الله عز وجل الصانع في ذلك ما أحب وأمر أهل المدينة بالرجوع.
وأقسم عليهم فرجعوا إلا الحسن، ومحمداً، وابن الزبير، وأشباها
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 387-389).
2 تقدمت ترجمته.
(2/706)
منازلهم، فخرج عبد الله بن الزبير آخرهم، فما زال يدعى بها ويحدث الناس عن عثمان بآخر ما مات عليه"1.
4- قال الطبري: كتب إليّ السري2 عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وأبي حارثة وأبي عثمان قالوا: لما قضى عثمان في ذلك المجلس حاجاته وعزم، وعزم له المسلمون على الصبر، والامتناع عليهم بسلطان الله, قال: اخرجوا رحمكم الله فكونوا بالباب، وليجامعكم هؤلاء الذين حبسوا عني، وأرسل إلى طلحة والزبير وعلي وعدة: أن ادنوا. فاجتمعوا فأشرف عليهم فقال: يا أيها الناس، اجلسوا، فجلسوا جميعاً، المحارب الطارئ، والمسالم المقيم. فقال: يا أهل المدينة إني أستودعكم الله، وأسأله أن يحسن عليكم الخلافة من بعدي، وإني والله لا أدخل على أحد بعد يومي هذا حتى يقضي الله في قضاءه، ولأدعن هؤلاء وما وراء بابي غير معطيهم شيئاً يتخذونه عليكم دخلاً في دين الله أو دنيا حتى يكون الله عز وجل الصانع في ذلك ما أحب وأمر أهل المدينة بالرجوع.
وأقسم عليهم فرجعوا إلا الحسن، ومحمداً، وابن الزبير، وأشباها
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 387-389).
2 تقدمت ترجمته.
(2/707)
وإلى الزبير، وإلى عائشة رضي الله عنها وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أولهم إنجاداً له علي وأم حبيبة؛ جاء علي في الغلس فقال: يا أيها الناس، إن الذي تصنعون لا يشبه أمر المؤمنين ولا أمر الكافرين، لا تقطعوا عن هذا الرجل المادة، فإن الروم وفارس لتأسر فتطعم وتسقي، وما تعرض لكم هذا الرجل، فبم تستحلون حصره وقتله؟ قالوا: لا والله ولا نعمة عين لا نتركه يأكل ولا يشرب، فرمى بعمامته في الدار بأني قد نهضت فيما أنهضتني، فرجع، وجاءت أم حبيبة على بغلة لها برحالة مشتملة على إداوة، فقيل: أم المؤمنين أم حبيبة فضربوا وجه بغلتها، فقالت: إن وصايا بني أمية إلى هذا الرجل، فأحببت أن ألقاه فأسأله عن ذلك كيلا تهلك أموال أيتام وأرامل، قالوا: كاذبة، وأهووا لها وقطعوا حبل البغلة بالسيف، فندت بأم حبيبة فتلقاها الناس وقد مالت رحالتها، فتعلقوا بها وأخذوها وقد كادت تقتل، فذهبوا بها إلى بيتها. وتجهزت عائشة خارجة إلى الحج هاربة واستتبعت أخاها، فأبى فقالت: أما والله لئن استطعت أنيحرمهم الله ما يحاولون لأفعلن.
وجاء حنظلة الكاتب حتى قام على محمد بن أبي بكر، فقال: يا محمد تستتبعك أم المؤمنين فلا تتبعها؟ وتدعوك ذوبان العب إلى ما لا يحل فتتبعهم؟ فقال: ما أنت وذاك يا ابن التميمة، فقال: يا ابن الخثعمية، إن هذا الأمر إن صار إلى التغالب غلبتك عليه بنو عبد مناف، وانصرف وهو يقول:
عجبت لما يخوض الناس فيه ... يرمون الخلافة أن تزولا
(2/708)
ولو زالت لزال الخير عنهم ... ولاقوا بعدها ذلا ذليلا
وكانوا كاليهود أو النصارى ... سواء كلهم ضلوا السبيلا
ولحق بالكوفة, وخرجت عائشة وهي ممتلئة غيظاً على أهل مصر، وجاءها مروان بن الحكم فقال: يا أم المؤمنين، لو أقمت كان أجدر أن يراقبوا هذا الرجل فقالت: أتريد أن يصنع بي كما صنع بأم حبيبة ثم لا أجد من يمنعني؟ لا والله ولا أعير ولا أدري الأم1 يسلم أمر هؤلاء؟ وبلغ طلحة والزبير ما لقي علي وأم حبيبة فلزموا بيوتهم؛ وبقي عثمان يسقيه آل حزم في الغفلات عليهم الرقباء، فأشرف عثمان على الناس، فقال: يا عبد الله بن عباس - فدعي له - فقال: اذهب فأنت على الموسم - وكان ممن لزم الباب - فقال: والله يا أمير المؤمنين لجهاد هؤلاء أحب إليّ من الحج، فأقسم عليه لينطلقن، فانطلق ابن عباس على الموسم تلك السنة، ورمى عثمان إلى الزبير بوصيته، فانصرف بها - وفي الزبير اختلاف أأدرك مقتله أو خرج قبله؟ - وقال عثمان: {وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ...} 2 الآية، اللهم حل بين الأحزاب وبين ما يأملون كما فعل بأشياعهم من قبل"3.
__________
1 هكذا في الرواية ولعلها: "إلام".
2 سورة هود، الآية (89).
3 تاريخ الأمم والملوك (4/ 385-387).
(2/709)
ولبعض هذه الرواية شواهد صحيحة تقدمت منها:
محاولة علي رضي الله عنه مساعدته، وإلقائه عمامته في الدار، ليدل على محاولته مساعدة عثمان رضي الله عنهما1.
ومجيء أم حبيبة رضي الله عنها لمساعدة عثمان وضرب البغاة لوجه بغلتها ورجوعها2.
6- قال الطبري: كتب إليّ السري3 عن شعيب عن سيف عن محمد4 وطلحة5 وأبي حارثة6 وأبي عثمان7 قالوا: وأحرقوا الباب وعثمان في الصلاة، وقد افتتح {طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى} 8 وكان سريع القراءة، فما كرثه ما سمع، وما يخطئ وما يتتعتع، حتى أتى عليها قبل أن يصلوا إليه - ثم عاد فجلس إلى عند المصحف وقرأ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ
__________
1 انظر الملحق الروايات: [85-87].
2 انظر الملحق الرواية رقم: [40] والتعليق عليها.
3 تقدمت ترجمته.
4 محمد بن عبد الله بن سواد بن نويره لم أجد له ترجمة.
5 طلحة بن الأعلم، تقدمت ترجمته.
6 لم أجد له ترجمة.
7 يزيد بن أسيد الغساني، لم أجد له ترجمة.
8 سورة طه، الآيتان (1-2).
(2/710)
النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} 1.
وارتجز المغيرة بن الأخنس وهو دون الدار في أصحابه:
قد علمت ذات القرون الميل ... والحلى والأنامل الطفول
لتصدقن بيعتي خليلي ... بصارم ذي رونق مصقول
لا أستقبل أن أقت قيلي
وأقبل أبو هريرة والناس محجمون عن الدار إلا أولئك العصبة، فدسروا فاستقتلوا، فقام معهم وقال: أنا أسوتكم، وقال هذا يوم طاب امضرب - يعني أنه حل القتال، وطاب، وهذه لغة حمير - ونادى يا قوم، ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار؟ وبادر مروان يومئذ ونادى: رجل رجل، فبرز له رجل من بني ليث يدعى النباع، فاختلفا، فضربه مروان أسفل رجليه، وضربه الآخر على أصل العنق فقلبه فانكب مروان واستلقى فاجتر هذا أصحابه واجتر الآخر أصحابه، فقال المصريون: أما والله لولا أن تكونوا حجة علينا في الأمة لقد قتلناكم بعد تحذير. فقال المغيرة: من يبارز؟ فبرز له رجل فاجتلد وهو يقول:
أضربهم باليابس ... ضرب غلام بائس
من الحياة آيس
__________
1 سورة آل عمران، الآية (173).
(2/711)
فأجابه صاحبه... وقال الناس: قتل المغيرة بن الأخنس، فقال الذي قتله: إنا لله، فقال له عبد الرحمن بن عديس: ما لك؟ قال: إني أتيت فيما يرى النائم، فقيل لي: بشر قاتل المغيرة بن الأخنس بالنار، فابتليت له؛ وقتل قباث الكناني نيار بن عبد الله الأسلمي، واقتحم الناس الدار من الدور التي حولها حتى ملؤوها، ولا يشعر الذين بالباب، وأقبلت القبائل على أبنائهم فذهبوا بهم إذ غلبوا على أميرهم، وندبوا رجلاً لقتله، فانتدب له رجل، فدخل عليه البيت, فقال: اخلعها وندعك, فقال: ويحك والله ما كشفت امرأة في جاهلية ولا إسلام، ولا تغنيت ولا تمنيت، ولا وضعت يميني على عورتي منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولست خالعاً قميصاً كسانيه الله عز وجل، وأنا على مكاني حتى يكرم الله أهل السعادة ويهين أهل الشقاء, فخرج وقالوا: ما صنعت؟ فقال: علقنا ولله، والله ما ينجينا من الناس إلا قتله وما يحل لنا قتله، فأدخلوا عليه رجلاً من بني ليث، فقال: ممن الرجل؟ فقال: ليثي، فقال: لست بصاحبي، قال: وكيف؟ فقال: ألست الذي دعا لك النبي صلى الله عليه وسلم في نفر أن تحفظوا يوم كذا وكذا؟ قال: بلى. قال: فلن تضيع، فرجع وفارق القوم، فأدخلوا عليه رجلاً من قريش فقال: يا عثمان، إني قاتلك، قال: كلا يا فلان، لا تقتلني، قال: وكيف؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر لك يوم كذا وكذا فلن تقارف دماً حراماً. فاستغفر ورجع، وفارق أصحابه فأقبل عبد الله بن سلام حتى
(2/712)
قام على باب الدار ينهاهم عن قتله، وقال: يا قوم لا تسلوا سيف الله عليكم، فوالله إن سللتموه لا تغمدوه، ويلكم إن سلطانكم اليوم يقوم بالدرة، فإن قتلتموه لا يقوم إلا بالسيف. ويلكم إن مدينتكم محفوفة بملائكة الله، والله لئن قتلتموه لتتركنها، فقالوا: يا ابن اليهودية، وما أنت وهذا فرجع عنهم, قالوا: وكان آخر من دخل عليه ممن رجع إلى القوم محمد بن أبي بكر، فقال له عثمان: ويلك أعلى الله تغضب هل لي إليك جرم إلا حقه أخذته منك؟ فنكل ورجع, قالوا: فلما خرج محمد بن أبي بكر وعرفوا انكساره، ثار قتيرة وسودان بن حمران السكونيان والغافقي، فضربه الغافقي بحديدة معه، وضرب المصحف برجله فاستدار المصحف فاستقر بين يديه، وسالت عليه الدماء، وجاء سودان بن حمران ليضربه، فانكبت عليه نائلة ابنة الفرافصة، واتقت السيف بيدها، فتعمدها ونفح أصابعها فأطن أصابع يدها وولت، فغمز أوراكها، وقال: إنها لكبيرة العجيزة، وضرب عثمان فقتله، ودخل غلمة لعثمان مع القوم لينصروه - وقد كان عثمان أعتق من كف منهم - فلما رأوا سودان قد ضربه، أهوى له بعضهم فضرب عنقه فقتله، ووثب قتيرة على الغلام فقتله، وانتهبوا ما في البيت وأخرجوا من فيه، ثم أغلقوه على ثلاثة قتلى, فلما خرجوا إلى الدار، وثب غلام لعثمان آخر على قتيرة فقتله، ودار القوم فأخذوا ما وجدوا، حتى تناولوا ما على النساء، وأخذ رجل
(2/713)
ملاءة نائلة - والرجل يدعى كلثوم بن تجيب - فتنحت نائلة، فقال: ويح أمك من عجيزة ما أتمك، وبصر به غلام لعثمان فقتله وقتل، وتنادى القوم: أبصر رجل من صاحبه، وتنادوا في الدار: أدركوا بيت المال لا تسبقوا إليه، وسمع أصحاب بيت المال أصواتهم وليس فيه إلا غرارتان فقالوا: النجاء، فإن القوم إنما يحاولون الدنيا، فهربوا وأتوا بيت المال فانتهبوه وماج الناس فيه، فالتانيء يسترجع ويبكي والطارئ يفرح، وندم القوم، وكان الزبير قد خرج من المدينة، فأقام على طريق مكة لئلا يشهد مقتله، فلما أتاه الخبر بمقتل عثمان وهو بحيث هو، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله عثمان، وانتصر له، وقيل له: إن القوم نادمون، فقال: دبروا دبروا {وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} 1 الآية، وأتى الخبر طلحة، فقال: رحم الله عثمان وانتصر له وللإسلام، وقيل له: إن القوم نادمون. فقال: تباً لهم وقرأ: {فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُون} 2. وأتى علي فقيل: قتل عثمان، فقال: رحم الله عثمان، وخلف علينا بخير، وقيل: ندم القوم، فقرأ: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإنْسَانِ اكْفُرْ} 3 الآية، وطُلب سعد، فإذا هو في حائطه، وقد قال: لا
__________
1 سورة سبأ، الآية (54).
2 سورة يس، الآية (50).
3 سورة الحشر، الآية (16).
(2/714)
أشهد قتله، فلما جاءه قتله قال: فررنا إلى المدينة تدنينا وقرأ: {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} 1 اللهم أندمهم ثم خذهم.
ولبعض ما جاءت به هذه الرواية شواهد صحيحة، تقدمت منها: قول أبي هريرة: هذا يوم طاب أمضرب2 وعرض الخارجين على عثمان الخلع وقوله لهم: ولا تغنيت ولا تمنيت، ولا وضعت يميني على عورتي منذ بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولست خالعاً قميصاً كسانيه الله عز وجلّ3"4.
7- قال الطبري: وكتب إليّ السري عن شعيب عن سيف عن محمد وطلحة وأبي حارثة وأبي عثمان قالوا: قتل عثمان رضي الله عنه يوم الجمعة لثماني عشرة ليلة مضت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين على رأس إحدى عشرة سنة، وأحد عشر شهراً واثنين وعشرين يوماً من مقتل عمر رضي الله عنه"5.
__________
1 سورة الكهف، الآية (104).
2 انظر الملحق الرواية رقم: [93].
3 انظر (ص: )
4 تاريخ الأمم والملوك (4/ 389-392).
5 تاريخ الأمم والملوك (4/ 416).
(2/715)
8- روى ابن عساكر: من طريق السري1 بن يحيى قال: أنا شعيب بن إبراهيم، نا سيف بن عمر عن أبي حارثة وأبي عثمان ومحمد وطلحة قالوا: قتل عثمان لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة يوم الجمعة في آخر ساعة دخلوا عليه وهو يدعو: اللهم لا تكلني إلى نفسي فتعجز عني، ولا إلى الدنيا فتغرني، ولا إلى الناس فيخذلوني، ولكن تول أنت صلاح آخرتي التي أصير إليها، وأخرجني من الدنيا سالماً، اللهم حل بينهم وبين ما يشتهون من الدنيا. وبغضهم إلى خلقك واجعلهم شيناً على من تولاهم، أما والله لولا أنها ساعة الجمعة وأني أمرت أن أدعو عليكم لما فعلت ولصبرت.
فقتل - رحمه الله -، وقتل قاتله، وقتل ناصره، وأغلق الباب على ثلاثة قتلى، وفي الدار أحد المصريين. وقتل قاتله، فقالت نائلة لعبد الرحمن بن عديس: إنك أمس القوم بي رحماً، وأولاهم بأن تقوم بأمري، أغرب عني هؤلاء الأموات: فشتمها وزجرها حتى إذا كان في جوف الليل خرج مروان حتى يأتي دار عثمان، فأتاه زيد بن ثابت، وطلحة بن عبيد الله، وعليّ، والحسن، وكعب بن مالك وعامة من ثم من الصحابة، وتوافى إلى موضع الجنائز صبيان ونساء، فأخرجوا عثمان فصلى عليه مروان، ثم خرجوا به حتى انتهوا به إلى البقيع، فدفنوه فيه مما يلي حشان كوكب.
__________
1 تقدمت ترجمته.
(2/716)
حتى إذا أصبحوا أتوا أعبد عثمان فأخرجوهم، فرأوهم، فمنعوهم من أن يدفنوهم، فأدخلوهم حشان كوكب، فلما انفشوا خرجوا بهما فدفنوهما إلى جنب عثمان ومع كل واحد منهما خمسة نفر وامرأة: فاطمة أم إبراهيم بن عربي.
ثم رجعوا فأتوا كنانة بن بشر فقالوا: إنك أمس القوم بنا رحماً، فأمر بهاتين الجيفتين اللتين في الدار أن تخرجا، فكلمهم في ذلك فأبوا؛ فقال: أنا جار لآل عثمان من أهل مصر، ومن لفهم، فأخرجوهما فارموا بهما، فجر بأرجلهما، فرمي بهما في البلاط فأكلتهما الكلاب.
وكان العبدان اللذان قتلا يوم الدار يقال لهما: نجيح وصبيح، فكان اسماهما الغالب على أسماء الرقيق، لفضلهما وبلائهما ولم يحفظ الناس اسم الثالث"1.
9- قال الطبري: "وأما سيف فإنه روى فيما كتب به إليّ السري عن شعيب عنه عن أبي حارثة وأبي عثمان ومحمد وطلحة أن عثمان لما قتل أرسلت نائلة إلى عبد الرحمن بن عديس فقالت له: إنك أمس القوم رحماً وأولاهم بأن تقوم بأمري، أغرب عني هؤلاء الأموات. قال: فشتمها، وزجرها، حتى إذا كان في جوف الليل خرج مروان حتى أتى دار عثمان، فأتاه زيد بن ثابت، وطلحة بن عبيد الله،
__________
1 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 536-538).
(2/717)
وعليّ، والحسن، وكعب بن مالك، وعامة من ثم من سحابه، فتوافى إلى موضع الجنائز صبيان، ونساء، فأخرجوا عثمان فصلى عليه مروان، ثم خرجوا به حتى انتهوا إلى البقيع، فدفنوه فيه مما يلي حش كوكب، حتى إذا أصبحوا أتوا أعبد عثمان الذين قتلوا معه فأخرجوهم. فرأوهم فمنعوهم من أن يدفنوا، فأدخلوهم حش كوكب، فلما أمسوا خرجوا بعبدين منهم، فدفنوهما إلى جنب عثمان، ومع كل واحد منهما خمسة نفر وامرأة فاطمة أم إبراهيم بن عدي، ثم رجعوا فأتوا كنانة بن بشر، فقالوا: إنك أمس بنا رحماً، فأمر بهاتين الجيفتين اللتين في الدار أن تخرجا، فكلمهم في ذلك فأبوا، فقال: أنا جار لآل عثمان من أهل مصر ومن لف لفهم، فأخرجوهما فارموا بهما، فجرا بأرجلهما فرمي بهما على البلاط، فأكلتهما الكلاب، وكان العبدان اللذان قتلا يوم الدار يقال لهما نجيح وصبيح، فكان اسماهما الغالب على الرقيق لفضلهما وبلائهما، ولم يحفظ الناس اسم الثالث، ولم يغسل عثمان، وكفن في ثيابه ودمائه ولا غسل غلاماه"1.
10- قال الطبري: "كتب إليّ السري2 عن شعيب عن سيف عن محمد3 وطلحة وأبي
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 414-415).
2 تقدمت ترجمته.
3 محمد بن عبد الله بن سواد بن نويرة، لم أجد له ترجمة.
(2/718)
حارثة وأبي عثمان قالوا: لما كان في شوال سنة خمس وثلاثين خرج أهل مصر في أربع رفاق على أربعة أمراء؛ المقلل يقول: ستمائة، والمكثر يقول: ألف. على الرفاق عبد الرحمن بن عديس البلوي، وكنانة بن بشر التجيبي، وعروة بن شيبم الليثي، وأبو عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وسواد بن رومان الأصبحي، وزرع بن يشكر اليافعي، وسودان بن حمران السكوني، وقتيرة بن فلان السكوني، وعلى القوم جميعاً الغافقي بن حرب العكي، ولم يجترئوا أن يعلموا الناس بخروجهم إلى الحرب، وإنما أخرجوا كالحجاج ومعهم ابن سوداء1. وخرج أهل الكوفة في أربع رفاق، وعلى الرفاق زيد بن صوحان العبدي، والأشتر النخعي، وزياد بن النضر الحارثي، وعبد الله بن الأصم، أحد بني عامر بن صعصعة، وعددهم كعدد أهل مصر، وعليهم جميعاً عمرو بن الأصم. وخرج أهل البصرة في أربع رفاق، وعلى الرفاق حكيم بن جبلة العبدي، وذريح بن عباد العبدي، وبشر بن شريح الحطم بن ضبيعة القيسي، وابن المحرش بن عبد بن عمرو الحنفي؛ وعددهم كعدد أهل مصر، وأميرهم جميعاً حرقوص بن زهير السعدي سوى من تلاحق بهم من الناس.
فأما أهل مصر فإنهم كانوا يشتهون علياً، وأما أهل البصرة فإنهم كانوا يشتهون طلحة، وأما أهل الكوفة فإنهم كانوا يشتهون الزبير.
__________
1 ابن سوداء هو: عبد الله بن سبأ.
(2/719)
فخرجوا وهم على الخروج جميع وفي الناس شتى لا تشك كل فرقة إلا أن الفلج معها، وأن أمرها سيتم دون الآخرين، فخرجوا حتى إذا كانوا من المدينة على ثلاث، تقدم ناس من أهل البصرة فنزلوا ذا خشب، وناس من أهل الكوفة فنزلوا الأعوص، وجاءهم ناس من مصر، وتركوا عامتهم بذي مروة. ومشى فيما بين أهل مصر وأهل البصرة زياد بن النضر وعبد الله بن الأصم وقالا: لا تعجلوا ولا تعجلونا حتى ندخل لكم المدينة ونرتاد، فإنه بلغنا أنهم قد عسكروا لنا، فوالله إن كان أهل المدينة قد خافونا واستحلوا قتالنا ولم يعلموا علمنا فهم إذا علموا علمنا أشد، وأن أمرنا هذا لباطل، وإن لم يستحلوا قتالنا ووجدنا الذي بلغنا باطلاً لنرجعن إليكم بالخبر. قالوا: اذهبا، فدخل الرجلان فلقينا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وعلياً، وطلحة، والزبير وقالا: إنما نأتم هذا البيت، ونستعفي هذا الوالي من بعض عمالنا، ما جئنا إلا لذلك، واستأذناهم للناس بالدخول فكلهم أبى ونهى وقال: بيض ما يفرخن. فرجعا إليهم فاجتمع من أهل مصر نفر فأتوا علياً، ومن أهل البصرة نفر فأتوا طلحة، ومن أهل الكوفة نفر فأتوا الزبير، وقال كل فريق منهم إن بايعوا صاحبنا ولا كدناهم وفرقنا جماعتهم، ثم كررنا حتى نبغتهم، فأتى المصريون علياً وهو في عسكر عند أحجار الزيت، عليه حلة أفواف معتم بشقيقة حمراء يمانية، متقلد السيف، ليس عليه قميص، وقد
(2/720)
سرح الحسن1 إلى عثمان فيمن اجتمع إليه. فالحسن جالس عند عثمان، وعليّ عند أحجار الزيت، فسلم عليه المصريون وعرضوا له، فصاح بهم واطّردهم، وقال: لقد علم الصالحون أن جيش ذي المروة وذي خشب ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، فارجعوا لا صحبكم الله. قالوا: نعم، فانصرفوا من عنده على ذلك.
وأتى البصريون طلحة وهو في جماعة أخرى إلى جنب عليّ، وقد أرسل ابنيه إلى عثمان، فسلم البصريون عليه وعرضوا له، فصاح بهم واطردهم، وقال: لقد علم المؤمنون أن جيش ذي المروة وذي خشب والأعوص ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم.
وأتى الكوفيون الزبير وهو في جماعة أخرى، وقد سرح ابنه عبد الله إلى عثمان، فسلموا عليه وعرضوا له، فصاح بهم واطردهم وقال: لقد علم المسلمون أن جيش ذي المروة وذي خشب والأعوص ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، فخرج القوم وأروهم أنهم يرجعون، فانفشوا عن ذي خشب، والأعوص حتى انتهوا إلى عساكرهم وهي ثلاث مراحل، كي يفترق أهل المدينة ثم يكروا راجعين. فافترق أهل المدينة لخروجهم.
فلما بلغ القوم عساكرهم كروا بهم، فبغتوهم فلم يفجأ أهل المدينة إلا والتكبير في نواحي المدينة، فنزلوا في مواضع عساكرهم، وأحاطوا بعثمان وقالوا: من كف يده فهو آمن.
__________
1 الحسن بن علي -رضي الله عنهما -تقدمت ترجمته.
(2/721)
وصلى عثمان بالناس أياماً، ولزم الناس بيوتهم، ولم يمنعوا أحداً من كلام، فأتاهم الناس فكلموهم وفيهم عليّ، فقال: ما ردكم بعد ذهابكم، ورجوعكم عن رأيكم؟ قالوا: أخذنا مع بريد كتاباً بقتلنا، وأتاهم طلحة فقال البصريون مثل ذلك، وأتاهم الزبير فقال الكوفيون مثل ذلك، وقال الكوفيون والبصريون: فنحن ننصر إخواننا ونمنعهم جميعاً، كأنما كانوا على ميعاد. فقال لهم عليّ: كيف علمتم يا أهل الكوفة ويا أهل البصرة بما لقي أهل مصر، وقد سرتم مراحل، ثم طويتم نحونا؟ هذا والله أمر أبرم بالمدينة. قالوا: فضعوه على ما شئتم لا حاجة لنا في هذا الرجل، ليعتزلنا. وهو في ذلك يصلي بهم، وهم يصلون خلفه، ويغشى من شاء عثمان وهم في عينه أدق من التراث، وكانوا لا يمنعون أحداً من الكلام، وكانوا زمراً بالمدينة، يمنعون الناس من الاجتماع.
وكتب عثمان إلى أهل الأمصار يستمدهم: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فإن الله عز وجل بعث محمداً بالحق بشيراً ونذيراً، فبلغ عن الله ما أمره به، ثم مضى وقد قضى الذي عليه، وخلف فينا كتابه، فيه حلاله وحرامه، ويبان الأمور التي قدر، فأمضاها على ما أحب العباد وكرهوا، فكان الخليفة أبوبكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه ثم أدخلت في الشورى عن غير علم ولا مسألة عن ملأ من الأمة، ثم أجمع أهل الشورى على ملأ منهم ومن الناس عليّ، على غير طلب مني ولا محبة، فعملت
(2/722)
فيهم ما يعرفون ولا ينكرون تابعاً غير مستتبع، متبعاً غير مبتدع، مقتدياً غير متكلف. فلما انتهت الأمور، وانتكث الشر بأهله بدت ضغائن وأهواء عليَّ غير أجرام ولا ترة فيما مضى إلا إمضاء الكتاب، فطلبوا أمراً وأعلنوا غيره بغير حجة ولاعذر، فعابوا علي أشياء مما كانوا يرون، وأشياء عن ملأ من أهل المدينة لا يصلح غيرها، فصبرت لهم نفسي، وكففتها عنهم منذ سنين، وأنا أرى وأسمع، فازدادوا على الله عز وجل جرأة، حتى أغاروا علينا في جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرمه، وأرض الهجرة، وثابت إليهم الأعراب فهم كالأحزاب أيام الأحزاب، أو من غزانا بأحد إلا ما يظهرون، فمن قدر على اللحاق بنا فليلحق.
فأتى الكتاب أهل الأمصار، فخرجوا على الصعبة والذلول، فبعث معاوية حبيب بن مسلمة الفهري، وبعث عبد الله بن سعد معاوية بن حديج السكوني، وخرج من أهل الكوفة القعقاع بن عمرو.وكان المحضضين بالكوفة على إغاثة أهل المدينة عقبة بن عمرو، وعبد الله بن أبي أوفى، وحنظلة بن الربيع التميمي، في أمثالهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. وكان المحضضين بالكوفة من التابعين أصحاب عبد الله مسروق بن الأجدع، والأسود بن يزيد، وشريح بن الحارث، وعبد الله بن عكيم في أمثالهم، يسيرون فيها، ويطوفون على مجالسها، يقولون: يا أيها الناس إن الكلام اليوم وليس غداً، وإن النظر يحسن اليوم ويقبح غداً، وإن القتال يحل اليوم ويحرم غداً، انهضوا إلى خليفتكم وعصمة أمركم.
وقال بالبصرة عمران بن حصين وأنس بن مالك، وهشام بن عامر
(2/723)
في أمثالهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون مثل ذلك، ومن التابعين كعب بن سور وهرم بن حيان العبدي، وأشباه لهما يقولون ذلك، وقام بالشام عبادة بن الصامت، وأبو الدرداء، وأبو أمامة في أمثالهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون مثل ذلك، ومن التابعين شريك بن خباشة النميري، وأبو مسلم الخولاني، وعبد الرحمن بن غنم بمثل ذلك. وقام بمصر خارجة في أشباه له، وقد كان بعض المحضضين قد شهد قدومهم، فلما رأوا حالهم انصرفوا إلى أمصارهم بذلك وقاموا فيهم.
ولما جاءت الجمعة التي على إثر نزول المصريين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عثمان فصلى بالناس ثم قام على المنبر فقال: يا هؤلاء العدى الله الله؛ فوالله، إن أهل المدينة ليعلمون أنكم ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، فامحوا الخطايا بالصواب، فإن الله عز وجل لا يمحو السيء إلا بالحسن.
فقام محمد بن مسلمة، فقال: أنا أشهد بذلك، فأخذه حكيم بن جبلة فأقعده، فقام زيد بن ثابت فقال: ابغني الكتاب، فثار إليه من ناحية أخرى محمد بن أبي قتيرة فأقعده وقال فأفظع، وثار القوم بأجمعهم فحصبوا الناس حتى أخرجوهم من المسجد، وحصبوا عثمان حتى صرع عن المنبر مغشياً عليه، فاحتمل فأدخل داره، وكان المصريون لا يطمعون في أحد من أهل المدينة أن يساعدهم إلا ثلاثة نفر، فإنهم كانوا يراسلونهم: محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حذيفة، وعمار بن ياسر، وشمر أناس من الناس فاستقتلوا، منهم سعد بن مالك، وأبو هريرة، وزيد بن ثابت،
(2/724)
والحسن بن عليّ؛ فبعث إليهم عثمان بعزمه لما انصرفوا، فانصرفوا، وأٌبل عليّ عليه السلام حتى دخل على عثمان، وأقبل طلحة حتى دخل عليه، وأقبل الزبير حتى دخل عليه يعودونه من صرعته، ويشكون بثهم، ثم رجعوا إلى منازلهم"1.
11- قال الطبري: كتب إليّ السري2 عن شعيب عن سيف عن محمد3 وطلحة وعطية4 قالوا: كتب عثمان إلى أهل الأمصار: أما بعد، فإني آخذ العمال بموافاتي في كل موسم، وقد سلطت الأمة منذ وليت على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فلا يُرْفع عليّ شيء ولا على أحد من عمالي إلا أعطيته، وليس لي ولعيالي حق قبل الرعيّة إلا متروك لهم. وقد رفع إليّ أهل المدينة أن أقواماً يشتمون وآخرون يضربون، فيا من ضُرب سراً، وشتم سراً، من ادعى شيئاً من ذلك فليواف المواسم فليأخذ بحقه حيث كان مني أو من عمالي، أو تصدقوا فإن الله يجزي المتصدقين. فلما قرئ في الأمصار أبكى الناس، ودعوا لعثمان وقالوا: إن الأمة لتمخض بشر، وبعث إلى عمال
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (348-353).
2 تقدمت ترجمته.
3 محمد بن عبد الله بن سواد بن نويرة، لم أجد له ترجمة.
4 عطية بن الحارث، أبو روق، الهمداني، الكوفي، صاحب التفسير، صدوق، من الخامسة، د س ق (التقريب/ 4615).
(2/725)
الأمصار فقدموا عليه: عبد الله بن عامر، ومعاوية، وعبد الله بن سعد، وأدخل معهم في المشورة سعيداً وعمراً، فقال: ويحكم ما هذه الشكاية؟ وما هذه الإذاعة؟ إني والله لخائف أن تكونوا مصدوقاً عليكم وما يعصب هذا إلا بي، فقالوا له: ألم تبعث؟ ألم نرجع إليك الخبر عن القوم؟ ألم يرجعوا ولم يشافههم أحد بشيء؟ لا والله ما صدقوا ولا بروا، ولا نعلم لهذا الأمر أصلاً، وما كنت لتأخذ به أحداً فيقيمك على شيء، وما هي إلا إذاعة لا يحل الأخذ بها، ولا الانتهاء إليها, قال: فأشيروا عليّ. قال سعيد بن العاص: هذا أمر مصنوع بصنع في السر، فيلقى به غير ذي المعرفة، فيخبر به، فيتحدث به في مجالسهم، قال: فما دواء ذلك؟ قال: طلب هؤلاء القوم ثم قتل هؤلاء الذين يخرج هذا من عندهم, وقال عبد الله بن سعد: خذ من الناس الذين عليهم إذا أعطيتهم الذي لهم، فإنه خير من أن تدعهم. قال معاوية: قد وليتني فوليت قوماً لا يأتيك عنهم إلا الخير، والرجلان أعلم بناحيتيهما، قال: فما الرأي؟ قال: حسن الأدب، قال: فما ترى يا عمرو؟ قال: أرى أنك قد لنت لهم وتراخيت عنهم،وزدتهم على ما كان يصنع عمر، فأرى أن تلزم طريقة صاحبيك، فتشتد في موضع الشدة وتلين في موضع اللين. إن الشدة تنبغي لمن لا يألو الناس شراً، واللين لمن يخالف الناس بالنصح، وقد فرشتهما جميعاً اللين, وقام عثمان فحمد الله وأثنى عليه وقال: كل ما أشرتم به عليّ قد
(2/726)
سمعت، ولكل أمر باب يؤتى منه، إن هذا الأمر الذي يخاف على هذه الأمة كائن وإن بابه الذي يغلق عليه، فيكفكف به اللين والمؤاتاة والمتابعة إلا في حدود الله تعالى ذكره، التي لا يستطيع أحد أن يبادي بعيب أحدها، فإن سده شيء فرفق، فذاك والله ليفتحن، وليست لأحد عليّ حجة حق، وقد علم الله أني لم آل الناس خيراً، ولا نفسي. والله إن رحا الفتنة لدائرة، فطوبى لعثمان إن مات ولم يحركها. كفكفوا الناس، وهبوا لهم حقوقهم، واغتفروا لهم، وإذا تعوطيت حقوق الله فلا تدهنوا فيها.
فلما نفر عثمان أشخص معاوية، وعبد الله بن سعد إلى المدينة، ورجع ابن عامر وسعيد معه، ولما استقل عثمان رجز الحادي:
قد علمت ضوامر المطي ... وضامرات عوج القسي
أن الأمير بعده عليّ ... وفي الزبير خلف رضي
وطلحة الحامي لها ولي
فقال كعب وهو يسير خلف عثمان: الأمير والله بعده صاحب البغلة، وأشار إلى معاوية"1.
12- قال الطبري: وكتب إليّ السري عن شعيب عن سيف عن أبي حارثة2 وأبي عثمان قالا:
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 342-343).
2 لم أجد له ترجمة.
(2/727)
لما ولي عثمان أقر عمرو بن العاص على عمله، وكان لا يعزل أحداً إلا عن شكاة أو استعفاء من غير شكاة، وكان عبد الله بن سعد من جند مصر، فأمر عبد الله بن سعد على جنده، ورماه بالرجال، وسرحه إلى إفريقية، وسرح معه عبد الله بن نافع بن عبد القيس وعبد الله بن نافع بن الحصين الفهريين، وقال لعبد الله بن سعد: إن فتح الله عز وجل عليكم غداً إفريقية، فلك مما أفاء الله على المسلمين خمس الخمس من الغنيمة نفلاً.
وأمر العبدين على الجند، ورماهما بالرجال وسرحهما إلى الأندلس، وأمرهما وعبد الله بن سعد بالاجتماع على الأجل، ثم يقيم عبد الله بن سعد في عمله ويسيران إلى عملهما.
فخرجوا حتى قطعوا مصر، فلما وغلوا في أرض إفريقية فأمعنوا انتهوا إلى الأجل، ومعه الأفناء فاقتتلوا فقتل الأجل، قتله عبد الله بن سعد؛ وفتح أفريقية سهلها وجبلها. ثم اجتمعوا على الإسلام وحسنت طلعتهم، وقسم عبد الله ما أفاء الله عليهم على الجند، وأخذ خمس الخمس، وبعث بأربعة أخماسه إلى عثمان مع ابن وثيمة النصري، وضرب فسطاطاً في موضع القيروان، ووفد وفداً، فشكوا عبد الله فيما أخذ، فقال لهم: أنا نفلته - وكذلك كان يصنع - وقد أمرت له بذلك، وذاك إليكم الآ، فإن رضيتم فقد جاز، وإن سخطتم فهو رد، قالوا: فإنا نسخطه، قال: فهو رد، وكتب إلى عبد الله برد ذلك واستصلاحهم، قالوا: فاعزله عنا، فإنا لا نريد أن يتأمر علينا، وقد وقع ما وقع، فكتب إليه أن استخلف على
(2/728)
أفريقية رجلاً ممن ترضى ويرضون، واقسم الخمس الذي كنت نفلتك في سبيل الله، فإنهم قد سخطوا النفل. ففعل ورجع عبد الله بن سعد إلى مصر وقد فتح أفريقية، وقتل الأجل. فما زالوا من أسمع أهل البلدان، وأطوعهم إلى زمان هشام بن عبد الملك، أحسن أمة سلاماً وطاعة، حتى دب إليهم أهل العراق، فلما دب إليهم دعاة أهل العراق واستثاروهم شقوا عصاهم، وفرقوا بينهم إلى اليوم. وكان من سبب تفريقهم ردوا على أهل الأهواء، فقالوا: إنا لا نخالف الأئمة بما تجني العمال ولا نحمل ذلك عليهم، فقالوا لهم: إنما يعمل هؤلاء بأمر أولئك، فقالوا لهم: لا نقبل ذلك حتى نبورهم، فخرج ميسرة في بضعة عشر إنساناً حتى يقدم على هشام، فطلبوا الإذن، فصعب عليهم، فأتوا الأبرش، فقالوا: أبلغ أمير المؤمنين أن أميرنا يغزو بنا وبجنده، فإذا أصاب نفلهم دوننا وقال: هم أحق به، فقلنا: هو أخلص لجهادنا لأنا لا نأخذ منه شيئاً، إن كان لنا فهم منه في حِلٍّ، وإن لم يكن لنا لم نرده. وقالوا: إذا حاصرنا مدينة قال: تقدموا وأخر جنده فقلنا: تقدموا، فإنه ازدياد في الجهاد، ومثلكم كفى إخوانه، فوقيناهم بأنفسنا وكفيناهم. ثم إنهم عمدوا إلى ماشيتنا، فجعلوا يبقرونها على السخال، يطلبون الفراء البيض، لأمير المؤمنين، فيقتلون ألف شاة فيجلد، فقلنا: ما أيسر هذا لأمير المؤمنين، فاحتملنا ذلك، وخليناهم وذلك. ثم إنهم سامونا أن يأخذوا كل جميلة من بناتنا، فقلنا: لم نجد هذا في كتاب ولا سنة، ونحن مسلمون، فأحببنا أن نعلم: أعن رأي أمير المؤمنين ذلك أم لا؟ قال: نفعل. فلما طال عليهم ونفدت نفقاتهم، كتبوا أسماءهم في رقاع،
(2/729)
ورفعوها إلى الوزراء، وقالوا: هذه أسماؤنا وأنسابنا، فإن سألكم أمير المؤمنين عنا فأخبروه، ثم كان وجههم إلى أفريقية فخرجوا على عامل هشام فقتلوه، واستولوا على أفريقية، وبلغ هشاماً الخبر، وسأل عن النفر، فرفعت إليه أسماؤهم، فإذا هم الذين جاء الخبر أنهم صنعوا ما صنعوا".
13- قال الطبري: وفيما كتب إليّ السري عن شعيب عن سيف عن أبي حارثة وأبي عثمان قالا: مات عثمان رضي الله عنه وعلى الشام معاوية، وعامل معاوية على حمص عبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعلى قنسرين حبيب بن مسلمة، وعلى الأردن أبو الأعور بن سفيان، وعلى فلسطين علقمة بن حكيم الكناني، وعلى البحر عبد الله بن قيس الفزاري، وعلى القضاء أبو الدرداء"1.
14- قال الطبري: كتب إليّ السري عن شعيب عن سيف عن أبي حارثة وأبي عثمان قالا:
لما قدم مسيرة أهل الكوفة على معاوية أنزلهم داراً، ثم خلا بهم، فقال لهم وقالوا له، فلما فرغوا قال: لم تؤتوا إلا من الحمق، والله ما أرى منطقاً سديداً، ولا عذراً مبيناً، ولا حلماً ولا قوة، وإنك يا صعصعة لأحمقهم، اصنعوا وقولوا ما شئتم ما لم تدعوا شيئاً من أمر الله، فإن كل
__________
1 تاريخ الأمم والملوك (4/ 421).
(2/730)
القسم الثامن: مرويات محمد بن عمر الواقدي عن الفتنة
...
فكلم عثمان محمد بن مسلمة، فخرج في خمسين راكباً من الأنصار، فأتوهم بذي خشب، فردهم، ورجع القوم حتى إذا كانوا بالبويب1وجدوا غلاماً لعثمان معه كتاب إلى عبد الله بن سعد، فكراو، فانتهوا إلى المدينة، وقد تخلف بها من الناس الأشتر وحكيم بن جبلة، فأتوا بالكتاب.
فأنكر عثمان أن يكون كتبه، وقال: هذا مفتعل، قالوا: فالكتاب كتاب كاتبك قال: أجل، ولكنه كتبه بغير أمري. قالوا: فإن الرسول الذي وجدنا معه الكتاب غلامك. قال: أجل، ولكنه خرج بغير إذني. قالوا: فالجمل جملك. قال: أجل، ولكنه أخذ بغير علمي. قالوا: ما أنت إلا صادق أو كاذب، فإن كنت كاذباً فقد استحققت الخلع لما أمرت به من سفك دمائنا بغير حقها، وإن كنت صادقاً فقد استحققت أن تخلع لضعفك وغفلتك وخبث بطانتك؛ لأنه لا ينبغي لنا أن نترك على رقابنا من يقتطع مثل هذا الأمر دونه لضعفه وغفلته.
__________
1 البُوَيْبُ: بلفظ تصغير الباب، مدخل أهل الحجاز إلى مصر (ياقوت، معجم البلدان 1/ 512).
(2/730)
القسم التاسع: الروايات المتعلقة بعبد الله بن سبأ
1- قال ابن عساكر: أخبرنا أبو البركات الأنماطي1 أنا أبو الطاهر2 أحمد بن الحسن. وأبو الفضل أحمد بن الحسن3 قالا: أنا عبد الملك بن محمد بن عبد الملك4 أنا أبو علي بن الصواف5 نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة6: نا
__________
1 أبو البركات الأنماطي، عبد الوهاب بن المبارك، وثقه السمعاني، والسلفي، وابن ناصر (الذهبي، سير أعلام النبلاء: 20/ 134-137)
2 أحمد بن الحسن بن أحمد الكرجي، الباقلاني، البغدادي، ولد سنة 416 ? ت سنة 489 ? وثقه السمعاني (الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 144، تذكرة الحفاظ 1227)
3 أحمد بن الحسن بن أحمد بن خيرون، البغدادي، الباقلاني، قال السمعاني: "ثقة عدل متقن" (الذهبي، سير أعلام النبلاء 19/ 105)
4 عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران، أبو القاسم الأموي، ولد سنة 339 ? وتوفي سنة 443 ? قال عنه الخطيب البغدادي: "كان صدوقاً ثبتاً صالحاً". (تاريخ بغداد 10/ 432 –433).
5 محمد بن عمر بن أحمد بن الحسن الصواف، وثقه الخطيب البغدادي (تاريخ بغداد 1/289)
6 محمد بن عثمان ابن أبي شيبة العبسي، أبو جعفر الكوفي، مؤرخ لرجال الحديث، من الحفاظ، مختلف في توثيقه، قال الذهبي: "له تآليف مفيدة، منها التاريخ الكبير، توفي في بغداد، عن نيف وثمانين سنة. وفي الظاهرية: أرواق من مسائل ابن أبي شيبة . خ.
(الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 3/ 42، ابن عدي، الكامل في الضعفاء 6/229، الذهبي، ميزان الاعتدال 3/101، ابن حجر، لسان الميزان 5/281، وانظر مخطوطات الظاهرية 235) ذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يروي عن العراقيين، كتب عنه أصحابنا" (الثقات 9/155) ووثقه صالح بن محمد جزرة. وقال مسلمة بن قاسم: " لابأس به كتب الناس عنه ولا أعلم أحداً تركه" وقال ابن عدي: "ولم أر له حديثاً منكراً فأذكره"، وقال أيضاً: "لا بأس به".
(2/883)
محمد بن العلاء1 نا أبوبكر ابن عياش2 عن مجالد3 عن الشعبي4 قال: "أول من كذب، عبد الله بن سبأ"5.
وهذا إسناد قوي: لا يعلله ما في مجالد من كلام، لأنه متجه إلى ما طرأ عليه من تغير للحفظ في آخر عمره.
قال ابن مهدي: "حديث مجالد عند الأحداث أبي أسامة وغيره ليس بشيء، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم، وهؤلاء يعني أنه تغير حفظه في آخر عمره"6.
وقال يعقوب بن سفيان: "تكلم الناس فيه، وهو صدوق"7.
__________
1 محمد بن العلاء بن كريب، ثقة حافظ، من العاشرة (التقريب/ 6204) (الخطيب، تاريخ بغداد 3/140)
2 أبو بكر بن عياش، ثقة عابد، لما كبر ساء حفظه، وكتابه صحيح، من السابعة، مات سنة 194 ?، وقد قارب المائة، وروايته في مقدمة صحيح مسلم ع (التقريب/ 7985)
3 مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني، تقدمت ترجمته.
4 الشعبي عامر بن شراحيل ثقة مشهور،من الثالثة، مات بعد المائة، وله نحو 80 سنة ع (التقريب/ 3092).
5 تاريخ دمشق (عبد الله بن سالم – عبد الله بن أبي عائشة ص 4)
6 ابن حجر (تهذيب التهذيب 10/ 40-41).
7 المصدر نفسه.
(2/884)
وشعبة، وهشيم، من السابعة، وحماد من الثانية، والراوي هنا عنه من السابعة فتعادل روايته رواية الكبار عنه، لا الأحداث.
والشعبي ولد ما يقارب سنة 20 من الهجرة، وتوفي بعد المائة، فيدل ذلك على أن ابن سبأ كان معروفاً قبل انتهاء القرن الأول، أي قبل ولادة سيف بن عمر التميمي.
وبهذا يتبين بطلان ما ذهب إليه من وهّم شخصية ابن سبأ، وجعلها خيالية، مدعياً تفرد سيف بن عمر بإثباتها، بل جعلها من نسج خيال سيف.
ويشهد لشيء مما في هذه الرواية، ويفسرها ما رواه مسلم عن ابن سيرين قال: "لم يكونوا يسألون عن الإسناد، فلما وقعت الفتنة، قالوا: سمّوا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم، وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم"1.
فبين ابن سيرين أنه لم يكن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً في القرن الأول، حتى إنهم كانوا لا يسألون عن الإسناد، فلما ظهرت الفتنة احتاجوا إلى البحث عن الرجال، وتسميتهم ليعرف الكاذب من الصادق.
فما جاء عن الشعبي في رواية ابن عساكر هذه كلام ابن سيرين ويبين بأن عبد الله بن سبأ هو أول من فتح باب الكذب بفتحه باب الفتنة التي أدت إلى الكذب، كما يفهم من قول ابن سيرين.
__________
1 مقدمة صحيح مسلم (1/ 15).
(2/885)
ولا يعلل بعنعنة سفيان الثوري، لأنه قليل التدليس، قال البخاري: "ما أقل تدليسه!"1.
وذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين2 وهم الذين احتمل الأئمة تدليسهم، وأخرجوا لهم في الصحيح، لإمامتهم وقلة تدليسهم في جنب ما رووا3.
2- قال أبو إسحاق الفزاري: "عن شعبة4 عن سلمة بن كهيل5 عن أبي الزعراء6 عن زيد بن وهب7 أن سويد بن غفلة8: دخل على علي في إمارته، فقال: إني مررت بنفر يذكرون أبا بكر وعمر، يرون أنك تضمر لهما مثل ذلك.
منهم عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله أول من أظهر ذلك.
__________
1 ابن حجر (طبقات امدلسين 32 عاصم).
2 ابن حجر (طبقات المدلسين 32 عاصم).
3 نفسه (ص: 13).
4 شعبة هو ابن الحجاج، تقدمت ترجمته.
5 سلمة بن كهيل الحضرمي، أبو يحيى الكوفي، ثقة، من الرابعة،ع (التقريب/ 2508)
6 عبد الله بن هانئ،أبو الزعراء الأكبر، الكوفي، وثقه العجلي، من الثانية، د س (التقريب/ 3677).
7 تقدمت ترجمته.
8 تقدمت ترجمته.
(2/886)
فقال علي: ما لي ولهذا الخبيث الأسود، ثم قال: معاذ الله أن أضمر لهما إلا الحسن الجميل، ثم أرسل إلى عبد الله بن سبأ، فسيره إلى المدائن، وقال: لا يساكنني في بلدة أبداً، ثم نهض إلى المنبر، حتى اجتمع الناس فذكر القصة في ثنائه عليهما بطوله.
وفي آخره: ألا ولا يبلغني عن أحد يفضلني عليهما إلا جلدته حد المفتري"1.
إسناد صحيح: رجاله كلهم ثقات.
3- قال أبو يعلى: حدثنا أبو كريب2 محمد بن العلاء، حدثنا محمد بن الحسن الأسدي3 حدثنا هارون بن صالح4 الهمداني، عن الحارث بن
__________
1 ذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان (3/ 290) وابو إسحاق هو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة الفزاري، الإمام، ثقة، حافظ، له تصانيف، من الثامنة، مات سنة 185?، وقيل بعدها (التقريب/ 230) وله كتاب السير في الأخبار والأحداث، ولعل هذا الخبر فيه، وذكر الزركلي أن الجزء الثاني من هذا الكتاب مخطوط على الرق، وأجزاء منه على الكاغد في خزانة القرويش بفاس رقم (3062 وأن فيه تلفاً كثيراً (الأعلام 1/ 59).
2 تقدمت ترجمته.
3 محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي، الكوفي، لقبه "التلّ"، صدوق، فيه لين، من التاسعة، مات سنة 200?، خ س ق (التقريب/ 5816).
4 هارون بن صالح الهمداني، مستور، من السادسة، تمييز (التقريب/ 7233).
(2/887)
عبد الرحمن1 عن أبي الجلاس2 قال: "سمعت علياً يقول لعبد الله السبائي: ويلك والله ما أفضى إليّ بشيء كتمه أحداً من الناس، ولقد سمعته يقول: "إن بين يدي الساعة ثلاثين كذاباً وإنك لأحدهم"3.
ورواه من طريقه: ابن عساكر4 وذكره الهيثمي5 وقال: "رواه أبو يعلى ورجاله ثقات"6.
وذكره الحافظ ابن حجر في لسان الميزان7 وفيه: "لعبد الله بن سبأ" ورواه النسائي في مسند علي8.
في إسناده ضعف: فإن أبا جلاس، مجهول العين والحال، ومثله هارون بن صالح وقد وثق الأخير ابن حبان وثقه .
__________
1 الحارث بن عبد الرحمن القرشي، العامري، خال ابن أبي ذئب، صدوق، من الخامسة، مات سنة 129?، وله 73سنة ع (التقريب/ 1031).
2 أبو الجلاس الكوفي، مجهول، من الثالثة، عس (التقريب/ 8029). قال مسلم: "سمع علياً" (الكنى 96).
3 المسند (1/ 349-350).
4 تاريخ دمشق (عبد الله بن سالم -عبد الله بن أبي عائشة، 6).
5 مجمع الزوائد (7/ 333).
6 (3/ 289-290).
7 كما في تهذيب الكمال للمزي (1595).
8 مجمع الزوائد (7/ 333).
(2/888)
4- روى أبو طاهر المُخَلِّص1 من طريق: عبد الله بن شريك العامري2 عن أبيه3 قال: "قيل لعلي: إن هنا قوماً على باب المسجد يدَّعون أنك ربهم، فدعاهم فقال لهم: ويلكم ما تقولون؟ قالوا: أنت ربنا وخالقنا ورازقنا، فقال: ويلكم إنما أنا عبد مثلكم آكل الطعام كما تأكلون، وأشرب كما تشربون، وإن أطعت الله أثابني إن شاء الله وإن عصيته خشيت أن يعذبني، فاتقوا الله، وارجعوا، فأبوا.
فلما كان من الغد غدوا عليه، فجاء قنبر، فقال: قد والله رجعوا يقولون ذلك الكلام، قال: أدخلهم، قالوا كذلك، فلما كان الثالث، قال: لئن قلتم ذلك لأقتلنكم لأخبث قتلة، فابو إلا ذلك، فقال: يا قنبر ائتني بفعلة معهم مرورهم، فخدّ لهم أخدوداً بين باب المسجد والقصر، وقال: احفروا فأبعدوا في الأرض، وجاء بالحطب فطرحه بالنار في الأخدود.
وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعوا، فأبوا أن يرجعوا، فقذف بهم فيها، حتى إذا احترقوا، قال:
__________
1 محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا، أبو طاهر المخلص، وثقه الخطيب البغدادي، وقال عنه العتقي: "شيخ صالح ثقة"، ولد سنة 305 ?، وتوفي سنة 393 ? (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 2/322-232)
2 عبد الله بن شريك العامري، الكوفي، صدوق يتشيع، أفرط الجوزجاني فكذبه، من الثالثة، س (ابن حجر، التقريب، 3384)
3 لم أجد له ترجمة.
(2/889)
إني إذا رأيت الأمر أمراً منكراً ... أوقدت ناري ودعوت قنبراً"1.
قال الحافظ: "وهذا سند حسن" 2.
وقد روى البخاري في صحيحه3 شاهداً لبعض هذه الرواية فقال: "حدثنا أبو النعمان محمد بن الفضل، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، قال: "أتي عليّ رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم، فبلغ ذلك ابن عباس فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم، لنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تعذبوا بعذاب الله"، ولقتلتهم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه".
ورواه أيضاً4 من طريق: سفيان عن أيوب به نحوه.
5- قال ابن سعد: "أخبرنا كثير بن هشام5 قال: حدثنا جعفر بن برقان6 قال: حدثنا ربيع بن أبي زينب الكوفي7 عن أي المنحاب البصري8:
__________
1 ذكر رواية أبي طاهر هذه: الحافظ ابن حجر في فتح الباري (12/270)
2 فتح الباري (12/ 270)
3 فتح الباري (12/ 267)
4 فتح الباري (6/149)
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 لم أجد له ترجمة.
8 لم أجد له ترجمة.
(2/890)
أن رجلاً كان يأتي إبراهيم النخعي1 فيتعلم منه، فيسمع قوماً يذكرون أمر علي وعثمان، فقال: أنا أتعلم من هذا الرجل، وارى الناس مختلفين في أمر علي وعثمان، فسأل إبراهيم النخعي عن ذلك، فقال: "ما أنا بسَبَلِيّ ولا مرجئ"2.
ولم أقف على ما يبين معنى السبلية، ويحتمل أنها مصحفة من السبأية؛ لتقارب رسميهما جداً، كما أن سياق الرواية يقوي هذا الاحتمال.
فإن الناس كانوا في أمر علي وعثمان أقسام، منهم من يعرف فضلهما وقدرهما، ومنهم من يقع فيهما، ومنهم من يتوقف في أمرهما يرجئ الكلام فيهما3.
ومعلوم أن الذين يقعون فيهما هم الخوارج الذين كان بذرتهم ابن سبأ.
فلما سأل النخعيَ تلميذه عن أمرهما؛ بين له أنه ليس من السبأية الذين يقعون فيهما، ولا من القسم الثاني الذي يتوقفون في أمرهما.
والنخعي ولد سنة ست وأربعين ومائة -تقريباً- وتوفي سنة ست
__________
1 تقدمت ترجمته.
2 الطبقات (6/275)
3 وكان يسمى هؤلاء بالمرجئة؛ وهم غير المرجئة في مسائل الإيمان (انظر تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر 2/ 320-321).
(2/891)
وتسعين ومائة1 مما يبين أن السبأية كانت معروفة في عصر سيف بن عمر التميمي، فإن سيفاًَ توفي في حدود السنة الثمانين بعد المائة2.
6- قال ابن عساكر: أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب3 أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي4.ح. وأخبرنا أبو محمد بن عبد الرحمن بن أبي الحسن بن أبي إبراهيم الداراني5 أنا سهل بن بشر6 أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن منير الخلال7 قال: أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله
__________
1 ابن حجر (تقريب التهذيب 270).
2 ذكر الحافظ ابن حجر: أنه مات في زمن الرشيد، (تقريب التهذيب 2724)، وخلافة الرشيد ما بين سنتي؛ سبعين ومائة وثلاث وتسعين ومائة -تقريباً -(الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 14/ 5-13).
3 لم أجد له ترجمة.
4 علي بن محمد بن علي، أبو القاسم الفارسي، مسند الديار المصرية،روى عن الذهلي، توفي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة (الذهبي، العبر 2/ 283).
5 لم أجد له ترجمة.
6 سهل بن بشر أبو الفرج، الإسفرائيني، ثم الدمشقي، الصوفي المحدث، ولد سنة تسع وأربعمائة، وتوفي سنة إحدى وتسعين وأربعمائة (الذهبي، العبر 2/ 364).
7 علي بن منير بن أحمد الخلال، أبو الحسن، مصري الشاهد، روى عن أبي الطاهر الذهلي (الذهبي، العبر 2/ 275).
(2/892)
الذهلي1 نا أبو أحمد بن عبدوس2 نا محمد بن عباد3 نا سفيان4 نا عبد الجبار بن العباس الهمداني5 عن سلمة بن كهيل6 عن حُجَيَّة بن عدي الكندي7 قال: رأيت علياً وهو على المنبر، وهو يقول: من يعذرني من هذا الحميت الأسود، الذي يكذب على الله وعلى رسوله؟ -يعني: ابن الأسود- لولا أن لا يزال يخرج علي عصابة تنعى علي دمه، كما ادعيت علي دماء أهل
__________
1 أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله القاضي البغدادي، ولي قضاء واسط، ثم بغداد ثم دمشق، ثم الديار المصرية، وكان مالكي المذهبب، فصيحاً مفوهاً، شاعراً، أخبارياً، حاضر الجواب، غزير الحفظ، توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة، وقد قارب التسعين (الذهبي، العبر 2/ 126).
2 محمد بن عبدوس بن كامل البغدادي، أبو أحمد السلمي السراج، قال الخطيب: "كان من أهل العلم، والمعرفة والفضل" وقال ابن المنادى: توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين، وكان من المعدودين في الحفظ وحسن المعرفة بالحديث، أكثر الناس عنه لثقته وضبطه، وقال أحمد بن كامل القاضي: "كان حسن الحديث كثيره، ثبتاً، لا أعمله غير شيبه" (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 2/ 382).
3 محمد بن عباد بن جعفر بن رفاعة بن أمية بن عابد المخزومي المكي، ثقة، من الثالثة. ع ابن حجر (التقريب/ 5992).
4 سفيان هو ابن عيينة، فقد روى عنه محمد بن عباد (المزي، تهذيب الكمال خ1/515)
5 عبد الجبار بن العبّاس الشِّبَامي، نزل الكوفي، صدوق يتشيّع، من السابعة، بخ، قد، ت (التقريب/ 3741).
6 تقدمت ترجمته.
7 حُجَيَّة بن عدي الكندي، صدوق يخطئ،من الثالثة، ت (ابن حجر، التقريب/150)
(2/893)
النهر لجعلت منهم ركاماً1"2.
7- قال ابن عساكر: "قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن3 عن أبي الحسين الآبَنُوسي4 أنا أحمد بن عبيد بن الفضل5 ح. وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز6 أنا علي بن محمد بن خَزَفَةَ7. قالا: نا محمد بن الحسين8 نا ابن أبي خيثمة9: نا
__________
1 الرَّكْمُ: جمع الشيء فوق آخر، حتى يصير ركاماً، مركوماً؛ كرُكَامِ الرَّمْل (الفيرز آبادي، القاموس المحيط، ص 11440)
2 ابن عساكر، تاريخ دمشق (جزء عبد الله بن سالم -عبد الله بن أبي عائشة ص5)
3 يحيى بن الحسن بن أحمد البناء، تقدمت ترجمته.
4 محمد بن أحمد بن محمد، قال الخطيب: "كتبت عنه وكان سماعه صحيحاً". سمع الدارقطني، وأبا حفص بن شاهين (تاريخ بغداد 1/356)
5 أحمد بن عبيد بن الفضل بيري، أبو بكر: لم أجد له ترجمة. وتتمة اسمه من تاريخ دمشق (جزء عبد الله بن سالم – عبد الله بن أبي عائشة ص: 710)
6 لم أجد له ترجمة .
7 لم أجد له ترجمة .
8 محمد بن الحسين بن محمد بن سعيد، الزعفراني، أبو عبد الله، الواسطي، سمع أبا بكر أحمد بن أبي خيثمة، وكان عنده كتاب التاريخ عنه، وثقه السمعاني، توفي سنة 337 ? (الأنساب 6/ 300-301).
9 أحمد بن زهير بن حرب النسائي الأصل، البغدادي، أبو بكر بن أبي خيثمة، الحافظ الكبير ابن الحافظ، ولد سنة 205 ? قال الخطيب: "كان ثقة عالماً متقناً حافظاً بصيراً بأيام الناس وأئمة الأدب"، توفي سنة 279 ? (تاريخ بغداد 4/ 164، لسان الميزان 1/ 174).
(2/894)
محمد بن عبّاد1 نا سفيان2 عن عمار الدُّهْني3 قال: سمعت أبا الطفيل4 يقول: رأيت المسيب بن نَجَبَة5أتى به مُلَبِّبَه6يعني: ابن السوداء، وعليُّ على المنبر، فقال علي: ما شأنه؟ فقال: يكذب على الله وعلى رسوله"7.
8- قال ابن عساكر: أخبرنا أبوبكر أحمد بن المظفر بن الحسين بن سوسن التمار8- في كتابه - وأخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السِنْجي بمرو9 عنه،
__________
1 تقدمت ترجمته.
2 هو: ابن عيينة، فقد روى عنه، محمد بن عباد المكي (المزي، تهذيب الكمال،1/ 515 خ)
3 عمار بن معاوية الدُّهني، أبو معاوية البَجَلي، الكوفي، صدوق يتشيّع، من الخامسة، مات سنة 133? م 4 (ابن حجر، التقريب 4833)
4 عامر بن واثلة بن عبد الله الليثي، أبو الطفيل، ولد عام أحد، ورأى النبي (، وروى عن أبي بكر فمن بعده، وعُمِّر إلى أن مات سنة عشر ومائة على الصحابة على الصحيح، وهو آخر من مات من الصحابة. ع (ابن حجر، التقريب 3111)
5 المسيَّب بن نَجَبَة، الكوفي، مخضرم، من الثانية، مقبول، قتل سنة 65? ت (ابن حجر، التقريب 6677)
6 لبَّبَهُ تلبيباً؛ جمع ثيابه عند نحره في الخصومة، ثم جرّه. (الفيروز آبادي، القاموس المحيط 171)
7 تاريخ دمشق (جزء عبد الله بن سالم – عبد الله بن أبي عائشة ص: 5)
8 لم أجد له ترجمة.
9 في الرواة محمد بن محمد بن عبد الله المؤمل، أبو طاهر البزاز الأنباري، سكن بغداد، وحدث بها عن أبي بكر محمد بن إسماعيل الوراق، وعن أحمد بن يحيى الدوسي الأنباري، وروى عنه الخطيب البغدادي، وقال عنه: "كان صدوقاً صالحاً ديناً"، ولد سنة ست وستين وثلاثمائة، ومات ببغداد سنة إحدى وخمسين وأربعمائة (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 3/ 237).
(2/895)
أنا أبو علي بن شاذان: نا أبوبكر محمد بن جعفر بن محمد ابن محمد الأَدَمي1 نا أحمد بن موسى الشطوي2 نا أحمد بن عبد الله ابن يونس3 نا أبو الأحوص4 عن مغيرة5 عن سماك6 قال: بلغ علياً أن ابن السوداء ينتقص أبا بكر وعمر، فدعا به، ودعا بالسيف - أو قال: فهَمَّ بقتله - فكُلِّم فيه، فقال: لا يساكنني ببلد أنا فيه. قال: فسيره إلى المدائن"7.
__________
1 محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة بن يزيد بن عبد الملك الأدمي القارئ، كان من أحسن الناس صوتاً بالقرآن، وأجهرهم بالقراءة، توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة، وقد اختلط بآخره (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 2/ 147-149).
2 أحمد بن موسى بن يزيد بن موسى، أبو جعفر البزاز، المقرئ، المعروف بالشطوي، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: "كتبت عنه مع أبي وهو صدوق"، ووثقه الدارقطني، وقال ابن المنادي: "كان صالحاً مقبولاً عند الحكام ومن أهل القرآن والحديث" مات سنة سبع وسبعين ومائتين (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 5/ 141).
3 تقدمت ترجمته.
4 سلام بن سليم، تقدمت ترجمته.
5 مغير بن مقسم الضبي، تقدمت ترجمته.
6 سماك تقدمت ترجمته.
7 ابن عساكر (تاريخ دمشق، جزء عبد الله بن سالم - عبد الله بن أبي عائشة ص:7)
(2/896)
9- قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري1 وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة2؛ قالا: أنا أبو الحسين بن مكي3 أنا أبو القاسم المُؤَمَّل بن أحمد بن محمد الشيباني4: نا يحيى بن محمد بن صاعد5 نا بُنْدَار6 نا محمد بن جعفر7 نا شعبة8 عن سلمة9 عن زيد بن وهب10 عن
__________
1 كتب عنه الحسن بن أبي الحديد وقال: "كان حافظاً للقرآن مستوراً"، توفي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة (ابن عساكر، تاريخ دمشق، خ 18/ 44-45).
2 عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس، أبو محمد السلمي الحداد، قال عنه الحافظ ابن عساكر: "كان ثقة مأموناً مستوراً" ت سنة ست وعشرين وخمسمائة (ابن عساكر، تاريخ دمشق، خ 10/ 426-427).
3 محمد بن مكي بن عثمان الأزدي المصري، وثقه الكتاني وغيره، توفي سنة إحدى وستين وأربعمائة (الذهبي، العبر 2/ 312).
4 المؤمل بن أحمد بن محمد، أبو القاسم الشيباني البزاز، حدث عنه محمد بن مكي الأزدي، المصري، وثقه الخطيب البغدادي، ولد سنة وسبع وتسعين ومائتين، ومات بمصر سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 13/ 183-184).
5 تقدمت ترجمته.
6 محمد بن بشار بن عثمان العبدي، أبو بكر، بُنْدَار، ثقة، من العاشرة، مات سنة اثنتين وخمسين، وله بضع وثمانون سنة، ع (ابن حجر، التقريب 5754).
7 تقدمت ترجمته.
8 تقدمت ترجمته.
9 تقدمت ترجمته.
10 تقدمت ترجمته.
(2/897)
علي؛ قال: ما لي وما لهذا الحَمِيت الأسود؟ قال1: ونا يحيى بن محمد2 نا بندار3 نا محمد بن جعفر4 نا شعبة5 عن سلمة6؛ قال: سمعت أبا الزعراء يحدث عن علي - عليه السلام7-؛ قال: ما لي وما لهذا الحَمِيت الأسود؟"8.
10- قال ابن عساكر: أنبأنا أبوبكر محمد بن طرخان بن بُلْتَكِين بن بَحْكَم9 أنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق10؛ قال: قرئ على أبي القاسم عبيد الله بن علي بن عبيد الله الرقي11 نا أبو أحمد عبيد الله بن
__________
1 أي أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمد الشيباني.
2 تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 تقدمت ترجمته.
5 تقدمت ترجمته.
6 تقدمت ترجمته.
7 انظر (ص: ) فليس من الصواب تخصيص علي رضي الله عنه بهذه العبارة.
8 ابن عساكر، تاريخ دمشق (جزء عبد الله بن سالم - عبد الله بن أبي عائشة ص:5)
9 أبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن مبارز التركي، ثم البغدادي، المحدث النحوي، أحد الفضلاء، وكان فيه زهد وورع تام (الذهبي، العبر 2/ 401).
10 لم أجد له ترجمة.
11 عبيد الله بن علي بن عبد الله، أبو القاسم الرقي، سكن بغداد، كان أحد العلماء بالنحو والأدب، واللغة، عارفاً بالفرائض وقسمة المواريث، كتب عنه الخطيب البغدادي، وقال: "كان صدوقاً" ولد سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة، ومات سنة خمسين وأربعمائة. (الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد 10/ 387-388).
(2/898)
محمد بن أبي مسلم1 أنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد2 أخبرني الغطفاني3 عن رجاله، عن الصادق4 عن آبائه الطاهرين5عن جابر6.قال: لما بويع علي خطب الناس، فقام عبد الله بن سبأ، فقال له: أنت دابة الأرض. قال: فقال له: اتق الله، فقال له: أنت الملك، فقال له: اتق الله، فقال له: أنت خلقت الخلق، وبسطت الرزق، فأمر بقتله. فاجتمعت الرافضة؛ فقالت: دعه وانفه إلى ساباط المدائن، فإنك إن
__________
1 عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ (الذهبي، المقتنى في سرد الكنى1/63)
2 لم أجد له ترجمة.
3 يبدو أنه مصحف من الشيباني: أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد، المعروف بثعلب، فهو شيخ أبي عمر الزاهد، ويشهد لذلك استئناف الخبر بـ: (قال ثعلب) (حاشية: 2، ص: 7، من تاريخ دمشق، جزء عبد الله بن سالم -عبد الله بن أبي عائشة).
4 جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو عبد الله المعروف بالصادق، صدوق فقيه إمام، من السادسة، مات ثمان وأربعين ومائة. بخ م 4 (ابن حجر، التقريب 950). روى عن جده لأمه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأبيه أبي جعفر محمد بن علي الباقر، قيل لأبي بكر بن أبي عياش: ما لك لم تسمع من جعفر بن محمد وقد أدركته؟ فقال: سألناه عما يتحدث به من الأحاديث، أشيء سمعته؟ قال: لا، ولكنها رواية رويناها عن آبائنا (المزي، تهذيب الكمال خ 1/ 199).
5 تقدمت ترجمة أبيه: أبي جعفر محمد بن علي.
6 جابر بن عبد الله بن حرام، الصحابي رضي الله عنه، تقدمت ترجمته.
(2/899)
قتلته بالمدينة خرجت أصحابه علينا وشيعته، فنفاه إلى ساباط المدائن فَثَمَّ القرامطة والرافضة. قال ثم قامت إليه طائفة وهم السبأية، وكانوا أحد عشر رجلاً، فقال: ارجعوا، فإني علي بن أبي طالب، أبي مشهور وأمي مشهورة، وأنا ابن عم محمد صلى الله عليه وسلم. فقالوا: لا نرجع، دع داعيك، فاحرقهم بالنار، وقبورهم في الصحراء أحد عشر مشهورة، فقال من بقي ممن لم يكشف رأسه منهم: علمنا أنه إله؛ واحتجوا بقول ابن عباس لا يعذب بالنار إلا خالقها.
قال ثعلب: وقد عذب بالنار قبل علي، أبوبكر الصديق، شيخ الإسلام رضي الله عنه وذاك أنه رفع إليه رجل يقال له الفجاءة، وقالوا إنه شتم النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، فأخرجه إلى الصحراء فأحرقه بالنار.
قال: فقال ابن عباس: قد عذب أبوبكر بالنار فاعبدوه أيضاً"1.
إسناده ضعيف: لما فيه من مجاهيل.
__________
1 ابن عساكر، تاريخ دمشق (جزء عبد الله بن سالم -عبد الله بن أبي عائشة ص: 7 -8).
(2/900)
مصادر ومراجع
...
المصادر والمراجع
1- ابن سبأ حقيقة لا خيال للدكتور/ سعدي الهاشمي /ط1/ 1406هـ/ مكتبة الدار بالمدينة النبوية.
2- أسد الغابة لابن الأثير: عز الدين أبو الحسن علي بن محمد الجزري المتوفى سنة 630هـ /دار الفكر/ بيروت.
3- الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم: أحمد بن عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني، المتوفى سنة 287هـ/ مخطوط، منه مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية/ قسم المخطوطات.
4- الأسامي والكنى لأحمد بن حنبل الشيباني، المتوفى سنة 241هـ بتحقيق عبد الله بن يوسف الجديع /دار الأقصى/ الكويت/ الطبعة الأولى، 1406هـ.
5- الاستيعاب في أسماء الأصحاب لابن عبد البر: يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري المتوفى سنة 463هـ / دار العلوم الحديثة/ الطبعة الأولى 1328هـ.
6- الإسلام والصحابة الكرام بين السنة ولاشيعة لمحمد بهجة البيطار.
7- الإسناد من الدين ومن خصائص أمة سيد المرسلين للدكتور عاصم بن عبد الله القريوتي / مكتبة المعلا/ الطبعة الأولى 1406هـ.
(2/1015)
8- الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، المتوفى سنة 852هـ / دار العلوم الحديثة/ الطبعة الأولى، 1328هـ.
9- الأعلام للزركلي /دار العلم للملايين/ بيروت/ الطبعة السادسة 1984م.
10- الأمالي للمحاملي: الحسين بن إسماعيل بن محمد المحاملي، المتوفى سنة 330هـ / مخطوط / منه مصورة في مكتبة الجامعة الإسلامية/ قسمن المخطوطات.
11- الأنساب للسمعاني: عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني، المتوفى سنة 562هـ بتحقيق: عبد الرحمن بن يحيى المعلمي/ دائرة المعارف العثمانية/ الهند/ الطبعة الأولى 1382هـ.
12- البداية والنهاية لابن كثير: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، المتوفى سنة 774هـ / بتحقيق أحمد أبي ملحم وزملائه/ دار الكتب العلمية/ بيروت/ الطبعة الأولى، 1405هـ.
13- التاريخ لابن معين: يحيى بن معين المتوفى سنة 232هـ بتحقيق أحمد نور سيف/ مركز البحث العلمي إحياء التراث الإسلامي جامعة الملك عبد العزيز/ الطبعة الأولى 1399هـ.
(2/1016)
14- التاريخ لابن زرعة الدمشقي: عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان النصري، المتوفى سنة 281هـ / بتحقيق شكر الله بن نعمة الله القوجاني/ مجمع اللغة العربية/ 1400هـ.
15- التاريخ لخليفة بن خياط المتوفى سنة 240هـ بتحقيق أكرم العمري/ دار طيبة/ الرياض/ الطبعة الثانية/ 1405هـ.
16- التاريخ الصغير للبخاري: محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة 256هـ؛ بتحقيق محمود إبراهيم زايد /دار المعرفة / بيروت/ الطبعة الأولى / 1406هـ.
17- التاريخ الكبير للبخاري: محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة 256هـ/ بتحقيق محمود إبراهيم زايد/ دار الكتب العلمية/ بيروت.
18- التبيين لأسماء المدلسين لسبط بن العجمي الشافعي/ بتحقيق يحيى شفيق/ دار الكتب العلمية/ بيروت/ الطبعة الأولى 1406هـ.
19- التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة للسخاوي: شمس الدين السخاوي المتوفى سنة 902هـ / نشر أسعد طرابزوني/ 1399هـ.
20- التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان لمحمد بن يحيى بن أبي بكر الأشعري المالقي الأندلسي المتوفى سنة 741هـ/ بتحقيق محمود زايد/ دار الثقافة/ الدوحة / الطبعة الأولى / 1405هـ.
(2/1017)
21- التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل للمعلمي عبد الرحمن بن يحيى المعلمي العمي اليماني / المكتب الإسلامي / بيروت / الطبعة الثانية 1406هـ.
22- الثقات لابن حبان البستي: محمد بن حبان بن أحمد بن أبي حاتم التميمي المتوفى سنة 965هـ / مؤسسة الكتب الثقافية / الطبعة الأولى 1393هـ.
23- الجامع الصحيح لمسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري المتوفى سنة 261هـ / بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي / دار إحياء التراث/ بيروت.
24- الجامع الصحيح للبخاري: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة المتوفى سنة 256هـ / مع فتح الباري.
25- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: أبو عبد الرحمن عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327هـ / دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الأولى.
26- الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك لعبد القادر حبيب الله السندي / مكتبة المعلا / 1406هـ.
27- الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت لابن البناء: الحسن ابن أحمد بن عبد الله البغدادي المتوفى سنة 471هـ / بتحقيق يوسف
(2/1018)
الجديع / دار العاصمة / عبد المعيد / عالم الكتب / بيروت / الطبعة الثالثة 1401هـ.
28- الرواة المختلف فيهم لابن شاهين: أبو حفص عمر بن أحمد ابن عثمان المتوفى سنة 385هـ / ضمن كتاب تاريخ جرجان للسهمي / تحت مراقبة الدكتور محمد عبد المعيد / عالم الكتب / بيروت / الطبعة الثالثة 1401هـ.
29- الرواة المختلف فيهم لابن شاهين: أبو حفص عمر بن أحمد ابن عثمان المتوفى سنة 385هـ / مخطوط منه مصورة في مكتبة الشيخ حماد بن محمد الأنصاري؛ تغمده الله برحمته.
30- الروض المعطار في خبر الأقطار لمحمد بن عبد المنعم الحميري المتوفى سنة 900هـ / تحقيق الدكتور إحسان عباس / مكتبة لبنان / بيروت / الطبعة الثانية/ 1984م.
31- الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري: أبو جعفر أحمد / دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الأولى 1405هـ.
32- الزهد / للإمام أحمد بن حنبل الشيباني المتوفى سنة 256هـ / بتحقيق الدكتور محمد جلال شرف / دار النهضة العربية / بيروت.
(2/1019)
33- السنن للدارمي: أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل الدارمي المتوفى سنة 255هـ بتحقيق محمد أحمد دهمان / دار إحياء السنة النبوية / بيروت.
34- السنن لسعيد بن منصور المتوفى سنة 227هـ / بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي / دار الكتب العلمية / بيروت الطبعة الأولى 1405هـ.
35- السنن للنسائي: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي المتوفى سنة 303هـ / دار إحياء التراث العربي / بيروت / الطبعة الأولى.
36- السنن لأبي داود: سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي المتوفى سنة 275هـ / بتحقيق محمد محي الدين عبد الحميد.
37- السنن الكبرى للبيهقي: أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى سنة 458هـ / دار الكتب العلمية / بيروت.
38- السنن بشرح السيوطي للنسائي: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي المتوفى سنة 303هـ / بترقيم أبي غدة / دار المعرفة / بيروت / مكتب المطبوعات الإسلامية / حلب / الطبعة الأولى.
(2/1020)
39- السيرة النبوية لابن هشام / بتحقيق مصطفى السقا / مؤسسة علوم القرآن / 1404هـ.
40ـ الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية، تقي الدين أحمد بن عبد الحليم المتوفى سنة 728هـ- / المكتبة العصرية، بيروت، 1411هـ.
41- الضعفاء الكبير للعقيلي: أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد العقيلي المكي بتحقيق عبد المعطي أمين قلعجي / دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الأولى.
42- الطبقات الكبرى لابن سعد: محمد بن سعد المتوفى سنة 230هـ/ المجلس العلمي في الجامعة الإسلامية في المدينة النبوية / الطبعة الأولى.
43- الطبقات لخليفة بن خياط. شباب. العصفري المتوفى سنة 230هـ بتحقيق أكرم ضياء العمري / دار طيبة / الرياض / الطبعة الثانية 1402هـ.
44- الطبقات الكبرى لابن سعد: محمد بن سعد المتوفى سنة 230هـ / دار صادر / بيروت.
45- العبر في خبر من غبر للذهبي: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ / بتحقيق أبي هاجر محمد
(2/1021)
السعيد بن بسيوني زغلول / دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الأولى 1405هـ.
46- العواصم من القواصم لابن العربي: أبو بكر بن العربي المالكي المتوفى سنة 543هـ / بتحقيق محب الدين الخطيب / دار الكتب السلفية/ الطبعة الأولى 1405هـ.
47- الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني لأحمد بن عبد الرحمن الساعاتي / دار إحياء التراث / بيروت / الطبعة الثانية.
48- الفرق بين الفرق لعبد القاهر بن طاهر البغدادي الإسفرائيني، المتوفى سنة 924هـ / ط1، 1405هـ / دار الكتب العلمية / بيروت / لبنان.
49- الفهرست لابن النديم: أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب إسحاق المعروف بالوراق المتوفى سنة 438هـ / دار المعرفة / بيروت 1398هـ.
50- الفهرست لابن النديم / بتحقيق رضا تجدد.
51- القاموس المحيط للفيروز آبادي: مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي / تحقيق مكتب تحقيق التراث / مؤسسة الرسالة / بيروت / الطبعة الثانية/ 1407هـ.
(2/1022)
52- القاموس المحيط للفيروز آبادي: مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي / شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي / مصر / الطبعة الثانية 1371هـ.
53- الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للذهبي: محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ، بتحقيق لجنة من العلماء / دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الأولى / 1403هـ.
54- الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي: عبد الله بن عدي الجرجاني المتوفى سنة 365هـ / دار الفكر / بيروت / الطبعة الأولى 1404هـ.
55- الكفاية للخطيب البغدادي: لأبي بكر أحمد بن علي بن ثابت المتوفى سنة 463هـ / دار الكتب الحديثة / القاهرة / الطبعة الثانية.
56- الكنى للحاكم: محمد بن عبد الله بن حمدويه النيسابوري المتوفى سنة 405هـ / مخطوط / منه نسخة مصورة في مكتبة الشيخ حماد ابن محمد الأنصاري،- رحمه الله رحمة واسعة ـ.
57- الكنى لمسلم بن الحجاج النيسابوري / مخطوط / صورته / دار الفكر / بيروت / وقدم له مطاع الطرابيشي.
(2/1023)
58- الكنى والأسماء للدولابي: محمد بن أحمد بن حماد الدولابي المتوفى سنة 310هـ / دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الثانية 1403هـ.
59- الكواكب النيرات في معرفة من اختلط من الرواة الثقات لابن الكيال: محمد بن أحمد بتحقيق عبد القيوم عبد رب النبي / مركز البحث العلمي وإحياء التراث في جامعة أم القرى / مكة المكرمة / الطبعة الأولى 1401هـ.
60- المجتمع المدني الجهاد ضد المشركين للدكتور/ أكرم العمري / الطبعة الأولى 1404هـ.
61- المحن لأبي عرب: محمد بن أحمد بن تميم التميمي المتوفى سنة 333هـ بتحقيق يحيى وهيب الجبوري / دار الغرب الإسلامي / الطبعة الأولى 1403هـ.
62- المراسيل لابن أبي حاتم: محمد بن عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي المتوفى سنة 327هـ / بتعليق أحمد عاصم الكاتب دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الأولى 1403هـ.
63- المستدرك للحاكم: محمد بن عبد الله بن حمدويه النيسابوري المتوفى سنة 405هـ/ دار المعرفة / بيروت .
(2/1024)
64- المستقصى في أمثال العرب لأبي القاسم: جار الله محمود بن عمر الزمخشري المتوفى سنة 538هـ / دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الثانية / 1397هـ.
65- المسند لابن الجعد: أبو الحسن علي بن الجعد الجوهري المتوفى سنة 230هـ / بتحقيق عبد المهدي عبد القادر عبد الهادي / مكنية الفلاح/ الكويت / الطبعة الأولى 1405هـ.
66- المسند لأبي داود الطيالسي: سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي المتوفى سنة 204هـ / مكتبة المعارف/ الرياض.
67- المسند لخليفة بن خياط المتوفى سنة 240هـ / بتحقيق الدكتور / أكرم بن ضياء العمري / الشركة المتحدة للتوزيع / بيروت/ الطبعة الأولى 1405هـ.
68- المسند لأبي يعلى الموصلي: أحمد بن علي بن المثنى التيمي المتوفى سنة 307هـ / بتحقيق حسين سليم أسد / دار المأمون للتراث / دمشق بيروت / الطبعة الأولى 1404هـ.
69- المسند لأحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هـ / بتحقيق أحمد شاكر / دار المعارف/ مصر / الطبعة الرابعة 1373هـ.
70- المسند لأحمد بن حنبل المتوفى سنة 241هـ / دار صادر/ بيروت.
(2/1025)
71- المسند للحميدي: عبد الله بن الزبير الحميدي المتوفى سنة 219هـ / بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي / عالم الكتب / بيروت.
72- المصاحف لابن أبي داود: أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان السجستاني المتوفى سنة 656هـ / مؤسسة قرطبة / الأندلس.
73- المصاحف لابن أبي داود: أبو بكر عبد الله بن أبي داود سليمان السجستاني المتوفى سنة 656هـ / دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الأولى 1405هـ.
74- المصنف لابن أبي شيبة: عبد الله بن محمد المتوفى سنة 235هـ بتحقيق عبد الخالق الأفغاني.
75- المصنف لعبد الرزاق بن همام الصنعاني المتوفى سنة 211هـ بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي / المكتب الإسلامي / بيروت / الطبعة الثانية 1403هـ.
76- المطالب العالية لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي / دار الباز.
77- المعجم لابن الأعرابي: أحمد بن محمد بن زياد بن بشر الأعرابي المتوفى سنة 340هـ / مخطوط.
78- المعجم المفهرس لألفاط الحديث النبوي لونسنك مكتبة بريل / ليدن / 1936م.
(2/1026)
79- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن لمحمد فؤاد عبد الباقي / دار الحديث / القاهرة / الطبعة الثانية / 1408هـ.
80- المعجم المفهرس لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ، منه نسخة مصورة؛ في قسم المخطوطات في مكتبة الجامعة الإسلامية.
81- المعجم الكبير للطبراني: أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360هـ بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي / وزارة الأوقاف والشؤون الدينية إحياء التراث الإسلامية / الطبعة الثانية.
82- المعرفة والتاريخ للبسوي: أبو يوسف يعقوب بن سفيان البسوي المتوفى سنة 277هـ بتحقيق الدكتور/ أكرم بن ضياء العمري / مؤسسة الرسالة / بيروت / الطبعة الثانية 1401هـ.
83- المغني في الضعفاء للذهبي: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ بتحقيق محمد صالح عبد العزيز المراد / المجلس العلمي إحياء التراث الإسلامي / الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية / الطبعة الأولى 1408هـ.
84- المقصد العلي للهيثمي: علي بن أبي بكر الهيثمي، المتوفى سنة 807هـ، مخطوط.
(2/1027)
85- المنتخب لعبد بن حميد المتوفى سنة 249هـ بتحقيق مصطفى العدوي / دار الأرقم للنشر والتوزيع / الكويت 1405هـ.
86- الموطأ لمالك بن أنس المتوفى سنة 179هـ / بتصحيح وترقيم وتخريج: محمد فؤاد عبد الباقي / دار إحياء الكتب العلمية، القاهرة.
87- النبذة في ترجمة أبي ذر وتاريخ الربذة للشيخ علي بن ثائب العمري / الطبعة الأولى 1407هـ.
88، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد الجزري ابن الأثير المتوفى سنة 606هـ / بتحقيق طاهر أحمد الزاوي وزميله / المكتبة العلمية / بيروت.
89- النهي عن سب الأصحاب للمقدسي، منه نسخة مصورة؛ في قسم المخطوطات في مكتبة الجامعة الإسلامية.
90- أنساب الأشراف للبلاذري: أحمد بن يحيى المتوفى سنة 279هـ، تحقيق الدكتور / محمد حميد الله / معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالاشتراك مع دار المعارف.
91- إيضاح المكنون لحاجي خليفة: إسماعيل باشا بن محمد أمين الباباني المتوفى سنة 1248هـ / دار الفكر / 1420هـ.
(2/1028)
92- بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود: للدكتور / عبد الله الجميلي، مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة النبوية، الطبعة الثانية، 1414هـ.
93- بقي بن مخلد ومقدمة مسنده للدكتور / أكرم ضياء العمري/ الطبعة الأولى 1404هـ.
94- تاريخ أسماء الثقات ممن نقل عنهم العلم لابن شاهين: عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين المتوفى سنة 385هـ بتحقيق عبد المعطي أمين قلعجي، دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الأولى 1406هـ.
95- تاريخ الأمم والملوك للطبري: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310هـ بتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم /دار سويدان/ الطبعة الثانية 1387هـ.
96- تاريخ المدينة لابن شبة: أبو زيد عمر بن شبة النميري البصري المتوفى سنة 262هـ بتحقيق فهيم شلتوت / السيد حبيب محمود أحمد / الطبعة الثانية.
97- تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت المتوفى سنة 463هـ / دار الكتب العلمية / بيروت.
(2/1029)
98- تاريخ جرجان للسهمي عالم الكتب / بيروت / الطبعة الثالثة 1401هـ.
99- تاريخ دمشق لابن عساكر: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المتوفى سنة 571هـ / مخطوط، صورته ونشرته مكتبة الدار في المدينة النبوية.
100- تاريخ مدينة دمشق / عاصم- عائذ/ لابن عساكر: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المتوفى سنة 571هـ / مجمع اللغة العربية / دمشق.
101- تاريخ مدينة دمشق / تراجم النساء / لابن عساكر: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المتوفى سنة 571هـ بتحقيق سكينة الشهابي / مجمع اللغة العربية / دمشق.
102- تاريخ مدينة دمشق / عبد الله بن سالم- عبد الله بن أبي عائش / لابن عساكر: أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المتوفى سنة 571هـ نشر المجمع العلمي / مجمع اللغة العربية / دمشق.
103- تجريد أسماء الصحابة للذهبي: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ / دار المعرفة / بيروت.
(2/1030)
104- تحفة الأحوذي للمباركفوري: أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المتوفى سنة 1253هـ بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان / نشر محمد عبد المحسن التركي/ المكتبة السلفية / المدينة النبوية.
105- تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف للمزي: جمال الدين أبو الحجاج يوسف بن الزكي بن المزي المتوفى سنة 742هـ بتحقيق عبد الصمد شرف الدين / المكتب الإسلامي / بيروت / الطبعة الثانية / 1403هـ.
106- تذكرة الحفاظ للذهبي: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ / مكتبة الحرم المكي / مكة المكرمة 1374هـ.
107- تعجيل المنفعة لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ / دار الكتاب العربي / بيروت.
108- تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ / بتحقيق الدكتور / عاصم القريوتي، مكتبة المنار/ الزرقاء / الطبعة الأولى.
109- تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ / بتحقيق
(2/1031)
عبد الغفار سليمان البندار وزميله / دار الكتب العلمية / بيروت/ الطبعة الأولى 1405هـ.
110- تغليق التعليق على صحيح البخاري لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ / دار عمار / الأردن عمان / الطبعة الأولى 1405هـ.
111- تفسير القرآن العظيم لابن كثير: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير المتوفى سنة 774هـ / دار التراث الإسلامي / 1400هـ.
112- تقريب التهذيب لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ / بتحقيق محمد عوامة / دار الرشيد / سوريا / الطبعة الأولى 1406هـ.
113- تلخبص المتشابه للخطيب البغدادي: أحمد بن علي بن ثابت المتوفى سنة 463هـ / تحقيق سكينة الشهابي، طلاس للدراسات والترجمة / دمشق / الطبعة الأولى 1985م.
114- تنبيه ذوي النجابة إلى عدالة الصحابة لقرشي بن عمر أحمد / علق عليه وخرج أحاديثه: نبيل بن منصور البصارة / دار الدعوة / الكويت / الطبعة الأولى / 1405هـ.
(2/1032)
115- تهذيب التهذيب لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ / مطبعة مجلس دائرة المعارف / الطبعة الأولى 1325هـ.
116- تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي: جمال الدين أبو الحجاج يوسف المتوفى سنة 742هـ قدم له: عبد العزيز رباح ومحمد أحمد عبد العزيز / دار المأمون / بيروت دمشق / الطبعة الأولى 1402هـ.
117- تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي: جمال الدين أبو الحجاج يوسف المتوفى سنة 742هـ / بتحقيق بشار عواد معروف / مؤسسة الرسالة / بيروت / الطبعة الثانية 1403هـ.
118- تهذيب سنن أبي داود وإيضاح مشكلاته لابن القيم: شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الدمشقي المتوفى سنة 751هـ / بتحقيق أحمد محمد شاكر ومحمد فقي / دار المعرفة / بيروت 1400هـ.
119- تيسير المنفعة لكتابي مفتاح كنوز السنة والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي/ لمحمد فؤاد عبد الباقي / دار الحديث / بيروت / الطبعة الثانية 1404هـ.
(2/1033)
120- تيسير الوصول إلى مواضع الحديث في كتب الأصول لعبد المجيد محمد حسين / دار الدعوة / الكويت / الطبعة الثانية 1405هـ.
121- جامع البيان على تأويل القرآن للطبري: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310هـ بتحقيق محمود شاكر/ دار المعارف/ مصر/ الطبعة الثانية.
122- جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 310هـ / شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده / الطبعة الثانية / 1373هـ.
123- جامع التحصيل في أحكام المراسيل للعلائي: صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي المتوفى سنة 761هـ بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي/ الدار العربية للطباعة/ الطبعة الأولى 1398 هـ .
124- حكم سب الصحابة لابن تيمية: تقي الدين أحمد بن عبد الحليم، المتوفى سنة 728هـ / دار الأنصار / القاهرة/ الطبعة الأولى 1978 هـ
125- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء لأبي نعيم/ دار الكتب العلمية/ بيروت/ دار الفكر/ بيروت .
(2/1034)
126- خطبة الحاجة للعلامة: محمد ناصر الدين الألباني / المكتب الإسلامي/ بيروت/ الطبعة الرابعة/ 1400 هـ
127- دراسة المتكلم فيهم من رجال تقريب التهذيب للدكتور عبد العزيز التخيفي/ رسالة دكتوراه مطبوعة على الآلة الكاتبة/ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية/ الرياض/ 1405 هـ
128- دلائل النبوة للبيهقي/ بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان / دار الفكر بيروت / الطبعة الثانية 1403 هـ.
129- ذو النورين عثمان بن عفان لعباس محمود العقاد/ دار نهضة مصر/ القاهرة.
130- رائد الطلاب لجبران مسعود/ دار العلم للملايين/ بيروت / 1981 م.
131- رجال صحيح البخاري للكلاباذي: أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين البخاري الكلاباذي المتوفى سنة 398 هـ بتحقيق عبد الله الليثي/ دار المعرفة بيروت/ الطبعة الأولى 1407 هـ.
132- رجال صحيح مسلم لابن منجويه: أحمد بن علي بن منجويه الأصبهاني، المتوفى سنة 428 هـ بتحقيق عبد الله الليثي/ دار المعرفة / بيروت / الطبعة الأولى / 1407 هـ.
(2/1035)
133- زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي: عبد الرحمن بن علي بن عل بن الجوزي المتوفى سنة 597 هـ/ المكتب الإسلامي / بيروت / الطبعة الرابعة / 1407 هـ.
134 – سلسلة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني : محمد ناصر الألباني /المكتب الإسلامي / بيروت / الطبعة الثالثة 1403 هـ
135- سنن ابن ماجه لابن ماجه: محمد بن يزيد القزويني المتوفى سنة 275 هـ بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي / دار الفكر/ بيروت .
136- سنن الترمذي ، للترمذي: أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي المتوفى سنة 297 هـ بتحقيق أحمد محمد شاكر/ دار الباز/ مكة المكرمة.
137- سنن الدراقطني: علي بن عمر المتوفى سنة 385 هـ بتحقيق عبد الله هاشم يماني المدني 1386 هـ .
138 - سير أعلام النبلاء للذهبي: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 ه- / مؤسسة الرسالة/ بيروت / الطبعة الثانية 1402 هـ.
139- شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي: هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ /
(2/1036)
مخطوط / منه نسخة مصورة في مكتبة الشيخ حماد الأنصاري- رحمه الله- .
140- شرح السنة للبغوي: الحسين بن مسعود المتوفى سنة 516هـ بتحقيق زهير الشاويش وشعيب الأرناؤوط / المكتب الإسلامي / بيروت / 1403هـ.
141- شرح العقيد الطحاوية لعلي بن علي بن محمد بن أبي العوز الدمشقي المتوفى سنة 722هـ / خرج أحاديثها العلامة محمد ناصر الدين الألباني / مكتب الدعوة الإسلامية / الأزهر.
142- شرح صحيح مسلم للنووي / دار الفكر/ بيروت 1401هـ.
143- صحيح أبي عبد الله البخاري (بشرح الكرماني) دار إحياء التراث / بيروت / الطبعة الثانية 1407هـ.
144- صحيح سنن ابن ماجه للعلامة الألباني: محمد ناصر الدين الألباني/ المكتب الإسلامي / بيروت / الطبعة الأولى 1407هـ.
145- صفة النار لابن أبي الدنيا: عبد الله بن محمد بن عبيد المتوفى سنة 281هـ.
(2/1037)
146- ضعيف سنن ابن ماجه للعلامة الألباني: محمد ناصر الدين الألباني / مكتب التربية العربي لدول الخليج / الرياض/ الطبعة الأولى 1408هـ.
147- طبقات المدلسين لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ.
148- عائشة والسياسة لسعيد الأفغاني / دار الفكر / بيروت .
149- عبد الله بن سبأ دراسة للروايات التاريخية عن دوره في الفتنة للدكتور: عبد العزيز الهلابي / رسالة نشرت في مجلة حوليات كلية الآداب في جامعة الملك سعود؛ الحولية الثامنة 1407هـ. الرسالة الخامسة والأربعون.
150- علم التاريخ عند المسلمين لفراز نزروزنثال / ترجمة الدكتور/ صالح أحمد العلي / مؤسسة الرسالة/ بيروت / الطبعة الثانية / 1403هـ.
151- عون المعبود شرح سنن أبي داود لأبي الطيب: محمد شمس الدين الحق العظيم آبادي، بتحقيق عبد الرحمن محمد عثمان/ دار الفكر / بيروت / الطبعة الثالثة 1399هـ.
(2/1038)
152- فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ / الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد / الرياض.
153- فتح المغيث للسخاوي: شمي الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة 902هـ / الطبعة الأولى 1403هـ.
154- فتح المغيث للسخاوي: شمي الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي المتوفى سنة 902هـ / دار الكتب العلمية / بيروت / الطبعة الأولى 1403هـ.
155- فجر الإسلام لأحمد أمين / دار الكتاب العربي/ بيروت / الطبعة الحادية عشرة / 1979م.
156- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون لحاجي خليفة: مصطفى بن عبد الله القسطنطيني الرومي المتوفى سنة 1067هـ / دار الفكر / 1402هـ.
157- كشف الأستار عن زوائد البزار للهيثمي: نور الدين علي ابن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807هـ بتحقيق حبيب الرحمن الأعظمي / مؤسسة الرسالة / بيروت / الطبعة الثانية 1404هـ.
158- لسان العرب لابن منظور: جمال الدين علي بن أبي بكر المتوفى سنة 807هـ / دار الرشاد الحديثة.
(2/1039)
159- لسان الميزان لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات / بيروت / الطبعة الثالثة / 1406هـ.
160- مجلة عالم الكتب / المجلد الثامن / العدد الرابع / ربيع الآخر / 1408هـ.
161- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807هـ دار الكتاب العربي / بيروت / الطبعة الثالثة / 1402هـ.
162- مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728هـ جمع وترتيب العلامة: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم / مكتبة المعارف / الرباط.
163- مختصر سنن أبي داود للمنذري: عبد العظيم بن عبد القوي ابن عبد الله بن سلامة بن سعد المتوفى سنة 656هـ بتحقيق أحمد محمد شاكر و محمد حامد الفقي / دار المعرفة / بيروت / 1400هـ.
164- مرويات العهد المكي من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم للدكتور عادل عبد الغفور عبد الغني / رسالة ماجستير / مطبوعة على الآلة الكاتبة /
(2/1040)
1408هـ/ منها نسخة في مكتبة الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية.
165- مرويات غزوة بدر جمع ودراسة وتحقيق لأحمد محمد العليمي باوزير / مكتبة طيبة / الطبعة الأولى / 1400هـ.
166- مشكاة المصابيح للتبريزي: محمد بن عبد الله بن الخطيب التبريزي بتحقيق العلامة محمد ناصر الدين الألباني / المكتب الإسلامي/ بيروت / الطبعة الثالثة/ 1405هـ.
167- مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه للهيثمي: نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي المتوفى سنة 807هـ / دار العربية / بيروت / الطبعة الأولى 1402هـ.
168- معالم السنن لخطابي: حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي المتوفى سنة 388هـ / بتحقيق العلامة أحمد محمد شاكر والعلامة محمد حامد الفقي / دار المعرفة / بيروت 1400هـ.
169- معجم الأعلام لبسام عبد الوهاب الجابي / الجفان والجابي / قبرص / الطبعة الأولى 1407هـ.
170- معجم البلدان لياقوت الحموي: شهاب الدين ياقوت بن عبد الله الحموي البغدادي المتوفى سنة 646هـ / دار بيروت / بيروت 1404هـ.
(2/1041)
171- معجم الصحابة للبغوي: عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي المتوفى سنة 317هـ / منه نسخة مصورة؛ في قسم المخطوطات في مكتبة الجامعة الإسلامية.
172- معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع للبكري: عبد الله بن عبد العزيز البكري الأندلسي المتوفى سنة 487هـ بتحقيق مصطفى السقا / عالم الكتب / بيروت / الطبعة الثالثة 1403هـ.
173- معرفة الثقات- بترتيب الهيثمي- للعجلي: أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي المتوفى سنة 261هـ بتحقيق عبد العليم بن عبد العظيم البستوي / مكتبة الدار في المدينة النبوية /الطبعة الأولى 1405هـ.
174- معرفة الصحابة لأبي نعيم المتوفى سنة 430هـ / مخطوط / منه نسخة مصورة في قسم المخطوطات في مكتبة الجامعة الإسلامية.
175- معرفة الصحابة لأبي نعيم المتوفى سنة 430هـ بتحقيق محمد راضي بن حاج عثمان / مكتبة الدار في المدينة النبوية / ومكتبة الحرمين في الرياض / الطبعة الأولى 1408هـ.
176- مفتاح كنوز السنة لآي فنسنك بتحقيق محمد فؤاد عبد الباقي/ دار إحياء التراث/ بيروت 1403هـ.
(2/1042)
177- مقتل الشهيد عثمان لابن خلف: أحمد بن كامل بن خلف المتوفى سنة 350هـ.
178- منزلة الصحابة في القرآن لمحمد صلاح محمد الصاوي / دار طيبة/ الرياض.
179- من القائل أسئلة وأجوبة في الشعر والحكم والأمثال لعبد الله بن محمد بن خميس / الطبعة الثانية / 1405هـ.
180- منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية بتحقيق محمد رشاد سالم / جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية / 1406هـ.
181- منهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام ابن تيمية: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية / دار الكتب العلمية / بيروت.
182- منهج كتابة التاريخ الإسلامي للدكتور / محمد بن صامل العلياني السلمي / دار طيبة / الرياض/ الطبعة الأولى 1406هـ.
183- موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف لأبي هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول/ عالم التراث/بيروت/الطبعة الأولى 1410هـ.
(2/1043)
184- ميزان الاعتدال للذهبي: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748هـ / بتحقيق علي محمد البجاوي / دار المعرفة / بيروت 1382هـ.
185- هدي الساري لابن حجر: أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852هـ / المطبعة السلفية.
186- هدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي / دار الفكر / 1402هـ.